فرط الياسمين

فرط الياسمين

book_age12+
27
FOLLOW
1K
READ
drama
tragedy
comedy
like
intro-logo
Blurb

إذا مررت بجانب شجرة الياسمين وأردت استنشاق رائحتها

العبقة الرقيقة ولمسها ومع نزع إحدى هذه الزهرات لمجرد

الاستمتاع بعبقها لن تدوم بل ستزول.

هكذا هن النساء تكون رائحتهن عبقة وبجرحهن ستزول

رقتهن ويصبحن وجه آخر فإياك وفرطهن

chap-preview
Free preview
الفصل الأول
"أعزائي المشاهدين نقدم لكم بونبوناية الرقص،أبانوس الشرق إينااااااار" دلفت(إينار)ببدلة رقصها الفيروزية وشعرها الأسود الغجري الذي يصل إلى نهاية قدها خافيًا ظهرها العاري. وبدأت في التمايل على موسيقى الفرقة الجالسة خلفها وتمازجت الطبلة مع آلة العود لتكون أفضل موسيقى شرقية وكانت(إينار) تتمايل بخفة ورشاقة وكأنها غزالًا ينطلق في غابته من هنا وهناك وشعرها يتطاير بلونه الفحمي وينساب على كتفها الأيمن إلى أن انتهت الموسيقى وقامت من موضعها وهي تحيي الجمهور الذي هتف باسمها حبًا وعشقًا وكان من بينهم عينين زرقاوين تراقبها وبغيرة واضحة. وجاء رجلًا مترنحًا يحاول إمساك يدها يغازلها بعيون متفرسة وو**ة لجسدها الغير مستور: -تعالي يا قمر إشربي كاس معايا بصحة جمالك اللي يهبل ده. ولكن(إينار)سحبت كفها من يده هاتفة بغضب وهي تشوح بكفيها بطريقة لاذعة: -لا والله على أساس إني رقاصة بقا ففاكرني عادي هقعد معاك وأسليك ومش بعيد تاخدني أقضي الليلة معاك،لا يا روحي،لا يا عيني دا أنا(إينار)اللي اسمي من نار. ثم انخفضت آتية بمداسها ورفعت جزعها مرة أخرى مهددة الرجل الذي أفاق من سكره بسبب إهانتها له وأمسكت (إينار)خصيلات شعرها مكملة بلذاعة أكثر: -وحياة شعري ده إن ما مشيت من هنا لأخلي اللي ما يشتري يجي يتف*ج. وساد الضحك في القاعة من رد فعل(إينار)وألقت هذه الأخيرة مداسها على الأرض ثم أشارت للرجل بسخرية: -يلا يا حاج متهنش نفسك أكتر من كده أشكال تق*ف. وأدارت ظهرها راحلة والجالسون ما زالوا يقهقهون. ظل الرجل واقفاً غير مصدق لما تسمعه أُذناه من إهانات هذه الفاتنة وجاء حرس المكان وأخذوه خارجاً وهو يهتف بعد أن أفاق: -والله لاوريكي يا(إينار)أنا تعملي معايا كده أنا هوريكي. دلفت(إينار)إلى الردهة ولكن قا**ها(حلمي)صاحب الملهى ذو الشارب الرفيع هاتفًا في وجهها: -و بعد هالك يا ست(إينار)هتفضلي تهزئيلي في كل زبون كده مينفعش كده يا روحي. شهقت(إينار)بطريقة فجة ووضعت إبهامها وسبابتها أسفل فكها ووجنتها: -أومال إيه اللي ينفع يا(حلمي)بيه إني أروح مع الشايب ده بيته و أفتح للزباين؟ رفع(حلمي)حاجبه الأيمن وبنبرة خبيثة: -وماله؟ مش ده شغلك ؟ صرخت (إينار) في وجه(حلمي): -لا يا عينيه مش ده اللي اتفقنا عليه يا(حلمي)بيه أنا قايلالك أنا رقاصة وبس. لكن "فتاحة" نو يا عيني مينفعش يا شيري مش(إينار)، أنا أه شمال بس ميبقاش شمال و نص يا عنيه. اقترب منها(حلمي)ونظر إليها بش**ة وهو يلوك بفمه علكة: -طب ايه رأيك يا بت أسترك و نتجوز. أطلقت(إينار)ضحكة صدحت في أرجاء الردهة وهزت رأسها: -ما أعطلكش يا(حلمي)بيه مش أنا سوري إيتس توو لايت. وذهبت بجسدها المتمايل إلى غرفتها وأغلقت بابها في وجه (حلمي)الذي ابتسم وعينيه تطلق نار: -وماله مسيرك تيجي تحت رجلي يا(إينار). أغلقت(إينار)الباب خلفها جيدًا بالمفتاح لتخلع من على جسدها الخمري بَدلتها خلف ساتر الملابس الخاص بها وترتدي ثوبها الأحمر الناري الذي لطالما أحبت هذا اللون وبجنون ثم جلست أمام مرآتها تلعن هذا السكير الذي عكر صفوها بعد تأدية رقصتها و(حلمي)الحقير التقطت محرمة معطرة تزيل زينتها: -أشكال تق*ف جته الأرف بوظلي مودي ابن الفقرية ده أوفف والزفت اللي اسمه(حلمي)ده داهية تاخده هو واللي زيه، استغفر الله العظيم يا رب. وضعت المحرمة بسلة المهملات ثم أخذت قلمها الكحل وكانت تضعه على عينيها وتفتح فمها بعض الشيء من شدة التركيز ثم سمعت صوت خارج نافذة غرفتها التفتت وهي ترفع حاجبًا ،قامت من مجلسها متجهة إلى النافذة المفتوحة ولكنها أزالت الستائر جانبًا بعض الشيء وفتحت سوداويتها عن آخرهما فما سمعته ورأته لفت انتباهها وبشدة. **********  بعد أن طُرد هذا السكير من الملهى الليلي وتهديده إلى (إينار)الذي صاح به وهم يطردونه خارج المكان قد اقترب من سيارته الفارهة متكدرًا وجد رجل طويل القامة يخطو بجانبه قائلًا بهدوء: -تصدق إنك فعلاً راجل مهزأ و(إينار)دي كانت المفروض تنسل الجزمة اللي في رجليها على وشك. وقف والتفت السكير إلى الرجل وهتف غاضبًا وهو يشير إليه باحتقار: - إنت إزاي تكلمني كده أصلاً يا حيوان انتَ؟ انتَ مش عارف انتَ بتكلم مين؟ انقلب وجه الرجل لوجه مخيف وهو يمسك السكير من طوق قميصه ويقربه منه مما جعل السكير ينظر إليه برعب ووجد أن ملامح الرجل لشاب في الثلاثينات من عمره بعينين زرقاويتين وحاجبين متوسطي الكثافة وذقن نامية بعض الشيء بجسد رياضي متناسق وعلى كل ذلك يبدو من الطبقة الراقية بملابسه شديدة الثراء ثم أخرج السكير من شروده صوت الشاب الذي قال بسخرية وبنبرة مخيفة بحق: -الحيوان ده ممكن يمسحك من على وش الأرض لو جيت ناحية(إينار)تاني عارف ليه؟ هز السكير رأسه وقد طارت آثار الخمر من عقله بالكامل فأكمل الشاب بنبرة أكثر غضبًا : -علشان(إينار)دي تبعي محدش ييجي ناحيتها واللي يمسها بكلمة مش يمسك إيدها زيك كده أولع فيه إياك أشوفك هنا تاني لو شفتك هنا هحرقك حي فاهم. ودفعه الشاب للخلف بعنف مما جعل الرجل يرتعش من رأسه حتى أخمص قدميه وذهب إلى سيارته يفتح بابها بسرعة ودلف بداخلها منطلقًا كالبرق وكأنه رأى شيطان وليس إنسيًا. تأمل الشاب النافذة التي فُتحت وأطلت منها(إينار)فاتحة فاهها كالبلهاء تراقب الموقف منذ بادئ الأمر. اقترب منها الشاب وابتسم بجاذبية متكأ على إطار النافذة: -ازيك يا أبانوس الشرق؟ ضحكت(إينار)ضحكة أذابت عقل الشاب ثم نظرت إليه بمرح: -هي هيء أنا أبانوس الشرق ده لقب على فكرة اسمي (إينار). أكمل الشاب بمرح أكثر وهو يغمز بعينيه: -اللي اسمها من نار. ضحكت(إينار)أكثر ثم اتكأت مثله على إطار النافذة وخصلاتها السوداء اللامعة تنساب بجانبها: -الله بقا دا انتَ متابع الموضوع من أوله. اقترب الشاب مبتسمًا بثقة: -طب بذمتك مش ظبطه؟ (إينار)وقد اهتز قلبها النقي غصبًا من ثقة الشاب ووسامته وعينيه التي شعرت أنها سبرت أغوارها: -لأ ظبطو صح يعني؟ إلا قولي بقا انتَ اسمك إيه؟ تراجع الشاب وما زالت ابتسامته على شفتيه: -(يوسف عدنان الكيدي). هزت(إينار)رأسها ورفعت إحدى حاجبيها بتعجب: -الكيدي؟! وحش منتجات الأغذية؟ ابتسم(يوسف)متسائلًا: -انتي مثقفة كمان؟ قالت(إينار)مدافعة وهي تشير إلى ذاتها: -أه طبعاً وأنا همنع الثقافة عني ليه؟ علشان رقاصة يعني؟ أنا تعليمي متوسط لعلمك. ضحك(يوسف): -والله ما قصدي انتي شكلك مختلف عن الرقاصات التانين وبصراحة أول مرة اشوف رقاصة ترفض كاس رغم إن المكان ملغم بكوارث. ضحكت(إينار): -وأي كوارث إنتَ مشكلة يا(يوسف). طب لما انتا حلو كده وشايف إن المكان هينفجر في أي وقت من الكوارث اللي فيه موجود فيه ليه؟ اقترب(يوسف)أكثر بوجههُ من وجه(إينار)حتى تنفست عبقهُ المثير وقال بصوت أكثر دفئ: -علشانك يا(إينار). ثم عاد(يوسف)يقف معتدلًا وهو ينظر إلى ساعته الثمينة: -أنا ماشي دلوقتي يا ريت تاخدي بالك من نفسك وصحيح؟ (إينار)بشرود: -ها؟ حاضر. قول عايز إيه؟  (يوسف)وهو يشير إليها بصوت صارم بعض الشيء: -بكرة في فقرتك مشوفكيش بالبدلة دي تاني علشان مفتوحة زيادة عن اللزوم أحبك أكتر في بدلتك السودا المقفلة دي اتفقنا؟ هزت(إينار)رأسها إيجابًا بدون تردد: -حاضر. ابتسم(يوسف)لانصياعها وغمز وهو يلوح لها بيده: -سلام يا (ناري). وتركها ولكن(إينار)المسكينة أغلقت نافذتها وجلست على مقعدها وهي عاجزة عن لم شتات نفسها. ماذا فعل هذا الغريب فيها؟ ولما شعرت بغيرته؟ إنه أول شخص يدلف لمشاعرها ولحياتها الخاصة لقد أوصدت هذا الباب ولكن (يوسف)دلف إليه بكل سلاسة. ترى ماذا حدث لكِ يا (إينار)لما تشعرين ببرودة في أوصالك وخفقات قلبك ؟ وما باله بملابسي أيغار؟؟ هل هو حب ومن أول مرة؟ ولكن من يدري ؟؟ ****** "عارف يا(أحمد)أنا كرهت عيشتي معاك خيانتك بقت في دمك عملت نفسي مش شايفة واتعاميت علشانك اتنازلت عن كرامتي لكن كل شيء وله آخر طلقني يا(أحمد)طلقني" قالتها امرأة فاتنة الملامح ب*عر أحمر وبشرة بيضاء وكانت تبكي بعينيها الفيروزيتين ولكن هناك من قاطعها رجل من بعيد يمسك بوق بيده. وهتف وهو يجلس على مقعده: -كاااات...هايل يا مدام (غدير) أبدعتي مشهد من القلب. وصفق جميع الحاضرين اتجهت(غدير)إلى الرجل وهي تلتقط من مساعدتها(لميا) محرمة وتمسح عينيها مبتسمة بثقة: -ميرسي يا أستاذ(عامر) حقيقي المسلسل ده السيناريو بتاعه جميل جداً. ابتسم(عامر)فخرًا: -شكراً يا مدام(غدير)أنا واثق إن طالما انتي فيه يبقا خلاص هينجح وي**ر الدنيا. ابتسمت(غدير)بثقة تصل لحد الغرور: -أنا أسعد بإني معاك يا أستاذ(عامر)على العموم أنا هستأذن لأن(إياد)عنده حفلة و لازم أكون موجودة. ابتسم(عامر)بلطف: -أه طبعاً إتفضلي وبالتوفيق لمطربنا الرائع (إياد الحسيني)أكيد نجاحه بسبب وجودك في حياته مهو "وراءكل رجُلُ عظيم امرأة". ابتسمت(غدير)ولكن ابتسامة باهتة: -ميرسي يا أستاذ(عامر)عن إذنك علشان الوقت. (عامر)بلطف مبالغ فيه: -طبعا طبعاً يا فنانتنا إتفضلي. تركته(غدير)وأدارت ظهرها له. انقلب وجه(عامر)وقال بتهكم وبصوت خفيض وهو يراقب خطاها الواثقة: -هاأ مغرورة أوي وفاكره إنها زوجة مخلصة كده وهو بيلعب بديله من وراها ومستغفلها. *******  

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

ظُلَأّمً أّلَأّسِـدٍ

read
2.6K
bc

"السكة شمال" بقلم /لولو_محمد

read
1K
bc

روح الزين الجزء الثاني بقلم منارجمال"شجن"

read
1K
bc

خيوط الغرام

read
2.1K
bc

احببتها فى قضيتى ❤️ بقلم لوكى مصطفى

read
2.2K
bc

قيود العشق - للكاتبة سارة محمد

read
6.9K
bc

شهد والعشق الأخر

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook