حلقة 21 محتاجك

2066 Words
انتهت زيارة بابا استا ولوا لسليم والد مراد بالمستشفى وعاد إلى المزرعة ليجد مراد جالس بالبيت وحيدا ولم يخرج ليتابع سير العمل طوال اليوم وحين دخل بابا استا ولوا قال له مراد بعصبية . - شفت الهانم - هانم مين - لينا هانم - مالها - ما بتجيش المزرعة من ساعتها - عارف امها منعتها تيجي عشان ما يصحش تيجي وانت موجود بعد ما طلبتها - يا سلااااااام - يعني انت مش عارف دماغ المصريين - المفروض ده شغل مالوش علاقة بأي أمور شخصية - ما هي بتروح على منافذ البيع وخصوصا فرع شبرا عشان قريب ليها - يعني لو عايز اتكلم معاها أروحلها فرع شبرا - هههههه اه قول كده وحشتك - شكلي اتعودت على وجودها - هههههه أبقى روحلها هناك بس على الله محدش يشوفك من أمها أو اخواتها - هو احنا بنسرق - ما علينا من الكلام ده في موضوع مهم عايزك فيه - خير - سليم - سليم مين - ابوك يا مراد هيكون مين - أنا قلت كده برضوا مختفي من الصبح تبقى رحتله - رحتله المنيا لقيته هنا في القاهرة - و ليه بتتصرف من غير علمي - قلتلك هروحله - و قلتلك لا ما تروحش - كويس اني رحت ابوك تعبان أووي يا مراد - ألف سلامة عليه - ما يبقاش قلبك جامد ، ابني اللي ربيته قلبه مش جامد كده - يعني اعمل ايه - روح زوره في المستشفى - ليه هيخف لما يشوفني - أنت مالك رخم كده ليه النهاردة - أنا رخم على طول بس انت اللي مش واخد بالك - يا بني ما حدش ضامن الحياة من الموت - مكانش فارق في الحياة عشان يفرق في الموت ده  وجوده أذاني - يا بني حرام عليك كل اللي عمله هو وريتا ده عشان الاتنين بيحبوك وعايزينك ويمكن هو بيحبك اكتر من ريتا كمان - ما أنا بقول كده برضوا - أتريق براحتك لكن صدقني بكرة تندم ، لو عارف في كام أب وأم رموا ولادهم في الشارع كنت حمدت ربنا أنه اداك أب و أم بيحبوك و بيتخانقوا عليك - و تفتكر الطبيعي والعادي أنهم يتخانقوا عليا ويدمرولي حياتي أعيش شوية مع مرات أب و أخوات رافضني بيتعاملوا معايا على اني دخيل عليهم و أم بعد شوية زهقت وعاشت حياتها عادي اتجوزت وخلفت وكأنها مخلفتش قبل كده ولا كأن في ابن خلفته و ريحت ضميرها و رمته لابوها يربيه بدالها - يااااااااه أنا كنت وحش ل الدرجادي - ليه بتقول كده - عشان وجودك في حضني طول السنين اللي فاتت دي خلى جواك كل السواد ده - سواد . فعلا أنا قلبي اسود - يا ريتك وحش وقلبك وحش لكن مشكلتك ما بتقدرش الظروف وما بتسامحش - اسامح ههههه هو انا ماشي وداسوا على رجلي - يا واد أنت عشت احسن عيشة عمرك ما اتحرمت من حاجة بزمتك ابوك نفسه عمره حرمك من حاجة - حرمني من اهم حاجة . حرمني أعيش حياة طبيعية بين أب وأم واخوات - غصب عنه وبعدين هو خدك يربيك مع أخواتك مكانش يعرف أنهم هيرفضوك قال الدم بيحن . اكيد انت عارف أن ابوك عنده عيال كتير غيرك تفتكر ايه اللي خلاه يا خدك كان رماك ورمى مسئوليتك على أمك وريح دماغه لكن هو معملش كده - يا ريته عمل كده - يا بني أنا اللي هددته بعد كده أنه لو قربلك هحبسه ومع ذلك حاول يسترضيك أكثر من مرة وانت زي ما أنت - يعني خلاصة الكلام ده انت عايز ايه دلوقتي - عايزك تبقى انسان . عايزك تسامح عشان ترتاح لو كانوا رموك ما كنتش قلتلك سامح لكن ما حدش رماك هما اه غلطوا في حقك لكن عملوا زي الدبة اللي قتلت صاحبها . يا بني أنت احسن من غيرك كتير أنت في نعمه مش حاسس بيها - أنا مش عايز اشوف حد - أنت الكلام معاك ما منوش فايدة لكن مش هقولك غير حاجة واحدة بس فكر كويس قبل فوات الأوان وافتكر انك غلطت غلطة أفظع من اللي غلطوها لما اخترت لبنتك ام ما تعرفش معنى الأمومة و وتسببت في موتها بسبب جحود قلبها و مع ذلك عمرنا ما حملناك المسئولية وقلنا ده قضاء ربنا - هو انت فاكر اني جالي انهيار عصبي ودخلت المستشفى عشان بس زعلي اني فقدتها لا . عشان عارف كويس أن أنا السبب - يا بني ربنا رحمته واسعه - أنا مش ربنا أنا بشر و ليا طاقة - تفكيرك غلط وهتضيع عمرك وهتندم أنا خلاص مش هكلمك تاني اتفلق أنهى بابا استا ولوا ذلك الحوار عديم الفائدة حزينا على طريقة تفكير مراد الخاطئة التي ستكلفه الكثير ، في نفس الوقت جلس مراد في غرفته يفكر في كل ما مضى يتذكر كل شيء و كأنه شريط سينمائي يمر أمام عينيه تذكر قسوة زوجة أبيه كيف كان وجوده يذكرها بزواج زوجها من أجنبية شقراء وانجبت له هذا الطفل الذي يشبه أمه وكأنه بهذا الشبه الذي لا دخل له فيه يتحداها وكيف كان إخوته أيضا يعاملونه بقسوة ألا أخته التي تصغره بعام واحد كانت تحبه جدا وكانت الوحيدة التي تشعره بالأمان و. تشعره بالأخوة حاول أن يتذكر اسمها فلم يتذكر كان الأمر صعبا فقد مر عليه وقت طويل لم يرها منذ أن كان في السابعة من عمره أو اكبر قليلا لم ينسى يوم احتضنته بقوة تحتمي به من أخيها الأكبر حين حاول أن يض*بها شعر بحنين غريب لهذه الطفلة واحس أنه يريد أن يراها ظل يفكر طويلا في كل التفاصيل كيف كان ينام كل يوم حزينا باكيا ولكن أبوه كان يحاول أن يخفف عنه قدر استطاعته رغم عدم وجوده بالبيت لفترات طويلة كان يعود ومعه أشياء كثيرة لمراد واخته الصغيرة فقط مما كان يثير حقد إخوته عليه كانوا يشعرون أنه مفضل لدى أبيهم أكثر منهم شعر بالخوف فجأة فقد جرب مرارة الفقد حين فقد ابنته و مما زاد الفراق قسوة أنها ماتت دون أن يراها ولم يدفنها ولم يتلقى فيها العزاء والمواساة. شعر بالخوف من الندم أن يموت أبوه دون أن. يراه ولكن الأمر كان صعبا عليه هو لا يريد أن يذهب لا يريد أن يراه بعد كل هذه السنين وهو في مثل هذه الحالة تملكته الحيرة ولا يعرف ماذا يفعل ولا كيف يفكر ولا يعرف أين الصواب ولا يريد أن يلجأ لبابا استا ولوا فكر في اللجوء ل الدكتور عادل ثم عدل عن الفكرة وقرر أن يذهب إلى لينا لتشاركه التفكير ربما تدله على طريقة تجعله يتخذ القرار الصحيح شعر فعلا بالاحتياج الشديد لها تذكر حين ذهب وحكى لها عن خيانة زوجته و موت ابنته تذكر كم احس بالأمان والراحة وتذكر كيف دعمته و شدت من أزره حيث أعدت أنها خطيبته كي تحفظ له كرامته وماء وجهه أمام الخونة الغادرين وتحملت سخافاتهم من أجله ، لم يكن يتخيل أن تدعمه إلى هذا الحد ، استعد ل الخروج و ركب سيارته وأدار عجلة القيادة متوجها إلى شبرا سأل عنها فأخبره أحد العاملين أنها كانت موجوده منذ بضع دقائق ولكنها توجهت لفرع العباسية لحل مشكلة بسيطة في الفرع فعاد إلى سيارته وأدار عجلة القيادة متوجها نحو فرع العباسية فوجدها هناك ، وحين قا**ها ضحك قائلا . - أكيد حنيتي ل العباسية فجيتي هنا هههه - هههه و يا ترى انت جيت عشان حنيت برضوا رمقها برقة شديدة - اه فعلا حنيت و مقدرتش أكابر - حنيت ل العباسية - لا حنيت ليكي تلفتت لينا حولها حيث وجدت العمال يستمعون إلى حديثهم باهتمام فانتبه مراد فقال بصوت عالي . - ايه أول مرة تشوفوا واحد وخطيبته بيتكلموا سوا فانهالت عليهم المباركة من الجميع - مب**ك يا باش مهندس مراد - مليون مب**ك يا آنسة لينا - الفرح أمتى أن شاء الله رد عليهم مراد ولينا لم تنبس بحرف من الخجل - الله يبارك فيكوا جميعا والفرح أن شاء الله قريب وكلكوا معزومين ممكن دلوقتي نشوف شغلنا انصرف كل منهم إلى عمله وتوجه مراد إلى لينا - هتخرجي معايه ولا هنكمل الفيلم ده قدامهم تحركت بسرعة وخرجت معه وركبت السيارة فأدار هو عجلة القيادة ، قالت لينا بعصبيه - ايه الفيلم اللي انت عملته قدام العمال ده رد عليها مراد بحنان - وحشيتني تفاجئت لينا برده ولم ترد فأردف - أنا محتاجلك ، محتاجلك أووي ردت لينا مندهشة - مراد - قلب مراد - أنت كويس - عمري ما كنت كويس أد النهاردة - يا سلااااااام - هههههه ايه بس وصلوا إلى مطعم فتوقف مراد ونزل من السيارة وفتح لها الباب لتنزل فتعجبت أكثر أخذ بيديها بحنان واتجهوا ناحية المطعم ودخلوا و جلسوا على منضده في ركن هادئ من المطعم كي يتحدث معها دون أن ينتبه لهم أحد - ايه يا مراد أنت جايبني هنا ليه - قلتلك محتاج اتكلم معاكي محتاجلك بجد لو مش حاسة أن بينا حب يستاهل انك تسمعيني اعتبريني صديق في ضيقه مش قلتي هتقفي جمبي في كل الاحوال تأثرت لينا بحديثه جدا - طبعا في كل الاحوال أحنا اصدقاء - محتاج احكيلك واخد رأيك في حاجات تخصني محتار فيها - أنا سامعاك احكي - هو صحيح أنتي مجنونه زيي يعني مش دكتورة - هههه أيوه كده انت مراد اللي أنا اعرفه كنت هتقلقني عليك والله - هههههه لا بجد انا حالتي كانت وحشة جدا جدا اول ما شفتك حسيت براحه غريبه - ليه هو انا مخده - يا ريت كنت خدتك في حضني ونمت - احترم نفسك - هو انا قلت حاجة - أنت شكلك فاضي وجاي تضيع وقت - لا والله انا في ورطة - قلقتني في ايه - بتقلقي عليا أوي كده - عارف لو مدخلتش في الموضوع همسك فيك وأصرخ و أقول بيتحرش بيا - هههههه عشان زعلتي لما قلت انك مجنونه - هتحكي بسرعه ولا ايه - خلاص بقى ، لما خرجنا من عندكوا ومامتك **مت أن لازم بابا يجي يطلبك - أيه اللي حصل - بابا استا ولوا اتطوع وراحله ، تصوري سافر لغاية المنيا - كويس أووي وبعدين - لقاه محجوز في مستشفى هنا في القاهرة وتعبان أووي - ابوك تعبان وقاعد هنا انت بتهزر قوم نروح نزوره في المستشفى بسرعة - على طول كده من غير تفكير أتى النادل فقطع كلامهم - حضرتك تطلب أيه - تطلبي ايه - لا أنا مش عايزة حاجة - هات سمك مشوي وجمبري مقلي وسيمون فيميه - تحت امرك يا فندم انصرف النادل فتوجهت له لينا قائلة بعصبية - ايه الاكل الغريب اللي طلبته ده - أكل غريب ليه - هو احنا في شهر العسل عشان تطلب الفسفور ده كله - ههههههههههه محدش يطلب سمك وجمبري الا لو كان في شهر العسل عموما انا يستعد ل الجواز مبسوطة كده - أنت غريب بجد باباك تعبان وانت قاعد هادي و بتضحك كده عادي - مش تستني لما تسمعيني الاول - اسمع أيه ، أنا عارفة انك على خلاف معاه وانك قاطع صلتك بيه من زمان لكن ده مش مبرر برضوا غير ان مهما حصل ده باباك أسأل اليتامى هيقولوا لك يا ريت ابهاتنا كانوا فضلوا عايشين حتى لو يعذبونا كل يوم بالكرباج - ايه قيمة اب يتسبب في ت***ب ابنه - دي صلة رحم ربنا سبحانه وتعالى بيزرعها في قلب كل طفل يفضل متعلق بأبوه وأمه مهما حصل ومهما عملوا بيفضل وجودهم نعمه وعدم وجودهم ألم فظيع ما حدش يتصوره غير اللي عاشه - ل الدر جادي - أكتر ، روحله يا مراد قبل ما يحصله حاجة وتندم - أنتي شايفة كده - أه طبعا - مش عايز اروح أقابل حد من اخواتي هناك - شوف كلمة اخواتي حلوة ازاي مبسوط أنت من عيشتك زي قرد قطع كده لا اخ ولا اخت وانت عندك الاخوات كتير - قرد قطع . مش تلمي ل**نك اللي عايز قطعه ده - أنا بتكلم جد . دي صلة رحم يا مراد حرام تقطعها لم اهلك حواليك مهما عملوا - مش قادر . صدقيني الموضوع مش سهل اوي كده - والله شكة دبوس - مش هقدر أواجه المواقف دي لوحدي - أجي معاك أنا وبابا استا ولوا - مش عايز بابا أستا ولوا - ليه بس - مش عارف اصله اتحايل عليا و ما رضتش - ليه بس كده ، عموما أجي أنا معاك ما تروحش لوحدك - أنا بحس معاكي بالأمان مش عارف ليه ، بحس انك سندي - ههههه أنا اللي سندك مين اللي يسند مين - يا بت بطلي بقى - قوم يا له نروح المستشفى لباباك - لا هناكل الاول - أكل ايه دلوقتي تعالى نروح ولما نرجع ناكل - جعان ما اكلتش من امبارح من ساعة ما اتخانقت مع بابا استا ولوا - حد بزمتك يتخانق مع بابا استا ولوا - بقولك ايه - ايه - أنا شاكك فيكوا أنتي وهو أنا بحس انكوا اتنين عشاق - هههههه بابا استا ولوا ده حبيبي - حبك برص أنا بغير أتى النادل ليضع الصحون على المنضده وتركهم ورحل - كلي معاية افتحي نفسي - فعلا مش جعانه أخذ واحدة جمبري و اتجه بيده ألي فمها - دوقي كده هتعجبك - أي ده يا مراد - هت**في ايدي - أنا بت**ف بجد - أنتي هتبقى مراتي - مالك واثق من نفسك كده - أنا واثق من حبي ليكي - يا سلااااااام - هفضل ماسك الجمبري كده كتير كلي و بعدين قولي الي انتي عايزاه اكلت من يده فشعرت بحنانه فكرر الأمر وجلس يطعمها

Read on the App

Download by scanning the QR code to get countless free stories and daily updated books

Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD