الفصل الثاني

4491 Words
" أترك كل شيء و ارفع ذراعيك " و فعلا رفع ذراعيه و التفت نحوي و لم يكن سوى جونميون ، ابتسم لي و لوح و هو يرفع ذراعيه " مرحبا داني لما تأخرت ؟ " أخفضت سلاحي و أعدته لخلف ظهري و تقدمت منه لأدفعه و أفتح الثلاجة " من سمح لك باقتحام منزلي ؟ " ابتسم و هو يلتفت لي " كنت أتأكد من أن نظام الحماية في بيتك فعال و لكن كان ضعيفا جدا " أخذت شطيرة جاهزة و أقفلت الثلاجة ثم خرجت من المطبخ و ذهبت نحو غرفة المعيشة و جلست على الأريكة و هو جلس في الأريكة المقابلة " ما الجديد ؟ " أخرج هاتفه و عرض علي بعض الصور للبيضات الأربع الأخرى المفقودة و تحدث " تم العثور عليها و لم يتبقى سوى الستة التي بحوزة السيد لي " " كم من الوقت لا يزال أمامنا ؟ " " لم يحدد بعد ... سيتحدد بعد أن يتم الاعلان عن تاريخ عرض ممتلكات عائلة القيصر في ذكرى مرور قرن على سقوط الحكم الملكي بروسيا و قيام الثورة البلشفية " أومأت و فتحت الشطيرة ثم وضعتها على الطاولة أمامي و تحدثت " السيد لي سوف يسافر لأنه سيمثل رئيس دولتنا في عدة محافل دولية " " هذا جيد ... و لكن لحظة ابنته ستكون في المنزل اذا لن نتمكن من التفتيش بحرية " " لن تكون هناك ، سوف تذهب في رحلة و أنا من اقترحها حتى يكون المنزل فارغا و تحت سيطرتنا بالكامل " " هذا يعني أنك سترافقها ؟ و لكن هكذا نجاح المهمة ستكون نسبته ضئيلة جدا فأنت أكثر شخص من بين عملائنا الذين يعرفون المكان جيدا " " اذا لم أذهب سوف نفشل لأنها لن تذهب " " اسمع داني .... لدي اقتراح " قضمت من الشطيرة و رفعت نظراتي نحوه ليتحدث هو " لما لا تجعلها تقع بحبك ؟ هكذا ستكون المهمة سهلة كما أنه معروف في عالم المخابرات أنه لا يوجد عملية تتم بدون خداع امرأة " ابتلعت ما كان بفمي و أجبته حتى بدون أن أنظر نحوه " مستحيل .... التلاعب بقلب امرأة من أجل مصلحة شخصية ليست من شيم الرجال " قهقه بسخرية و أنا حدقت نحوه بغيض ليتحدث " اسمع داني لا تتمسك بهذه الأفكار القديمة .... هي لن يهمها ، فتاة مدللة سوف تستمتع مع شاب قوي و وسيم و بعدها تنتهي العلاقة كأي علاقة عادية " وضعت الشطيرة و أجبته بغضب " جونميون لا تتدخل بمهمتي فكل ما يهم هي النتائج " أسند ذراعيه على قدميه و حدق نحو عيني و بجدية ليتحدث باصرار " أنت مخطئ بل تهمني كل خطوة تقوم بها و أنا المسؤول عنها لذا استغل فرصة اعجابها بك ففي النهاية هي فتاة جميلة " حدقت نحوه مطولا ثم استقمت و تحدثت قبل أن أغادر نحو غرفة نومي " اذا كنت قد انتهيت فغادر " * هانول : لقد تجرأت و أنا في قمة ضعفي و طالبت بحضنه و دفئه ، لم يرغب أن يمنحني اياهما و لكنني ألقيت نفسي بحضنه ، تشبثت به بكل قوة في تلك اللحظات و بكيت بقهر و عندما شعرت بكفه على ظهري شعرت براحة غريبة ، شعرت بالأمان الحقيقي وقفت في شرفة غرفتي و شاهدته و هو يرحل بعد انتهاء دوامه لليوم ، أغمضت عيني و تمسكت بسور الشرفة و تخيلت نفسي أمسك بكفه و نسير كحبيبين ، يضمني و يسحبني له و لكن هو لا ينظر نحوي حتى ففتحت عيني و تبخر حلمي و سيارته غادرت القصر تن*دت و عدت للداخل و أقفلت باب الشرفة ، تقدمت من سريري و رفعت الغطاء حتى أدخل لفراشي فهو ملجئي الوحيد ، وضعت رأسي على الوسادة و أغمضت عيني عندها شعرت ببعض الألم ببطني ، تن*دت ثم فتحت عيني و اعتدلت مرة أخرى في سريري ......... يجب أن أذهب للطبيب من أجل الفحص أبعدت الغطاء ثم دخلت للحمام و تفقدت نفسي فوجدت النزيف مرة أخرى ، هو ليس قوي و لكن أساسا أنا لست بفترة عادتي الشهرية ، يجب أن أزور الطبيب غدا فقد تكررت هذه الأعراض كثيرا ولا يجب أن أتجاهل الأمر خصوصا مع كل ما حدث غيرت ثيابي و خرجت من الحمام لأسمع دقات خفيفة على باب غرفتي و بعدها فتح الباب ليدخل أبي ، فاجأني قدومه لي و وقفت أحدق به و هو أقفل الباب و التفت لي ليبتسم و يتقدم نحوي ، ضمني و قبل رأسي ثم ابتعد ليمسك بذراعي و تحدث " كيف حالك الآن ابنتي ؟ " " بخير أبي " وضع كفه على خصلاتي و ربت عليها بهدوء بينما في نظراته هناك حزن ، تن*دت و سار بأنامله مع خصلاتي الطويلة و تحدث " والدتك أيضا كان شعرها بنفس طول شعرك عندما كانت بنفس عمرك ........ كنت أحبه كثيرا " امتلأت عيني بالدموع و وجدتني أترك نفسي لحضنه و تمسكت به ثم همست " اشتقت لها كثيرا .... لم تركتني ؟ " " إنه القدر يا ابنتي .... المرض فتك بها " أجل ذلك المرض الذي له تاريخ طويل مع عائلتنا ، ضمني اليه أكثر و أحاطني بذراعيه و أنا أغمضت عيني لتنزل دموعي و شعرت بقبلته على رأسي " أحبك أبي " " و أنا يا ابنتي مستعد لفعل أي شيء من أجلك " ابتعدت عنه و ابتسمت بخفوت و هو وضع كفه على وجنتي و مسح دموعي " لا تبكي بعد الآن ..... هيا لنجلس أريد أن أمنحك شيئا و أخبرك بشيء أيضا " سرنا و جلسنا على الأريكة و هو أمسك بكفي معا ليتحدث " هانول لقد لاحظت أنك متعبة ولا تخرجين إلا نادرا من المنزل " ابتسمت ببؤس فإلى أين سأخرج ؟ إلى أين اذا كنت سوف أحاط برجال الأمن ؟ لا بأس الجلوس في المنزل أفضل بكثير من نظرات الناس الكارهة نحوي " لا رغبة لي بفعل شيء أبي " " لهذا أنا فكرت و بما أنني سوف أكون خارج البلاد الفترة القادمة فقد فكرت أنه يجب أن تحضي بعطلة خارج البلاد أيضا " " لا يمكنني أبي أفضل البقاء هنا " " لا يمكنني اجبارك و لكن فكري جيدا و أتمنى فعلا أن تقبلي حتى أكون مرتاح البال " " ما الفرق أبي فهنا سأكون محاطة برجالك و هناك كذلك .... في كلا الحالتين روحي ستكون محبوسة " حدق نحوي بلوم و نفى برأسه " رجالي هم من أجل حمايتك ، لدي الكثير من الأعداء و كلهم سيستهدفونك وحدك " " من أجل هذا أبي أنا سأبقى في المنزل " " حسنا هانول كما تريدين لن أدع الرجال يذهبون معك فقط بارك داني سيكون معك " حدقت نحو عينيه و شعرت بالبهجة ، و لكن عاد بروده نحوي و أطفأ بهجتي " ماذا قلت هانول ؟ " " سأفكر أبي .... " قبل وجنتي و مسح على رأسي بحنان ثم استقام ليطرق باب غرفتي و هو من سمح لمن خلفه بالدخول و كان سكرتيره الخاص يحمل صندوقا خشبي متوسط الحجم ، تقدم و وضعه على الطاولة أمامي ثم خرج ، تقدم أبي منه و فتح الصندوق لتظهر بوسطه بيضة خضراء مرصعة بالجواهر متوسطة الحجم حملها و تقدم ليعود و يجلس بقربي ، حركها ليفتها و ظهر بداخلها قارب و قربها لي ليتركها بين كفي في حضني و تحدث " إنها بيضة ذكريات آزوف ..... الأثمن بين مجموعة البيض و لها ذكرى خاصة لدي ، إنها ثمينة للغاية هانول لذا أقدمها لك " حدقت بها بين كفي ثم رفعت نظراتي نحوه " و لكن يا أبي .... " " الجميع يبحث عنها ، لقد أهديتها لوالدتك عندما أنجبتك و هي كانت تعتز بها كثيرا لذا لا أحد يستحقها من بعدها غيرك أنت " " أبي أليست من ضمن مجموعة كبيرة من البيض الخاص بالتراث الروسي ؟ " " اسمعي يا ابنتي ما ضاع لا يمكن أن يعود .... نحن أيضا ضاع منا الكثير و لم نستطع استرداده لذا ليس من حقهم أن يستعيدوا ما ضاع منهم و أنا دفعت ثروة للحصول عليها لذا هي من حقك أنت " لا أعلم ، من جهة هو محق فما ضاع في الحروب و في جميع أنحاء العالم لا يمكن استرداده ، متحف اللوفر في باريس مليئ بالتحف النادرة و كلها عند العودة لأصلها نجدها مسروقة من أصحابها الأصليين و الآن هم يعرضونها بكل وقاحة على أنها تراث لهم " حافظي عليها هانول ولا تفرطي بها فهي ذكرى مني و من والدتك التي أحبتك كثيرا " تن*دت ثم أومأت له " حسنا أبي ... " وقف و قبل رأسي ثم سار نحو الباب و قبل أن يخرج التفت نحوي ليتحدث " فكري جيدا بأمر الرحلة .... سوف تشعرين بتحسن " أومأت له بخفة و هو خرج ليقفل الباب و أنا حدقت بالبيضة ، وضعتها و أخرجت القارب الصغير من داخلها و لمسته بخفة ، ابتسمت فاسم البيضة نفسه يحمل ذكريات ميتة ، ذكريات تاهت بين الماضي و لم يبقى منها سوى الألم التي تخلفه لحظاتها السعيدة أعدت القارب لداخل البيضة ثم أقفلتها و وضعتها داخل الصندوق و أقفلت عليها ، تركتها على الطاولة و استقمت لأذهب نحو سريري تمددت في مكاني و وضعت كلى كفي تحت وجنتي اليمنى و أغمضت عيني عندها رن كلام أبي في أذني ، أنا و داني فقط من سنذهب للرحلة إن وافقت كنت في لحظة أبتسم و في لحظة أخرى أعود و أشعر بالحزن فسنة مرت و أنا أنظر نحوه بنفس اللهفة و هو يتجاهلني بنفس البرود .......... الحياة ليست كاملة ، لقد منحتني كل ما يملأ الجيب و أخذت مني كل ما يملأ القلب راضية أنا بقدري لذا سوف أحافظ على صمتي ، سوف أحافظ على ما يخالج ص*ري فكل شيء قابل للشراء إلا قلب الانسان ، و أنا سأحتفظ به داخل قلبي و بعيدا جدا أغمضت عيني و سرقني النوم ، و في نومي لا أرى أي أحلام فقط الظلام و الصمت ولا وجود لشيء غيرهما ، ليس فقط واقعي ما خلى من الأحلام ، حتى أحلامي خلت من الكوابيس تسللت أشعة الشمس لغرفتي و أنا فتحت عيني بثقل ، أغمضتهما من جديد ثم فتحتهما و اعتدلت في مكاني ، خللت أناملي في مقدمة شعري و رفعته لأبعد عني الغطاء و استقمت اقتربت من الطاولة و أخذت هاتفي ، ألقيت نظرة على الساعة و كانت تشير إلى 8:30 لذا ولجت لجهة الاتصالات و طلبت عيادة الدكتور هان ، لبثت بعض الوقت حتى أجابت الممرضة " مرحبا هل هذه عيادة الدكتور هان للأمراض النسائية ؟ " " أجل سيدتي كيف يمكنني خدمتك ؟ " " أريد أن آخذ موعدا لو سمحتي " " بالتأكيد .... أي وقت سيناسبك سيدتي ؟ " " ليس مهما أستطيع القدوم في أي وقت " " اذا هل 11:00 مناسب لك ؟ " " أجل مناسب جدا " " باسم من أسجل الموعد ؟ " " لي هانول " أقفلت الخط ثم ذهبت نحو الحمام ، أخذت حمامي الصباحي المعتاد ثم خرجت و جهزت نفسي ، ارتديت فستانا أزرق رقيق و حذاء بكعب عالي أ**د ثم وضعت القليل من مستحضرا التجميل حتى أخفي تعب ملامحي طرق باب غرفتي و فتح لتدخل عبره الخامدة و تحدثت " آنستي الفطور جاهز " " هل بارك داني وصل ؟ " " أجل آنستي منذ السابعة و هو هنا " " رجاء أخبريه أن يجهز السيارة لأننا سنخرج " " حسنا آنستي " انحنت باحترام ثم خرجت لتقفل الباب خلفها و أنا عدت أحدق بنفسي ، ابتسمت ببؤس فهو الرجل الوحيد الذي أحببته و لفت انتباهي يصرف انتباهه عني بعيدا ، لا يلتفت لي ولا يعاملني سوى برسمية أنا من حلمت كثيرا أن يسمح لي بتلقيبه حبيبي ، وضعت كفي على بطني و نزلت دمعتي فهاهو حلم آخر على وشك أن أخسره مر بعض الوقت عندها استقمت و حملت حقيبتي ثم معطفي ، هاتفي الذي كان بقرب الصندوق الذي على الطاولة و خرجت ، نزلت الدرج ببطء ثم خرجت و كعادته يقف ببذلته الرسمية السوداء عندما رآني فتح الباب و أنا تقدمت ، وقفت و حدقت نحوه و هو لا ينظر نحوي ، تن*دت و صعدت للسيارة و هو أقفل الباب ثم صعد في المقدمة و عدل المرآة ليتحدث " إلى أين آنسة هانول ؟ " حدقت في عينيه مطولا عبر المرآة ثم تحدثت بمرارة " عيادة الدكتور هان " تجالهت نظراته التي تبثها علي و التفت لأحدق عبر النافذة التي بجانبي نحو الخارج * داني : عندما قالت عيادة الدكتور هان انتابني الفضول ، الدكتور هان طبيب مختص بالأمراض النسائية و بحسب علمي العزباء لا تزور عادة الطبيب المتخصص هل من الممكن أن لها علاقة هي ما تجعلها بكل هدا البؤس ؟ التفت نحوها بجانبية و رأيت كفها على بطنها ثم نزلت دمعة منها ، عندها شعرت بالغضب ، من تجرأ و فعل بها هذا ؟ و هي كيف سمحت لنفسها أن تكون عادية لهذه الدرجة ؟ حركت السيارة و من قبلنا كانت مجموعة سيارات رباعية الدفع و من خلفنا كذلك ، كنت أقود و بين فينة و الأخرى ألقي عليها نظرة عبر المرآة و أشعر بالقهر و الغضب كلما رأيت كفها على بطنها ....... كيف فقط حدث هذا و هي لا تبتعد عن ناظريّ ؟ وصلنا للعيادة و عندما حاولت الدخول برفقتها هي رفضت و دخلت لوحدها و أنا عدت لأجلس داخل السيارة ، مر الوقت و كنت أتوعد من فعل بها هذا ، فقط عندما يقع بين يدي رأيتها تخرج من العيادة فنزلت بسرعة و تقدمت لأفتح لها الباب و لكن هي تجاهلتني و تقدمت لتفتح الباب الذي بقربي و صعدت بدون أن تقول كلمة تركت الباب الخلفي يقفل و ذهبت نحو مكاني ، صعدت و حدقت نحوها لأتحدث بنوع من الانزعاج " مكانك المعتاد في الخلف آنسة هانول و ليس هنا " " لا يهم ..... أرجوك قد نحو مكان لا يوجد به أحد ، مكان خالي ولا يوجد فيه أي حياة " قالتها و هي تحدق نحوي و بعينيها لمحت الكثير من الكلام ، لمحت حزنا و رجاءا عندها وضعت كفي على السماعة و تحدثت " عودوا للقصر الآن و أنا سوف أتكفل بحماية الآنسة هانول ........ قلت أنا المسؤول لذا غادروا " غادروا بعد أن صرخت عليهم عندما حاولوا الرفض و أنا قدت نحو مكان تعودت أن أجلس به كلما ضاف بي الزمن ، توقفت بهضبة جبل عالية تطل على المدينة و هي فتحت الباب و نزلت ، تقدمت نحو مقدمة السيارة و وقفت و هي تضم ذراعيها إليها لم أستطع التزام مكاني و نزلت لأتقدم و أقف بقربها ، حدقت بوجهها بجانبية و هي نزلت دموعها و وضعت كفها بخفة على بطنها مرة أخرى عندها فقدت السيطرة على نفسي و تحدث بتجهم و تهجم أسألها و أتجاهل البرود الذي يجب أن أحافظ عليه بيننا " من والد الطفل ؟ " * هانول : الصفعات التي أتلقاها من الحياة قوية للغاية ، قوية لتلك الدرجة التي تجعلني أضحك و أبكي كالمجنونة ، حدق فيّ الدكتور هان و تأسفت نظراته ، حدقت نحو كفيه التي يعبث بأصابعها و هذا ما دعاني للحديث " ما الذي تريده قوله دكتور هان ؟ " نفى برأسه ثم تن*د ليتحدث " في الواقع آنسة هانول لا أعلم كيف يجب أن أقولها " " انسى أنك تعرفني منذ وقت طويل و فقط حدثني كأي مريضة تزورك " تأسفت نظراته لي و واجهني بالحقيقة " حسنا الأعراض التي تصيبك هي بداية الاصابة بفيروس HPV و هو المسبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم و كونك تمتلكين تاريخا عائلي لهذا المرض فاحتمال أنه وراثي و هذه العلامات مؤشر لمراحله الأولى " كنت أعلم ، بل كنت متأكدة من ذلك ..... أمي توفيت بسببه ، جدتي و خالتي أيضا فما الذي كنت أنتظره من الحياة خرجت أنفاسي متتابعة و حدقت بكفي عندها سقطت دمعتي عليهما ، ابتلعت غصتي ثم رفعت رأسي و حدقت نحوه و هو عاد يتحدث بابتسام ة " و لكن لا تخافي يمكننا أن نعالج الوضع فهو لا يزال في البداية و الاصابة لا تتعدى كونها اصابة فيروسية " مسحت دمعتي و تحدث أسأله عن حلمي الذي يمكن أن يضيع وسط كل هذه الأحداث " و هل العلاج سيؤثر على امكانية حملي و انجابي مستقبلا ؟ " " لا أستطيع اجابتك عن السؤال آنسة هانول حتى نجري التحليلات اللازمة و التي ستحدد مدى تقدم الاصابة بالفيروس " " اذا هل من الممكن أن لا أستطيع الانجاب بعد الخضوع للعلاج ؟ " " حسب موضع الاصابة ستتحدد قدرتك على الانجاب من عدمها " غادرت العيادة يائسة و ميتة الروح ، نزلت الدرج و أنا أسند نفسي بكفي حتى وصلت بقرب الباب ، تقدمت فرأيته يخرج من السيارة و يفتح الباب لي وقفت هناك طويلا أحدق به و ها أنا أعلن له انهزامي للمرة المليون منذ أن التقيته ، انهزامي الذي بدأ عندما لم أستطع اثبات نفسي بقلبه و هاهو ينتهي بفقدي لأعظم أحلامي و التي ارتبطت به حتى بدون أن أدري ، حلمت كثيرا أن يكون يكون لي صغير يناديني أمي و عندما أضمه لقلبي يأتي هو و يضمنا معا لقلبه .......... حلم طفولي و أقرب للخيال و لكنه غالي جدا و ثمين بالنسبة لي تن*دت و تقدمت و لكن أنا لم أصعد بالخلف بل فتحت الباب الأمامي و تجاهلته كما يفعل دائما عندما تتعلق عيني به ، صعدت و أقفلت الباب و هو أقفل الباب الخلفي ثم صعد في مكانه طلبت منه أن أبقى وحدي و في مكان بعيد عن الأعين و هو فعل ، أخذني لهضبة جبل بعيدة عن كل الناس ، بعيدة عن كل تلك القيود التي تقيد روحي لا جسدي وقفت هناك و ضممت نفسي ، شعرت ببرد قاسي و سياط تجلدني ثم شعرت بشعور غريب يصاحبه الحزن فنزلت كفي و وضعتها على بطني ، أريد أن أكون أما حتى و لو كان هذا آخر ما أفعله في حياتي ، أريد أن تكون لي قطعة مني ، صغير أو صغيرة لأن ذلك الصغير هو من سيجعل الدفء يحل على قلبي ، دفء فقدته و افتقدته و مهما طالبت به بصمت إلا أن الآذان صُمت و الأعين تجاهلت شعرت به يقف بجانبي ثم حدقت نظراته بي بجانبية فقط ، رأيته ينظر نحو كفي و سألني " من والد الطفل ؟ " أصابني الهلع و الجزع من سؤاله فتركت كفي تسقط على جانبي و حدقت عينيّ المبللة بدموعي نحو عينيه و أنا عاجزة عن الرد ، عاجزة عن قول كلمة حتى تلك الصغيرة بينما التفت كلي له كيف له أن يعتقد بي هذا ؟ كيف يعتقد أنه من الممكن أن أسلم ما ندرته له وحده لغيره ؟ حتى و هو لا يعلم عن حبي له و اعتكافي من أجله و لكن ليس من حقه أبدا أن يوجه لي تهمة كهذه ......... ليس من حقه أن يدينني بنظرات مستهجنة و لا بكلمات قاسية نظراته غاضبة و ملامحه منزعجة ، نفيت و سقطت دموعي و هو تقدم أكثر و أمسك بذراعي ليحركني و خرجت كلماته مرة أخرى يطالب بحقوقه بي فجأة و بدون سابق انذار حتى " من فعل بك هذا هانول ؟ من والد الطفل ؟ " " أنا .... أنا " تاهت الكلمات عني و لم أجد ما أقوله و هو صرخ بغضب و حركني بعنف هذه المرة عندما صادف فقط ضعفي و عجزي " أنت ماذا ها ؟ لما كنت عادية لتلك الدرجة هانول ؟ " أغمضت عيني خوفا من صوته و خوفا من غضبه و هو قبضتيه ضغطت أكثر على ذراعي يسبب لي الألم أكثر مما أنا أشعر به ، إنه يفتك بقلبي و عمري من كل ناحية تركني و دفعني عنه حتى تعثرت و أسندت نفسي على السيارة و هو حدق نحوي بنظرات خائبة و غاضبة ، لم يفسر حتى سبب انفعاله و هو يتجاهلني كل هذه المدة ، لقد كنت أتوسله أن يخصني بنظرة و لكنه لم يفعل ، طلبت أن يمنحني و يعيرني حضنه و لكنه لم يفعل و تركني أتعلق به وحدي و لكن هاهو الآن يلقي علي اللوم و نحن لا تجمع بيننا حتى همسة بل حتى لمسة خاطئة لم يكن بيننا تركني و أولاني ظهره كعادته و عاد للسيارة و أنا وقفت هناك أحاول ترتيب سطور حكايتي و التي كل ما مر الوقت تبعثرت أكثر ، مسحت دموعي ثم تقدمت ببطء ، فتحت الباب و لكن هو تحدث حتى بدون أن ينظر نحوي " مكانك ليس هنا آنسة هانول .... " كما تريد يا حبي المستحيل ، لن أقترب منك و سأبتعد قدر المستطاع حتى يمر الوقت و تعلم أنني بريئة من تلك التهمة التي نسبتها لي ، أقفلت الباب ثم سرت خطوتين و فتحت الباب الخلفي و صعدت لأقفله و هو وضع لي حقيبتي بقربي حتى بدون أن يلتفت نحوي ، أدار المحرك و قاد نحو سجني المزين بالورود و الفخامة وصلنا للبيت فنزل و فتح لي الباب و عندما نزلت و حاولت استعطافه و لو بنظرة بائسة كان أكثر صرامة مما اعتاد ، وضعت كفي على أطراف أصابعه التي يسمك بها الباب و لكن بمجرد أن لمست كفي أنامله هو أزال كفه حقدت نحو قدمي و سقطت دموعي ثم تحدثت عندما عدت و رفعت نظراتي نحوه " غدا لدي موعد في عيادة التحاليل في وقت مبكر " " حسنا آنسة هانول سأكون هنا في موعدي تماما " سرت بتعب نحو الباب و هو غادر يعيد السيارة لمكانها في الموقف ، دخلت للمنزل و صعدت مباشرة لغرفتي ، أقفلت على نفسي و أسندت نفسي على الباب ثم تركت حقيبتي تقع على الأرض ، ضممت نفسي و جلست القرفصاء لأبكي بصوت عالي ، أنا أتمزق ولا يشعر بي أي أحد فكل من يراني يعتقد أنني أحيا حياة الملكات و الأميرات و لكن ما لا يعلمونه أن الملكات و الأميرات لسن سوى نساء تعيسات ، مقيدات و مضطهدات من طرف القدر و الزمن * داني : أشعر بأن الغضب يعميني ، لا أدري حتى لما تصرفت بتلك الطريقة و صرخت عليها ؟ لما لمتها و نحن لا يجمعنا سوى البرود ؟ أشعر أنني أكرهها ..... بل أنني أحبها لتلك الدرجة التي جعلتني أشعر بكل هذا الغضب ، قلة الحيلة و كل شعور سيء و بائس أوقفت السيارة الخاصة بها في الموقف ثم غادرت ، لا أستطيع البقاء هنا فأنا أشعر بالضيق فعلا ، استقليت سيارتي و قدت نحو نفس المكان الذي كنا به توقفت و خرجت لأتقدم و أقف أحدق نحو المدينة ثم صرخت بصوت عالي " ا****ة .... " أجل ا****ة عليك يا قلبي فلما التفت لها ؟ هي لن تناسبني ، لن تكون لي و لا أستطيع أن أكون لها فلما وقعت لها و همت بسحرها في الوقت الذي كنت أحافظ فيه على المسافات بيننا ......... لما تحالفت معها و خدعتماني ؟ كنت أغمض عيني و أتخيلها بحضني ، كنت أرفع كفي و أمررها على خصلاتها الطويلة تلك الوهمية التي تلاحقني في أحلامي و لكنها مجرد سراب ........ اعتقدت أنها مختلفة و مميزة و لكنها ليست سوى امرأة عادية ، عادية لتلك الدرجة التي فقدت فيها بريقها في كثير من الأحيان كنت أضبط نفسي حتى لا أضمها و حتى لا أقبلها و أنا بذلك القرب منها ، كنت أضعها في مكانة مرتفعة للغاية بل حتى كنت دائم التفكير بما سيحل بها بعد أن تنتهي مهمتي بالنجاح و لكنها لم تكن سوى قصر رملي زال عندما ثارت الأمواج ضده أسندت نفسي على مقدمة سيارتي و اخرجت هاتفي ، اتصلت بجونميون و هو بعد برهة أجاب " مرحبا داني " " مرحبا جونميون .... أريد مقابلتك ربما هناك تغيير في الخطة " " هل تأجل السفر ؟ " " ليس بهذا الشأن ...... الأمر متعلق بـ لي هانول " " هل غيرت رأيك ؟ " " سوف أنتظرك في الحانة " أقفلت الهاتف و حدقت أمامي ، فككت ربطة العنق ثم أزلتها و عدت للسيارة ، شغلت المحرك و غادرت نحو منزلي ، أخذت حماما و غيرت ثيابي ، بنطال جينز أزرق و قميص قطني أسود خرجت من غرفتي و ذهبت نحو تلك الغرفة و فتحتها ، تقدمت و جلست على المكتب ثم أخرجت الملف الخاص بها ، فتحته و واجهتني صورتها ...... و كل معلوماتها ، لقد تم تسليمي هذا الملف عندما كلفت بالمهمة قبل أكثر من سنة ، أعجبت بها بمجرد رؤيتي لصورتها ، و زاد ذلك الإعجاب حتى تحول لحب ميت عندما رأيت تعاملها مع من حولها ، بل عشقتها عندما رأيت كل ذلك الحزن الذي يحيطها ........... و لكن تبين أنني كنت مغفلا و تعلقت بقصة أطفال بطلتها أميرة الجليد الحزينة أقفلت الملف ثم استقمت لأخرج و أقفل الباب ، تقدمت من الطاولة و أخذت ساعتي و وضعتها على معصمي ثم هاتفي داخل جيبي و حملت قبعتي السوداء و خرجت بعد أن أخذت مفاتيح السيارة كذلك قدت نحو الحانة التي تعودت أن ألاقي جونميون فيها ، دخلت و كان الصخب يملأها ، تقدمت نحو البار و جلست فتقدم مني النادل و تحدث " ماذا تريد أن تطلب ؟ " رفعت رأسي و حدقت مطولا ثم أخبرته بما أريده ......... أريد أن أنسى و أقفل هذه الجروح التي بدأ ألمها توا " أقوى شراب لد*ك " غادر يجهز الشراب و أنا شعرت بكف تربت على كتفي ثم جلس جونميون على المقعد الذي بقربي و وضع ملفا أمامي ليتحدث " كيف حدث و غيرت رأيك ؟ " أخذت الملف و فتحته بدون أن أجيبه و هاهي صورتها تعود و تقابلني ، أقفلته فلا أحتاج لمعرفة شيء عنها ، كل شيء أعلمه بل حتى أكثر مما يعلمون هم ، أبعدته و النادل وضع كأسي بقربي فأخذته حتى أرتشف منه و جونميون عاد ليسحب الملف نحوه و فتحه " لي هانول ... الابنة الوحيدة لرئيس الوزراء لي كانغ دي ، 27 سنة درست تصميم الأزياء في باريس و عادت منذ سنتين ، الجميع ينتظر أن تطلق ماركتها الخاصة و لكن حتى اللحظة لا توجد أي خطوة منها ، لم تدخل بأي علاقة عاطفية من قبل و هي عزباء ..... " و قبل أن يكمل أنا ضربت البار بكفي بقوة و تحدثت بغضب " اخرس الآن .... كل هذا أعلمه فلما تعيده ؟ " حدق نحوي و أنا عدت و ارتشفت ما بكأسي دفعة واحدة ، رفع حاجبه الأيسر و تحدث " هل هناك ما وقع بينك و بينها ؟ " حدقت أمامي و ابتسمت بسخرية " هل أنت مجنون ؟ " قلتها و حدقت فيه بجانبية و هو تحولت نظراته لتلك الجادة و تحدث " اذا لما غضبت عندما تحدثت عنها ؟ لما غيرت رأيك ؟ و الأهم لما تشرب بهذه القوة و أنت لست من محبي الشراب ؟ " أشرت للنادل أن يأتيني بكأس آخر و تجاهلت النظر نحوه لأجيبه بكذبة كنت طوال الفترة الماضية أحاول اقناع نفسي بها " فقط أريد الانتهاء من هذه المهمة فقد طال الوقت و نحن لم نتوصل لأي نتيجة ولا أريد أن أفشل " " هذا فقط ؟ " " ماذا تريد أن تشرب ؟ " ربت على كتفي و استقام لأعود و ألتفت نحوه " لن أشرب لدي عمل و يجب أن أنتهي منه ..... و لكن نصيحة علقها بك ولا تتعلق أنت بها " غادر و ترك الملف بقربي و النادل وضع كأس الشراب بقربه ، أخذته و ارتشفت منه هذه المرة ببطء ، ابتسمت بسخرية فنصيحته كانت متأخرة لأنني من تعلق بها بدون أدنى شعور مني ولا يبدو أنها تعلقت بي حقيقة .......... أشعر بالعجز و التوهان أمسكت بكأسي و التفت في مقعدي نحو حلبة الرقص عندها رأيت فتاة بشعر طويل أ**د تتمايل برقص مثير على الأنغام المرتفعة ، رفعت الكأس نحو ثغري و ارتشفته مرة أخرى دفعة واحدة ثم وضعته بقرب الملف الخاص بها و أبعدت قبعتي عن رأسي و كذلك وضعتها فوقه و استقمت ، سرت نحو الحلبة و وقفت أمام الفتاة ، رفعت نظراتها نحوي و ابتسمت و أنا ضممت خصرها و جذبتها لي فجأة بقسوة و قوة اتسعت ابتسام تها أكثر و وضعت كفها على ص*ري ثم سارت بها نحو رقبتي و عندما لمستني أنا أغمضت عيني و لكن لم أرى أمامي سوى هانول و عينيها الحزينتين ، فتحت عيني حتى أطردها بعيدا عني و أنا من عاد و سيطر على الفتاة التي بين ذراعي ، صعدت كفي نحو رقبتها و أمسكت شعرها بكفي حيث احتضن رأسها من الخلف و أبعدتها أحدق بعينيها و هي وضعت كفها على وجنتي و لمست باصبعها شفتي فما كان مني سوى أن هاجمت شفتيها و قبلتها بعنف شعرت بذراعيها يلتفان حول رقبتي فقربتها مني أكثر بذراعي أحاول لحمها بي ، كنت أقبلها ، بل كنت أقبل هانول التي لم أقترب منها يوما و هذا ما جعلني عنيفا و غير مكتفي حتى أبعدتني عنها ارتفع ص*ري و هي تنفست بقوة و شابكت أناملها بأناملي و أنا عدت و اقتربت منها لأهمس لها " أريدك في فراشي لليلة عابرة "
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD