bc

مِحرابُ عَينيْها

book_age18+
125
FOLLOW
1K
READ
billionaire
possessive
family
second chance
boss
drama
comedy
city
office/work place
secrets
like
intro-logo
Blurb

في إطارِ العديدِ مِن العَقبات التي تُواجه الإنسان، تتأرجح النفوس والأرواح ما بين اليأسِ واللابأس.. تميلُ الروح للبحثِ عن الهُدنة والسلامُ النفسي، تسعى لإنشادِهم والوصولِ إليهم إلا أن القدر يأبى إلا رؤيتنا نتذبذب ما بين طيّاتِ الحاضر والماضي.

لا يُمكن نسيانُ ما عاشهُ أحدٌ سابقاً ولكن نتيجتهُ حتميّة لحاضرِك، إما أن يقوم ببنائهِ بالورودِ أو الصدماتِ الطفيفة؟ أو هدمهِ بالكامل ليكن ماضيك سبباً في تحطيم هذا الصرح..

العديد مِن الظروفِ المُغايرة ستحدث، ستنقلب الموازين ويتمُ الإفصاحُ عن أسرارٍ كان البعضُ يستميتُ مِن أجل بقائها مدفونةٌ حتى لا تنشُب حروباً مُهلكة.. ما نتيجتها على كلاً مِن زين وأيمن؟ ما الذي يُخبأهُ التاجي؟!

الإنسانُ ما هو إلا عروساً مِن الماريونيت يتم تسييرهُ وفقاً لأمورٍ سيدُها القدر.

كأننا دُمى وهو مَن يملك المسرح الذي يُحركنا عليه، ستتعقد الأمور وتواجهك الصدمات لتشعر وكأنك تسقط في بئرٍ عميق وفي انتظار لحظة الارتطام حتى تفقِد الحياة، إلا أنك تُفاجئ بأنهُ مليء بالمياه لتواجهك كارثة وهي الصراعُ مِن أجل البقاء حياً مُحارباً المياه.. لكن كل ما بالأمر أن الحياة تهوى رؤيتك تُعاني..

هل تستطيع نغم تخطي هذهِ الصعاب؟

كالسباحة وسط الأمواج العاتية لترتفع أو تنخفض بك لتفقد معها كل ما تبقى منك..

في ظلِ كل هذا لمن ستكونُ الغلبة؟ لمن سيكون الصمود والنصر؟ فبدونِ شك وبالنهاية سيُولد الفجرُ مِن رحمِ الظلام، ستأتي السعادة بعد السنواتِ العِجاف لكن بالمُقابل يجب دفع الثمن والذي سيكون باهظاً على البعض..

فما الثمن الذي قد تدفعه رنيم وشادن؟!

chap-preview
Free preview
" خبايا.. "
"هذا لأنهُ زوجي يا حقيرة" جملة واحدة كانت كفيلة بإسكاتِ جميع الألسن، كان الكل يقف كَمن على رؤوسِهم الطيرُ بينما غير قادرين على التحرك أو حتى التقاط أنفاسهم. ثوانٍ حتى تستطيع عقولهم أن تقوم بترجمةِ كل ما وصلها الآن وقد بدأت الهمسات مُعلنةً عن ظهورها في الوسط. تنوعت هذهِ الهمساتُ ما بين الدهشة والصدمة الحِقد والسخرية، الجملة التي اتفق عليها الأغلبية المُتواجدة هي أن كل ما وصلت إليهِ الآن يرجع إلى هذا السبب. لهذا إذاً كانت تتقدم على باقي الموظفين بالشركة لم يمكن للعملِ وجدارتها نصيباً بهذا إلا أن كونها زوجة الرئيس قد كان كفيلاً برفعها وسطَ البقية. كانت عينيها مُتسعة غير مُصدقة على وشكِ الخروجِ مِن محاجرِها وهي تقترب منهُما مُرددةً بأنفاسٍ مُتقطعة "ما الذي تقصدينه وما الذي تعنيهِ بكونكِ زوجته؟ عن أي زوجةٍ تتحدثين يا هذه؟" أغمض زين عينيهِ وقد ضاق بهِ ذرعاً مما يحدث إن الأمر أصبح مِهزلة وسيكون هذا عُلكة الصباح يومياً بفمِ العاملين والموظفين جميعهم. همّ بالتحدث إلى ريم ليُنهي كل ما يحدث إلا أن نغم هي التي تقدمت هذهِ المرة لتقف بوجهها وابتسامةٍ مُتشفية ترتسم على جانب شفتيها مُعربةً عن انتصارها خاصةً وهي ترى عينيّ ريم الحمراء تكاد أن تنفجر مِن شدةِ الغضب "أنا السيدة نغم محمد الصالحيّ أكون زوجة السيد زين الدين التاجي. زين هو زوجي لقد تم عقد قِراننا سابقاً لذا إن كنتِ في حضرةِ زوجةَ الرئيس يجب عليكِ الحذر جيداً والانتباه إلى كل تصرفاتكِ معها يا آنسة" تسارعت أنفاسُ ريم التي كانت تخرج بغضبٍ أ**د كمَن يجري في سباقٍ ماراثوني بينما شفتيها تُرددانِ بنبرة غير مُصدقة "يبدو أن الجنون قد أصابكِ وأصبحتِ تهذين أيتها الحثالة حتى تهتفين أمام الجميع بأنكِ زوجته؟" كانت نغم على وشكِ الصياحُ بوجهها لإيقافها عِند حدها بعد أن نعتتها بهذهِ الكلمة إلا أن صوت زين قد هز الأرجاء وهو يهتف بقوة وبأس جاذباً لزوجته مُبعداً لها مِن أمامهِ ليتص*ر هو الواجهة هذهِ المرة بأعين تقدحُ شرراً "انتبهي جيداً لما تتفوهين بهِ آنسة ريم. التي تنعتيها بالحُثالة هي زوجتي أي أن أي شيءٍ يمسّها يمسني أنا الآخر واحترامها فرضٌ على الجميع دون استثناء لذا لن أسمح بكلمة واحدة بحقها مهما كان الشخص المسيء إليها وأظن بأن الجميع قد سبق وتأكد مِن هذا جيداً بحفلة السيد خطاب وما قمتُ بفعله، جميع الألسُن التي قامت بإطلاقِ التُراهات والشائعات عنّا بالأيامِ السابقة مِن الأفضل أن تصمت وإلا قمتُ بقطعها أنا هل وصلت الرسالة؟" جميع الواقفين لم يكن مِنهم إلا الإيماءُ بالطاعةِ والتنفيذ بينما كانت ريم تُحدق بهِ بغيرِ تصديق. لقد تزوج بعد كل ما فعلتهُ مِن أجله ذهب وتزوج أُخرى ومَن غريمتها اللدودة، حانت منها نظرة نحو نغم التي كانت تنظر نحوها ببرودٍ ليشتعل الغضب الأ**د بعينيها مرةً ثانية وقد بدأ وجهها بالاحمرار نتيجة اختناقها بكلِ هذا الغضب. انتبهت نغم إلى حالتها الغيرُ طبيعية لتقطب بين حاجبيها ببطء وهي تُراقب كل خلجاتها جيداً خاصةً مع كلماتِ ريم التي خرجت كتهديداً قُبيل انصرافِها مِن أمامِ زين "لن يمر الأمر زين وأنت تعلم هذا جيداً أنا لستُ دُمية ووقوفِ هذهِ الحقيرة.." قاطعها وهو يميل عليها لتُلفحها أنفاسهُ الحارة والتي تحملها في طياتها التهديد ونبرتهِ المُخيفة "انتبهي إلى زلات لسانكِ ريم وإلا قمتُ بقصهِ لكِ واعلمي بأن مَن تتحدثين عنها الآن هي زوجتي ولأنكِ في حالة مِن الصدمة سأغفر لكِ كل ما تتفوهين بهِ الآن مِن هراء، هذا بالإضافة إلى حديثكِ بأنني أتخذكِ دُمية أنا لم أعدكِ بشيءٍ سابقاً يا ابنة عمي ولم تص*ر مني كلمة واحدة اتجاهُكِ قد تُعطيكِ أملاً بي لذا لا تُلقي افتراءاتٍ ولا حديثٍ عابث قد تكون نتائجهُ سيئةً لكِ فقط" حاولت الحديث إلا أن كلماتهِ قد أخرستها تماماً وقامت بقطعِ لسانها لتحاول أن تلتقط أنفاسها إلا أن هذا لم يفلح وها هي تلتقط حقيبتها اليدوية لتُسارع بالركض إلى خارج المكتب بالكامل وهي تدفع الموظفين المُتجمهرين أمام الباب لتبتعد عن الشركة بأكملها بجسدٍ يرتجفُ غضباً. أما هو فقام بالاقتراب مِن الجميع ليقف على رؤوسهم وهو يُردد بصوتٍ جهوري "أظن بأن الجميع الآن بات على علمٍ بكل ما حدث، الآن علم الجميع ما هي الصلة التي تجمعني بالسيدة نغم وبات الكُل مُدرك جيداً للعواقب التي قد تحدث وكل كلمة قد ص*رت بحقها سابقاً سأعلم مَن قام بنشرها وستتم مُحاسبة الجميع بأقصى العقوبات ربما تتعلمون بعد هذا أن تضبوا ألسنتكم بداخل أفواهِكم، انصرفوا جميعاً" ما إن غادر الجميع يملأ البعض الفزع والبعض الحقد والبعض الفرح مِن أجل رفيقتهم دلف هو عائداً للمكتب ليجدها مُرتمية على المِقعد أمام مكتبهِ ليقتر ب منها وهو يُحدق بها بأعين حانية، جلس على المِقعد أمامها وهو يُمسك بيديها التي تستند برأسها عليها "حبيبتي، انظري إلي" رفعت عينيها لهُ ليجدهما مُتكدستين بالعبراتِ وهي تنظر لهُ بحزنٍ على كلِ ما يحدث لتتحدث بقهرٍ قائلة "أرأيت الذي يحدث زين؟ لقد قامت بنشر هذهِ الشائعات بحقي سابقاً أنا أعلم هذا، لا يوجد أحدٌ غيرها يملك السلطة والقوة للتحدث بهذا الأمر هي قادرة على فعلِ هذا دون أن تضع بحسبانها الخسارة التي قد تواجهها" تن*د بعمقٍ وهو يقوم بجذبها مِن أناملها لتنهض أمامهُ بينما عبراتها تسيل، مسح هذهِ العبرات وهو يُربت على وجنته بحنانٍ قائلاً "لا داعي لكلِ هذا لقد علم الجميعُ الآن مَن تكونين وأدركوا حجم العقاب الذي سينالونه بعد ما قالوه، لا تبكي ولا تدعي كلام نكرةٍ مثلها يؤثر بك يا ألحانُ قلبي" ابتسمت مِن وسطِ عبراتها وهي تهمس بصوتٍ مُختنق مِن البكاء قائلةً "قل هذهِ مرة أخرى هكذا؟" ابتسم بأعين لامعة وهو يميل عليها ليُردد أمام وجهها قائلاً "ألحانُ قلبي" اتسعت ابتسامتها وهي تتساءل بأعين بريئة "أيعني هذا بأننا تصالحنا وانتهى الخِصامُ بيننا إذاً؟" ابتسم بجانبِ فمهِ وهو يُجيب "لم يتواجد خِصامٌ مني اتجاهكِ أبداً يا نغم أنا فقط حزنتُ على دفاعكِ عنهُ بهذهِ الطريقة، لقد كنتُ مُعاتباً ولائماً على رد فعلكِ لأنني انتظرتُ منكِ أن تُصدقيني بكل ما أقول ولا تُعارضيني أبداً لكنني لم أبتعد عنكِ يوماً" لمعت عينيها بالحبِ الشديد وهي تستمع إلى كلماتهِ التي أبهجت قلبها وأزاحت عنها هماً كانت تقبع بهِ ليلاً ونهاراً ولا تدري كيف لينتهي. ارتفعت على أمشاطِ قدميها على حينِ غرةٍ منهُ لتقوم بتقبيل شفتيهِ بقبلة صغيرة ناعمة ومُفاجئة لهُ أدت إلى ارتفاع حاجبيهِ دهشةً وسط حديثها "هذهِ عربون صُلح" رفع حاجباً وهو يُردد بنبرة خبيثة بينما تقوم يديهِ بإمساكِ خصرها مُقربةً لها نحوهُ "هل تُسمين هذهِ قُبلة؟ ومنذُ متى وأنتِ سهلة المَعشر بهذا الأمر هكذا؟ تُعطيني إياها أيتها الخبيثة على مرأى مِن الجميع وسط العمل حتى لا أستطيع أن أُطالبكِ بغيرها! إن كنتِ تظنين هذا فأنتِ مُخطئة" اتسعت عينيها ببراءة وهي تُردد بتساؤل بعد تملك منها القلق "ما الذي ستفعله" ضيق عينيهِ بشكلٍ بث بها الارتباك والتوتر مما قد يُقدم على فعلهِ هنا وسط الجميع إلا أنها قد أفاقت على قبضتهِ التي أمسك بمعصمها وهو يجذبها خلفهُ نحو الخارج وسط حديثهِ قائلاً "لنذهب إلى المنزل قليلاً" خرج بها وسط أنظارِ الموظفين التي باتت تقبع بالأرض ما إن يرونها برفقتهِ خِشيةً مما سيحدث لها لتُلوح لها سارة بابتسامةٍ سعيدة مِن أجلها لتُبادلها نغم نفس الابتسامة. وقف أمام مبنى الشركة ليأتي السائق بالسيارة غلا أن زين قد هتف به وهو يصعد خلف المقود "ترجل أنت يا عم إبراهيم سآخذها لا داعي لإرهاقك" انصاع إبراهيم وهو يهتف بطواعية وابتسامةٍ صغيرة "حسناً ابني، كيف حالُكِ يا ابنتي؟" ابتسمت نغم وهي تصعد بجوارهِ مُرددةً بنبرة خجولة "بخيرٍ يا عمي نشكر الله" وضعت الحِزامُ حول جسدها لينطلق بالسيارة نحو القصر بعد أن هاتف سميرة مُعلناً عن قدومهِ برفقةِ نغم وأنهُ يود منها أن تُحضر طعاماً مِن أجلهما. دقائق وكان كلاهما يقف بالسيارة بالمدخل الرئيسي للمنزل ليترجل أولاً وهي تهم بإتباعهِ إلا أنهُ قد استوقفها قُبيل نزولهم مِن السيارة ليهتف بها "نغم" التفتت لهُ وهي تهم بالإجابة إلا أن وجهها كان حبيس قبضتيهِ وثغرها حبيس قُبلتهِ التي كان يتناولها بها، اتسعت عينيها بصدمة ليبتعد عنها بعد ثوانٍ وهو يُردد بابتسامةٍ عابثة "هذهِ فقط مُجرد مُقبلات ولا تستمرين بالنظرِ لي بهذهِ الطريقةِ المصدومة حتى لا أقوم بفعلها ثانيةً لربما يعود إليكِ وعيكِ" ابتلعت ريقها وهي ترمش بسرعةٍ لتُبادر بنزع حِزام المِقعد لتركض مِن أمامهِ حتى لا يفترسها. قابلتها سميرة وهي تتقدم نحوهم بالردهة الواسعة للمنزل لتبتسم بسعادة وهي تفتح ذراعيها لها لتُعانقها نغم بقوة "مرحباً بالغالية" هتفت بها سميرة لتُجيب نغم وهي تُقبل وجنتها "بل أنتِ الغالية عسى الله أن يمد بعمركِ لنا يا خالتي" قاطعهم صوتُ زين وهو قادم مِن خلفهم "أليس لي مِن هذا الجانب نصيب؟" ابتعدت عنها نغم لتهتف بزينٍ وهي تتحرك بنغم نحو المطبخ بينما هو يتبعهم نازعاً لسترتهِ جانباً "نصيبك ستنالهُ الآن في بطنكِ يا ابني ثم ألم يكفكَ سابقاً بأنك كنت الأول والوحيدُ لي دع هذهِ المسكينة تنالُ جانباً ولو قليلاً" وضع السترة جانباً بينما هي اتخذت مكانها على المقعد الطويل أمام الطاولة الرُخامية لتتسلل لأنفها رائحة الطعام الشهي لتُغلق عينيها