انا هتجوز كمان يومين ....
لم تهتم لما يقول بل لم تلتفت بالمرة جامدة هي بلا انفعالات.
ساد ال**ت قليلا قبل أن يتبع حديثه بابتسامة باردة وبداخلها يتمني استفزازها فتغضب ولو لمرة واحدة:
-ايه رأيك يا ريتا...
أشاحت بنظرها تبادله تلك الابتسامة الباردة , تكمل عبثها بهاتفها الخاص , تقريراً منها أن الأمر لا يعنيها بشيء....
اقترب منها مبتسماً بسخرية, بينما هي تجلس ممددة على سريرها بغلالتها العارية...تظهر بشرتها الخمرية بسخاء .. وبجانبها كأس من النبيذ الذي من الواضح أنها شربته بالفعل رغم تحذيره عن فعل ذلك بالمنزل..
كان يقترب منها وهي مازالت على وضعها تنفث سيجارها بلا مبالاة وبرود, تأملها بنظراته لثواني أو لدقائق ...
قبل أن يستمع إلى همسها الناعم الذي كان يجعله في الماضي داخل هالة وردية زائفة...
إلا أنه الآن لا يشعر بشيء فقط يشعر بحيرة وتشتت :
-اااه ...وهتتجوز بقي بنت لسا انت أول حد في حياتها
لم يتأثر ...باقياً في مكانه كما هو , وبداخله يتساءل كيف كانت تف*نه ...!
ذلك الهمس الذي كان يحمله لعالم العشق والهوي ..
ينغمس فيه..
يصبوا إليه..
بل ويتوق للمزيد...!
ولكن الآن شيء آخر ,ورغم ذلك هو من داخله لا يكرهها...لا يعلم هناك شيء يثير حيرته!
وهنا كان قد نسي أن الوردي لا يليق بعالمه...!
ساد شروده قبل أن تقترب منه تتلمس حنجرته بأناملها الناعمة .. تهبط إلى بشرة ص*ره السمراء الظاهرة من فتحة قميصه الأبيض , لتقترب من أذنه هامسة بنعومة صوتها :
-وياتري هتكون مرتاح معاها ...
تشنج جسده بعد كلماتها التي أثارت حيرته وغضبه فأي راحة تلك فمنذ زواجهم وهو يعيش بحيرة وتشتت, و فقط استغرق الأمر..
ثانية...
اثنان ...
ثلاثة...
وصوت الصفعة كان يجرح سكون الغرفة...
وتلك الصفعة قبل أن تقع عليها كانت تصل داخله مدوية كالانفجار ...
بالنهاية هو من اختار.. والنتيجة زوجة خائنة وبناته التوأم...!
القى نظرة عليها إلا أنها كانت تنظر بعيدا شاردة دون أن تذرف دمعة واحدة, ولولا تلك الكدمة التي تزين خدها من أثر صفعته لأعتقد أنه لم يفعلها.. من شدة جمودها وتصلبها..
كاد أن يصفعها مرة اخري يود أن يرى دموعها ولو لمرة واحدة , فحتي عندما علم بخيانتها هي لم تدافع فقط ألقت عليه نظرات جامدة وكأنها لا تهتم..!
اعتقد أنها ربما تهرب منه عندما ينوي السفر ولكنها لم تهرب وتشبثت به بل وسافرت معه إلى وطنه مصر..
هي حقاً تثير حنقه وتعجبه بنفس الوقت..!
تشعل بداخله الحيرة... لا تريحه وهو يتمني لو فقط تريحه!
صوت هاتفه الخاص اخرجه من تفكيره بها واوقفه عن صفعها مرة اخري مخرجا طاقة غضبه عليها بل وغضبه من كل شيء...
أجاب هو بصوته القوي , وحينما أتاه صوت الطرف الاخر يخبره بعض الأشياء الهامة كما أمره , وتحولت نظراته للقسوة...
فابتسم ابتسامته القاسية.. قائلاً بعدها بهدوء قاتل :
- انا جاي حالا ...جهزوا نفسكوا
اغلق الخط ثم التفت إلى ريتا هاتفا بنبرة باردة .. جامدة:
-انا رايح اتجوز ياقلبي سلام..
**********************************
في قصر عائلة الشيخ...كان قد وصل موسى وبرفقته والدته (فاطمة) ...في انتظار المأذون ليعقد قرآنه على حبيبته (فريدة).
كان ينظر لها بحب و من داخله لا يصدق أنه وبعد دقائق ستكتب هي على اسمه أخيراً..
أما هي كانت تجلس بجانب والدها تتنظر تلك اللحظة التي ستكتب بها على اسم موسى حلمها منذ الطفولة, هذا الحلم الذي بات وعد لحياتها الجديدة بالأمان والدفيء..
رفعت نظرها له لتجده يغمز لها بمرح مما جعلها تشهق من الخجل.., فأبعدت نظرها عنه وهناك قبضة بداخلها غصة تجتاحها ألم , تود أن تصرخ!
هي الآن تبحث عن من يطمئنها ولكن من يطمئنها فهي ربما في غضون دقائق تصبح زوجته...وهكذا ينتهي هذا الكابوس الذي ظهر فجأة ,قاصداً أن يحيل عالمها الوردي إلى رماد...
وربما.. لا!
بعيداً كانت هي جالسة على إحدى المقاعد بثقة ونظرات متشفية بالقادم.. لقد قامت بالفعل بالاتصال بأحد الأشخاص المكلفين من غسان بمراقبة قصرهم, بعد أن استطاعت شرائه ..
لقد أخبرته بخبر هذا الزواج, وبالتأكيد هو أخبر سيده..
ازدادت ابتسامتها المتشفية مقدماً فهي اخيراً ستنتقم في شبح تلك المرأة الذي يطاردها إلى الآن بابنتها, ستنتقم من روح غريمتها تلك التي ظهرت بحياتها ليهيم بها عبد الله بن العم الوسيم ...
كانت ترسم عالمها كما تشاء منتظرة ذلك اليوم التي ستتوج به كعروس لابن العم...إلا أنه فاجئهم برغبته بالزواج بها...(ورد)والدة فريدة
خرجت من شرودها عندما وصل المأذون , وعندها اطلقت فاطمة والدة موسى زغرودة فرحاً بذلك ...
فتطلعت هي إلى مدخل القصر.. ينتابها القلق والتوتر من تأخره ..إلا أن كل هذا تبدد إلى فرحة وتشفي عندما كان هو يدخل إلى جلستهم هادراً بصوت قوي ونبرة ساخرة :
-ازيك ياعبد الله بيه , ولا اقول ياعمي ولا حمايا.. اختار وانا هنادي...شوفت انا مؤدب ومحترم ازاي...!
لم يستطع أحد أن يتفوه بكلمة بعد ما قاله ربما من الخوف, وربما من الصدمة...!
جال هو بنظره بغطرسته المعتادة وربما يشعر بلذة الانتقام لهذا الرعب والخوف والقلق... من أجل ابنتهم, المرتسم على وجوه الجميع..
كم كان سعيدا وهو يري هلع عبد الله على ابنته وملامح الخوف تتغلغل مع علامات تقدم السن..
بينما كتفيه المتهدلين من الصدمة وشحوب وجهه كان شيء أخر, أجل هو سعيد بذلك لأن تلك هي كانت حالته عندما وجد ش*يقته بالمشفى..!
جلس على إحدى المقاعد يضع قدم على الأخرى. ينتظر منهم الحديث, حتي انطلق موسى بصوت قوي غير مبالياً بشيء اخر ولا بقوة الجالس أمامه, فقط هو كان يفكر بشيء واحد هو لا يستطيع أن يخسر فريدة:
-حماك ازاي يعني , انت متعرفش ان انا وفريدة فرحنا اخر الاسبوع...انا شايف انك تاخد بعضك من سكات وتمشي...
انتهي من حديثه .. ليرمقه غسان بنظرات لامبالية , ثم امسك بهاتفه يعبث به قليلا ثم رفع شاشته أمام أنظار موسى القريب منه والتي كانت تعرض صورة لفتاة !
ليقف من مكانه يقرب منه شاشة هاتفه اكثر لتض*به الصدمة, تشنج جسده واشتعل بداخله الغضب من حقارة الماثل أمامه..
فالصورة لم تكن إلا لش*يقته الصغيرة (منار) , انقض موسى بعصبية وغضب على غسان يلكمه بقبضته فاقترب حينها حرسه الخاص من موسى يمسكون به ,ليرمقه غسان بعدها بنظرة باردة هاتفا وهو يشير لرجاله أن يتركوه :
-انا مش هردلك الض*بة دي, انت معذور برضه اختك الوحيدة إلى لسا في ثانوي , واكيد في ميت سيناريو جه في دماغك
انخفضت نبرة صوته لتصبح كالفحيح :
..امممم بص بقي اختك دلوقت في شقتكم لوحدها لسا واصله من الدرس حالا احنا ممكن نخ*فها و....
**ت قليلا يتابع بعدها بلهجه و**ة:
-وبصراحة رجالتي عاوزين يتسلوا فممكن يتسلوا بيها...
رمقه موسى بشراسة وبداخله نار ش*يقته بين يد هذا الشيطان...أو حبيبته ...!
أيهما أهون ...؟
من يختار؟ , انتابته الحيرة وتملك منه العجز... شعور بوخز قاسي وحاد ينحر قلبه بلا رحمة...
سكاكين تغزر بقلبه.. وهنا هو منتهي لا محالة..!
أما هي كانت ساكنة بأحضان والدها الذي كان يربت عليها بأيدي حانية وربما مرتعشة ...