الفصل الأول
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا
لولا شعور الناس كانوا كالدمى
أحبب فيغدو الكوخ قصراً نيراَ
وابغض فيمسي الكون سجناً مظلماً
ما الكأس لولا الخمر غير زجاجةٍ
والمرءُ لولا الحب إلا أعظُما
كرهَ الدجى فاسودّ إلا شهبُهُ
بقيتْ لتضحك منه كيف تجهّما
لو تعشق البيداءُ أصبحَ رملُها زهراً،
وصارَ سرابُها الخدّاع ما
لو لم يكن في الأرض إلا مبغضٌ
لتبرمتْ بوجودِهِ وتبرّما لاح الجمالُ
لذي نُهى فأحبه ورآه ذو جهلٍ فظنّ
ورجما لا تطلبنّ محبةً من جاهلٍ المرءُ
ليس يُحَبُّ حتى يُفهما
وارفقْ بأبناء الغباء كأنهم مرضى،
فإنّ الجهل شيءٌ كالعمى
والهُ بوردِ الروضِ عن أشواكه
وانسَ العقاربَ إن رأيت الأنجما
للشاعر العظيم إيلينا أبو ماضى
الفصل الأول من رواية همستى
ما يجعل الإنسان حيا هو ذلك الأمل الذي يعيش بداخله و يتجدد يوما مع شروق الشمس و ظهور نورها الذي يبدد الظلام المنتشر و لولا ذلك النور لماتت جميع الكائنات الحية و كذلك الأمل بدونه الإنسان ميت فهو ما يدفعه للنهوض صباحا و العمل
لكن ماذا سيحدث مع بطلنا فهو فقد ذلك الأمل منذ زمن فهل يعود له أم يقضي بقية حياته ميتا ؟؟؟؟؟؟؟؟
في تلك الغرفة ذات اللون الأ**د و الظلام يملأ تلك الغرفة بالكامل لا وجود لبصيص نور و لو قليل يستيقظ ذلك النائم ذو العينين الزرقاء و الشعر شديد السواد ووجهه الأسمر و حاجبه الكثيفين و ملامحه التي تدل علي الوسامة الشديد و في نفس الوقت الصرامة و الشدة و جسده الرياضي المذهل فهو كان ملاكم قديما و كانت تلك الرياضة عشقه و يفتح الستائر ليدخل النور للغرفة و كأن ذلك سيشكل فرقا له دخل الحمام و خرج ليرتدي ملابسه المكونة من قميص أ**د و يفتح أول ذرين و البنطال الأ**د و ارتدي الساعة الخاص به و هي بنفس اللون الأ**د و نثر عطره المميز ليملأ الغرفة و نزل على السلم سريعا لغرفة الطعام ليجد والديه يتناولان الطعام قبل يديهما و جلس علي الكرسي و شرع يتناول طعامه فهو وحيد والديه أراد والده **ر الصمت
راشد بجدية:ألا زالت مصمما علي عدم إجراء العملية الجراحية ؟؟
خالد باستياء فوالده لا يتوقف عن ذكر الأمر منذ عشر سنوات :أنا بخير و لست بحاجة للقيام بها و من فضلك هلا توقفت عن ذكر الأمر فقد صار الأمر مزعجا
راشد و قد فقد أعصابه من رأس ابنه اليابس :و هل تنوي البقاء هكذا لبقية حياتك
نهض خالد و قد سقط الكرسي مص*را صوتا مزعجا:إن لم تعجبك حياتي فأنا أفضل العيش وحيدا لترتاح مني
منيرة و هي تتمزق من داخلها لأجل ابنها الوحيد هتفت تترجاه:أرجوك خالد وافق لأجلي
أقترب منها خالد و أمسك يدها و قبلها لطالما نفذ رغبتها مهما كانت و لا يعصي لها أمرا إلا ذلك الأمر فلقد فقد الأمل من ذلك اليوم
هتف برجاء:أمي كفاكي كلاما في هذا الأمر فلقد اتخذت قراري
راشد بغضب:ستفعل حتي لو فعلتها رغما عنك
لم يحتمل المزيد فالنقاش في هذا الموضوع فهما لا ينفذان إلا رغبتهما فقط و كأنه طفلاً منذ ذلك الحادث صارت حياته ظلام لم يعد لديه ما يرغب في العيش من أجله خاصة بعدما حدث من سوزي غادر القصر و ركب سيارته قاد السائق و خالد سارحا بخياله لتلك الأيام حيث كان يفعل ما يريد و ليس عاجزا كما هو الآن و نظرات الشفقة ممن حوله تقتله و لا يحتملها أبدأ وصل إلى الشركة ارتدي نظراته السوداء قبل خروجه من السيارة دخل الشركة بكبرياء كبير و كأنه لم يكن منذ لحظات خزينا يائسا فهو يكره رؤية أحدهم لضعفه كان الجميع ينظر له و لا سيما الفتيات فهو وسيم رغم كل شئ خاصة يتلك النظارة اعطته مظهرا لا يقاوم وصل لمكتبه و طلب من مديرة أعماله كانت ترتدي ملابس تصلح لملهي ليلى و ليس شركة و تصع مساحيق تجميل مبالغ فيها استدعاء أمير لرؤيته فهو ليس صديقه فقط بل أخوه الذي لم تلده أمه فهو لا يزعجه كما يفعل والديه فهما في نفس السن الإختلاف أن أمير لون عينيه بني كالعسل و مرح ليس كصديقه بعد قليل دخل أمير يتحدث في العمل مباشرة:لقد ربحنا الصفقة فقط نريد توقيعك
أخد خالد الأوراق لتوقيعها ثم طلب من صديقه الجلوس فهو يريده في أمر مهم جلس أمير يصغي لصديقه
خالد بجدية:أنا في حاجة لوجود مديرة أعمال لمكتبي
أمير باستغراب:و لكن لد*ك مديرة أعمال بالفعل
خالد بسخرية:حقا تقصد تلك التي تعمل بلمهي ليلي و ليست شركة محترمة
أمير و هو مازال متفاجأ من كلام صديقه:كيف عرفت ذلك ؟
خالد و هو مازال يسخر من وضعه:تقصد لكوني أعمي ؟؟؟ لست بحاجة لرؤيتها لمعرفة ذلك فهي تتصنع الرقة تظن كوني أعمى سيسهل السيطرة على أموالي و لكنها مخطئة و لم أعد أحتمل وجودها أكثر
أمير:لك ذلك صديقي و سأعلن عن مديرة أعمال في جريدة الوطن غدا
خالد:لا بل اليوم لن أنتظر أكثر
أمير محاولا تغيير الموضوع:ما بك تبدو مستاءا جدا؟؟
خالد ببرود:كالعادة والدي لا يتوقفان عن الحديث عن العملية الجراحية
أمير بسخرية :أنا لن أتحدث مثلهما فأنت لا تصغي أبداً سأذهب إلى مكتبي لأخبرهم عن الإعلان و بعدها سنذهب لشرب القهوة معا و للعلم فقط أنا لا أخذ رأيك بل أخبرك
************************************
في حي من أحياء القاهرة حيث يعيش أولئك البسطاء ليسوا من أصحاب العقارات و الأموال و لكن يملكون ما عجز الأثرياء عن امتلاكه و هو الأمن و العائلة الأهم من أموال الكرة الأرضية و لا تكفي حتي لشرائهم فهذا المشاعر لا يمكن شرائها في تلك الغرفة ذات اللون الزهري تستيقظ الجميلة النائمة نعم فهي جميلة
بشعرها الغجري الجميل و عيونها الخضراء و رموشها الكبيرة **ور يحمي تلك المروج الخضراء و أنفها الصغير و جسدها الممشوق و ترتدي منامة وردية استيقظت متاخرا فليس لديها ما تفعله فهي بلا عمل فعلت روتينها اليومي و جلست تتناول الفطور فهي يتيمة توفي والديها منذ اربع سنوات و من يومها تعيش وحدها دون أقارب و لكن جيرانها لم يتخلوا عنها و لديها صديقه طفولتها و جارتها غادة و منذ تخرجت و هي تحاول البحث عن عمل و لكن حتي الآن لم تجد و لكنها لن تيأس أبداً و بينما تقرأ وجدت إعلان عن وظيفة مديرة أعمال لإحدي أكبر الشركات في الوطن العربي و راتب كبير وأخيرا وجدت ما يساعدها لإعالة نفسها و المقابلة غدا يجب أن تستعد جيدا لها فأخيرا ستعمل و تعيل نفسها بعد أن تخلي أقاربها عنها فصارت وحيده
************************************
تلك كانت البداية ظلام احاط بى ومن هنا بدأت القصة معى ومع همستى ذاك الضوء الذى غير حياتى كلها ولقاؤنا القريب سيغير عالمى بأكمله