البارت الثالث

2010 Words
تخرج نادية من المطبخ وتنظر إلى الساعة؛ لتكتشف ان اولادها تأخروا في رجوعهم للمنزل، وفجأة ينقبض قلبها بشده ولا تعرف ما سبب هذه القبضة فتقف في شرفة المنزل تنتظر رجوع اولادها وتقول في نفسها : - اللهم اجعله خيرا استرها يارب. وبعد دقائق تجد خالد وشيرى يضحكون مع بعض، ولكن بدون وجود عشق فتصرخ بهم وتقول وعلى وجهها الرعب والقلق مردده : - عشق فين ياخالد هى مكنتش معاكوا؟ اختكوا فين انطقوا عشق مش موجودة من ساعة ما نزلتوا..! خالد ينظر لها برعب ويرد : - لا ياماما مكنتش معانا، هى طلبت مننا تيجى قولتها لاء بلاش عشان خوفت من بابا يزعق لينا، ويحرمنا من فسحة الكلب وسبتها أنا وشيرى ونزلنا. الام تصرخ وتبكي بشده، ثم تضع يديها على رأسها وتقول بنواح : - طب راحت فين؟ أنا انشغلت في الغسيل، والاكل وافتكرت إنها راحت معاكوا، ياربى اتصرف ازاى ياحرقة قلبى عليكى يابنتى، أروح فين واجى منين بس ياربى. وتجرى مسرعة إلى الشارع تبحث عليها وللاسف لم تعثر عليها بحثت الام الملكومه في كل مكان، ذهبت عند والدتها تسأل عنها لكن بلا فايدة فينزل اخواتهاجميعا والجيران، يبحثون عنها ويبلغون قسم الشرطة، ولكن بلا فايدة، وفجأة في ظل كل هذه الاحداث تتذكر الام زوجها وتنهار في صراخها ثم تقول : محمد هيعمل اية لما يعرف بأختفاء عشق ياربى اعمل ايه بس في مصبتي دي يارب صبرنى على فراقها" اللهم اجرنى في مصيبتى وصبرنا ياارحم الراحمين" وتعود إلى منزلها وتجلس حزينة بجوار اولادها، ويأتى الاب ويفتح الباب وينادى كعادتة على عشقة، ولاول مرة لا يسمع صوتها المحبب إلى قلبة وينظر إلى زوجتة ويجدها حزينة دموعها تنساب على وجنتيها فيسألها مرددا : - مالك يانادية في اية ايه اللى حصل؟ وامك جرالها حاجة مالك ساكتة لية انطقى؟ الام تنظر له بحزن، مطاطاه الرأس ثم تقول بصوت منبوح مردده : - عشق تاهت مش لاقينها دورنا عليها في كل حتة مش لاقياها، وبلغنا كل الاقسام بختفاءها. وهنا نجد ان الدنيا وقفت عند اخر جملة عشق تاهت، ويقف محمد مصدوماً ساكتاً لا يستطيع أن يقول كلمه في حالة ال**ت الذى يسبق العاصفة. تنظر له ناديه برعب، ثم تقول بيره حانيه مردده : - محمد رد عليا اتكلم أصرخ، بس متسكتش كدة قول أى حاجة محمد يامحمد. وهنا انتبه محمد لاسمه، وصرخ بها بكل ما أوتي من قوه فصوتة هز الأرض ، من شدته قائلا : - انتى قولتى اية؟! عشق مالها تاهت ازاااااى حصل كدة كنتوا فين لما تاهت ووجه كلامة لخالد. وحكى خالد كل شئ حصل ومسكه الاب ليصرخ فيه ويقول : ازاى أختك خرجت ياخالد وهى مش بتعرف تفتح الباب؛ إلا إذا انت برضو سيبت الباب مفتوح ونزلت، وهى خرجت وراك من غير ما تشوفها زى ما بتقول وأنتى ياهانم كنتى فين لما نزلت؟ كنتى نايمة على نفسك طب هما عيال ونزلوا يلعبوا أنتى بقى حجتك اية يا نادية؟ عمرى ما هسامحكوا ابدا انتوا كلهم السبب أنت وأختك لو مكنتش سيبت باب الشقة مكنتش هتعرف تفتحه، يا ما قولتلكم عشق شقية وعايزة متابعة، وأنتى باهمالك وغباءك مخلتيش بالك منها، منكوا لله منكوا لله كلكم، حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا. ظل يصرخ وي**ر كل ما حوله، كأنه ثور هائج ولا احد يقدر يوقفة وفجأة ينهج محمد ويقع على الارض فاقدا للوعي، تجرى الأم عليه وتحاول افاقتة ولكن نبض قلبه الذى غاب ضعف قلبه وتتصل بالاسعاف لتأخذ محمد إلى المشفى بسرعة وبعد وقت يخرج الدكتور تجرى عليه الأم متسائله : - طمنى يادكتور ارجوك، جوزي عامل ايه دلوقتي؟ الدكتور ينظر لها ويقول بتأثر : - حالتة صعبه ادعيله اتعرض لانفعال شديد الضغط عالى اوي، وجالة ازمة قلبية ربنا يستر ياريت تبعدوا عنه اى انفعال او توتر. الام ببكاء شديد تقول : - يعنى هيخف يادكتور ارجوك طمنى. الدكتور اومأ راسه وقال : - ان شاء الله ادعيله، احنا عملنا اللى نقدر عليه وربنا يشفيه. الام ترفع يداها للسماء وتقول : - يارب اعفو عنه ورجع لنا عشق نبض قلبه، يارب عشان خاطرة هو مش هيقدر يعيش من غيرها والنبى يارب وتبكى الام في حالة انهيار وربها هو العالم بها. و مازال محمد في المستشفى وحالتة الصحية في تحسن، اما نفسيتة مازالت في الاسوء، وكل يوم يسأل وينادى على عشق وتحاول نادية تهدأتة، ولكن تفشل في كل مرة فتدخل الممرضة وتعطى له حقنة مهدأه. ....................... في مكان جديد في فيلا حديثة وسط القاهرة، يسكن الدكتور حسن السيوفى معه دكتوراه في ادارة الاعمال ورجل اعمال ناجح شهير، ويمتلك اكتر من شركة داخل مصر وخارجها، وزوجتة هالة، سيدة طيبة جدا، لها مشروعها الخيرى الذى تجد نفسها في في خدمة كل محتاج وتساعد كل من يلجأ لها وتعشق زيارة الملاجأ وتتبرع لهم وتعطف على اطفال الشوارع وبداخل شنطة سيارتها دائما ال**ب وحلوى، واسعد اوقاتها حين ترى ابتسامه على وجه طفل تشعر انها ملكت الدنيا بين يديها، فانها تعوض حرمانها من الامومة بإسعاد هؤلاء الاطفال، فقد حاولت كثيرا هى وزوجها الخلفة، ولكن ايرادة الله لا يريد ليس لوجود اى عيب ولكن فشل كل محاولاتهم واستعوضوا ربهم واتجهوا له بالدعاء والصبر ...واثناء سيرها حين خرجت من المستشفى لمعرفة نتيجة اخر عملية لها وللاسف اعلن الطبيب بفشلها خرجت تبكى بشدة وتشكو الله بداخلها، وتدعوه ان يعوضها خيرا، وإذا بها يلفت انتباها زحمه في الشارع والسيارة تقف فتسأل عم سيد السواق مردده : - في اية ياعم سيد اية الزحمه دى؟ السواق ينظر للتجمع الاشخاص، ثم يقول : مش عارف والله ياست هانم انزل اشوف كدة واحاول اوسع عشان نمشى. وينزل عم سيد ليجد عشق تبكى وتصرخ وتنادى على اااالد(خالد) وسيررررى(شيرى) ويفهم من الناس الحكاية انها تايهة فيرجع يحكى لسيدة هالة ف*نزل مسرعة وتفتح شنطة السيارة وتاخذ معها عروسة، وبعض الحلوى واول ما تقع عين هاله على عشق تعشقها وتجذبها، وتشعر إنها عوض ربنا لها عن سنوات الحرمان وتحاول أن تهدا من بكاءها وتاخذها في حضنها وتهمس لها بحنية، وحب مردده : -انتى اسمك اية حببتى؟ عشق:....... هالة :طب اسم باباكى اية؟ عشق:بااااابتى هالة:فين ماما لا تجد اى رد على أى سؤال هالة أنا هاخدها واسلمها لاقرب قسم شرطة . بعض الناس يشكرها ويدعو لها ان يجازيها ربنا خير. تأخذ هالة عشق وهى في قمة سعادتها. وبعد مده وصلت للفيلا، فإذا بها تجد حسن جالس على كرسية فيتفاجأ بوجود هذه الطفلة فيسأل هاله مردد : -مين البنت دى ياهالة ؟؟ هالة تنظر له وهي محتضنه عشق وتقول بسعاده؛ - دى عوض ربنا لينا ياحسن بعد طول حرمان، ربنا عوض صبرى ولاقتها تايهة وبتبكى أول ما شوفتها دخلت قلبى وعشقتها من اول شوفتها. حسن ينظر لها بضيق مردد : - ياهالة إزاى تاخدى بنت منعرفش أصلها اية؟ وكمان لازم نسلمها لقسم الشرطة أكيد اهلها بيدوروا عليها وقلبهم موجوع عليها، حرام كدة أنا هسلمها بنفسى. هالة تحتضن عشق بشده وتنظر له وتصرخ بشدة ثم تقول : - لاء ياحسن مش هتاخدها منى أنا ماصدقت ربنا عوضنى بيها، والله ياحسن لو اخدتها منى يبقى فراق للابد بينا، وهاخدها ومش هتعرف مكانى ابدا. حسن واقف مندهش ومصدوم من رد فعلها، ثم يحاول ان يهدأ من نفسه، ثم يرد قائلا : - هالة أول مرة أشوفك كدة متعلقة بطفل بالطريقة دى، واول مره صوتك يعلي عليا، وتهدديني أنك تسبيني، للدرجه دي قدرتي تقوليها؟ هالة تنظر له وتبكي ثم تقول : - لانى حبتها اوى ياحسن... وطول الطريق من بعد ما خرجت من المستشفى وعرفت بفشل العملية، وأنا بدعى ربنا يعوضنى خير، ويجازينى على صبرى وتحملى، وفجأة لاقيتها حسيت ان باب السماء كان مفتوح وربنا استجاب دعائى ارجوك بلاش تبعدها عنى ياحسن، شوف اد اية هى جميلة وجذابه. حسن ينظر لعشق ويسرح في جمال عيونها وتشده ويحبها وتدخل قلبه. حسن ببتسامه يقول : - هى فعلا حلوة وأنا حبتها بس هنقول اية للناس؟ تقدرى تردى عليا هنقول اية لياسر اخويا؛ اللى من جواه فرحان وسعيد أنى مش بخلف عشان يورثنى. هالة تنظر له وترد بغضب وضيق مردده : - اخوك طول عمره طماع، وأنت عارف وساكت وعارف بكل اللى بيعمله من وراك في الشركة والصفقات اللى بياخدها من تحت لتحت، وسرقتة ليك وأنت مش بتكلم ولا حتى معرفة أنك عارف ياحسن. حسن بحزن يقول : - كلامك صحيح بس اعمل اية ياهالة؟ أنا وانتى ملناش غير بعض وربنا رزقنا من وسع، لو واجهته هخسره ويمكن يحاربى ويعادينى فأنا بطقى شره وان كان على الصفقات ولا الفلوس مش مهم الفلوس بتروح وتيجى وإحنا عندنا كتير وربنا موسع علينا من فضله فبلاش اخسره، وا**ب عداءه وكفاية علينا ..ويسكت لحظة ويسأل هالة هى اسمها اية؟ هالة تنظر لها وتلمس على شعرها ثم تقول : - مش عارفة افهم منها حاجة بس أنا هسميها فرحة؛ عشان هى دى الفرحة اللى دخلت قلبى اول ما شوفتها. حسن بسعاده يقول؛ - الله اسم جميل ياهالة فعلا هتبقى ان شاء الله فرحتنا إحنا الاثنين ياحببتى. هالة تنظر له وتقول بفرحه : - بجد ياحسن يعنى وافقت نكتبها بأسمنا بس ازاى؟! وهى كبيرة كدة اه هى شكلها ميديش اكتر من 3 سنوات بس هنتصرف ازاى ياحسن؟ حسن ي**ت قليلا ثم يقول : - كل عقدة ولها حلال ياهاله إحنا هنقول للكل أن اخر عملية عملناها ربنا كرمنا فيها، وانك دلوقتى حامل في شهرين وكنا مخبيين عشان نتاكد ان الحمل ثبت ونسافر دبى ومنرجعش مصر غير لما فرحتى تكبر ونعيش كلنا في فرع دبى هناك اية رايك ياستى بس عقبال ما نسافر تروحى أنتى وفرحة تسافرى الاول دبى عشان محدش يشوف فرحة ولحد ما اعمل لها شهادة ميلاد باسم فرحة حسن السيوفى مش عايز اى حد يشوفها ويالا جهزى نفسك عشان تروحى شقة الزمالك ولحقى تشترى لفرحة هدوم. هالة تحتضن فرحه بشده وتقبلها في حنو، ثم تنظر لزوجها وتقول : - أنا مش مصدقة نفسى ياحسن أنت مسبتش حاجة مفكرتش فيها، ربنا يخليك ليا باحسن ويتم فرحتنا على خير يارب. حسن يربت على كتفيها في حنان ثم يردد قائلا : - يارب حببتى يالا بقى روحى قبل ما ياسر يطب علينا. ....................... عودة للمستشفى الذى يرقد بها الاب الملكوم محمد، وتجلس بجانبة زوجتة واولادة الذين يشعرون بتأنيب الضمير على فقدانهم لاختهم عشق، نعم كانوا يغارون من معاملة والدهم، وحبه الشديد لها لكن عمرهم ابدا ما كان يخطر بخاطرهم ان تكون نهاية عشق ان تختفى من حياتهم للابد...وتمر الايام ويخرج الاب من المستشفى بمفرده فيصر انه يتركها بمفردها وتاخذ الزوجة كل متعلقات زوجها وتذهب بصحبه اولادها إلى المنزل ويتركون محمد يسير في شوارع القاهرة بحثا عن طفلته ويسأل عنها كل شخص يسير كثيرا ولا احد يجيبه فتقوده قدماه بعد تعب من كثرة السير إلى منزله لاول مرة يبات على سريره بدون عشقه التي تنام في احضانة، فياخذ عروستها وملابسها في أحضانة ويبكى بحرقة وينام. بابتى حبيبى أنت فين.... يابابتى أنا هنا أنا هنا لينادى عليها محمد بأعلى صوتة ياعشق ياعشق أنتى فين؟ ياعشقى أنتى فين؟ فيسمع صوتها يأتى من بعيد لنتادى عليه أنا هنااااا دور عليا. باااابتى ....باااابتى يستيقظ الاب وهو يصرخ بأعلى صوتة وهو ينادى يااااااعشششششق تستيقظ الأم من نومها في صوت صراخ زوجها وتحاول ان تهدأ من روعة فتقول : - اهدى يامحمد حرام عليك نفسك، استعوض ربنا فيها يامحمد مينفعش تعمل كدة في نفسك أنت مش بتنام، ولو عينك غمضت بتقوم تصرخ تنادى عليها ادعى ربنا يصبرنا ويسترها معاها، ويرزقها بناس طيبين ويعملوها كويس، او حتى يسلموها لأى قسم إحنا مبلغيين في كل الاقسام وترجعلنا. محمد يتظر لها ويضحك بسخريه مرددا : - ترجعلنا هو اللى بيروح بيرجع ياهانم، إنتى تخرسى خالص، ول**نك ميعاتبش ل**نى أنا لسة حسابى معاكى مخلصتهوش أنتى السبب يانادية أنتى السبب تنظر له ناديه بصدمه ثم تقول : - أنا السبب أنت محسسنى أنى مرات ابوها؛ مش امها اللى شوفت فيها الموت ولا ناسى يامحمد حبى لعشق ميقلش عن حبك، لكن أنا بحبها بعقلى أنت حبك بجنون دايما خايف تفقدها، وأنا دايما اقولك بلاش احساسك ده واستودعها عند ربنا يامحمد تقولى أنا اموت لو حد اذاها، او جه بس جنبها، كنت بتقولى كدة ولا لاء سكت ليه مين اللى كان دايما يميزها على باقى عيالة، ومحدش يقرب منها حتى اخوتها خلتهم يكرهوا قربها... عشان متض*بهمش، بنيت سور عالى بينهم، وبقوا زى الغرباء والاسم أنهم اخوات... مسألتش نفسك ليه خالد وشيرى قريبين من بعض، ودايما عاملين حزب وبعاد عن عشق عشان بيخافوا يقربوا او يلعبوا معاها... أنت ضعيت عيالك كلهم يامحمد،.. مش عشق بس اللى تاهت. محمد ينظر لها بعيون حمراء تطاير منها الشرار ثم يقول بألم وحسره : - أنا دلوقتى السبب يانادية... أنا اللى انشغلت في البيت ومهتمتش بغيابها، أنا اللى كنت بضايق لما بدلعها ونيمها في حضنى... حضنى اللى دايما تقولى أن من ساعة عشق وأنا اتحرمت منه.... خلاص يانادية راحت عشق وحضنى بقى فاضى، ومفيش حاجة ملياه غير العذاب والقهر، والحزن على فراق الحبايب ...أنا دلوقتى اللى فرقت بين عيالى، خلاص يانادية أنتى كدة وصلتى بينا لاصعب قرار كنت رافضة في الاول عشان عشق لكن دلوقتى مقدميش غيرة. ناديه واقفه مصدومه ونبضات قلبها تتسارع بشده، علامات الدهشة على وجهها، ثم تشجعت وقالت : - قرار اية يامحمد أوعى تقولها؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD