"الملاك السجين" الجزء الأول

3576 Words
قعدت هنا على الكنبة اللي قدام سريرها في اوضتها و قدامها فنجان القهوة بتاعها و ماسكة في ايديها كتاب بيتكلم عن السيرة النبوية .. فضلت تقرا فيه كتير لحد ما حست ب زهق ف قامت من مكانها و مشيت في اتجاه التراس اللي في اوضتها عشان تقف و تشوف قدامها جنينة القصر اللي عايشة فيه .. او بمعنى الاصح السجن اللي محبوسة فيه .. بقت تتنفس ب عمق و هي بتشم ريحة الجو و الهوا العذب و النقي اللي كان بالنسبالها عبارة عن ا**جين سام .. بيخنقها و بيحسسها انها مش قادرة تاخد نفسها .. كانت الدنيا ليل و ضلمة جدا .. بقت تبص حواليها عشان تشوف اي حاجة او اي حد يسليها و يهون عليها الملل و الخنقة اللي عايشة فيهم طول الوقت .. لكن مشافتش غير ضالمه و اشجار كتير حاجبة عن نظرها المنظر الجميل للسما و النجوم .. مفيش ناس ولا حتى فيه حراس على باب القصر .. واقفة مقهورة بسبب الوحدة اللي هي حاساها .. كل رفاهيات الحياة م***عة منها و متقدرش تعيش حياتها زي اي بنت في سنها .. مينفعش تخرج .. مينفعش يكون ليها صحاب او حتى صاحبة واحدة بس تشاركها وحدتها .. ولا حتى حبيب يحبها و تحبه و ينسيها الوجع اللي جواها .. لكن حبيب ازاي .. هي اتجننت عشان تفكر في حاجة زي دي .. اتجننت عشان تفكر تكلم شاب و مامتها تعرف و تخلي حياتها سواد اكتر من اللي هي عايشة فيه معاها .. دي مبتسمحلهاش ب الخروج بره باب القصر بس .. مبتسمحلهاش تتعرف على اصحاب او حتى تتواصل مع اهلها و قرايبها .. يبقى هتسمحلها ازاي انها تتعرف على شاب غريب و تحبه و يكون لها علاقة بيه ؟! فضلت تفكر كتير في كل اللي بيحصل لها و في معاملة مامتها اللي كلها قسوة ليها لغاية ما تعبت من التفكير و اتن*دت تنهيدة من كتر الوجع اللي جواها حست فيها ان قلبها اتقسم نصين .. و دخلت من التراس و رمت نفسها على سريرها و كأنها بتدفن نفسها فيه و راحت في النوم و محستش ب اي حاجة حواليها تاني يوم الصبح .. رن التليفون جرت هنا عليه و ردت عشان تسمع صوت بيقول لها ب لهفة *الو يا هنا .. وحشتوني اوووي يا حبيبتي* هنا ب فرحة : حسن .. وحشتني جدا بقى .. انت هتيجي امتى .. البيت وحش من غيرك حسن : انتي اللي وحشتيني كتير انتي و ماما .. ان شاء الله هرجع على اخر الشهر اللي احنا فيه ده .. ادعيلي الكام يوم اللي فاضلين دول يعدوا على خير بقى هنا ب زعل : اخر الشهر ! ده لسه كتير اوي يا حسن .. فاضل اسبوعين بحالهم .. على العموم يا سيدي ترجع ب السلامة .. بس من دلوقتي لغاية ما ترجع ب السلامة ان شاء الله تفضل تتصل بينا كل يوم و كل شوية كمان عشان انت بتوحشني و كمان ببقى زهقانة اوي و ببقى عايزة حد اتكلم معاه .. اتفقنا ؟ حسن ب ضحكة : بس كده انت تؤمر يا قمر .. و بعدين هما اسبوعين مش كتير اوي زي ما انتي فاكرة كده دول هيعدوا هوا متقلقيش ابتسمت هنا و قالتله بهزار : ماشي يا حسونة مستنياك .. المهم انت ايه اخبارك طمني عليك ؟ حسن : الحمد لله يا حبيبتي كله تمام ناقصني وجودكوا بس .. و انتي عاملة ايه .. اوعي يكون فيه حد مزعلك ؟ هنا ب **رة نفس و ضحكة خفيفة عشان متحسسش اخوها ب زعلها : مين يعني اللي هيزعلني يا حسونة و انا بشوف بني ادمين اصلا .. متقلقش على اختك انا كويسة اوي و برضه مش ناقصني غير اني اشوفك بس حسن : يارب دايما بخير يا قلب اخوكي .. قريب ان شاء الله هتشوفيني و تقعدي معايا لغاية ما تزهقي مني و انتي اللي تقوليلي سافر بقى خنقتني هنا بتضحك : كل مرة اسمع نفس الكلمتين و برضه لا بترجع ولا بشوفك ولا بكرشك حسن : مش هرد عليكي يا ام ل**ن طويل انتي .. هي ماما مش عندك ولا ايه .. لا لسه منزلتش من اوضتها .. شكلها لسه نايمة .. اصحيهالك ؟ حسن : لا سيبيها نايمة و انا لو فضيت في نص اليوم كده هبقى اتصل تاني عشان اكلمها .. بس وصليها سلامي و بوسيلي ايديها هنا : الله يسلمك يوصل حاضر .. ياللا روح انت بقى شوف بتعمل ايه متعطلش نفسك حسن : ماشي يا نونتي هقفل انا .. انتي مش محتاجة حاجة هنا : لا يا حبيبي عايزة سلامتك ربنا يخليك ليا .. خلي بالك انت بس من نفسك حسن : ماشي يا حبيبتي .. و انتي كمان خلي بالك من نفسك .. يااللا باي باي هنا : باي و قفلت هنا التليفون عشان تلاقي صوت جاي من وراها و بيسألها مين اللي كان على التليفون يا هنا ؟ عشان تبص تلاقي مامتها *كاميليا هانم* نازلة على السلم و رايحة ناحية الصالون و بتقعد هنا و هي مبسوطة انها كلمت اخوها و قالها كلام حلو و طمنها ب رجوعه قريب : ده حسن يا مامي .. بيقولي انه راجع اخر الشهر ده .. و كمان باعتلك السلام كاميليا هانم : بجد ! الله يسلمك و يسلمه .. يرجع ب السلامة ان شاء الله هنا بتقعد جنب مامتها و بتسألها : مالك يا كاميليا هانم ؟ شكلك مش مريحني كاميليا ب نبرة حزينة : لا ابدا بس اصل ليا واحدة صحبتي تعبانة و كانت عاملة شوية تحاليل كده عشان تطمن ف هروح معاها عند الدكتور بكرة عشان نعرف نتيجة التحاليل هنا : خير يا مامي ان شاء الله تكون كويسة و مايكنش فيه حاجة تستدعى الحزن و القلق اللي انتي فيهم دول كاميليا : يارب .. كده كده لازم نحمد ربنا على كل شيء هنا : اكيد طبعا .. الحمد لله .. و سكتت للحظة و كملت .. مامي هو انا ممكن اطلب منك طلب ؟ كاميليا : خير يا حبيبتي ؟ هنا : ممكن اخرج .. اروح نادي او اروح اي بيوتي صالون اعمل شعري او اعمل شوبينج مثلا .. كا تجديد و تغيير جو يعني .. انا حيطان القصر و العفش اللي فيه زهقوا مني خلاص بحس انهم بيكرشوني كل يوم كل ما اقعد في اي مكان في البيت كاميليا ب هدوء : النادي ده عبارة عن شجر و خضرة و بسين و كل ده عندك في جنينة القصر .. عايزة تعملي اي تجديد في شكلك قوليلي على اسم المكان اللي عجبك و انا اتصل بيه و اطلبلك بنت تيجي تعملك اللي انتي عايزاه هنا في البيت .. عايزة تعملي شوبينج و تجيبي لبس جديد اكلم اخوكي و اخليه يجيبلك كل اللي انتي عايزاه من هناك و يبعتلك الحاجة على اي شركة شحن لو مستعجلة عليهم يعني و مش هتقدري تستني لغاية ما ينزل اخر الشهر .. هتقوليلي عايزة اشتري حاجات خاصة بيا و مش هينفع حسن اللي يجيبها .. هقولك و ماله عندك حق .. يبقى نخلي السكرتيرة بتاعته تنزل تجيبلك الحاجات دي و تديها ل حسن و نوصيه ميفتحهاش .. اما بقى بالنسبة لعفش البيت اللي بيكروشك ده ف انا هريحك منه خالص و من بكرة كل حاجة في البيت هتتغير .. اظن كده معندكيش حجة للخروج يا مدمزيل هنا هنا : ايه يا مامي كل ده .. دي خطة كاملة عشان انا بس مخرجش من البيت ! طب ليه ؟ نفسي اعرف سر الحبسة اللي انا فيها دي بجد .. انا من يوم ما وعيت على الدنيا و انا عمري ما اتعاملت مع بني ادم .. انا معرفش غير حضرتك و الدادة يا مامي .. و كمان مش بتسيبيها تتكلم معايا .. انا بقى عندي اربعة و عشرين سنة و لغاية دلوقتي معرفش شكل الڤيلل و القصور و العماير اللي حوالينا شكلها عامل ازاي بجد .. انا نفسي اشوف شكل بيتنا من بعيد عامل ازاي .. الشارع و الطريق و العربيات كل ده نفسي اشوفه على الطبيعة بدل ما انا بشوفهم في التليفزيون و بقرا عنهم في القصص و الروايات و خلاص .. ليه بس يا مامي ؟ كاميليا ب ضيق : مالك يا هنا جرالك ايه ؟! مالك كارها عيشتك و ناقمة عليها كده ليه .. ده فيه غيرك بيتمنى يعيش في ربع اللي انتي عايشة فيه ده و يمكن بيتمنوا اقل كمان .. احمدي ربنا على كل النعم اللي انتي غرقانة فيها دي يا حبيبتي هنا ب سخرية : غرقانة .. انا فعلا غرقانة .. حضرتك جيبتي الوصف المناسب للي انا فيه كاميليا : هنا .. اتكلمي ب ادب انتي نسيتي انك بتتكلمي مع مامتك ولا ايه ! هنا ب اسف : انا اسفة يا مامي مش قصدي اتكلم ب الطريقة دي .. بس انا نفسي اخرج و اشوف الشارع و اتعامل مع ناس من سني و اكبر مني و اصغر مني .. انا نفسي اشوف اطفال يا مامي .. حتى الطفلة الوحيدة اللي شوفتها في حياتي كلها شوفتها في صورة و كانت انا كمان و كنت لوحدي فيها .. ده انا طلعت لوحدي من قبل ما اوعى على الدنيا كمان .. قوليلي طيب مين هيقتنع ان انا درست و اتخرجت من كلية الهندسة و انا قاعدة في البيت من غير ما اروح الكلية ولا مرة .. حتى المدرسة مرحتهاش .. مدرسة ايه بس ! انا مفتكرش اصلا ان رجلي دي خطت عتبة الحضانة .. ليه يا مامي .. بتحرميني اعيش سني و حياتي ليه .. انا عمري ما عملت حاجة غلط كاميليا : عشان معندكيش الفرصة اللي تخليكي تغلطي .. لو خدتي الفرصة دي هتلاقي ان كل تصرفاتك بقت غلط .. و الفرصة دي عمرك ما هتاخديها غير ب خروجك للشارع و مقابلتك و تعاملك مع الناس اللي نفسك تشوفيهم و تتعاملي معاهم .. و سكتوا هما الاتنين شوية و بينهم نظرات مليانة عتاب .. كل واحدة فيهم بتعاتب التانية على حاجة مختلفة .. هنا بتعاتب مامتها على اللي عملاه فيها و كاميليا بتعاتب بنتها على انها مش فاهمة خوفها عليها و على أسلوبها و على تمردها .. و **ر العتاب و السكوت ده صوت كاميليا و هي بتتكلم ب نبرة صوت فيها الم .. كاميليا : انتي مش فاهمة حاجة يا هنا .. عشان انتي لسه براءتك متخداشتش .. و حفاظي عليكي اللي انتي مسمياه حبسة و سجن ده السبب في كده .. العالم اللي برة ده مليان ناس بس انسانيتهم دي عبارة عن هيئة .. هيكل عظمي م**ي ب اللحم .. عبارة عن لبس و عربيات و اكل و شرب .. لكن اي مظهر تاني من مظاهر الإنسانية اللي المفروض تكون موجودة عندهم و محافظين عليها عشان الدنيا تكون مليانة حب و طيبة و محدش يخاف على نفسه ولا على الناس اللي بيحبهم من الأذى .. لأ مبيتحافظش عليه .. اهم حاجة الشكل الخارجي و بس ..خليني اكلمك ب اسلوبك يا هنا عشان تفهميني .. السجن ده ممكن يكون خانقة ليكي و عقاب على ذنب مرتكبتيهوش كمان .. لكن من مزايا السجن ده .. انك في امان .. محدش ممكن يضايقك ب تصرف أو بحرف حتى .. انتي هنا هانم .. ملكة و عايشة في مملكتها محدش يقدر ييجي عليكي ولا يأذيكي أو يظلمك .. لأن في السجن ده في مسؤول بيديره و حاطط ليه قوانين حاسمة جدا و ده اللي بيبينهالك صعبة .. لكن مضمون القوانين دي هدفه انك متتعرضيش ل اي حاجة وحشة .. لكن ب مجرد ما تخرجي من سجنك و تطلعي للعالم الحر اللي نفسك تعيشيه ب كل تفاصيله ده هيجبرك انك تتغيري .. هيخليكي تتنازلي عن براءتك سواء بمزاجك او غصب عنك .. هتتجرحي و هتتوجعي كتير يا هنا و محدش هيسأل فيكي ساعتها .. انا عارفة انك بنت و جواكي مشاعر كتير مكبوتة بسبب قعدتك بين الحيطان بس و نفسك تخرجي مشاعرك دي زي اي بنت في سنك .. و مشاعرك دي اكيد هتطلعيها لراجل .. عارفة يعني ايه راجل .. عارفة الرجالة دول لدعة الحية ليكي اهون من لدعتهم اللي بتكون عبارة عن كلام حلو و معسول و تصرفات و حركات تحسسك ب انوثتك و تحسسك ب حبهم لكن آخرة اللدعة دي واقعة مفيش بعدها قومة لأنها بتكون سامة .. عشان دول مبيفرقلهمش غير حاجتين بس .. الفلوس و الجمال .. و انتي عندك الاتنين يا حبيبتي .. الجمال ده بمجرد ما بيطولوه أو بيقل بيزهقوا و يبصوا برة و الفلوس ب مجرد ما بيوصلولها أو بمجرد ما بتخلص بيختفوا خالص .. نفسك تصاحبي بنات من سنك .. تروحي و تيجي و تتفسحي و تتصوري معاهم صح ؟ .. و تيجي واحدة بس منهم تكون سودا من جواها و بتغير منك و بتحقد عليكي رغم أنها ممكن تكون احسن منك ب مراحل لكن الغباء و الغل دول بيبقوا فطرة عند ناس معينة بيكونوا مولودين بيهم كده .. و النوعية دي مش هتسكت غير لما تضرك .. هتيجي في وشك تحضنك و تضحكلك و تبقى معاكي طول الوقت و من ورا ضهرك بتطلع فيكي القطط الفطسانة .. و لو في حياتك راجل مش بعيد تاخده منك و تعيشك طول حياتك ب قهرتك .. و تخليكي تظلمي ناس تانية معملوش ليكي اي حاجة وحشة ل مجرد أن مبقاش عندك ثقة في بني ادم بسببها .. هتقوليلي طب ازور عيلتي و قرايبي .. هقولك دول مش قرايب .. دول عقارب بيتمنوا موتي و موت ابوكي و اخوكي كمان النهارده قبل بكرة عشان يسيطروا عليكي و يجوزوكي ل اي كلب عندهم و ياخدوا فلوسنا و فلوسك .. دول لازم تنسيهم .. تكرهيهم و متفكريش انك تجيبي سيرتهم اصلا هنا : يااااه للدرجة دي انتي اتضرتي في حياتك .. اتضرتي للدرجة اللي تخليكي شايلة جواكي كل الكره ده للناس و للعالم كله .. مين اذاكي اوي كده عشان توصلي للمرحلة دي .. بس حتى لو اتأذيتي مينفعش تاخديني ب ذنب غيري .. لازم كنتي تعلميني أظهر للدنيا و أواجه و اتعلم و اشتغل و اعتمد على نفسي عشان اكون قوية و مش محتاجة ل حد .. لكن انا كده بقيت عبارة عن مسخ ماليش كلمة .. ماليش رأي .. ماليش وجود اصلا .. درست و اتعلمت تعليم محدش يحلم بيه .. لكن خلاص بدأت انسى كل حاجة درستها من قلة ممارستي ليها .. نفسي اشتغل .. نفسي ابقى زي حسن اخويا .. ليا حق اني اعيش حياتي ب الطريقة اللي تناسبني انا .. صدقيني يا مامي انا فاهمه و مقدرة خوفك و قلقك عليا ده جدا و بحاول على قد ما اقدر افهمك صح .. لكن اللي انتي بتزرعيه و بتنميه جوايا من انعدام مسئولية و خوف من المجتمع ده انتي اللي هتندمي عليه مش انا .. اتمنى ان حضرتك تعيدي تفكير و تعيدي حساباتك من اول و جديد في الطريقة اللي بتحافظي عليا بيها لأني للاسف مقتنعتش ب ولا كلمة اتقالت .. قالت هنا كده و طلعت على اوضتها و هي أعصابها تعبانة من الوضع اللي هي فيه و سابت كاميليا واقفة مذهولة من أسلوبها و طريقتها معاها في الكلام لكن ده برضه محننش قلبها ولا خلاها تراجع تفكيرها .. نروح ل حسن اللي عايش و بيشتغل مع باباه في سويسرا و ماسك له كل شغله و شركاته هناك و احيانا بينزل مصر كل فترة عشان يشوف و يتابع وضع شركتهم اللي في مصر و بيشوف خطيبته و بيقعد مع مامته و أخته فترة بسيطة و بيرجع سويسرا تاني .. حسن شاب عنده 28 سنة .. وسيم و ذكي و طموح و محترم جدا و بيحب مامته و باباه و أخته اكتر من اي حاجة .. خاطب بقاله سنتين و كل ما يحددوا ميعاد الفرح يا تحصل حالة وفاة في عيلة خطيبته يا الطياران يتقفل يا يكون فيه مشاكل في الشغل و مينفعش يسيبه و ينزل و ده سبب أن فترة الخطوبة طولت لكن هو لو عليه هو و عروسته كانوا زمانهم متجوزين تاني يوم الخطوبة .. حسن كان قاعد مع باباه في مكتبه و بيتكلموا في الشغل و بعدين حسن غير الموضوع .. حسن : انا قررت ارجع مصر يا بابا مسعود "بابا حسن و هنا" : ده ايه القرار المفاجئ ده !! و بعدين بتقرر كده لوحدك من غير ما ترجعلي .. افرض انا محتاجك معايا و هرفض قرار رجوعك ده حسن : لا والله مقررتش من غير ما ارجع ل حضرتك ولا حاجة انا بس بدردش مع حضرتك في اللي بفكر فيه .. ب دليل اني مخدتش اي إجراء من إجراءات السفر لغاية دلوقتي و ده يثبتلك أن اللي بقوله مجرد كلام و باخد رأيك فيه .. ثم انا جنب حضرتك دايما و عمري ما اسيبك لو محتاجني لو هتنطبق السما على الأرض .. دي مش محتاجة كلام اكيد انا معنديش اغلى منك انت و ماما و هنا مسعود ب ابتسامة : ايه كل ده .. بالع راديو ولا ايه .. انا بهزر معاك يا ابو علي و كمان انا عارف اني ساند على جبل مبيتهزش انا مخلف راجل مفيش منه دلوقتي ربنا يحميك ل شبابك يا حبيبي .. اصلا انا كنت ناوي افاتحك في موضوع رجوعك مصر ده عشان الشركة اللي هناك لازم يكون حد ماسكها و بيديرها ب شكل مستمر .. انا واثق في كل اللي بيشتغلوا هناك لكن برضه المال السايب بيعلم السرقة انت فاهم طبعا حسن بياخد نفسه : يا بابا و انا اللي فكرتك بتتكلم بجد والله .. ربنا يخليك لينا و تفضل جنبي و سندي العمر كله .. و بالنسبة للشركة اللي هناك انا مش عايزك تقلق من ناحيتها نهائي انا سواء رجعت مصر أو فضلت قاعد هنا و على نفس الوضع بتاعي ف انا عارف اسستم الدنيا هناك كويس جدا و متابع كل كبيرة و صغيرة ب نفسي و الشغل كله مظبوط و ماشي تمام جدا و كأننا موجودين فيها بالظبط .. بس بصراحة أنا مكنتش عايز امسك الشركة دي لوحدي مسعود ب استغراب : اومال عايز مين كمان يديرها ؟ عايزني انا كمان ارجع معاك ولا ايه ؟! حسن : ياريت يا حبيبي والله انت بقالك سنين منزلتش مصر .. اخر مرة تقريبا كانت من ولادة هنا .. نفسها تشوفك اوي .. و بعيدا عن اني حابب وجود حضرتك معايا في كل مكان بروحه لكن انا كنت بقصد حد تاني مسعود : تقصد مين ؟ خطيبتك ! حسن : لا طبعا .. أقصد هنا يا بابا مسعود : هنا !! انت عارف كاميليا لو سمعت اللي انت بتقوله ده ممكن تعمل ايه في اختك في حالة رجوعك مصر و أنك هتعيش معاهم فعلا .. دي ممكن تنفيها و محدش يعرفلها طريق عشان متفكرش انك تتكلم معاها في موضوع زي ده و تكبره في دماغها حسن : طب ليه انا نفسي اعرف هي ليه بتعمل معاها كده بجد .. ده كده مش خوف .. ده كده اسمه مرض .. انا كل ما بنزل اجازة و اشوف هنا بحس في عينيها أنها عايزة تهرب بيبقى نفسها تقولي خدني معاك و متسيبنيش هنا و انا كمان ببقى عايز اعمل كده فعلا لكن أنا مقدرش اتخطى حدودي مع كاميليا هانم .. حضرتك فاهمني اكيد مسعود : الا فاهمك .. و انا فيه حاجة طفشتني من الدنيا بحالها غير اني فاهم .. أنت اللي مش فاهم اختك واحشتني قد ايه و نفسي أشوفها و اخدها في حضني .. نفسي احسسها ب حنيتي و ب وجودي اللي اتحرمت منهم من قبل حتى ما تخرج من اوضة العمليات اللي اتولدت فيها .. مامتك جبروت و محدش بيقدر عليها .. حاولت كتير اخد منها البنت عشان تيجي تعيش معانا هنا لكن هي رافضة رفض قاسي و قاطع و كأننا هناكلها و مش هنحافظ عليها زي ما هي محافظة عليها و يمكن اكتر منها كمان .. انا نفسي البنت دي تشتغل و تعتمد على نفسها كاميليا مش عايشالها العمر كله ولا انا هعيش العمر كله عشان اقول اني ممكن اوصلها و اعوضها و انت هيكون ليك بيتك و حياتك و مش هتبقى معاها طول الوقت .. و هي هتكون وحيدة و مش فاهمة حاجة ولا فاهمة المفروض تعمل ايه ولا فين الصح من الغلط حتى لو هتتجوز هتلاقيها بترمي نفسها ل اول كلمة حلوة بتتقالها حتى لو من ولد متشرد من الشارع من كتر الحرمان اللي عاشت فيه .. انا مرعوب عليها و على مستقبلها اللي مامتك بتضيعه ب ايديها و هي فاكرة أن ده الصح حسن : طب ليه محاولتش تاخدها ب القانون أو ب العافية حتى ؟ مسعود : هاخدها ب القانون أو ب العافية ازاي .. مامتك حاضنة و بالنسبة للمجتمع اللي هما عايشين فيه ف هي أحق مني ب تربية البنت لأنها ست مقتدرة ماديا و من طبقة راقية و محترمة و مفيش اي حاجة تشوب سماعتها عشان حد يحكملي ب حضانة اختك .. هتقولي اهي كبرت و بقى ليها حق الاختيار .. هقولك اختك رغم سنها ده لكن هي ما زالت طفلة لا تفقه شيء بتخاف من الأكبر منها و بتخاف أن حد يزعقلها أو حتى يبصلها بصة فيها توعد أو عنف و والدتك انت اكيد عارفها .. اختك مش هتقدر تعارض أمر كاميليا حتى لو هي نفسها في ده ل أنها هتخاف منها .. و انا مقدرش استخدم العنف ف اني اخد بنتي منها .. احنا لينا اسمنا و سمعتنا و مركزنا في البلد و مامتك ساعتها مش هتسمح ب ده و هتعرف ازاي تأذيني في سمعتي و هي واصلة جدا طبعا و خصوصا اني عايش في بلد أجنبي بقالي زمن و انت عارف نظرة العرب لبلاد الغرب عاملة ازاي و كمان انا متجوز هنا ف شوف بقى اللي هيتقال و اللي هيحصل و شوف هنخسر قد ايه بعد ما سمعتي تبوظ هناك .. ربنا يقدم اللي فيه الخير .. المهم خلينا نرجع ل موضوعنا .. ناوي ترجع مصر امتى ؟ حسن : بفكر انزل على اخر الشهر أن شاء الله مسعود : ياااه بسرعة كده حسن : بصراحة مش عايز اسيب هنا لوحدها اكتر من كده .. هي برضه محتاجة راجل يبقى معاها طول الوقت مش يشوفها كام يوم في السنة كل ما تسمح ليه الفرصة أنه ينزل اجازة ما ده برضه اكيد مأثر في نفسيتها ابتسم مسعود ب خبث : نفسيتها لوحدها برضه .. عايز تفهمني أنك راجع عشان هنا بس يعني حسن ب احراج و ابتسامة جميلة : ماشي يا بابا مش راجع عشان هنا بس .. لكن اكيد برضه خطيبتي ليها حق عليا ده كفاية جوازنا اللي كل ما ميعاده بيتحدد بتطلعلنا مصيبة تعقرب و تعطل كل حاجة مسعود : اكيد طبعا .. ربنا يكملكوا على خير و يسعدكوا يا حبيبي حسن : تسلملي يارب و يديلك الصحة و طولة العمر يا باشا مسعود : ناوي تبدأ في إجراءات سفرك امتى حسن : هظبط و اخلص شوية حاجات في الشغل و بعدين أبدأ اجهز نفسي على طول انا مش عايز ارجع و انا سايب ورايا اي مشكلة مسعود : ماشي يا ابو علي ربنا يوفقك نروح بقى ل خطيبة حسن و اللي شكلها كده هتطلع مش ساهلة خالص ..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD