الفصل5

951 Words
الخامسه فى المصنع فى غمرة التصليحات التى شملت كافة ارجاء المصنع وقف رحيم فى المنتصف يهدر بصوت عالى : _ الهمه يا رجاله عايزين نروح بدرى انهارده استجاب العمال قائلين : _ ايوه والله ربنا يصلح حالك يا يا استاذ رحيم والله احنا بنحب يوم مرورك قوى ابتسم رحيم وهدر بمزاح : _ ايوه ما عشان انا متساهل معاكم لو كان الحاج زيدان كان زمانكم بايتين هنا لحد الشغل ما يخلص اجابه احد العمال المتعلق بجوار الاسلاك الكهربائيه : _ يمكن عشان الحاج زيدان دا راجل عملى جدا ما لوش فى اى كلام مالوش لازمه ربنا يخليهولكم اجاب رحيم مرحبا : _ يارب يا اخويا يلا خلص شغلك بقى لاحسن تلاقيه طابب علينا فى اى وقت عمل العمال بجديه بينما رحيل ظل يمر بينهم فى صمت حتى نزل جميعهم من الاعلى فى اعلان وقت الغداء تحرك العمال بينما رحيم قرر ان يجرب ما انتهوا منه واختبار مدى صلاحية الامر وما ان ضغط احدى القوابس الخاصه بالمصنع حتى تزايدت الكهرباء وانتشر الماس الكهربائى بسرعه فى المكان وفى ظرف ثوانى اشتعل المكان و بمساعده الغازات التى تنتج من الاعلاف شبت النيران فى كل مكان وحاصرت رحيم من كل جانب حتى ازهقت روحه ************************************** قذيفه من النيران سقطت على منزلهم فعلى الصراخ والصدمه وسقطت رؤى مغشيا عليها من فرط الصدمه اجتمعت النسوه حولها ولا احد لديه القوة الكافيه لرفعها من الارض مثقال ذره فبدئنا بالصراخ بصوت عال ليدخل زيدان الذى يحاول جاهدا تمالك نفسه بصعوبه برغم قلبه المنشطر على فاجعته فى اخيه هتف بصوت غليظ : _ جرى ايه منك ليها اخرسوا شويه الصريخ دا بيأذى الميت اشارلنا له نحو رؤى التى اصبحت جثه هى الاخرى لا تتحرك فهتفت مديحه من وسط بكاؤها : _ يا لهوى الراجل والست فى ليله واحده اغضبت زيدان فهدر بضيق : _ بس يا وليه انتى انتى كمان وشوفى حاجه فوجيها هتفت وبقايا البكاء تأثر على نبرة صوتها : _ مش عارفين نجومها يا اخويا اتجها صوبها ومال الى ركبته وبدء بالطمها بلطمات خفيفه متاوليه ولكن كانت لا تستجيب فقد كانت فى عالم اخر مظلم يرفض تصديق موت زوجها امتعضت وجه من عدم استجابتها وحملها بين يده واتجه نحو غرفة والدته وتبعته النسوه تركها هناك اعلى الفراش وهتف بجمود وهو ينفى كل شعور بالشفقه تجاهها : _هبعتلكم دكتور يشوفها خرج سريعا حتى يلملم امر دفن جثمان اخيه بينما اتى والد ووالدته رؤى على وجه السرعه بعدما سمع هذا الخبر السيئ وفى ظرف ساعات اجتمع الناس امام بوابة منزل الكبير حتى يقفون يدا بيد امام هذه الصدمه الكبرى التى لحقت بهم ******************************************** بعد مرور اربعين يوم خيم الحزن على جميع من بالمنزل والنار المشتعله بقيت للابد لخسارة ابن بار وزوج حنون واب لاطفال ثكالى زوجته صدمتها كانت الاكبر لقد رحل عنها حبيبها ورفيق حياتها مبكرا رحل بامانى واحلام لم يحققه معا رحل ومعه كل شي مفرح بهذه الحياه ترك قلبها متأجج بنار فراقه وحرقتها بخسارته مفجعه بقى معها والديها لمده حتى تتاقلم على تلك الصدمه العنيفه ***************************** فى شقة زيدان رأسه لم تهدء من الافكار فى كيفية التاقلم مع ذلك الوضع الجديد هتفت مديحه وهى تركن الى جواره وتسأله : _ هااا ,وصلت لحل ؟ التف اليها يجيبها بسؤل : _ ايه ؟ حل ايه اللى بتجولى عليه ؟ وفرت انفاسها بممل وهى تجيبه : _ حل اللى انت سارح فيه رفع حاجبيه بضيق وهدر بامتعاض شديد : _ ماشى يا مديحه , هجولك بفكر فى ايه , دلوقت اخويا اتوفى وسايب بنتين صغار وطبعا عايزين حجهم فى الميراث والا امهم هتفضل قاعده هنا .... شهقت مديحه باستنكار : _ نـــعــم , تقعد دا ايه تغور مطرح ما جات انا مش ناجصه خوته هتف يستنكر عدائها قائلا : _ خلاص عدى يا قموره سئالته مستنكره : _ اعد ايه ؟ اجابها وهو يلتف اليها : _ ورث يا مديحه هتلم ورثها وتمشى اتسعت عينها امام اجابته التى لم تحسب لها حساب وسكتت فاسترسل هو : _ اللى لمينا فى سنين وحاوطنا عليها هيطلع من ادينا الوحيده اللى هتاخد فلوسنا على حيات عينا نهض من جوارها وتركها تتخبط سئالته بفم فارغ : _ وهتعمل ايه اجابها وهو ينسق عباؤه : _ هتصرف يا مديحه هتصرف انهى تنسيق ملابسه وخرج .............. غادر شقته ورأسه تعج بالافكار يدا تريد القبض على الثروه ويد اخر ى تقبض على هيبته التى لا يريد فقدها ان رفض اعطاء حقها فى الميراث ولكنه لن يخرج خاسرا سيرضى زوجته ويرضى نفسه المحبه للثروه وقف امام غرفة والدته وكأنها هى من لديها جميع الحلول فقط ان وافقت على ماأراد ستساعده فى اتمام غايته اغلق زيدان غرفته عليه هو ولدته ودون اى تفكير او حسبان للامر هاتفها بصوت منخفض وكأنه يخشي ان تسمعه الحوائط : _المرحوم كان غالى علينا وانا حاسس بحرقة قلب اكتر منكم لفقدنه بس الحى ابقى من الميت واخويا فات ولاده لسه صغيرين رفعت والدته عينيها المحتقنه باالدموع وسئالته بفهم : _يعنى ايه يقعدوا وسطينا يا زيدان ولاد رحيم مش هيخرجوا برانا دى مصرويه يعنى مش جارنا عشان نفوتها تمشى وتاخد عيالها وتربيهم على كيفها دول بنات اجفل عين زيدان وهدر : _ما هو دا الى جتلك فيه ولادة يفضلو وسطينا فى حضننا هى عايزه تمشى الله يسهلها مش هنقف فى طريقها دى لسة صغيره والحياه قدامها بطولها سالته امه: _يعنى ايه ؟ اجابه وهو يسحب انفاسه : _يعنى كلمى اهلها اهم قاعدين بقالهم مده معانا يسبوا البنات معانا وتمشي هى الدار مليانا رجالة ومش حلو قاعدتها وحدنيه خصوصا والعيلة على بعضيها هتفت نصرانه وهى تعجبها فكرته : _ اي والله ما ينفعش تمشى بيهم وتربيهم على غير عوايدنا اهم يكبروا على عوايدنا ويتجوزو من ولادك ولا ولاد ناجى ازداد زيدان اعجابا بالفكره فيما يعنى ذلك ان كل ارضيه لن تقسم بعيدا ستصبح كلها قطعه واحده فى يده ويد اولاده كل ما كان يفكر فيه هو المال فقط الثروة لا تتبعثر من اجل بنات اخوه اليتامى ان يبقى ماله تحت يده هو المتصرف الوحيد لا يهم ان ترحل رؤى وتبتعد عن بناتها المهم ان تبقى الثروه كما هى _______________________-- سقوط الهيبه _ بقلم سنيوريتا ياسمينا احمد
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD