لقاء على غير ميعاد
ظلام دامس يخيم على المكان، هواء رطب بارد يدغدغ الجلد وتقشعر له الأبدان، أنفاس كريهة تنتشر في المكان، ض*بات قلب أيسر تزداد كلما اقتربت الأنفاس الكريهة منه، لا يدري أين هو؟ ولا كيف اخترق هؤلاء المارقون الحواجز الأمنية المحيطة بمنزله واختطفوه في جنح الليل البهيم دون أن يدري به أحد. والأهم لماذا؟ ماذا يريدون منه؟ هو أستاذ التاريخ المصري فحسب، هل هم قراصنة الآثار؟ هل يريدون منه مساعدتهم على قراءة مخطوطة فرعونية ما؟ هل. . .؟ هل. . . .؟
تصارعت تلك الأفكار والأسئلة بمخيلته في تتابع سريع كدوامات إعصارية تعصف برأسه حتى كادت أن تتصدع.
كانت تلك الع***ة السوداء تعمي عينيه وفمه مكمم بشريط لاصق،الذراعان للخلف ومكبلان، كان يجلس على كرسي حديدي ورجلاه مقيدتان بإحكام شديد.
كان الوضع مأسويا بالنسبة له، ولكن استرعى انتباهه همهمات متألمة تص*ر عن شخص ما بجواره يبدو أنه ليس الوحيد في هذا القبو، ربااه أيعقل أن يكون ضحية لتجار الأعضاء، فكرة مريعة جالت بخاطره للحظة.
ميزت أذناه أن تلك الهمهمات الضعيفة قد تعود لطفل أو لفتاة ما، لم يكن يدري أن محبوبته على بعد مترين منه ينالها مثل ما يناله من قيود وخوف.
سمع أيسر صوت مزلاج باب يفتح بصرير مزعج كاد أن ي** آذانه، ثم صوت إنغلاق الباب بغلظة، تبعه خطوات ثقيلة تدنو ولكنها توقفت على مقربة منه، حاول التخلص من قيوده ولكن بلا فائدة.
ارتفع صوت الهمهمات القادمة من الشخص المجاور له، بعد دقيقة سمع صوت سقوط شىء ثقيل نوعا ما، فَطِنَ أنه تم فك قيد من يجاوره وقد سقط على الفور محدثا تلك الجلبة.
في لحظة انبثق الأمل في قلبه بأنه سيُفك قيده قريبا وعليه أن يستعد حينما تحين تلك اللحظة. وبالفعل بعد لحظات سمع خطوات ثقيلة ولكنها غير منتظمة وكان صاحبها مصاب بعرج ما، قام بفك وثاقه ولكنه كان منتبها ودفع رأسه بقوة نحو الأعرج فأطاحه بقوة خاطفة أخلت بتوازنه والذي أطلق سبابا أدرك منه أيسر أن خاطفه ليس عربيا.
***
كان هناك رجلا آخر لم يدرك أيسر وجوده إلا بعد أن خلع ذلك الغطاء الأ**د عن عينيه بسرعة، ولكنه فوجئ باندفاع رجل آخر إليه والغضب يشتعل بعينيه، هَوَىَ الرجل بقبضته القوية على وجهه جعلت الدم يسيل من أنفه، وكاد أن يصفعه لولا صوت أجش مريع أثناه عن ذلك فورا.
تراجع الرجل الغاضب رامقا أيسر بكراهية شديدة ثم بصق في وجهه، رمقه أيسر باشمئزاز.
طفق الرجل ينثر السباب البذيء بلغة أجنبية أخرى لم يتبينها أيسر، كان الأعرج قد انتصبت هيئته وقام بتنظيم هندامه رامقا أيسر بذات الكراهية.
كانت الرؤية مشوشة حاول جاهدا أن يتعرف معالم ذلك القبو البارد الكئيب بعينيه خاصة ذلك العمود المجاور له، لم يجد ذلك الشخص في القبو لقد أخذوه ولكن إلى أين؟
أمر الرجل ذو الصوت الأجش الرجلين باصطحاب أيسر للخارج مجرورا؛ فقد كانت قدماه لاتزال تحت تأثير القيود القوية. لم يحاول مهاجمة الرجلين مرة أخرى، حيث كانت تلك القبضة لاتزال تدوي في عقله الذي ترنح من شدة الألم.
بدأت أشعة الشمس يظهر تأثيرها وقد تسللت من بين تلك الشقوق الموجودة في السقف، علم أنه بات ليلته في ذلك القبو.
بدأت معالم المكان تتضح أكثر بعد أن خرج الجميع من باب ذلك الكوخ الخشبي الكبير الذي ظهر خلفهم كوحش أسطوري يبث الرعب في قلب كل من يراه كأنه مرتعا للأشباح والأرواح الشريرة.
أدار أيسر رأسه خلسة فشاهد الكوخ الكئيب فسرت رجفة خفيفة في قلبه وانتصب شعر جسمه، ثم أدار رأسه في المكان فكان أشبه بغابة صغيرة كثيفة الأشجار، يفترش العشب الأخضر الطويل وسطها كما تخلو منه الأشجار.
على بعد عدة أمتار أمعن النظر فوجد غرفة صغيرة رأسية كأنها تابوت ملكي ذات غطاء نصف شفاف يقبع خلفه جسدا ما، لم يتبين كنهه وملامحه من تلك المسافة.
حثه الرجلان بقوة على السير قدما وعند نقطة معينة دفعاه بغلظة متشفية فسقط بقوة حتى أص*ر دويا من قوتها. قام أحد الرجلين بفك قيوده المعدنية بغلظة ثم ساعده على النهوض، بعد ثوان كشفت الأرض المجاورة له على بعد خطوات كوة صغيرة خرج منها تابوت يشبه كثيرا ذاك التابوت الذي رآه منذ قليل.
لم يكن يحتاج كثيرا من الذكاء حتى يفطن أن هذا التابوت أُعد خصيصا له، سرت رجفة قوية داخله كادت أن تميد برأسه، ولكن اجتاحه صوت أبيه العميق - رحمه الله - محثا إياه على تخطي المصائب مثلما يحدث كلما تعرض لكارثة ما. شهق أيسر بقوة ثم زفر ببطء، وجحظت عيناه عندما اقترب من التابوت الآخر وتبين له من بداخله، هوى قلبه كنيزك يتجه بسرعة نحو الأرض ليض*بها، فكانت هي، محبوبته أسينات.
***
قال بصوت مبحوح أسينات ثم صاح بغضب قائلا: أيها الأوغاد ماذا فعلتم بها؟ ثم حاول التخلص من ذراعي الرجلين الذي يطوقانه بقوة، أمسك زعيمهم وجنتيه بقوة ثم قال بلهجة باردة وعينين ثاقبتين ترمقان أيسر ببرود: لا تقلق، إنها فقط نائمة تستعد لرحلة شيقة تنتظرها منذ آلاف السنوات.
نظر أيسر في بلاهة فهو لم يفهم شيئا مما قاله الرجل، ليس لأنه لا يعرف الإنجليزية ولكن ما قاله غريبا حقا. أي رحلة تقصد؟ قالها بصوت متهدج.
لم يجبه الرجل ولكنه بخَّ في وجهه رذاذا، حاول أيسر منع نفسه من استنشاقه، ولكن ذلك لم يجدي نفعا؛ فلم تتحمل رئتيه ذلك؛ فاستسلم وخارت قواه بمجرد استنشاقه ذلك الم**ر القوي.
تموضع جسد أيسر داخل التابوت وقبل أن يُغلق غطائه فوقه، حقنه الزعيم برقاقة إلكترونية صغيرة جدا، ولكنها قوية جدا، كانت في م***ة رأسه بالقرب من النخاع المستطيل. تلك الرقاقة تشبه التي سيطر بهاهاديس على ابنه تيم من قبل، ولكنها أكثر تطورها حيث طورها أتباع هاديس من الأرضيين.
لم يكن فريق المنتقمين يعلم بوجود أتباع لهاديس بعد، كانوا يعملون في الخفاء،هدفهم الوحيد هو إتمام تلك المهمة المقدسة التي أقسموا بتحقيقها، إرضاءً لهاديس فهو معبودهم.
كانت المهمة تتلخص في إحياء أطلانتس مرة أخرى بعد أن اختفت في غياهب الكَم منذ آلاف السنوات، ولكن تلك قصة معقدة سأقصها عليكم فيما بعد أما الآن فسأقص لكم دور أيسر وأسينات في تحقيق النبوءة التي تعمد هاديس طمسها آلاف السنوات.
كانت النبوءة هي أن شابًا وفتاة من مصر سيكون لهما شأنا عظيما في بعث الأرواح الأطلسية التائهة مرة أخرى بداخل أجسادهم.
لماذا هما بالذات؟ لأنهما من نسل إيزيس وأوزوريس حيث تسبب الأخير في ضياع أطلانتس بطريقة عجيبة وعبقرية جدا، بعد أن وصل إليه أخبار بطشهم وتجبرهم على الأضعف منهم من سكان البلاد المجاورة لهم.
لقد بددوا عهدهم معه في عدم استغلال ما تعلموه منه استغلاله سيئا ضد جيرانهم الأقل علما وقوة منهم. ولكن خَلفهم خَلفٌ نقضوا العهد وأضاعوا كل شيء، فلم يجد معلمهم أوزوريس مفرا من تأديبهم وهدم حضارتهم العظيمة إلى الأبد، ولكنه يكره أن يزهق كل تلك الأرواح. تفتق ذهنه عن حل عجيب جدا، فقد قرر أن يودعهم في سجنٍ متناهي في الصغر إلى الأبد، كان هذا السجن هو. . . . .
***
لِـ(سِت) قصة أخرى
متحف المنتقمين
إن وعى هاديس لعظيم حقا، فهو يمتلك كما هائلا من العلوم والخبرات تتساوى مع أحد سفن بي**افوتا، ولِمَ لا؟ فقد ضمن لنفسه الحياة الأبدية من خلال انتقال وعيه من جسد لآخر على مر آلاف السنوات.
وصل أمر أطلانتس إلى البلاد المجاورة لها من خلال البحارة والتجار الذين يتاجرون مع سكانها، والذين نقلوا أساطير عن تلك المنطقة، فما شاهدوه حقا من تقدم رفيع لم يصل إليه شعب من قبل، فتلك البنايات الشاهقة ذات الطابع المعماري الغريب والمميز بطابع الشكل الهرمي.
عَلِمَ هاديس بوجود تلك الحضارة وأراد يستأثر بها لنفسه، فسافر إليها متخفيا في صورة أحد التجار، مكث في أطلانتس بضعة شهور تقرب فيها من أحد علمائها، وفي يوم غدر به واستولى على جسده بعد أن تمكن من حبس وعى ذلك العالِم في قطعة معدنية حتى يحتاجه فيما بعد.
عكف هاديس لمئات السنوات على دمج الوعي المحبوس في تلك القطع المعدنية مع وعيه ولكنه فشل ،حتى قرأ تلك المخطوطة القديمة التي عثر عليها في المعبد المقدس بعد أن أفشى سرها له ذلك العالم الذي استولى على جسده. كانت المخطوطة تسجل تلك الأيام التي جاء فيها الغريبان إيزيس وأوزوريس إلى تلك المنطقة، كما تسجل كيف تم التواصل مع سكانها من خلال تلك القطعة المعدنية التي كانت بكف الغريب.
وهذا ما لفت انتباه هاديس يريد أن يحصل على تلك الأداة لأنه اعتقد أنها وسيلة تسهل من اندماج وعى الغريب مع وعى الآخرين.
تلك الأداة يمكنه تطويرها حتى يمكنه دمج وعى كل من قا**هم وأسر وعيهم مع وعيه، كان هدفه أن يكون ذو معرفة واسعة تفوق كل الكائنات حتى يكون الأوحد الأعلم.
أراد أن يعبده الجميع، أن يمتلك مصائرهم، يمتلك أرواحهم طواعية بالمعرفة الأبدية التي سرقها من الجميع. بحث عن أوزوريس حتى وجده في مصر يعلم شعبهم كل شيء، لم يرق لهاديس ما يفعله أوزوريس، لذا قرر أن ينهي حياته إلى الأبد وأن يقتله ولكن كيف؟ هذا ما اكتشفه وعى كلا من جوين وكيفين المتخفيين بشخصيتي إيزيس وأوزوريس.
**
داخل وعى هاديس
كان وعى هاديس زاخرا بالأحداث والذكريات منذ أن بدأ لعبة الاستحواذ على ثقافة وعلوم الآخرين من خلال الاستيلاء على وعيهم، كان الزوجان كيفين وجوين يتخبطان داخل وعيه، كانت الإشارات التي تص*ر من وعيهما يتابعها ماثيو عن كثب واهتمام بالغ.
كانت ذكريات هاديس المخزنة في وعيه تتدافع على الشاشة المتصلة برأسي الزوجين بتتابع مختلط. كانت أجهزة الحاسوب تعمل بسرعة فائقة لترتب تلك الذكريات، لم يكن يدري الزوجان في ذكريات يبحثون، لم يخبرهم ماثيو.
استغرق تخبطهما عدة دقائق في تلك الذكريات المختلطة حتى أدخل ماثيو بيانات لوعيهما وهي بضع كلمات هي: أطلانتس، إيزيس، أوزوريس، ست، أورانوس. وأخيرا مدينة الكَم، بمجرد أن تسربت تلك الكلمات المفتاحية حتى تجمعت ذكريات هاديس عنها حولهما في حلقة، بدا الأمر كأنه لعبة تفاعلية، كانت الذكريات تتجسد في صور حية كأنها بوابات تغريك بأن تدخل عرينها لتتصارع معها.
احتار الزوجان أي ذكرى يبدئان استكشافها فاختارا بوابة أطلانتس كان الفضول العلمي يوجههما لتلك البوابة، فما خزنه وعياهما من معلومات وأساطير علمية عنها خير دافع للبدء بها.
يجب أن أقتله ولكن كيف؟ حامت تلك الذكرى حول جوين وكيفين كصقر يراقب فريسته عن كثب، ظهر رجلا بزي رائع، ثيابه مغزولة بخيوط الفضة والذهب تلمع تحت أشعة الشمس الذهبية.
كان يذهب ويجيء في توتر في غرفة مليئة بالأدوات والزجاجات المحتوية على مواد كيميائية مختلفة، وهناك على الجدران معلق عليها الكثير من رؤوس الح*****ت الميتة والمحنطة.
في حين تراصت العديد من الأعشاب والأزهار العجيبة التي لم يعرف البشر مثلها في العصر الحديث، يبدو أنها صارت منقرضة الآن، كل هذا يدل على أن تلك الغرفة ما هي إلا غرفة مشعوذ أو عالم.
ولكن من يكون هذا المتوتر؟ ومن يخطط له بالقتل؟ قطع توتر الرجل دخول غلام قوي أشقر الشعر لاهثا، جذب الرجل كرسيا ثم أجلسه عليه وسأله الرجل بحماس شديد وهو يناوله كوبا من الماء البارد: هل من خبر عن أخيه سِت؟ أجابه الغلام بعد أن جرع الكوب بسرعة: نعم، إن سِت قد سافر إلى أطلانتس في رحلة تجارية قد بعثها أخيه أوزوريس منذ خمسة أيام.
برقت عين الرجل العالم ببريق ماكر وقال بخبث: إذن فلنعد لديارنا أطلانتس لنكن في استقباله، قال الغلام متعجبا: ولكنه يسبقنا بكثير، كيف سنكون في استقباله، ضحك الرجل بهستيرية ثم أشار له ليقترب منه، وبمجرد اقتراب الغلام منه فعل أداة التنقل الآني التي سرقها من ج*س زاروس الفضائي الذي يقطن أحد مجرات الكون الفسيح وقد زارها العام الماضي في مهمة بحثه عن الخلود.
بمجرد أن غلفت تلك الهالة القرمزية الزاهية الرجل وغلامه حتى حولتهما لطاقة صافية تماما فانتقلا فورا إلى أطلانتس بمجرد التفكير في المكان.
كانت الجزيرة قد غربت عنها الشمس وبدأ المساء يظلل بردائه البنفسجي الباهت فوق سكان أطلانتس. كانت هناك أمسية تتجهز كعادة سكان تلك الناحية منها في هذا الوقت من العام احتفالا بحصاد نبات سيرايكا وهو المشروب القومي للسكان والذي يحميهم من الأمراض ويمنحهم عمرا طويلا.
كانت تلك الناحية شهيرة بزراعة هذا النبات السري الذي لم يتاجروا به أبدا مع البلاد الأخرى، فهو سر قوتهم، ويجب عليهم الاستئثار به لأنفسهم. كان هذا النبات له قدرة عجيبة على شفاء الجروح بسرعة من خلال تحفيز تجديد الخلايا المعطوبة بسرعة تفوق المعتاد بمائة مرة.
لم يكن يعلمون كيفية عمل هذا النبات أو لماذا يعالج الجروح بتلك السرعة إلا بعد جيلين منذ قدوم الغريب الحكيم أوزوريس.
كانت تلك الذكريات تمر عبر الأسلاك الكثيرة المتصلة بوعي هاديس وكذلك وعي جوين وكيفين.
مط ماثيو شفتيه وتمتم بحنق: لا يا جوين، لا تتعلقين بتلك الذاكرة تجولي أكثر فتلك معلومة ليست بالمهمة، ثم أردف يجب أن أوجهكما بنفسي لما أريد.
عبث مايثو بأزرار جهاز التحكم في الوعى حتى يجبرهما من الخروج من تلك الذكرى، وجَّهَ وعيهما إلى ذكرى معينة وهى لقاء الرجل العالم الذي لم يكن سوى هاديس مع ست وماذا يريد منه؟
كتب ماثيو تلك الكلمات المفتاحية:ست، مقتل أوزوريس. تشوش المشهد الاحتفالي واختفى تدريجيا ليتحول إلى مشهد آخر، كان ست يتوسط المجلس الملكي لأطلانتس يرحب به الصفوة.
كانت الموسيقى المصرية القديمة تعزف ترحيبا به، كان هاديس المتلبس وعيه جسد العالِم الأطلسي يرمق الضيف المصري ست بنظرات متفحصة صامتة، بعد أن انتهت المقطوعة الموسيقية، نهض الملك الأكبر سنا ليلقي كلمة ترحيبية من أجل الضيف.
ساد ال**ت بمجرد نهوض الملك رفع كأسه الملىء بذلك النبيذ الفريد الذي لا يسكر حيث يخلطون النبيذ ببعضا من نبات سيراكيا مما يجعل النبيذ غير مسكر.
اعتلت ابتسامة مشرقة شفتيه وقال بجزل: فلنرفع كؤسنا تحية لهذا الضيف العزيز، سارع الجميع بتلبية طلب مليكهم، هز سِت رأسه تحية لهم، ثم نهض وكان يرتدي ثيابا فرعونية لا تخلو من تلك الزينة المصرية الشهيرة، قال بحبور: إن أخى أوزوريس يبعث تحياته إليكم وقد أرسلني ببعض الهدايا إليكم.
سرت همهة بين الجميع للحظات ثم أشار لغلمانه بتقديم الهدايا بالتتابع على الملوك ثم الوزراء ثم العلماء، استغرق الأمر ساعة يفتح فيها الجميع هداياهم.
تغير المشهد بمشهد آخر فيه يستضيف هاديس الضيف سِت في قصره المنيف الذي تحفه أشجار غريبة وأزهار رائعة، دس هاديس م**را قويا في مشروب ست الذي سرعان ما وقع في غيبوبة عميقة.
أسرع هاديس باستخراج وعي سِت من جسده وحبسه في أحد القطع المعدنية، بعد أن أرقده داخل تابوت فرعوني المظهر، وكان وسيلة هاديس في استخراج الوعى من الجسد الحى. قام هاديس بتوصيل بعض الأسلاك برأسه ثم جلس على كرسي بجوار التابوت ثم عبث ببعض أزراره واسترخى لتتم عملية نقل وعيه لجسد ست حتى يمكنه التخلص من منافسه أوزوريس الذي ينشر العلوم بين الشعوب وهو يريد لهم الجهل التام حتي يسيطر عليهم.
مرت ساعة تمت فيها عملية النقل والاندماج بالجسد بنجاح ثم قام بادخال القطعة المعدنية التي حبس فيها وعى سِت في لوح الكتروني يجعل الذكريات المخزنة في هذا الوعى يظهر على شاشته، علم هاديس الكثير عن أوزوريس من خلال وعى ست المسلوب.