البارت الخامس

1642 Words
يذهب حسن إلى شركتة ليتقابل مع اخوة ياسر السيوفى ليبلغة خبر حمل هالة، وضرورة سفرة فيجلس على مكتبة ويطلب سكرتيرتة حسن بجديه يقول : - سما ياسر بيه موجود في مكتبة؟ - موجود يافندم تحب ابلغة بأى اوامر؟ - ياريت تبلغيه يجى المكتب على طول - حاضر يافندم. وينتظر حسن بعد الوقت لحين يأتى ياسر، وإذا به يطرق الباب ليطلب الاستئذان بالدخول. - اتفضل. ياسر يقترب منه مبتسما له ثم يقول : - ازيك ياحسن يا اخويا عامل اية وهاله ازيها؟ - الحمدلله ياياسر أقعد عايزك في موضوع مهم. ياسر على وجه التعجب ثم يقول : - خير ياحسن في اية؟ حسن بهدوء يقول : - خير ان شاء الله، أنت عارف ان أنا وهاله تعبنا من كتر ما حاولنا في موضوع الخلفة ده. ياسر بتمثيل الحزن على وجهة قال : - اه يا أخويا ربنا يعوض عليك يارب. حسن ببتسامة قال : - الحمدلله ربنا عوض علينا وكرمنا اخر كرم، واخر عمليه عملتها هاله نجحت الحمدلله، وهى حامل دلوقتى في شهرين. ينصدم ياسر وينعقد ل**نه، ولا يستطيع النطق بحرف واحد، فقد انهارت كل احلامه بأن يرث أخاه كل شركاته بلا منافس ليتفاجا بكلمة اخاه مرددا : - أية ياسر سرحت فيه أية يا أخويا؟ أنت مش فرحان ولا اية، مفيش حتى مب**ك!! ياسر ينظر له وعلى وجه اندهاشه، فحاول بقدر استطاعته يداريها، ثم ابتسم وقال : - لا ابدا إزاى تقول كدة؟! أنا بس اتفاجأت، مش اكتر.. الف الف مبرووووك يا حسن ربنا يقومها بالف سلامه حبيبي. حسن يبتسم ثم يقول : - الله يبارك فيك ياسر، بس أنا كنت عايزك تخلى بالك من الشركة عشان في مشاكل فى فرع دبى، وهضطر أسافر هناك، وهاخد طبعا معايا هالة مش هقدر اسبها وهى في الظروف دى.. فمش هوصيك على الشركة وهبقى اتابع معاك الشغل من هناك الشركة امانة في رقبتك ياياسر. يبتسم ياسر بخبث، ثم يقول : - طبعا طبعا يا اخويا أنت هتوصينى على مالك في عنيا ياحبيبى، سافر أنت بس ومتشلش هم لاى حاجة وكأنك موجود بالظبط، ولو في أى مشكله هتابعها معاك وأنت لو احتجتنى اجيلك على طول. حسن بخضة محاولا مدارتها، ارتبك ثم قال : - لا لا تيجى اية بس ياراجل امال مين اللى هيتابع الشغل هنا، أنا هسافر ومطمن ان الشركة في ايد امينة. ياسر موكدا : - طبعا ياحبيبي ونويت أمتى ان شاء الله؟ حسن يرد بهدوء : - هخلى سما تحجز في اقرب معاد باذن الله، أنا مجهز كل حاجة يعنى لو في مكان النهاردة هتوكل على الله. ياسر يعقد حاجبه بتعجب ثم يقول : - ولية الاستعجال ده ياحسن؟ حسن يبلع ريقه ثم يرد قائلا : - مش أنا قولتلك في مشاكل هناك، وهروح احلها وهنفضل هناك، يالا الحق أنا امضى الاوراق المتاخرة والشيكات عشان مفيش حاجة تقف لما أسافر ...اه سلملى على حبايب قلبى أدهم وملك، كان نفسي أروح بنفسى أسلم عليهم بس معنديش وقت وسلامى الحار لمراتك وفاء اوعى تنسى. ياسر ينظر له وعلى وجه حيره، ثم يقول : - الله يسلم عمرك ياحسن يوصل سلامك حبيبى وترجعلنا بالف سلامة يارب. ويصافح ياسر على اخوة وهو بداخلة احاسيس متضاربة؛ بين الخوف من المجهول والوريث الذى لم يكن في الحسبان، وبين فرحتة أنه هيكون المتصرف الأول في شركة حسن ويتصرف كما يشاء وبدون اى محاسبة ...ويذهب إلى مكتبة وهو شارد في افكارة، وإذا به يقف فجأة، وياخد مفاتح سيارتة ويتوجة إلى فيلتة فهو في امس الحاجة إلى ان يتحدث مع احد وبعد مدة يصل ليدخل إلى الفيلا.. فيجد زوجتة تلاعب أطفالها ادهم وملك وتنظر له وفاء وتتساءل : - مالك ياسر في أية وشك متغير وشارد وكانك شايل هموم الدنيا على راسك؟ ياسر بزفر انفاسا عاليه، ثم يقول بضيق : - مصيبة مكنتش عامل حسابها ياوفاء..! وفاء تضع يديها على ص*رها وتقول بخضه : - مصيبة مصيبة أية ياسر انطق حرام عليك استرها يارب. ياسر ينظر لها بحزن يقول : - هالة مرات حسن حامل. وفاء بفرحه وسعاده تقول : - الف الف مبروووك ربنا يقومها بالف سلامة، اخيرا الحمدلله ان ربنا رضاها، وجبر بخاطرها حرام عليك وقعت قلبى، دى مصيبة ده أحلى خبر هالة طيبة وتساهل كل خير، واتحملت كتير، وصبرت وربنا عوضها خير لية بتقول مصيبة؟ ياسر يتافف منها مردد : - أنتى باين عليكى اتخبلتى وعقلك فوت، ياهانم العيل اللى هيجيبة حسن ده لو كان ولد هيشيل الجمل بما حمل، وأنا بعد كل تعبى وشغلى أطلع من المولد بلا حمص، ويضيع شقا وتعب السنين، فهمتى يا اذكى اخواتك. وفاء بحزن تنظر له ثم تقول : - ياااااه ياياسر أنت بتفكر في الورث من دلوقتى مين يورث، ويشيل من أمتى وانت كدة، من أمتى وأنت طماع، ومش بتتمنى الخير لاخوك حسن اخوك.... اللى رباك واتحمل كل مصاريفك، بعد موت ابوك وامك، أنت بنفسك قولتلى أنه جمايلة عليك مغرقاك ولما، فكرت تتجوزنى هو اللى جه واتقدم وطلبنى ليك، ووقف جانبك حتى الفيلا دى هو اللى اشتراها وفرشها، وبيحب عيالك اكتر منك بعد كل ده تفكر التفكير ده أنا مش قادرة اصدق كلامك ياياسر. ياسر يقترب منها ثم يقول : - يابنتى افهمى أنا منكرتش كل اللى حسن عمله عشانى، بس كل تفكرى في عيالى، عايز أمن مستقبلهم وأعمل ليهم قرشين ينفعوهم لنا يكبروا. وفاء بحزن تقول : -الامان والمستقبل بيد ربنا يا ياسر، بص لنعم ربنا علينا وادعى لحسن ربنا يكرمه ويعوضة بطفل يفرح قلبه. ياسر بنبره طمع يقول : - يارب ياوفاء تجيب هالة بنت عشان ساعتها اجوزها لادهم ابننا ويبقى الورث مرحش لحد غريب. وفاء بنبره حاده وغضب تقول : - يااااالهوى عليك ياياسر أقولك أية تقولى اية؟ جواز أية ياراجل اللى بتفكر وترتب فيه ده ادهم لسة عنده 10 سنين ياراجل..! وتتركة وفاء مصدومة من تفكير زوجها وما يخطط له وهو شارد في افكاره ....................... وفي مطار القاهرة حيث ينتظر محمد موعد اقلاع طائرتة المتجة إلى دولة الكويت... حيث ينتظره المجهول الذى لا يعلمه، لكن كل الذى يشعر به هو طعم مرارة الفراق والحرمان، وبعد مدة قصيرة يأتى موعد الاقلاع ويتجه لاتمام الاجراءات، ويتجه الى الطائرة وهو شارد الزهن والبال فذهنة يفكر في عشقة، وماذا حدث معها والف سؤال يطرح في باله هل هى بخير ؟؟هل صابها اى اذى لا قدر الله لا لا لا استطيع لن اتحمل ذلك يااارب صبرنى يارب. وتمر الساعات ويبقى محمد كما هو شارد في افكارة وتخيلاتة التى ترسم الف سيناريو في الدقيقة حتى انتبه لوصول الطائرة، وتتم كل اجراءات الخروج واخذ سيارة لتوصلة محل اقامتة، حتى وصل بعد فترة من الوقت دخل مقر عمله وطلب الاستئذان واذن له بالدخول مدير المدرسة: اهلا بك سيد محمد حمدلله على سلامتك. - اهلا بحضرتك يافندم الله يسلمك يارب. - بلاش افندم دى قولى زى الكل مابنادى ابو كرم. - هو حضرتك مصرى؟ ابو كرم مبتسما يقول: - اه من ام الدنيا. بس بقالى سنين عايش هنا مش بنزل خالص، وصلت لما كنت لسة مدرس صغير واتجوز وربنا كرمنى بكرم واستقريت. محمد يبتسم ثم يقول : -امممم ربنا يوفقك، أنا برضو مش ناوى انزل تانى خالص. ابوكرم: - ليه أنت مش متجوز؟ محمد بحزن بقول : - متجوز وعندى اولاد بس ظروف بعدتنى عنهم. ابوكرم ينظر له متعجبا من قوله : - على راحتك يامحمد لما تحب تحكى أنا موجود مع انى حاسس أنك جواك حزن كبير اوى بتحاول تدارية. محمد بنبره حزينه مردد؛ - ان شاء الله ممكن اعرف لو سمحت مكان اقامتى هتكون فين؟ - اه طبعا، وينادى على الساعى وياخده لمقر اقامتة. .................. وفي مكان اخر تجلس نادية حزينة محتضنة وسادتها، ودموعها لم تجف بعد على فقدان أغلى الاحباب زوجها، وفقدان ابنتها عشق، وإذا بها تسمع في المذياع اغنية لكوكب الشرق صدفة اولادها تركوها؛ لأنهم يعلمون حب امهم وابيهم لها، ويالا من صدفة فقد قلبت عليها اوجعاها والامها، فجلست تسمعها وقلبها ينزف دما على فراق احبابها نسيت النوم وأحلامه نسيت لياليه وأيامه بعيد عنك حياتي عذاب ما تبعدنيش بعيد عنك ماليش غير الدموع أحباب معاها بعيش بعيد عنك غَلبني الشوق وغلبّنى وليل البعد ذوّبنى ومهما البعد حيّرني ومهما السهد سهّرني لا طول بعدك يغيرني ولا الأيام بتبعدنى بعيــــــــد بعيــــــــد عنك. لا لوم ولا دمعه في عنيّه مخلّاش الفراق فيّا نسيت النوم وأحلامه نسيت لياليه وأيامه وبين الليل وآلامه وبين الخوف وأوهامه بخاف عليك وبخاف تنساني والشوق إليك على طول صحّانى افتكر لى لحظه حلوه للهوى.. وافتكر لي مره غِنوه يوم سمعناها سوا خد من عمري عمري كله إلا ثواني أشوفك فيها الشـــــــــــــوق آه من الشوق آه وعمايله ياما بداريها ياما ياما ..ياما بحكيها ياما ياما بخاف عليك وبخاف تنساني والشوق إليك على طول صحّانى كنت بشتاق لك وأنا و انت هنا..بيني وبينك خطوتين شوف بقينا ازاى أنا فين يا حبيبي و انت فين والعمل إيه العمل ماتقوللى اعمل إيه والأمل إنت الأمل تحرمني منك ليه وعند هذا الحد لم تستطع نادية تكملة الاغنية واسرعت لاغلاقها، وهى في حالة انهيار وبكاء، وهى تنظر لصورة زوجها وتحدثه : - ليه كدة يامحمد؟ ليه تزود عذابى وتضاعفه ليه؟ ليه تحرمنى منك هانت عليك عشرتنا الطويلة... هانت عليك اولادنا طب كنت تخليك ونداوى جروحنا مع بعض .. كنا هنستقوى بعض يامحمد ليه تعمل فينا كدة لية تظلمنى وتظلم نفسك ببعادك يا أغلى الناس، ياترى هتقدر هتنسانى وتقدر تكمل حياتك من غيرى؟؟ حتى لو نستنى وبعدت مهما تبعد عنى عمرى ما هقدر انساك ياغالى وهستناك مهما طال بعدك عنى لأنى واثقة أنك هترجع مهما بعدت وعاندت هترجعلى؛ هترجع لنادية رفيقة عمرك وساعتها هسامحك ياعمرى بس أنت ارجعلى يا ضى عينى. وفي هذه اللحظة كان خالد وشيرى يسمعون وبكاء والدتهم ومناجاتها لوالدهم ويبكون بشدة على بكاءها والامها ويندمون أنهم شاركوا في فقدان أختهم، ويلمون أنفسهم كل لحظة ويطرقون غرفة النوم وتأذن لهم الام بالدخول خالد ببكاء يقول : - كفاية يا ماما عياط عشان خاطرنا إحنا ملناش غيرك ارجوكى، وأنا اهو كبرت وهبقى رجلك، وسندك وعمرى ما هتجوز ابدا واسيبك هفضل جنبك على طول لحد ما اموت. شيرى ببكاء وحزن تقول : - وأنا كمان ياماما مش هسيبك ابدا ابدا، إحنا بنحبك اوووى يا ماما، ومش قادرين نشوفك كدة عشان خاطرنا والنبي متعيطيش. - تحضن خالد وشيرى ربنا يخليكوا ليا، وميحرمنيش من حنيتكم عليا ابدا ويارب تكبروا واشوفك يا خالد أحلى عريس في الكوشة، وأنتى ياشيرى هتبقى زى القمر ياحببتى. خالد وشيرى: - يعنى خلاص ياماما مفيش عياط تانى وهترجعى تضحكى زى زمان. الام باتبسامة حزينة: - خلاص ياحبايبى مش هعيط تانى وربنا يقدرنى واسعدكم يارب. وتحضن الام اولادنا لترمم على ذكرياتها وتستعوض ربنا فيما مضى متمنية من ربها أن يعوض صبرها خيرا ويجمعها بأحبابها في يوم من الأيام.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD