سيف بصراخ أعلى : لوليا قولتلك كفاية مسمعش صوتك
لم تتحدث لوليا وظلت ناظرة له وهي تكاد تجن ولم تلحظ السيارة القادمة نحوهم سوى بعد فوات الأوان وأثناء ذلك صرخ كارلس الذي كان يجلس بالخلف وبقية الفريق كانوا في سيارة محمود : حاسبببي
لم تكد تنظر ختى وجدت السيارة تصطدم بهم مسببه انقلاب السيارتان
في الخلف كان محمود ومراد وأندرو يراقبون ما حدث بصدمة كبيرة
____________________________
في سيارة سيف
نظرت لوليا حولها بوهن وحاولت أن تتحرك لكنها لم تستطع
لوليا وهي تقاوم الإغماء : سيف
لم يصلها رد منه فنظرت لكارلس وجدته مغشى عليه أيضًا
جاء محمود ومراد وأندرو ركضًا نحوها وحاولوا اخراجها فمنعتهم بيدها : طلعوا سيف وكارلس الأول
محمود باعتراض : هنطلعهم بردو بس نطلعك الأول
لوليا بأنفاس منقطعة : لا لا خرجوهم الأول وبعدها خرجوني يلا مفيش وقت بسرعة
اتجهوا لتنفيذ كلامها فلا وقت للنقاش ويعرفون جيدًا اصرارها الذي لن يخسر
..
دقائق مرت وكانوا قد أخرجوا الجميع ووصلت سيارات الاسعاف
لوليا وهي تشير لمحمود وتعطيه الورق الذي أخذته منهم بعدما خرجوا لكي لا يضيع : خذ هذا الورق وأعطيه لداود .. إياك محمود أن تعطيه لأحد آخر واحرص على أن لا يضيع منك
جاءت إحدى الطبيبات التي كانت قادمة مع سيارات الاسعاف ل لوليا وهي تحاول أن تسعفها : أخبريني أين تشعرين بالألم تحديدًا
لم تكد تتحدث لوليا حتى قامت باستفراغ الدماء وتتنفس بصعوبة بالغة
الطبيبة بعملية : هل تشعرين بضلع يضغط على رئتك؟
لوليا وهي ما زالت تحاول مقاومة الإغماء : لا ولكني مريضة قلب وأيضا هناك زجاجة عند ص*ري
الطبيبة وهي تشير لمن معها : أحضروا الناقلة لهنا بسرعة لا وقت لدينا
____________________________
كانوا يركضون في الممرات وهم يجرون سريرها وهي بالكاد تستطيع أن تلاحظ ما يحدث
طبيب آخر : ما تشخيص حالة المريضة
الطبيبة التي كانت معها لطبيب آخر : ....
الطبيب وهو ينظر لها : لحظة .. دي لوليا
لوليا بتوهان : كريم
كريم بقلق : متقلقيش هتصل بأحمد وهتبقي تمام اطمني
ابتسمت له لوليا ولم تتحدث
قاطع كل ذلك قدوم أحد الاطباء لكريم يركض بسرعة : دكتور مفيش غير أوضتين عمليات فاضين وللأسف الشديد الحالتين التانين حرجين وحاليا مش عارفين نعمل إيه
كريم : شوف أنهي منهم حالتو أصعب ودخلها وخلو حد يهتم لالمريض التاني بحيث حالتو متسوئش أكتر ولما أي أوضة من أوض العمليات تفضل تدخل معاه أحسن دكاترة هنا مفهوم
لوليا وهي تزيح قناع التنفس : لا كريم سيب سيف وكارلس يدخلوا أوضة العمليات وأنا هستنى لما أي أوضة تفضى
كريم بصدمة : لوليا مينفعش كدا حالتك أسوء منهم همن الاتنين
لوليا بحزم : لو سمحت نفذلي كلامي وهات ورق أمضي عليه لو خايف
كريم بضيق : مش حكاية خايف بطلي غباء بس المفروض أنتِ اللي تدخلي الأول مفيش وقت كدا احتمال نخسرك
لوليا بابتسامة : متقلقش أنا مستعدة أخسرني ولا إني أخسر سيف أو كارلس كريم افهمني أنا السبب في الحادثة لو ماتوا أو حصلهم حاجة مش هستحمل أعيش لحظة واحدة
كريم بحزن : حاضر يا لوليا اللي أنتِ عايزاه هنعملوا
أنهى حديثه وهو يعيد قناع الأ**جين لمكانه وأمر الأطباء بتنفيذ كلامها وجلس هو بجوارها يراقب مؤشراتها الحيوية بنفسه بعد أن أعلم أحمد بأمرها
_____________________________
وصل أحمد ليجلس مع كريم ويتابعها بقلق شديد ينخر قلبه أما إيان فبمجرد أن علم جاء وهو يكاد يموت خوفا عليها ولكنه لم يخبر أحدًا فلا يريد أن يقلقهم وجاء داود أيضًا أخيرًا ليتجه لغرفة الطوارئ حيث تقبع بها
داود بحزم : أحمد لوليا لو حصلها حاجة مش هسامحك تعمل المستحيل علشان ترجعلي بنتي مفهوم
أحمد وهو يمنع دموعه بشدة : متخافش يا بابا لو اضطريت أفدي لوليا بحياتها هفديها وأنت عارف دا
أومأ له داود ب**ت ثم خرج ينتظر بالخارج
كريم وهو يصير ذهابا وإيابا : أوف وبعدين بقى
جاءت إحدى الطبيبات ليجذبها كريم بسرعة من مع**ها : مفيش أي أوضة عمليات فضيت لحد دلوقتي
الطبيبة بتعجب من قلقه واهتمامه المبالغ به من قبل مدير المشفى : لا يا دكتور لسه بس خلاص فيه أوضة قدامها نص ساعة وتفضى
كريم بصدمة : نعم نص إيه لا قوليلهم ينجزوا مفيش وقت مفيش وقت
أحمد بتوتر : كريم أنقلها عندي على المستشفى طيب
كريم : مفيش وقت مفيش وقت يا أحمد وحالتها متسمحش إنها تتنقل لأي مستشفى تاني دلوقتي لازم نعمل العملية الأول
قاطعهم دلوف فاريهان بقوة للمكان : كريم قولي حالة لوليا
كريم بقلق : عندها **ر في الكتف وفيه شظيه من القزاز دخلت في ص*رها وقريبة جامد من قلبها وأي حركة غلط ممكن تخلي الشظية تلمس قلبها وبكدا إحنا خسرن..
أحمد بغضب وصراخ : متكملش يا كريم لوليا كويسة وهتبقى كويسة
فاريهان بصدمة : نعم أنت أكيد بتهزر
لم يتحدث كريم فهو يخاف من أن يفوت الأوان ولا ينقذها
فاريهان بغضب : كريم المستشفى دي هتتهد على دماغك لو لوليا حصلها حاجة مفهوم
أنهت حديثها وغادرت فهي لا تقوى على خسارة تلك الصغيرة بعد
دقائق مرت وفجأة صرخ أحمد بصدمة وهو يشاهد مؤشراتها الحيوية ليصرخ في المرضى ليحضروا له ما يريد ومعه كريم يساعده
كريم بصراخ بعدما توقف قلبها : أحضروا الصاعق بسرعة
..
مر الوقت وكأنه سنوات عليهم وهم يحاولون منع النزيف بعد أن أعادوا إنعاش قلبها من جديد حتى جاء الخبر بافراغ إحدى غرف العمليات ليركضوا بها بحذر فالوقت يداهمهم بشدة وحياتها ستكون في خطر شديد إن توقف قلبها مجددًا
لوليا وهي تقاوم البنج : أحمد
أحمد وهو يقترب منها بسرعة : إيه يا قلبي فيه حاجة وجعاكي
لوليا بلطف ورجاء : اوعى تعملي عملية القلب
أحمد بتردد : بس يا حور حالتك بقيت وحشة أوي ولو ملحقناش قلبك دلوقتي ممكن نضطر بعدين نعملك عملية زراعة قلب ومش سهل إننا نلاقي قلب مناسب
لوليا باصرار : مش مهم المهم إني معملش العملية دلوقتي لازم أخلص مهمتي الأول
أحمد بغضب : يادي المهمة الزفت يا شيخة هتموتي نفسك علشان مهمة
اقترب كريم بعد أن سمع شجارهم : فيه إيه يا أحمد
أحمد بضيق : لوليا رافضة إننا نعملها عملية القلب
كريم بصدمة : بس دا فيه خطر عليه وأنت شايف بعينك حالة قلبها وصلت لإيه
أحمد بحزن : مفيش فايدة حاولت معاها لحد ما تعبت
لوليا وهي تمسك يده برفق : هعيش يا حبيبي متقلقش أنا قوية وقدها بس أرجوك أنا لو عملت العملية دي دلوقتي كدا هقعد أقل شيء فترة راحة ومش هقدر أعمل المهمة اللي هي بعد كام يوم المفروض
كريم : طيب يعني اسبوعين بالكتير وهتعملي العملية صح
لوليا وهي تومأ رأسها بلطف : صح جهزوا نفسكم بقى
كريم : تمام .. زود جرعة التخدير يا دكتور ..وأنت يا أحمد متقلقش لوليا قدها وقدود ثق إنها هتقاوم لأخر لحظة
أومأ أحمد ب**ت وشرعوا في القيام بالعملية لعلاجها
مر الوقت وهمن قلقون من توقف قلبها حتى انتهت العملية وتن*د أحمد وكريم براحة
..
خرجت من غرفة العمليات إلى غرفة العناية المركزة حتى يمر ٢٤ ساعة ليطمئنوا من استقرار حالتها وكان إيان طوال هذا الوقت يجلس أمام غرفتها يراقبها من خلف الزجاج وعلى إحدى المقاعد يجلس عامر وبجانبه شمس التي نامت على كتفه من كثرة البكاء على صديقتها المقربة وشقيقتها وعلى مقعد آخر كان يجلس عمر وبجانبه إيلينا التي كلما توقفت عن البكاء لا تكمل نصف ساعة وتعود مجددًا له أما مياسين فكانت تجلس في الكافيتريا ومعها مهند وهي شاردة منذ أن علمت بالخبر لا تتحدث أو تبكي أو تصرخ فقط شاردة
____________________________
مر اليوم بسلام وفي اليوم التالي بعد أن خرجت لوليا لغرفة عادية ظلت تلح عليهم لتخرج من المشفى فهي لا تطيق البقاء بها طويلا ليوافق أحمد وكريم تحت اصرارها بشرط أن يأتي أحمد ليمكث معهم في المنزل ليطمئن عليه طوال الوقت
____________________________
مرت الأيام بسرعة وغادرت لوليا والبقية للم**يك واستعدوا بأكمل وجه لمهمتهم وأثناء وقوفهم في الغابة المحيطة بقصر سالم تلقي عليهم لوليا الأوامر لكي تتأكد من عدم وقوع أي خطا قاطعتها فاريهان : كنتي فاكرة إني هسيبك تعملي المهمة دي لوحدك من غيري
لوليا بابتسامة تجعلها أجمل بنات الكوكب : كنت حاسة
جاسم باستغراب : كنت فاكرك يتظبطي الدنيا اللي بايظة عندك
فاريهان وهي تجهز قناصتها : ظبطتها لا تقلق وبعدين هو يوم هيعدي بالطول والعرض خلونا نخلص بس علشان سالم حسابوا تقل أوي معايا
لوليا بحزم : ليبدأ العد التازلي لحياة سالم
تحركزا يركضون بسرعة وكانت لوليا من تسبقهم جميعا ضاربة بكل نصائح أحمد عرض الحائط بأنها يجب أن تتحرك ببطء قليلًا لأن قلبها لن يتحمل ركضها هذا فتوجهت أنظار فاريهان لها بقلق فهي الوحيدة التي تعلم بأمر قلبها
..
وصلوا لمكان قريب نسبيًا من القصر بعدما كانوا يركضون في صف خلف لوليا تجنبا للألغام فهي الوحيدة التي تحفظ أماكن زراعتها كما لو أنها هي من وضعتها وقفوا متفرقين كل اثنان خلف شجرة وأخرجت لوليا قناصتها هي وجاسم وفاريهان وعمر وإيان وما كادوا يرفعوها حتى يسقطوا الحرس الأمامي في نفس الوقت حتى قاطعتهم لوليا وهي تتلفت حولها
جاسم بتوجس : فيه إيه
لوليا وهي تشير له بال**ت وتهمس لفاريهان التي تقف بجوارها : فيه حد هنا (أنهت جملتها وهي تشير نحو شجرة تبعد عنهم ١٠٠ متر تقريبا
أمعنت فاريهان النظر من خلال قناصتها ورفعت لوليا قناصتها استعدادًا لإصابة من يقف هناك حتى منعتها فاريهان على أخر لحظة
لوليا بصدمة : ماذا
فاريهان بابتسامة : تبعنا دول (أنهت حديثها وهي تطلق صفير مشابه للعصافير ليقترب الثلاثة الذين كانوا يختبئون خلف الأشجار في انتظار الإشارة ليقتربوا
فاريهان وهي تمد يدها لتصافحهم وبعدها بدأت تشير على كل واحد أثناء ذكرها لاسمه : سيلين يلماز وأراس وتوبراك
عمر بتعجب : أسماءهم تركية؟
فاريهان بابتسامة : بالظبط كدا
لوليا وهي تمعن النظر للفتاة سيلين : شكلك مش غريب حاسة إني شوفتك قبل كدا ولولا إني عارفة اخوات فاريهان كنت هفكرك واحدة منهم
سيلين بابتسامة : اسمي ملاحظتيش فيه حاجة
لوليا وهي تعقد حاجبيها بتعجب : حاجة إيه
سيلين بنفس ابتسامتها اللطيفة : اسمي سيلين يلماز بنت إيلول يلماز
لوليا بصدمة : مش ممكن
فاريهان بابتسامة : لا ممكن سيلين بتشتغل في المخابرات التركية وكانت هي واحدة من اللي ساعدوني أوصل لسالم وأجمع عنو كل المعلومات إللي احنا محتاجينها
مياسين بتساؤل : مين إيلول يلماز دي
لوليا بحب : خالتنا الصغيرة
عمر وهو يغمز للفتاة : مرحى لدي ابنة خالة فاتنة
فاريهان بخبث : امم أحب أسجل الكلام دا واسمعو لشمس لما نرجع
عمر بتوتر : ها بهزر يا فاري متبقيش قفوشة كدا
ضحكت فاريهان ولم تجيبه
قاطعهم توبراك ببلاهة : هل يمكنكم التحدث بالتركية أو الانجليزية فأنا لا أجيد العربية أعتذر
لوليا لفاريهان : لكن لم أفهم ماذا تفعل هنا ومن هم تحديدًا
فاريهان : التلاتة من أحسن ظباط المخابرات التركية وتم إرسالهم للمهمة دي معانا نظرًا لإن سالم تركي وكمان زي ماهو مسبب مشاكل لا أول من أخر لها لدينا فهو أيضًا مسبب لنفس المشاكل في تركيا
لوليا : لماذا لم تخبريني بشأنهم لقد كدت أقتل سيلين
فاريهان بضحك : تقدري تقولي كنت عاملاها مفاجأة
لوليا بضيق : امم ما علينا .. هيا لنتابع من منكم يستطيع أن يقنص
سيلين : أنا أفعل وأيضا أراس
لوليا بابتسامة بهمس : رائع وكأن العالم أجمع والقدر اجتمعوا لأقضي عليك يا سالم
رفعت صوتها قليلا : لتتوزعوا كلٌ عند مكان بحيث نغطي هذه الجهة من السور وعندما أرفع يدي وأخفضها ليطلق الجميع النيران في نفس الوقت أريد أن يسقط كل من يقف على السور أو أمامه في نفس الوقت وبمجرد حدوث ذلك اركضوا نحو السور وتسلقوه وادلفوا للداخل فلا وقت بيدنا
أراس : لكني لا أستطيع تسلق الأسوار
لوليا بحاجب مرفوع : إذا ماذا تفعل هنا
تضايق أراس منها ولم يكد يتحدث حتى قاطعته سيلين : يمكن لأراس تسلق الأشجار أعتقد أنه من الأفضل أن يبقى على إحداها ويحمي ظهورنا إن جاء أحد وأثناء هروبنا سيستطيع حينها أن يقتل كل من يلحقنا فهو بارعٌ جدا في القنص
لوليا بتن*د : حسنا توزعوا
أنهت حديثها ليتحرك الجميع في جهات متفرقة عدى فاريهان التي وقفت بجانبها : حاولي تكوني لطيفة مكنش فيه داعي لاحراج أراس
لوليا بحزن : لم أقصد ولكني أخشى من حدوث أي خطأ في المهمة يسبب فشلها وخاصة أنكِ لم تخبريني بأمرهم
فاريهان بحزم : لوليا القيادات العليا كلها عارفة بتواجدهم معانا وأنا مرضيتش أعرفك علشان كدا كدا مكنش هينفع تتقابلوا غير دلوقتي فمعرفتك مكنتش هتفيد بحاجة
لوليا بضيق : امم تمام يا فاريهان هانم
ابتسمت فاريهان بسخرية على كلمتها فهي تعلم أنها قالتها لتضيقها ولكنها لم تمنحها مبتغاها لترفع سلاحها وتثبته على الهدف بعدما ساعدت العدسة الليلة على توضيح الرؤية وفعلت مثلها لوليا والبقية ثواني ورفعت لوليا يدها لتنطلق الرصاصات مصيبة أهدافها بدقة عالية وفي سرعة انطلقت دفعة أخرى من الرصاصات ليركضوا بعدها جميعا نحو السور يتسلقونه بسرعة قبل أن تمر الدورية التي تمر كل عشر دقائق وترى رفاقهم جثث
ثواني مرت حتى تلامست أقدام إيلينا أول واحدة مع أعشاب الحديقة التي بالقصر لسرعة تسلقها ومهاراتها العالية في التسلق وخلفها إيان وخلفه لوليا والبقية وركضوا بعدها ليحتموا خلف بضعة أشجار فالمساعد بالأمر أن حديقة القصر مليئة بالأشجار ليمر الوقت قبل أن تدلف لوليا للقصر من إحدى النافذات وخلفها البقية وأراس كل ذلك يراقب بالمنظار حتى دلفوا للقصر فلم يعد باستطاعته رؤيتهم
..
لوليا بتوجس : أي حد يلمحكم اقتلوه بدون لحظة تفكير مش هنستناه لما ينادي أصحابه وبلاش تشابك بالأيد بيعمل دوشة على الفاضي وبيضيع الوقت كل واحد معاه مسدساته وأظن الذخيرة اللي معاكم تكفي جيش ولو غلبتوا أوي وحسيتوا إن ذخيرتكم قلت خدوا من أي جثة توقعها الذخيرة .. تمام؟
الجميع باحترام : تمام يا فندم
أنهت حديثها وتحركوا للخارج ليروا عدة حرس أسقطتهم لوليا في لحظات قبل أن يدرك أي أحد ما يحدث وهكذا كان الأمر حتى وصلوا لمركز القصر الذي يعم في الظلام
إيلينا بهمس : لماذا المكان مظلم هكذا أشعر بكوني في فيلم رعب
مياسين بغل : نعم نحن كذلك حلوتي فهذا الفيلم نحن الأشرار المخيفين فيه بالنسبة لسالم
فاريهان بهمس : ا**توا ولنتحرك .. فتشوا القصر بأكمله وأنا ولوليا سنتجه للدور الثاني ومن يجد سالم أولا لا يتردد لحظة ويرسل إشارة في الجهاز الذي أعطيتكم إياه سابقًا
أومأ الجميع ب**ت وما كادوا يتحركوا حتى أضيئت الأنوار فجأة ليقع نظرهم بسرعة على ذلك الذي يحتل مقعد أقل ما يقال عنه مقعد لملك وبجواره يقف برجلان كلٌ على جانب .. ويحيط بهم الكثير من الحرس
الشخص وهو يصفق بقوة ويبتسم بسخرية : لا يعقل أكاد لا أصدق عيناي .. أخيرًا اجتمعت العائلة معًا .. والأروع من كل هذا هو أنكم قمتم بما فشل به المئات قبلكم
لوليا بابتسامة : عارف يا سالم اللي يضحك في الموضوع دا بجد إيه؟
سالم بتعجب من حديثها ومن ردة فعلها الغبر متوقعة : إيه؟
لوليا وهي تسير ببرود وتتجه لتجلس على إحدى المقاعد واضعة قدم فوق الأخرى بكل غرور وكبرياء : إني منت عارفة ومتأكدة من تواجدك في انتظارنا
فاريهان بقوة : لا تعتقد يا سالم أن ب**تنا عن كل أعمالك القذرة بأننا سنظل صامتين أبد الأبدين
سيلين بغل وقهر : ولا تظن أنني كنت سأمرر ت***بك لأمي أثناء صغري وت***بي معها مرور الكرام .. لا يا سالم لست حفيدة يلماز إن لم أجعلك تذق من نفس الكأس الذي أسقيتنا منه جميعًا سابقًا
لوليا وهي تلعب بسكين صغير في يدها : صحيح سالم لم تخبرني بعد عن رأيك في الهدية التي أرسلتها لك ولمدللك سليم
نظر لها سليم بغضب وكاد يتجه لها ليقتلها لولا يد والده التي امتدت تمنعه أما ساركان الذي كان يقف على الجانب الأخر من والده لم يعلق ولو تعليق صغير وكان يراقب ما يحدث بثبات غريب
سالم ببرود : امم طفل وذهب لطريقه والشكر للقدر الذي أهداني قبله جبلان أستند عليهما وكل جبل أقوى من الآخر بينما كان جوناي مجرد عائق لي يسد طريقي
لوليا بسخرية : رائع أرحت قلبي حقا يا رجل والآن حان وقت الحديث والنقاش الودي والهادئ
أنهت حديثها وهي تلقي بمسدسيها أرضا وتخلع الجاكت الجلد الذي كانت ترتديه
نهض سالم وهو يسير بغرور باتجاهها فكاد رجاله يتحركون لولا يده التي ارتفعت تمنعهم : لا أحد يتدخل هذا القتال بيني وبينها فقط فمن الواضح أن والدها لم يحسن تربيتها أثناء انشغاله مع العاهرات
أنهى حديثه لترتطم قدمها بقوة بوجهه ليتراجع عدة خطوات للخلف ويبصق الدماء
سالم وهو يمسح الدماء عن فمه : امم كبرت الع***ة الصغيرة لتصبح قوية .. لا بأس بذلك
اشتعل القتال بينهم فقوة الاثنين متقاربة .. أمسك سالم ب*عر لوليا وجذبها بقوة ليصدم رأسها بالطاولة الزجاجية لتتهشم بأكملها وتنزف رأس لوليا مسببة دوار لها
قامت لوليا بدفعه بقوة ثم في غفلة منه حركت قدميها بقوة مسقطة إياه أرضا لتجلس فوقه تلكمه بقوة عدة مرات متسارعة جعلته يكاد يفقد الوعي وعندما شعرت لوليا بذلك ابتسمت بتشفي لتبدأ بالضغط على عنقه باصبعيها بقوة
وما إن رؤا رجاله ذلك حتى حاولوا التدخل ولكن البقية منعوهم ليشتبكوا معًا في قتال قوي أما سليم فاشتبك بالقتال مع فاريهان وساركان كان كل هذا يقف في إحدى الأركان يراقب ببرود حتى رأى أحد الأشخاص يخنق سيلين ليتجه له كاسرًا عنقه في حركة سريعة منه
نظر له سليم بصدمة ليصرخ فيه بغضب شديد : ماذا تفعل يا أ**ق؟
ساركان ببرود : لا يعنيك ما أفعل تابع ما كنت تقوم به
لم يكد يتحدث حتى شعر بفاريهان تلفه لها بقوة غارزة نصل سكين ببطنه عدة مرات لترميه بعدها على الأرض تاركة إياه ينزف ويتألم
..
عند سيلين وساركان
سيلين بابتسامة : هل لازلت تحبني؟
ساركان بابتسامة صغيرة : لم أتوقف يومًا يا حلوتي
ابتسمت سيلين وتركته لتساعد البقية ليبدأ هو هذه المرة في مساعدتهم تحت نظرات صدمة من الجميع عدى فاريهان وسيلين ولوليا
..
تركت لوليا سالم وابتعدت عنه قليلا ثم اتجهت للمطبخ عائدة بزجاجة زيت كبيرة قامت بسكبها بأكملها فوقه وهو يصرخ بوجع يترجاها أن تتوقف : أين صلة الرحم يا لوليا؟ أنا خالك يا فتاة لماذا نسيتي ذلك؟
لوليا بتهكم : لم أفعل يا سالم ولكنك من فعلت فما ذنبي أنا في خضم كل ذلك وعن أي صلة رحم تتحدث وأنت من قطعت كل تلك الصلات عندما اختطفت والدتي وأحرقتها أمام ناظري فلتزق بعضًا من النيران التي أزقتها للجميع فقتلي لك خلاص للبشرية بأكملها وليس مجرد ثأر
انتهى الجميع من القتال ليقف عمر بجانب وهو يسند إيلينا التي أصيبت برصاصة في كتفها وعامر أصيب بجرح سطحي في ص*ره
كانوا جميعا يراقبون ما تفعل لوليا تحت نظرات ساركان ولده المتوسط
سالم بصدمة : ساركان ولدي هل ستقف هكذا تراهم يحرقون والدك
ساركان بقسوة : تستحق ما يحدث لك يا سالم فلا تدخلني في نقاش لا فائدة منه
سالم بتوتر : ولكنهم قتلوا شقيقك الصغير جوناي هل تذكره لقد كنت تحبه كثيرًا
ساركان بتهكم : ألم يكن منذ دقائق عديم الفائدة ومجرد عائق وأنه طفل وذهب .. ولكن هل تعلم حتى وإن لم تقل ذلك فهو مثلك مثله فحتى وإن لم يكن ذا فائدة في عالم المافيا لك ولكنه قام با****ب العديد من الفتيات ومات أكثرهم أثناء ذلك لذلك هو أيضا يستحق ما حدث له
أنهى حديثه ليقوم هو باشعال عود الثقاب الذي سيحرق والده ملقيا إياه عليه حتى يشاهد هو والجميع صراخه وتخبطه محاولا التخلص من تلك النيران بأي شكل
رفعت لوليا مسدسها وعينيها تترقرق بهما الدموع لتشعر باهتزاز يدها لأول مرة ليمسك إيان يديها ويثبتهما : هيا يا صغيرتي يستحق هذا فلتبادري ونحن سننهي
ابتسمت لوليا بتوتر حتى سقطت دموعها بقوة لتطلق أول رصاصة بالقرب من قلبه فهي تريده أن يشعر بما يحدث لا قتله مباشرةً ليتبعها طلقة من سيلين وأخرى من فاريهان والجميع
..
جاءوا ليغادروا فوجدت لوليا رصاصة تخترق جسدها لترفع رأسها ببطء ترى من فعل ذلك لتجده سليم الحقير الذي ما إن فعل فعلته حتى وسقط على الأرض
أخرج إيان مسدسه ليطلق عدة طلقات تخترق سليم وبعدها أمسك بلوليا التي كادت تسقط
لوليا بضعف : غادروا واتركوني فأنا لن أقدر على السير
إيان وهو يحملها بين يديه : لن يحدث هذا
حملها وبدأ يركض بها والجميع خلفه حتى ضعدوا لإحدى سيارات الجيب التي كانت مصفوفة أمام الباب ليسيروا بسرعة تحت الطلقات النارية المتتابعة نحوهم من الحرس ولكن ما ساعدهم هو قيام أراس بقتل العديد منهم أثناء تحركهم
..
وقفت سيلين وبجانبها فاريهان وعمر وساركان وتوبراك ليسقطوا كل من يحيط بهم
عامر بصراخ والذي كان يقود السيارة : ليدلف الجميع للداخل أكاد أخترق البوابة
دلف الجميع لداخل السيارة ليصطدم عامر بها بقوة كاسحا لها ومارا من فوقها ليهبط أراس بسرعة ويدلف للسيارة
لوليا بضحك والتي كانت تجلس بالأمام على قدم إيان : تكاد تصرخ السيارة بكم مخبرة إياكم بأنها سيارة ٥ راكب وليست أتوبيس
إيلينا بضحك والتي كانت تجلس على قدم عامر : حسنا لا تكبري الموضوع كلها نصف ساعة ونصل للمطار غير أني مستمتعة بجلوسي هنا
فاريهان بسخرية : هذا لأنك جالسة على قدم عامر ولستِ محشورة هنا مثلنا
أراس بضحك والذي كان يقف مخرجا نصف جسده من الشباك : هاي فاري لماذا الاعتراض لقد تركت لكِ السيارة أنا وجاسم وها نحن نقف لأجل أن نفسح لكِ مكان
سيلين بصدمة مقاطعة لهم والتي كانت تجلس على قدم ساركان بالخلف : لوليا لماذا وجهك شاحب شحوب الموت وشفتاكِ زرقاء
رفعت لوليا يديها تتلمس شفتيها بابتسامة باهتة لتدفن وجهها في عنق إيان بتعب : لا تقلقي أنا بخير
عمر بتوتر : لوليا ما بكِ صغيرتي هل يؤلمك موضع الرصاصة كثيرًا
نظرت لوليا ليدها الموضوعة بقميص إيان المكوم على جرح الرصاصة مانعا النزيف : لا ليست الرصاصة أعتقد أنها دلفت لإحدى الكليتين وهذا لا بأس به فباستطاعتي العيش بواحدة "تابعت بهمس سمعه إيان وعامر" ولكن هل بامكاني العيش بلا قلب!
عامر بصدمة : ماذا تقصدين؟
إيان بحنان وهو يقبل جبينها : ألم يحن الوقت ليعرفوا
لوليا بتنهيدة : لدي مشكلة بالقلب حدثت عندما تعرضت لحادث من عدة سنوات وتطلبت عملية نسبة نجاحها وقتها كانت سبعون بالمئة ولكني رفضت اجرائها قبل أن أنفذ هذه المهمة ولكن نسبة نجاح العملية الآن الع** ثلاثون بالمئة
عمر بقلق : لماذا لوليا هل تستحق خسارتك لحياتك يا حمقاء
لوليا بتوتر : أأ أن ....
ساركان مقاطعًا لها : هل تعلمون ما هو اسمي
عامر بضيق : ليس وقته
ساركان باصرار : بلا وقته أجيبوني
إيلينا بتفكير : أليس اسمك ساركان و أعتقد أن والدك هو سالم بمعنى أن اسمك ساركان سالم
ساركان بابتسامة سخرية : حسنا للتسمعوا اسمي كاملا .. اسمي ساركان سالم يلماز
عامر بعيون متسعة على أخرها : هل تعني أنك ابن خالنا وسالم يكون خالنا
فاريهان بابتسامة وهي تربت على كتفه : نعم هو كذلك
عمر بصدمة : هذا يعني أن أن سالم هو من قتل أمي
لوليا بتعب : نعم عمر
عمر بغضب : ولكنك قلتي أنه مات
لوليا ببراءة : لم أقل ذلك لقد قلت أن أبي قال ذلك بينما أنا لم أأكد أو أنفي
عامر : لهذا رفصتي القيام بالعملية .. أردتي الانتقام من قاتل أمنا
لوليا بابتسامة : بدأت تربط الخيوط بشكل جيد
عامر بصدمة : إذا لهذا سالم قال لكِ أين صلة الرحم وغير ذلك .. في الحقيقة تعجبت من حديثه وحديثك وحديث سيلين ولكني انتظرت حتى ننهي المهمة حتى أسأل
أنهى حديثه ليستمعوا لصوت انفجار كبير لينظر الجميع خلفه
مياسين : لماذا أمرتينا أن نوزع المتفجرات في غرف القصر
فاريهان : ببساطة لأن هذا القصر يحوي العديد من البضائع والأشياء التي يمكن أن يأخذها أصدقاء سالم باشا
أراس بصدمة : مهلا ماذا هل هناك غيره معه؟
لوليا بتعب : سلسلة المافيا لا تنتهي يا أراس وأصدقاء سالم ليسوا بالأقلية لهذا حصلنا على ما نريد من هناك وفجرنا بقية المكان
أومأ أراس ب**ت ولم يتحدث ليعم ال**ت على المكان يقطعه فقط تنفس لوليا المرتفع حتى مر الوقت ووصلوا للطائرة وأسرعوا إليها ودلف إيان حاملا لوليا بين يديه لإحدى غرف الطائرة التب كانت مجهزة بأفضل الأجهزة الطبية وكان يجلس بها فريق طبي متكامل على رأسهم أحمد
أحمد بقلق وهو يشير لإيان على السرير : حطها هنا يا إيان
إيان بخوف لم يستطع إخفاءه : قولي إنها هتبقى كويسة
أحمد بخوف من المجهول : إن شاء الله إدعيلها أنت بس
هز إيان رأسه ب**ت وخرج ليشرع أحمد ومن معه من أطباء في إخراج الرصاصة من جسدها والتي اخترقت كليتها اليمنى ليضطر أحمد لإزالة كليتها أيضا لتبقى بكليتها اليسرى فقط وبعد عدة ساعات كان قد انتهى ليتنفس براحة بعد استقرار حالتها نوعا ما حتى يصلوا لمصر وينهي تلك العملية .. في الغرفة المجاورة لغرفة لوليا كانت إيلينا تقبع إيلينا التي قام طبيب آخر رفيق لأحمد باخراج الرصاصة من كتفها ومداوتها ثم قام بمداوة جرح عامر
..
عند سيلين وساركان كانا يجل**ن في مقعدان متجازران في الطائرة وسيلين تضع رأسها على كتفه براحة واطمئنان فهي تعشقه منذ الصغر ولكن منذ أن كان عمره ثمانية عشر عامًا ومغادرته مع أبيه تركيا وهي لم تستطع ملاقاته
ساركان وهو يمسك يدها يقبلها بحنان : بحبك
سيلين بخجل : وأنا كمان بحبك أوي
ساركان بتردد : تتجوزيني يا سيلين
صدمت سيلين من طلبه هذا وفي هذا الوقت وهذا المكان تحديدًا لتتحدث بتردد : ....
بقلم : أميرة الظلام "مروه كمال محمد"