" أترك كل شيء و ارفع ذراعيك "
و فعلا رفع ذراعيه و التفت نحوي و لم يكن سوى جونميون ، ابتسم لي و لوح و هو يرفع ذراعيه
" مرحبا داني لما تأخرت ؟ "
أخفضت سلاحي و أعدته لخلف ظهري و تقدمت منه لأدفعه و أفتح الثلاجة
" من سمح لك باقتحام منزلي ؟ "
ابتسم و هو يلتفت لي
" كنت أتأكد من أن نظام الحماية في بيتك فعال و لكن كان ضعيفا جدا "
أخذت شطيرة جاهزة و أقفلت الثلاجة ثم خرجت من المطبخ و ذهبت نحو غرفة المعيشة و جلست على الأريكة و هو جلس في الأريكة المقابلة
" ما الجديد ؟ "
أخرج هاتفه و عرض علي بعض الصور للبيضات الأربع الأخرى المفقودة و تحدث
" تم العثور عليها و لم يتبقى سوى الستة التي بحوزة السيد لي "
" كم من الوقت لا يزال أمامنا ؟ "
" لم يحدد بعد ... سيتحدد بعد أن يتم الاعلان عن تاريخ عرض ممتلكات عائلة القيصر في ذكرى مرور قرن على سقوط الحكم الملكي بروسيا و قيام الثورة البلشفية "
أومأت و فتحت الشطيرة ثم وضعتها على الطاولة أمامي و تحدثت
" السيد لي سوف يسافر لأنه سيمثل رئيس دولتنا في عدة محافل دولية "
" هذا جيد ... و لكن لحظة ابنته ستكون في المنزل اذا لن نتمكن من التفتيش بحرية "
" لن تكون هناك ، سوف تذهب في رحلة و أنا من اقترحها حتى يكون المنزل فارغا و تحت سيطرتنا بالكامل "
" هذا يعني أنك سترافقها ؟ و لكن هكذا نجاح المهمة ستكون نسبته ضئيلة جدا فأنت أكثر شخص من بين عملائنا الذين يعرفون المكان جيدا "
" اذا لم أذهب سوف نفشل لأنها لن تذهب "
" اسمع داني .... لدي اقتراح "
قضمت من الشطيرة و رفعت نظراتي نحوه ليتحدث هو
" لما لا تجعلها تقع بحبك ؟ هكذا ستكون المهمة سهلة كما أنه معروف في عالم المخابرات أنه لا يوجد عملية تتم بدون خداع امرأة "
ابتلعت ما كان بفمي و أجبته حتى بدون أن أنظر نحوه
" مستحيل .... التلاعب بقلب امرأة من أجل مصلحة شخصية ليست من شيم الرجال "
قهقه بسخرية و أنا حدقت نحوه بغيض ليتحدث
" اسمع داني لا تتمسك بهذه الأفكار القديمة .... هي لن يهمها ، فتاة مدللة سوف تستمتع مع شاب قوي و وسيم و بعدها تنتهي العلاقة كأي علاقة عادية "
وضعت الشطيرة و أجبته بغضب
" جونميون لا تتدخل بمهمتي فكل ما يهم هي النتائج "
أسند ذراعيه على قدميه و حدق نحو عيني و بجدية ليتحدث باصرار
" أنت مخطئ بل تهمني كل خطوة تقوم بها و أنا المسؤول عنها لذا استغل فرصة اعجابها بك ففي النهاية هي فتاة جميلة "
حدقت نحوه مطولا ثم استقمت و تحدثت قبل أن أغادر نحو غرفة نومي
" اذا كنت قد انتهيت فغادر "
*
هانول :
لقد تجرأت و أنا في قمة ضعفي و طالبت بحضنه و دفئه ، لم يرغب أن يمنحني اياهما و لكنني ألقيت نفسي بحضنه ، تشبثت به بكل قوة في تلك اللحظات و بكيت بقهر و عندما شعرت بكفه على ظهري شعرت براحة غريبة ، شعرت بالأمان الحقيقي
وقفت في شرفة غرفتي و شاهدته و هو يرحل بعد انتهاء دوامه لليوم ، أغمضت عيني و تمسكت بسور الشرفة و تخيلت نفسي أمسك بكفه و نسير كحبيبين ، يضمني و يسحبني له و لكن هو لا ينظر نحوي حتى ففتحت عيني و تبخر حلمي و سيارته غادرت القصر
تن*دت و عدت للداخل و أقفلت باب الشرفة ، تقدمت من سريري و رفعت الغطاء حتى أدخل لفراشي فهو ملجئي الوحيد ، وضعت رأسي على الوسادة و أغمضت عيني عندها شعرت ببعض الألم ببطني ، تن*دت ثم فتحت عيني و اعتدلت مرة أخرى في سريري ......... يجب أن أذهب للطبيب من أجل الفحص
أبعدت الغطاء ثم دخلت للحمام و تفقدت نفسي فوجدت النزيف مرة أخرى ، هو ليس قوي و لكن أساسا أنا لست بفترة عادتي الشهرية ، يجب أن أزور الطبيب غدا فقد تكررت هذه الأعراض كثيرا ولا يجب أن أتجاهل الأمر خصوصا مع كل ما حدث
غيرت ثيابي و خرجت من الحمام لأسمع دقات خفيفة على باب غرفتي و بعدها فتح الباب ليدخل أبي ، فاجأني قدومه لي و وقفت أحدق به و هو أقفل الباب و التفت لي ليبتسم و يتقدم نحوي ، ضمني و قبل رأسي ثم ابتعد ليمسك بذراعي و تحدث
" كيف حالك الآن ابنتي ؟ "
" بخير أبي "
وضع كفه على خصلاتي و ربت عليها بهدوء بينما في نظراته هناك حزن ، تن*دت و سار بأنامله مع خصلاتي الطويلة و تحدث
" والدتك أيضا كان شعرها بنفس طول شعرك عندما كانت بنفس عمرك ........ كنت أحبه كثيرا "
امتلأت عيني بالدموع و وجدتني أترك نفسي لحضنه و تمسكت به ثم همست
" اشتقت لها كثيرا .... لم تركتني ؟ "
" إنه القدر يا ابنتي .... المرض فتك بها "
أجل ذلك المرض الذي له تاريخ طويل مع عائلتنا ، ضمني اليه أكثر و أحاطني بذراعيه و أنا أغمضت عيني لتنزل دموعي و شعرت بقبلته على رأسي
" أحبك أبي "
" و أنا يا ابنتي مستعد لفعل أي شيء من أجلك "
ابتعدت عنه و ابتسمت بخفوت و هو وضع كفه على وجنتي و مسح دموعي
" لا تبكي بعد الآن ..... هيا لنجلس أريد أن أمنحك شيئا و أخبرك بشيء أيضا "
سرنا و جلسنا على الأريكة و هو أمسك بكفي معا ليتحدث
" هانول لقد لاحظت أنك متعبة ولا تخرجين إلا نادرا من المنزل "
ابتسمت ببؤس فإلى أين سأخرج ؟ إلى أين اذا كنت سوف أحاط برجال الأمن ؟ لا بأس الجلوس في المنزل أفضل بكثير من نظرات الناس الكارهة نحوي
" لا رغبة لي بفعل شيء أبي "
" لهذا أنا فكرت و بما أنني سوف أكون خارج البلاد الفترة القادمة فقد فكرت أنه يجب أن تحضي بعطلة خارج البلاد أيضا "
" لا يمكنني أبي أفضل البقاء هنا "
" لا يمكنني اجبارك و لكن فكري جيدا و أتمنى فعلا أن تقبلي حتى أكون مرتاح البال "
" ما الفرق أبي فهنا سأكون محاطة برجالك و هناك كذلك .... في كلا الحالتين روحي ستكون محبوسة "
حدق نحوي بلوم و نفى برأسه
" رجالي هم من أجل حمايتك ، لدي الكثير من الأعداء و كلهم سيستهدفونك وحدك "
" من أجل هذا أبي أنا سأبقى في المنزل "
" حسنا هانول كما تريدين لن أدع الرجال يذهبون معك فقط بارك داني سيكون معك "
حدقت نحو عينيه و شعرت بالبهجة ، و لكن عاد بروده نحوي و أطفأ بهجتي
" ماذا قلت هانول ؟ "
" سأفكر أبي .... "
قبل وجنتي و مسح على رأسي بحنان ثم استقام ليطرق باب غرفتي و هو من سمح لمن خلفه بالدخول و كان سكرتيره الخاص يحمل صندوقا خشبي متوسط الحجم ، تقدم و وضعه على الطاولة أمامي ثم خرج ، تقدم أبي منه و فتح الصندوق لتظهر بوسطه بيضة خضراء مرصعة بالجواهر متوسطة الحجم
حملها و تقدم ليعود و يجلس بقربي ، حركها ليفتها و ظهر بداخلها قارب و قربها لي ليتركها بين كفي في حضني و تحدث " إنها بيضة ذكريات آزوف ..... الأثمن بين مجموعة البيض و لها ذكرى خاصة لدي ، إنها ثمينة للغاية هانول لذا أقدمها لك "
حدقت بها بين كفي ثم رفعت نظراتي نحوه
" و لكن يا أبي .... "
" الجميع يبحث عنها ، لقد أهديتها لوالدتك عندما أنجبتك و هي كانت تعتز بها كثيرا لذا لا أحد يستحقها من بعدها غيرك أنت "
" أبي أليست من ضمن مجموعة كبيرة من البيض الخاص بالتراث الروسي ؟ "
" اسمعي يا ابنتي ما ضاع لا يمكن أن يعود .... نحن أيضا ضاع منا الكثير و لم نستطع استرداده لذا ليس من حقهم أن يستعيدوا ما ضاع منهم و أنا دفعت ثروة للحصول عليها لذا هي من حقك أنت "
لا أعلم ، من جهة هو محق فما ضاع في الحروب و في جميع أنحاء العالم لا يمكن استرداده ، متحف اللوفر في باريس مليئ بالتحف النادرة و كلها عند العودة لأصلها نجدها مسروقة من أصحابها الأصليين و الآن هم يعرضونها بكل وقاحة على أنها تراث لهم
" حافظي عليها هانول ولا تفرطي بها فهي ذكرى مني و من والدتك التي أحبتك كثيرا "
تن*دت ثم أومأت له
" حسنا أبي ... "
وقف و قبل رأسي ثم سار نحو الباب و قبل أن يخرج التفت نحوي ليتحدث
" فكري جيدا بأمر الرحلة .... سوف تشعرين بتحسن "
أومأت له بخفة و هو خرج ليقفل الباب و أنا حدقت بالبيضة ، وضعتها و أخرجت القارب الصغير من داخلها و لمسته بخفة ، ابتسمت فاسم البيضة نفسه يحمل ذكريات ميتة ، ذكريات تاهت بين الماضي و لم يبقى منها سوى الألم التي تخلفه لحظاتها السعيدة
أعدت القارب لداخل البيضة ثم أقفلتها و وضعتها داخل الصندوق و أقفلت عليها ، تركتها على الطاولة و استقمت لأذهب نحو سريري
تمددت في مكاني و وضعت كلى كفي تحت وجنتي اليمنى و أغمضت عيني عندها رن كلام أبي في أذني ، أنا و داني فقط من سنذهب للرحلة إن وافقت
كنت في لحظة أبتسم و في لحظة أخرى أعود و أشعر بالحزن فسنة مرت و أنا أنظر نحوه بنفس اللهفة و هو يتجاهلني بنفس البرود .......... الحياة ليست كاملة ، لقد منحتني كل ما يملأ الجيب و أخذت مني كل ما يملأ القلب
راضية أنا بقدري لذا سوف أحافظ على صمتي ، سوف أحافظ على ما يخالج ص*ري فكل شيء قابل للشراء إلا قلب الانسان ، و أنا سأحتفظ به داخل قلبي و بعيدا جدا
أغمضت عيني و سرقني النوم ، و في نومي لا أرى أي أحلام فقط الظلام و الصمت ولا وجود لشيء غيرهما ، ليس فقط واقعي ما خلى من الأحلام ، حتى أحلامي خلت من الكوابيس
تسللت أشعة الشمس لغرفتي و أنا فتحت عيني بثقل ، أغمضتهما من جديد ثم فتحتهما و اعتدلت في مكاني ، خللت أناملي في مقدمة شعري و رفعته لأبعد عني الغطاء و استقمت
اقتربت من الطاولة و أخذت هاتفي ، ألقيت نظرة على الساعة و كانت تشير إلى 8:30 لذا ولجت لجهة الاتصالات و طلبت عيادة الدكتور هان ، لبثت بعض الوقت حتى أجابت الممرضة
" مرحبا هل هذه عيادة الدكتور هان للأمراض النسائية ؟ "
" أجل سيدتي كيف يمكنني خدمتك ؟ "
" أريد أن آخذ موعدا لو سمحتي "
" بالتأكيد .... أي وقت سيناسبك سيدتي ؟ "
" ليس مهما أستطيع القدوم في أي وقت "
" اذا هل 11:00 مناسب لك ؟ "
" أجل مناسب جدا "
" باسم من أسجل الموعد ؟ "
" لي هانول "
أقفلت الخط ثم ذهبت نحو الحمام ، أخذت حمامي الصباحي المعتاد ثم خرجت و جهزت نفسي ، ارتديت فستانا أزرق رقيق و حذاء بكعب عالي أ**د ثم وضعت القليل من مستحضرا التجميل حتى أخفي تعب ملامحي
طرق باب غرفتي و فتح لتدخل عبره الخامدة و تحدثت
" آنستي الفطور جاهز "
" هل بارك داني وصل ؟ "
" أجل آنستي منذ السابعة و هو هنا "
" رجاء أخبريه أن يجهز السيارة لأننا سنخرج "
" حسنا آنستي "
انحنت باحترام ثم خرجت لتقفل الباب خلفها و أنا عدت أحدق بنفسي ، ابتسمت ببؤس فهو الرجل الوحيد الذي أحببته و لفت انتباهي يصرف انتباهه عني بعيدا ، لا يلتفت لي ولا يعاملني سوى برسمية أنا من حلمت كثيرا أن يسمح لي بتلقيبه حبيبي ، وضعت كفي على بطني و نزلت دمعتي فهاهو حلم آخر على وشك أن أخسره
مر بعض الوقت عندها استقمت و حملت حقيبتي ثم معطفي ، هاتفي الذي كان بقرب الصندوق الذي على الطاولة و خرجت ، نزلت الدرج ببطء ثم خرجت و كعادته يقف ببذلته الرسمية السوداء
عندما رآني فتح الباب و أنا تقدمت ، وقفت و حدقت نحوه و هو لا ينظر نحوي ، تن*دت و صعدت للسيارة و هو أقفل الباب ثم صعد في المقدمة و عدل المرآة ليتحدث
" إلى أين آنسة هانول ؟ "
حدقت في عينيه مطولا عبر المرآة ثم تحدثت بمرارة
" عيادة الدكتور هان "
تجالهت نظراته التي تبثها علي و التفت لأحدق عبر النافذة التي بجانبي نحو الخارج
*
داني :
عندما قالت عيادة الدكتور هان انتابني الفضول ، الدكتور هان طبيب مختص بالأمراض النسائية و بحسب علمي العزباء لا تزور عادة الطبيب المتخصص
هل من الممكن أن لها علاقة هي ما تجعلها بكل هدا البؤس ؟ التفت نحوها بجانبية و رأيت كفها على بطنها ثم نزلت دمعة منها ، عندها شعرت بالغضب ، من تجرأ و فعل بها هذا ؟ و هي كيف سمحت لنفسها أن تكون عادية لهذه الدرجة ؟
حركت السيارة و من قبلنا كانت مجموعة سيارات رباعية الدفع و من خلفنا كذلك ، كنت أقود و بين فينة و الأخرى ألقي عليها نظرة عبر المرآة و أشعر بالقهر و الغضب كلما رأيت كفها على بطنها ....... كيف فقط حدث هذا و هي لا تبتعد عن ناظريّ ؟
وصلنا للعيادة و عندما حاولت الدخول برفقتها هي رفضت و دخلت لوحدها و أنا عدت لأجلس داخل السيارة ، مر الوقت و كنت أتوعد من فعل بها هذا ، فقط عندما يقع بين يدي
رأيتها تخرج من العيادة فنزلت بسرعة و تقدمت لأفتح لها الباب و لكن هي تجاهلتني و تقدمت لتفتح الباب الذي بقربي و صعدت بدون أن تقول كلمة
تركت الباب الخلفي يقفل و ذهبت نحو مكاني ، صعدت و حدقت نحوها لأتحدث بنوع من الانزعاج
" مكانك المعتاد في الخلف آنسة هانول و ليس هنا "
" لا يهم ..... أرجوك قد نحو مكان لا يوجد به أحد ، مكان خالي ولا يوجد فيه أي حياة "
قالتها و هي تحدق نحوي و بعينيها لمحت الكثير من الكلام ، لمحت حزنا و رجاءا عندها وضعت كفي على السماعة و تحدثت
" عودوا للقصر الآن و أنا سوف أتكفل بحماية الآنسة هانول ........ قلت أنا المسؤول لذا غادروا "
غادروا بعد أن صرخت عليهم عندما حاولوا الرفض و أنا قدت نحو مكان تعودت أن أجلس به كلما ضاف بي الزمن ، توقفت بهضبة جبل عالية تطل على المدينة و هي فتحت الباب و نزلت ، تقدمت نحو مقدمة السيارة و وقفت و هي تضم ذراعيها إليها
لم أستطع التزام مكاني و نزلت لأتقدم و أقف بقربها ، حدقت بوجهها بجانبية و هي نزلت دموعها و وضعت كفها بخفة على بطنها مرة أخرى عندها فقدت السيطرة على نفسي و تحدث بتجهم و تهجم أسألها و أتجاهل البرود الذي يجب أن أحافظ عليه بيننا
" من والد الطفل ؟ "
*
هانول :
الصفعات التي أتلقاها من الحياة قوية للغاية ، قوية لتلك الدرجة التي تجعلني أضحك و أبكي كالمجنونة ، حدق فيّ الدكتور هان و تأسفت نظراته ، حدقت نحو كفيه التي يعبث بأصابعها و هذا ما دعاني للحديث
" ما الذي تريده قوله دكتور هان ؟ "
نفى برأسه ثم تن*د ليتحدث
" في الواقع آنسة هانول لا أعلم كيف يجب أن أقولها "
" انسى أنك تعرفني منذ وقت طويل و فقط حدثني كأي مريضة تزورك "
تأسفت نظراته لي و واجهني بالحقيقة
" حسنا الأعراض التي تصيبك هي بداية الاصابة بفيروس HPV و هو المسبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم و كونك تمتلكين تاريخا عائلي لهذا المرض فاحتمال أنه وراثي و هذه العلامات مؤشر لمراحله الأولى "
كنت أعلم ، بل كنت متأكدة من ذلك ..... أمي توفيت بسببه ، جدتي و خالتي أيضا فما الذي كنت أنتظره من الحياة
خرجت أنفاسي متتابعة و حدقت بكفي عندها سقطت دمعتي عليهما ، ابتلعت غصتي ثم رفعت رأسي و حدقت نحوه و هو عاد يتحدث بابتسام ة
" و لكن لا تخافي يمكننا أن نعالج الوضع فهو لا يزال في البداية و الاصابة لا تتعدى كونها اصابة فيروسية "
مسحت دمعتي و تحدث أسأله عن حلمي الذي يمكن أن يضيع وسط كل هذه الأحداث
" و هل العلاج سيؤثر على امكانية حملي و انجابي مستقبلا ؟ "
" لا أستطيع اجابتك عن السؤال آنسة هانول حتى نجري التحليلات اللازمة و التي ستحدد مدى تقدم الاصابة بالفيروس "
" اذا هل من الممكن أن لا أستطيع الانجاب بعد الخضوع للعلاج ؟ "
" حسب موضع الاصابة ستتحدد قدرتك على الانجاب من عدمها "
غادرت العيادة يائسة و ميتة الروح ، نزلت الدرج و أنا أسند نفسي بكفي حتى وصلت بقرب الباب ، تقدمت فرأيته يخرج من السيارة و يفتح الباب لي
وقفت هناك طويلا أحدق به و ها أنا أعلن له انهزامي للمرة المليون منذ أن التقيته ، انهزامي الذي بدأ عندما لم أستطع اثبات نفسي بقلبه و هاهو ينتهي بفقدي لأعظم أحلامي و التي ارتبطت به حتى بدون أن أدري ، حلمت كثيرا أن يكون يكون لي صغير يناديني أمي و عندما أضمه لقلبي يأتي هو و يضمنا معا لقلبه .......... حلم طفولي و أقرب للخيال و لكنه غالي جدا و ثمين بالنسبة لي
تن*دت و تقدمت و لكن أنا لم أصعد بالخلف بل فتحت الباب الأمامي و تجاهلته كما يفعل دائما عندما تتعلق عيني به ، صعدت و أقفلت الباب و هو أقفل الباب الخلفي ثم صعد في مكانه
طلبت منه أن أبقى وحدي و في مكان بعيد عن الأعين و هو فعل ، أخذني لهضبة جبل بعيدة عن كل الناس ، بعيدة عن كل تلك القيود التي تقيد روحي لا جسدي
وقفت هناك و ضممت نفسي ، شعرت ببرد قاسي و سياط تجلدني ثم شعرت بشعور غريب يصاحبه الحزن فنزلت كفي و وضعتها على بطني ، أريد أن أكون أما حتى و لو كان هذا آخر ما أفعله في حياتي ، أريد أن تكون لي قطعة مني ، صغير أو صغيرة لأن ذلك الصغير هو من سيجعل الدفء يحل على قلبي ، دفء فقدته و افتقدته و مهما طالبت به بصمت إلا أن الآذان صُمت و الأعين تجاهلت
شعرت به يقف بجانبي ثم حدقت نظراته بي بجانبية فقط ، رأيته ينظر نحو كفي و سألني
" من والد الطفل ؟ "
أصابني الهلع و الجزع من سؤاله فتركت كفي تسقط على جانبي و حدقت عينيّ المبللة بدموعي نحو عينيه و أنا عاجزة عن الرد ، عاجزة عن قول كلمة حتى تلك الصغيرة بينما التفت كلي له
كيف له أن يعتقد بي هذا ؟ كيف يعتقد أنه من الممكن أن أسلم ما ندرته له وحده لغيره ؟ حتى و هو لا يعلم عن حبي له و اعتكافي من أجله و لكن ليس من حقه أبدا أن يوجه لي تهمة كهذه ......... ليس من حقه أن يدينني بنظرات مستهجنة و لا بكلمات قاسية
نظراته غاضبة و ملامحه منزعجة ، نفيت و سقطت دموعي و هو تقدم أكثر و أمسك بذراعي ليحركني و خرجت كلماته مرة أخرى يطالب بحقوقه بي فجأة و بدون سابق انذار حتى
" من فعل بك هذا هانول ؟ من والد الطفل ؟ "
" أنا .... أنا "
تاهت الكلمات عني و لم أجد ما أقوله و هو صرخ بغضب و حركني بعنف هذه المرة عندما صادف فقط ضعفي و عجزي
" أنت ماذا ها ؟ لما كنت عادية لتلك الدرجة هانول ؟ "
أغمضت عيني خوفا من صوته و خوفا من غضبه و هو قبضتيه ضغطت أكثر على ذراعي يسبب لي الألم أكثر مما أنا أشعر به ، إنه يفتك بقلبي و عمري من كل ناحية
تركني و دفعني عنه حتى تعثرت و أسندت نفسي على السيارة و هو حدق نحوي بنظرات خائبة و غاضبة ، لم يفسر حتى سبب انفعاله و هو يتجاهلني كل هذه المدة ، لقد كنت أتوسله أن يخصني بنظرة و لكنه لم يفعل ، طلبت أن يمنحني و يعيرني حضنه و لكنه لم يفعل و تركني أتعلق به وحدي و لكن هاهو الآن يلقي علي اللوم و نحن لا تجمع بيننا حتى همسة بل حتى لمسة خاطئة لم يكن بيننا
تركني و أولاني ظهره كعادته و عاد للسيارة و أنا وقفت هناك أحاول ترتيب سطور حكايتي و التي كل ما مر الوقت تبعثرت أكثر ، مسحت دموعي ثم تقدمت ببطء ، فتحت الباب و لكن هو تحدث حتى بدون أن ينظر نحوي
" مكانك ليس هنا آنسة هانول .... "
كما تريد يا حبي المستحيل ، لن أقترب منك و سأبتعد قدر المستطاع حتى يمر الوقت و تعلم أنني بريئة من تلك التهمة التي نسبتها لي ، أقفلت الباب ثم سرت خطوتين و فتحت الباب الخلفي و صعدت لأقفله و هو وضع لي حقيبتي بقربي حتى بدون أن يلتفت نحوي ، أدار المحرك و قاد نحو سجني المزين بالورود و الفخامة
وصلنا للبيت فنزل و فتح لي الباب و عندما نزلت و حاولت استعطافه و لو بنظرة بائسة كان أكثر صرامة مما اعتاد ، وضعت كفي على أطراف أصابعه التي يسمك بها الباب و لكن بمجرد أن لمست كفي أنامله هو أزال كفه
حقدت نحو قدمي و سقطت دموعي ثم تحدثت عندما عدت و رفعت نظراتي نحوه
" غدا لدي موعد في عيادة التحاليل في وقت مبكر "
" حسنا آنسة هانول سأكون هنا في موعدي تماما "
سرت بتعب نحو الباب و هو غادر يعيد السيارة لمكانها في الموقف ، دخلت للمنزل و صعدت مباشرة لغرفتي ، أقفلت على نفسي و أسندت نفسي على الباب ثم تركت حقيبتي تقع على الأرض ، ضممت نفسي و جلست القرفصاء لأبكي بصوت عالي ، أنا أتمزق ولا يشعر بي أي أحد فكل من يراني يعتقد أنني أحيا حياة الملكات و الأميرات و لكن ما لا يعلمونه أن الملكات و الأميرات لسن سوى نساء تعيسات ، مقيدات و مضطهدات من طرف القدر و الزمن
*
داني :
أشعر بأن الغضب يعميني ، لا أدري حتى لما تصرفت بتلك الطريقة و صرخت عليها ؟ لما لمتها و نحن لا يجمعنا سوى البرود ؟ أشعر أنني أكرهها ..... بل أنني أحبها لتلك الدرجة التي جعلتني أشعر بكل هذا الغضب ، قلة الحيلة و كل شعور سيء و بائس
أوقفت السيارة الخاصة بها في الموقف ثم غادرت ، لا أستطيع البقاء هنا فأنا أشعر بالضيق فعلا ، استقليت سيارتي و قدت نحو نفس المكان الذي كنا به
توقفت و خرجت لأتقدم و أقف أحدق نحو المدينة ثم صرخت بصوت عالي
" ا****ة .... "
أجل ا****ة عليك يا قلبي فلما التفت لها ؟ هي لن تناسبني ، لن تكون لي و لا أستطيع أن أكون لها فلما وقعت لها و همت بسحرها في الوقت الذي كنت أحافظ فيه على المسافات بيننا ......... لما تحالفت معها و خدعتماني ؟
كنت أغمض عيني و أتخيلها بحضني ، كنت أرفع كفي و أمررها على خصلاتها الطويلة تلك الوهمية التي تلاحقني في أحلامي و لكنها مجرد سراب ........ اعتقدت أنها مختلفة و مميزة و لكنها ليست سوى امرأة عادية ، عادية لتلك الدرجة التي فقدت فيها بريقها
في كثير من الأحيان كنت أضبط نفسي حتى لا أضمها و حتى لا أقبلها و أنا بذلك القرب منها ، كنت أضعها في مكانة مرتفعة للغاية بل حتى كنت دائم التفكير بما سيحل بها بعد أن تنتهي مهمتي بالنجاح و لكنها لم تكن سوى قصر رملي زال عندما ثارت الأمواج ضده
أسندت نفسي على مقدمة سيارتي و اخرجت هاتفي ، اتصلت بجونميون و هو بعد برهة أجاب
" مرحبا داني "
" مرحبا جونميون .... أريد مقابلتك ربما هناك تغيير في الخطة "
" هل تأجل السفر ؟ "
" ليس بهذا الشأن ...... الأمر متعلق بـ لي هانول "
" هل غيرت رأيك ؟ "
" سوف أنتظرك في الحانة "
أقفلت الهاتف و حدقت أمامي ، فككت ربطة العنق ثم أزلتها و عدت للسيارة ، شغلت المحرك و غادرت نحو منزلي ، أخذت حماما و غيرت ثيابي ، بنطال جينز أزرق و قميص قطني أسود
خرجت من غرفتي و ذهبت نحو تلك الغرفة و فتحتها ، تقدمت و جلست على المكتب ثم أخرجت الملف الخاص بها ، فتحته و واجهتني صورتها ...... و كل معلوماتها ، لقد تم تسليمي هذا الملف عندما كلفت بالمهمة قبل أكثر من سنة ، أعجبت بها بمجرد رؤيتي لصورتها ، و زاد ذلك الإعجاب حتى تحول لحب ميت عندما رأيت تعاملها مع من حولها ، بل عشقتها عندما رأيت كل ذلك الحزن الذي يحيطها ........... و لكن تبين أنني كنت مغفلا و تعلقت بقصة أطفال بطلتها أميرة الجليد الحزينة
أقفلت الملف ثم استقمت لأخرج و أقفل الباب ، تقدمت من الطاولة و أخذت ساعتي و وضعتها على معصمي ثم هاتفي داخل جيبي و حملت قبعتي السوداء و خرجت بعد أن أخذت مفاتيح السيارة كذلك
قدت نحو الحانة التي تعودت أن ألاقي جونميون فيها ، دخلت و كان الصخب يملأها ، تقدمت نحو البار و جلست فتقدم مني النادل و تحدث
" ماذا تريد أن تطلب ؟ "
رفعت رأسي و حدقت مطولا ثم أخبرته بما أريده ......... أريد أن أنسى و أقفل هذه الجروح التي بدأ ألمها توا
" أقوى شراب لد*ك "
غادر يجهز الشراب و أنا شعرت بكف تربت على كتفي ثم جلس جونميون على المقعد الذي بقربي و وضع ملفا أمامي ليتحدث
" كيف حدث و غيرت رأيك ؟ "
أخذت الملف و فتحته بدون أن أجيبه و هاهي صورتها تعود و تقابلني ، أقفلته فلا أحتاج لمعرفة شيء عنها ، كل شيء أعلمه بل حتى أكثر مما يعلمون هم ، أبعدته و النادل وضع كأسي بقربي فأخذته حتى أرتشف منه و جونميون عاد ليسحب الملف نحوه و فتحه
" لي هانول ... الابنة الوحيدة لرئيس الوزراء لي كانغ دي ، 27 سنة درست تصميم الأزياء في باريس و عادت منذ سنتين ، الجميع ينتظر أن تطلق ماركتها الخاصة و لكن حتى اللحظة لا توجد أي خطوة منها ، لم تدخل بأي علاقة عاطفية من قبل و هي عزباء ..... "
و قبل أن يكمل أنا ضربت البار بكفي بقوة و تحدثت بغضب
" اخرس الآن .... كل هذا أعلمه فلما تعيده ؟ "
حدق نحوي و أنا عدت و ارتشفت ما بكأسي دفعة واحدة ، رفع حاجبه الأيسر و تحدث
" هل هناك ما وقع بينك و بينها ؟ "
حدقت أمامي و ابتسمت بسخرية
" هل أنت مجنون ؟ "
قلتها و حدقت فيه بجانبية و هو تحولت نظراته لتلك الجادة و تحدث
" اذا لما غضبت عندما تحدثت عنها ؟ لما غيرت رأيك ؟ و الأهم لما تشرب بهذه القوة و أنت لست من محبي الشراب ؟ "
أشرت للنادل أن يأتيني بكأس آخر و تجاهلت النظر نحوه لأجيبه بكذبة كنت طوال الفترة الماضية أحاول اقناع نفسي بها
" فقط أريد الانتهاء من هذه المهمة فقد طال الوقت و نحن لم نتوصل لأي نتيجة ولا أريد أن أفشل "
" هذا فقط ؟ "
" ماذا تريد أن تشرب ؟ "
ربت على كتفي و استقام لأعود و ألتفت نحوه
" لن أشرب لدي عمل و يجب أن أنتهي منه ..... و لكن نصيحة علقها بك ولا تتعلق أنت بها "
غادر و ترك الملف بقربي و النادل وضع كأس الشراب بقربه ، أخذته و ارتشفت منه هذه المرة ببطء ، ابتسمت بسخرية فنصيحته كانت متأخرة لأنني من تعلق بها بدون أدنى شعور مني ولا يبدو أنها تعلقت بي حقيقة .......... أشعر بالعجز و التوهان
أمسكت بكأسي و التفت في مقعدي نحو حلبة الرقص عندها رأيت فتاة بشعر طويل أ**د تتمايل برقص مثير على الأنغام المرتفعة ، رفعت الكأس نحو ثغري و ارتشفته مرة أخرى دفعة واحدة ثم وضعته بقرب الملف الخاص بها و أبعدت قبعتي عن رأسي و كذلك وضعتها فوقه و استقمت ، سرت نحو الحلبة و وقفت أمام الفتاة ، رفعت نظراتها نحوي و ابتسمت و أنا ضممت خصرها و جذبتها لي فجأة بقسوة و قوة
اتسعت ابتسام تها أكثر و وضعت كفها على ص*ري ثم سارت بها نحو رقبتي و عندما لمستني أنا أغمضت عيني و لكن لم أرى أمامي سوى هانول و عينيها الحزينتين ، فتحت عيني حتى أطردها بعيدا عني و أنا من عاد و سيطر على الفتاة التي بين ذراعي ، صعدت كفي نحو رقبتها و أمسكت شعرها بكفي حيث احتضن رأسها من الخلف و أبعدتها أحدق بعينيها و هي وضعت كفها على وجنتي و لمست باصبعها شفتي فما كان مني سوى أن هاجمت شفتيها و قبلتها بعنف
شعرت بذراعيها يلتفان حول رقبتي فقربتها مني أكثر بذراعي أحاول لحمها بي ، كنت أقبلها ، بل كنت أقبل هانول التي لم أقترب منها يوما و هذا ما جعلني عنيفا و غير مكتفي حتى أبعدتني عنها
ارتفع ص*ري و هي تنفست بقوة و شابكت أناملها بأناملي و أنا عدت و اقتربت منها لأهمس لها
" أريدك في فراشي لليلة عابرة "