14

1530 Words
لكن يجب إغلاق الباب  ، قفز فوق الأريكة  ، وأزاح الستارة البيضاء وكمن نظر إلى الخارج فلاحظ أن باب الحوش مفتوح  . صاح : " باب الحوش مفتوح يا ماما ! " هرعت ( سارا ) مرتبكة إلى حيث ابنها  ، ونظرت فرأت وانفعلت وصاحت : " إياك أن تكون أنت قد خرجت إلى الخارج وتركته مفتوحاً ؟ " قال في خوف : " لا  . " سألته في شك : " كيف فُتح إذن ؟ " ذهبت وهي تغمغم  ، فأغلقت الباب بضجة وعادت : " قل الصدق وإلا  ، هل أنت تركته مفتوحاً ؟ " اقترب الرجل أيضاً منهما : " قل الصدق  ، وإلا فإنهم يلقون القبض علي ويرمونني في السجن ثانية ! " تضايق الطفل تماماً  ، لكنه قال لمجرد الحديث : " تهرب من جديد  . " رد : " لا أستطيع الهروب مرة أخرى ! " - " ماذا يحدث إن لم تستطع الهروب ؟ " قال في برود : " يعلقونني إلى حبل ويشنقونني ! " انزعج الطفل فعضَّ على شفته ندماً  .  . سوف يرحلون بعد غد  ، وسوف يفرون من هنا  ، وسوف يشتري له أبوه دراجة مثل تلك الموجودة في حوش بيت ( شريفة )  ، بلون أزرق  ، لقد كذبت ( شريفة )  .  . هل هو طفل ؟ هل يصدقها ؟ ألا يعرف أنها دراجة ( زينيل ) القديمة ؟ تضايقت ( سارا ) وقد أحسَّت أن ابنها يخفي سراً بصمته  ، وأحس ( حبيب ) الإحساس عينه أيضاً  ، وراح يفكر بسرعة فيما يجب عليه فعله الآن للخروج من المأزق الجديد  . نظر الطفل للحظة بعينيه الواسعتين المفتوحتين إلى أبيه  ، كانت هاتان العينان مليئتين خوفاً  . وقال حين التقت نظراته بنظرات أمه فجأة : - " ماما ! " أجابت باهتمام : " نعم يا ولدي  . " غمغم : " لا شيء لا شيء  . " سألته : " ماذا هناك تكلم ؟ " سألها هو : " متى سنرحل ؟ " ردت بحيرة : " بعد غد  ، لماذا تسأل ؟ " غمغم من جديد : " لا شيء  . " كان يشيح ببصره عن أمه وعن أبيه  . وحين تخيَّل وجه أبيه الأزرق المعلق إلى الحبل  ، نظر إلى أبيه فزعاً  ، وقد تذكَّر الوجه المزرق الغامق لرجل كان قد رآه مشنوقاً في ساحة سوق المدينة التي ذهب إليها مع أمه منذ زمن  ، كان ذاك أيضاً طويل القامة مثل أبيه  ، قفز والتفَّ فجأة برقبة أبيه واحتضنه وراح يبكي  . ما استطاعت المرأة ولا الرجل أن ينبسا ببنت شفة  ، فقد سُمعت فجأة أصوات أحذية عسكرية تتراكض من بعيد  . كان الرجل يعرف أصوات الأقدام هذه جيداً  ، ترك الطفل بسرعة  ، وصعد السلم في الحال  ، وفيما هو يدخل من فتحة العلية قال : " العسكر ! " وأغلق باب العلية من الداخل  . تلبّد عقل المرأة وحار  ، وتاهت ( سارا ) فيما تفعله  ، لكن يجب أن تكون إرادتها قوية وصلبة  ، وسوف تكون ! - " ( حبيب ) ! " رد مسمراً : " ها ؟ " قالت في حزم : " لملم فراشك وما عليه وارمه إلى الأسفل ! " فهم الرجل  ، ففعل ما طلبته المرأة  . " أغلق باب فتحة العلية ! " قال قبل أن يغلقه : " لا تشغلي رأسك بي  . سوف أنتظركم بعد غد في الدغلة هناك  ، كما تحدثنا وكما اتفقنا  ، لا تنسي ! " قالت دون ارتباك ولا بكاء : " فكِّر في هروبك ونجاتك  ، لا تفكر فينا يا ( حبيب )  ، يجب أن لا تموت  . لا تفكِّر فينا مطلقاً  ، الله معك في كل خطوة ! " أغلق الرجل فتحة العلية  . وكانت المرأة قد رفعت الفراش تماماً حين بدأ الدق العنيف على باب الحوش  . سألت ( سارا ) من النافذة بحدة : " من هناك ؟ " جاء صوت المساعد الأول : " افتحي  ، أسرعي وافتحي الباب ! " ذهبت مثل ذئبة شرسة  ، وفتحت باب الحوش بغضب : " ماذا هناك أيضاً ؟ ماذا تريدون أيضاً ؟ " لم يكن لدى المساعد الأول وقت للاستماع  .  . أسرع إلى الغرفة ومن ورائه رجال العسكر المسلحون  ، نظر يمنة ويسرة  ، رفع رأسه إلى السقف  ، أين هو الهارب الذي أخبرت عنه شريفة ؟ لمح فجأة على الأريكة علبة سجائر ( حبيب )  ، فأسرع وتناولها  .  . بما أن ( سارا ) لا تدخن  ، فلمن هذه العلبة إذن ؟ التفت إلى ( سارا ) المنتصبة عند الباب وسألها : " لمن علبة السجائر هذه ؟ " ردت متحدية : " لي  . " قال بحدة : " أنت ما كنت تدخنين  . " صرخت بغضب : " أصاب الله هذه البلدة  ، وهذه الدنيا بالبلاء  ، لو بقيت هنا فترة أطول سوف تقولون عني بأني ع***ة  . ما هذا ؟ تحقيق جديد  ، مهاجمة جديدة  ، وهذا وذاك  ، وكذا وكذا وكيت وكيت  . " قال المساعد الأول : " دعي هذا الكلام الفارغ  ، يقولون أنه يوجد رجل هنا ! " ارتبكت في نفسها وقالت : " رجل ؟ وأي رجل ؟ " سألها : " رجل غريب ! " من رآه يا ترى وشى ؟ أدركت أن ( حبيب ) قفز وهرب قبل قليل  ، فضربت على ص*رها وقالت :  " أصاب الله ذوي الألسنة السوداء الطويلة باللعنات أيضاً  ، تفضلوا ابحثوا  ، ربما خبأته في الغرفة السفلية  ، أو في العلية  . " نزل رجال الدرك في لحظات إلى الغرفة السفلية  .  .  بحثوا وبحثوا  .  . لم يعثروا على أحد  .  . ثم أنهم جلبوا السلم بسرعة وأسندوه إلى فتحة العلية  .  . صعد اثنان منهما وراء بعض  .  .بحثا جيداً في جميع أرجاء العلية  .  .لم يعثرا على أحد أيضاً  . كان المساعد الأول في ذروة غضبه  .  .سوف يسأل ( شريفة ) تلك بعد قليل  .  . أما أقسمت يميناً مدَّعية بأنها سمعت صوت رجل في بيت ( سارا ) ؟ لسوف يكون حسابها عسيراً هذه الماكرة اللعوب ! صاح بغضب : " لمن هذه السجائر ؟ ( سارا ) لمن علبة السجائر هذه ؟ انطقي بالصدق ! " قالت ( سارا ) بغضب أيضاً : " هات هذه يا ابن الـ  .  .  . " وسحبت العلبة من يده وأخذتها  . - " لمن ؟ أقول لك إنها لي  ، فعلاً إنها لي  ، بدأت أدخن من شدة تأثري  ، كلها علبة سجائر ! " دست السيجارة التي سحبتها من العلبة في فمها بين شفتيها  ، وذهبت فتناولت علبة الثقاب التي تشعل بها الفانوس وأشعلت عوداً أشعلت به سيجارتها  ، وراحت تنفث الدخان  . ********** انتهى الموضوع وكفّت الجلبة  .  . أي شيء آخر يفعلونه  . انسحب المساعد الأول ورجال المخفر وغادروا  . **********   أما ( سمير ) فكان يرفع وجهه إلى وجه السماء من النافذة التي أُزيحت ستارتها البيضاء إلى الجانبين  ، كان في وجه السماء طائر جميل رائع متعدد الألوان له جناحين كبيرين يخفقان باستمرار  .  . طائر لا يطير  .  . طائر يمر بهدوء وشموخ وكله أمل وحياة  .  . طائر يمرق عبر الصفحة الزرقاء بنعومة ونقاء  .     7 كان الماء لا يزال ساخنًا ، لذلك صنعت لنفسي فنجانًا. تجسست على .38 مرة أخرى ، لكنها تركتها. كان مجرد التفكير في الاحتفاظ بالشيء اللعين أكثر من اللازم. لقد شفيت من البنادق أثناء شجار ببندقية والدي ذات العيار 20 عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري. لكن هذه قصة أخرى لوقت آخر ". بروكبارك ، أوهايو. 1970. مرة أخرى. بعد ظهر يوم السبت. كنت أشاهد التلفاز في غرفة نومي. رأيت حركة سريعة في الردهة خارج باب منزلي. كان الرجل العجوز قد مرر من قبل وفي غرفة نوم والدي. الرجل العجوز لم يتحرك بسرعة. أبدا. "أوه ، أوه." في الليلة التي سبقت إخراج بندقية الرجل العجوز من غرفة نومهم ، حملتها ، وألصقها خارج الباب الجانبي ، ووجهتها في الليل نحو الفناء الخلفي. كان والداي قد خرجا في المساء. كان أخي الأكبر في منزل صديقته. غير راضٍ ، طردت القذيفة الفارغة ، وأعدت تحميلها ، وأطلقت صورة طبق الأصل عن انفجار الميثاق. كنت أتجول في الشارع وألقيت غلافي القذيفتين في مصرف العاصفة ، ثم عدت إلى المنزل. كان الحي هادئًا كما كان من قبل. خرج من غرفة نومهما مع ضغط أنفه على فوهة البندقية. كدت أن أجتازه ، لكن ، للأسف ، أمسك بي وهو يسلم البندقية إلى والدتي. أمسكي بي بقوة بينما كان يصفّر الحلقات على سرواله الباهت الزيتي اللون. كان قد عاد لتوه إلى المنزل من ميدلاند روس ويومًا ونصف يوم السبت. ضاعف ذلك الحزام الجلدي وذهب للعمل. كانت معجزة أنه لم يستخدم طرف الإبزيم. بطريقة ما ، انفصلت بطريقة ما وخرجت من باب الشاشة الأمامي. كان عمره أكثر من 50 عامًا ، لكن ذلك الرجل العجوز لم يتخل عن المطاردة بعد ظهر ذلك اليوم. كنا نعيش في نهاية الكتلة ، لذلك اتجهت في الاتجاه الآخر. الجميع يعرفني. كنت فتى الورق ، كولي كاسلبيري. "ابق بعيدا عن الحديقة ، يا فتى." "توقف عن تقطيع العشب ، يا فتى." "مرحبًا ، كولي بوي. وهذا دولار إضافي ، حبيبتي ". لا أستطيع أن أفقد ذلك الرجل العجوز. في الخامسة مساءً ، كان الجميع عائدين إلى المنزل من يومهم ونصف يوم السبت في مصنع فورد. حاليا؟ سترى رجلاً يطارد طفلًا بحزام جلدي وستتدخل. ليس قبل خمسين عامًا. وقفوا على شرفاتهم الأمامية المنحدرة وشاهدوا المشهد. استسلمت أخيرًا واتخذت موقفًا على جانب الرصيف في سيارة فورد فالكون '65 ، ذلك اللون الأزرق الفاتح الذي كنت أكرهه. طاردني حول ذلك الصقر ودور حوله ، لكن الآن لدي ميزة. "عد الى البيت." فوق قمة فورد. "لا." "لن أضربك بعد الآن ، يا فتى." "انت وعدت؟"
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD