في جناح السيدة ،مجهزة فأفخر الأثاث ،والأقمشة ،وقفت سيدة الشرف أمام المرآة الطويلة ،المزينة بزخارف ذهبية ،وحولها الوصيفات الثلاثة ،بأزيائهن اللطيفة المتشابهة ،يقمن بتجهيزها على أكمل وجه ،بينما من المفترض أن تكون تلك التي تراها على المرأة هي ،إلا أنها بدت شخصاً آخر ،مع ذلك الوجه الجميل ال**بس .
قالت إحدى الوصيفات ،وهي تنظر إليها بتلك الابتسامة الناعمة ،من خلال المرآة :
- صاحبة الجلالة ،ليس من الجيد البقاء عابسة هكذا ،عليكِ الابتسام ليزيد اشراقك .
وقالت أخرى ،وهي تحيك طرف الثوب :
- أجل يا صاحبة الجلالة ،فالعبوس سيجعل التجاعيد تظهر بسرعة .
لكنها تن*دت ،وبقيت بذات التعبير ،فحدقن الوصيفات الثلاثة ببعضهن بحزن .
هنا طرق الباب ،فأخذن الفتيات الثلاثة يلملمن ما حولهن ،لتخرج السيدة من خلف الستار ،وتقابل رجلا مقنعاً .
انحنى لها احتراماً ،ثم جثى على احدى ركبتيه ،وقال بوقار :
- يشرفني يا صاحبة الجلالة أن أكون تحت تصرفك ،أدعى كارول مالكوس ... الحارس الشخصي الحالي لجلالتك .
فأجابت بكل برود :
- لست بحاجة إلى حماية ،أنتم من اختطفني في المقام الأول .
بدى مضطرباً ،ثم قال دون أن يتزحزح من مكانه :
- أعتذر صاحبة الجلالة عن الطريقة التي أحضر سيان جلالتك ،لكن أعد جلالتكِ بأنه لن يترك دون عقاب .
- لا يهم ... أريد العودة إلى موطني .
ظهر ارتباكه مجدداً ،فقال :
- سيدتي ،الدخول لهذا المكان لا رجعة منه ،لذلك لو أرادت صاحبة الجلالة ذلك ،فلا أحد يستطيع .
- لكنكم تستطيعون الخروج والدخول واختطاف ما يحلو لكم .
- المعذرة يا صاحبة السمو ،لكن ذلك خارج عن نطاق سلطتي ،ربما السيد ملك الأبراج ،يمكنه أن يوضح ذلك .
- ملك الأبراج ؟!
- أجل .. السيد ماكاروف داف ملك الأبراج .
- ما هذه الألقاب الغريبة على أية حال .
ابتسم ابتسامة خافتة ،لم تظهر ؛بسبب قناعه ،ثم قال بنبرة يشوبها شيء من المرح والتشويق :
- كما أن صاحب الجلالة يلقب بالفارس ،وهو رجل جديرٌ بالثقة ،أعتقد أن جلالتكِ .. سوف ...
ثم صمت لبرهة ،وبدى متردداً ،ثم استطرد بهدوءه السابق :
- أعتذر جلالتك ،لم يجدر بي قول ذلك ،أعتذر بشدة ،يمكنكِ معاقبتي على تصرفي الوقح .
- آه ... كفاكَ تمثيلاً ،لقد بدأت أشعر بالتعب .
هنا رأت الوصيفات الثلاثة خلف الستائر ،وهن يشرن إلى ألسنتهن ،وآمارات وجههن تتكلم :
"سيدتي ... اختاري ألفاظكِ بحرص أكبر !!! "
- سـ ... سيدَ ... تي ... سيدتي !
- حسناً ... حسناً ،فقط توقف عن قولك "سيدتي" و "صاحبة الجلالة" ،فهذا مزعجٌ جداً ،كما أنني فتاةٌ بسيطة ،ترعرعت كنادلة ،لذا ليس عليك أن تخاطبني بكل تلك الرسمية .
بدت عيناه تتألقان ،وهو يستمع إليها تحدثه بكل تلك البساطة ،وقال :
- إنه لشرف كبير ،أن تحدثني جلالتك عن حياتها الشخصية ..
أصبحت ملامحها تدل على الامتعاض والاختناق ،وهي تنظر إلى السقف ،وكأنها تستنجد .
ثم قالت :
- حسناً ،لنعقد صفقة ،أنا أناد*ك كارول ،وأنتَ تخاطبني بسايانا .
يبدو أن كلماتها التي نتقطها بعفوية ،لم تكن بتلك السهولة التي يحتملها الحارس ،بدا أنه يشعر بالخجل والاحراج ،فقال مرتبكاً :
-أوه ... لا ... لا سيدتي ... ليس ... ليس عليكِ ... عليكِ ...
فتن*دت ،وهي تهمس بصوت مسموع :
- يبدو أن ذلك سيمر ببعض الوقت .
***