Pov dani
كنت أمشي في الشوارع في ذلك المساء الذي غادرت به عملي نهائيا و أفكر بحياتي التي لم يتغير بها شيء منذ تخرجت سوى أنني حققت الفشل تلوى الفشل
ا****ة على حياتي البائسة ، تخرجت منذ مدة طويلة و إلى الآن لم أستطع العثور على عمل مناسب
وقفت مقابلا لواجهة أحد المحلات و حدقت بكرة زجاجية تحتوي على دمية فتاة تبدو رقيقة للغاية فلم تذكرني سوى بايد ، أخرجت الظرف من جيب سترتي ، ألقيت نظرة على ما يوجد بداخله تن*دت و لكن لا يوجد أمامي حل
هي لا ينقصها شيء ، لا ينقصها سوى بعض الاهتمام الذي يغدقها به كل من حولها و لكنها دائما ستشعر بالنقص..... فهناك ذلك الجانب من قلبها الذي امتلأ بشخص لا يستحقها ........ شخص فارغ يجعلها دائما فارغة الروح
دخلت للمحل و طلبت من العاملة أن تجلب لي تلك الكرة الزجاجية ، أخرجتها و وضعتها أمامي و أنا حملتها لأحركها فتحركت بها الثلوج ، ابتسمت و قبل أن أتحدث وضعت العاملة أمامي كرة أخرى و تحدثت
" هناك تخفيضات .... يمكنك أخذ اثنتين بسعر واحدة فقط "
داني : و لكنني أريد واحدة فقط
ابتسمت العاملة و تحدثت
" إنه عرضنا ولا يمكنك الاعتراض "
أومأت لها و هي غلفتهما بصندوقين و كيسين مختلفين ثم سلمتهما لي و أنا سلمتها أكثر من نصف المال الذي كان معي ، أخذت الكيسين و غادرت و عدت لأمشي و كنت أحدق بالكيس و أبتسم ، ستفرح ايد كثيرا ...... و أرجو أن يكون كافي لاعتذاري منها على كل ما بدر مني
وصلت لمحطة الحافلة و وقفت مدة قصيرة فقط و توقفت الحافلة ، و قبل أن أصعد أخرجت النقود التي كانت بجيبي ، تن*دت بانزعاج و تراجعت عن ركوبها ، يجب أن أوفر النقود ، أستطيع المشي من هنا للمنزل
فقط لو أمسك بتلك الحقيرة القزمة سوف أجعلها تدفع الثمن ، أقفلت الحافلة أبوابها و غادرت و أنا بدأت أسير بطريقي ، لم يعد هناك داعي لبقائي هنا ، أنا لم أستطع النجاح ، كنت مغرورا جدا عندما اعتقدت أنني سأجد كل شيء معد لمجرد أنني كنت متفوق بدراستي
الحياة لا تسير بسهولة أبدا ، مررت بالمتجر الذي يقع بالحي الذي أسكن به و اشتريت علبة رامن واحدة ، سأكتفي باسكات جوعي فحسب
غادرت و وصلت لغرفتي على سطح مبنى ، أنرت الأنوار و جلست على سريري بتعب ، أبعدت قلنسوة سترتي السوداء عن رأسي و وضعت علبة الرامن بجواري على الطاولة
أغمضت عيني و عدت للوراء و اتكأت برأسي على الجدار ، لم يعد أمامي أي حل ، سأنسحب من القتال حاليا إلى أن أستعيد قوتي و طاقتي
استقمت و أخرجت حقيبتي ، وضعتها على السرير ثم بدأت بوضع ثيابي و أغراضي بها ، أقفلتها ثم أبعدتها و أخذت علبة الرامن و وضعت بداخلها القليل من المياه الساخنة و دقائق و أصبحت جاهزة للأكل
جلست مرة أخرى على طرف سريري و بدأت آكل ، التهمتها بسرعة فائقة و عندما انتهيت منها أمسكت العلبة بيدي و تذكرت ذوق الطعام الذي تعده والدتي و همست باشتياق
داني : اشتقت لك أمي
تن*دت ثم ألقيت العلبة على الأرض و تركت نفسي أهوي على فراشي و قبلها أنا أعدت قلنسوة سترتي على رأسي
أغمضت عيني و سافرت لعالم الأحلام علني أهرب قليلا من واقعي البائس ، كل أحلامي و أمانيّ هي أن أحقق ذاتي ، أنا لست غ*ي ولا رومنسي ، لم أحلم يوما بخوض حب عاصف ، ببساطة أنا لا يليق بي أن أحب أو أمنح قلبي...... قلبي و وقتي أغلى من أمنحهما لامرة أو فتاة حمقاء ...... لذكرى تاهت بعيدا و جعلتني أستيقظ مبكرا
أنا أناني و كل ما أفكر به أن آخذ دون أن أمنح ، أمنح فقط لمن يستحقون و هم قلائل جدا بحياتي
مرت ليلتي و أشرقت الشمس لتخبرني أنه حان الوقت لعقد هدنة مع الحياة و الصخب ، أخذت حماما و ارتديت ثيابا جيدة حتى لا أظهر ضعفي ، أخذت حقيبتي و حقيبة ظهري التي أضع بها أجهزتي و غادرت
لقد فعلت أمرا حقيرا فعلا فقد غادرت بدون أن أدفع آجار آخر شهر أقمت به هنا و لكن قطعت على نفسي وعدا أن أعود..... لاحقا بالتأكيد أنا سأعود
وصلت للمحطة و حجزت مكانا بالحافلة المتجهة نحو البلدة التي تقع بها المزرعة ، لم أستطع الصمود حتى عطلة نهاية الاسبوع ، ظروفي قهرية
انتظرت قليلا و أنا أفكر ، ما الذي سأقوله لأبي و أمي ؟ هل أخبرهما أن ابنهما فاشل ، ابنهما الذي لطالما انتقدهما و اتهمهما بالضعف أصبح أضعف ؟
من يبحث عن المثالية و الكمال في الآخرين لن يجدهما بنفسه ، و أنا كنت هكذا فلطالما كنت أكره حياتي ، كنت أبغض واقع أنني ابن المزارع و الخادمة
لم أكره ايد يوما و لكن انتابتني الغيرة كثيرا حول كل ما تملكه بدون أن تستفيد به ، بدون أن تكون جديرة به ....... أنا آسف أديلينا
بدأ الركاب في الصعود للحافلة و أنا كنت أحد هؤلاء الركاب ، اتخذت مقعدي بعد أن وضعت حقيبتي في صندوق الأمتعة ، انطلقت الحافلة و حدقت بالطريق ، لا أجد حل لما أنا به ، كأن كل ما فعلته ذهب أدراج الرياح ، حملت هاتفي و دخلت لصندوق بريدي
ماذا كنت أتوقع ؟ الفرصة لم تمنح لي حتى و أنا هناك فكيف ستمنح لي بعد أن غادرت ، آخر شركة انشاءات أعلنت عن الوظائف قدمت ملفي بها و لكن حتى الآن لم يصلني أي شيء من أجل المقابلة
سأنسى أمرها ليست هي الأولى و لا الأخيرة ، كما قررت سابقا سأشحن نفسي بالطاقة الايجابية من الناس الذين أحبهم ، سأكون قويا بسببهم و بسبب حبهم لي من جديد عندها سأكون مستعدا للمواجهة مع الحياة ، هذه المرة لن أسمح لها بهزيمتي
أغمضت عيني و استمتعت بسكينة الطريق حتى وصلت الحافلة لمداخل البلدة أين تقع المزرعة ، توقفت الحافلة فنزلت و أخرجت أغراضي لتغادر و أقف و أنا أحدق بالمزرعة المقابلة لي
ابتسمت و رفعت ذراعي معا في السماء أستنشق هواء المكان ، بمجرد وقوفي هنا أشعر بالراحة و لكنني لست بسيطا لتلك الدرجة ، أريد أن أحقق ذاتي ، لست مهتما حقا بالبقاء في هذا المكان
أمسكت بحقيبتي لأضعها على كتفي و جررت حقيبتي الكبيرة لأقطع الطريق الجانبية الصغيرة و سرت في ذلك الممر المحفوف بالأشجار حتى وصلت أمام البوابة الكبيرة للمزرعة
وقفت و حدقت بكل شيء ، ولا شيء تغير ، هل أنا الوحيد الذي يبحث عن هذا التغيير ؟
هل أنا أناني لمجرد أنني لا أريد أن أكون أحد المخلوقات الضعيفة ؟
رميت فلسفتي جانبا و دفعت الباب فهو يبقى مفتوحا كما العادة ، تمشيت قليلا و سمعت صوتا من خلفي
" توقف مكانك من تكون يا هذا ؟ "
ابتسمت و التفت لأقابل العم هان ، الحارس الذي تعودنا أن نلعب برفقته و نحن صغار
التفت و قابلني وجهه الذي ارتسمت عليه علامات الشيخوخة ، شعره أصبح أبيضا بالكامل و نحن أيضا كبرنا و هربت براءتنا و في مكانها احتلت الأنانية حياتنا
داني : عمي هان ألم تتعرف علي ؟
ضيق عينيه و حدق بي من قدمي إلى رأسي ثم انفدع يضمني
السيد هان : لقد أصبحت أطول عن ذي قبل
ابتسمت و أنا أبادله العناق و هاهي أول جرعة أمل و قوة أتلقاها بمجرد أن وطأت قدمي المكان
داني : إنها من علامات الوسامة عمي هان
أبعدني عنه و حدق بوجهي
السيد هان : فعلا أنت وسيم يا ابني
حاول أخذ حقيبتي و لكنني لم أقبل و حملتها أنا ليسير برفقتي حتى اقتربنا من باب المنزل و هو يسأل عن أحوالي ، ربت على كتفي و تحدث و هو يحدق بي
السيد هان : والد*ك سيكونان سعيدين جدا بهذه المفاجأة
داني : أرجو أن يسعدا فعلا حتى بعد عودتي خاوي الوفاض
السيد هان : لا تتحدث بهذه الطريقة فكل ما فعلاه هو انتظار عودتك و أنت عدت مع شهادة كبيرة
داني : ما نفع شهادة تعلق فقط على الجدار ؟
السيد هان : قد تبدو لك بدون نفع و لكن هي ثمرة جهودهما و يكفيهما أن يحدقا بها كلما مرا من جانب ذلك الجدار
تن*دت ثم تحدثت
داني : سأدخل الآن حتى أفاجئ أمي
ودعني و عاد لمكانه و أنا دخلت لأضع حقيبتي بقرب الباب ، كل شيء هادئ و كأن المنزل لا يوجد به أحد ، بالطبع ففي مثل هذا الوقت يكون أبي في الحقل و أمي في المطبخ ........... كم تمنيت أن أغير واقعكما هذا
سرت نحو المطبخ و وقفت بقرب المدخل أحدق بأمي التي كانت تقف بقرب الموقد و تدندن تهويده اعتادت أن تجعلني أنام عليها ، إنها تهويده اشتياق لابنها الأناني
ابتسمت و تحركت من مكاني لأقترب و أضمها من الخلف و حملتها و هي بدأت تصرخ و تضرب كفي التي تمسكان بها بقرب بطنها و لكن عندما سمعت قهقهاتي و تعرفت علي هدأت حتى أنزلتها و هي التفتت الي لتمتلئ عينيها مباشرة و بسرعة فائقة بالدموع
ران : ابني
اقتربت مني لتضع كفها الدافئة على وجنتي و حدقت بتفاصيل وجهي و أنا لأخفي دموعي التي تجعل الجميع يعلم أنني لا أزال طفل عانقتها بسرعة و دفنت وجهي برقبتها
داني : لقد اشتقت لك كثيرا أمي
ضربت ظهري بكفها و تحدثت من بين دموعها
ران : ليس أكثر مني أيها الجاحد
ابتسمت و قبلت وجنتها قبل أن أبتعد عنها و هي أمسكت بكفي و حدقت بي ، خصت كل شبر مني بنظرة خاصة و متفحصة ثم وضعت كلتى كفيها على وجهي و احتضنت وجنتي و هناك نظرة فخر اعتلت ملامحها ، لا أزال أنا كنزها و نجاحها الأبدي
ران : أنت كنزي الغالي ...... أنت كل حياتي و تعبي و كل شيء لم يكن سوى لك و لأجلك
.........................
Pov micha
بعد مغادرة العم سوقون في الليل عدت لغرفتي و جلست بهدوء ، كنت أفكر فقط كيف سأنتقم من ذلك البارك ؟ و بالنهاية ابتسمت بانتصار ، سوف أزوره غدا صباحا ، بالتأكيد سيكون يومه جميلا بعد رؤيتي صباحا
كنت في خلوتي تلك و تمت مقاطعتي من طرف متطفل و هو يدخل بدون حتى أن يطرق الباب فحدقت به بانزعاج و تحدثت
ميشا : كيف تقتحم غرفتي هكذا ؟
تقدم و ارتمى على سريري باهمال و تحدث بدون مبالاة
بيكر : ما الذي تخططين له أيتها المجرمة ؟
ميشا : و ما دخلك أنت بأفكاري و خططي ؟
اعتدل قليلا ليتكئ على ذراعه و يحدق بي أنا التي أجلس و أطوي قدمي على السرير في الوسط
بيكر : بالمناسبة من هي أديلينا التي تحدث عنها العم سوقون ؟
حدقت به و رفعت حاجبي باستنكار ، هل حقا لا يتذكرها ؟ ، لقد اعتقدت أنه فقط تهرب من الموضوع لأنها تعاني من العرج و أخي المبجل ليس سوى زير نساء ، يعشق اللهو و العبث
ميشا : حقا لا تتذكرها ؟
تن*د و شعرت بنوع من الضيق بصوته
بيكر : تعلمين أنه بعد حادثتي فقدت الكثير من الذكريات
ميشا : و لكنك لم تفقد ذكرياتك معي
بيكر : أساسا ذكرياتي معك لم أصنعها إلا بعد الحادثة ، لقد كنت سندا لي ميشا
ابتسمت له بدفيء فرغم الفوضى التي نسببها و شجاراتنا الدائمة إلا أن هناك جانبا يجمعنا كأخوين و نحن لا يمكن أن نترك بعضنا
ميشا : فلتنسى تلك الفترة
بيكر : أنا على الأقل كنت قادرا على التنفس و العيش و لكن زملائي من لم يجدوا حتى جثثهم كيف كانت لتكون أحوالهم ؟
ميشا : أرجوك بيكر أحب كونك حقير و و*د أكثر من حالتك عندما تتذكر الحادث و الحافلة و زملائك
بيكر : احكي لي عن ذكرياتنا بمزرعة العم سوقون
وضعت كفي تحت ذقني و حدقت بالسقف أستدعي ذكرياتي و بعدها بدأت أتحدث
ميشا : لقد كنت صغيرة ولا أتذكر الكثير و لكن على ما أعتقد أنه كانت هناك أديلينا و فتى آخر لا أتذكر اسمه كان دائما يلعب معك أنت و ايد
بيكر : هل كنتُ مقربا من أديلينا ؟
ميشا : أجل حتى أنك أعطيتها اسمها المختصر " ايد "
بيكر : اذن كنت لطيفا ....... أخبريني هل كانت الفتاة جميلة ؟
حدقت به بنوع من الاستخفاف و تحدثت
ميشا : كنت صغيرة و لا أتذكر الكثير يا زير النساء
بيكر : كفي عن هذا و تحدثي
ميشا : كنت تستيقظ و تذهب أنت و ايد و الفتى الآخر لتلعبوا ، بمعنى آخر كنت تهرب و تتركني خلفك أيها الوغد
رفع كفه و ضرب مؤخرة رأسي و تحدث
بيكر : ألا تستطيعي أن تتحدثِ بدون أن تشتميني ؟
رميته بالوسادة الصغيرة التي كانت بيدي و تحدثت
ميشا : أنا لست سوى تلميذتك
التقطها بيده ليبعدها و يتحدث
بيكر : فعلا و دائما ما يتغلب الطالب الفذ على أستاذه
تجاهلت كلامه المبطن و أكملت
ميشا : كنت أصرخ عاليا و تأتي ايد لتصطحبني و بعدها تضطر أنت لحملي أو امساك كفي طوال الوقت
خلل أصابعه بشعره و رفعه بغرور ثم حدق بي بطرف عينيه و تحدث
بكيهون : الطفلة البغيضة التي لا تستطيع التنفس بعيدا عن شقيقها الجذاب
ميشا : غ*ي .......... دائما كنت أعضك بقوة عندما تزعجني أو لا تنفذ رغباتي
بيكر : اذا أنا أتعرض للتنمر من طرفك منذ الطفولة
ميشا : تستحق ذلك
بيكر : و ماذا عن ايد ؟
ميشا : لقد كنت حقيرا تفضل البقاء معها طوال الوقت ، كنت تعاملها أفضل مني
بيكر : لابد أنها كانت لطيفة و جميلة و إلا لما التصقت بها
ميشا : فعلا حسب ما أتذكر كان وجهها أبيضا و خصلاتها شقراء و ملامحها ليست آسوية بالكامل و كانت لطيفة للغاية خصوصا معي
بيكر : تقصدين معي
ميشا : مع الجميع فقط اخرس
بيكر : أتساءل فقط لما لم تأتي برفقة العم سوقون ؟
قالها و حدق بالسقف بطريقة درامية
ميشا : لعلمك فقط ايد تعاني من ظرف خاص
أعاد نظره إلي و جعد حاجبيه بعدم فهم و تحدث
بيكر : أي ظرف ؟
ميشا : ايد كانت مريضة
قلتها و سكت رغم نظراته نحوي التي تحثني على قول المزيد و لكنني لم أستجب حتى تحدث بقهر من أسلوبي
بيكر : تحدثِ يا فتاة لن أترجاكِ لتكملي كلامك
ميشا : لديها تشوه خلقي في قدمها ولا تستطيع أن تمشي بشكل عادي مثلنا
توسعت عينيه و تحدث بصوت متفاجئ و خافت
بيكر : هل تقصدين عرجاء ؟