أنا شايفك زي القمر، وكل يوم بتزيدي حلاوة، أحب أبلغك إني خلاص اتفقت مع صديق ليا هيأجر الياخت بتاعي وقدمت استقالتي من الشغل، وهنلم اللبس الضروري اللي هنحتاجه، وهننزل نقعد عند امي مؤقتاً لحد ما نقرر هنعمل أية في شقتنا دي هناجرها ولا نبعها، ايه رأيك ؟
نظرت بأعينها في كل ركن بالشقه والدموع حبيسه في مقلتيها تمنعها ان تتساقط ثم قالت بحزن :
- خلاص ياحسين هنسيب شقتنا اللي فيها أحلى ذكرياتنا ونمشي، خلاص هنودع كل حاجه، أنا حاسه بريحه إياد في كل مكان، يصعب عليا أمشي منها، بس لازم نبعد عشان نقدر ننسى مع إننا عمرنا ما هنقدر ننسى اللي راح مش شوية
نظر لها بحزن واقترب منها وقال :
- لا يا لبنى عمرنا ما هننسى الغالي بس عشان نفسيتك تتحسن، وأنا خلاص مش قادر أفضل هنا تعبت... أتعذبت من احساسي بالذنب والعذاب اللي أنا فيه ومحدش حاسس بيا، أنا هقوم اتصل ببابا وماما ابلغهم إننا على وصول عشان يعملوا حسابهم
اومأت رأسها بالموافقه ثم تركها شارده تفكر في مستقبلهما المجهول، وما سوف يحدث لهم في بيت اسرته، هي تعلم ان والدته طيبه وتحبها بشده، لكن خائفه ولا تعلم لماذا كل هذا الخوف، ف**تت ودعت ربنا أن يلهمها الصبر ويجعل القادم أجمل بكثير
دلف حسين وامسك هاتفه وقام بالإتصال بوالده وتحدث معه قائلا :
- ايوة ياحبيبي إزيك وحشني اوي يابابا، اخبارك اية وماما عامله ايه؟
رد الأب بشوق ولهفة مردد :
- كلنا بخير ياحسين قررت هتعمل اية يابني في شغلك؟
تن*د حسين وقال :
- ايوة يابابا أنا بتصل بيك أبلغك إني استقلت وهرجع أعيش معاكوا مؤقتاً لحد ما أشوف شقه إيجار استقل فيها
فرح الأب وقال بسعادة :
- بجد والله عين ال*قل ياحبيبي دي امك هتفرح اووي، أنا هقولها تجهز الأوضة وهو تخدوا بحسنا لما منة تتجوز
اخفض صوتة قليلا وقال بهمس مردد :
- هو حضرتك وافقت خلاص عليه؟
استشعر الأب نبرة صوته المنخفضة وقال :
- بصراحة سألت عليه والكل اجمع أنه كويس فقولت استني لما ترجع وتلبس دبل على الضيق كده، واللي فيه الخير ربنا يقدمه
قال بنفس النبره مردد :
- ربنا يسعدها يارب، ويوفقها ويطلع ابن حلال
اغلق معه ونظر خلفه فوجد زوجتة واقفه وسمعت ما دار من حديثه مع والده فنظرت له بحزن مردده :
- هي منة هتتخطب ياحسين؟
ابتلع ل**به وقال :
- ايوة يا لبنى جالها مهندس زميلها من فتره وكانت مأجله الموضوع عشان الظروف اللي بنمر بيها
ابتسمت بألم يعتصر قلبها، ثم قالت بنبره حزينه :
- مبرووك ربنا يتمم بخير، وهي ذنبها اية في حزننا، ميحسش بالحزن والنار غير اللي ماسكها ياحسين، ربنا يسعدها ويهنيها يارب، وكويس إننا هتكون معاها عشان تقف جنبها، أنت برضو أخوها الكبير
نظر لها بحب وفخر ثم اقترب منها وضمها إليه مردد :
- حببتي ربنا ميحرمنيش منك ابدا يارب، أنا كنت خايف أوي لتزعلي، منة والله حاولت ترفض بس الواد كويس وشاريها، وفعلا هما ملهمش سبب في حزننا كله مقدر ومكتوب، وأنا عارف إنك بتحبي منة وهتقفي جنبها
اومأت رأسها بنعم ثم قالت :
- اكيد منة زي أختي متقلقش ياحسين تعالي نحضر حاجتنا عشان نكون جاهزين للسفر
وفي نفس الوقت تحدث ابراهيم مع زوجتة التي سعدت برجوع ابنها إلى بيتها مرة ثانيه، ونهضت لتجهيز غرفته بسعاده
تقابل كريم مع اختة في إحدى الكافيهات بعد ما انجزت من شراء متطلبات صديقتها شمس، فجلس على الطاوله وإذا بزوجها مازن أتى وتعرف عليه وجلسوا جميعا على نفس الطاولة، ودار حوارات كثيرة بينهم، وسعدوا بمعرفتهم سوياً، ثم نهض مازن واستأذن واخذ شمسه وتركوهم جالسين بمفردهم، فتبسمت منة له مردده :
- ها ياسيدي شمس وجوزها مشيوا كنت عايزني في اية ياكيمو؟
ضحك لها وقال :
- وحشتيني ومش عارفه أشوفك من وقت ما كنت عندكوا يوم عريس الغفله بتاعك
ضحكت بشده على طريقته، ثم قالت؛
- وأنت كمان وحشتني ياكيمو، وكمان ايه العريس بتاعك دي ما علينا سيبك منه دلوقتي، قولي روحت المعرض تجيب الموبيليا اللي اخترناها ولا لسة
قرب وجه منها وقال :
- ما كنت عايزك عشان نروح ونتوكل على الله ونشلها على طول ونخلص، مش أنتي هتكوني موجوده عشان ترصي الحاجه برضو
ردت بفرحه وسعادة :
- أكيد ياكيمو هتصل بالمعرض وابلغهم يشيلوا الحاجه على العربيات ويوديها على الشقه عقبال ما نكتب ال*قد وندفع تكون اتحملت
كريم بنبره حماسية قال :
- تمام كده كويس أوي ، خليني اخلص بقى من هم الشقه وفرشها، والباقي روافع سهله تتجاب
ردت عليه بابتسامة مردده :
- الروافع اللي تقصدها أنا اشترتها خلاص ياكيمو، لو قصدك على السجاد، والستاير، والد*كورات الحمام والغرف كله جاهز ياحبيبي من بدري
وضع قبله على يديها ثم قال بسعادة :
- والله أنتي مفيش زيك أبدا اثنين، ربنا يخليكي ليا وميحرمنيش منك يا أحلى منة في عمري كله، وعشان كده هعزمك على العشاء اختاري اللي نفسك فيه ياحببتي
نظرت له بحب وسعادة ثم قالت وعلى وجهها الابتسامه التي تسحره منذ صغره مردده :
ربنا يخليك أنت ياكيمو وميحرمنيش منك يارب، اطلب أي حاجة هاكل على ذوقك
ابتسم ثم شاور على النادل وطلب لها الطعام الذي تحبه، ثم دار بينهم أكثر من حديث، فهما لا ي**تان ابدا حينما يجلسون سوياً، حتى أتى النادل وتناولوا طعامهم، ثم نهضوا وقام بتوصيلها إلى منزلها واطمئن عليها، ثم ذهب إلى منزله، وأثناء سيره بالسيارة قامت شهد بالإتصال عليه فنظر إلى هاتفه ورد عليها مردد :
- ايوة ياشهد إزيك في حاجة ضروري، اصلي سايق ومروح، والدنيا زحمه مش عارف أكلمك
ردت عليه بحزن قائلة :
- لا ياكريم مفيش حاجه ضرورية أنت بس بقالك كذا يوم مش بتكلمني فقولت اسأل أنا واطمن عليك
تن*د ثم قال :
- معلش أنتي عارفه كنت مشغول في موضوع عريس منة ونسأل عليه وكده، ده حتى هيجي لما حسين ينزل بعد يومين يقرأ فاتحه ويلبس دبل، وطبعا أنتي هتيجي تحضري الخطوبه
قالت بنبره حزينة :
- لو أنت عايز ياكريم اجي هحضر اكيد
رد بحده مردد :
- طبعا عايز أنتي عندك شك في كده
قاطعتة مردده :
- ولا شك ولا غيره، أنا بس بحس ان وجودي زي عدمه لما بكون أنا ومنة في نفس المكان
رد بضيق ونبره مخنوقه قال :
- شهد ارجوكي عايز أخلص من الاسطوانه دي بقى منة مهمة لدرجة كبيره في حياتي اتقبلي ده بص*ر رحب ولو متقلبتيش هنتعب في حياتنا يابنت الناس دي آخر مرة هقول الكلام ده، أنتي فاهمه، مش كل شوية أكرر كلامي ده، أنا بجد اتخنقت من طريقتك دي، كل ما نتكلم يا نتخانق مع بعض، يا إما تجيبي سيرة منة أختي ، قولتلك مليون مره شليها من دماغك عشان ترتاحي
جففت دموعها وقالت بهمس مردده :
- حاضر ياكريم تصبح على خير، واغلقت معه دون ان تنتظر رده، وجلست حزينة تبكي على أجمل أيام خطوبتها التي لم تشعر بطعم السعادة بسبب وهم اسمه منة
جلس مازن برفقة شمس بجانبها ناظراً لها بحب وشوق مردد :
- يااه ياشمسي أمتى بقي نخلص وتكوني في بيتي منوره كل دنيتي بحالها
ابتسمت قالت له وعيناها تلمع من شده عشقها مردده :
- هانت ياحبيبي كلها يومين ونسافر وأكون بين ايدك ياحياتي، أنا لحد دلوقتي مش قادرة أصدق نفسي إننا خلاص هنتجوز ان الدنيا هتحلو بعد كل العذاب اللي شوفته قبلك.... أنا اتعذبت اوي يا مازن والدنيا جت عليا اوووي... ياما شوفت ذل من جوز أمي... يا اما استغل ضعفها وذلني، عمري ما شوفت منه يوم حلو، كله ظلم وافتري واخرها...... "ثم سكت ولم تكمل حديثها، كانت تتحدث ودموعها تتسابق على وجنتيها، رق قلبه فأخذها بين ذراعيه بحنان هامساً في أذناها مرددا :
- هششش اهدي خالص وانسي كل اللي فات كأنه ما كان، أنا هنا بين إيد*ك ربنا يقدرني واسعدك واخليكي ملكه على عرش قلبي... قلبي اللي مقدرش يقاوم نظرة عيونك ولا حبك... قلبي اللي حبك ياشمس إزاي وامتي مش عارف، بس اللي أعرفه إني مش بس بحبك أنا بدووب في حبك
كانت تسمعه وهي هائمه في بحور عشقه، تشعر أنها كالعصفور طائرة في عنان السماء..سماء الحرية.. سماء العشق الذي طالما كانت تحلم به منذ زمن، وها هو بين يديها تحتضنه بتملك، دعت ربها ان يتمم لها فرحتها ويكمل سعادتها علي خير، فشتدت في احتضانه كأنها تستمد منه القوة حتى فاقت على من يطرق باب شقتها، فأنسحبت بهدوء مردده :
- هشوف مين بيخبط وارجعلك
رد بضيق مردد :
- ومين الرخم ده اللي بيخبط عليكي
ضحكت بشده، ثم ركضت نحو الباب ووجدت الطارق جارتها فتعجبت وقالت لها مردده :
- خير ياطنط في حاجة عايزاها
ابتسمت لها وعيناها تنظر في أركان الشقه تبحث عنه ثم قالت :
- أبدا ياحببتي انا كنت بس واقفه في البلكونة بلم الغسيل وشوفتك نازله مع المحروس جوزك فقولت امسي عليكي، ولو محتجاني اقعد معاكي ولا حاجه
عبست بين حاجبها وقالت بضيق :
- حضرتك قولتيها بنفسك اهو جوزك، يعني مش محتاجة محرم، وشكرا اوي لحضرتك، تصبحي على خير
واغلقت الباب دون انتظار ردها، وتوجهت إليه فقال بضيق :
- اية الناس دي مش ممكن دي حشرية لدرجة لا توصف يانهاري هو في كده
نظرت له وقالت في حنو مردده :
- معلش هي كده خالتي ام شريف طول عمرها حشرية زياده عن اللزوم، بس أنت عشان مش ساكن في مناطق شعبية مستغرب بس الناس
نهض من مجلسه ووقف مردد :
- ياستي مش الفكره بس ياريت كل واحد يكون في حاله، يالا كلها يومين وترتاحي ياقلبي، يالا أسيبك أنا عشان الحق اعدي على عا** وحشني
تسارعت دقات قلبها عند سماعها حروف اسمه ولا تعرف السبب لهذا الانقباض، ايظن يذكرها اسمه بايام تريد ان تزيلها من حياتها ولا تذكرها.. أم لما صرح لها بمشاعره تجاها فارادت أن تبتعد حتى لا تشاهده، لكنها لا تعرف فظلت صامتة لحظات من الوقت حتى انتبهت له يردد :
- شموستي مالك سرحتي في ايه مش معايا أنا بقولك همشي سلام
ابتسمت ابتسامه رقيقه ثم قالت :
- لا ابدا سرحت بس في طنط ام شريف، مع السلامه ياحبيبي أشوفك على خير يارب
عانقها بحب ثم توجه إلى منزل صديقه عا** بعد مضي ساعه من الوقت دلف إليه فوجده في غرفة مكتبه جالساً على مقعده وامامه طاولة صغيره عليها زجاجة من الخمر وكأساً بيده يحتسه بدون وعي، فكانت المرة الاولي التي يشاهده يشرب بهذه الطريقه، فكان في حالة لا يرسى لها، يريد ان ينسى اليوم الذي أتت إليه ، يريد نسيان حبها وانتزاعه داخل قلبه، وكيف واصبح حبها يسري بين شريانه، نعم احبها بدون ان يشعر، احبها لدرجة الادمان ولا يستطيع ان يبوح بما داخله لأعز أصدقاءه، لإنها اصبحت محرمه عليه، يا له من عذاب، ان تصبح أمام أعينه ولا يستطيع التحدث معها والقرب منها، أنها علمت كيف تنتقم منه أشد انتقام، كان على هذا الحال كل ليلة منذ عقد قرانها، فنتبه إلى سماع صوته مرددا :
- اية اللي أنت عامله في نفسك ده ياعا**، أنا عمري ما شوفتك بتشرب بالطريقة دي قبل كده، حرام عليك نفسك قوم معايا اطلع اوضتك قووم
اقترب منه محاولا ان يمسك به ويساعده على الوقوف لينهض ويدلف إلى غرفته، فنظر له نظره تحمل الف كلمه ومعني لا يفهمها غيره، فتعجب منه وقال :
- مالك يا عووص عمرك ما خبيت عني حاجه ابدا ليه حاسس أنك موجوع ومش عايز تتكلم؟ فيك إيه مخبيه عني صارحني
نهض مستندا عليه وهمس مردد :
- مفيش حاجة اقولها أنا تعبان شوية المهم انت تكون سعيد ده المهم عندي، أنا عايز أنام نفسي أنام يمكن ارتاح
قام بتوصيله إلى غرفته وعلامات الاستفهام تدور برأسه ولا يعلم لها اجابه، ثم قام بدثر الغطاء عليه واغلق الباب وتركه وتوجه إلى منزله حتى يأخذ قسط من الراحه بعد هذا اليوم الطويل
استيقظت منة من نومها مبكرا وتوجهت إلى عملها وباشرت عملها في نشاط، ثم قامت بالاتصال بمعرض الموبيليا تحدد معهم موعدا لتحميل العفش على السيارات، ثم قامت بعد ذلك بالإتصال بكريم تبلغه إنها تقا**ه في تمام الساعه الخامسه عصرا لدفع باقي المستحقات، وبعد مضي الوقت انتهت ساعات العمل وتوجهت للمعرض فكان في انتظارها هناك وتم دفع المطلوب بعد ان تم عمل خ** كبير له وقامت السيارات بنقله إلى العنوان المذكور، واثناء سيرهم لاحظ كريم بعض التقلصات على وجه منة من وقت لآخر فسألها بلهفه مرددا :
- منة مالك شكلك تعبان ياحببتي، تحبي اوقف ونروح مستشفي نطمن
نظرت له بتعب مداريه اياه ثم قالت هامسه :
- مفيش حاجه ياكريم ده شوية مغص كده بيروح ويجي من الصبح مش مستهله، يمكن اخدت برد من التكييف ولا حاجه، سوق أنت بس خلينا نخلص النهارده، اه بالحق هي شهد هتكون موجوده صح
رد عليها وعيونه تنظر لها بقلق مردد :
- اه هتيجي كلمتها إمبارح قولتلها لما بلغتيني وزمانها هناك، أنتي واثقه إنك كويسه ياحببتي
نظرت له بحب ومسكت يده بحنان ثم قالت :
- كويسة طول ما أنت جنبي ياكيمو
ثم تألمت فجاة نتيجه لتقلص في المعده، فتبسمت بألم حتى لا يقلق عليها، ووصلت أمام منزله ودلفت بالداخل فكانت شهد ووالدتها في انتظارهم، وإذا بالعمال يصعدون بالغرف في همه ونشاط، حتى انتهوا من تنزيل كل العفش، ثم قام بعض العمال برص غرفة النوم فأرادت منة وضع السرير بجانب الحائط، فإذا شهد تعترض بشده مردده :
- لا أنا عايزه السرير في النص شكله أحلى يامنة
نظرت لها منة وقالت باعتراض مردده :
- مينفعش ياشهد الاوضه صغيرة أنا قادره بمساحتها لو اتحط في النص هيضيقها جدا، وكمان لو حطناه بجانب الحيطه هيدي وسع للاوضه ممكن بعد كده تجيبي سرير بيبي لما ربنا يكرمكوا بطفل، شوفيها الأول لو معجبتكيش ياستي في ايدينا تغير وضعها متحكميش من غير ما تشوفيها
قالت بغضب مردده :
- هو أنتي هتنيميني على مزاجك، أنا أصلا مش بحب أنام جوه، بحب أنام على طرف السرير
رد كريم بحده مردد :
- خلاص ياشهد اللي منة شيفاه صح مشيه، وأنا ياسيتي اللي هنام جنب الحيطه ولا تزعلي نفسك خلاص
وتم بالفعل وضع الرص كما ارادت وكان شكلها غاية في الجمال، وكان بها وسع حقيقي كما قالت، فأحرجت شهد وظلت صامته، وكان كريم يلاحظ تعبها ويظهر عليه القلق من وقت لآخر ، فلاحظت شهد فسالته مردده :
- مالك ياكريم شكلك قلقان ومضايق ليه كده؟
رد بغضب وحده مردد :
- يعني مش ملاحظه شكل منة تعبان إزاي ، ومع ذلك واقفه بتدي تعليمات للعمال وبتباشر كل حاجه، وأنتي كمان بتتكلمي وتعلقي في كلام فارغ، مع إنها قادره بمساحة الاوضه ونظامها، ولما اترصت زي ما هي عايزة شوفتي الوسع اللي بقى فيها إزاي ، بس ليه لازم تعارضي وخلاص، ما تسيبي اللي بيفهم ينفذ وأنتي ساكته، أنا من بدري شايفها تعبانه ومش عايزة تبين
والدة شهد لاحظت حواره مع ابنتها فاقتربت منها وقالت :
- في اية ياكريم مش كده براحه شوية، هي يعني ملهاش اي رأي خالص تقوله حتى في مكان السرير اللي هتنام عليه، مش كفايه مختارتش أي حاجة في الشقه وسكتت ومتكلمتش، خف شوية عليها هي ماجرمتش يعني عشان تتكلم معاها كده، أنت طايح فيها وأنا بقولها أهدي يابنتي متعمليش مشاكل معاه، لكن أنت سايق فيها اووي وكده كتير بصراحه
كريم وقف مستمع لها وحاول ان يهدأ من غضبه ف*نهد بعنف ثم قال :
- أنا اسف ياطنط مقصدش والله، بس أنا شايف منة تعبانة ازاي وفعلا شكلها تعبان ومش عايزة تقولي عشان الحاجه متتعطلش وعايزه تخلص فرش عشان شهد تجيب حاجاتها، بس أنا حاسس بيها والله، على العموم حقك عليها ياشهد تعالي نشوف النيش اترص ولا لسه
كانت منة واقفه بجانب العمال تتابعهم في رص النيش وكانت تقف مستنده على الحائط تتألم في **ت فلاحظ إحدى العمال فقال لها :
- مالك يابشمهندسه منة انتي شكلك تعبان اوي أنادي على أستاذ كريم
همست منة مردده بتعب :
- لا أنا كويسه كمل أنت رص، وأنا هروح اشوف العمال خلصوا رص أوضة نوم الأطفال ولا لسه
توجهت نحو الغرفه ثم وضعت يدها على جنبها وصرخت صرخه مدوية جاء على اثرها كريم يركض إليها مسرعاً منادي بأسمها في هلع محتضنها بخوف ورعب مرددا :