أسطورة مدينة الجنون

19 ب

في المناقشة المتحركة السابقة التي عُقدت في المقصف ، قال روبرت إن الصوت على متن القمر الصناعي بدا مثيرًا ، تمامًا مثل جوانا لوملي. ابتسم بريان لنفسه دون أن يعلق ، بدا الأمر في أذنيه وكأن جوانا لوملي يمكن أن تكون فقط إذا كانت تلعب دور. لم يكن شيئًا مثل النغمات السلسة والجنسية الأكثر جاذبية في ملاحته الخاصة ، والتي بدت أكثر أنوثة وتعبيراً ، وبالتأكيد غير معدنية. من المسلم به أن كلا الصوتين يبدو أنهما يواجهان مشكلة في الأرقام ، مما يجعلهما يبدوان وكأنهما يغنيان بشكل غريب ، كما لو أن كل رقم فردي قد تم تسجيله في مجموعة مختلفة تمامًا.

أيضًا ، كان لدى انجي أكثر من تلميح من اللهجة الشرقية للغة الإنجليزية ، والتي لطالما وجدها براين محببة إلى حد ما ، جذابة ، وغريبة ... حتى محفزة. نعم ، كان لدى انجي صوت لطيف للغاية يمكنه الاستماع إليه طوال اليوم وكل يوم. كان يتطلع إلى أي فرصة لإدخال ولف مفتاح الإشعال مرارًا وتكرارًا. كان بريان متأكدًا من أن صوت روبيرت الحاسوبي سيحزنه في وقت قصير جدًا. من المؤكد أن كمبيوتر روبرت لم يكن لديه صوت يمكن لبريان أن يخبره بمشاكله. كانت رحلته إلى العمل كل يوم بشكل عام تتراوح من 55 دقيقة إلى ساعة في الرجل الخارجية وما يصل إلى 70 دقيقة في المساء ، وهي أطول في أيام الجمعة.

لم تكن رحلته دائمًا رحلة ذهاب وإياب يومية بهذا الحجم. انضم بريان وتوبي إلى الشركة مباشرة من المدرسة ، عندما كان مصنع البلاستيك في منطقة صناعية على حافة بلدتهما. كان ذلك قبل أن يبدأ الطريق الدائري حول مسقط رأسهم. ومع ذلك ، تم إغلاق المصنع المحلي منذ حوالي ثماني سنوات ، وحصل الموظفون المختارون على عرض لتلقي مدفوعات الفائض التي يحق لهم الحصول عليها أو الانتقال إلى المصنع الآخر ، على بعد أربعين ميلاً. جاء العرض مع بعض المساعدة في تكاليف الانتقال ، أو المساهمة في نفقات التنقل لفترة معقولة ، وإن كانت محدودة.

رفع توبي العصي على الفور ونقل قفل المنزل والمخزون والبرميل مع عائلته الصغيرة في مرحلة ما قبل المدرسة ، ولم يكن برايان قادرًا على القيام بذلك. كان لا يزال يعيش مع والدته الأرملة والمعوقة في ذلك الوقت. على الرغم من أن والدته كانت الآن تحظى برعاية في المنزل وكان مرتاحًا للجهود اليومية التي اعتاد على بذلها طوال حياته البالغة ، فقد أراد أن يعيش في منزل عائلته القديم ويكون قادرًا على رؤية والدته بانتظام والبقاء في مكانه. بالقرب من أي حالات طوارئ. انتقلت زوجته ماريان للعيش معه منذ حوالي ست سنوات وكان لديها عملها وعائلتها وأصدقائها محليًا ولم ترغب في الانتقال أيضًا.

لذلك أمضى ساعات طويلة في سيارته ، يغني مع الراديو أو قرص مضغوط البلوز ويخبر انجي بكل مشاكله ، التي كانت المستمع المثالي. بينما كان يجلس في الجزء الخلفي من سيارة روبرت ، يتجول حول الطريق الدائري لهذه المدينة البعيدة ، ابتسم برايان في ذكرى انجي وفقد نفسه لبضع لحظات في ذكريات ممتعة.

كان قد قام في الأصل بتخصيص سيارته الأولى ، وهي مركبة قديمة ، وكان بالفعل يبلغ من العمر 15 عامًا عندما حصل عليها. كان المالك السابق قد وضع مقبض على عجلة القيادة حتى يتمكن من توجيهها بيد واحدة حيث يبدو أنه كان لديه حركة محدودة في ذراعه الأخرى بسبب سكتة دماغية. قطع المالك السابق من الجديد مسافة قليلة جدًا ، وبالتالي كانت السيارة في حالة جيدة على الرغم من عمرها الطويل. اعتقد برايان على الفور أن سيارته الأولى لها شخصية خاصة بها ، لذلك قام بتعميد بيتسي ، وهو أمر سخيف ، لكنه فعل ذلك. وبدا أنها تناسب اسمها ، بطريقة ما ، كونها ناضجة ، غير مثيرة وموثوقة بشكل كبير.

ربما لم يكن برايان ذكيًا أو متعلمًا بشكل خاص ، لكنه لم يكن غ*يًا على الإطلاق. لقد شعر بأنه سيتعرض للسخرية ، ولم يخبر توبي وأمه إلا أنه نادى سياراته بأسماء شخصية. لقد حملوا براين في مثل هذه المودة ، لدرجة أنهم فهموا تصرفه دون سؤال أو سخرية ، ابتسموا ، كان هذا نموذجيًا تمامًا لبريان. لقد كان مجنونًا بالتأكيد ، لكنه كان أيضًا لطيفًا ، على أقل تقدير ، على أي حال.

أن أول بيتسي استمر لمدة عامين فقط. على الرغم من أن الطلاء كان نظيفًا ، إلا أن الصدأ الكامن قد أكل بالفعل الهيكل الصلب ، وعندما ظهرت الآثار المترتبة عليها ، كان عليها التقاعد إجباريًا.

ثم اشترى براين سيارة متعددة المملوكة كان عمرها ست سنوات بالفعل عندما وصل إلى حوزته. لقد جلبت معها مسافات طويلة ، لكن براين قام برعاية تلك الآلة ، التي أطلق عليها اسم "بيتسي 2" ، لمدة ثماني سنوات أخرى ، مما منحه قيادة خالية من المتاعب تقريبًا خلال هذه الفترة.

عندما تحقق خطر التكرار أو التنقل ، اضطر براين إلى التفكير في شراء سيارته الثالثة. لقد استمتع بقيادة بيتسي 2 لدرجة أنه كان قد خطط بالفعل مسبقًا لما لا مفر منه ووفر ما يكفي ، حسب اعتقاده ، لشراء طراز مشابه ربما يكون عمره عام أو عامين فقط.

لذلك كان قد مر حوالي ستة أشهر قبل الوقت الذي كان يخطط فيه للترقية على أي حال ، حتى أنه تلقى إشعارًا بإغلاق مصنعه. درس برايان الخيارات وقرر الانتقال إلى المصنع البديل. كان لديه بضعة أشهر قبل الانتقال ، لكنه كان مدركًا تمامًا أن الحصان القديم الموثوق به يجب أن يتقاعد قبل الانتقال.

لذلك زار التجار الرئيسيين لمعرفة ما لديهم من عرض. كان نموذجه القديم يبلغ من العمر 14 عامًا بحلول ذلك الوقت ، وكان لا يزال قيد التصنيع ، وعلى الرغم من أنه قد مر بتطور في إعادة التصميم في هذه الأثناء ، إلا أنه لا يزال من نفس النوع من السيارات.

لا يمكن أن يكون توقيته أفضل. لقد تغير الطراز للتو مرة أخرى ، وتحول هيكل السيارة جذريًا لدرجة أن النماذج القديمة بدت مربعة الشكل ومؤرخة مقارنة بالتصميم الجديد الواسع والواسع والمتعرج. كان هذا على الرغم من حقيقة أنها كانت متطابقة تقريبًا تحت الغلاف الجديد المضغوط والمطلي. كان التجار يواجهون صعوبة في تفريغ بقايا الطراز القديم التي لا يزالون يعانون منها بشكل غير مرتب.

كان براين هبة من السماء للبائع. كان هنا أحد العملاء الذي أحب الأسلوب القديم تمامًا ، وكان لا يزال يمثل تحسنًا كبيرًا في المظهر على طرازه القديم. افترض أنه لا يستطيع شراء سيارة جديدة ، وكان ينوي اختيار واحد من أفضل الموديلات المستخدمة. ومع ذلك ، فقد فوجئ بأن سعر الإصدار الجديد غير العصري كان معقولاً للغاية. لقد أخذ في الاعتبار تعليقات مندوب المبيعات بأنه سيحصل على ثلاث سنوات من ضمان الشركة المصنعة مقارنة بضمان الوكيل لمدة عام واحد فقط على الضمان المستعمل. إضافة إلى ذلك ، يمكنه تأخير إجراء اختبار السلامة التابع لوزارة النقل لمدة ثلاث سنوات بسيارة جديدة. كمحليات إضافية للصفقة ، كان البائع مستعدًا لإلقاء مجموعة من العجلات المعدنية الذكية ، وحصائر مطاطية في جميع الأنحاء وأحدث مجموعة ملاحة عبر الأقمار الصناعية تحتوي على راديو ومشغل أقراص مضغوطة مدمجين مع نظام مكبر صوت محيطي في النموذج الأساسي ، والذي يأتي عادةً فقط مع نموذج راديو / كاسيت أساسي إلى حد ما. جلس بريان وفكر في الأمر. لقد قبل تمامًا أنه ربما كان قليلاً على الجانب القاتم من الناحية التعليمية ، لكنه كان دائمًا حذرًا ، ولم يفعل أي شيء متهور أو غير مهم. لقد أجرى بالفعل تجربة قيادة في السيارة ، وهو أمر شعر بإيجابية كبيرة تجاهه. لقد أحب اللون تمامًا ، وهو اللون الأزرق المحافظ الذي بدا جذابًا للغاية مع لمعان صالة العرض. عند وزنها بالكامل ، تكلف بضع مئات فقط أكثر من تكلفة واحدة مستعملة على قطعة أرض ، والتي تم تجاوزها بسهولة من خلال الإضافات التي تكاد تقترب من الضخامة. لكي نكون صادقين ، لم يكن براين بحاجة حقيقية للعجلات المعدنية ، على الرغم من أنه فهم أنه سيكون من غير المرجح أن تبدو قبيحة بمرور الوقت إذا كان سيحتفظ بها طالما كان النموذج السابق يعمل بها. لم يكن نظام الملاحة الفضائية يعني شيئًا على الإطلاق بالنسبة له ، في الواقع كان لديه مشكلة في برمجة جهاز VCR الخاص به وكان ضبط الساعة على الطباخ ، بصراحة ، خلفه ، تركه وميض الأصفار بعد انقطاع التيار الكهربائي الأول. كان عديم الفائدة مع أجهزة الكمبيوتر في المدرسة وأجبر فقط على استخدام المصنع لتسجيل الدخول للحصول على جدوله الزمني.

ومع ذلك ، نظرًا لأنه استبدل مؤخرًا معظم تسجيلاته الخاصة بأقراص مضغوطة من موسيقى البلوز والبلو جراس ، فقد أعجبه هذا الجزء من حزمة الترفيه بشكل كبير. كان البائع مستعدًا أيضًا لتقديم مقايضة جيدة على سيارة بريان القديمة التي حلت مشكلة ما يجب فعله بها بمجرد استبدال بيتسي 2.

"مباع!" ابتسم برايان لبائع البيع ، الذي ابتسم ابتسامة عريضة تجاهه ، ووقع بريان بسعادة على الأوراق الموضوعة أمامه وسلم بطاقة الخصم الخاصة به. بعد يومين ، بعد اكتمال التسجيل وتركيب وحدة العجلات والحصائر والملاحة الفضائية ، قاد براين بفخر أول سيارة جديدة يمتلكها على الإطلاق.

كان على برايان أن يعترف لنفسه أنه لم يكن الإزميل الأكثر حدة على طاولة العمل. لطالما أخبره الجميع بذلك على أي حال. حتى في المدرسة ، لم يعتقدوا أن لديه الفرصة الأبعد للحصول على تدريب مهني في الهندسة ، لذلك استقر على وظيفته الأولى كعامل تعبئة ومحمل في مصنع البلاستيك المحلي. لقد كان عاملاً جيدًا وموثوقًا به ، لدرجة أن رئيس العمال سأل يومًا ما إذا كان سيحاول على آلة بثق البلاستيك ، وفكر بريان ، لم لا؟ لقد أخذها جيدًا وكان يقوم بنفس الوظيفة منذ ذلك الحين.

إذا أظهر له شخص ما ما يجب فعله جسديًا ، فهو بخير ، وكان عمليًا يتمتع بعقلية كافية للتغلب عليه ، وقادرًا على حل أي مشاكل قد نشأت. لم يكن جيدًا جدًا في قراءة كتيبات التعليمات. كان عليه أن يعترف بأن لديه بعض الهواجس حول ما يجب أن يفعله بالساتل المرعب في هذين اليومين اللذين سبقا لتسليم سيارته القديمة والاستيلاء على الجديدة.