الحلقة-11-عودة آيناس

1204 Words
ابتلع ماثيو ريقه ثم أردف قائلا: لم تنجح عملية الاستنساخ إلا مع هؤلاء الأربعة ثم أشار إليهم،ولكن كيف دبت الحياة في تلك التماثيل فجأة ؟ قالها الربان بتعجب،تن*د ماثيو ثم لوح بيده أمام تلك الكرة ،فعرضت صورا توضح إجابة ذلك السؤال. أردف ماثيو قائلا: بعد أن استنسخنا تلك الأجساد حفظناها بتعويذة سحرية تجعلها متصلبة عندما تكون خالية من وعيها،تلك الأجساد المستنسخة ليست كأجسادنا البشرية،لقد طورها العلماء لجعلها تتصرف كأنها جزيئات أحيانا وذرات منفردة أحيانا أخرى،ولكن عندما يندمج معها وعى المنتقمين الطبيعي،فإن تلك الأجساد تتحول إلى ما تراه أعينكم الآن، ثم أشار بيده اليمنى إليهم بكل فخر . عقد الرجل الحديدي ساعديه أمام ص*ره المعدني وقال متعجبا : ألهذه الدرجة تطورت تكنولوجيا الاستنساخ !نحن في عام 2200 ميلادية، شهق المنتقمون بقوة وبصوت واحد انطلقت كلمة تعبر عن دهشة عارمة : ماذا ؟ انعقد حاجبى الرجل النملة وقال : كل هذا الوقت كنا مجرد تماثيل في متحف ! لوح ثور بمطرقته مردفا : لحظة وكيف حصلتم على وعينا ؟ في الواقع لقد سرقناه من منشأة قديمة اكتشفناها بالصدفة لمنظمة هايدرا. وجدنا أنهم قد حصلوا على نسخة من وعي المنتقمين وغيرهم من العلماء الذين تعاونوا معهم أو لم يتعاونوا .  ولكن أين بقية المنتقمين ؟ سأل الرجل النملة باهتمام بالغ، مَطَّ ماثيو شفتيه بغيظ ثم قال : للأسف محاولات استنساخهم باءت بالفشل،أنتم فقط من نجحت التجربة معهم . اندفع الرجل العنكبوت كعادته بسؤال هام قائلا : لقد أشرت أن أجسادنا طُوِّرَت لتسلك سلوك الذرات أحيانا ،وسلوك الجزيئات أحيان أخرى كيف نتحكم بذلك ؟ ابتسم ماثيو ثم قال: بفضل ذلك الوشم ثم أشار لجهاز عبارة عن تجويف يتسع لذراع . حث ماثيو الرجل العنكبوت بالاقتراب وإدخال ذراعه في الجهاز . انقضت ثلاثة أربط على ذراع الرجل العنكبوت بسرعة بمجرد استقرار ذراعه بالجهاز،ضغط ماثيو على زر ما بالجهاز، فتحرك ببط رقاقة معدنية بيضاوية الشكل مقسمة إلى منطقتين ملونتين أحدهما حمراء والأخرى زرقاء . اقتربت تلك الرقاقة ببطء حتى غرست مخالبها الصغيرة جدا في ذراع الرجل العنكبوت الذي تألم بشدة ،ثم استوت تماما بمحاذاة الجلد حتى لا يمكنك نزعها بسهولة . نُزِعَت الأربطة تلقائيا ،فأخرج الرجل العنكبوت ذراعه بسرعة ،والتي تأملها ببطء ،وحركها في كل الاتجاهات، ثم سأل ماثيو عن كيفية عملها. أجاب ماثيو : عندما تضغط على اللون الأحمر يسلك جسدك سلوك الذرت ويتفكك ولكن في نفس الوقت تحافظ على هئيتك المتماسكة ولكنها تبدو للآخرين ضبابية . ابتلع ماثيو ريقه ثم أردف قائلا بحماس: بتلك الحالة يمكنك أن تتخلل أى شىء،كما يمكنك الدخول إلى أى مكان من أضيق الفتحات ثم تعود إلى هيئتك.باختصار تلك الحالة ستحولك كأنك شبح متحرر من الجاذبية يمكنه التحرك كيف يشاء . والأزرق هو أن يسلك جسدي سلوك الجزيئات ،وهذا يقسم جسدي لجزيئات لها نفس المهام وكأن جسدي ييحول لعدة أجساد ولكنها صغيرة تقوم بالمهمة نفسها في عدة أماكن وفي نفس الوقت.ابتسم ماثيو  باعجاب شديد عندما شرح الرجل الحديدي ذلك الجزء وقال بفخر واضح: أحمد الله أنك لازلت تتمتع بذلك الذكاء الخارق. هناك ثغرة بسيطة قالها الربان بخبث فالتفتت إليه أنظار الجميع فأردف بسخرية : وكيف ستعلم تلك الذرات أو الجزيئات بما ينتوي المنتقمون فعله هل ستقرأ أفكارهم مثلا . أجاب ماثيو بثقة : هذا أمر قد أخذ وقتا طويلا ليتم حله ، قام أحد العلماء باقتراح فكرة،وهى أن نحتفظ بالرأس بلا تأثير أى لا تكون ذرات أو جزيئات، ويتم توجيه باقي الجسم من خلال جهاز آخر يمكنه أن يتواصل مع الذرات والجزيئات،من خلال التأثير على طاقتها من خلال خاصية الانجذاب، والتنافر بين الشحنات الموجبة والسالبة ،وهذا الجهاز الموجود خلف آذانكم . تحسس المنتقمون آذانهم تلقائيا فور سماعهم تلك الجملة . ابتسم الرجل الحديدي ثم قال: حسنا أين هاديس هذا لنركل مؤخرته بقوة ثم غمز بعينه اليمنى فضحك الجميع. عودة آينياس كان الدرع المؤقت الذي أطلقه مايكل على آينياس سببا في نجاته حيث تمكنت الأنظمة الداخلية المسئولة عن إعادة برمجة آينياس تحتاج ساعة من أجل ترميمه دون تدخل أى عوامل خارجية . بعد ساعة عادت أجهزة آينياس للعمل مرة أخرى وبكفاءة أكثر ،حيث تمكنت أيضا من تحديد الضرر الذي تسبب في توقف الأنظمة الداخلية ،وعلاج تلك الثغرة ،حيث قامت الأنظمة باكتشاف الذكريات المؤلمة والسلبية التي كان يحفظها الوعى الحى لآينياس ،وإزالتها والاحتفاظ بما هو إيجابي . تنبه نظام مايكل بعودة أنظمة آينياس للعمل ،فأسرع بالتواصل معه تخاطريا مثلما يفعل مع نارينا، وأخبره بأن لا يفصح عن عودته للعمل،وأن هناك إمدادات قادمة في الطريق للسيطرة على الكوكب وأقماره .  كما طلب منه تشغيل جميع أنظمته الخاصة بجمع المعلومات عن الوسط المحيط به ،وكل شىء حوله ،وأن يترك الاتصال التخاطري مفتوحا ليرسل إليه المعلومات باستمرار، حتى يرسلها للسفن الفضائية القادمة من أجل تعزيز قوتهم ووضع خطة محكمة للسيطرة على الكوكب. استمرت المعلومات التي يرسلها آينياس تتدفق لأنظمة مايكل ومنها إلى سفن الإمدادات ، كانت الخطة أن يحدد مايكل  نقاط معينة على الكوكب من أجل أن يهبط الجنود آنيا بطريقة ج*س سادورا .  حدد مايكل تلك النقاط بفضل آينياس الذي أرسل خريطة مجسمة يوضح فيها مداخل ومخارج السفينة، ونقاط قوتها وضعفها وغرفة التحكم وغيرها،وبلمح البصر تم انتقال مائة جندى مقاتل مقسمون لعشرة مجموعات كل مجموعة مكونة من خمسة مقاتلين من ج*س سادورا، وخمسة أخرين من ج*س النوريين يرأس كل مجموعة  قائد بشري. كانت سفن الإمدادات مخفاه عن الأنظار، فالسفينة الأولى تدور حول كوكب نبتون والثانية تحلق في مدار القمر تريتون ،في حين هبطت السفينة الثالثة على سطح تريتون البارد، لتكون نواة لقاعدة علمية عسكرية تراقب كوكب نبتون الغازي الذي يصعب استغلال سطحه في أية أنشطة؛ لذا كان الهبوط على سطح تريتون الجليدي الخيار الأمثل،حددت السفينة الثالثة قبل هبوطها عليه مناطق ينابيع المياه الساخنة لتريتون لتهبط بعيدا عنها. *** في تلك الأثناء تفاجأت الحوريات اللاتي كُنَّ يستحممن في تلك البحيرة الصناعية الموجودة خارج الباب الرئيسي للسفينة بظهور مقاتلي سفن الإمدادات،فجأة من العدم بعد أن نقلهم شعاع أخضر من السفينة إلى تلك البحيرة .  انطلقت صيحات وصرخات استغاثة من أفواههن الجميلة وساد الهرج والمرج في المكان،فكانت تلك المرة الأولى لهن يشاهدن فيها كائنات أخرى غير الكائنات البحرية وبوسيدون،قام المقاتلون بأسرهن،وتم نقلهن ب*عاع الانتقال الآني ،حيث كانت التعليمات أسر الكائنات التي تبدو عاقلة فكانت الحوريات منها. تكرر المشهد ولكن بتفاصيل مختلفة مع الحورية بريتي زوجة بوسيدون التي أصابها الذهول من رؤية مخلوقات تختلف في الشكل الظاهري عن زوجها،اختلطت مشاعرها ما بين الفرح والقلق من تلك المخلوقات. كانت بريتي تريد أن تهجر هذا الكوكب البائس، وأن تتحرر من سجنها أملا في حياة أفضل على كوكب الأرض الذي لم تره مطلقا ،ولكنها سمعت عنه من خلال قصص زوجها عنه ،ورغبته في العودة إليه مرة أخرى، فهو الكوكب الوحيد الذي يتمتع بالكثير من المسطحات المائية العذبة والمالحة . كم حلمت بأن يداعب ذ*لها الذهبي اللامع أمواج البحار والمحيطات،كم حلمت بالعوم في الأعماق، وأن تكون ملكة تلك البحار والمسطحات وترعى سكانه من الأسماك المختلفة،كان الدرفيل دلفينوس يحكي لها كيف كانت الحياة في البحار، وكيف كان الغذاء وفير والمياه دافئة، والشمس يمكن رؤيتها ، حكى لها عن دوره في استعطاف الحورية أمفريتي،حتى توافق على الزواج من بوسيدون ، وكيف كافأه حيث أفسح له مكانا بين الكواكب . كانت تلك الذكريات تعصف بوجدانها عندما أسرها أحد المقاتلين الذي ظهر فجأة أمامها،كانت تتوقع مجىء أحدهم من أجل ذلك الجسد المعدني الذي لم يتمكن زوجها من المساس به، وقد أعجبت به كثيرا وبقدرته على إيذاء زوجها رغم أنه لا يحرك ساكنا . لم تفكر بريتي بمقاومة أولئك الجنود بل استسلمت لهم ،فهى تريد الهرب من ذلك الكوكب بأى طريقة حتى لو تجهل ما ينتظرها من مصير مع أولئك الجنود ، فقام أحد الجنود بتكبيلها بالأغلال ثم الانتقال بها آنيا إلى السفينة الأولى والمقرر عودتها بالأسرى إلى بلوتو للتحقيق.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD