(4) الفصل الرابع

3175 Words
نهض فريد من فوق مقعده مبتسما يفتح ذراعيه لابن عمه ورفيقه - اسبوعين ياراجل ... وقافل تليفونك كمان فأحتضنه احمد ثم ابتعد عنه بملامح باهته - خلينا نشوف شغلنا .. هي ديه الحياه فعلا فطالعه فريد صامتاً .. ثم اتجه نحو مكتبه يلتقط احد الملفات ليُعطيه له - ادرس الملف ده بقي مدام رجعت يابشمهندس ................................................. تقدمت شهد بخطوات مُتردده وهي تحمل اوراقها .. منذ ايام أعلنت المشفي التي يملكها ابن خالتها وشريكه تعيناً لطاقم من الممرضين ذو خبره عام واكثر .. جعلت سهر تصرف فكرها عن مساعدتها في طلب ذلك من فارس او فريد ..دوما هي المُبتعده عن عائلة خالتها منذ ان تبدل حالهم واصبحوا من ذو الطبقات العليا ..رغم ان خالتها واولادها لا يشعروهم بشئ الا ان حديث والدتها عن ابناء شقيقتها المميزون جعلها تبتعد عن كل ذلك الضجيج .. هي كيان خاص بفكرها وشخصيتها المعقده كما تُخبرها سهر ووقفت امام موظفة الاستقبال الحسناء تسألها عن اي وجها تتجه نحوها من اجل الاعلان الوظيفي .. فأشارت اليها بأن تتبع احدهما لتُكمل سيرها وهي تُطالع المشفي التي حضرت افتتاحها لدقائق ثم كالعاده هربت لمكانً منعزل كان يوسف يقف مع أحد الاطباء يتحدث بجديه .. لتقع عيناه عليها غير مصدقاً انها هي .. وترك زميله ليتبعها .. وابتسم وهو يسمع استفسارها عن المكان المخصص للمقا**ه .. فقد جاء بها القدر اليه بعد ان ظنها سراباً .................................................... أستمع فريد لعرض والدته وهو جاحظ العينين دون ان يستعب ما تتفوه به - اتجوز مين .. انتي مستوعبه بتقولي ايه فستاءت امينه منه .. ومن رفضه لكل مقترحاتها - ومش عجباك ليه زينه .. البنت محترمه وطيبه ف*نهدت فريد بسأم - يا ست الكل انا وفقت تختاريلي عروسه نعرف اهلها فأبتسمت أمينه بعد ان فهمت سبب رفضه - ما انا اعرف اهلها يافريد .. هو انا مقولتش ليك مين عيلتها فضحكت وهي تخبره .. فبدء يتذكر تلك العائله بذهن مشوش ثم هتف وهو يسير من امامها كي يصعد لشقته التي خصصها له - امي انسي موضوع الجواز .. لاني مش فاضي حاليا وفي مشروع مهم داخل فيه فسارت خلفه قبل ان يتركها - فريد ان اختارت خلاص العروسه .. المرادي مافيش سبب سهر ورفضت عشان بتعتبرها زي ايمان وسلمي .. بنت اخت فوقيه قولت مدلعه .. والبنت ديه انا عارفه عمتها كويس صحيح مفتكرش اخوها ... بس اصلهم طيب ووضعت يدها علي قلبها بتمثيل مصطنع - اه ياقلبي .. كده يافريد ..خلاص يابني اختار انت العروسه المهم افرح بيك كانت صادقه في تلك المره .. ف*نهد فريد بضيق وقد كان صرف نظره عن الزواج بعد ما حل ب احمد من زوجته .. فلمعت عين امينه وهي تجده يقف يُفكر بعرضها - موافق وتحرك خطوه من امامها.. لتهتف بمكر - موافق علي ايه انت تختار ولا انا فعاد يُطالعها ثم هتف بالاجابه التي تُريدها - موافق علي البنت اللي مش فاكر اسمها ديه فأبتسمت امينه وهي تنطق اسمها - اسمها زينه يافريد ................................................... نظرت زينه الي هاتفها بعدما أنهت مكالمتها مع السيدة امينه تُخبرها فيها انها ستأتي البلد لزيارتهم من اجل امراً هام ..فأنتبهت علي صوت نجاة بعد أن دلفت الغرفه - مين كان بيكلمك يازينه فطالعتها زينه ثم عادت تُحدق بالهاتف - الحجه امينه بتقولي هتيجي تزورنا بكره فحركت نجاة شفتيها بتعجب - غريبه ..علي العموم بكره نعرف وجذبتها بحماس ..تخرج بها من الغرفه - تعالي شوفي صنيه البسبوسه اللي انا عملاها .. ولا احلي شيف ....................................... نظرة سلمي الي والدتها بأستنكار من فعلتها - هتروحي بكره تخطبيها فأبتسمت امينه وهي تُطالع ابنتها - البنت عجبتني ياسلمي وخلاص اخوكي وافق .. مش عارفه انتي رافضه ليه ف*نهدت سلمي وهي تجلس جانبها - كنت عايزه ابيه فريد يحب ويختار شريكه حياته بنفسه .. الحب بيغير ياماما كان الامر قد حُسم فعلمت سلمي من نظرة والدتها ان الحديث لن يجدي نفعاً .. ونهضت امينه من جانبها متجها نحو غرفتها وهي تُفكر بغد ............................................. تهاوي كلاهما علي الأريكه بصدمه مما سمعوا .. السيده امينه أتت لطلب يدها لأبنها ومن " فريد الصاوي " فنظرت اليها نجاة دون استعاب - يعني عجبتيه من اول نظره فتعالت دهشة زينه تُحاول فهم ماسمعت - مش قادره اتخيل يانجاة .. يعني هو اتقدم ليا بمجرد ما شافني مره واحده فأبتسمت نجاة وهي تُطالعها - النصيب يازينه فطالعتها زينه بتدقيق تركز في ابتسامتها العجيبه - انتي فرحانه يانجاة ووجدت نجاة فجأة تحتضنها تعبرلها عن مدي سعادتها - اه فرحانه ومفرحش ليه .. فريد الصاوي راجل محترم واي عيله في البلد تتمني تناسبه .. لا وايه بنت خالي خ*فت قلبه من اول نظره رغم تجربتها القاسية منذ عام وخداع مازن لها ..الا ان كلما تذكرت عرض السيدة امينه لها بعدما نالت اعجاب ابنها بجمالها واخلاقها جعل قلبها يعود لدقاته من جديد وكأنه كان غافي واستيقظ ليتراقص وربتت نجاة علي ظهرها بحب - خدي وقتك وفكري يازينه .. متستعجليش في قرارك ....................................... جلست امينه في السياره المخصصه لها بالسائق مبتسمه .. وزفرت انفاسها براحه وهي تتمني ان تكون زينه نصيب ابنها .. فهي بالفعل احبتها منذ اول لقاء .. لم تكن تقصد ان تكذب في مشاعر ابنها بأنه اختارها واعجب بها ولكن لن يأتي الامر الا هكذا ..فهي تُدرك شعور فتيات هذا العصر ونظرتهم للزواج والحب ............................................ وقفت شهد تنظر حولها ثم عادت تنظر للهاتف تسأل نفسها - انا اتقبلت من غير واسطه وتعالا صوتها بصياح .. لتركض نحو فراشها تتقافز عليه هاتفه - وداعاً للشغل الحكومي .. واهلا بالخاص والمرتب ابن الناس لتجد والدتها تقف امامها تلوي شفتيها بأمتعاض - انتي اتهبلتي يابت فهبطت شهد من فوق فراشها .. واتجهت اليها تمسك ذراعيها وتدور بها - باركيلي ياماما .. اتقبلت في الشغل الجديد فرفعت كاميليا حاجبيها بأستنكار - نفسي تقوليلي باركيلي علي عريس جاي يتقدم ليكي .. ماعلينا اسمها ايه المستشفي اللي اتقبلتي فيها .. مش كنتي اشتغلتي عند ابن خالتك احسن فأبتعدت شهد عنها تنظر اليها قبل ان تُخبرها بأسم المشفي .. لتتسع عين كاميليا غير مصدقه ان ابنتها اخيرا وافقت ان تقترب من ابن خالتها .. ولكن أنقطع املها - انا قدمت بعد ما لقيت الاعلان عن حاجتهم خرجين لكلية تمريض .. يعني شغل ياماما مش اكتر فأستاءت كاميليا من حديثها .. وحدقت بها بوجوم - خليكي خايبه كده ..ده لو بصلك فارس اصلا وتركتها وانصرفت وهي تُتمتم حانقه من خيبة بناتها ............................................ تعلقت عين فريد بأبنه خالته التي وقفت تعطي أحد الملفات اليه في غرفة الاجتماعات واحمد يجلس بالمقعد المجاور له يناقشه ببعض الامور .. منذ طلاقه وقد تغير كثيراً ..لم يمر شهراً علي تلك الواقعه ولكنه مُتأكد بأن تلك التجربه ستظل ابد الدهر مُرسخه في ذهن ابن عمه حتي هو قد أتعظ منها .. فالتجارب كما تُعلم اصحابها تُعلمنا ..  وانهي توقيعه علي بعض الاوراق التي وضعتها امامه سهر وهو يشعر بالشفقه عليها .. وانصرفت سهر بعدما شعرت بوخزات قاسية وقلبها يآن من الآلم .. لم يعد احمد الذي احبت مرحه وتفائله بالحياه .. اصبح رجلاً بارداً حتي انها بدأت تشعر بنفوره منها ومن غيرها أرادت ان تعرف سبب الطلاق ولكن كل شئ كان مُبهم .. مجرد مشاكل لا أكثر وأسترخي فريد في مقعده وهو يتلاعب بقلمه .. متأملاً احمد ببطئ - وهتفضل كده لحد امتي فأنتبها احمد إليه بعد ان أغلق الملف الذي كان يناقشه فيه معه - مالي يعني يافريد .. ما انا كويس اه فمال نحوه فريد بهدوء - لا مش كويس .. ومتكذبش فزفر احمد انفاسه بضيق - اقفل الموضوع ده يافريد ممكن ولم يكن من فريد الا انه استجاب لطلبه بعد ان استشعر ضيقه ................................................. استمع فارس بملل لحديث جيداء الذي يراه فارغاً من طبيبه مثلها أكملت دراستها بالخارج - مش عارفه دكتوره سمر ديه اخدت الشهاده ازاي .. ازاي تعينها في المستشفي ..لا يافارس اختيارك لبعض الاطباء مش صح ف*نهد فارس بسأم .. فهو لا يعلم سبب حقدها علي سمر التي بالفعل طبيبه محترمه تحترم مهنتها غير اخلاقها مع المرضي - جيداء دكتوره سمر زميله ليكي وزي ما انتي متقبليش حد يتكلم عنك .. احترمي برضوه زمايلك فأحتقن وجه جيداء .. ونهضت بتأفف من مقعدها واتجهت نحوه ثم مالت نحوه قليلا تتلاعب بلياقة قميصه أسفل معطفه الطبي - انا خايفه علي سمعت المستشفي يافارس ف*نحنح فارس حرجاً من قربها وابتعد بمقعده عنها ونهض متعللاً - انا عندي اشراف علي حالة مريض وانصرف من امامها ..لتقف تطالعه بتحدي - هتكون ليا يافارس .. ليا انا وبس .................................................... ظلت جملة امينه تتردد في اذنيها قلبها بدء يقتنع بعرض الزواج ولكن عقلها يُنهرها ويُذكرها بتجربتها السابقه مع مازن .. واخذت كلمات امينه يتردد صداها داخلها " الاعجاب يابنتي بيجي من اول نظره ساعات .." وزفرت انفاسها بتنهيده قويه ولاحت بعدها ابتسامه مشرقه وهي تتلاعب بخصلات شعرها مُتذكره النظرة الخاطفه التي لمحته فيها فكان رجلاً انيقً مُهندم في ملابسه ..يحمل وقاراً وهيبه مُحببه وعاد قلبها يخفق كأي فتاه سارحه في قصة الاعجاب العجيبه التي أتت من اول مره وهتفت تسأل نفسها - معقول يازينه في حب من اول نظره وعادت بذكريات قديمه .. ف مازن لم يكن الا ارتباطً عن طريق المعارف بأقتراحهم لها ..أعجبته واعجبها .. لتبدء مشاعرهم تتحول للحب الذي انتهي بسراب بالنهايه ولم تشعر بنفسها بعدها فذهبت بسبات عميق من شدة التفكير وتحليل الامر .............................................. نهضت كاميليا من جانب شقيقتها بصدمه بعدما أستمعت لما تخبرها به واختيارها لعروس غير ابنتها - وبناتي مالهم ياامينه ايه ناقصهم ..ولا مش من المستوي ف*نهدت امينه بيأس وهي تعلم ان شقيقتها لن تفهمها - اقعدي ياكاميليا كده .. واستهدي بالله فجلست كاميليا حانقه ..واشاحت وجهها بعيداً عنها - لا انا زعلانه ياامينه مكنش العشم ..ده انا اختك مش بناتي برضوه زي بناتك فأبتسمت امينه بعدما وجدت شقيقتها تنطق بالاجابه - اه انتي قولتي زي بناتي وربنا عالم في غلاوتهم .. وللاسف فريد شايف سهر كده اخت ليه فضاقت عين كاميليا وهي تلوي شفتيها بأمتعاض - اخته .. لا سهر مش اخته .. خلاص مفكرتيش ليه في شهد فلمعت عين امينه بتمني - لا انا شهد بتمناها لفارس ياكاميليا وقد نست كاميليا امر سهر وابتسمت وهي تتمني - بجد ياامينه فربتت علي فخذ شقيقتها بصدق  - بجد ياكاميليا .. وانتي قولتي اهي اشتغلت عنده في المستشفي .. مين عالم يمكن قريب نسمع خبر حلو منهم هما الاتنين .............................................. ابتسمت نجاة وهي تمضغ طعامها وتٌطالع زينه التي تأكل ب**ت  - الأسبوع عدي.. فكرتي ولا لسا فأنتبهت زينه إليها بعدما كانت شارده بحلمها ليلة أمس  - مش عارفه يانجاة.. انا مرتاحه والحلم اللي حكتلك عنه الصبح زاد راحتي اكتر.. بس انا لسا تجربتي مع مازن مأثره فيا ومبقاش عندي ثقه وخايفه استعجل في قراري فوضعت نجاة معلقتها جانباً وربتت علي يدها وهي تشعر بتخبطها  - انا عارفه ان تجربة خطوبتك الأولى كانت صعبه.. بس احنا لازم ندي نفسنا فرصه تانيه وانتي قولتي مرتاحه غير الحلم يعني كلها إشارات من ربنا وتن*دت وهي تنظر إليها  - زينه انا موفقتي على فريد مش عشان راجل غني.. بس الراجل اللي مينساش أصله ولا القريه اللي اتولد فيها وبيساعد الناس يضفله عندي مميزات كتير فأبتمست زينه بعدما ضغطت نجاة علي أهم جزء جعلها بالفعل ترى فريد رجلاً تتمناه الكثيرات والأكثر إقناعً لها معامله السيده امينه المرأة الطيبه وفاقت من بئر أفكارها على مزاح نجاة  - ويكفي أن الحجه امينه.. ديه ست بلسم.. شوفي أهم حاجه في أي جوازه الحما.. اسألي مجرب فتعالت ضحكات زينه وشا**تها بلطافه  - تصدقي انك بتعرفي تقنعي لتعقد نجاة حاجبيها بمكر وهي تفهم مغزى عباراتها ثم نهضت من مقعدها هاتفه  - كده نقول مبرووك لترتسم السعاده على ملامح زينه ويد نجاة تجذبها نحوها تحتضنها بحب .............................................. اليوم كان أول يوم في دوامها بالمشفي.. تعرفت على زملائها ومهامها فكما كان تخصصها بالمشفي الحكومي أصبح هنا.. كانت سعيده للغايه بأنها حصلت على الوظيفه دون وساطه فسارت بالدور الخاص بالإدارة بعد أن اخبروها بالاجتماع الخاص بهم.. حتي يفهموا سياسة المشفى فالخطئ والإهمال لن يُغفر فالمشفي مازالت تبني كفائتها بكادرها الطبي المُعين بجداره ووصلت أمام الغرفه لتجد بعض الزملاء يدلفون.. فأتبعتهم وهي متحمسه بالعمل داعيه الله أن لا يراها فارس رغم أنها تعلم أنه إذا لم يراها اليوم سيراها حتما في اي لحظه اخري وتنفست براحه بعدما استجاب الله دعائها وجلست علي احد المقاعد تنتظر بدء سماع التعليمات..  - أولا احب اعرفكم بنفسي.. انا الطبيب يوسف هشام الشريك الثاني.. طبعا سياسة المستشفي هنا بتختلف تماما عن اي مستشفي سوا حكومي أو خاص.. احنا بنحاول نتبع النظام الأوربي حتى طقم الأطباء والممرضين ديما هنبعتهم لأمريكا في دورات تدريبية... بعض الأطباء هنا أنهوا دراستهم بالخارج.. هنا في جداره وكفاءه الجميع كان متحمس لما يسمع..خاصه من أمر التدريبات التي ستتم بالخارج... فأتكت شهد بذقنها على كفها وابتسمت ببلاها لا تقصدها.. ولكن ذكر السفر جعلها تتمنى أن لو أتت إليها الفرصه المستحيله ولم تكن تعلم أن نظراتها تلك خطت بخطوتها الثانيه نحو قلب أحدهم تؤكد له أن مشاعره بدأت تحيا ……............................................... تهللت اسارير امينه وهي تسمع الموافقه التي تمنتها منذ أسبوع... لتخرج من غرفتها هاتفه بأسم ابنتها  - ياسلمي فأنتبهت سلمي علي صوتها وخرجت من غرفتها تحمل مشروبها المُفضل من الأعشاب  - فرحتك ديه وراها خبر حلو اكيد فأتسعت ابتسامه امينه واتجهت نحو غرفة الجلوس تجلس على احد الأرائك تتن*د براحه  - زينه وافقت فبهتت ملامح سلمي من الخبر واتجهت نحوها  - ياماما حرام عليكي تظلمي البنت.. انتي عارفه ان ابيه فريد ملهوش في الحب والمشاعر ولا حتى قالك انه أعجب بيها... انتي كده هتخليها زي اللي بيزرع أرض بور فصاحت بها امينه بحنق -  اخوكي أرض بور ف*نهدت سلمي بسأم وجلست جانبها تشرح لها  - أنتي عارفه اني مقصدش كده.. اقصد ان فريد اخويا عمره ماجرب الحب ولا المشاعر حبه منصب علينا احنا بس.. الأفضل انه يوم ما يتجوز يتجوز انسانه قلبه دق عشانها عشان يقدر يتغير معاها.. كده حياته مش هتتغير وهتبقي شغل في شغل ولا هيبقى عنده لحظه لزوجه وبيت... واهي هتكون تقضية واجب وخلاص فدفعتها امينه عنها حانقه بعدما لم يعجبها حديثها  - كلامك مش عجبني.. ومش مقتنعه بي.. وبكره تشوفي اختياري فنهضت سلمي من جانبها بعد أن استاءت من ذلك الأمر -  انا مش عارفه ازاي ابيه فريد طاوعك فأبتمست امينه بحب  - عشان يرضيني.. ربنا يريح قلبك يابني زي ما بتريحني وحركات عيناها بضيق وهي تُطالع نظرات سلمي المستنكره -  مش زي ناس.. يلا على اوضتك مش عايزه اضيع فرحتي لتطالعها سلمي وهي تعلم أن الكلام موجه إليها وضحكت وهي تعود لغرفتها ......................................................... أندفع فريد ناهضاً من جانب والدته بعدما أخبرته بالموافقه وتحديد الموعد ليذهبوا فيه من أجل الاتفاق - انتي بتقولي ان اهلها متوفين وعايشه مع بنت عمتها .. الاتفاق هيكون مع مين فنظرت له وامينه وهي لا تعرف بما سترد به - مش عارفه يابني .. بس اكيد ليها عم او خال وعادت بالذكريات لتتذكر ان عمتها كان لديها شقيق اخر - بكره هسأل نجاة مين هيكون موجود عشان الاتفاق .. ديه برضوه بنتهم ولازم يطمنوا عليها .............................................. فتح باب شقته الخاصه متعجباً من قدوم شقيقه الذي لم يعد يراه الا قليلا منذ افتتاح المشفي - تعالا يافارس ادخل فدلف فارس للشقه يتبعه ممازحاً - نفسي اعرف ليه مشحططنا كده انت فوق واحنا تحت ..بتعب انا من الطلوع والنزول فألتف نحوه فريد يرفع احد حاجبيه بمكر - ده علي اساس اني بشوفك ..غير ان فيه أسانسير هتتعب ازاي فأستلقي فارس علي الاريكه يفرد ذراعيه ضاحكا - مش مستهله دول خطوتين ليجلس جانبه فريد بشفتي تنف*ج منها ابتسامه بسيطه - قول اللي عندك انا سامعك فأعتدل فارس في جلسته ..وتن*د ببطئ يُرتب بعض الكلمات - سلمي قالتلي علي عرض ماما ليك والبنت اللي اختارتها .. انت مرتاح لتصرفها ده .. فريد انت محتاج تحب وتتحب .. انسي الشغل والشقي .. انت بقيت دلوقتي " فريد الصاوي" فمرر فريد يده علي وجهه بأرهاق - الحب مش في قاموسي يافارس .. وامك عايزه تجوزني فأنا هرضيها واتجوز وكده هخلص ونرتاح فطالعه فارس للحظات مُفكراً - انت شوفت البنت ديه فشرد فريد في ملامحها .. فأبتسم فارس وهو يري شرود شقيقه - يبقي البنت عجبتك .. وكده احنا في بدايه الطريق فأنتبه فريد لحديثه لينظر اليه بجمود - طريق ايه اللي احنا في بدايته لتلمع عين فارس بمكر خفي مُبتسما - بكره هتعرف .. ..................................................... تركت هاتفها بآلم بعد ان حادثت خالها تسأله اين اصبح هو فسألتها نجاة بعدما أرتدت ملابسها أستعداداً لقدوم الضيوف - خالك رد عليكي ..قالك هو فين دلوقتي فهوت زينه علي المقعد الذي خلفها - قالي انه جاله شغل ومعرفش يجي ابتلعت نجاة كلمات سبابها - كان بلغنا من بدري.. بدل ما الناس قربت توصل وعندما لاحظت دموع زينه .. جثت علي ركبتيها تُخفف عنها - الدنيا تلاهي يازينه .. لو بابا الله يرحمه كان عايش كان هيفرح اووي فرفعت زينه عيناها نحوها .. لتنهض نجاة صائحه - وجدتُها .. انتي فاكره انك مالكيش حد .. انتي ناسيه مين كان الحج صالح واندفعت تخرج من باب الشقه وهي تتذكر احدهم .............................................. دلفت لغرفته تحمل التقرير الطبي عن القسم الذي تم تعينها فيه لم تكن تنظر لوجه من يجلس معه ويُحادثه ولكن عندما سمعت الصوت الذي تعرفه تماماً رفعت عيناها ..ليقف فارس مُقترباً منها - شهد انتي بتعملي ايه هنا وعندما طالع هيئتها علم انها تعمل بالمشفي ..فألتمعت عين يوسف وحدق بهم - انتوا تعرفوا بعض فأبتسم فارس وهو يُطالع وجه شهد التي دارت عيناها بعيداً عنهم - شهد بنت خالتي اتضح كل شئ ليوسف وسبب وجودها في حفل افتتاح المشفي ..وحرك كفه اسفل ذقنه مُتسائلا - بنت خالتك وجات تقدم في الوظيفه من غير ما تطلب وسطتك ..عجيبه لتص*ر نحنحه خافته من شهد التي مدت يدها بالتقرير - ده التقرير يادكتور يوسف ووضعته علي سطح المكتب ..ليضحك فارس من هروبها - حسابنا بعدين علي اني اعرف شغلك بالصدفه هنا فتحولت ملامح يوسف للجمود وهو يستمع لمزاحه معها ونظراته لشهد التي غادرت ب**ت فأبتسم فارس وهو يتن*د - مش هتتغير ديما بعيده عن العيله ولوحدها منطويه وجلس علي المقعد المُقابل ليوسف ..يُحرك رقبته بأرهاق - انا تقريبا بشوفها بالصدف وممكن كل كام سنه كان يوسف يُركز في ملامح صديقه وتفاصيل كلامه عنها ثم تمتم بجديه - خلينا نكمل موضوعنا   ............................................... لا تعلم لما بدأت تتذكر مشاهد خطبتها من مازن ..وكيف كان احساسها من سعاده لانها خُطبت مثل رفيقاتها وستجرب مثلهم ذلك الشعور .. وفاقت من شرودها علي صوت نجاة الهامس عندما دلفت للمطبخ - يلا يازينه .. وأشارت نحو صنية الضيافه مبتسمه ..فنظرت زينه لما تحمله بأيدي مرتشعه - لا أثبتي كده وبلاش توتر وخرجت نجاة أمامها تُطالع الجالسين مُبتسمه ..وامينه تنظر نحوهم براحه وبالمثل كانت سلمي ولكن عيناها كانت مُركزه علي من ستكون زوجه شقيقها فريد كان جالساً مستمتعاً بالحديث مع الشيخ "جاد" الذي لم ينساه يوماً فكان مُعلمه في المرحله الابتدائيه وخطيب بمسجد القريه ..وعندما رفع رأسه وقعت عيناه علي زينه التي تسير نحوهم بأعين عالقه علي ما بيدها وفستانها البسيط المحتشم ..شعوراً بالراحه انتابه ولكن اشاح عيناه سريعاً نحو الشيخ جاد والذي ابتسم وهو يُطالع زينه بأبوه - تعالي يابنتي قدمت لهم الضيافه بخجل وامينه تُطالعها بحنان - تعالي جانبي ياحببتي فأنزاحت سلمي قليلا .. لتجلس جانبها زينه تخفض عيناها بخجل وجلست نجاة وقد زاد ارتياحها عندما حرك لها الشيخ جاد كما اتففوا رأسه بالموافقه اذا اعجبه فريد .. فهي لم تجد غيره تثق به وحنكته كما ان قرابتهم شجعتها لتطلب منه هذا تطلب رغم انها تعلم انه لم يعد يخرج من داره الا للشدائد ومر الوقت وتم الاتفاق علي كل شئ الا نقطه الزواج الذي تم تحديده بعد شهران من الان فهتف الشيخ جاد - شهرين ازاي يابني .. العروسه لسا ناقصها حاجات كتير في جهازها ف*نحنح فريد بهدوء بعدما طالع والدته بأن تلتزم ال**ت - ياشيخ انا مش عايزها غير بشنطة هدومها وده مش تقليل منها ..مش ده شرع ربنا برضوه ... جهاز العروسه ده مشاركه ومساهمه منها بس مش اجبار عليها تحدث بحنكه جعل زينه ترفع عيناها نحوه غير مُصدقه ان يوجد رجلا هكذا .. بدء قلبها يخفق مع ثاني فعل يفعله معها الاول كان المال الذي تبرع به ... والان يُشعرها انها شيئاً ثمين .. وتذكرت عائله مازن عندما طلبوا من زوج والدتها بطريقه غير مباشره ان يجلب لها طقم من الذهب كهديه للعروس في الخطبه مثل باقي عائلتهم فتلك هي عادتهم ...لم يبخل عليها السيد هشام حتي انه كان سيفعل ذلك من دون طلب لا تعلم لما بدأت المُقارنه بين فريد ومازن ولكن قلبها هو من بدء يُقارن وكأنه يُريد ان يدخل بقدميه لطريق الحب ****
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD