لم تستطيع ان تشيح بنظرها عنه...بل لم تخجل من طلبه. ...وربما تحاول أن تكبح ضحكتها بصعوبة بالغة...هل يراها فتاة غراء تنتظر الفارس الوسيم..لاتنكر إعجابها به وبشخصيته القوية والتي تشعرها بأنه ند لها...ولكن ان يطلب الزواج بطريقته تلك..هذا ترفضه تماما...
اما هو كان يعتقد أنه سيتلون وجهها بحمرة الخجل ...وتتهرب من نظراته المسلطة عليه.....او على الأقل تمثل ذلك كباقي الفتيات ...الا انها تنظر له بجرأة تتحدي نظراته المسلطة عليها...وترفع احدي حاجبيها بترفع وربما تكبر ويمكن سخرية لايعلم حقيقة ماذا يحدث....رد فعله غير ماتوقعه تمام...
_والمفروض اعمل ايه ....:همست له بنبرة تكبر مغلفة بسخرية ولكن قوية..
احتاج عدة ثواني قبل ان يقوم بالرد عليها ...:تعملي ايه في ايه يالوتس. ...انت حتى business woman وذكية...انا بطلب طلب ياما تقبلي او ترفضي بسيطة...
رفعت حاجبها مرة أخرى بتهكم ...لترفع احدي خصلات شعرها عاليا قبل ان ترد: وانت شايف الرد المفروض يكون ايه ....وعلى أي اساس طلبت الطلب ده...احنا لسا عارفين بعض من يومين ..علي فكرة ده جواز مش لعبة...
_في الحقيقة آخر حاجة توقعتها رد فعلك ده يالوتس. ..توقعت انك هتت**في مثلا زي بقيت البنات يعني....:اطلق جملته بصراحة قريبه للوقاحة..
لتغلي بداخلها من حديثه الا انها ابتسمت ابتسامة باردة للغاية لم تظهر له اي من انفعلاتها الداخليه المشتعلة ...لتحدثه بطريقة بارده :وحضرتك شايفني مش زي بقيت البنات. ...صح...طيب لف وارجع تاني ياعمر باشا....بدل ماتلبس الليلة
ابتسم. ...ثم اتسعت ابتسامته ....هامسا لها:بصي انت فعلا مش زي بقيت البنات ....ليقترب منها بطريقة جريئة. ...مكملا: انت مختلفة عنهم ...وبصراحة ...ليكمل هامسا في اذنها:انا بحب المختلف ...وانا مش وحش عشان اترفض. ..انا عريس لقطة...
احمرت قليلا من الغضب الممزوج بالخجل...من اقترابه وهمسه في اذنها بتلك الطريقة وقربه المخجل للغاية...شعرت بالبعثرة...مشاعرها كانت في مبعثرة...الا انها استطاعت أخيرا ان ترفع وجهها وهي تبتعد عنه هامسة بقوة:انت مغرور اوي ياعمر. ..واذا كان على انك عريس لقطة....فاللقط كتير. ..والعرسان زي الهم على القلب...بس اقلك حاجة...عجبتني الطريقة بتاعتك ....بس هفكر ياعمر يمكن اوافق. ...باي...
أطلقت كلماتها الأخيرة في همس ناعم. ..لتشير بيدها له بالوداع وهي تسير مبتعدة تتهادي بخطوات قوية وثابته. ..ليقف أخيرا معتدلا وهو يضع يده في شعره بتفكير محدثا نفسه وهو يضحك أخيرا :والله لاتجوزك ...ايه البنت دي....
كل ذلك ووالدته تستمع وتشاهد مايحدث...لتبتسم ابتسامة صافية ....ولدها يطلب الزواج ربما بطريقة غير لائقة ولكنه في النهاية قرر ان يتزوج...بل واختار..
أمسكت بهاتفها لتبعث برسالة الي يزن ....طالبة منه ان يجمع لها كل ماقد يعرفه عن لوتس الاسكندراني. ...
لتبتعد وهي تغلق هاتفها ومازالت مبتسمة بل ربما الابتسامة لن تزول ....اطلاقااااااا....
في اليوم التالي ....استيقظت بعد ليلة طويلة من الإرهاق. ...فمن تخدع طلب عمر للزواج بها مناسب لها. ...ولما لا رجل أعمال شاب ...ناجح ....سليل عائلة كبيرة ....الا أنه مغروور. ...واثق بنفسه لدرجة أنه توقع منها ان تعطيه الموافقة على زواجه في حال أراد ذلك....
ابتسمت ثم عقدت حاجبها بتفكير عندما تذكرت روان....لم يخفي عليها سحب حازم لها وهو يهرول للخارج ....وبعدها لم تظهر روان. ....
اذا ستذهب لشركة حازم حالا لتتحدث معه وأيضا تعطيه ملف الاخري ليجمع لها ماتريد....
علي الع** تمام ....استيقظ وهو نشيط وسعيد بعد حديثه مع لوتس....
انثي جميلة ستجعل حياته هادئة. ...ربما حان الوقت لتكوين أسرة. ....ربما أعجب بشخصيتها القوية والتي ظهرت له في المقابلتين التي كانت بينهم....
تشبهه ....تتحداه. ....سيفعل كل شئ من اجل الزواج بها.....
التفت ليجد نفسه في مقابلة مرآته.....تذكر ليلي حبه الأول. ...ليته يستطيع نسيانها....الا انها ابتعدت وهو أيضا. ....
لابأس سيرمي بالماضي خلفه. ...وسيبدأ حياته مع لوتس....الزواج المبنى على الاحترام والموده يجعلك سعيدا أيضا. ....لايشترط الحب. ...
______________________________________
في شركة حازم كانت لوتس وصلت بالفعل لتدخل الي مكتبه الخاص....
كان جالس في حالة شرود. .. يفكر كيف يفعل ذلك بأنثي يراها للمرة الأولى. .... كيف يقبلها بتلك الطريقة هو لم يفعلها من قبل....لما....تلك الفتاة تخرج منه جانب سئ. ....ومن النظرة الأولى. ...
فاق من شروده العميق علي صوت لوتس :انت فين ياحازم....الي واكل عقلك ياسيدي....متبعه حديثها بغمزة....
ابتسم لها متحدثا بإيجاز :شوية مشاكل في الشغل. ...مش اكتر. ...بقالك قد ايه هنا. ...
جلست علي احدي الكراسي لتنظر له بتركيز ....مجيبه إياها :بقالي دقايق. ...عموما ....لتخرج من حقيبتها ملف ورقي ...لتعطيه له وهي تكمل :ده ملف روان الي كنت بترقص معاها انبارح....عاوزة كل المعلومات عنها .....هتخلص الموضوع ده امتي
امسك بالملف ليرميه باهمال علي مكتبه....لينظرلها وهو واجم ليقول لها: متقلقيش دي بسيطة....بس انت ليه عاوزة تعرفي عنها كل حاجة ....انت شاكة فيها
هزت كتفيها باهمال ....لتجيبه وهو تسترخي في جلستها :لا ابدا هي شاطرة في شغلها. ...بس انا مش مرتاحة.....ومدام مش مرتاحة يبقي لازم اعرف كل حاجة....ولا انت رايك ايه...
هز رأسه بايجاب ليجيبها باختصار ونبرة مبهمة:اكيد يالوتس....مدام مش مرتاحة لازم تعرفي....
لم تلتفت للهجته ولكنها نظرت لساعتها محدثة إياه بطريقة سريعة وهي تقف حاملة لحقيبتها الشخصية:طيب كده اوك ياحازم....متتأخرش عليا بلي طلبته...سلام بقي عشان اتأخرت...
خرجت من مكتبه ....وظل هو على حاله ومايحدث له من مشاعر غريبه انتابته منذ ان وقع نظره على تلك الانثي المتناقضة....
نقر قليلا بيده ...قبل ان يمسك بهاتفه عازما ان يجمع كل المعلومات التي تهمه عن روان.....
__________________________________
بينما هو كان يجلس مع والدته ...امام مائدة الإفطار والمحضر بيده امه كعادتها في اهتمامها بتفاصيله كما كانت مع والده....
كان ينظر بطرف عينه لها وهي تحاول ان تتحدث بشئ ما....يعلم والدته جيدا عندما تريد شئ...
ابتسم قبل ان يجذب بيدها وهو ينحني ويقبلها قائلا بهدوء:قولي الي عندك ياماما...عندك ايه...
ابتسمت له بتوتر قبل ان تردف:عمر انت عاوز تتجوز لوتس الاسكندراني....اصل انا يعني سمعت غصب عني الي حصل بينكوا وانت بتطلبها للجواز. ....
رفع حاجبه بدهشة مصطنعة :مانا عارف انك كنت واقفة وسمعاني ....هو انت يفوتك ان ابنك يبقي واحدة وتسكتي كده....
.._يعني بتحبها ياعمر....
رن ال**ت في الجو للحظة قبل ان يتحدث عمر بجمود:لا....مبحبهاش...مش معني اني طلبتها الجواز. ..يبقي بحبها ....
_امال ايه يابني:اردفت والدته بحيرة. ..وهي تنظر له بتمعن شديد....محاولة منها ان تسبر اغواره...ولكن ملامحه لم توحي لها بأي شئ....
وهو كان يغرق في التفكير..لما هي لما. ....الا أنه لن يترك نفسه للتفكير سيتزوجها لأنها مناسبة ليس الا ....حمم قليلا ليردف بصوت رخيم...وهو يرتشف بعض من الشاي : هتجوزها لأنها مناسبة....اه وهتصل بوالدها واحدد معاه ميعاد النهارده...ونروح نتقدم. ...
جاوبته بحيرة معبرة عن تشتتها الواضح عليها :بالسرعة دي مش هتحاول معاها الأول. ...
_لا مش هحاول انا راجل عملي مش فاضي للهبل ده انا هتقدم رسمي وياتقبل ياترفض....مش فاضي انا لشغل المراهقين ده :تشدق بجملته وهو يقف متأهبا للخروج. ....او هاربا من والدته والتفكير ...و.........نفسه....وربما مشاعره الجديدة المجهولة له....
قررت أن لاتذهب لعملها بعد ما حدث بالأمس ...لا تعلم لما تفعل ذلك...لما تصر ان تكون صورة من بيئتها القديمة ....هي تحاول الهروب من ذلك...لما تعود له وهي لاتعلم الي الان لما يحدث لها ذلك...لما ....لما لم تنعم بكل شئ مثلها...مثل لوتس...
رن هاتفها ليقطع تفكيرها. ..لتجد رقم أكثر شخص هي تكرهه بحياتها...خالها. ...
إجابته لتتخلص منه :خير عاوز ايه يانعمان...
ضحك ضحكته الكريهة المشمئزة التي لطالما تعودت عليها منذ الصغر لتستمع إليه :ايه ياروح خالك. ...موحشتكيش ياروان ولا افكرك باسمك زمان يالؤلؤة...
اردفت بعصبية محاولة منها ان تنهي الحوار:عاوز ايه ياما والمرسي ابو العباس انت متعرفنيش
_أهدي كده يابنت نوارة....اسمعي انا عاوز فلوس ياقلب خالك. ..
_تعالي صوتها وهي تخبره:لا مفيش انا مش هد*ك. ..واعلي مافي خيلك اركبه. ....والصور الي معاك في داهية...
اغلقت الهاتف ....لترميه جانبا بعصبية بالغة لتقع على الارض...وهي تحتمي بيدها...من اللاشئ لتنهار في بكاء مرير....
__________________________________
اما هو كان بالفعل بعد ساعات قليلة....وصل الي اول الخيط .....
ليركب سيارته ذاهبا الي الإسكندرية. ....ليبحث عن الباقي....
_____________________
يتبع