العودة و الاستقبال
عادة عائلة طارق لديارهم كانت مميزة فلقد نزل في منزل عائلته الكبير منزل الشيخ عدنان ليشارك شقيقه اسماعيل في السكن حيث قسما المنزل الى نصفين نصف سكن به طارق و النصف الاخر لاسماعيل
كان استقبال هاله زوجة اسماعيل و خالة فارس راقي حيث رحبت بآسيا وسابين وطلبت من خادمتها خديجة ان تساعدهما في ترتيب المنزل ....
في المساء ذهب طارق مع شقيقه الى ديوان الشيخ محمد حيث استقبله ورحب بعودة طارق و ابلغهم انه سوف يقيم وليمة على شرف عودته لديار ...
كان فارس حاضر لذلك شكره طارق باعتباره من سهل عودته بعد غياب دام 22 عاماً
من جانب اخر استقبلة الجدة حليمه آسيا و سابين في منزلها و قدمتهم لنساء القبيله ....
بينما كانت سابين تتعرف عليهم صدمة عندما تم تقديم سيدة لها باسم شهد زوجة الشيخ فارس ... اخذت تحاول استيعاب الاسم همست في اذن عمتها ... عمتي هل ما سمعته صحيح هذه زوجة ذاك الرجل الوسيم - كان هذا اعتراف ص*ر من عقلها الباطن بان فارس يعجبها وتره رجلا وسيما يستحق سيدة جميله - وكزتها عمتها وهي تقول نعم ثم لا شأن لنا انتبهي لتصرفاتك ان العيون علينا
لم تفارق عيون سابين مراقبة شهد وفي كل حركة تقول سبحان الله كيف قبل بها زوجة له الامر لا يتعلق بالجمال لكن يتعلق بحسن الذوق في الملابس التي ترتديها المكياج الذي تضعه ... حتى الصوت لم ترعي ان يكون ناعم ومنخفض ... خطرت في ذهن سابين فكرة مجنونه الا وهي كيف يجامعها بالفراش شعرت انها تريد ان تضحك وهي تقول لنفسها هذا اكبر عقاب من الله على غروره وكبره ...
عودتها لديار كان يقابلها شعورها بالحزن وعدم تقبل البعد عن باريش الذي تشتاق له ولسماع صوته لكن للاسف والدها صادر هاتفها النقال ومنعها من استخدام هاتف اي شخص من المقيمين في المنزل
في يوم ابلغت عمتها انها تريد الذهاب للمكتبه ...
عند خروجها لم تكن تعلم انها تحت المراقبه ... دخلت لمحل هواتف وطلبت منهم استخدام هاتف نقال لاجراء مكالمه خارجيه ...
استمر الهاتف يرن لكن لم يرد عليها احد حاولة اكثر من مره ولكن دون جدوه فخرجت تجر اذيال الخيبه
كانت تشعر بالحزن الشديد لقد اهمل اتصالها لكن
قالت وما ادراه انني انا من تتصل لكن تذكرت انه عندما تتصل يحدد الجهاز الموقع الذي جاءت منه المكالمه كان بمجرد العلم بانها من هذا البلد يخمن فوراً انها هي من يتصل لكن لا لم يجب عليها شعرت بالاحباط
************************
كان فارس يجلس في ديوانه ولقد جلس في الديوان عدد من شباب القبيله من هواة القنص وضعوا صقورهم امامه ... حتى يختار اجملها ويحدد اسعارها
فجأة دخل احد رجاله جلس بجانبه و اخذ يصر له حديثاً
كان يسمعه وقد تبدلت ملامحه .... ثم قال ان سمعت من احد اخر هذا الامر سوف اقص لسانك ... الان اذهب و اكمل مهمتك و ارسل الرقم لصاحبنا كنان في تركيا حتى ياتي لنا في بيانات صاحب الهاتف ...
بعد يوم جائته مكالمه من كنان ابلغه ان الرقم لشاب اسمه باريش يدرس في الجامعه الفلانيه ( علم انها نفس الجامعه التي تدرس بها ابنة طارق مما اكد انها على علاقة في هذا الشاب ) شكر صاحبه وابلغه انه يريد بيانات عن الشاب وعنوان سكنه
استاذنت سابين من عمتها لذهاب الى المكتبه
تلقى فارس اتصال من الشخص المكلف في متابعتها حدد له مكان وجودها ...
بعد دخول سابين بربع ساعه للمكتبه العامه دخل فارس رحب امين المكتبه به اشد ترحيب
اخذ يتامل المكتبه ثم قال واضح الناس ما عاد تهتم في القراءة
قال امين المكتبه للاسف .... كلامك صحيح ياشيخ
قال وهو يضحك اجل اليوم انا بقرأ لك كل الكتب مادام مافي احد غيري
قال امين المكتبه والله شرف لي ... لكن فيه بنت جت قبلك تقرأ اشر الى الاعلى
اخذ فارس يتفقد الكتب ثم صعد للاعلى
كانت سابين تقرأ كتاب عن تركيا البلد الذي تحبه كثيراً وتعتبره بلدها الاول و الاخير
فجأة سمعت صوت يقول لها انت اخر شخص توقعت اني اشوفه هنا
قالت بصدمه انت ماذا تفعل هنا
قال ممكن تخفضي صوتك مافي الا انا وانتي في المكتبه
بعدين الفضل للصدفه التي اجمعتنا...
قالت و الله اشك ان الصدفه جمعتنا و ان كانت الصدفه
لا اهلا و لا سهلاً فيها
قال اوف لدرجة هذه كارهتني ؟!
قالت نعم انت السبب بعودتنا الى هنا
كانت حياتنا في بلدنا تركيا رائعة سعيدة ... الان بسببكِ دخلنا لسجن كبير ....
قال ما ذنبي انا هذا طلب والدك لقد ترجانا حتى نوافق على عودته ان كان لد*ك اعتراض اذهبي له واقنعيه بالعوده لبلدك ...
ارادت ان تذهب وقف في طريقها فدفعته
قال لها هل سبب رغبتك في العوده لتري باريش
صدمت وعادة وهي تلتفت حولها وتقول ماذا من اين تعرف باريش؟!
امسك هاتفه و عرض عليها صورته وهو يقول هل هذه صورته؟
صعقت وهي تقول من اين حصلت على الصوره؟!
قال يجب ان تعتادي في هذا البلد لازم تخافي من جبالها وبحرها و رجال قبيلتك و بالاخص فارس ورجاله
قالت ماذا تريد مني؟
قال ان تستمعي لما اقول و تنفذي ما اطلب دون اعتراض موافقه
هزت راسها وهي تقول تمام موافقه هل استطيع ان اذهب الان ؟
قال لها اريد رقم هاتفكِ ....
قالت للاسف لا يوجد لدي هاتف
قال بدأنا بالكذب
قالت صدقني لا اكذب والدي يرفض ان استخدم الهاتف
قال بسبب السيد باريش
نظرت له و اخفضت راسها
بذكائه استطلاع ان يعلم ان هناك خلاف بين الاب و ابنته بسبب رجل يرفضه طارق
قال ماذا سوف يحدث لشيخ طارق اذا علم ان ابنته تتواصل مع المدعو باريش
قالت له فورا وهي تمسك يده ارجوك لا تخبر ابي
نظر ليدها التي تمسك به
فابتعدت عنه وهي تقول ارجوك
شعر بالشفقه عليها علم كم هي فتاة ساذجه فبغبائها سلمت راسها له وهو بذكائه اكتشف ان احد اسباب عودة طارق للمدينه و ترك تركيا بمغرياتها هو علاقة ابنته برجل اسمه باريش
نظر لها وهو يقول ان كنتي تبحثين عن السلام ابتعدي عن باريش هذا و لا تعاودي الاتصال به
نظرت له بحزن لقد **ر ظهرها بالمعلومات الحساسه التي لديه الان سوف يلوي ذراعها لتفعل كل ما يريده
قال لها اذهبي الان حتى لا يشك والدك بسبب تاخرك
اخفضت راسها بخجل وذهبت وقف ينظر اليها بدلاً من الشعور بالفرح لانه تغلب على غرورها شعر بضيق شديد
قال لها سابين ارجوكي لا تعتقدي انني اتعمد اهانتك لكن انا اريد ان تندمجي في هذه المدينه هنا عالمك نعم اعلم ان الامر صعب عليك لكن يجب ان تتاقلمين .... الحياة هنا مختلفه عن تركيا ....
بكت وهي تقول اي تاقلم تتحدث عنه انا حياتي هناك حيث ولدة هناك عالمي هناك اصدقائي انت وابي تطلبون المستحيل انا لست مستعبده لد*كم انا فتاة حره لماذا تريدون تقيد حريتي؟
ابي يرفض ان يسمح لي بالتنفس و يعامل اشقائي الاصغر مني افضل معامله عمتى اسيا رغم معرفتها بما يفعله ابي ومعارضتها له لم تتدخل لمنعه ومساعدتي هذه المدينه الفاضله بالنسبه لكم هي كابوس اتمنى ان استفيق منه اتمنى ان انطلق لسماء الحرية ارجوكم ارحموني ارجوك اريد ان اتنفس و ان اطير بلا قيود الى متى علي ان اتحمل هذا الظلم
حتى انت ماذا تريد مني لما تقف كالسيف في وجهي دعني وشأني كانت دموعها تجري ....تاثر فارس
فمسح باصبعه دموعها وهو يقول كفى لا تبكي ارجوكي لا تبكي امسك راسها و احتضنها
ابتعدت سابين عن فارس ارادت ان تذهب فامسكها واعادها لمكانها وهو يقول هل تريدين الحرية قالت نعم
قال سوف اساعدك لكن بشرط نظرت له و الدموع في عينيها قال شرطي ان تبقي هنا و لا تحاولي الهرب وتضعي راس والدك و عائلتنا في التراب كما يجب ان
تنسى المدعو باريش و تتخلين عن فكرت التواصل معه
لكن ان علمت انك اتصلتي به اعلمي انني سوف انقلب ضدك و احيل حياتك .لكابوس
نظر لها لم يرفع عيونه عنها
انه معجب بها لا يستطيع ان ينكر ذلك قال لها اكرر مره اخرى اذا خنتي العهد سوف احيل حياتك لجحيم تركها وذهب