لا أريد افطارا الرحمة يا امى.

1005 Words
الفصل الثانى الاب مع أبنائه خرج كل من الأب وفؤاده ليقوما بايقاظ باسم والذى يبلغ من العمر التاسعة وهو أصغر من فؤاده لكنه اعقل كثيرا من وجهة نظر امه او هذا ما تظنه علية . دخل الاثنان الغرفة بعد أن قاما بالدق على الباب أكثر من مرة دون جواب كالعادة ، فهم يعلمون أن نومه ثقيل بعض الشئ وغالبا لن يستيقظ من مجرد دقات بسيطة على باب غرفته ، دخل والده اولا واقترب منه في غيظ وهتف في صراخ : " اصحى يا باسم باشا، اه حقك والله تنام حضرتك براحتك واحنا ناخد العذاب كله على الصبح" قفز باسم من على سريره في رعب بعد أن ايقظه صوت والده وهتف في حنق شديد: "في ايه يا بابا ؟ حرام عليك والله حتى يوم الاجازة ممنوع اخد راحتى في النوم ، صحابي كلهم بيقولوا بنصحى بعد الضهر يوم الاجازة" وامسك بالمنبه الذى بجواره ليعرف كم الوقت لتتسع عيناه في جنون ويهتف في ضيق لايقاظه مبكرا يوم اجازته الأسبوعية : " الساعة تمانية يا بشر، تمانية وانا صحيت لاء انا لازم اشوف بيت حنين غير هنا، بيت يراعى فروق التوقيت وبالذات يوم الاجازة" خبطه والده على كتفه خبطة خفيفة وهتف به في سرعة : " اسمع يا ولد مفيش وقت للكلام دا ، حاليا احنا في حالة طوارئ ولازم نتحد وإلا اليوم كله هيض*ب يا ناصح ومش بعيد باقى الأسبوع يا شاطر" اتسعت عينا باسم وجلس على سريره وهو شاحب الوجه وهتف في رعب : " ماما مزاجها مش رايق، صح الكلام" اومأ والده برأسه مؤمنا على كلامه في **ت ابلغ من أى حديث ليتساءل باسم: " طيب وايه المطلوب علشان ننول الرضا السامى ونعدى اليوم يا والدى العزيز" تن*د والده واجابه في حزن وضيق : " أومليت يا روح بابا" هز باسم رأسه وهتف وهو يكاد يبكى ألما مما سمع: " أومليت يا بابا !ليه مين فيكم إللى ضايق ماما وقررت الإنتقام مننا النهاردة ،اكيد حد مننا نسى يغسل اطباقه إمبارح بعد العشا، ها اعترفوا مين فيكم إللى عملها؟" هزت فؤاده رأسها في رعب هاتفة لتدفع عنها تلك التهمة الشنيعة : " مش انا طبعا ، انت بتقول ايه انسى اغسل طبقى واسنانى كمان وارتب سريرى، ليه حد قالك انى مستغنية عن عمرى!" ضحك والدهم في مرح وهو يرى الاثنان يحاولان معرفة سبب إصرار والدتهم على الإفطار داخل البيت وخصوصا الاومليت وما ادراكم ما أومليت علية. هو فقط لا يأكل بكل بساطة وهم عليهم ان يأكلوه وباستمتاع أيضا وإلا سيحدث ما لا يحمد عقباه. تهدلت اكتافهم جميعا وتحركوا في **ت كأنهم يسمعون موسيقى جنائزية نحو المطبخ ليبدأ الإفطار الكارثى الاجبارى الذى يثقون انه سيبدأ بالاومليت وسينتهى بعصير لا طعم له ولا لون وعلية تصر انه من اختراعها الخاص وما أدراكم ما اختراعات عليه خصوصا في أصناف المأكولات والمشروبات. يدخل الجميع المطبخ وعلى وجوهم ترتسم ابتسامة بلهاء محاولين نيل رضا الأم الغاضبة لتنظر إليهم علية شرزا محاولة سبر اغوارهم وهل سيرفضون الإفطار ام انهم أتوا لتناوله ليهتف زوجها سالم في سرعة حتى يقضى على أى شك وظن لديها: " هاه يا علية يا حبيبتى، يا ترى الفطار جاهز احنا كلنا هنموت من الجوع وكلنا منتظرين احلى أومليت من اجمل شيف في الدنيا " رفعت علية هامتها في اعتداد وزهو ونظرت نحو ابنتها في انتصار طفولى جلب الابتسامة لوجه سالم وتن*د فى راحة لحل المعضلة الصعبة واسرعت علية بترتيب المائدة وهتفت وهى تضع لكل منهم طبق خاص به ملئ بالطعام: " النهاردة هيكون اجمل اجازة علشان صحينا بدرى وفطرنا فطار جماعى وصحى جدا، هو فيه أفضل من البيض لبناء العظام والاسنان" نظرت فؤاده إلى الألوان المتداخلة داخل طبقها ليعطيها ايحاء بأنها امام لوحة سريالية غير واضحة المعالم ولا مفهومة المعانى وهتفت محاولة إرضاء والدتها: " طبعا كلامك صح يا ماما هو فيه أفضل من البيض وخصوصا من ايد ست الكل " ابتسمت علية في سعادة أكثر وأكثر واسرعت بإضافة المزيد من الطعام أمام ابنتها فؤاده لتهتف الأخيرة بعد بلعت ريقها من التوتر والتقزز: " كفاية يا ماما يا حبيبتى، ما انتِ عارفة ممنوع أكل كتير ليا علشان بتخن بسرعة وبعدين لازم تخلى طبق محترم لحضرتك اقعدى يا ماما وانا هغرف لك طبق بأيدى اتفقنا؟" جلست علية أمامهم وهو تنقل نظراتها بينهم لتتأكد من انهم جميعا يتناولون طعامهم ، حاول الجميع أن يخفض مستوى نظراته عنها حتى لا يحدث اصطدام عنيف خصوصا وجميعهم يتناولون الطعام دون شهية حقيقة وطعمه يجعلهم يتمنون الهرب فورا من على مائدة الطعام. اخيرا انتهى باسم من طبقه بعد معاناة فظيعة وأسرع بالوقوف ليخرج لتهتف والدته في سرعة: " على فين يا حبيبى لسه هتشرب العصير الفريش، دا انا عاملة كوكتيل عصير إنما ايه تحفة اختراع محدش عمله قبل كدا " تطلع الجميع إلى بعضهم البعض في نظرات مرتعبة وهتف سالم مترجيا : " حبيبتى كفاية النهاردة تعب الفطار دا محتاج شاى بعده خلى العصير الإجازة الجاية ، ايه رأيك يا قلبى؟" وقفت في اعتداد وهزت رأسها نفيا هاتفة: " لاء لازم الوجبة تكون متكاملة ، لازم الكل يعرف انى يحافظ على صحة جوزى واولادى بأكل متوازن فيه كل القيمة الغذائية وكمان عصير فريش فيه كل الفيتامينات المطلوبة للنمو الصحى وشكرا" دمعت عينا الطفلين وهمست فؤاده في ضيق: " منك لله يا دكتور سمير ، ماما تتابع برنامجك من هنا والتجارب تانى يوم على طول تطبق علينا من هنا ، مفيش فايدة يا باسم هتشرب العصير وامرك لله" لم يستطع باسم النطق وهو يتوقع مسبقا طعم العصير فوالدته خبيرة في إفساد طعم الفواكه بوضعها بطريقة غريبة على بعضها البعض دون تمييز بينهم. وقفت علية وهى تغنى وتدندن في سعادة " يا صباح الخير يا إللى معانا، دا الكروان غنا وصحانا" جز سالم على أسنانه وهمس هو الآخر لنفسه بصوت غير مسموع : "ايوة فعلا كروان غنا وصحانا، ولا احلى صوت في الكون ، تقوليش سارينة إسعاف بتوسع الطريق علشان تعدى، فعلا الجواز قسمة ومصايب تتحدف على البشر من كل لون" صبت علية كاسات العصير ليتطلع الجميع إلى لونه الغريب المائل إلى الرمادى ليسأل سالم في حرص وحذر : " هو دا عصير ايه بالظبط يا علية ولونه غريب كدا ليه؟" هزت علية رأسها في بساطة وهتفت لترد عليه : " زى ما قلتلك اختراع رهيب كله فايدة وصحة ، تلت أنواع فاكهة عادية والإضافة والمكون السرى من عندى ، نوع من أنواع النباتات المتسلقة لونه رمادى انما ايه شربه في العصير مفيد جدا لبناء العضم، شفت بحبكم ازاى انا يا سالم ؟ نهاية الفصل الثانى
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD