٩
أخبرها المحامي عاطف أنها ستعيش بقصر جدها و معها الخدم هي ليست حمقاء كي لا تدرك كونه يريد مراقبتها هي و زوجها ليعلم حقيقة الزواج و حتي يتأكد من مصطفى و كونه الزوج المناسب لها
لقد أخبرت مصطفي بالأمر و الآن هي مجبرة علي التواجد معه بغرفه واحدة و التعامل كزوجين طبيعيين و هذا مستحيل فهي تعلم أن مصطفي لن يقبل بذلك فهو بالكاد يتمالك نفسه حتي لا يقتلها و يدق عنقها بعدما ورطته بتلك الزيجة التي لم يرغب بها يوما لكنها استخدمت والدتها لنجاح خطتها و قد فعلت لذا تحاول الإبتعاد عنه و عدم الإحتكاك به
رغم غضبه الذي يشع من وجهه و عينيه بعد سماع كلمتها عن زوجين عاديين أمام الكل بالقصر حتي لا يشك المحامي عاطف بالأمر و تخسر هي الأموال و كم رغب ب**ر رأسها لكنه سرعان ما تراجع و قد وجد فكرة رائعة فهذا سيدعه يكمل خطته رغم أنه يكره ذلك لكنه لا يملك خيار آخر
بدلت ملابسها و عادت لتجد هو أيضا بدل ملابسه و نام علي الأريكة دون حديث كانت تتوقع من المماطلة لكنه أثبت خطئها
عهد بجدية : كما أخبرتك سنتصرف كما لو كنا زوجين عاديين أمام الكل لا أريد لأحد أن يعلم الحقيقة و إلا انتهي كل شيء فالمحامي عاطف ليس أ**ق
مصطفى بعدم اهتمام : حسنا
عهد بغضب : أنا أتحدث معك علي الأقل أعطني وجهك و ليس ظهرك ثم إنني أتحدث بأمر في غاية الأهمية هنا
مصطفى بسخرية : مؤسف فأنا لست مهتما بأي سخافة تتحدثين عنها أنت لذا أغلقي فمك و نامي قبل أن أقوم بما تخشين
عهد بإستخفاف : و هل يمكنك فعل شئ من الأساس يا سيد ؟؟؟؟!!!!
نهض من مكانه سريعا و قبل أن تعي كانت تنام علي الفراش بينما هو يشرف عليها و نظراته مخيفة جدا لم يسبق لها أن رأته هكذا سابقا فهو غالبا إما هادئ أو ساخر : سأجعلك امرأتي و أمحو كل ما برأسك عن الإرث و ستبقين مقيدة بي لبقية حياتك أيتها المدللة
عهد بإعتراض : لكني لست
اقترب منها أكثر و هو يجعلها تظن أنه سينفذ كلامه و هي لا تريد ذلك هي وقت مؤقت و سينتهي لا يجب أن يتحول لأكثر من ذلك بأي حال من الاحوال
عهد بسرعة : حسنا أرجوك توقف
ابتعد مصطفي تاركا إياها تلتقط أنفاسها التي كانت محتجزة بص*رها خوفا مما كان سيفعله بها قبل قليل
الشّوق عنوان وأنت رأسه واللّيل سلطان والقمر مالكه والقلب ولهان بحبّ سيّدةٍ يأتي في اللّيل ويفضي نبضه في النّبض آهات وأنّات ولوعات لسيّدة يزفّ رويات من الشّوق مُثقلةٌ بآلام وأنّات فالقلب مبُعثر يقضي الوقت بانتظار مرسال الهوى يبشّره بشريك يؤنس غربته ويأتيه بقلب يُنسيه وحشته شريك آتيه بالنّجم مُحمّلة بروايات الشّوق تؤنس وحدته وآتيه بقلب الشّغف والهوى يملكه ويمحو الجرح ومرارته والصّبا يُحيي القلب من بعد هرمه ويفيقه من غفوته استقبله بجروح وسأنسيه سهم مذاق القلب لعصور سأسكنه الخيزران على ضفاف البحر والأمواج تشعره ونسمات الهواء تُداعب ثغره وتُعطّر أنفه سأنحت أفرست وأجعل منه قصراً يحمل اسمه وأجمعه مع القمر في شرفته فإن غار منه القمر وأراد أذيّةً سأحميه بأضلعي وأُمزّق كلّ من أراد أذيّته وأنزع عنه مكروهاً سأصنع له حُساماً من عظيماتي وأحميه من غيرات النّجم وغربته وأقول له إنّي أطوف الشّعر بصفوته فأنا دونه بلا روح ولا جسدِ قلبي دونه بلا شمسٍ ولا قمرِ
ذكرياتك قابعة ً في كياني برغم الأيام لم أفقد قطرةً من حناني أحسّ بحبك يعتريني ويتدفّق في شراييني لم يزل حبّك النّابض بي يُحييني يقولون في البعد يخفّ الشّوق تجفّ ينابيع الحبّ وشرايين القلب تنتهي الآلام الأحلام وحتّى مُعاناة الحبّ لا ليس صحيحاً فما زلت أُحبّ كذبٌ من قال الحبّ ينساه البعيد فما زال حبّك في تجديد سأبقى على أملٍ أنتظرك تحت الشّجرة التي زرعناها لنستعيد أجمل ذكرياتٍ على دفتر الزّمان نقشناها إذا شرقت الشّمس من مغربها تَعجَّب وإذا غربت من مشرقها تَعجَّب وإذا فترت حرارتها تَعجَّب ولكن من حبّي لك حبيبي لا تتعجّب فلا داعي للعجب وإن كنتَ غاضباً من حبّي لا داعي للغضب فحبّي كائنٌ رقيقٌ في غاية الأدب لا أسمحُ له أن يُشعركَ بالتّعب فحبّي لك أحرق ضلوعي أحرقها كما تحرق النّار الحطب إحساسك بي هو أكبر أرب أنت شريكي في منامي وفي يقظتي في أحزاني وفي فرحتي فالاحتراق بنار حبّك هو أكبر مُتَعي أرجوك يا سيّدي ارحم دمعتي التي ما انفكّت تنزل مذ أن طرق هواك بوّابتي
رضـاك ِ خيـر ٌ مـن الدنيـا ومـا فيهـا وأنت ِ للّنفس أشهـى مـن تمنيهـا الله أعـلــم أن الرّوح قـــد تـلِـفـت شـوقــاً إلــيــكِ ولـكـنّــي أُمنِّيهـا ونظـرة مِنـكِ يـا سؤلـي ويـا أملـي أشهى إلي مـن الدنيـا ومـن فيهـا إنـّي وقـفـت بـبـاب الــدّارِ أسألـهـا عن الحبيب الذي قد كان لي فيهـا فـمـا وجــدتُ بـهـا طَيـفـاً يُكلمـنـي سِـوى نـواحٍ حمـام ٍ فــي أعاليـهـا يــادارُ أيــن أحبـّائـي لـقـد رحـلـوا ويـا تــرى أيُ أرضٍ خيـمـوا فيـهـا ؟ قالت: قُبيل العشاء شدّوا رواحلهم وخلّفونـي عـلـى الأطـنـاب أبكيـهـا لِحقتهم فاستجابوا لي فقلت لهـم إنّـي عبيـدٌ لهـذي العيـس أحميهـا قالوا: أتحمي جِمـالاً لسـتَ تعرفهـا فقلتُ: أحمي جمالاً سادتي فيها قالـوا: ونحـن بـوادٍ مـا بـه ِعـشـبٌ ولا طــعــام ولا مـــــاءٌ فنـسـقـيـهـا خَلـوا جمالكـم يرعـون فـي كـبـدي لـعّـل فــي كـبـدي تنـمـو مراعيـهـا روحُ المُحـبِ علـى الأحكـام صابـرة لـعــلّ مُسقـمّـهـا يـومــاً يـداويـهــا لا يعـرف الـشّـوق إلا مــن يُكـابـدهُ ولا الـصّـبـابــة إلا مـــــن يـعـانـيـهـا لا يسـهـرُ اللّـيـلَ إلا مــن بــه ألــمٌ لا تـحـرقُ الـنـّار إلا رجــلَ واطـيـهـا
************************************
في انتظار التعليقات
???