...........................................
Pov dani
لقد وقفت مساء الأمس كثيرا أمام النافذة و أنا أنتظر قدوم بيكرلأنه وعدني أنه سيحضر باقة زهور بيضاء لنذهب أنا و هو باكرا و لوحدنا حتى أحيي أبي و أضعها على قبره و لكنه تخلف عن وعده ، و لم يأتي للمنزل ، أنا قلق عليه هو ليس من عاداته أن يخلف بوعوده خاصة تلك التي يقطعها لي
ارتديت بذلتي السوداء و وقفت مستعدا حتى سمعت طرقا على باب غرفتي ثم فتح الباب و أطلت منه والدتي ، هي أيضا ثيابها سوداء و تبدو عينيها منتفختين جراء الدموع التي تذرفها في كل يوم يصادف هذه الذكرى ، تقدمت مني و رسمت ابتسامة مرغمة لتضع كفها على ذراعي و تمررها بحنان لطالما أغرقتني به و لكنني دائما كنت أخذلها هي و كل شخص في عائلتي
أبي , أخوي ، كانوا دائما يحاولون المضي معي و السير إلى جانبي حاولوا كثيرا أن يمسكوا بكفي ليخرجونني من بقعتي السوداء و لكنني لم أستطع مقاومة الظلام ، لم أملك لا الجرأة الكافية و لا حتى الرغبة في الخروج منه
أعاني من اظطراب القلق الاجتماعي أو كما هو شائع و معروف الرهاب الاجتماعي
الكثير يعتقدونه أمرا سهلا و أنه فقط مجرد توتر و يمر و لكن لا ، الحقيقة غير ذلك و لن يستطيع أحد الشعور بي ، أحيانا حتى أقرب الناس إلي أشعر بالنفور منهم و أود لو أختلي بنفسي ببقعة سوداء لوحدي ...... أنا و نفسي فقط ولا أحد غيرنا
بيكرهو أكبرنا و هو في الثانية و الثلاثين من عمره و أنا أصغره بسنتين و سام يصغرني بسنتين ، هما طبيبين في مستشفى والدي ، أذكر اليوم الذي قرر بكهيون أن يدخل به لكلية الطب النفسي قامت فوضى كبيرة بمنزلنا لأنه عارض رغبة أبي و أعلم يقينا أنه توجه لذلك التخصص لأنه دائما كان يأتي و ينام معي و هو يحتضن خوفي و يخبرني أنه سيعالجني عندما يكبر
هو ناجح ، حقق الكثير من التقدم مع الحالات التي شفيت من عدة أمراض نفسية خطيرة و لكن بقيت أنا تلك الطفرة التي شكلت عجزا له و لكل فرد من عائلتنا
السيدة بيون : ابني هل أنت جاهز ؟
داني : أنا جاهز أمي و لكن ......
السيدة بيون : لا تخف ابني ستبقى في السيارة و لن يقترب منك أحد
ابتسمت لها لأمسك بكفيها و أقبلهما , هي حدقت بي بفخر لا أستحقه فأنا هو أكبر فشل في حياتها ، أنا من يزيد من صعوبة حياتها و يجعلها مشغولة طوال الوقت إما تبحث عن أشياء ترضيني أو تتوسلني خلف الباب حتى أفتح لها و لا أؤذي نفسي ...... المصيبة الأعضم أنني مدرك جيدا لما أعاني منه و أجعل كل عائلتي تعاني منه
أمسكت بيدي لتخلل أناملها بين أناملي و خرجنا نمشي بهدوء و قبل أن أخرج أنا أوقفتها و ارتديت نظارتي السوداء بالرغم من أن الجو ملبد بالغيوم السوداء و لكنها جزء من الأشياء التي تساعدني على تجنب نظرات الناس
استقلينا السيارة و أخبرت أمي السائق أن ينطلق نحو المقبرة ، مرت فترة و نحن نسير و كنت أشاهد العالم من حولي خارج السيارة ، أشاهد الناس كيف تمارس حياتها بشكل طبيعي و عادي و أنا إما محبوس داخل غرفتي أو داخل ذلك العالم الافتراضي الذي اصبحت أجوب به بكل حرية
وصلنا و عندما نظرت للخارج كان هناك الكثير من معارف عائلتنا ، هذه ضريبة أن تكون من عائلة مرموقة و ذات شأن في المجتمع ، الجميع سيذرف الدموع في ألمك و يوزع الابتسامات في أفراحك و لكن ليس حبا بك ابدا و إنما طمعا لما ستقدمه لهم جراء فعلهم لهذا
نزلت أمي من السيارة و نزل السائق و بقيت وحدي هناك لحظات و فتح الباب و ركب بجانبي سام
سام : مرحبا أخي
داني : مرحبا سام ، لماذا تأخرت ؟
سام : لم أغادر المشفى باكرا كما واجهت صعوبة في احضار باقة ورود بيضاء
حدقت بالباقة بيديه و تحدثت : و لكنك أحضرت واحدة فاين العناء ؟
سام : آه هذه أجل لدي ..... أخبرني هل أحضرت واحدة انت أيضا ؟
تن*دت و نفيت : لا لم أحضر بكيهون أخبرني أنه سيحضر واحدة من أجلي و لكنه لم يعد للمنزل منذ أمس
توترت ملامحه و أشاح بنظراته و رأيت كفه كيف أمسكت بقوة بالزهور حتى كاد يسحقها لولا انتزاعي لها من بين يديه
داني : انتبه للورود ستفسدها ....... هل جاء معك ؟
سام : لم يكن قادرا على المجيء
أزلت نضراتي و حدقت بعينيه مباشرة و شعرت أن هناك شيء ما خاطئ قد حدث
داني : هل حدث له مكروه و أنت تخفي ذلك عن أمي ؟
ابتسم و لكن هناك نوع من الحزن تسلل لابتسامته و نفى : هو بخير .... و لكن
توقف عن الحديث و كأن هناك شيء يقيد كلماته و يمنعه بالم مبرح من الخروج
داني : و لكن ماذا هيا أكمل ؟
سام : ليس من حقي اخبارك بشيء عندما يعود هو سيخبرك أنا متأكد أنه لن يخبئ عنك أمرا جليلا كالذي حدث
انتابني القلق و امتنعت عن الحديث ، هناك اذن شيء حدث ، عاد يبتسم و تحدث
سام : سأترك لك الباقة و عندما يغادر الجميع سأرافقك أنا للقبر
داني : اذن هو لن يأتي حتى بعد أن يغادر الجميع
سام : لا أعتقد أنه سيأتي
داني : حسنا سأنتظرك
غادر السيارة و أنا احتفظت بالباقة البيضاء لأحدق بها و هناك ما يشغل بالي حقا ، بيكرمن المستحيل أن يفوت ذكرى وفاة والدي إلا اذا كان ما حدث أمر كارثي
تن*دت و رفعت رأسي لأنظر خارجا و لحظتها لا أدري حتى ما الذي حدث لي ، كأنني سرقت من نفسي ، كأن روحي غادرت جسدي و سكنت بجانب روح تلك الفتاة التي كانت تسير نحو مدخل المقبرة و هناك امرأة تمسك بذراعها و تجرها
حدقت بها و لأول مرة أنا بحثت عن نظرات عينيها بدل أن أهرب مثلما أفعل مع الجميع ، كانت متوسطة الطول فاتنة المظهر شعرها طويل ذا خصلات ذهبية تناسبت مع بشرتها البيضاء ، و لأول مرة أبتسم و أنا أحدق بها كيف تنفخ خديها بضيق يبدوا أنه تم اجبارها على الحضور
دخل الجميع و لم يبقى أحد بالخارج غيري أنا في السيارة ، انتظرت مدة لا بأس بها حتى بدا الجميع بالمغادرة و كانت آخرهم أمي و لكن المفاجأة عندما كانت تقف مع تلك السيدة التي كانت تسحب الفتاة التي كنت متشوقا جدا لرؤيتها عند خروجها
وقفت مدة مع أمي ثم عانقت تلك السيدة أمي و جعلت حتى الفتاة تعانقها و أنا ابتسمت على ملامح وجهها التي تظهر جيدا أنه تم اجبارها على كل أمر قامت به ، غادرت و يبدوا أنها صديقة لأمي ، هذا جيد سأستفسر من أمي عمن تكون و كل ما يتعلق بها ، لقد جذبتني و أنا شخص ليس من السهولة جذب انتباهه
غادر الجميع و رأيت أمي و سام يقتربان و يتحدثان و يبدو أن أمي متضايقة لأن بيكرلم يحضر دخلت للسيارة و كانت الجملة التي قالتها : أنا غاضبة منه جدا
تن*د سام بضيق ثم تحدث : يجب أن تعذريه أمي
السيدة بيون : لا تتدخل أنت بهذا الأمر و سيكون لي حديث آخر معه عندما يعود إلى المنزل
أومأ لها بقلة حيلة و تكلم : حسنا أمي كما تريدين ....... هيا أخي لنذهب لتحية أبي
فتحت الباب بجانبي و كنت سأخرج عندما أمسكت أمي بكفي و ابتسمت بوجهي و هي تمرر كفها بحنان و لكنني لحضتها شعرت بالضيق لأنها تعاملني كمريض و أنا لا اريد الشعور بهذا العجز
السيدة بيون : كن قويا ابني
داني : كوني مطمئنة أمي لا أريد أن أكون ضعيفا بعد اليوم
خرجت من السيارة و أنا أحمل الباقة و سام يسير برفقتي ، دخلنا و اقتربنا أكثر من القبر ، وقف سام بعيدا قليلا و أنا تقدمت أكثر لأضع الورود ثم وقفت باعتدال و عدت ذلك الطفل الضعيف ، لم أقل كلمة قط و لكن مشاعري أنا متأكد أنه يشعر بها
مسحت دموعي ثم التفت و تقدم مني سام ليحضنني جانبيا و نمشي معا حتى وصلنا للسيارة أين كانت تنتظرني أمي و وقفنا خارجها قليلا
داني : أخبر بكهيون أنني سأنتظره مساء
سام : لا تنتظر كثيرا ربما لن يكون قادرا حتى اليوم على المجيئ
داني : سأنتظره و أخبره أنني مستعد لسماعه
سام : حسنا سأخبره و لكن لا ترهق نفسك بالانتظار
ركبت بجانب أمي و سام ذهب لسيارته و غادر كل منا نحو وجهته
كانت أمي شاردة و لا تتحدث حتى سألتها أنا ، أجل الكل أبدو لهم غريبا و لكن أنا هكذا عندما أريد أمرا أنا لن أتردد بشأنه سوف أواجهه ، لم أكن هكذا و لكن بكهيون عندما يقوم بجلسات علاجية معي يخبرني أن أفعلها , و أنا أريد هذا بشدة الآن
داني : أمي من تلك السيدة التي كنت تتحدثين إليها فور خروجك من المقبرة ؟
حدقت بي بتعجب و هي ترفع حاجبيها و كأن الصدمة أكلت كل كلماتها
داني : تلك الفتاة ذات الشعر الذهبي من تكون ؟
اختلفت تعابير وجه أمي تماما و احتلت الابتسامة وجهها
السيدة بيون : داني أنت
داني : من تلك الفتاة أمي ؟
السيدة بيون : إنها ابنة السيدة مين ، الفتاة اسمها ميوك
تمتمت "بميوك " طوال الطريق و امتنعت بعدها عن الحديث لأمي ، الجميع سيعتقد أنني لا أمتلك قلبا و لكن تلك الفتاة جعلته يدق بمجرد لمحة أنا خصيتها بها ، أعجبتني و أريد امتلاكها
.......................................
Pov myung
أنا ميونغ ، فتاة في الثالثة و العشرين من عمري ، أنا أدرس الطب و في سنتي الرابعة و اليوم من المفترض أن أبدأ تدريبي في مستشفى بيون الذي يتعاقد مع جامعتنا و لكنني و ا****ة متأخرة
غادرت بهدوء حتى لا أوقظ خالتي فأنا أعيش هنا معها بعد أن جئت للعاصمة لأنني كنت أقيم بالجزيرة مع والدي و أخي الصغير وون
حملت مفاتيح دراجتي النارية و الخوذة و أقفلت الباب بعد أن خرجت ، وضعت حقيبتي على ظهري و وضعت خوذتي و انطلقت بسرعة نارية حتى أصل بالوقت المحدد ، لا أريد أن أجعل نفسي لقمة سائغة للأطباء اللعينين فأنا أعلم أنهم يتنمرون على المتدربين
توقفت أمام الاشارة الحمراء و كان هناك العديد من السيارات بجانبي ، حدقت بجانبي الأيمن فرأيت شابا يقود سيارة رياضية سوداء ، يبدوا مدلل لذا أحببت أن ألاعبه قليلا ، حركت مقود السرعة لتص*ر دراجتي ذلك الصوت الذي استدعى انتباهه ، حدق بي ثم أعاد نظره للأمام و كأنه استصغرني ؟؟
حسنا لقد أعطيتني دافع أكثر قوة حتى أتحداك ، عدت و عبثت بصوت المحرك الخاص بدراجتي و أبعدت الغطاء على وجهي و تحدثت بصوت مرتفع
ميونغ : أنت .... لنتسابق
أشاح ببصره عني و حرك رأسه بيأس ، حتى و لو لم تكن ترغب سأرغمك و بمجرد أن اشتعلت الاشارة الخضراء انطلقت كالسهم و كنت قبله و هذا ما جعله يلحق بي ، التفت خلفي و عندما وجدته ابتسمت و لوحت له لأعود و أنظر أمامي
كنا نتسابق و اتخذنا طريقا فرعيا ، تارة كنت أنا أسبقه و تارة كان يسبقني هو ، لقد كنت أنا من استدرجه لهذا الجنون و أنا من يجب عليها أن تفوز
زدت من سرعتي و تجاوزته و لكنني عدت و سمعت محركات سيارته القوية و السريعة ليتجاوزني، رفعت كفي عن المقود و في تلك اللحظة لا أدري كيف فقدت التوازن وسقطت من فوق الدراجة ، اِلتطم رأسي بقوة بالأرض حتى شعرت بوجع فضيع تخلل عظام جمجمتي مع أنني ألبس الخوذة و لكن سرعتي كانت كبيرة فقد تدحرجت على الطريق و جرحت ذراعي و قدمي
توقفت تلك السيارة ثم عادت للخلف و توقفت لينزل منها صاحبها ، تقدم بسرعة لمكان وقوعي و أبعد عني الخوذة ، كنت أغمض عيني فشعرت به يمسك برأسي و يسألني : هل أنت بخير ؟