خرجت من الشركة وبرفقتها روان....بعد أن قاموا بالأمضاء علي العقود ....كانت تلك الفترة بداية الشتاء...الأمطار بدأت تتساقط بخفة على وجه الشابتين...
التفتت لوتس الي روان التي تقف بجانبها ...روان لغز محير بالنسبة لها ...وضعت بشركتها عن طريق خطة من والدها ربما هو لايعلم ولكن هي كانت تعلم كل شئ ....كل الخطوات ..وكيف لا هي تلميذة نجيبة لوالدها الذي دائما ماكان ينصحها ان لاتترك الأمر للصدفة ....هكذا يسير العمل والتجارة لتتتعلم وتتفوق وتسبق الجميع. ...رغم انها بالنهاية كانت طبيبة اطفال....لم تحسب يوما انها ستقتحم عالم الأعمال. ....
فاقت من شرودها على هزة من يد روان :مالك يافندم حضرتك كويسة
ابتسمت لها متأملة ملامحها المألوفة لها وبشدة: لا ابدا ياروان. ...بس سرحت شوية وبعدين ايه فندم دي احنا بينا سنتين بس ولا ايه
اومأت الاخري بابتسامة خفيفة :اه طبعا. .اكيد يالوتس...
_طيب ايه رايك بما ان الجو بدأ يمطر كده تيجي تتغدي معايا عندنا في البيت....:دعوة صريحة أطلقتها لوتس. ....ولم يخفي عليها التوتر الذي أصاب ملامح الأخيرة. ....لتتسائل في نفس اللحظة بداخلها ترى هل هناك أسرار في حياة والدها وهذه الفتاة تشاركه في ذلك ....الا انها أكملت خطتها
__ ايه يابنتي مالك انا بقلك عازماكي علي الغدا عندي ....وشك جاب ألوان ليه. ...
ابتسمت بتوتر لتهز رأسها نافية:لا ابدا انا بس مش عاوزة اعملك إزعاج. ....
قاطعتها بأسلوب هادئ ورقيق ...ناعم الا أنه كان حازم وبشده:روان ياحبيبتي لو محروجة تيجي عندي ....اوك بس انا كده كده لازم اتكلم معاكي على الي حصل النهارده في الإجتماع. ..
اردفت الأخرى بتوتر واضح: ايه الي حصل ماكل حاجة كانت تمام ....
حدقت بها لوتس بتفحص وكأنها توصل لها رسالة بنظراتها انها تعلم جيدا انها تفهم ماتود هي قوله والحديث به :روان اركبي عشان لازم نتكلم في كافيه قريب من هنا. ...يلا...
حديث لوتس كان صارم وناعم في ان واحد لم تتح الفرصة الاعتراض لروان. ....فاستسلمت في نهاية الأمر وهي تعلم أن سلوكها يغضب مديرتها في العمل .....
__________________________________
جلس كعادته يرتشف قهوته السوداء وهو منهمك بعمله....
لايعلم لما يتذكر حبه الأول كثيرا تلك الفترة (ليلي )...رفيقته في الجامعة ...الشقراء التي سلبت قلبه من اول نظرة كما يقولون ....كانت رقيقة..هشة ومغوية للغاية...الكثير سعي لتلك الفتاة النصف مصرية العائدة من احدي الدول الأجنبية. ..
عائد بذاكرته لليوم الذي اعترف فيه بحبه لها...
كانوا في احدي الرحلات التي تقيمها الجامعة ....كانت إلي الإسكندرية لم يكن من الأشخاص الذي تستهويهم تلك الرحلات الا انها اصرت علي الذهاب وهو لم يستطيع ان يرفض طلبها كانت كالطفلة ....بل هي بالفعل طفلة صغيرة هكذا كان يتعامل معها ....كانت دائما تشعره بالمسؤلية تجاهها...
كانت تنظر له بحب وهي تجلس امام البحر:انا مبسوطة اوى ياعمر...مكنتش اعرف ان مصر حلوه كده
_انت اجمل ياليلي انت احلي من اي حاجة:همسته الرقيقة بصوته الرجولي جعلها تبتسم بخفوت وهو يراها تتحول للون الاحمر من شدة الخجل ليمسك هو بيدها ....وسط ضحكاتهم الجميلة وهو يتأملها بخصلاتها الشقراء تتمايل مع الهواء. ....تطلق سهامها نحو قلبه بلا رحمة ....ليقع في عشقها أكثر وأكثر. ..
طرق علي باب مكتبه جعله يخرج من ذكرياته..ليدخل يزن بخطوات مرحة :ايه ياعمر بقالي كتير بنادي
التفتت له بسأم :عادي يايزن خير فيه ايه...
_فيه ايه في ايه ياعمر. ...مش المفروض يبقي في حفلة بمناسبة الصفقة الجديدة. ...دي مصانع جديدة هتتبني ولازم دعايا عشان نجمع اسهم برده...
هز الأخير راسه بفهم مكملا:طيب اتصل بشركة الاسكندراني...ورتب معاهم وياريت يكون الحفلة في ظرف يومين عشان هسافر ....
اومئ الاخر وهو يبتسم ليجلس متحدثا بمرح :بس المساعدة بتاعة لوتس دي بت مش مظبوطة بس جامده....وادينا نتسلي .....ولا ايه ياباشا...
_يزن انت عارف اني مليش في الكلام ده....ليبعث بنظرة تحذيرية:بلاش شغل العك بتاعك في الشغل. ...الي اسمها لوتس مش سهلة واد*ك شوفت واخدة علينا شروط تعقد في الصفقة...
انفجر يزن بالضحك ليرمقه عمر بغضب: خلاص متبصش كده بس لوتس دي برده جامده. ...اوووف. ...شكلي هتسلي جامد...سلام
انصرف لينظر عمر في اثره وهو يتن*د بيأس متسائلا متي يستقر يزن ....متي يترك حياته تلك التي لانرضي أحد إطلاقا. ....
هو يعتبره شقيقه الصغير ...فهو المتبقي من العائلة بن عمه الوحيد....يخاف عليه وبشده ....وحقا تلك الفتاة روان نظراتها المتلاعبة لم تعجبه إطلاقا. ...
وان لم تزجرها لوتس بنظراتها لكان أعتقد انها من يريد منها ذلك. ...
______________________________
جلست لوتس مع مساعدتها روان في احدي المطاعم الراقية القريبة من الشركة الخاصة بها....
طلبت الغذاء ليحل ال**ت قليلا قبل ان تقطعه لوتس:ايه بقي ياروان. ...مش هتقوليلي ليه النظرات الغريبة الي كنتي بتوزعيها واحنا بنمضي الصفقة..وقبل ماتجاوبي. ..عاوزة اقلك مفيش بنت محترمة بتعمل كده ولا ايه
هزت اكتافها بلا مبالاة ...لتتحدث ببرود:مايمكن انا مش محترمة مثلا...يالوتس...
الصدمة جمدت لوتس وبشده. ...فأي فتاة قد تنعت نفسها بهذا الوصف:انت واعية للي بتقوليه ياروان. انت فين اهلك....
توقفوا عن الطعام لبعض لحظات حتى وضع النادل الطعام أمامهم. ....
لتمسك روان شوكتها وهي تتذوق قطعة من اللحم الموضوع أمامها. ....لتتعجب لوتس...كيف لهذه الفتاة التي كانت تشع توترا واضطرابا منذ قليل عندما دعتها الي منزلها لتناول الغذاء ان تكون هي نفسها الفتاة التي تشع وقاحة الجالسة أمامها الآن. ....
أجابت أخيرا بعد ان ابتلعت طعامها وهي تطلق كلمات تحمل عدائية تحاول إخفائها تجاه لوتس:أهلي ميتين...انا عايشة لوحدي. ...معلش بقى مكنش عندي اخهل يخلوني محترمة ....يالوتس هانم. ...انا مش زيك كان عندي بابا وماما....وكده...ملقيتش إلي يربيني...
لم تخفي العدائية الموجهة نحوها ....لتتسائل ترى هل والدها يحمل سر هذه الفتاة....كانت غارقة في تساؤلاتها. ....هذه الفتاة تريد ان تطردها ولكن ليس قبل ان تعرف كل شئ....
فاقت من شرودها علي صوت روان:مستر يزن كلمني وبيقلي انه في حفلة بينظموها عشان الصفقة الجديدة ....وكمان دعايا. ..
هزت لوتس رأسها بايجاب فهي كانت قد نست تمام هذا الأمر. ...:روان....انت محترمة أو لا....متربية اولا....ده كله مش مشكلتي...بس ياريت ده كله يبقي بعيد عن الشغل....وده اول وآخر انذار ياروان ياريت تفهمي ده كويس....واه قبل مانسي. ...ابقي رتبي معاهم كل حاجة...عشان الحفلة. ...
كان ال**ت مخيم علي جلستهم...فقط أصوات تناول الطعام هو ماكان يسود الأمر
__________________________________
بعد ان وصلت لمنزلها قامت بتغير ملابسها سريعا...ثم هبطت حيث والدها...
كان يجلس علي مائدة الطعام كعادته ينتظرها ليتتاولوه سويا. ...اطلت عليه بابتسامتها المعروفة لتفترب منه باسف:انا اسفة يابابا انا اكلت بره النهارده. ...بس هقعد معاك لحد ماتخلص اكل...
ابتسم الرجل بمرح قائلا بنبرة مؤنبة قليلا:ومن أمتي بقي وانت بتتغدي بره يا ست لوتس...ونسيتيني خالص كده
هزت رأسها بنفي:ابدا يابابا....انا بس خرجت مبسوطة اننا مضينا العقود عشان كده قلت اعزم المساعدة بتاعتي روان...اتغدينا سوا
كانت تركز علي وجه والدها ربما يص*ر منه أي تعبير...الا أنه كان بملامح خالية من اي شئ...فقط هو رأسه وأكمل طعامه...بينما هي تعلم أن هناك شئ ما....
اما هو كان يخفي نظراته ويشغل نفسه بالطعام...ليخفي قلقه...
_____________________________________
في الحفلة كان يوجد عدد من الصحافة ...والعديد من رجال وسيدات الأعمال. ...يباركون الصفقة
...
كان يدخل لحفلته وبجانبه والدته عادة اكتسبها من والده....لم يترك والدته في اي من الاحتفالات...
كان عمر يحمل ملامح خشنة قليلا...وسامته كانت من نوع خاص..تجعل العديد والعديد من الفتيات يتهافت عليه....
مالت والدته عليه متحدثة بخفوت:شايف البنات...بيبصولك ازاي...مانختار واحدة وتتجوزها ...خليني أفرح بيك..
كتم ضحكته بصعوبة بالغة....حتى في تلك اللحظات والدته لاتنفك عن الحديث في الزواج...واموره...نظر لها بيأس...:يا امي انا حاسس انك هتعرضيني في مزاد وتقولي إبني للجواز ....
وجهت له نظرات محتقنة غاضبة :انت بتقول فيها...انت اصلا دخلت في طور العنوسة...
هذه المرة لم يستطيع ان يخفي ضحكاته...التي تهاتفتت عليها عدسات المصورين وهم يلتقطونها ..ليعيد لها النظر:انت مش ممكن يا امي. ..طور...وعنوسة. ..الله يحفظك والله. ...يلا بينا بقي نسلم على الناس. ...
اعترضت وهي تهز رأسها :لا روح انت سلم. ...انا هقعد واختار عروسة ابني. ...
نظراته المتعجبة والمذهولة منها جعلته ي**ت ليرجع نظره لها...وهي يتن*د بيأس...مغادرا إياها. ..
بعد فترة قليلة كانت والدته تجلس تراقب الفتيات حولها...حتى النادلات العاملين بالحفل لم يسلموامنها إطلاقا. ...وهي لايفرق معها المستوي المادي والاجتماعي. ...كل مايشغلها هو أن يتزوج ولدها الوحيد....
ولفتت نظرها...فتاة تدخل الي الحفل بثبات وهدوء وثفة مشابهة لولدها...شعرها الأ**د منساب علي ظهرها....حسنا فستانها محتشم بلونه الأ**د الذي اظهر بياض وجهها. ...
التفتت لتري ولدها يقترب منها ....ابتسمت إذا يعرفها ..مهمتها ليست صعبة ولا مستحيلة...ولكنها ستراقب...
كانت لوتس قد وصلت الحفل متأخرة كم كانت تريد ان يأتي والدها برفقتها....الا أنه تعلل بمرضه...
دخلت تتأمل حولها...هي غير معتاده على تلك الحفلات..الي ان رآها هو وقف منبهرا بها وبمظهرها...شعرها الأ**د وفستانها الجميل. ...ورقتها وجمالها الواضح...كيف لم ينتبه لذلك وقت توقيع الصفقة...وجد نفسه يقترب منه دون أن يستأذن الموجودين معه....ليقترب حابسا أنفاسه. ..
رأته هي لتبتسم براحة فهي كانت تبحث عن روان...لتمد يدها وهي مبتسمة:ازيك يا عمر باشا. ...
مد يده هو الآخر. ...ليبتسم ابتسامة ساحرة:ازيك يالوتس هانم
_لوتس هانم...همستها بتعجب
هز رأسه :اه مش قلتي عمر باشا.....عموما يلا ندخل الناس بتسأل جوا علي شركتكوا...
كانت والدته تقف تنظر للمشهد باعين سعيدة وكأنها حصلت علي كنز سمين للغاية. ....ليحدث بعد ذلك ماجعل ابتسامتها تزداد.وتزداد. ..
كان ولدها بمشي بجانب لوتس الا انها اصدمت باحدهم. ...ليحاوط خصرها بيده...ويبقى المنظر ولدها في احضانه امرأة شابة وجميلة. .....ستزوجها له وانتهى الأمر. ....
اما هما. ...فكانت العيون تحكي قصة أخرى ليدق القلب. ....بينما يرفض العقل....غافلين عن التقاط العديد من الصور لهم....
_________________________________
يتبع