مُستمتعةً بها "هذا ملفوف؟" أومأت لها سميرة بابتسامةٍ مؤكدة بينما يهم زين بالحديث إلا أن قاطعهُ صوتُ هاتفهُ النقال ليقوم بالإجابةِ عنهُ تحت أنظارِهم "أجل سارة ماذا هناك؟" أجابتهُ الثانية وهي تجلس خلف مِقعدها بينما يجلس على الأريكة الوثيرة بمسافةٍ بعيدة نسبياً "سيدي لقد أتى مندوبين مِن الشركة الأجنبية المُشتركة بالمشروع العمراني الجديد" أغمض زين عينيهِ استياءاً مِن ضياعِ فرصتهِ للاختلاءِ بها ولو قليلاً ليتن*د بعمقٍ وهو يلعن مِن تحت أنفاسه، هل هذا الوقت الذي اختاروهُ حقاً مِن أجل القدوم أين كانوا منذُ الصباح؟ "حسناً سارة أنا قادمٌ بأسرعِ وقت اطلبي مِن السيد محمد انتظارِ قدومي وقولي لهُ بأنني أريدُ منهُ تجهيز الملفات الخاصة بالشركة" أومأت لهُ وهي تُجيب بطواعية قُبيل أن تُغلق الهاتف معهُ "حسناً سيدي كما تأمر" أنهى المكالمة لتتساءل نغم وهي تتناول قطعة مِن الملفوف بعد أن قامت سميرة بتجهيزهِ بالأطباقِ لهم "ماذا؟" أخرج زفيراً مُمتعضاً وهو يُجيب بنبرة هادئة بينما تقوم أناملهُ بتدليكِ أعلى أنفه "لقد أتى مندوبي الشركةِ الأجنبية مِن أجل مشروعِ الإسكانِ الجديد ويجبُ عليا مُقابلتهم بأسرعِ وقت" أومأت لهُ وهي تهم بالتحرك مِن على المِقعد وسط حديثها "لا بأس هيا بنا" قاطعها وهو يُردد قائلاً بنبرة حانية "لا داعي لمجيئك يكفيكِ ما مررتِ به اليوم يمكنكِ أخذ اليوم إجازةً لكِ لترتاحي قليلاً. ابقي هنا بجوارِ الخالة ولا تذهبي إلى أن أُعيدكِ للمنزل" تساءلت اهتمامٍ بخصوصِ فِداء "وماذا عن فِداء؟" أجابها بهدوءٍ قائلاً "سأقوم بإحضارِها معي إلى هنا بعد انتهاءِ الدوام ثم آخذكما للمنزل" أومأت لهُ بابتسامةٍ صغيرة لتهتف بهِ سميرة هذهِ المرة ببعض اللهفة "ستعود هكذا بدونِ طعامٍ إلى الشركة يا ابني؟" رفع كتفيهِ بقلةِ حيلةٍ لها لتُردف بنبرة حانية وهي تُشير لهُ قائلةً بعاطفتها الأمومية "لا تذهب هكذا لقد سال لُعابك حينما استنشقت رائحة الطعام ولابد أنك أصبحت جائعاً، لا ضير مِن تناولِ القليل برفقةِ زوجتكِ إلى حين عودتكِ بالمساء، أنت تُرهق نفسك يا قلبي بالعمل ولابد مِن الاهتمامِ بك. ألا تهتمين بهِ يا نغم؟" تحدثت الثانية مُدافعةً عن نفسها "كيف هذا يا خالة؟ والله أنا لا أترُك يوماً وإلا قمتُ بتحضير الطعامِ لهُ لأحملهُ معي وأنا ذاهبة للشركة صباحاً وحينما تأتي فترة الاستراحة أذهبُ بهِ إليهِ إلا أنهُ لم يكن يتناول شيئاً بسبب عِندهِ وكبرياءهِ فقط لأننا كنا مُختلفين" تن*دت سميرة بيأسٍ وهي تنظر نحوه لتراهُ رافعاً حاجبيهِ للثانية التي سارعت بالهتافِ بهِ باستنكار "لا تنظر لي بهذهِ الطريقة ألم تفعل هذا؟" قاطعتها سميرة وهي تضع أمامهُ الطعام هاتفةً بنبرة صارمة لا تقبل النقاش "لا داعي لإخباري بهذا أنا أعلم جيداً كيف هي رأسهُ لذا أصدقكِ بكل ما تقولينهُ يا ابنتي، وأنت لن تتحرك مِن هنا حتى تُنهي طعامك ما الذي تُريدهُ لا سمح الله أن تسقط أثناء عملك بالمكتب؟ هيا تناول الطعام كلهُ ولا تترك شيئاً وحينما تأتي بالمساء ستكون وجبةً أخرى مُشابهةً لهذهِ بانتظارِك" ابتسم بجانب فمهِ وهو يجلس بجوارِ نغم التي بادلتهُ الابتسامة مُردداً "حسناً خالتي كما تُريدين وكيف لي بأن أرفض طلباً لكِ فلنأكل ثم نذهب للعمل" وضعت هي الأطباق أمامهُ ليُشير بالشوكة نحو الملفوف مُتسائلاً "حار أليس كذلك؟" أومأت بتأكيدٍ لتتسع ابتسامتهُ وهو يتناول بينما تقوم نغم بوضع قطع الدجاج أمامهُ ليتناولها بجانب الملفوف بنهمٍ ولذة. على جانبٍ آخر.. كانت تجلس على الفِراشِ بداخل المشفى في حالةٍ مِن الصدمة بعد كل ما سمعته. كل هذهِ الحقائق قد قامت بقتلها دونَ رحمة الآن فقط علمت لما الحقائق مؤلمة لما يمتنع الكثير عن قولها، إنها لا تُحتمل. عادت بذاكرتها للخلف قليلاً لتسبح أفكارها مرة أُخرى بما حدث أمس وما وقع على مسامعها مِن كلماتٍ سامة كانت أشبه بالسهام التي أصابتها بقلبها وعقلها. قلبها أُردي قتيلاً أما عقلها فقد ضربهُ الجنون مما سمع. "ما الذي تُريدني أن أفعلهُ بها أخي؟ هل تُريدني أن أُخبرها بأنني قد أقمت علاقةً مع والدتها؟" كان يهتف بهذهِ الكلمات بحدةٍ شديدة لكمال وكلاهما غافلين عن الأعين الرمادية الأشبه بالقطة والتي تنظر لهما مِن خلال الباب المفتوح. توقف الزمن وتجمد الوقت بالكامل وانقطعت الأنفاس حينما وقعت على مسامعها. الأمر كان أشبه بانسحاب الهواء رويداً مِن ص*رها تحاول التنفس ومع كل ثانيةٍ والثانية كان الأمر يزدادُ صعوبة بالتزامن مع عبراتها التي تخثرت بمقلتيها إلى أن انقطع التنفس تماماً ليرتجف جسدها بقوة مِن وقع الكلمة. ما الذي يقولهُ وما الذي يهذي به؟ زوجها أقام علاقةً مع والدتها! كلماتٍ لا يستطيعُ أي عقلٍ بشري تحملها ولا استيعابها أبداً، أي كارثةٍ قد حلت على رأسها؟ أي ظلامٍ هذا الذي سقطت بهِ غريقة غير قادرة على إيجادِ نورٍ قد يُنقذها منه؟ تحركت شفتيها بدونِ وعيٍ منها وهي عدة مراتٍ وهي تحاول التعبير عما بداخلها إلا أن لسانها كان يتحرك بعشوائية ولا بأي كلمةٍ مفهومة، لقد كانت مُشتتة وضائعة أو بالأصح لقد كانت كالمجنونة. تحركت قدميها خطوتين للأمامِ وهي تقوم بفتحِ الباب قليلاً لتدلف بهِ ومعالم الصدمة هذهِ تتملكها دون أن تتغير لتقع أعينهم عليها، أدرك كلاهما أنها قد استمعت إلى هذهِ الكارثة التي تفوه بها آسر خاصةً حينما تساقطت عبراتها بغزارة وهي تنتقل بمقلتيها بين كلاهما مُتسائلة بهمسٍ لا يُسمع وأنفاسٍ مُتقطعة "ما ماذا؟ أمي.." أغمض كمال عينيهِ استياءاً مما حدث ومِن كشفِ الأمر بينما كان الثاني يُحدق بها بلهفةٍ وهو يشعر بأنهُ على وشكِ خسارة أغلى ما يملك الآن، تحركت رأسهُ لليمين واليسار بشكلٍ غير ملحوظ وهو يحاول الاعتدال لينهض مُتحاملاً على آلامهِ جميعاً مُبرراً بمعالم مُتألمة لأجلها ولأجل إصاباته "زينة انتظري دعيني أشرحُ لكِ الأمر" تساءلت بنبرةٍ تائهة وضائعة دون أن تتحرك خطوةً واحدة مِن مكانها بينما عينيها لا يرف لهما جفنٍ واحد "أقمت علاقةً مع أمي؟" تحرك كمال ليخرج مِن الحجرة نحو الرواق ليُعطي لهما المساحة الشخصية مِن أجل التحدث سوياً. بالداخل كانت لا تزالُ على حالها ليقف قِبالتها مُباشرةً وهو يُسارع بالإمساكِ بيديها ليضمها إلى فمهِ وهو يُقبلها مُردداً بنبرة بها بعض التوسل "أرجوكِ حبيبتي دعيني أشرحُ الأمر أولاً" نظرت لهُ دون أن تخرج مِن طورِ صدمتها أبداً لتحاول ابتلاع ريقها إلا أنها لم تتمكن مِن هذا أبداً، انتهز الفرصة ليُسارع بالتبرير وهو يتحدث موضحاً "أقسم بالله بأنني لم أكن أعلم بالمرة سأقوم بإخباركِ بكل شيء. حينما رأيتكِ أول مرةٍ بالمنزل لن أُنكر بأن هناك رابطاً خفياً قد جذبني إليكِ دون أن تتفوهي بكلمة لكنني كالعادة لم أُبالي بشيء بل تابعتُ حياتي بشكلٍ عادي، بإحدى الليالي كنتُ أقصد بيتاً سيئاً قد دلني عليهِ واحداً مِن الرجال الذين يعملون لدي وهناك رأيتُ زهرة لأولِ مرة. لم أكن أعلم بأنها والدتكِ أبداً فقط كانت هذهِ الليلة وأقسم لكِ بأنني لم أستطع الاقتراب منها مرة أُخرى لا هي ولا غيرها لأنني اقتربتُ منكِ أنتِ فقط، أنتِ فقط مَن أردتُها لم أذهب إلى هذا المكانِ أبداً بعدها فقط هاتان المرتان وهي مرةٍ واحدة وبالمرة الثانية لم أطِق أن ألمس أنثى غيركِ. لقد قطعتُ كل علاقتي بجميعِ النساء مِن أجلك ابتعدتُ عنهن ولم يكن بعقلي سوى واحدة فقط وهي أنتِ" عقدت جبينها ببطءٍ وهي تبكي لتتحدث بغيرِ تصديقٍ بصوتٍ هامس تصاعد فيما بعد "بما تُبرر أنت؟ لقد أقمت علاقةٍ مع والدتي يا آسر زواجنا باطل لا يوجد رابطٌ بيننا بعد الآن كل ما بيننا مُحرم" سارع بمُقاطعتها وهو يُردد بعُجالة ولهفة "لا لا تقولي هذا حبيبتي هذا لن يحدث أبداً" كانت تُحدق بهِ وكأن مَن أمامها شبحاً بينما عقلها يرفض تماماً الإفاقة مما هي فيه "ما الذي لن يحدث؟ لقد حدث بالفعلِ آسر لقد عاشرت أمي وأتيت أنت وتزوجتني بعدها، كيف أمكنك هذا؟" قوس حاجبيهِ ألماً وهو يتوسلها "أرجوكِ زينة أرجوكِ أعطني الفُرصة فقط حتى أستطيع.." قاطعتهُ وهي تتحدث بحدة بعد أن بدأ الغضب بالتملك منها "أي فرصةٍ أيها الو*د، لقد طارحتها الفِراش" قطعت كلماتها وهي تشعر بالغثيانِ قد أصابها مِن التفكيرِ بالأمرِ فقط لتُسارع بإمساكِ معدتها وفمها وهي تركض نحو دورةِ المياهِ ليتبعها بقلبٍ ينتفض مذعوراً ليدلف خلفها. كانت تتقيأ وهي تسعل بشدةٍ بينما هو اقترب منها لتهدئتها قليلاً إلا أنها قد انتفضت مُبتعدةً عنهُ بقطراتِ المياه التي تتساقط مِن وجهها بعد أن قامت بغسله "ابتعد عني لا تلمسني بيد*كِ هاتين. كل ما بيننا باطل وحرام حتى هذا الذي أحملهُ بين أحشائي هو أيضاً ابنُ زنا" هذهِ المرة كانت الصدمة مِن نصيبهُ هو وهو يستمع لكلماتها التي اخترقت أذنيهِ لتهبط فوق رأسهِ كالصاعقةِ القاتلة، افترقت شفتيهِ بغيرِ تصديقٍ وهو يُعاود ترديد كلماتها مُحاولاً التأكد إن كان ما سمعهُ الآن منها حقيقياً أم هي مجرد مزحة حتى تُزيدهُ عذاباً "ما الذي تتحدثين عنه؟" تحدثت مِن بينِ أسنانها وهي تتوعدهُ بحدة "أيها الو*د سأقوم بإحراقِ قلبكَ كما حرقت قلبي. سأقوم بإجهاضِ هذا الطفل الذي أحملهُ منك حتى تذق مرارة العلقم وتجف أعينك مِن البكاء حرقةً عليه" اقترب منها مُسرعاً وهو يقبض على ذراعيها مُتحدثاً بمعالم حادة غاضبة "افعليها زينة وإلا أقسم بأنني سأقوم بنحر عنقك. لن أدعكِ تُدمرين الرابط الوحيد المُتبقي بيننا، لن أدعكِ تقتلين فرصتي ألأخيرة بالعودةِ لكِ لأنكِ إن فعلتها تأكدي بأنكِ ستخسرينني أنا للأبد" تلوت بين يديهِ بعنفٍ لتتحدث مِن بين عبراتها بعصبيةٍ شديدة "أيها الأناني الجشع أنت لا يهمك سوى أن أتاك ابناً أخيراً بعد عناء انتظارك. لا يهمك ما الذي أعيشه ولا ما أنا به، ثم إن هذا الطفل يُعدُ ابن زنا وأنا لا احمل ببطني طفلاً دماءهُ نجسة" هزها بعنفٍ بين يديهِ وهو يُردد بنفسِ النبرة دون أن تتغير "أيتها الغ*ية لا تتسرعي يجبُ عليكِ العلم بأن شهادة ميلادكِ مُزورة" قطبت بين حاجبيها بغيرِ فهمٍ وهي تتساءل بحدة "ما الذي تعنيه؟ أنا لا يهمني وا****ة أي شيءٍ آخر" صاح بوجهها بعصبيةٍ شديدة قائلة "أيتها الغ*ية ما أعنيهِ هو أن والد*كِ هذان مِن المُمكن ألا يكونا والد*كِ الحقيقيين" تجمدت بين يديه وهي تحاول أن تستوعب ما قالهُ الآن لتُردد بغيرِ فهم "ماذا؟" على جانبٍ آخر.. كانت مُتجمدة أرضاً وهي تُراقب ما يحدث بأنفاسٍ مُتقطعة بينما قلبها وكأن قبضةً مِن جليدٍ تعتصرهُ لتشعر بعدها بنيرانٍ تضرب أعماقها لتنشب بلهيبها الذي تصاعد بكامل جسدها بينما حاجبيها اقتربا مِن بعضهما بالتزامن مع عبراتها التي بدأت بالتخثر لتتأوه بخفوتٍ وهي تعض على شفاهها لتتماسك. هناك فتاةٌ تقوم بتقبيلِ زوجها أمام عينيها. لقد كانت تجلس بانتظارهِ بالسيارة بعد أن أخبرها بأنهُ سيزور رئيسهُ بالعمل مِن أجل الاطمئنانِ عليهِ ثم يوصلها للمنزل ويعود إلى الفرع الرئيسي لعمله. نسي هاتفهُ النقال وصعد للأعلى لتجلس هي بانتظارهِ عدة دقائق. بدأ هاتفهُ النقال بالرنين لتتركهُ دون لمسهِ إلا أن الرنين المتواصل قد استمر دون توقف مما جعلها تشعر بالقلق لتقوم بالتقاطهِ وهي تترجل مُسرعةً نحو المشفى حتى تُعطيهِ إياه. أثناء دخولها إلا وقد وقعت عينيها عليهِ وهو يقف بمحاذاةِ فتاةٍ ما، ضيقت مُقلتيها جيداً وهي تتعرف إلى ماهيتها لتُدرك أنها نفس الفتاة التي حاولت سابقاً أخذ رقم هاتفهُ أمام عينيها بالحفل. لا إرادياً تذكرت بأنها تقربُ رئيسهِ هذا لتُصبح هنا الآن. السؤال هو ما الذي تفعلهُ مع زوجها ولما هي تقف معهُ بهذهِ الطريقة، ما الذي بينها وبينهُ حتى توقفه والصدمة كل الصدمة أن هذا يُنافي تماماً لطِباعِ فارس التي تعرفها جيداً. زوجها لا يسمح لامرأةٍ بالاقترابِ منه ولا حتى يُعطي فرصةً واحدة للحديثِ معها ولكن.. ماذا عن هذه؟ وأثناء مُراقبتهِ بواجهتها الصقيعية لما يحدث إلا وقد أتت القشة التي قسمت ظهر البعير حينما مالت الفتاة وبدونِ أيةِ مُقدماتٍ قامت بتقبيله. ما الوصف الذي يمكن أن تقوم بقولهِ في هذهِ الحالة لا يوجد، لا يوجد ما قد يمكن وصفهُ بأي كلمة.

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

رواية " معذبتي “ لنوران الدهشان

read
1K
bc

فتاة انحنت من اجل........الحب

read
1K
bc

جحيم الإنتقام

read
1.8K
bc

معشوقتي

read
1K
bc

أنين الغرام

read
1K
bc

بنت الشيطان

read
1.7K
bc

عشق آسر. (الجزء الثاني من سلسلة علاقات متغيرة ).

read
2.6K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook