يجلس منحني الظهر قليلاً ،يتكئ على الطاولة الدائرية بشرود ،ووقفا مساعداه في حيرة من أمره ،وأخذا يتبادلان نظرات الدهشة والتساؤل في صمت . حتى تجرأ أليس وقال بحنان : - صاحب الجلالة ،لا تشغل بالك بما قالته كثيراً ،فهي حالة غضب أخرجت ما في قلبها بعفوية دون إدراك . أخذ ماركوس ينظر إليه من طرف عينه ،حين نظر أليس إلى سيده بدهشة مترددة ،عندما أزاح وجهه باتجاه النافذة ،وكأن جملته لم تزده إلا حزناً ،وأخذت ترن في نسمات الهواء حول رأسه جملتها "لن أحبك للأبد !" صدى يدوي ،كنحل يحوم حول بيته . نظر أليس نحو ماركوس مستنجياً ،فعلق ماركوس هامساً له بصوت خفيض منزعج : - ماذا ؟ أنا لست متخصصاً في هكذا أمور ! فكشر أليس عن أسنانه بغضب ،ما جعله أكثر لطافة ،فضحك ماركوس عليه بصوت مكتوم . - من الجيد أنكما تجدان متعتة في حزني . أتى صوته هادئاً ،يشوبه القليل من الغيظ .وما إن وجها نظرهما إليه ،حتى وجداه ينظر إليهم