باقي الفصل السادس

3852 Words
جالسة في غرفتها منذ أن جاءت إلى مصر, نورا الشيخ.. فتاة لعوب أو ربما هذا ما يظهر.. ولكنها لطالما احتاجت الحب والحنان الذي بخل به الأب مفرغه بالكامل لفريدة ش*يقتها الاكبر.. والاشقاء كان كل واحد منهم بوادي.. فمازن بعبثه ...وكريم كان قريبا لفريدة... وانزوت هي تشعر داخل منزلها بأنها مجرد فرد زائد.. لا حاجة لها , حتى والدتها لم تهتم بها الا لبث السموم والكره بداخلها تجاه فريدة , باخله عليها بالحنان, ولكن كيف تعطيها وهي لا تملك منه أي شيء.. فكانت النتيجة إنها التفت حول هذا وذاك تقنع حالها بأنها مطلوبة ..إلا أنها لم تصل لشيء.. لم تحصل على الحب , فكانت تخسر شيئا فشيء.!! طرق على باب غرفتها تبعه دخول والدتها هاتفة: -قاعدة لوحدك ليه يانورا ...مالك هزت نور كتفيها قائلة بلهجة فاترة: -Nothing mom ابدا مرهقة بس من السفر.. ابتسمت لها جلنار هاتفة بنبرة خبيثة: -طيب مش عاوزة تعرفي حاجة عن موسى.. التفتت لها بلهفة صائحة وهي تقترب منها هاتفة بحماس ورجاء: -بليز قولي ياماما... مطت جلنار شفتيها بأناقة هاتفة: -رغم اني مش موافقة على ارتباطك بيه, بس يمكن يبقي زي غيره انت كان ليكيfriendكتير قبل كده.. تأففت نورا من حديث والدتها إلا أنها تجاهلته قائلة: -ماما بليز قوليلي..موسى فين.. هزت والدتها كتفيها قائلة : -موسى سافر في شغل تبع شركته للساحل..كنت بكلم والدته عاملة نفسي بطمن عليه واني متأثرة عشان فريدة فقالتلي ان صاحبه خده معاه عافية عشان نفسيته كانت وحشة.. لم تكد جلنار انهاء حديثها , حتي قفزت نورا من مكانها لتهرول مسرعة باتجاه حقيبة سفرها الصغيرة تضع بها بعض الملابس والعطور الخاصة بها, بينما جلنار تتابعها بنظرها هاتفة بتعجب: -بتعملي ايه بانورا أجابتها سريعا وهي تغلق حقيبتها دون النظر لها: -مسافرة..لموسى صدمها الرد لتقترب منها صائحة: -موسى!!!.. انت اتجننتي طيب استني لحد فرح كريم مايخلص نفت وهي تنهي ارتداء ملابسها مقتربة منها قائلة بلهجة سريعة: -لا ..عاوزة اشوفه ..فرح كريم كمان يومين هاجي يومها..باي بقي ابقي قوليلهم اني سافرت اغير جو..سلام وانطلقت بعد ذلك مسرعة تقود سيارتها إلى الساحل حيث مقر عمل موسى متجاهلة والدتها . وربما هنا جلنار تعتبر الأمر لعبة كغيره...ولكن مالا تعلمه أن الأمر كان يتعدى ذلك بكثير, دون أن تدرك ذلك..!! *********************** في غرفة غسان وريتا بالقصر كانت هي تصرخ بعصبية وتوسل في مزيج مقهور بداخلها: -امي ارجوك لا تفعلى بي ذلك...ارجوك انا اريد ان اعيش مع بناتي.. ولكن والدتها على الطرف الأخر تأففت غير أبهة لنبرة ابنتها المتوسلة , فهتفت بجحود: -انتهي الامر ريتا , كفي ذلك ..العمل يحتاجك فتاتي.. كوني مطيعة كما اعتدت عليك.. يكفي اننا مررنا مسألة هروبك بالماضي. انهمرت دموعها هاتفة بنبرة متعبة من كثرة البكاء ترجوها بنبرة تقطر ألماً.. ووجعاً : -ارجوك امي ... ارجوك لا تفعلى ذلك لقد تركت لك كل شيء ...أرجوك اريد ان احيا نظيفة بعيدا عن كل ذلك.. كانت تخاطبها كأم ربما تشعر بها ولو لمرة بحياتها ..ورغم ذلك ردت لتصدمها أكثر , تؤلمها أكثر تزيد من حسرتها أكثر: -انتهي فتاتي ...لقد هربت لمصر بعد كل ما فعلته , هل ظننت اني لن استطيع الوصول لك.. مازالت حمقاء تشبيهن والدك الاحمق.. هدرت لها صارخة بهياج نابع من ألمها : -لا تتحدثي عن أبي بتلك الطريقة ا**تي .. لم تأبه لها ولم تكترث لنبرتها الباكية ,وصراخها إلياس مكمله حديثها ببرود تام ونبرة محملة بالتهديد: -انتهي الامر ريتا ...والا الثمن سيكن صغيراتك ..فكري جيدا صغيرتي ... انهت والدتها المكالمة مع دخول غسان الذي انصدم من مظهرها الباكي ..بل مظهرها منهار, فاقترب منها قائلاً بنبرة قلقة: -مالك ياريتا.. اهتز جسدها من شدة البكاء وشهقاتها تتعالى فرفعت نظرها الباكي تجاهه قائلة بيأس: -ابعد عني...وانت تسأل ليه..انا بكرهك اما من داخلها كانت تهتف: _هتوحشوني اوي اوي.. زفر بحنق وهو يجلس مقا**ها صائحا بغضب : _ انت متأكده من كلامك؛ انا مبقتش فاهمك.. **ت لثانية قبل أن يقول: _مش عارف ليه مش بتكحيلي عشان اساعدك حتي لو اتطلقنا انت ام بناتي...قوليلي فيها ايه انا مش قادر اصدق إلى بتقوليه .. انتظر منها إجابة إلا أنها هزت رأسها بنفي تخبره أن لا يتدخل وأن ما تقوله حقيقة , ثم انزوت على السرير تتكوم عليه بجسدها هاربة منه ومن تلك الحقيقة والمصير الذي يواجها مهما هربت منه تغمض عينيها الزرقاء على بقايا دموعها تحبسها بالداخل تكتم وجعها وحيدة, وهو خلفها يرمقها بحيرة حقيقة ,وللمرة الاولي يشعر تجاهها بالشفقة...ويشعر أنه حقا في تعب حقيقي.. فمنذ أن تعرف عليها وهو يحيا في غموض وحيرة،…!!! لكن بالنهاية ريتا تظل بالنسبة له والدة صغاره حاملة بداخلها الغاز هو لا يقدر على إجبارها بالبوح بها, وبنفس الوقت هو أكيد من حقيقة واحدة وهو انتهائهم, لم يعد هناك طريق قد يجعهم يوما..! الفصل السادس على إحدى الشواطئ جلس ينظر للمياه بتيه وشرود, كأنه في عالم آخر وأفكاره جميعها تذهب وتدور بداخله إليها .. الحبيبة المفقودة التي وشمته بعشقها منذ الصغر.. منذ أن حملها بين يده وهو في الخامسة من عمره.. يبتسم لها فتمسك بأصبعه تضعه بفمها ليتألم هو من تلك الأسنان التي بدأت في الظهور لديها..! ابتسم بحزن وارتجف قلبه بوجل ودمعة شاردة على خده الأيمن تخبره بوضوح لقد انتهى الأمر! مسح وجهه براحة يده ثم نظر حوله مرة أخرى عله يحلم ولكنه يحيا واقع ,فهو الآن ببساطة بالمدينة التي قد حجز بها بضعة ايام ليقضوا فيها عطلة زفافهم المحدودة من عمله.., والذي كانت بالمناسبة سيتخللها بعض الاعمال ..! تن*د وهو يغمض عينه يعود إلى تلك الذكرى عندما كانت تجلس معه بمنزل والدته التي تركتهم بعد أن توسل هو إليها.. هاتفا : -عشان خاطري ياماما اقعد معاها شوية.. ابتسمت والدتها تجيبه بتعنت بينما بداخلها ترق لحاله المدله بعشق فريدة: -يابني ما ينفعش البنت جاية تتغدي عندنا امانه .. ماينفعش.. قبل رأسها ويدها بطريقة جلبت الابتسامة لوالدته على مظهره المضحك فهتف برجاء: -خمس دقايق بس ياست الكل فرحنا قرب وعمي عبدالله مش بيخليني نخرج وهي بتتهرب.. ضحكت والدته بخفوت وهي ترفع بوجهه يدها هاتفة بحنق زائف وجدية واهية: -خلاص خلاص..انا هسيبكم خمسة كده.. ثم استقامت من مكانها مما جعل فريدة التي كانت منشغلة مع منار ش*يقة موسى الصغرى بحل بعض المسائل الدراسية تهتف بتعجب متسائلة: -ايه ياخالتوا رايحة فين.. ابتسمت خالتها بحنان هاتفة ببراءة: -مفيش عاوزة منار بس كده اقعدي انت مع موسى وانا جاية.. خرجت خالتها ومنار فالتفتت هي لموسى مبتسمة بخجل ,ثم جلست على المقعد المقابل له يبعد عنه قليلا مما آثار استفزازه, فاقترب منها جالسا على المقعد الملاصق لها هامسا: -وحشتيني .. وحشتيني.. اكتفت بهز رأسها دون ان تبادله الكلمات , مما جعله يمد أنامل يده يلمس وجهها يجبرها أن تنظر إليه.. رفعت نظرها إلى عينيه المشتعلة بالعشق .. تكاد تنطقه من شدة الصدق.. همس هو بعد أن طال ال**ت الذي اكتفوا خلاله بلغة العيون: -انا حجزت كام يوم في الساحل نقضي كام يوم كده بعد الجواز.. هتفت بخفوت: -ماشي.. امسك يدها ثم نظر إلى عينيها قائلا: -هو يعني هيبقي عندي شوية شغل متزعلىش ابتسمت له هامسة بعينيها دون أن تنطق بل**نها تخبره , بل تطلق له وعد صامت انها لن تحزن من الأمر, هي ببساطة تنطق له بالحب كما هو..! خرج من تلك الذكرى وقلبه يكاد يخرج من أضلعه لشدة الحزن الساكن به .. ارجع نظره إلى البحر ثم تن*د وهو يرمي بحصى للمياه يتابعها وهي تُحدث دوامة صغيرة حولها تتسع ثم تندثر وكأنها لم تكن .. وكأنها سراب كم تمني في تلك اللحظة ان ما حدث في الأيام السابقة مجرد دوامة وستندثر في الصباح.. فلقد اتشاق لها.. واشتاق كل شيء بها , اشتاق لفريدة .. لنظراتها.. لهمساتها.. للمسة يدها.. انه يشتاق..!! رنين لهاتفه أخرجه من شروده وأفكاره , فنظر إلى هاتفه الخاص إلا أنه كان رقم غريب ..! وعلى الطرف الآخر كانت هي تجلس ممسكة بهاتفها تنتظر منه أن يقوم بالرد على مكالمتها , كانت خائفة ودقات قلبها تكاد ت** اذنيها من شدة صخبها.. نقرت على المنضدة تنظر رده بترقب, إلى أن قام هو بالرد عليها بصوته الرخيم الذي سبب لها الارتباك وكأنها لم تتحدث لرجل من قبل..! -ايوه مين معايا اجلت صوتها وهي تضع يدها موضع قلبها قبل أن تجيبه بنبرة ناعمة ولكنها متوترة قلقة: -ازيك ياموسى..عامل ايه اجفل هو من الصوت الأنثوي القادم من هاتفه مما جعله يهتف بتساؤل: -مين معايا..حضرتك مين! اطلقت ضحكة خافته قبل ان تردف برقة والتوتر يرتفع معدله داخلها: -مش عارفني ..انا كده هزعل.. وصلها صوته المتأفف والحانق متحدثاً بعصبية طفيفة: -انا دماغي وجعاني انت مين .. وحينها اجابته مباشرة: -انا نورا ياموسى.. وسؤال متعجب اطلقه لها مرة اخري: -نورا مين انا معرفش حد اسمه نورا.. نغزه خفيفة اصابت قلبها الهائم به فإجابته كانت مؤلمة لها ولقلبها المتيم به.. ورغم تلك العبرات المختنقة بأعينها اجابت بهدوء: -انا نورا الشيخ ياموسى.. **ت دام لدقيقة او اقل .. وبداخله يهمس نورا ش*يقة فريدة .. تلك الفتاة ذات البشرة الخمرية .. تذكرها كانت تظهر دائما عندما كان يذهب لزيارة فريدة.. ابتسم هو بحنان قائلا بمودة وبداخله يهتف يكفي إنها ش*يقة الحبيبة: -ازيك يانورا عاملة ايه ..رجعت من لندن امتى.. تن*دت هي بارتياح عندما تحدث بتلك المودة , مجيبة إياه بصوت هادئ : -رجعت من يومين انت عامل ايه.. انا كنت هنا في الساحل بغير جو .. وعرفت من مامي انك هنا..قلت اكلمك.. باغتها بسؤاله الذي كان يود أن يسأله قبل حتى أن يسألها عن حالها: -عرفتي إلى حصل لفريدة.. اومأت برأسها وكأنه يراها , تشعر بالألم داخلها , +بالنهاية ايضا يحب فريدة. يسأل عنها! .. شردت قليلا تتمالك نفسها قبل أن تهمس باقتراح تستغل الأمر: -ايه رأيك لو اتقابلنا النهاردة .. ونتكلم شوية سوا .. عن إلى حصل.. اجل ستستغل حزنه وتيهه وشروده لأجل هدفها.. والاجابة أتتها بعد عدة ثواني بالموافقة.. وحينها بدأت تتهلل فرحاً وكأنه اعترف لها بالحب مثلا..! ولكن لا يهم سيعترف يوما ما .. هي تحبه وتعشقه وليس من العدل ان لا تحصل على الرجل الوحيد الذي أحبته بكل جوارحها.. ستقترب منه ببطيء وتجعله لا يستطيع الاستغناء عنها ..وسيعشقها يوما.. هي تستحق أن تحصل على الحب .. تستحق!.. كانت تكرر الكلمات بداخلها وكأنها تؤكد لحالها الأمر.. وتُصدق أنه سيعشقها يوما ما؟! و نسيت أن الحب شيء آخر..! ************************* جلست نيرة بتوتر وعينيها تدور حولها بقلق . كانت ترتدي فستان يصل إلى ما بعد الركبة , تنتظر كريم أو خطيبها كما يقال..! أخبرها ش*يقها الاكبر غسان انه سيأتي اليوم يخرجون سوياً حتي تظهر الامور طبيعية بعد انتشار خبر خطبتهم.. وربما يجب عليهم أن يرسموا لوحة بأنهم عشاق بعد معرفة الجميع بحادثة محاولة الاعتداء عليها, والذي كانت بمثابة فضيحة لها ولعائلتها رغم أن الجميع يعتقد أنها قد ثم إنقاذها ولم يتم الأمر.. أما هو كان يردد داخله مجموعة من الاكاذيب كلها اكاذيب هذا هو تفكيره وهو يقود بعصبية ويده تقبض على المقود بعصبية بالغة, لمحها من بعيد وهو يدخل إلى مدخل قصرهم تقف شاردة.. بفستانها الاسود المشبع بأبيض .. على هيئة وورد صغيره , هالة بريئة تشع من حولها.. ابتسم بسخرية وهو ينظر لها بقسوة ,فهذا النقاء والبراءة لا يليق بها .. لا يليق..! اقترب منها بعد أن ترجل من سيارته مغلقا إياها بعنف ..هاتفا ببرود : -مش يلا ولا ايه ..يا..نيرة اجفلت منه خارجة من شرودها على صوته البارد الساخر.. لتهمس له وهي تتحاشي نظراته القاسية الذي يحيطها بها: -يلا .. انا جاهزة.. ركبت بجانبه بعد أن دخل هو دون ان يبالى لها, لينطلق بها نحو إحدى المطاعم الراقية لتناول وجبة الغذاء, كما اتفق عليه.. بعد قليل كان يخرج من سيارته ليلتفت لها يفتح لها باب السيارة تحسبا لأن يراهم أحد.. كان ممسكا بيدها بخشونة ضاغطا عليها , يشعر بارتجافها ومحاولاتها بالتخلص من يده فهمس لها بنبرة ساخرة وهو ينحني بمستواها: -متتفزعيش كده .. ان كان علىا مش عاوز المسك اصلا..بس لزوم التمثيلية اللطيفة دي.. اصابها الغضب من طريقته في الحديث معها وألمها قوله بأنه لا يريد لمسها...فهمست له بصوت مكتوم يحمل تحذير: -متكلمنيش كده اوعى تكلمني كده تاني...انت فاهم ولا لا.. ابتسم رغم ما يجول بداخله من غضب جراء حديثها الأمر.. تلك الفتاة تملك جرأة ووقاحة أيضا.. فتحدث بنبرة هازئة: -وهتعملي ايه لو فضلت اكلمك كده ها..هتروحي لاخواتك تقوليلهم مش عاوزة اتجوزه.. كانا قد وصلا إلى طاولة الطعام...فأزاح لها مقعد لتجلس عليه...محافظا على ابتسامته الباردة قبل ان يمسك يدها وهو يكمل حديثه بقسوة: -للأسف مفيش غيري يداري إلى انت فيه..فاهماني طبعا بانيرة... اعطته نظرة ممتعضة , فضغط على يدها مرة اخري مكملا بنبرة حادة: -واوعي تكلميني كده تاني... اكبري واعقلي يامدام...! انهى جملته وهو يشملها بنظرة استخفاف رادفاً بنبرة محملة بالاستهانة يلقيها في وجهها بلا رحمة: -مش مدام برده...ولا انا غلطان.. اصل الصراحة ده شيء مش هجربه فبسأل! تجمدت من بشاعة حديثه معها وقسوته اللامحدودة.. تحبس دموعها بصعوبة بالغة ... هامسة باختناق: -لوسمحت ياكريم...بلاش الطريقة دي...بلاش ودون أن يعطيها رد متهرباً من نظراتها الباكية ... ثم اشار إلى النادل بالمطعم طالبا الغذاء يتناولونه وسط **ت تام...فقط ابتسامة كاذبة ترتسم على محياهم...وكأنهم عشاق ...و هل يمكن أن يصبحوا كذلك يوما ما؟... ! ***************************** دخل إلى المنزل يبحث عنها بعينيه .. تساءل بداخله تري أين هي الآن ! هل تبكي أم نائمة ..؟! أي وضع سيء هي به حاليا..! وصل بتفكيره عند تلك النقطة مما جعله يتذكر كل ما هو سيء مرت به ش*يقته نيرة.. هز رأسه ثم فتح باب غرفتها ببطيء غير عادته ليجدها جالسة على إحدى المقاعد في الشرفة شاردة في الازهار والخضرة المطلة عليها..! حالة من السلام والهدوء .. هذا ما كان يراه متجسد امامه بحالة فريدة , فكانت خصلاتها متناثرة حول وجهها .. تتلاعب به الرياح .. فيتطاير بجنون بينما هي تمد أناملها تحاول أن تبعده عن عينيها .. كان نظره مثبتاً على هيئتها البريئة وهو يقترب منها بخفة وببطيء حتى لا تشعر به ثم انتشلها من المقعد بيده ..ترتطم بص*ره العريض بطريقة سريعة , خرجت منها شهقة نتيجة ذلك الذعر الذي اصابها من اقترابه المباغت , كانت مصدومة تحدق بملامحها بأعين متسعة من أثر المفاجأة... ولكنها تمالكت نفسها فلم تحاول الابتعاد عنه ورغم اجفالها من حركته واضطرابها إلا إنها اخفت ذلك ببراعة ترسم البرود على وجهها.. همس لها وهو يتأملها بذلك القرب مستمتعا بتلك الخفقات المتسارعة بداخلها خوفاً: -ايه عاجبك الوضع..مبتحاوليش يعني تبعدي عني.. هزت كتفها ببرود هاتفة بتقرير وهي مازالت ملتصقة به , لا تحاول أن تبتعد عنه , بل هي ثابته مكانها : -وبعد مااعمل كده هستفاد ايه في النهاية إلى انت عاوزه هيحصل .. **تت قليلا قبل ان تنظر داخل عينيه مكملة بتساؤل متعجب: -ولا ايه..! ابتسم بسخرية, ثم رفع يده ليلمس صدغها بخشونة وأنامله تداعب فكها بينما يده الأخرى تتلكأ على منحنياتها الجسدية بتحد سافر أن تعترض.., بل هو يتحداها أن تعترض.. ورغم ارتعاشها ونفورها إلا أنها اعطته نظرة بارده هامسة بأذنه تخبره بقوتها وصلابتها: -عمري ماكنت ضعيفة ياغسان... عاوز تنتقم وماله..بس انا مش هنولك فرحة الانتقام...مش هخليك تشوف في عيني قهر.. تصلب جسده قليلا من نبرتها وكلماتها التي ترددت بداخلها كمزحة..! ثم ابتعد عنها بعد عدة دقائق ساد فيهم ال**ت ..لينطلق صوته ضاحكا من حديثها, هاتفا بتفكه وتسلية: - بس كده انا عمري ماهطلقك..اصل انا مش هسيبك غير لما اشوفك كده متدمرة...زي اختي بالظبط.. هزت رأسها فهي رغم كل شيء تشفق على تلك الصغيرة الذي دمرها أخيها ثم ولى هاربا.. أطلقت حيرتها على هيئة كلمات : -انا حقيقي صعبانة علىا اختك ..بس انا مليش ذنب في إلى عمله اخويا... انت غضبان ياغسان...مضايق عاوز تطلع غلطك وغلط اختك فيا..بس انا مليش ذنب..افهم ده كويس... حدق فيها قليلا بتمعن ثم انحني بجسده هامسا بالقرب من اذنها: -ده ايه التحليل والعمق ده ياديدا...عارفة كنت بحسبك بونبوناية بس...طلعتي محللة شاطرة اهو... ثم القى عليها نظرات غامضة, يتأملها طريقة جريئة ثم ابتعد ع عنها يسير بخطوات بطيئة ليجلس على أحد المقاعد هاتفا وهو يقيمها بنظره: -قوليلي ياديدا لسا بتفكري في موسى نظرت له بصدمة وغضب ,بريق مختلط يشع من نظراتها اشعره بالتسلية خاصة مع وجهها المحمر.. ربما غضبا... او خجلا... او الاثنان معا.. فرقع بيده صائحا بنبرة جافة غاضبة : -ايه روحتي فين , بتفكري فى موسى **تت قليلا تنظر له بصدمة شديدة , ولا تعرف كيف يسأل ذلك السؤال .. الجريء بنظرها, بقيت مكانها تحدق به بغضب ظهر من عينيها أنها تود لو تقتله , ولكنها اقتربت منه وهي تضع يدها بخصرها هاتفة بتحد وهي تعانق نظراته: -لا ازاي ساعات بفكر بن خالتي برده **تت قليلا ثم ابتعدت عنه هاتفة بكبرياء اعجبه: -بس مش شايف ان سؤالك غريب رفع احدي حاجبيه بدهشة من فعلتها الغريبة عندما اقتربت هي منه وتلك الكلمات التي ختمت بها, إنها هنا تتحداه..! لقد تفاجأ يعترف بذلك ورغم أن كلماتها يجب أن تغضبه ولكنه كان في وضع متسلى للغاية , يبتسم لها ببرود هاتفاً مرة اخري دون أن يعطي أي إهتمام لكلماتها ومن داخله يعلم أن خوفها منعها من التفكير في الخطيب السابق: -لا غريب ولا حاجة عادي يافريدة بسأل ثم اقترب منها ممسكاً بوجهها هاتفا بنبرة قاسية: _بس مرات غسان متفكرش في غيره يا حلوة.. وبعدها عاد لموضعه كما كان...!!! ثم ساد ال**ت بينما هو يراقب ويتمعن بها وهي تقف أمامه كالطفلة مذعورة .. ولن ينكر ان تلك البريئة تف*نه كأنثى وتؤثر به ..براقة تحمل العديد من الوان الحياة.. التي يعزم على امتصاصها .. هو الان يكبح غضبه.. يخفيه جيدا...! أما هي فكانت تقف مكانها, تثبت له أنها لا تخاف منه ولكنها لم تعلم أنها بتحديها ذاك تستفزه بطريقة غريبة.. أنها تشعله , تفعل مالم تفعله غيرها..! كانت بالفعل نظراته تراقب قطرات من العرق تتناثر على وجهها من شدة التوتر المنثور بالجو, فكان يتابع تلك القطرات وهي تنحدر إلى جيدها وبعدها تختفي داخلها.. اشتعل بداخله هذه الفريدة تستفزه بطريقة غريبة.. ورغم ذلك بقي مكانه ينظر لها بتمعن هاتفا بثبات: -قربي يافريدة.. اقتربت منه ..بتردد تشعر تلك المرة ان الأمر ليس بالهين, لقد أخبرته بكل بساطة انها تفكر بموسى!! كانت تقترب بخطواتها البطيئة شاردة بعقلها, حتي جذبها من يدها يجلسها على قدمه.. وبداخله يستدعي شيطانه أن يحضر... وابتسم حينها تلك الابتسامة التي ترعبها ...! ليتحدث بعدها وهو يمسك بخصرها بقوة: -نتمم جوازنا النهارده, واخليكي تحضري فرح اخوكي..ايه رأيك ياديدا.. امعنت النظر به وبداخلها تتوق حقا لرؤية عائلتها ولكن ما يطلبه صعب للغاية أن تقدم على فعله.., كيف يطلب منها ذلك ما باله الليلة..! داعب ظهرها بأنامله هامسا بأذنها مرة اخري بطريقة مثيرة خافته: -صدقيني هخليكي تحضري ... وهخليكي تشوفي عيلتك في الوقت إلى تحبيه.. اصابها بعرضه فهمست بنبرة ذاهلة: -هتخليني اشوفهم واخرج بجد هز رأسه وهو يعض شفته السفلي قائلا بمكر: -اه بجد...ها ايه رأيك كانت شاردة في عرضه بينما هو يتجرأ بيده ايضا أكثر وأكثر, وبلحظة كان ينثر قبلاته على جيدها ببطيء مثير..! تزداد لمساته وتزداد قبلاته... وفجأة كانت يده تتسلل إليها يلامس بشرتها الناعمة...وحينها انتفضت بعيدا عنه بوجه شاحب صارخة مما هي مقدمة عليه: -لا...لا إلى انت عاوزه مش هيحصل ..انسي..! ولكنه في تلك اللحظة كان اقتصها بين احضانها مزمجراً بخشونة وعصبية هامساً: -فريدة...الموضوع منتهي ...دلوقت هيتم جوازنا...خليكي هادية عشان مزعلش منك...واخليكي ترجعي شغلك وتحضري فرح اخوكي...وبعدين انا كده كده هاخد إلى انا عاوزه... دمعت عينيها و توقفت بعدها عن أي مقاومة له... تعلم أنها بلا فائدة تذكر, وبالنهاية سيتم الأمر كما يريد هو.. وأكثر... أما هو فكان يزيح عنها ما ترتديه ورغم ارتعاشها خوفا منه ومما هي مقدمة عليه, إلا أنها كانت تمثال بارد بملامح متعبة جامدة خالية من أي تعبير يذكر., ورغم عنها كانت تتذكر ان بعد يومين كان سيقام زفافها هي وموسى, بعد يومين كانت ستزف كعروس .. ولكن الآن انتهي الحلم.. انتهي كل شيء.. انتهي الأمل .. وبدون مقاومة... كان هو على وشك الوصول لها ان ينهي ما بدأه ولكنه ابتعد عنها فجأة , كانت مستلقية على ظهرها , تحدق في الفراغ بشرود وأعين محتقنه بالدموع... كانت تغمض عينيها بشدة ثم تفتحها مرة أخرى...! متمنية أن ما يحدث مجرد كابوس , كانت تنتظر اللحظة الذي سينتهي فيها ولكنه ابتعد , تعجبت من ابتعاده.., وهي تحدق بملامحه بصدمة تتساءل هل ابتعد حقا ؟! هل سيتركها لحالها؟! كان يتأملها وهو يعلم جيداً ما يدور داخلها فامتدت انامله ليمسح دموعها هامسا ببرود زائف: -تؤ تؤ...مالك ياديدا بتعيطي ليه ياروحي... انتفضت من مكانها ثم ابتعدت عنه تلف الشرشف حولها هاتفة بصراخ: -ابعد عني انت ايه مابتحسش...مش انسان...حرام عليك.. انت عاوز تجنني , عاوز تخوفني .. اقدر اعرف ايه معني إلى عملته ده هب من السرير مرتديا سرواله القطني...يمسكها من جذعها متحدثا بقسوة: -لا مبحسش ...وبعدين مالك بس هو ايه حصل غلط...ده انا جوزك حتي يافريدة..ومن حقي اعمل كده واكتر, ولا زعلانة اني بعدت عنك.. انتفضت من بين يده صارخة بوجهه: -انا بكرهك...بكرهك..ابعد عني رفع حاجبه قائلاً بدهشة مصطنعة: -بتكرهيني ليه بس...كده زعلتني منك يابونبوناية... ثم اطلق ضحكة خافته هاتفا : -هو في حد قالك اني بحبك ولا عاوزك تحبيني يافريدة ...اكرهيني براحتك...بس ابعد دي مش هتحصل... وبعدين يافريدة انا حتى اشفقت عليك ومكملتش وسبتك .. وبغتة كان يقترب منها يزيل عنها الشرشف...ليظهر عريها أمامه ودون أن تقدر على أي مقاومة...همس: -انا زعلى وحش يافريدة, وافتكري كويس انا اقرب وقت ماحب وابعد وقت ماحب.. وللمرة الثانية كان يأخذها بين احضانه يلقيها على سريره الذي كاد أن ينتهكها به للمرة الاولي ...! كان ينشد النوم , يفكر بجنون كيف ولما ابتعد عنها؟! هو رغماً عنه شعر بحقارة ما كان هو مقدم على فعله ..وإن كانت صامته لا تقاوم فالأمر شعر وكأنه إغتصاب..! تن*د ملقياً نظرة على ملامحها الحزينة ثم استقام من جانبها خارجا من الغرفة صافعا الباب خلفه بحدة.. تاركا إياها خلفه تبكي .. تكتم شهقاتها بصعوبة..! بينما غضبه هو يتصاعد من كل ما يحدث! وما هو فيه طبيعي فهو لم يقرب لأي امرأة منذ أكثر من عام.. ورغما عنه تذكر هنا ريتا!! ********************** في اليوم التالي كان يامن يجلس في مكتبه وبرفقته ميرال يتحدثون عن العمل , كانت تناقشه بخبرة سيدة اعمال ناجحة, تثير اعجابه وتقلب كيانه كرجل.. بعد الانتها من امضاء ال*قود اسبلت هي أهدابها وهي تمط شفتيها المصبوغة بأحمر قاني...هاتفة بنعومة راسمة تلك الابتسامة التي توحي بالعديد والعديد : -طيب بالمناسبة الحلوة دي , ايه رأيك نحتفل واعزمك على الغدا... اتكئ على مقعده بأريحيه يرمقها بتسلية داخليه يقيمها بنظره ويعلم جيداً انها معجبة بهذا التقييم , ثم يعتدل قائلا بهدوء: -وماله معنديش مانع ... نتغدي سوا ارجعت خصلة من شعرها خلف أذنها ثم اطلقت ضحكة خافته ومثيرة وهي تقول بنبرة خافته: -شكلنا هنبقي good friendsيا يامن... بادلها الضحكة بابتسامه جانبية ارتسمت على ثغره , متحدثا بنبرة خشنة مؤكدا حديثها: -جداااا...انا حاسس كده برده... التقطت هي نبرته العبثية...لتعلم أنه لن يكن من الصعب الحصول عليه ابدااا...! وبالنهاية هي لم تعتاد أن لا تحصل على ما تريد... وهي ارادته منذ اللحظة الأولى التي شاهدته بها.. أرادت أن تملكه هي أنثى لا تأبه لشيء ..! وبدون أي مقدمات هتفت باقتراح جريء ونظراتها المتلاعبة تحيط به: -ايه رأيك لو نتغدي عندي في بيتي... رفع حاجبه متصنعاً للدهشة والعجب ولكنه كان يتوقع خطوته تلك , هو أصبح يعلم خطواتها جيداً فاقترب منها بوجهه هاتفا بخفوت مثير: -موافق ...نتغدي في البيت..عندك.. وبموافقته كان يعلم أنه ذاهب في طريق لا يعرف إلى أين يقوده , بموافقته هو يضع بيده حجر الأساس في طريق الخيانة لمريم..! خرج من شروده على صوت رنين هاتفه , نظر إليه ليجد أن المتصل لم يكن سواها (مريم).. اعاد نظره إلى ميرال الواثقة بحالها.. تجذبه كرجل... بطريقة غريبة ... وهي بتصرفاتها يعلم أنه يعجبها وبشدة...كان حائراً هل يجيب على زوجته أم يذهب مع تلك الواثقة الجريئة.. كان هناك صراع لحظي بين صوت الضمير الذي يخبره أن زوجته لا تستحق ما هو مقدم عليه.. والآخر صوت الرغبة والتشويق أن يتذوق ويجرب ..! تأفف وببساطة أغلق هاتفة بعد أن بعث لمريم رسالة بأنه سيتأخر الليلة ولا تنتظره على الغذاء... لينتهي بذلك الصراع وي**ت صوت الضمير إلى إشعار آخر! في الجهة الأخرى كانت مريم تقرأ رسالته بحزن ...كم تمنت أن تتناول معه الغذاء اليوم...! ماذا تفعل بقلبها هي تشتاق إليه دائما... تتعلق به بطريقة ربما مرضية ... ولكن ماذا تفعل ,هو أول رجل بحياتها.. هي ببساطه تعشقه... دخلت والدة زوجها غرفتها هاتفة أمام وجهها تجردها من حالتها الشاردة: -مريم...مالك يابنتي , انا بخبط من فترة روحتي فين.. خرجت من شرودها هاتفة بنبرة جاهدت أن لا تكن حزينة: -ابدا ياماما مفيش... ثم اردفت تخبرها: -يامن مش هيجي على الغدا... اشفقت مني عليها فجلست بجوارها على السرير تربت على ظهرها بحنان قائلة: -وده مزعلك يامريم...يابنتي شغله كتير مش عاوزاكي تزعلى, وبعدين يلانتغدي سوا, ونحاول نخلي نيرة تتغدي معانا... ابتسمت لها مريم ثم هزت رأسها قائلة : -تمام ياماما, يلا بينا انا كمان نفسي نيرة ترجع بينا تاني زي الاول... ************************ في تركيا كان يجلس بهيبته في حديقة منزله.. يتأمل الطبيعة حوله ..متذكرا أخيه الغير ش*يق, هو من أم تركية وأخيه من أم مصرية ... تذكر مكالمته الأخيرة له أن يعتني بابنته ,وبعدها انقطعت اخباره ليعلم بعدها عن وفاته ... حاول أن يبحث عن ابنته إلا أن الأمر كان عبثا, وإلى الان هو يبحث ولكن اين هي؟...! صوت ولده الاكبر(عثمان) قطع شروده...وهو يقترب منه هاتفا بصخب فرحاً : -لقد وجدنا ريتال ابي... اخيراا وجدناها *************************************
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD