حماتى قنبلة من الجمال

1028 Words
الفصل الثالث: حماتى اجمل ملاك: يجلس الجميع في اكتئاب واضح تفضحه اعينهم ولا تستطيع الالسن الإفصاح عنه ، مجبرين على البقاء أمام التلفاز لمدة ساعتين كاملتين والتظاهر بالفرح والمرح ومشاهدة إحدى برامجها المفضلة واحد الأفلام التى تعشقها ولا يطيقها أحدهم، تنحنح باسم في هدوء وهمس محاذرا: " ماما ممكن استأذن أنا ، اصل انا اقصد ورايا شوية مذاكرة كتير ولازم ابدأ من دلوقتى يادوب الحق اخلص" نظرت نحوه والدته والرفض في عينيها وهتفت في ضيق: " لاء، هى المذكراة قطعت بعضها معاك يعنى ؟ هتفضل نخلص الفيلم مع بعض دا خلاص اهو البطل هيقتل البطلة في المشهد الجاى وأبو البطلة هيقتل البطل في آخر الفيلم ونرتاح كلنا مفهوم؟" لم يعقب أى منهم على كلامها في حين همس سالم لنفسه كالعادة دون أن يسمعه أحد: " ياااه فيلم ثقيل بشكل بس على الأقل البطل هيريح قلبى ويقتل البطلة تستاهل من اول الفيلم وهى حرقت دمى، منك لله يا إللى في بالى " رن جرس الباب في صوت اجفلهم جميعا فكل واحد فيهم كان يسرح في عالمه الخاص ليتن*د باسم في ضيق هاتفا: " يا ترى مين إللى قرر يزورنا النهاردة كدا وكمان بدرى علشان يلحق اليوم من اوله زى ما ماما بتقول " وقف في تكاسل وتحرك ناحية الباب وهو يجر قدميه جرا ويتحدث بكلمات مبهمة غير مفهومة ولكنها تريحه من الضغط الشديد الذى تمارسه والدته علية عليهم. فتح باسم الباب ليفاجأ بجدته والدة امه علية أمامه وهى تنظر اليه غاضبة وتهتف في غيظ وصياح شديد : " كل دا علشان تفتح الباب يا سى باسم طبعا اكيد والدك إللى قالك تعمل كدا ، يا خسارة حبى وتعبى ومساعدتى ليكم وانتم صغيرين يا خسارة" أسرعت علية نحو والدتها حين سمعت صوتها وصياحها وهتفت مدافعة عن سالم مما جعل الأخير يرفع حاجبه دهشة وفرحة من تصرفها هذه المرة حين سمعها تهتف: " اهلا وسهلا يا ماما ، شرفتى بيتك يا ست الكل، سالم دا حتى بيحبك جدا يا ماما وبعدين هو كان يعرف مين إللى على الباب يا ماما؟" نظرت إليهم منيرة والدتها في شك وهتفت في استنكار: " يعنى ولو عرف أنى على الباب كان هيعمل ايه مثلا؟" أسرع سالم بالرد اتقاءا لنشب مشادة كلامية سيكون هو الخاسر الوحيد فيها وسيهجم عليه جميع الأطراف لتفريغ كل ما لديهم من شحنات عصبية وكهربية: " طبعا كنت هجرى افتح الباب بنفسى واستقبلك وأرحب بيكى يا حماتى العزيزة ، ليه هو احنا عندنا كام منيرة القمر دى ، بس ايه الجمال دا كله يا حماتى، بجد إللى يشوفك مستحيل يقول أن علية بنتك، شكلك صغير جدا " انتشت منيرة بالاطراء ككل النساء ونظرت إلى نفسها في اعجاب ، جميلة هى فعلا ومحتفظة بقوامها وتهتم بصحتها وطعامها وتلبس أفخم الملابس ولا تترك الحزن يؤثر عليها خوفا على ملامح وجهها وبشرتها ليس إلا. أسرعت منيرة بالابتسام والرد على سالم في تساؤل: " ايه رأيك في الفستان الجديد دا يا سالم ؟ لونه مناسب لبشرتى صح يا جوز بنتى؟" كتم كل من فؤاده وباسم ضحكتهم في حين ابتسم سالم ابتسامة واسعة مجاملة وهتف في صدق فهى فعلا تحسن الإختيار ولديها من الذوق الرفيع الكثير جدا : " الفكرة في إللى بيلبس الفستان يا حماتى العزيزة، الفكرة في القالب ذات نفسه وانتِ ما شاء الله قمر كدا في نفسك" ضحكت منيرة ضحكة رائقة للغاية وجلست على إحدى الارائك وأعطت ابنتها ما تحمله من أكياس وهتفت في لهجة آمرة: " يلا يا علية ، دا أكل سخن وجاهز سمك مشوى وشوية جمبرى وصاية حضريهم واعملى الرز بسرعة وانا هقعد مع سالم نرغى شوية ، يلا يا بنت اتحركي بسرعة" أسرع الاولاد بالصياح في فرحة وسعادة من الطعام الذى احضرته منيرة وقاما بإلقاء انفسهم في احضانها وتقبيلها في مرح وفرحة ، في حين تذمرت علية ودبدبت بقدميها في الأرض كالأطفال وهتفت في غيظ شديد : " ليه يا ماما كدا ؟ النهاردة كان عندى نظام طول اليوم ، الفطار أومليت، الغدا شوربة العدس والعشا المفروض جبنة وخيار و زبادي ينفع كدا اتلخبط النظام" همس سالم " الحمد لله ربنا نجانا من نظامك يا علية قال عدس قال اخرتها بعد الاومليت عدس " نظرت منيرة نحو علية نظرات صارمة حادة قاطعة وهتفت بها : " بسرعة الغدا يا علية ، انا جعانة اتحركي" تحركت علية في **ت فخر لا تستطيع رد كلمة لوالدتها ذات الشخصية القوية الآسرة وهى الوحيدة التى تستطيع السيطرة عليها بكل بساطة . جلست بجوار سالم وتساءلت في سعادة : " هاه يا سالم . قلى يا حبيبى، تسريحة شعرى الحديدة لايقة على لون عنيا ولا نغيرها؟" ابتسم سالم هاتفا : " نغيرها ازاى ؟ دى لايقة ونص وتلت أرباع كمان يا حماتى يا قمر ، دا بس كفاية النهاردة رحمتينا من النظام." دق جرس الباب مرة أخرى ليهتف سالم في دهشة: " ايه الحكاية ، هو الكل قرر يقضى الاجازة معانا النهاردة ولا اية؟ ما علينا على العموم أفضل ما نقضيها لوحدنا في الحظر المنزلى دا وكمان مع شوربة العدس يا لطيف" أسرعت فؤاده لفتح الباب هذه المرة لتجد جديها والدى سالم في وجهها لترى ابتسامة جدتها الطيبة المسالمة مثل ابيها في وجهها وتحتضنها في سعادة وحب شديد وتهتف في تعجب : " الله كبرتى يا فؤاده وبقيتى قمر يا حبيبتى بابا موجود؟" أسرعت فؤاده بالتحرك لتفسح الطريق أمام جديها وهى تضحك هاتفة في مرح وسعادة لتجمع اهلها في هذا اليوم: " ياااه كبرت في اسبوع يا تيته يا حبيبتى، طيب كويس كدا سنتين بالضبط وهبقى جودزيلا محدش يطلونى في الطول" ابتسم عاطف والد سالم وهو يقرص خدها في نعومة وحب شديد وهتف بها : " بس يا بنت يا شقية ، هاه في غدا عندكم ولا ناكل من الغدا إللى احنا جايبنه، طبعا حتى لو عندكم، أفضل بصراحة اكل من الغدا إللى انا جايبه " همست فؤاده في خفوت كأنها تلقى بسر خطير تخشى أن يتسرب خارج جدران قاعدتهم: " بصراحة يا جدو تيتة منيرة عندنا وهى جايبة سمك مشوى وكمان جمبرى يعنى غدا حلو انت بأة جبت ايه؟" أسرع عاطف بالدخول وعينيه تبرقان في سعادة شديدة وهتف دون أن يحاول إخفاء لهفته: " منيرة هانم موجودة كمان النهاردة، دا يبقى اليوم فعلا سعيد وواضح جماله من البداية ؛ انا جبت فراخ مشوية وسلطة طحينه ومكرونه يا حبيبتى يا فؤاده" صفقت فؤاده بيديها في حماس وسعادة وهى تهتف: " لاء كدا يبقى يوم حكاية بصراحة يا جدو ، يلا بينا علشان ماما هتفرح اوى" دخل الجميع نحو سالم وحماته الجالسين في غرفة الجلوس ليسرع عاطف نحو منيرة اولا ويسلم عليها في حرارة تحت نظرات ابنه الضيقة المتشككة ونظرات زوجته الطيبة الحنونة. نهاية الفصل الثالث
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD