(2) الفصل الثاني

3160 Words
جلسوا بجانب بعضهم يُطالعون العروس التي تعد احدي صديقات نجاة بالمدرسه - كل ما اشوف واحده بتتجوز .. المواجع بتتقلب عليا فأبتسمت زينه وهي الاخري تتذكر ذكري خطبتها - مش كلنا أقدارنا زي بعض يانجاة فطالعتها نجاة بتحديق ثم انفجرت شفتيها بأبتسامه واسعه - سبحان الله مين اللي بيقول كده .. دروس المسجد عملت تأثير ف*نهدت زينه برضي - فعلا .. انا لاول مره احس اني كنت ضايعه وبعيده عن ربنا .. شعور جميل اوي بقي جوايا .. حاسه ان قلبي بيتجبر فأبتسمت نجاة بسعاده - انا مبسوطه انك بدأتي تفوقي وتنسي وانتهي العرس الذي جلب لكلاً منهما ذكري تُريد الهرب منها .. لتتعلق نجاة بذراع زينه ويسيروا بالطريق يثرثرون - بفكر اقلع الجذمه وامشي حافية القدمين ..علي رأي كاظم فلم تتمالك زينه ضحكاتها .. وضحكت وهي تضع بيدها علي فمها - تعمليها يانجاة وبالفعل فعلت نجاة ما أخبرتها به .. واكملوا سيرهم كان الطريق خالي من المارة .. والبيوت علي أبعاد متفرقه من بعضها.. ومن الجهة الأخري الأراضي الزراعيه أنتعش جسدهم بالهواء .. وساد ال**ت بينهم للحظات الي أن وقفت زينة تتساءل - البيت الكبير ده بتاع مين فطالعت نجاة المنزل الذي اشارت نحوه وتُحاوطه حديقه كبيره بعض الشئ - ده بيت ياستي مقاول كبير اوي اسمه فريد الصاوي .. وده قصته تتعمل روايه ..هبقي احكيهالك بعدين فأنتبهت زينه لحديثها وعادت بالسنين للوراء - القرية أتغيرت اوي فأبتسمت نجاة وهي تستنشق الهواء - مافيش حاجه بتفضل علي حالها   .................................................. تن*د بتعب وهو يدلف لشقته ف يري الفوضي تعم المكان .. منذ ان تزوج وهو لا يشعر انه دخل للعش الجميل الذي تمناه .. اعجبه حسنها ودلالها ولم يفكر للحظه ان كل هذا ماهو الا قشرة خارجيه علبه من البيتزا مُلقاه علي المائده وكأس من المياة الغازيه فأقترب يحملهم بضيق.. ناظراً للمطبخ الذي لا يوجد به أي طعام مطهي فأرتسمت الخيبه علي شفتيه - كنت مستني تسيب النادي وصحابها وترجع تعملك اكل وتن*د بثقل وهو يخرج هاتفه من جيب سرواله .. ليدق علي رقمها - انتي فين ياشذا فأتاه صوتها - عند ماما يا أحمد .. انا هبات عندها النهارده ياحبيبي فأبعد الهاتف من فوق اذنه يطالعه وهو يعلم ان هذا ما يفترض ان ينتظره منها ................................................ تسطحت سهر بجسدها علي الفراش تغمض عيناها بأرهاق ترقد علي جانبها الايمن فتجد شقيقتها تحمل هاتفها ومندمجه كالعاده مع إحدي الروايات التي تقرأها - افضلي احلمي لحد ما تفوقي علي الواقع والحقيقه .. لا انتي سندريلا ولا الامير هيجيلك علي الحصان الابيض .. ولا في سندريلا وامير قالتها سهر ساخره .. لتطالعها شهد بعد ان اعتدلت من فوق فراشها - ياساتر علي التشاؤم ليه كده .. سبيني أحلم فحركت سهر شفتيها بأستنكار - هتفضلي لحد امتي تحلمي فطرقعت شهد كفوفها ببعضهما - سهر انتي عندك شغل الصبح ياحببتي نامي وسبيني أخد جرعتي فطالعتها سهر بتهكم ..لتقذف شهد الوساده عليها مُتمتمه - مش عارفه انتي بقيتي كده ازاي وعادت الي مطالعة هاتفها لتُكمل قراءة الروايه التي تحلم داخلها ان تكون هي بطلتها فنظرت لها سهر بآلم شارده في الماضي .. احبته منذ ان وقعت عيناها عليه ولم يلاحظ  ذلك يوماً.. وفي النهايه تزوج من اخري كانت اصعب لحظات حياتها عندما اتي اليها يزف لها خبر خطبته ................................................ سند مرفقيه علي الشرفه يُطالع الظلام وكوب من الشاي الأخضر امامه يتصاعد أبخرته .. فشعر بيد والدته علي كتفه - بتفكر ف ايه ياحبيبي فألتف فريد نحوها ثم رفع يدها يقبل كفها - في الفرع اللي مفروض افتحه في لبنان فأبتسمت امينه بحب - ربنا يكرمك يابني .. كنت عايزه أتكلم معاك في موضوع فرفع فريد أحد حاجبيه منتظراً أن تبدء حديثها - امتي هتفكر تتجوز وتعمل ليك عيله.. الحمدلله ربنا كرمك ولا بقيت محتاج لفلوس ولا احلام فاضل تحققها ..كل حاجه بقت عندك وزياده فتعالت قهقهته عاليا - كنت عارف ان ده الموضوع ياست الكل .. اوعدك بعد ما اخلص فرع الشركه في لبنان هقولك اختاريلي العروسه فتهللت أساريرها بعد ان وجدته يعطيها حق اختيار العروس ورفع كوب الشاي يرتشف منه ببطئ وهو يطالع سعادتها ................................................. طرقات كانت قويه علي باب المنزل واصوات تهتف بصياح .. فأرتدت زينة حجابها سريعاً لتفتح الباب بقلق وشحب وجهها وهي تجد بعض الرجال يحملون زوج عمتها .. فوضعت بيدها علي قلبها بخوف - عمي صالح ماله .. ايه اللي حصل فنظر لها احد الرجال - وقع قدام الباب منعرفش ايه اللي حصله فركضت نحو غرفته تجلب دواء القلب اليه ثم عادت تستنجد بهم - حد يطلب الدكتور .. انتوا مش شايفين حالته ازاي كان صالح يأخذ انفاسه بصعوبه وقد شحب وجهه .. لتصرخ نجاة بعد ان جاءت من عملها وسقطت حقيبتها أرضاً - بابا ............................................... لم تتحمل نجاة ما اخبرهم به الطبيب فتهاوت بجسدها علي الحائط تكتم صوت شهقاتها ودموعها تتساقط - العمليه هتتكلف كام يادكتور فنظر الطبيب بأسف لحالتهم .. ف*نهد وهو يخبرهم بالمبلغ المالي والمشفي الخاص التي يجب ان يُنقل اليها لأتمام العمليه وانصرف وتركهم يقفون ينظرون لبعضهم .. فأقتربت زينه من نجاة التي اخذت تتسأل - اجيب الفلوس ديه منين انا معيش حتي ربعهم فمسدت زينه ذراعها برفق - متقلقيش يانجاة انا معايا فلوس في البنك .. ديه وديعه ماما كانت عملاها ليا عشان فلوس جوازي وهتكفي تمن العمليه فحركت نجاة رأسها برفض - لا يازينه متفكريش تعملي كده ديه فلوسك .. انا هبيع البيت فهتفت زينه بحزن - عمي صالح زي بابا يانجاة .. فتحتولي بيتكم وجيه الوقت اللي هساعد فيه .. ارجوكي خليني اعمل حاجه ولا انتي شيفاني غريبه عنك فدمعت عين نجاة بآلم ونظرت اليها طويلا تُحرك لها رأسها برفض ................................................... جلست كاميليا بجانب شقيقتها تسألها وهي تأكل من طبق الحلوي الذي احضرته لها الخادمه - فارس طبعاً هيتجوز دكتوره زيه فضحكت أمينه علي افكار شقيقتها - فارس مشغول دلوقتي في المستشفي اللي بيبنيها فريد ليه فتراقص قلب كاميليا عندما جاء ذكر فريد - وفريد مش ناوي يتجوز ياأمينه ف*نهدت أمينه وهي ترتشف من كأس الشاي خاصتها - اخر مره كلمته في الموضوع ده ياكاميليا قالي بعد ما أفتتح فرع الشركه اللي في لبنان فأتسعت عين كاميليا - ماشاء الله و**تت للحظات ثم حسمت أمرها - يعني قالك هيفكر فحركت أمينه رأسها وهي تُكمل أرتشاف الشاي ببطئ وتعلم هدف شقيقتها وهذا ما ترغب به ان يتزوج احد ابنائه من بناتها - قالي اختيار العروسه هسيبه ليكي .. ما انتي عارفه فريد مش فاضي للكلام ده ..ولولا إلحاحي مش هيتجوز خالص وتابعت بحزن - الحياه قست عليه بدري اوي ياكاميليا فوضعت كاميليا أحدي قطع الحلوي بفمها تمضغها وهي سارحة لو ان تزوجت ابنتها من فريد ...ستعيش في كل ذلك الرغد ..ولكن مدام امر زواجه اصبح لدي شقيقتها ف لتطمئن ........................................... جلست علي احد المقاعد الخشبيه بالمشفي التي تعمل بها كممرضه لتجلس جانبها زميلاتها - سرحانه في ايه ياشهد فأنتقلت عين شهد نحوها بمملل فهكذا هو حالها منذ ان تم تعينها بتلك المشفي بعد ان انتقلت للعيش بالقاهره بعدما رغبة والدتها بالأقتراب من شقيقتها فبعد وفاة والدهم رأت والدتها ان هذا الافضل لهم .. كانت تعلم ان انتقالهم ورائه هدف ولم يكن الا تزويج شقيقتها سهر من فريد .. عام ونصف ووالدتها تسير نحو هدفها بأمل تعلم انها لن تحصل عليه .. وزفرت انفاسها بتثاقل - عايزه اسيب شغل الحكومه .. واشتغل في مستشفي خاصه .. الواحد زهق من قلة التقدير اربع سنين دراسه في كليه التمريض وبرضوه بنتهان وتابعت وهي تزفر انفاسها بحنق - ياريت اسافر بره .. بس  كاميليا عمرها ماهتوافق فطالعتها مياده وقد تذكرت امراً - يابنتي انتي مش قولتيلي ان ليكي ابن خالتك دكتور ومسافر بره ياخد الماجستير والدكتوراه من امريكا ..خليه يساعدك وسافري فلوت شفتيها بأمتعاض - انا  مشوفتش فارس من سبع سنين ..ولا عايزه اعرفه واشوفه واخد في نفسه مقلب وتابعت وهي تتذكر امر المشفي التي سيُديرها - رجع من السفر وهيبقي عنده مستشفي خاصه فأتسعت عين مياده بأنبهار - مستشفي مره  واحده قولي عياده  طيب.. انتي طلعتي غنيه اوي فضحكت شهد بتهكم - لا انا من فرع محدود الدخل متقلقيش زي زيك فضحكت مياده علي حالها - مش عارفه ليه ياشوشو حاسه انك مخبيه عني حاجه فأشاحت شهد عيناها بعيدا عنها .. رغم ان صداقتهم لم تتجاوز  الا عام منذ ان تم نقلها لهنا .. ولكن مياده اصبحت قريبه منها للغايه وتفهمها .. ونهضت مياده من جانبها عندما لاحظت احدي زميلاتها تلوح لها بيدها بأن تعود لداخل المشفي - قومي بينا وبلاش سرحان ..خلينا نشوف شغلنا لاحسن نسمع كلمتين حلوين من دكتور فوزي ............................................... وقفت زينه تمسك يد نجاة بدعم بعد ان دلف السيد صالح لغرفة العمليات .. دفعوا تكاليف المشفي جميعها بعد ان اصرت زينه علي مساعدتها رغم ان ذلك المال اردات ان تشتري به شقة صغيره لتقيم فيها فلن تظل عالة علي ابنة عمتها طيله عمرها طال الانتظار لساعات وهم جالسين مطأطأين الرأس .. بعض الجيران اتوا ليطمئنوا عليه في الصباح ولكنهم انصرفوا .. لم يكن السيد صالح لديه اخوه ولا اولاد غير " نجاة" فقد أنجبها بعد سنوات وصبر،  ولكن هي ونجاة لديهم شقيق لوالديهم ولكن يعيش في احدي بلدان الخليج وقد اخذته الدنيا ولم يعدوا يعرفون عنه شئ وانفتح باب غرفة العمليات ..ليخرج الطبيب بوجه مُرهق وقد كانت ملامحه جامد .. فأستندت نجاة علي يد زينه تسأله بلهفة - بابا كويس مش كده فطأطأ الطبيب رأسه من ثقل ما سيخبرها به - للاسف يابنتي القلب كان تعبان ومستحملش فسقطت دموع زينه تكتم صوت نحيبها بصعوبه تتماسك من اجل نجاة .. فمرارة الفقد قد اعتادت عليها حتي اصبح قلبها ينبض لمجرد الحياه فقط .. لتهوي نجاة علي أرض المشفي باكية - بيكدبوا عليا يازينه ..قوليلي انهم بيكدبوا فجثت زينه علي ركبتيها تضمها بقوه ودموعها تنحدر ب**ت .. فالصدمه كانت قاسية عليهم ............................................ أقتربت كاميليا من ابنتها الصغري تجلس جانبها علي فراشها - مش ناويه تزوري خالتك .. ده انتي بقالك شهور مرحوتيش هناك فطالعت شهد والدتها متعجبه من امر ذهابها لمنزل خالتها - خالتو وسلمي ديما بيجوا عندنا ياماما .. مش لازم انا اروح فزفرت كاميليا أنفاسها بحنق من ردودها - ابن خالتك رجع من السفر ومروحتيش سلمتي عليه وهنا علمت شهد هدف والدتها الاخر .. فتعالت صوت ضحكاتها بنبرة طفوليه - قولتيلي ابن خالتي .. ابن خالتي رجع من السفر من اربع شهور فكر يجي يزور خالته .. فضاقت عين كاميليا بضيق - طول ما انتي ردودك كده عمرك ما هتتجوزي ..خليكي قعدالي .. هو اصلا هيبصلك ده دكتور جاي من امريكا فضحكت شهد وهي تعلم باقي حديثها..فقد تركت سهر لتستلمها هي - كملي ياماما وانا مجرد ممرضه صح .. شكرا يااعظم ام علي جرعة الاحباط اللي بتديهاني قبل وجبة الغدا وجلست علي ركبتيها فوق فراشها .. ومالت نحوها تقبلها - المهم انا جعانه .. عامله ايه علي الغدا فحدقت بها كاميليا بنفاذ صبر وازاحتها عنها بحنق صارخه - لا انتي واختك هتجبولي السكر .. مش كفايه الضغط ونهضت من جانبها .. تض*ب كفوفها ببعضهم وتندب علي حظها لتنظر شهد لخطاها ثم أبتسمت وهي تنهض تتبعها بصياح - الأكل ياماما ................................................... زفر احمد انفاسه وهو يشكي همومه لفريد - انا مش مصدق ان ديه البنت اللي عجبتني وشوفت فيها الزوجه فأقترب منه فريد يحمل كوبان من مشروب الكاكاو الساخن - الجواز مش شكل بس يا احمد وانت دورت علي الشكل وديه كانت النتيجه .. مدام اختيارك استحمل فطأطأ احمد رأسه أرضاً - مش قادر يافريد .. انا بحمد ربنا اننا مخلفناش لحد دلوقتي رغم ان مافيش مانع للخلفه .. بس انا خلاص تعبت مش حاسس اني متجوز ف*نهد فريد وهو لا يعلم كيف سيقدم له النصح .. - انت كده مرتاح يافريد .. العزوبيه فعلا طلعت راحه فتعالت ضحكات فريد وهو يتذكر والدته واصرارها عليه بأن يتزوج - قول كده قدام مرات عمك وهتعرف ردها علطول .. بس انا عن نفسي مش هبص علي الشكل يا احمد في حاجه اسمها روح وطبع وجمال من جوه قبل بره .. واحده تصون بيتي وولادي .. الزوجه الصح هي اللي تكملك في بيتك وتنجح في تربية ولادك فأبتسم احمد وهو يستشعر كلامه .. ثم تذكر زوجته فتلاشت ابتسامته - بعد تجربتي في الجواز مبقتش شايف حاجه خلاص فضحك فريد وهو يرتشف من مشروبه الساخن .. وهو شارد في سهر وحبها الخفي الذي لم يلاحظه احمد رغم كل شئ ............................................ وضعت زينة صنية الطعام امام نجاة للمره التي لا تُعد وهي لا تُشعر بها - نجاة كلي اي حاجه طيب .. انتي بقالك يومين علي الحال ده فرفعت نجاة عيناها نحوها ثم عادت تدفن وجهها بين ركبتيها - فين نجاة القويه المؤمنه .. نجاة انا اتعلمت منك ازاي اداوي جروحي فعادت نجاة تطالعها بأن**ار - مات وسبني لوحدي يازينه .. كان بيحس بيا ديما ..يوم ماجيت اقوله اني عايزه اطلق يابابا مبقتش قادره استحمل عرف اني فعلا تعبت قالي " طول ما انا عايش وعلي حس الدنيا معاش اللي ي**رك ويوجعك " وقف جانبي ..الكل قاله هتطلقها وتقعد جنبك مطلقه مين هيرضي بيها .. قالهم بنتي ليها رب كريم ونصيبها من الدنيا هتاخده .. بابا كان جميل اوي يازينه فدمعت عين زينه وهي تستمع لها .. وجلست جانبها بعدما وضعت صنية الطعام جانباً وجذبتها اليها تضمها بقوه ..ورغم حطام قلبها أنصتت لها لعلا البوح يخفف من آلامها ............................................. اليوم كان أفتتاح المشفي .. وقفت امينه بجانب اولادها وهي تبتسم بفخر ...لم يكن فخرها قائم علي حلم المشفي بل فخرها الحقيقي وهي تري كيف يقف اولادها بجوار بعضهم وأتسعت أبتسامتها وهي تجد فارس يسير متجهاً نحو أحدي زميلاته .. فوقعت عين سلمي علي والدتها المبتسمه - اكيد دلوقتي عقلك بدء يفكر تجوزي فارس .. واختارتي العروسه فحدقت أمينه بها ثم قرصتها علي ذراعها - عايزه اطمن علي اخواتك حرام يعني وتابعت وهي تتفرس ملامح الفتاه - جميله وشكلها متربيه وبنت ناس  ثم تهكم وجهها وهي تجد اخري تقترب منه وعانقته - مين اللي حضنت اخوكي ديه ف*نهدت سلمي وهي تنظر حولها حتي وقعت عيناها علي خالتها - الحمدلله خالتو جات  .. ماما خالتو كاميليا وشهد وسهر فألتفت أمينه بعينيها نحو شقيقتها .. ثم اتجهت نحوها بوقار رغم بساطة ملابسها الا انها كانت امرأه أنيقه فأتجهت كاميليا نحوها هي الأخري بعد ان وكظت سهر بضيق - مش كنتي اهتميتي بلبسك شويه وبعدها طالعت شهد التي ترتدي فستانً غامق اللون فقد جاءت معها بعد محايلات ..وفي النهايه أتت معها بكآبتها المعهوده - شايفه فارس واقف مع بنت حلوه ازاي ... اكيد دكتوره زيه وابتسمت امينه وهي تُعانق شقيقتها ثم بناتها بحب .. كانت كل من شهد وسهر يُحدقون بمن أحبوهم ولكن هم ليس مرئين بالنسبه لهم سهر كانت تنظر بحزن نحو احمد وزوجته التي تتعلق بذراعه ولم تكف دلال ومزاح امام فريد الذي لا يعيرها اي اهتمام اما شهد تعلقت عيناها بفارس مُخاطبه قلبها بآلم " عمره ماحس بيك ولا شافك .. ده سراب ياشهد " وفور أن ألتف فارس نحو والدته وخالته .. كانت شهد تختفي من الأنظار وتخرج من المشفي لتجلس منزويه بعيداً في احد الاماكن الخاليه  تتلاعب بفستانها .. ليشد انتباهها وجود حوض من الازهار في حديقة المشفي .. فنهضت وهي تبتسم حتي وصلت قدماها لحوض الازهار لتلامسهم ببطئ ثم انحنت تشم عبيرهم مغمضة العين ناسية كل ما حولها .. فوقف يتأملها للحظات مبتسماً من المشهد ..وسمع صوت يناديه عن قرب " يوسف " ................................................. اعتادوا علي حياة الفراق ولكن وجودهم سوياً خفف عن كل منهم مصابه ..شرعوا في تناول طعامهم ب**ت الي ان تسألت نجاة - حلو شغلك في الحضانه يازينه ..ارتاحتي فيه فأبتسمت زينه وهي تتناول طعامها - يعني بحاول يكون عندي صبر..بس الاطفال فعلا ليهم سحر يانجاة واخذت تقص لها عما يفعله الصغار حتي يجذبوا انظارها نحوهم وضحكت وهي تتذكر احد الأطفال - أدهم ده حكايته حكايه تخيلي بيغير عليا فأبتسمت نجاة وهي تسمعها ..فرغم مرور خمسه اشهر علي وفاة والدها الا انها مازالت لا تُصدق انه رحل عنها وتركها لتتذكر نجاة امراً ما - صحيح يازينه انا لقيت مشتري للبيت .. هبيعه وهسدد ليكي الفلوس أنصدمت زينه من القرار الذي ظنت ان نجاة قد نسيته ..فتبدلت ملامحها للعبوس - زينه ده حقك فنهضت زينه من فوق مقعدها تاركة معلقتها - مدام حقي يانجاة انا همشي .. عشان مبقاش ضيفه تقيله عليكي فأندفعت نجاة تنهض خلفها وقبضت علي مع**ها هاتفه برجاء - هتسبيني لوحدي يازينه .. انا ماصدقت انك شيلتي من دماغك ترجعي اسكندريه وهتفضلي معايا لم يكن لدي زينة اي نية للرحيل ولكنها ضغطت عليها بأكثر الطرق التي تعلم ان نجاة سترفضها - يبقي منتكلمش في الموضوع ده تاني يانجاة .. ولو علي الفلوس احنا بنشتغل ..والحمدلله مستورين فدمعت عين نجاة وهي تنظر الي زينه جديده قد ولدتها ال**ور - انتي اتغيرتي اوي  يازينة ................................................. وضعت سهر بعض الاوراق امام فريد ..فرفع عيناه نحوها ثم عاد يُلقي بنظرات سريعه علي الاوراق قبل توقيعها ويخبرها بجديته المعهوده - انا هسافر اسبوعين لبنان ياسهر .. بشمهندس احمد هو اللي هيدير كل حاجه بدالي فطالعته مُحركه رأسها بتفهم تُداري خلجات روحها - تمام يافندم كان يري تخبطها من ذكر اسم ابن عمه او رؤيته.. **ت فالحديث في امر هكذا لن يجدي بشئ ..فالواقع امر ملموس احمد زوج لاخري اختارها كما رغب قلبه لتتحرك سهر من امامه وهي تتمني ان يأتي اليوم الذي تنسي فيه حبها وتعيش الحقيقه .............................................. حكاية جديده كانت من حكايات فوقية تحكيها لها عن زوجة ابنها المُدلله وامينه تسمعها بتركيز - لسا مغيرليها العربيه .. وبتقولي ياطنط ..انا الحجه فوقيه يتقالي طنط لم تتحمل أمينه كتم ضحكاتها .. فأنفجرت شفتيها بضحكه رنانه وهي تربت علي ذراعها - والله يافوقيه انتي أمرك محير .. الجيل ده غير جيلنا .. ابنك خلاص اتجوزها وانتي اللي اختارتيها ليه.. ما انتي مكنش عجبك بنات الارياف فطالعتها فوقية بأستنكار - يعني واحده واخده ابني ومسافرين يبنوا حياتهم مع نفسهم برا .. والتانيه واخده واحد مني لاهلها ... مش هكرر غلطتي مع رمزي وهجيب واحده تبقي تحت طوعي فحدقت بها أمينه بعد ان قصدت ببداية حديثها اسم أبنتها - فوقيه بنتي مخدتش ابنك .. ابنك اللي عايز يسافر يبني حياته لولا اني بحب مصطفي زي ولادي مكنتش وفقت علي جوازتهم وانا عارفه انها هتتغرب بعيد عني .. فحاسبي علي كلامك فأبتلعت فوقية ل**بها بتأفف ..فهذا هو طبعها تتحدث دون ان تُراعي - خلاص ياامينه متزعليش .. ما انتي عارفاني انا بحب ايمان اد ايه ووكظتها بخفه - ده انتي حببتي فأبتسمت أمينه لها .. فقد اعتادت علي طبعها الفظ ول**نها الذي لا تتحكم به - اشربي الشاي يافوقيه .. ربنا يهد*كي ف*ناولت فوقية كوب الشاي وهي تُحرك يدها بثقل من كثرة الاساور الذهبيه التي ترتديها - هتعملي ايه في موضوع فريد فطالعتها امينه بهدوء وعقلها يدور نحو ابنة شقيقتها .. فمدام ترك الامر لها ف ليتزوج سهر أبتسمت أمينه وهي تُطالع نجاح فريد في بعض الصور المُلتقطه له بفرع لبنان وكيف يقف بجانب اشخاص يظهر عليهم الرقي والهيبه  نجاحه كان يجعل قلبها يخفق بقوه حتي ان عيناها دمعت ..فرسالتها قد اكملتها علي أكمل وجه ودعائها قد استجاب وجبر الله خاطرها بأولادها - ربنا يحميك يابني .. وتبدلت ملامحها سريعاً عندما صرخت سلمي وهي تُصفر بحماس طفولي - شكلنا هنفرح ب ابيه فريد قريب .. شايفه ياماما البنت اللي واقفه جانبه وبيبتسم وهو بيكلمها فحدقت أمينه بالصوره .. الفتاه كانت حقاً جميله ولكنها لم تكن بالطراز الذي تُريده لابنها - اخوكي بيبتسم ليها مجامله .. قال نفرح بيه قريب ونهضت من جانبها .. لتنظر سلمي للهاتف ثم والدتها التي انصرفت تُتمتم ببعض الكلمات المبهمه - والله البنت حلوه .. صحيح مش محجبه ومتحرره في لبسها .. بس قمر ثم عادت تطالع الصور الباقيه لشقيقها بحب - يابخت اللي هتتجوز يا ابيه ........................................... وقفت بجانب الطريق تمسح حبات عرقها من أثر الشمس بعدما وضعت أكياس الخضار من يدها على الأرض.. تذكرت حالها منذ أشهر عندما كانت لا تُحبذ الخروج ذلك الوقت الا اذا ألتقت بأحدي رفيقاتها بالنادي ولكن الآن ها هي امرأة عامله تنهي عملها في الروضه التي تعمل بها ثم تذهب للسوق لشراء احتياجات المنزل... ولأن السوق في طريق عودتها والأقرب لها كانت هذه مهمتها وعندما ارتخت ايديها عادت تنحني لتحمل الأكياس مجددا لتمر سياره سوداء فارهة من جانبها ذو الدفع الرباعي فألتفت بأنظارها متعجبه من فخامتها ومرورها بذلك الطريق الزراعي لتجد السياره تقف امام المنزل الذي اعجبها تميزه من قبل عندما مرت هي ونجاة من هنا... وأكملت سيرها ببطئ وهي تتمني أن تكون نجاة انهت حصصها بالمدرسه.. وأعدت لهما الطعام ***
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD