الفصل الأول
pov youn
كالعادة أستيقظ دائما في نفس الوقت و كأن هناك ساعة بيولوجية بجسدي تم برمجتها ، سكنت لبعض الوقت في مكاني أحدق بالسقف و لكن عقلي كان بمكان بعيد للغاية
أفكر بمستقبلي المجهول ، جميع من حولي ينظرون لي نظرات غريبة خصوصا صديقات أمي عندما يخبرنها أن الوقت قد حان لتجد لي زوجا لأنني بلغت الثلاثين من عمري و لم أنشئ أسرة بعد ، تعلمون أنتم تلك المواعيد المدبرة و لكنني أنافي هذه العادة السيئة التي اكتسبها مجتمعنا
أريد أن أقع بالحب و أتلوى بعذاب العشق مع من يهواني
نفضت عني غبار الأحلام و أبعدت الغطاء لأستقيم و أمدد جسدي قليلا
حدقت بنفسي في المرآة و ابتسمت شكلي ليس سيئا أبدا ، أنا أحب نفسي و ارى نفسي جميلة بل جميلة للغاية ، أملك عينين كبيرتين و بشرة بيضاء صافية شعر طويل بندقي اللون ، جسم نحيف و متناسق و العيب الوحيد هو طولي أو يجب أن أقول قصري ؟؟ ....... أعترف أنا قصيرة و لكن ليست مشكلة لأنني أعتقد أن أحد علامات جمال المرأة هي القصر ، حتى و ان تعارض معي العالم كله حول هذه العلامة و لكنني سأبقى ثابتة عند رأيي
تقدمت نحو النافذة و ألقيت نظرة على الطقس ، السماء تبدوا رمادية و نحن في أواسط الخريف ، إنه موسم الاغاني الهادئة و الحزينة
تن*دت بعمق ثم توجهت للحمام و أخذت حمام سريع و خرجت لافتح خزانتي و أختار ثيابي ، وقف و وضعت يدي تحت ذقني و في النهاية اخترت ثوب بسيط ذا لون رمادي يتناسب مع كئابة الخريف و برودة الطقس بالرغم من أنها ليست شديدة
جففت شعري و ارتديت ثيابي ثم احترت كيف سأسرح شعري ، أنا فتاة لا تحب التغيير كثيرا لذا عدت لروتيني و ضممت بعضه و تركت بعضه و غرتي جعلتها تغطي جبيني ، حدقت بنفسي في المرآة برضى تام ثم أخذت ساعتي و ارتديتها و هكذا أصبح مظهر صاحبة متجر الورود مكتمل
حملت حقيبتي و وضعت بها هاتفي أغادر غرفتي و كالعادة أمي تستيقظ مبكرا حتى تجهز الفطور و نتناوله معا قبل مغادرتي المنزل ، اتجهت نحو المطبخ و قابلني مظهر الطاولة المغري ثم خرج صوت أمي التي كانت تسكب الحساء
السيدة كيم : استيقظتي ابنتي ؟
يون : صباح الخير أمي
السيدة كيم : صباح الخير عزيزتي ، هيا اجلسي و أنا سأجلب الحساء
جلستُ و هي انتهت من سكبه و تقدمت نحو الطاولة لتضعه و نبدأ بتناول فطورنا
السيدة كيم : هل أمور المحل تسير على ما يرام ؟
يون : أجل أمي لا تكوني قلقة اليوم سأوقع عقدا مع المستشفى القريب من متجري لأزودهم بالورود كل يوم كما أن المدخول اليومي للمحل جيد و في ظرف سنة سأنهي دفع القرض
السيدة كيم : أرجو أن تسير الأمور على خير و تتمكني من دفعه و هكذا ستلتفتين لتأمين مستقبلك
يون : مستقبلي مؤمن أمي أنت فقط من تقلق فوق اللزوم
السيدة كيم : سوف نراك عندما تنجبين و يسيطر عليك شعور الأمومة
ابتسمت لها ثم أنهيت طعامي لأستقيم ، قبلت خدها ثم تحدثت أودعها : اعتني بنفسك أمي ولا تتعبي حسنا ؟
السيدة كيم : و أنت صغيرتي لا تهملي وجباتك و لا تتأخري مساءا
يون : حسنا أمي ..... إلى اللقاء
خرجت من المنزل بعد أن ارتديت معطفا خفيفا نوعا ما و علقت حقيبتي على كتفي
مشيت بهدوء و أنا أفكر و أبتسم حياتي و رغم بساطتها لكنها مثالية ، وصلت لموقف الحافلات و وقفت قليلا حتى وصلت الحافلة التي تقلني يوميا إلى الشارع الذي يقع به متجري الصغير
صعدت و مررت البطاقة على الجهاز و لأن الجميع في هذا الوقت يكون متوجه لعمله أو لمدرسته فهي ممتلئة لذا وقفت و أمسكت بأحد المقابض المعلقة حتى أسند نفسي بها
مرت نصف ساعة لتصل الحافلة لذلك الشارع الممتلئ و الصاخب ، فبسبب تواجد مشفى كبير به فهو لا يهدأ لذا اخترته حتى أفتح محلي به ، كونه قريب من المستشفى فالكثير سيعرجون إلي لأخذ باقة لمريض لديهم هناك
بعد أن مشيت مسافة لا بأس بها وصلت للمتجر و حدقت بلافتته بابتسامة كبيرة و فخر عظيم ، إنه انجازي أنا بدون أن أعتمد على أحد
كذلك أحب كون اسمي يحتل تلك اللافتة بدون أن يجعل مني متبجحة باسمها ، فالعبارة المدونة على اللافتة هي " زهرة اللوتس " و معنى أسمي هو زهرة اللوتس ، الزهرة البديعة و التي تمنح السعادة و الهدوء بمجرد النظر إليها
أدخلت المفتاح بقفل الباب و أدرته ليفتح ، رائحة الأزهار لفحت وجهي و تنفستها كعبير شدي ، دخلت و فتحت الباب على وسعه و النوافذ حتى يتبدل الهواء و يتسرب الثاني أ**يد الكربون لزهوري لأن الصباح قد حل و هي لم تعد بحاجة للأ**جين
نزعت معطفي و وضعت حقيبتي على الطاولة ثم أخذت المئزر و ارتديته ، حملت المرش الصغير و بدأت بالمرور على زهوري ، كل واحدة تحتاج لعناية خاصة ، غصت و انشغلت بالاهتمام بها حتى أيقضني صوت الهاتف
وضعت المرش الصغير ثم توجهت لهاتفي و أخذته و فتحت دفتر متوسط الحجم حتى أدون الطلب و لكن تبين أنها المستشفى القريبة من متجري و طلبوا مني أن أذهب و أوقع العقد مع المدير بنفسه ، كم هذا رائع هذا يعني أن مدة العقد ستطول
أقفلت الهاتف و زادت حيويتي و نشاطي ، انتهيت من ترتيب المحل و وقفت أتفقد الشارع بانتظار شحنة الورود حتى تصل
لم ألبث الكثير من الوقت حتى توقفت أمامي سيارة ذلك الرجل العجوز المحب للورود كحلي تماما ، حييته و تحدثنا قليلا ثم أفرغت معه الاصيصات الصغيرة و رتبناها معا في المحل و بعدها حمل هو صندوق الورود الحمراء ........ ورود الجوري و وضعها بمكانها الذي أخصصها له حتى أعدها ببقات لاحقا
غادر بعد أن دفعت له و عندما حدقت بساعتي أدركت أنه حان الوقت للذهاب إلى المستشفى ، نزعت مئزري ثم أخذت هاتفي و حاولت تعديل شعري و أنا أنظر لشاشته السوداء ، ارتديت معطفي و حملت حقيبتي ثم خرجت لأقفل الباب و قبل ذلك وضعت لافتة كتب عليها سأعود
قطعت الطريق بعد أن اضاء اللون الأخضر و كنت قريبة من التحليق من فرط سعادتي ، مشيت لمساقة قليلة و وقفت أمام المبنى الضخم للمستشفى و حدقت به ، شجعت نفسي و دخلت
توجهت مباشرة للاستقبال و أخبرتهم عن موعدي و تم توجيهي لمكان مكتب المدير ، أخذت المصعد و ضغطت على الزر المكتوب عليه الرقم عشرة ، فمكتبه هناك ، لبثت لبعض الوقت و وصلت ، فتح باب المصعد و خرجت أمشي بهدوء حتى استقبلني مكتب استقبال آخر صغير
يون : عفوا آنستي أنا صابحة محل " زهرة اللوتس " و لدي موعد مع المدير
" .... أجل هو بانتظارك ، رجاءا سيري لآخر الممر و ستجدين باب كتب المدير على لافتته ذلك هو مكتبه ... "
يون : شكرا لك
شكرتها و ابتسمت بوجهها لأغادر بعدها و ذهبت حيث أخبرتني ، وصلت لذلك الباب ذو اللافتة التي دون عليها " المدير " فتوقفت أمامه
أخذت نفسا عميقا و خفق قلبي عندما تذكرت من يكون المدير ، لقد كان يواضب على المرور للمحل حتى يأخذ باقة من الورود و لكنه منذ فترة لم يعد يمر ، و لأكون صريحة أعلم أنه كان يأتي و يأخذ الباقة لحبيبته و لكنني و بدون ادراك أعجبت به
بالنهاية هذا يسمى مجرد اعجاب و أنا فقط متحمسة لرؤيته بعد كل تلك المدة و كذلك متحمسة لأنني سأوقع العقد مع المستشفى الخاص به
طرقت الباب بخفوت و هدوء فسمعت صوته من خلفه يسمح لي بالدخول ، أمسكت بالمقبض و أدرته ليفتح الباب و يقابلني بظهره و هو يرتدي رداء الأطباء الأبيض ، اختل توازن قلبي و هو حتى لم يكن قد التفت إلي بعد ، تقدمت نحو الداخل و التفت الي ليزيد قلبي ضربتاه ، لا يتوجب على قلبي أن يكون هكذا فهذا مجرد اعجاب
بيكر: مرحبا آنسة كيم
ابتسم بخفوت و هناك نوع من البرود أصاب ملامحه ع** ذلك الرجل الذي كان يمر ليأخذ الزهور ، بادلته بابتسامتي المشرقة و رددت تحيته
يون : مرحبا سيد بيكر
بيكر : تفضلي بالجلوس
قالها و أشار لأحد المقاعد التي تقابل مكتبه ، جلستُ ثم جلس هو
بيكر : لقد جهزنا عقدا و وضعنا به عدة بنود أرجو أن تطلعي عليها و تخبريني اذا كان هناك بند يتنافى مع ما تستطيعين تقديمه و الالتزام به
يون : حسنا سأطلع عليه ...
فتح ملفا كان أمامه و أخرج العقد ليسلمه لي ، أخذته منه لأشكره باماءة و ابتسامة صغيرة و قرأت البنود و لم أجد ما يتنافى مع متطلباتي فرفعت رأسي ناحيته لأخبره برأيي
يون : إنه جيد ، كل البنود الموجودة به تخدمني
بيكر : أذا يمكننا التوقيع الآن ؟
يون : أجل يمكننا
أخذه مني و وقع على نسختين و في تلك اللحظة طُرق الباب ليسمح هو للطارق بالدخول و كانت نفس الممرضة التي دلتني على مكتبه و هي تحمل ظرفا أبيضا وضعته على مكتبه و خرجت بعد أن استأذنت
سلمني العقد لأوقعه و أعتقد أنه فتح ذلك الظرف و ما وجده به لم يجعله مسرور لأن هناك غضب احتل ملامحه و عينيه و لكنه حافظ على رباطة جأشه أمامي
سلمني نسخة من العقد ثم غادرت لأنني حقا تاخرت على المحل
....................................
Pov biker
بعد أن غادرت الآنسة يون ، كنت أمسك ببطاقة دعوة لزفاف يون و لكنها يون مختلفة عن تلك التي غادرت قبل قليل
هذه كانت حبيبتي التي تخلت عني و ارتبطت برجل آخر ، يال الحجج الواهية التي اتخذتها لتنفصل عني ، اتهمتني بالاهمال و أنا كنت أتصل بها كل ما سنحت لي الفرصة ، يوميا كنت أقابلها و بيدي باقة من الورود التي تضاه جمال اسمها نفسه و في النهاية قالت أنها لم تحبني و أنه مجرد اعجاب و مرحلته انتهت من قلبها
بكل دم بارد و أعصاب ابرد هي أرسلت لي بطاقة دعوة لزفافها ، مزقتها و رميت بها في سلة المهملات ، من البداية كانت يجب أن ألقي بصاحبتها في مهملاتي و لم يجب علي أن أضعها في قائمة أولوياتي
تجاهلت شعوري السيء و استقمت بشموخ أهمل ان**اري حتى أتابع عملي ، فالمسؤولية التي ألقيت على كاهلي ليست بالهينة
مررت كعادتي بجميع الأقسام و بعدها اطلعت على المشاكل التي تواجه الادارة و التمويل و غيرها من الامور الادارية و المالية و بعدها أصبحت جاهزا لاستقبال مرضاي ففي النهاية أنا طبيب نفسي و أحب عملي كثيرا
و مع مغادرة آخر حالة كانت السماء قد ارتدت برنسها الأ**د و اِسود الألم بقلبي ، حملت سترتي و غادرت ، كانت وجهتي كوجهة أي رجل أحب و تم طعنه بصميم قلبه ، وصلت للحانة و طلبت أقوى مشروب لعله ينسيني و يبعد صورتها عن عيني
مرت عدة ساعات و وقفت مترنحا ، غادرت الحانة و لكنني لم آخذ سيارتي جيد لازلت أحتفظ ببعض العقل حتى لا اقتل نفسي من أجل إمرأة لا تستحق
أخذت سيارة أجرى و أخبرت السائق أن يذهب نحو المستشفى بعد أن أعطيته عنوانه ، لا أريد لأمي أن تراني بهذه الحالة ، تكفيها حالة داني و يكفيها أن ذكرى وفات أبي غدا فأنا أعلم أنها تمر بأوقات صعبة كلما تداركنا ذلك التاريخ
شعرت بالغثيان فأخبرت السائق أن يتوقف و نزلت بعد أن ناولته أجرته لأننا أصبحتنا بنفس الشارع الذي يقع به المستشفى
لفحني هواء الخريف البارد و سيطرت على نفسي لأسير باتجاه المستشفى فلم يبقى مسافة كبيرة حتى اصل وجهتي ، كنت أسير مترنحا و لكن للحظة لمحت ذلك الاسم الذي سبب لي كل هذا الالم ، توجهت نحو المحل الذي يحمل عارضة بذلك الاسم " يون " زهرة اللوتس ، لم تكن أبدا كحياة بالنسبة لي
وقفت بقرب الباب ثم دفعته ليفتح ، دخلت و سرت بثقل لألمح يون هناك و هي تلتفت نحو مكان آخر و توليني ظهرها ، جن جنوني و أردت لومها ، لمجرد أنها تحمل نفس اسمها أنا أريد أن أخرج كل ما يزعجني عليها ، أريد أن أنتقم لقلبي الذي سحق و كرامتي التي تم الدوس فوقها ، أنا رجل و هي تلاعبت برجولتي
تقدمت منها و طوقتها بحضني من الخلف ، شعرت بها تقاوم لتغادر حضني و لكنني لم أسمح لها ، دفعتني عنها بقوة و لأنني ثمل لم أستطع التحكم بنفسي كثيرا فعدت نحو الخلف ليسندني الجدار ، اِلتفتت الي و توسعت عينيها من هول الصدمة
عدت لأقترب منها و هي حاولت جاهدة الخلاص و لكنني أخرجت فقط الوحش الذي ينام بداخل كل رجل منا و هاجمتها ، حاولت تقبيلها و هي حاولت ابعادي و صدي بكل قوتها و لكنها مجرد أنثى ضعيفة أمام جبروتي ، أجل هكذا أريد أن أجعلها تشعر
لن تكوني لرجل غيري قبل أن تكوني لي ، قبلتها بشراسة و وحشية ، قدتها نحو غرفة تبدو كمخزن و هناك أنا تجردت من عقلي و انسانيتي ، مزقت ثوبها من فوقها و جعلتها تطارح الأرض و أنا من فوقها ، وضعت كفي على فمها لأمنعها عن الصراخ و تصرفت حسب ما تمليه علي غريزتي و شياطيني
نزلت دموعها على جانبي وجنتيها في تلك اللحظة التي انتهكت عفتها بها و توقفت صراختها المكتومة ، أبطلت كل مقاوماتها و صداتها الضعيفة وأرخت ذراعيها لتسقطان على الأرض بجانبها ، حتى صوت أناتها كان ضعيفا عندما أبعدت كفي عن فمها ، ابتعدت لأمسك رأسي و أنا أحدق بالجحيم الذي ارتكبته بحق هذه الفتاة البريئة التي لم يكن لها ذنب سوى أنها تحمل نفس اسم المرأة التي خدعتني و تلاعبت بي
حدقت بثيابها الممزقة ، هل كنت أنا حقا ، بحق الله ما الذي حدث لي لما تصرفت كحيوان !
حالتها يرثى لها و قدميها ........... أنا آذيتها أنا كنت شيطان استحق الخلود في الجحيم
أسندت ركبتي على الأرض و حاولت الاقتراب منها و أنا أزحف و لكن صوتها المبحوح خرج : ابتعد ......
لم أسمع مرة أخرى لندائها و اقتربت أكثر وضممتها إلى ص*ري ، حاولت مقاومتي و لكنها حتى في أوج قوتها لم تستطع فعل ذلك فكيف تفعل الآن ، شعرت بحرمتها سكنت و عندما أبعدتها عني كانت قد فقدت وعيها
تركتها هناك على الأرض و استقمت و ذهبت نحو الحمام الصغير الذي كان بنفس غرفة الجحيم التي كنا بها ، حدقت بنفسي و كم أردت تحطيم وجهي بيدي ، من أنا فلم أعد قادرا على التعرف على نفسي !
حاولت أن أجعل نفسي مستيقظ من ثمالتي التي أودت بحياة فتاة بريئة كل ذنبها أنها حملت اسما مقته بتلك اللحظة و رمى بها القدر بطريقي ، بل أنا من عرجت على طريقها
خرجت و نزعت سترتي لألبسها إياها أستر عري جسدها و علاماتي التي مزقت روحها قبل أن تمزق جسدها ، أخذت هاتفها و وضعته بجيب بنطالي ثم حملتها و هي لا تشعر بما حولها ، أنا الآن كمن سعى لقتل شخص ما ثم وقف يشاهد جنازته بعينين دامعتين ، دموعي الآن هي دموع التماسيح ليس إلا
ابتعدت بها و قبل مغادرتي لمحت على بقايا ثوبها الممزق و الملقى على الأرض بقعة دماء ، أغمضت عيني و أدركت أنني ارتكبت خطيئة أنا نفسي لن أغفر لنفسي بسببها
خرجت من هناك أحملها و بمجرد خروجي من محلها استقبلتنا الأمطار ، إن كنت أيتها السماء تحاولين غسل عارها و تنظيف ثوب عفتها فقد تنجحين أما إن كنت تحاولين غسل و تطهير روحي من الخطيئة فأنت لن تكوني قادرة على ذلك
كلما وقعت علي قطرات المطر الباردة كانت تجعلني مستيقظ أكثر ، وصلت للمستشفى و بدل الباب الأمامي أنا أتممت سلسلة جرائمي و دخلت عبر الباب الخلفي و أخذت المصعد مباشرة لمكتبي ، سرت و كان الهدوء يغلف ذلك الطابق ، دخلت لمكتبي و وضعتها على الأريكة التي تعودت أن أجعل مرضاي يستلقون عليها
درت بأنحاء المكتب كالمجنون و أنا أمسك برأسي و أحدق بها ، ثم تذكرت سام ، هو من يستطيع مساعدتي و مساعدتها ، حملت هاتفي و اتصلت به ، لحضات حتى أجابني بصوت مرح كالعادة
سام : مرحبا أخي
بيكر : سام أنت في المستشفى ؟
سام : أجل الليلة لدي مناوبة لماذا ؟
بيكر : تعالى إلى مكتبي بسرعة
سام : ماذا هناك أخي لقد أقلقتني ؟
بيكر : أسرع فقط و لا تسألني عندما تصل سأخبرك بكل شيئ
رميت بالهاتف على المكتب و وقفت بماكني أحدق بها ، أنا حقير ، و*د و وحش لم تعرفه البشرية من قبلي
سكنت لحضات بمكاني حتى شعرت بهاتف يهتز داخل جيبي و عندما أخرجته كان هاتفها و اسم المتصل هو أمي ، أنا كيف يمكنني أن أجيبها و أخبرها بما اقترفته يداي
قطع الاتصال و أطفأت الهاتف نهائيا و لحضتها سمعت طرقا على الباب ثم فتح و دخل منه سام ، كان يبتسم و لكن بمجرد أن رآها اختفت الابتسامة من على وجهه و حدق بي و هو يرفع حاجبيه مستنكرا
سام : ماذا يحدث هنا ؟
بيكر : عالجها سام
..........................................
Pov sam
بمجرد أن دخلت لمكتب بيكر استغربت مظهره المبتل ثم حدقت بالفتاة على الأريكة و هي كانت حالتها .... كيف ؟؟ .... لا يمكنني حتى وصفها و لم أرد أن أفكر أن ما تبادر إلى ذهني صحيح
لقد كانت سترة بيكر تحتضن عري جسدها الظاهر من ملابسها الممزقة ، اقتربت منها و عندما تأكدت من أنها م***بة وقفت و حدقت ببكهيون و سألته و لا أدري لما خفق قلبي فجأة
سام : من فعل بها هذا ؟
أشاح بنظراته عني بعيدا و خرج صوته بضعف
بيكر : أنا
كانت كلمة واحدة هي ما خرجت من فمه ، كلمة جعلتني أدرك أنني لم أعرف أخي يوما ، جعلتني أدرك أن كل ما بناه والدي المتوفي طيلة هذه السنوات هدّه أخي الكبير على رؤوسنا في لحظات من هول سرعتها لم استطع عدها حتى
لم أدرك كيف اقتربت منه و لكمته بقوة ليتمسك بالمكتب و لكنه لم يجرأ أن يرفع رأسه أو حتى أن يدافع على نفسه بل سقطت من عينيه دموع التماسيح
سام : كيف تجرأت على فعل هذا الأمر الشنيع ؟ هل أنت انسان حتى ؟
لم يجبني و لم يجرأ أن يقول كلمة بخصوصه و لكنه عاد يترجاني : أرجوك عالجها إفعل شيء قبل أن تسوء حالتها
سام : أين كان ضميرك و أنت تنهش لحمها أيها الو*د الحقير ها ؟ الآن فقط استيقظ ؟ !
بيكر : إفعل شيء و ا****ة و لا تستمر بالصراخ فقط
صرخ بوجهي لأعود و ألتفت لها ، أشعر بالاشمئزاز منه ، إنه حيوان قذر ، حملتها و حاول منعي من اخراجها من هناك حتى لا تكشف جريمته ، أصبحت أمقت نفسي لأنني مظطر للتستر عليه ، من أجل عائلتنا أنا سأدوس على فتاة تم الغدر بها
أخذتها للغرفة المجاورة لمكتبه و وضعتها هناك و استدعيت احدى الممرضات لتلبسها رداء المستشفى و هو كان يقف بقرب الباب عندما خرجت لأستدعي طبيبة نسائية لنرى مدى الضرر الذي أحلقه بها ذلك الحيوان
أنهيت المكالمة لأشعر بكفه تمسك بذراعي و جعلني ألتفت إليه
بيكر : لا يجب ان يعلم أحد بما أخبرتك به ، أنت تدري أن أمي لن تتحمل و كل ما عمل من أجله والدي سينهار إن تم اكتشاف الأمر
أبعدت ذراعه عني و جاوبته : أنت لم تجعلني أكرهك أنت فحسب بل جعلتني اكره نفسي أيضا
مرت دقائق لتغادر الممرضة و دخلت ليلحق بي ، أريد تحطيم وجهه ، لقد انهارت صورة ذلك الأخ الفاضل التي لطالما كنت أنظر بها إليه ، كل شخص توقعت منه فعل مقيت كهذا و لكن هو الوحيد الذي لم يخيل حتى لي أنه سيفعلها ، كيف لطبيب نفسي و ناجح بعمله و يدرك جيدا كل ما سيترب على فعلته له و لضحيته أن يقدم على ذلك الأمر الشنيع !
سمعت الباب يفتح و دخلت الطبيبة لتنحني له احتراما و هي لا تدري أن من أمامها مجرد م***ب و لا تليق به أية ألقاب تشريفية
سام : يجب أن يكون الأمر سري
" لا بأس لا تقلق ..... "
قالتها و تقدمت منها لأمسك أنا بذراع بيكرو أقوده نحو الخارج ، و بمجرد أن أصبحنا في الخارج تركت ذراعه ، انتظرنا عدة دقائق لتخرج الطبيبة و اقتربت منا
" الفتاة تم اغتصابها ، هناك علامات على جسدها تدل أنها قاومت الجاني ، لقد كتبت بالتقرير أن هناك علامات على الفخذين عندما كان يحاول ابعاد قدميها و كذلك على وجهها و هذا يحدث عندما يحاول كتم صراخها بوضع الكف على الفم و كذلك الفتاة كانت عذراء مما تسبب بأذيتها كثيرا ....... سأضع التقرير بين أيد*كم و أنتم أنهوا العمل "
قالتها لتنصرف لم أستطع حتى أن ألتفت إليه فكلام الطبيبة لم يساعدني أبدا في تجاوز الأمر بل صعّد غليان الدم بعروقي ، شعرت بكفه توضع على كتفي فأبعدتها و التفت أحدق به باشمئزاز
سام : إما أنك لم تعد نفسك أخي الذي كنت أعرفه ، أو أنني لم أعرفك جيدا من البداية
قلتها لأغادر و أختلي بنفسي ، فالباقي مهمته هو ، أوليس هو الطبيب النفسي الأكثر تمرسا بهذه المستشفى ؟ فليعالج ما اقترفته يداه و جشعه
دخلت لمكتبي و رميت بالتقرير على طاولة مكتبي لأترك نفسي أهوي على السرير الخاص بالفحص ، وضعت ساعدي على عيني و أسندت رأسي بذراعي و أنا لا أزال برداء المستشفى الازرق و فوقه المعطف الأبيض
ما حل علينا كارثة ، كيف تمكن من فعلها ما الذي اقترفته بحقه حتى يعاقبها بهذه الطريقة الوحشية ؟
الجميع يعلم أن الفتاة تصبح فقط جثة تسير على الأرض إن تم اغتصابها ، و هو أكثر شخص يعلم بتبعات و آثار ما فعله بها ، سواء جسدية أو نفسية و هي الاصعب
حل الصباح بدون أن يتم استدعائي لغرفة الطوارئ و لكن الطارئ كان عند أخي الذي فقد عقله مصحوبا بضميره
استقمت و توجهت للحمام لأغسل وجهي و عندما حدقت بنفسي في المرآة لم أستثني نفسي من الاستحقار ، يجب تسليمه للعدالة و كوني طبيب محلف هذا ينافي مبادئي و لكن في المقابل إن فعلت ذلك يجب أن أقف و أودع أمي كما ودعت أبي في يوم أليم اليوم هو ذكراه
خرجت و أخرجت بدلتي السوداء التي جلبتها معي مسبقا ، ارتديتها ثم خرجت و مررت بغرفة تلك الفتاة المسكينة و وجدت أخي هناك لا يزال يجلس بقربها و يحدق بها بحسرة ، هل يجب علي تصديق ندمه أو أستمر في معاملته بازدراء ؟ ..... أبدا هو لا يستحق شفقتي أو شفقة غيري
تقدمت و وقفت و أنا أضع كلتى كفي بجيوبي و تحدثت معه بطريقة تدل على عدم رغبتي بقول و لو حرف له
سام : كيف حالها ؟
بيكر : كما ترى لا تزال نائمة ، لا تزال هاربة من الواقع المرير الذي وضعتها به
سام : هل تعرفها ؟
تن*د و تحدث
بيكر : أجل أعرفها ، و أعرف أنها كانت فتاة بريئة ، نقية و طاهرة و أنا أغرقتها باثمي ، لوثت ثوب عفتها و وضعت عليه بقعا لا يمكن أن يمحيها الزمن حتى و إن توسلت عند قدميها
سام : اذا تعلم أنك حقير و و*د ، هه جيد هذا جيد لعلك تفعل شيئا يكفر و لو قدرا ضئيلا من خطيئتك التي ارتكبتها بحقها
بيكر : مستعد لتحمل كل النتائج ، مهما كانت أنا سأتحملها و سأعالجها و من بعدها أعتزل مهنتي لأنني لا أليق بها
لقد صدمني قراره ، بيكر الذي أحدث ثورة بمنزلنا عندما قرر دخول كلية الطب النفسي ، لقد كان شغوفا به
حاول أبي ثنيه عن قراره ذلك و لكن في النهاية كان بيكرأعند من أبي و دخل كلية الطب النفسي و تفوق ، إنه هو فخر عائلتنا شقيقنا الكبير و الذي لطالما تميز بعقله الكبير و تصرفاته الحكيمة
هو أهل للثقة و الدليل على كلامي المستشفى الذي تطور أكثر و أصبح معروفا دوليا و كل هذا بفضل الجهود التي بذلها عندما تسلم الرئاسة هو منذ سنتين من بعد وفاة والدي
و لكن ما الذي حدث له و جعله ينافي تصرفاته و اعتقاداته ؟ ، ابتلعت غصتي و اقتربت منه أكثر حيث يجلس على الكرسي المقابل لسرير الفتاة ، وضعت كفي على كتفه و ربت عليه لأتحدث
سام : ألن تبدل ثيابك لنذهب للمقبرة ؟ أمي و الكثير من معارفنا سيكونون هناك
بيكر : أنا آسف يا أخي ، لقد خذلت الجميع ، أنت أمي ، أبي و داني ، لا يمكنني مواجهة أحد ولا يمكنني تركها لوحدها ، أعلم أنني سأكون أكبر خوف بحياتها عندما تفتح عينيها و تراني و لكن يجب أن أضمها و أحول خوفها إلى أمان ، يجب أن أدفع ثمن فعلتي على يديها
سام : هل تملك أهلا ؟
بيكر : اتصلت بوالدتها و أخبرتها أن تأتي لن يطول الأمر أكثر ستكون هنا بعد وقت قصير
سام : ماذا ستفعل عندما تعلم والدتها ؟ هل ستخبرها بالحقيقة ؟
بيكر : لا أعلم ، الشيء الوحيد الذي أعرفه أنني لم أعد ملك لنفسي
سام : هل ستتزوج بها ؟
بيكر : أجل
سام : و هل فكرت بالذي ستخبره لأمي ؟ زواج و بهذه السرعة و الفتاة بحالة سيئة
بيكر : لم أفكر و كل شيء سيحل ، بكلمة أحبها أنا سأحل جميع المشاكل ولا أعتقد أن أمي ستعترض
يبدو أنه فكر طوال جلوسه هنا و حسم كل أموره ، رغم فعلته الشنيعة و لكن على الأقل هو لم يتركها و يهرب ، مستعد لتحمل المسؤولية كاملة
سام : سأخبر أمي أنك أظطررت لاستقبال وفد خارجي و هي بالتأكيد ستتفهم غيابك
بيكر : شكرا لك
غادرت و تركته على هدوئه و هو لا يزال ينظر إليها ، ليست الفتاة وحدها من تغيرت حياتها و ضاعت كل أحلامها بل أخي أيضا ربط حياته بحياتها و أحلامه بأحلامها ، انتهى حلمه عند نقطة مثلت له ذروة النجاح ، لقد كان في أعلى سماء للنجاح و النصر و بغمضة عين وجد نفسه في القاع ........و لكن في النهاية كل شيء هو صنع يداه
استقليت سيارتي و بطريقي مررت على متجر الورود الذي يقع بزاوية الشارع هنا ، فتحت الباب دخلت و لكن لا يوجد أحد ، ناديت و حاولت الانتظار و لكن بدون فائدة ، غريب أمرهم من يترك متجره هكذا و يغادر ؟
تلفت حولي و رأيت البقات البيضاء موضوعة بركن فتقدمت و حملت احداها ، أنا مستعجل ولا يوجد لدي وقت حتى أبحث عن متجر آخر لذا أخرجت النقود من محفضتي و وضعتها هناك بعدما كتبت ملاحظة أنني أخذت باقة من الورود البيضاء
غادرت و اتجهت مباشرة نحو المقبرة