الفصل الحادي عشر
? وجع الحب ?
روني محمد
(يا حي يا قيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )
في الصباح
استيقظ كلا من ورد وعمر علي صوت صياح وجلبه ياتي من خارج العشه ، هب هو واقفا ، بينما هي جلست تهندم من ملابسها ، اشار لها بان تعدل من حجابها الذي قد وقع منها اثناء نومها ،احكمت غلق حجابها مره اخري ، ثم خرجا سويا .. ليجد مجموعه من الرجال إلتفوا حولهم ، ويبدو على ملامحهم الشر
حاول التحدث معهم ، ولكنهم لم يعطوه فرصه ، لينقض عليه احد الرجال يحمل بيده عصاه ، رفعها فالهواء ليسقطها باتجاه عمر ، وفي اقل من الثانيه دفع عمر ورد الى الخلف ، ليتفادا تلك العصا قبل ان تسقط عليه فتسقط بعيدا عنه ، ثم دفعا الرجل بقوه بعيدا عنه ليسقطه ارضا ...ثم تلاه رجلا اخر يحمل بيده فأس صغير ، أسرع عمر نحوه ليض*به بقدمه ليكون مصيره كالاول ، ومن ثم الثالث والرابع ...
وهنا اراد ان يحسم الامر بعد ان خارت قواه....
عمر بلهاث : اسمعوني انا مش جي اسرقكم انا عربيتي عطلت عالطريق ... وكنت عاوز حد يدلني اروح اصلحها فين ، او حتي ميكانيكي يجي معايا يصلحها ..
رد احدهم قائلا : مين الحرمه الي معاك دي ؟
كانت ورد تختفي خلف ظهره ، وتمسك بقميصه مرتعبه من هيأتهم ونظراتهم المميته .
ليرد عليهم : دي مراتي
ليقول الاخر : وايه يثبت ، انت جيت تنجس ارضنا ولازمن تنجتل انت وهيا ...
ليرد سريعا : بقولكم مراتي ، واكيد باين من هيأتنا ولبسنا اننا مش من بلادكم ...
ليقول الاخر : معاك الجسيمه
ليفكر للحظات قبل ان يقول : معايا صوره منها ....
اقتربت ورد من اذنه لتهمس بخوف : هما عاوزين القسيمه ليه ؟
عمر بهمس : اسكتي انتي دلوقتي ، عشان انا علي اخري ...
اخرج لهم من جيب بنطاله الخلفى، محفظه تحتوي علي بعض الاوراق ، ثم اخرج صوره القسيمه ، وبعد ان رأها الجميع بدا الحشد يختفي تدريجيا
احد الرجال : جولنا بجه لما هي مرتك ايه الي يخليك تبات اهنه ...
عمر: احم ... مانا قولت العربيه عطلت بينا عالطريق ، ومشينا ندور علي عربيه تنقلنا او ميكانيكي يرجع معانا يصلحها ...
رجل اخر : تعالا معايا وانا اشوفلك ميكانيكي
عمر : طيب قولولي الاول من صاحب الارض دي..
رد احدهم قائلا
-: انا
وضع عمر يده في جيب بنطاله ليخرج بعض النقود ، ثم اعطاها لذلك الرجل قائلا
-: الفلوس دي حق المبيت في ارضك وحق التفاحتين الي اكلناهم من شجرتك...
الرجل : خلاص يا ولدي اعتبرها واجب ضيافه..
عمر : لا يا حج شكر ليك...
ثم ذهب عمر باتجاه الرجل الاخر ومن خلفه ورد ، حتي التفت لها عمر وجدها تمشي ببطئ وتبتعد عنه رويدا رويدا ، رجع لها وامسك برسغها وجذبها بجانبه وقال بحده : بطلي بقي تمشي زي السلحفه خلينا نروح في يومنا الي مش معدي ده ..
ورد : اعمل ايه مانت مركب في رجلك عجل ، وانا بصرحه اعصابي سابت من الي شوفته النهارده ، بس انت صح ماشي ومعاك صوره القسيمه ليه ؟
عمر : كنت واخدها احتياطي ، عشان لو حد من اعمامك فكر يعمل اي حركه نقص ولا حاجه ، واهي جات بمصلحه ، الناس دي لو مكنوش شافوا القسيمه ، كانوا قتلونا ، التار ولا العار يا ولدي..
ورد : هههههههههه ، لا وانا الي كنت هقوله سامحني يا يابا هو الي غواني...
عمر : هههههههههه غويتك ويابا ، امشي امشي قدامي ، قال ايه وضحكوا عليه وقالولي انك عايشه في ألمانيا...
ورد : (Ja, natürlich habe ich siebzehn Jahre meines Lebens in Deutschland verbracht)
الترجمه ??( نعم بالتأكيد فقد قضيت سبعه عشر عاما من عمري في ألمانيا)
عمر : بردو تلاقيكي حافظه الكلمتين دول بالعافيه ...
ورد : اده انت فهمت ؟
ض*بها بخفه على راسها ليقول
-: انتي ناسيه اني طيار ولازم اكون عارف لغات ، انا بعرف اتكلم 5 لغات غير العربي...
ورد : وااااو ، طب ما تعلمني..
عمر : ورد امشي قدامي مش ناقصين عطله..
بعد قليل
وقف الرجل وقال لهم : ركب مرتك واركب
عمر باستفهام : نركب فين ؟
الرجل : اهنه ....? وهو يشير الي عربه يجرها حمار ( عربيه كارو )
لم تستطع ورد ان تكبت ضحكتها ، وظلت تضحك حتي ادمعت عينيها بينما هو ينظر لها بغيظ ..
عمر بغيظ : هو مفيش مواصله تانيه ، او ممكن نمشيها
الرجل : لأ مفيش ، وعشان تمشي مش أقل من تلت ساعات وانا ماجدرش لازمن أعاود قبل المغرب ، ها ايه جولك هتركب ولا ايه..
ورد : هنركب هنركب يلا يا كابتن عمر
عمر : الله يخربيتك اسكتي بدال ما ا**رلك سنانك ، اتفضلي ازفتي اركبي
ورد : شلني ، العربيه عاليه عليه
عمر : بقولك يا حج ، معاك حبل؟
الرجل :لا ليه يابني ؟
عمر: كنت عاوز اربط بهيمه تجر العربيه بدل ا****ر
ورد بغيظ : وبهيمه ليه ماحنا معانا بدل ا****ر اتنين ...
عمر بغيظ: وخدتي الكلام ليه علي نفسك ، انا اقصد بهيمه تانيه
الرجل بنفاذ صبر : يلا بجا يابني شهلو عشان ارجع قبل المغرب ...
حاولت هي ركوب العربه عده مرات ولكن فشلت لتقع بالاخير علي الارض ، ليضحك الاخر بشماته ، اقترب منها و مد يده لها ليساعدها ولكنها تجنبت يده ، نظرت له بغضب ... ووقفت مره أخرى وقالت وهي تنفض التراب عن ملابسها : شكرا كتر خيرك . انا هركب لوحدي .....
عمر بغيظ : انا غلطان..... اتفضلي وريني...
حاولت مره اخري عده مرات ، الا انه شعر بنفاذ صبر الرجل الي ان اقترب منها ورفعها لتجلس علي العربه ، ثم جلس هو الاخر جوارها ، وانطلق الرجل نحو وجهته .....
????????
علي احد الصخور الكبيره الموجوده بالقرب من ساحل البحر في مدينه الاسكندريه عروس البحر المتوسط ، نرى ذلك الذي يجلس يشاهد الأمواج المتسارعه ، لتصطدم بالصخور ، محدثه رزاز من الماء ينتشر في الهواء ، لتنسحب هذه الامواج لداخل البحر وتعود مره اخرى ، كثيرا ما كان يأتي الي هنا للأختلاء بنفسه ، بعيدا عن مشاكله وهمومه قبل سفره ، فنظراته للبحر الهائج امامه كفيله ان تجعله يفيض بما فيه ، وكأن البحر يرسل ، له رساله مع كل موجه ليقول له كن صامدا مثلي، عاد منذ ايام لم يستطع ان يحدثها ، كلما تذكر انها خانته وخطبت لرجل اخر ، يشعر بنفاذ الهواء من حوله وكأنه يختنق.....
اخرج هاتفه ليقوم بالاتصال بشخص ما ليأتيه الرد بعد قليل
أدم : ازيك يا ياسر انا أدم ...
ياسر :أدم.... حمدلله عالسلامه ، جيت امتى؟
أدم : لسه واصل من يومين....
ياسر : تمام ، ها اوعى تكون غيرت رأيك ، هتيجلى امتى ؟
أدم : لا يا ياسر ، انا معاك ، امتى تحب نبدأ الشغل...
ياسر : من بكره لو تحب ، انت عارف انا بقالي سنين بتحايل عليك تشتغل معايا....
أدم : كنت غ*ي يا ياسر. ، المهم بكره هعدي عليك فالشركه ونتفق...
ياسر : تمام وانا هنتظرك......
اغلق ياسر الهاتف ، وهو يبتسم ابتسامته الشيطانيه ، فأخيرا استطاع ان يحقق حلمه ، وهو ان يجعل ادم صاحب المبادئ ، والاخلاق ان يعمل معه، وينتقم منه لما حدث زمان بسببه ....
قاطعته نازلي قائله
-: مالك فرحان كده ليه ؟ مين كان بيكلمك ؟
ياسر بانتصار : ادم.... ادم العمري
نازلي بصدمه : أدم ،،،،،، وده ايه الي فكره بيك ، احنا مش كنا ارتحنا منه ايه اي رجعه تاني...
ياسر : قابلته بالصدفه قريب لما كنت مسافر ، وعرضت عليه يرجع مصر ويشتغل معايا...
نازلي بحقد : وتلاقيه رفض كالعاده ، ده وش فقر...
ياسر : لا وافق...
نازلى : طب وايه غير رأيه ، ما أنت من زمان بتعرض عليه يشتغل معاك وهو كان بيرفض ؟...
ياسر بحقد : الدنيا اتقفلت في وشه هناك ، انا بعت ناس تسرق بضاعه تساوي ملايين من المخزن الي كان شغال فيه ، انا فكرته هيتسجن وأفش غليلي منه ، بس طلع صاحب الشغل ابن حلال ، وسابه يمشي بس حجز على كل الفلوس الي كان محوشها ،،،،
نازلي : طول عمرك دي دماغك تتاقل بالدهب ( ثم أكملت بكره) زمان ابوك فضل عليه بنت حته موظف فقير بيشتغل عنده ، وراح اتجوزها من ورايا ،مكنتش استنضف حتى اشغلها عندي خدامه ، بس هقول ايه ابوك كان نفسه حلوه ولما عرفت وواجهته بدال ما يصلح غلطته ويرميها فالشارع مكان ما جت ، لا راح مطلقني انا بنت الاكابر والحسب والنسب ،فضل عليه واحده من الشارع متسواش ، لا وجي يقولي انا خلفت منها مش هينفع اسيبها...
ياسر : خلاص يا نازلي هانم جه اليوم الي كل واحد لازم يدفع تمن غلطه.....
نظر امامه بشرود ، وهو يتذكر كيف كان والده يعامله باهمال ، ولا يسأل عليه ، بينما كان ابنه المحبب والمفضل هو ادم ، الذي كان دوما جانبه ، كان يدلله ويشتري له الال**ب والهدايا ، بينما ياسر كان وحيدا لم يهنو باحضان والده ، ليقرر الانتقام من الجفاء الذي قد خلفه والده ، بان يحطم هذا المسمى بادم ويجعله ......
( ملحوظه : أدم يبقى اخو ياسر من الاب ? والي هيسال ازاي ألين معرفتش انهم اخوات فده هيبان فالحلقات الي جايه )
كل الناس الي ظلمت أدم وقالت عليه اتجوز احب اقولك ربنا يسامحكم ، طلع مظلوم? ...
والناس الي شافت ان ياسر ملاك بجناحين واحسن من ادم فاحب اقولكم انه غلب الشيطان نفسه ، هنعرف بقى عمل ايه فالحلقات الجايه.....
دمتم سالمين ، عاوزه اعرف رأيكم ايه
متنسوش الفووووت