الفصل الرابع عشر كامل

3490 Words
ما هو العشق .. ؟! هل هو ذلك الشعور المتسلل لخلايا الجسد دون أن نشعر.. نتحكم .. ! نسيطر..! نقاوم..بل في حضرة ذلك الشعور نجد أنفسنا نفقد المقاومة..ونفقد أنفسنا! هل هو ذلك النيزك الملتهب بنيران مشتعلة؛ فيقذف الروح والقلب بوشم ابدي عن الحب...؛عازفاً على اوتار القلب قصته؟! أم هو ذلك الأمر الذي نتوه من خلاله في دائرة وردية بدايتها إن كانت خاطئة فنهايتها دمار! تنهيدة فلتت منها وهي تنظر بشرود إلى الحديقة المحيطة بشرفتها من الأسفل,والأسئلة تتضارب بداخلها عن الحب الذي اجتاح حياتها وهي صغيرة ..!! بل هي مازالت صغيرة ولكن بيدها هي جنت على حالها.. جلست على مقعد خشبي موضوع بإحدى جوانب الغرفة وعادت بذاكرتها إلى ما قبل عدة أشهر.. كانت تجلس معه بالنادي وخصلات شعرها السوداء تحاوط وجهها بنعومة فائقة ؛بينما ملامحها الطفولية البريئة تتٌوَج بالخجل؛كانت فاتنة وذلك الجالس بجانبها كان يدرك تلك الف*نة ويتمنى أن يقطفها ويمتصها للنهاية … وهي..هي كانت تعلم ذلك ولكنها لم تتخيل النهاية…! في ذلك الوقت جلس هو بجانبها يلمس يدها برقة مبالغ فيها ؛يشعرها أنها كنز ثمين.. يهديها وعدا زائفا من وعوده.. يقترب منها بأنفاسه هامسا بنبرته اللعوب والتي لم تنتبه هي لها: -انت عارفة انك اجمل واحدة هنا..! خجلت بنظراتها..فابتعدت عن نظراته الثاقبة و التي كانت تتأملها بعمق آثار بجسدها تلك الرعشة .. رعشة كانت تض*ب جسدها كبركان ناري يفور من الحب بها ؛ يشعلها يجعلها بغير مكان؛ بل ويتوه الزمان.. ابتسامة مرتجفة ارتسمت على ملامحها وهي تسأل بهمس: -بجد.. شايفني احلي واحدة! هز رأسه يهديها إحدى إجاباته المحفوظة بقاموسه والتي كانت قادرة مع نظرات عينيه على إسكارها ..؛أليست تلك هي القصة المعهودة وكما اعتاد هتف بصوت خفيض : -انت احلي من اي احلي حاجة.. وبعدها ابتسمت هي ؛إنها تصدقه وكيف لا ..لقد سلمته نفسها دون أدنى مقاومة! كانت تفكر أنه ربما كلمات بسيطة لا تخدع.. ولكنها خُدعت ببساطة , ربما سنوات عمرها الصغيرة, وربما قلة خبرتها..! ولكن بالنهاية هي أخطأت..! ولا يمكنها أن تلوم أحد سواها؛ فتلك هي اللعبة القديمة ولكنها كانت الغ*ية هنا..فتم إعادة الرواية التي اخبرتها عن سذاجة تلك الفتاة التى صدقت وعود الحب الزائفة… شرودها طال يأخذها .. يخ*فها نحو ذكريات لا تريد أن تقترب حتى منها .. بينما هو كان يقف يتأمل شرودها بلا مبالاة وحتى تلك العبرة التي تحررت من عينيها فهتف بصوت أشبه بالصراخ يناديها بإسمها من خلفها يخرجها من ذلك الشرود التي تحيا داخله : -نيرة.. كرر النداء وهي كما هي لا تجيبه؛هائمة بملامحها المعذبة..المثيرة للشفقة! وأخيراً شعرت به وسمعته فتشنج جسدها ثم التفتت هي بفزع من نبرته الصارخة..فألمتها تلك النظرة الدونية الذي يخصها بها فقالت بصوت جاهدت الحفاظ على ثباته: -ايوه يا كريم.. ساد ال**ت قليلا وهو يتأمل ملامحها الشاردة قبل أن يجلس بالمقعد الخشبي المقابل لها.. وهو مازال كما هو يتأملها العمق ورغم كل شيء يستغفر بداخله مما فعله ش*يقه بها ولكنه أخفى شفقته عليها هاتفا بتساؤل: -بنادي بقالي كتير.. كنت فين .. سرحانه في ايه؟! اشاحت بنظراتها تتهرب منه تبعد عينيها عنه ؛فهل يجوز أن تخبره أنها شاردة في ش*يقه (مازن)! غارقة في ذكريات لا تضع أمامها سوى حقيقة عارها وجسدها الذي دنسته بيدها هي لا أكثر! هل تخبره عن كلمات ش*يقه الذي أخذتها ؛بل وأغرقتها في بئر حب زائف لم تنال منه سوى الفقد والغرق بعار أصاب الجميع بلعنته.. هزت رأسها ونفضت أفكارها.. وأجابته حينها بتهرب وصل له: -باباك عامل ايه , بقي كويس.. مرر هو تهربها قائلا وهو ينقر بأنامله أعلى المقعد الخشبي : -الحمد لله بقي بخير.. ال**ت دام لثواني معدودة هي تتحاشى النظر إليه وهو ينظر إلى السماء من شرفة الغرفة حيث يجلس قبالتها؛ثم استقام من مكانه مكملا حديثه برتابه وهدوء : -انا هروح اشوف فريدة.. كاد أن يخرج ويتركها ولكنه استدار لها هاتفاً بحزم : _ عاوز ارجع الاقي الغدا.. فاهمة طبعا.. جحظت عينيها تتأمله ثم هبت صائحة من فورها تخبره بحقيقة يعلمها: -انا مبعرفش اطبخ..! ورغم معرفته بذلك ورغم أنه بالفعل تناول غذائه مع اثير.. ولكنه هتف ببساطة وهو يهز كتفيه ببرود: -اتعلمي.. مش مشكلتي.. اطلق كلماته ورحل.. تركها تنظر لأثره بشرود حزين..!! ولا تعلم ما نهايته معه..هي هنا مفقودة داخل دائرته ؛ولا ترى مخرج أو شيء يعيدها إلى وقت سابق حيث كانت نيرة المراهقة الصغيرة الحالمة بفارس يخ*فها يوما.. والنتيجة انها هي نيرة التي لم تعد صغيرة.. نيرة التي مات بها الحلم.. ولم يعد هناك مجال لأي فارس!!!! ******************************************** في القصر الخاص بالعائلة .. كانت قد عادت إلى التوأم بعد أن ابدلت فستانها .. لتجلس برفقة والدة ذلك المسمى بزوجها ,ثم اكملت لعبها مع صغاره… ورغم كل ما حدث ورغم عذابها؛ وألمها ..احساسها بالغدر.. رغم تلك النيران المشتعلة داخلها والتي لا تهدأ ابداً.. هي ترى في الصغار راحة حقيقة؛ فالصغيرتين رغماً عنها يُعطوها طاقة بريئة ..قوية حتى تكمل.. لقد توقعت في البداية أنها لن تتقبلهم ولكن للمفاجأة هي احبتهم ؛احبت ملامحهم الغربية الشبيهة بوالدتهم… والدتهم(ريتا)... تلك الجميلة التي لم ترى منها سوى تلك الصورة المعلقة بغرفة صغارها..؛ فغسان ابو العزم من الواضح لها أنه يملك جانب انسانياً؛ فتلك الصورة أوضحت لها مدى حبه لبناته.. مدى حنانه..ذلك الحنان الذي يظهر لهم دون حدود.. تتذكر كلمته (بناتي خط أحمر يافريدة)...فتصيبها الحيرة وبنفس الوقت تشعر بنغز في قلبها..؛فهي لم تسمع من والدها تلك الكلمة…لغسان ! كانت تمسك بإحدى الألعاب..حينما سمعت صوت ش*يقها يهتف بأسمها: _فريدة التفتت له .. تنظر له ببرود فوجدته يتسائل وعلامات التعجب تغزوا ملامحه: -بتعملي ايه يافريدة..! لم تعطيه أي إهتمام بينما تواصل هى اللعب ؛فترفع كتفيها وهي تجاوبه بنبرة ساخرة: -بلعب مش شايف.. لهجتها كانت باردة ..متباعدة وكأنها فريدة آخرى..؛وكأن أحدهم قام بإبدالها ؛تأمل ملامحها الجامدة وهو يشعر بالذنب..أجل هو يشعر بالذنب ؛ ولا يلومها على رد فعلها؛ ألم يشارك بنفسه في زيجة نورا هو ايضا..!ألم يتجاهل وجعها وهو يمسك بيد موسى يزوجه ش*يقته..! اصطنع الابتسامة متجاهلاً برودها الذي يغلفها ببراعة والتفت بنظره إلى السيدة منى يلقي عليها سلام بارد كعلاقتهم .لتكتفي هي بإيماءة بسيطة ثم استقامت بعد ذلك من جلستها هاتفة بأمر موجه للمربية الخاصة بالتوأم: -يلا خدي البنات جوه .. انصاعت لها وهي تحملهم ذاهبة إلى الداخل ؛ثم التفتت بعد ذلك منى إلى فريدة قائلة بهدوء وابتسامة ودودة تخالف تلك التي تخص بها كريم : -خدي راحتك مع اخوك.. انا هدخل انا والبنات.. بعد لحظات قليلة كانت فريدة تجلس على المقعد ثم أشارت لأخيها بالجلوس.. انصاع لها ليسود بعدها ال**ت؛بينما كريم يجاهد تجميع كلماته ليخبر فريدة.. رغم كل شيء هو مازال كما هو يحب الحديث معها كما الماضى واخيراً همس هو من فوره: -انا تجوزت اثير النهارده الصبح..! كانت تمسك بكوب من الماء.. ترتشف منه.. ولكن حديثه جعلها تشهق مفرغة ما تبقى من الماء بوجهه هاتفة بصدمة ونظرات عينيها الجاحظة تواجهه : -بتهزر صح.. ! لم يعطها إجابة مما جعلها تكمل وهي مازالت في طور الصدمة: _انت لسا متجوز من يومين .. توقفت عن الحديث ثم رفعت يدها تشير بأناملها تزيد من توكيد حقيقة هو يعرفها جيداً: _ يومين ياكريم.. ابتسم هو بمرارة من تلك الحقيقة الساخرة والتي تحاوطه بواقعية سوداء؛ثم هز كتفه ببرود أنيق يليق به متحدثا بسلاسة يخبرها بحقيقة أخرى موشومة داخله و لو خالفت ذلك الواقع الذي يحيا بهِ: -مش معتبرها جوازة.. ثم انا بحب اثير وانت عارفة.. لم تتراجع عن صدمتها بل تحولت الصدمة لهجوم فتهدر بنبرة خفيضة حتى لا يسمعها أحد والنبرة هنا رغم انخفاضها كانت مدمجة باستنكار : -بتحب اثير مقولناش حاجة.. بس ذنبها ايه تدخل معاك في الدايرة دي.. كانت منفعلة وتشنج جسدها يزداد ويزداد تشعر أن الجميع هنا داخل فراغ مظلم.. الجميع هنا يدور يبحث عن مخرج ولكن لا مخرج…! ولكنها همست بتساؤل مغلف بتعحب..تعجب لأن اثير لا ترضى بذلك ابداً: وهي وافقت ازاي اصلا..!؟! تن*د هو قبل أن يفرغ ما عنده لها.. وكيف تزوجها ولما..؟! يخبرها ويسرد وعند إسمها يتحشرج الصوت بحروفها من شدة حبه لها.. يحكي..يتحدث بينما عينيه تلمع مع ذكرها..تلتهب ناراً بذكر غيرها.. كل هذا علي مسمع فريدة بملامح متأثرة لأجل رفيقتها ..تتأمل حالة كريم بقلب موجوع وهي تعلم وجع الحب.. وبعد أن أنهي حديثه هتفت بتأثر متسائلة : -واثير عاملة ايه دلوقت ..؟! امسك بيدها يربت على ظهرها برقة وهو يهز رأسه.. يطمئنها قائلا بنبرة هادئة..حنونة -الحمد لله.. اثير في عنيا يافريدة.. سحبت يدها من بين يده ثم باغتته هي بسؤالها الجامد : -ونيرة..! وحينها لم يجاوب ؛بل ساد ال**ت وهو يتحاشى النظر لها ربما لأنه لا يملك إجابة وربما الإجابة تم تأجيلها إلى أجل آخر.. وربما بعد عام عند الانفصال..!يجاوبها! وعندما طال ال**ت استقامت من جلستها هاتفة ببرود استعادته سريعاً : -مبروك.. وطبعا مش هأكد عليك بلاش حد تاني يعرف.. ممكن يأذوا اثير.. ثم ابتعدت قليلا؛ بخطوات هادئة في اتجاه القصر إلا إنها التفتت قائلة بنبرة فاترة: -ونيرة رغم كل حاجة خد بالك منها.. اخونا اذاها اذي كبير ياكريم..وهي مراتك برده ولو قدام الناس ألقت جملتها ورحلت دون أن تسمع منه الرد؛بل تركته خلفها يستوعب.. يفكر.. وبالنهاية هي محقة. . والحقيقة الأخرى أمام عينيه ظاهرة بوضوح؛ هو الان متزوج من اثنتين..!!!! ولكنه لايرى سواها هي أثير!!! ************** هي امرأة لا تعرف المستحيل بل إن ذلك المستحيل خارج حدود معرفتها ؛ فإن أعجبها رجل تأخذه ببساطة… ف*نسج خيوطها داخل سطور خطتها..! تقترب ببطىء..بتمهل..مقصود!! تتمايل على اوتار فريستها! فتغري.. تعطيه فرصة وخيال لرغبة , دون أن يلتقط شيء.. فقط مجرد احلام..ووعود من الخيال!!! وهو ممن ارادت الاستحواذ عليهم.. يامن ابو العزم..!!!زوج رفيقتها الخانغة البريئة!!! ولكنها ربما نست هنا أن الصيد مختلف فيامن لم يخلق ليكون فريسة بل هو هنا الصياد وبمهارة تفوقها!!! التفتت له وهو يسير بجانبها علي مرسى لليخوت بالقرية الجديدة الخاصة بشركتهم .. فتراه يرمقها بغموض..!! كانت تفكر داخلها يامن رجل غامض.. صيد متميز.. وبالتأكيد مذاق جديد.. وخاصة وهو زوج رفيقتها..!!! التي تكن لها بغض قديم!! قهقهت عاليا عندما وصل تفكيرها لمريم مما لفت انتباهه أكثر فاقترب منها متخلياً عن نظرته الغامضة هاتفاً بتعجب : -بتضحكي علي ايه..؟! توقفت عن الضحك ولكنها حافظت على ابتسامتها الملتوية ثم تلاعبت بخصلات شعرها وهي تنظر له بتكاسل مدروس : -افتكرت حاجة كده.. هز كتفه ولم يعيرها أي إهتمام ثم أكمل سيره؛يخبرها بذلك أنه يعلم ماتدور حوله!! ساد ال**ت قليلا قبل أن تتحدث بنبرتها الناعمة.. الناعمة للغاية تقطع ذلك ال**ت المقيت : -مريومة عاملة ايه.. وحشاني..! وضع يده بجيب سرواله ودون أن يلتفت لها ابتسم ابتسامة جانبية يجيبها بنبرة ساخرة التقطتها هي ولكن مررتها ببساطة دون إهتمام..تركز على هدفها أكثر : -وحشاك فعلا.. عموما هي كويسة..! هزت رأسها ثم سارت بجانبه عدة خطوات قبل أن يقول هو بنبرة غامضة ؛نبرة انبأتها بأن ذلك الرجل يختلف عن من سبقه : -تفتكري هنوصل لايه ياميرال.. ورغم أنها تعرف مقصده.. تفهمه .. تستوعبه جيداً ألا أنها نظرت له بطريقة بريئة لم تخدعه فهو يعلم أنها بعيدة عن البراءة.. ولكنه يجاري هنا اللعبة! اقتربت منه بطريقة مدروسة تحافظ على مسافة رغم القرب الشديد.. تتلاعب بأناملها .. تلمس ياقة قميصه بطريقة مغوية لعينيه .. وبغمزة عين همست ببحة مثيرة جريئة للغاية قرب أذنيه: -ناوية عليك..! لا يستطيع أن ينكر تلك الصدمة التي أصابته رغماً عنه من جرئتها ولكنه أخفى ذلك بمهارة وكأنه يتوقع ردودها .. همت هي بالابتعاد ولكنه لم يمنحها الفرصة فأمسك مرفقها بطريقة حازمة قوية هاتفا بعبث يوازي عبثها ..وربما يريد تمرير بعض الإهانة لها : -الفندق كله تحت امرنا.. نبات النهارده.. ابتعدت عنه بعد أن حررت نفسها بصعوبة من بين يديه , ثم دلكت بشرة ذراعيها برفق هامسة بإثارة: _really, I hope so.. ثم ابتعدت عنه بضعة خطوات تعطيه نظرة تأمُل أخيرة قبل أن تكمل حديثها بطريقة عمليه: _بس مليش في الحرام.. نتجوز..!! وهنا كانت صدمته من تلك الأنثي التي كانت تحوم حوله بطريقة جعلته يتمناها الآن وحالا؛ القى عليها نظرة طويلة غامضة قبل أن يرجع رأسه إلى الخلف يرمقها بدهشة مصطنعة هاتفا بمكر يوازيها .. يتلاعب معها..؛ واللعبة القائمة هنا تعجبه رغم سخافتها في نظره: -ولازمته ايه الجواز.. ما تخليها have a nice night ورغم حقارة معنى حديثه الذي وصلها إلا أنها لم تهتز.. هي أنثى لا تهتز..! لا تكترث..! لا تنتظر شيء سوى الحصول على ماتريد!! وشعار فليذهب الجميع إلى الجحيم هو شعارها الخاص .. فما تريده تحصل عليه!! فرفعت نظرها له ثم نفضت خصلاتها في حركة أنيقة وكأنه لم يتحدث من الأساس تخبره هنا بحقيقة آخرى ،وهي تقول بنبرة باردة: -انت الجوازة الرابعة يا يامن.. ثم هزت رفعت كتفها قائلة: _كان ممكن كل مرة اخليها have a nice nightبس ده مش انا.. نتجوز.. بسيطة يعني..!! ظهر عليه التفكير وهو يهمس ببساطة يعرض حقيقة هي تعلمها جيداً: -بس انا متجوز.. وببساطة اكبر قالت وهي تتحداه بنظراتها: -والشرع محللك اربعة..!! ساد **ت للحظات قبل أن يهتف مرة أخرى بتقرير وتحذير: -جوازنا سري ياميرال..!! وهنا هي علمت انها نالت الجائزة.. ربحت الهدية.. صيد جديد يدخل إلى لعبتها.. سر جديد يضاف إلى جعبتها.. هي الأفضل .. تنال ما تريد .. ونالته..!! فرمشت بأهدابها بحركة زادت من جمالها الملفت هامسة : -سري يا يامن.. مريومة مقدرش اجرحها..! ثم سارت عدة خطوات وهي تنظر له غامزة بعينيها : -دي صاحبتي برده.. ولا ايه..! فهمس هو خلفها: _ملكيش دعوة مريم..انا وانت واحنا سوا مريم برا المعادلة ياميرال .. وإجابتها كانت هزة رأس إيجاباً؛وهنا انتهي الامر.. هنا حكاية جديدة.. رغبة تتحكم.. وضحية في الطريق.. وربما ضحيتان.. فما القادم..!!! ***************** خصلات شقراء.. وبشرة قمحية , وأعين خضراء وهالة طفولية كانت خليط أعجب الكثير.. ولفت نظر الأكثر والأكثر فكانت مطمع وسط عالم منفتح..!! أمسكت بهاتفها لترى تلك الصورة الوحيدة التي تشعرها بروح العائلة..تضخ داخلها دماء الحياة.. صورتها مع عائلة زوجها السابق (غسان).. كانت تقف بجانبه . بينما والدته تجلس على أحد المقاعد بحديقة القصر حاملة على قدميها توأمهم (عهد_علا).. ورغم ابتسامة غسان المزيفة .. إلا أنها كانت سعيدة بتلك الصورة.. التي مثلت لها معنى الجذور الذي افتقتدها؛ رفعت أناملها تتحسس ملامح بناتها بالصورة.. فأصابتها تلك الغصة بل اجتاحتها.. قلبها يتألم.. لشتاقت هي ببساطة اشتاقت إلى بناتها.. !! اشتاقت لضمهم ..!! لقبلة منهم!! كانت هائمة بالصورة.. تبتسم بحنين إليهم؛ إلا أن صوت والدتها الكريه من خلفها بنبرة ساخرة أخرجها من غيمة حنينها الحزينة : -تتأملين صغارك.. يا لك من حمقاء تشبهين والدك.. التفتت لها ريتا ترمقها بحدة بالغة هاتفة بنبرة شرسة ونظرات الكره تطل من عينيها : -اياك ميريدث ان تأتي بسيرة والدي على ل**نك القذر هذا.. قهقهت مير بنعومة عقب حديث ابنتها فبانت لريتا وكأنها مصاص دماء.. مسخ دميم من احد الاساطير القديمة.. تلك الاشياء التي كانت ترعبها وهي صغيرة..!!وليتها بقيت صغيرة! **تت الأخيرة عن ضحكها الدميم ثم اقتربت منهاهاتفة بنبرة خبيثة مؤلمة لريتا بل تنحرها ببساطة : -صغيرتي , يجب أن تعتادي الفراق لا مناص لك مني أو من السيد (الياس).. أنت بداخل اللعبة منذ زمن!! بعد حديثها ذلك الذي ض*ب ريتا ينحرها من الداخل بسكين بارد دون رحمة..! هتفت ريتا بداخلها متسائلة بوجع هل حقا انتهى الأمر؟! لن تلتقي بتوأمها مرة أخرى .. فرت منها دمعة وحيدة على خدها .. أما الباقي كبحته بصعوبة , لا يجب أن تظهر بمظهر ضعيف .. لن تعود كما كانت.. الصغيرة ريتا الساذجة .. الضعيفة في الماضي..!!المنتهكة.. فهبت تستقم من جلستها هاتفة بنبرة مشمئزة: -لا داعي لحديثك القذر هذا مير.. احتفظي به لنفسك.. القت كلماتها واستدارت من مكانها إلى داخل المنزل إلا أن حديث والدتها اوقفها مرة أخرى : -سنذهب اليوم لحفل الياس عزيزتي تأنقي جيدا.. ثم اتبعت حديثها بغمزة خبيثة كروحها.. اشاعت النفور في روح ريتا.. أرجعتها إلى ذلك اليوم الذي فقدت فيه أعز ما قد تملكه فتاة.. الشيء الذي حافظت عليه بكل قوتها وسط هذا الوسط الذي تحيا به..!! وبالنهاية قدمتها والدتها بكل سهولة للمدعو الياس .. دخلت الي غرفتها شاردة ؛ وما أن دخلتها انفجرت بالبكاء دون ان تستطيع ان تكتم شهقاتها.. وكأن ما حدث كان بالأمس, والامس دائما يحمل مرارة في جوفها.. ذكري دائما تجلب لها الهم ..! استلقت على سريرها .. تستريح ولكنها رغما عنها عادت إلى ذلك اليوم اللعين.. ذلك اليوم حيث ذكرى ميلادها العشرين.. منذ سبعة أعوام… في منزلها كانت تقام حفل ولأول مرة من والدتها بمناسبة عيد ميلادها.. دائما كانوا متباعدين , ألا أنها فاجأتها بذلك..! كانت تقف تنظر للمدعوين بابتسامة شابة حالمة.. بريئة عندما اقتربت منها والدتها وبرفقتها رجل أربعيني وسيم ..هاتفة بتعريف: -اعرفك الي ابنتي سيد الياس.. ثم التفتت إلى ابنتها قائلة بابتسامة خبيثة لم تلاحظها: -وهذا سيد الياس ابنتي.. صديق قديم لوالدك..! اقترب حينها الياس هاتفا بنبرة رقيقة.. جعلت ريتا تتقبله خاصة بعد أن اخبرتها والدتها أنه صديق لوالدها الراحل.. فهتف وهو يقترب منها ممسكا بيدها .. يطبع قبلة رقيقة على ظهرها: -كبرتِ ريتا.. كبرتِ يا صغيرة…! ثم ابتعد قليلا يتأملها قائلا: -هل يمكنني الرقص مع اميرة الحفل اليوم.. هزت رأسها بإيجاب.. وتشجيع من والدتها .. لتكن حينها ترقص بين يديه.. تلف وتدور..!! والحقيقة هي إلى الآن تدور.. انتهى الحفل وغادر الجميع.. ولم يبقى سواها.. الياس ووالدتها التي اعطتها كوب من عصير البرتقال التي اعتادت علي شرابه ليلا قبل النوم.. وليتها لم تشرب .. ليتها رفضت ؛ فتلك كانت النهاية.. نهاية روحها .. وبداية روح آخرى مش*هة..! فبعد أن شربت العصير فقدت الإحساس بمن حولها.. كانت بعالم اخر..!! وفي الصباح استيقظت على أشعة الشمس , لتجد حالها ع***ة تمام.. وجسد ما يحاوطها.. وبقعة دماء أسفلها تخبرها بالحقيقة والواقع.. لقد انتهت ! قصة قصيرة حزينة..وحزنها سيطول إلى النهاية!! هبت من مكانها صارخة بهلع.. مما جعل الراقد بجانبها يستيقظ هاتفا بخبث وهو يتأمل هلعها ورعبها بإنتشاء :. -اوووه ما بك عزيزتي.. هل تشعرين بالألم.. نظرت له بأعين دامعة هاتفة ببكاء ووجع: -اريد امي.. ابتعد… ارجع رأسه الى الخلف ضاحكا بصخب وهو يقول بنبرة متقطعة: -اممم... والدتك.. لقد تركت لنا المنزل بالأمس.. جحظت عينيها .. تشنج جسدها بل توقف عقلها عن التفكير ؛هي الآن قابعة خارج حدود أي منطق تعرفه ؛ تتأمل ذلك الذئب الذي يفترسها وكأنها ممتلكاته .. ارتدت إلى الخلف بصدمة وأي صدمة هي هنا تموت او تتمنى الموت .. نظراتها له كانت ترجو منه إجابة أخرى ولكن سرابا أن يحدث …!! وهو كأي صائد كان سعيدا .. منتشيا بحقارته ؛ فاستقام من نومته على سرير طفولتها ومراهقتها الماثلة داخلها.. سريرها الذي تم عليه انتهاك برائتها دون أي رحمة ؛ همست داخلها ومراهقتها هي لم تتعدى تلك المرحلة بعد يا إلهى هي مازالت صغيرة على كل ذلك .. كانت تنظر إلى تلك البقعة الحمراء التى لونت وبانت أعلى الشرشف تساقطت حينها عبراتها دون هوادة ؛أما هو كان يقف ب**ل عاريا.. بلا خجل وأي خجل هنا من م***ب شيطان ..؛ كان يتأمل انهيارها باستمتاع سادي مميت يتابع نظراتها أين تتركز فعلم أن ذلك نتيجة رؤيتها لتلك البراءة البالية بنظره ؛ اقترب منها ثم امسك وجهها بخشونة وعندها علمت وضعه مما جعلها تشيح بوجهها ..تبعد نظراتها ؛فيزداد الوقوع والغرق ! همست بصعوبة وتقطع : -انت ….كاذب .. الا انه ص*رت منه ضحكة عالية عقب جملتها مستمتعا بانهيارها فصاح بنبرة خبيثة: -لا صغيرتي العذراء.. لقد تركت لنا المنزل امس.. و… **ت قليلا ثم انحنى بالقرب من اذنها هامسا.بحقارة. : -وايضا .. اممم.. لقد قبضت ثمن تلك الليلة .. ثم استقام مرة آخرى قائلا بابتسامة ونظرات سوداء عتمة: _ما رأيك.. بتلك المفاجأة.. ابتعدت عنه وهي تشعر بالاشمئزاز؛تشعر أنها في بئر موحل عمقه يوازي قذارته وظلامه ثم ذهبت بعدها إلى حمام غرفتها تفرغ ما يوجد بمعدتها من هول ما سمعته منه..ودموعها توازيها في الانهيار...لا تتوقف ولن تتوقف.. و هو بحقارته وقف خلفها يراقب ذلك السقوط باستمتاع مريض يهتف بجنون حقيقي وهوس مفقود الأمل: -صغيرتي انت لي الليلة .. وان اردت شيء سيكون لي.. لذا لا مناص لك مني..!!!! وتلك كانت حقيقة آخرى سطرت في حياتها!!! ليلا بغرفة التوأم كانت تجلس مع صغار زوجها تستمع إلى فيلم كرتون برفقتهم ..! ربما هى لاتستمع للفيلم ولكنها كانت تجلس تنظر إلى شاشة التلفاز .. ورغماً عنها ينتابها حنان فطري تجاههم.. تشفق عليهم فهي اكثر من يعلم ما يعنيه أن تحيا دون أم.. ولو تجمع العالم لتعويضك..!! حان وقت نومهم بانتهاء الفيلم لتجد المربية الخاصة بهم تدخل إليها مشيرة لساعتها بموعدهم .. ابتسمت لها مع هزة رأس ثم ساعدتها بنومهم.. لتدخل بعدها الى غرفتها المشتركة مع غسان.. أما هو كان يجلس بالداخل يعبث بهاتفه وهو مستلقي على سريره..؛وما ان دخلت الى الغرفة ابتسم بمكر هاتفا: -البونبوناية نورت المكان .. ايه ياحلوة ناسية جوزك.. جلست علي مقعد مقابل لها هاتفة بنبرة متعبة : -غسان.. احنا نهايتنا ايه سوا..! اختفى العبث من نظراته ثم نظر لها ب**ل وهو يستقم من جلسته على السرير هاتفا أمامها بنبرة باردة: -نهاية ايه.. عاوزة تطلقي.. همست من فورها : -ياريت.. انا تعبت من الحرب الي انا فيها ومليش ذنب . ثم قالت بنبرة عالية: _تعبت هز رأسه بعد أن أستمع لها. ملوحا بيده أمامها هاتفا بتقرير: -فريدة .. حياتك معايا اقبليها. احنا مكملين سوا.. نظرت له بصدمة تبعده عنها بقبضتها .. ولكنه امسك بيدها يقربها من وجهه.. تلفح بها انفاسه ..فرفعت نظرها له بقوة هاتفة بنبرة صارمة: -غسان ابعد..! لم يستمع لها.. وحقا هو لن يبتعد .. هو سيقترب.. وسينال ما يريد…! فاقترب منها يحاول أن يقبلها يتوقع منها استسلام ككل مرة؛ينتظر منها ضعف؛ولكنها ابعدته عنها بقوة .. قوة انثى يستطيع هو كرجل أن يدحرها ولكنه لم يفعل ؛بل حررها وتركها تفلت منه!! ابتعدت عنه مسافة ليست بالقصيرة تتحداه بنظراتها بينما تفكيرها بمكان اخر.. فتفكر غسان هل يمكنها أن تكمل معه.. خاصة بعد زواج موسى من ش*يقتها.. لما تشعر انه لم يعد لها احد ؛لما تشعر أنها وحدها من دفع الثمن لتلك الحرب . …. تتسائل اين تذهب..وكيف يمكنها أن ترى حب عمرها يتزوج من ش*يقتها!!! رأى عبراتها تتحرر من عينيها فهمس بحدة طفيفة وصوت خشن : -بتفكري في ايه يا فريدة..! وحينها جاوبته بصراحة.. دون اى اعتبارات : _ بفكر في موسى.. ثم هزت رأسها تصاحبها بضحكة ساخرة : _ متقلقش بقي جوز اختي.. وهنا ورغم كل ما يحدث هي ضعيفة مع ذكر تلك الزيجة فودت في تلك اللحظة أن يتعاطف معها أن يخبرها بضع كلمات تخفف عنها ولكن هي تعلم أن ذلك لن يحدث ابدا.. ولن يحدث.. غسان لم ولن يكن ذلك الرجل المراعي.. غسان شيء آخر! بعد حديثها ظل ينظر لها بعمق هامسا بخفوت : -كويس انك عارفة كويس إنه جوز اختك… احنت رأسها شاعرة بالألم والعذاب..فاقترب منها ثم رفع وجهها اليه قائلا: _انت معايا للنهاية... وبعدها ابتعد عنها قاصدا عن النوم..يخبرها أنها ليست بالخ** هنا..! همست بداخلها وهل كانت هي يوما خصم.؟! . فأي مجنون يقف امام الملك.. وهي مجرد طروادة انتقام..!! هي مجرد سبية حصل عليها من دجنة الظلام ونار الإنتقام.. هي هنا مجرد .. فقط مجرد..!.. ولكنها تتغير…!! أما هو كان يحاول النوم يفكر مالذي يجب عليه فعله!؟؟!!! الأسئلة تدور داخله وداخلها..التفكير يقتله ويقتلها… والهمس واحد أين النهاية؟!!!! نهاية الفصل.... .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD