الفصل الثاني
#قناع_العروس
#aya ahmed
اغلق الهاتف ونظر من النافذة وهو يتذكر آخر لقاء بينه وبين جده الذي ينتهي بكارثة ، هو لا ينكر أن جده محق في كل ما قاله ولكن من المستحيل أن يفعل ما قد يقوله ، هو ليس غ*ي لكي لا يعرف ما سوف ينتهي به في ذلك المجلس البغيض ، ففي كل مره يقومون بحل مسألة الطار بزواج بين العائلتين ، غير مهتمين بمصير الفتيات الذين يرسلونهم إلى الموت بيدهم ، قد لا تتجوز الفتاة السادس عشر من عمرها وتجبر علي تلك الفاجعة بكل قسوة وجبروت من كلا الطرفين ، مع انهم الحلقة الضعيفة او التي لا معنى لها ولكن عندما يتم اتخاذ القرار يكونوا هم في وجه المدفع ، لتقوم بدور يضاهي رجال العائلة ، تذكر شقيقته الصغيرة ، لا يتخيل انه من الممكن أن يسلمها بتلك الطريقة في يوم من الايام .
………
في سرايه عائلة العراب في احد الغرف في الطابق الثاني كانت تجلس فتاة في بداية السابع عشر من عمرها ، كانت تمسك حاسوبها المحمول و تتصفح موقع الفيسبوك الخاص بها
(رتاج حسن جلال العراب "الابنة الصغيرة لحسن جلال العراب وهو الابن الاكبر لجلال عراب ، فتاه تتميز ببشرتها البيضاء الناصعة مع قليل من الاحمرار الذي يزين وجنتها وعينها التي ورثتها عن والدها بلون السماء الصافية وشعرها الأ**د الذي يشبه الليل الحالك يصل الى اسفل ظهرها ، طيبة جدا تعشق شقيقها وجدها فهما اقرب اثنين لها ، ترتعد من مجرد ذكر اسم والدها ، فهو كان قاسي جدا عليها ، ومع ذلك كانت تحبه وتحترمه في كل قراراته التي اتخذها في حقها من تلك القرارات التي كانت منعها من إكمال تعليمها على الرغم من اعترض شقيقها لذلك القرار ولكن هي وفقت لكي ترضي والدها علي امل ان يشعر بها في يوم من الايام . )
_ رتاج ....
التفتت رتاج إلى ابنة عمها التي كانت تقف علي باب وهي تمسك في يدها بعض الملابس ، وضعت الحاسوب من يدها ونظر لها وقالت بصوتها الخافت الرقيق .
_ايوه يا ورده في حاجة ولا ايه ....
ابتسمت لها ورده بحب ثم اتجهت لها واغلقت الباب خلفها ، جلست على الفراش وهي تضع الملابس علي السرير وقالت
_ مفيش يا حبيبتي دول هدومك جو عندي بالغلط ، بتعملي ايه .
_مش بعمل حاجه يا رورو كنت بفتح فيس بس ،انتي عمل ايه في الجامعة ...
قلتها رتاج وهي تنظر الي ورده بابتسامة حزينة فقد تمنت أن تكون مثل ولد عمها فالجميع قد أكمل تعليمه الا هي الوحيدة التي لم تكمل بعد ما اخذت الثانوية العامة ، ابتسمت لها ورده ومررت يدها على وجنتها فوردة كانت في الواحد والعشرين من عمرها ...
(ورده امين حلال العراب " الابنة الأصغر أمين العراب وهو الابن الاوسط لجلال العراب ، أكثر ما يميزها هو رقتها وطيبة قلبها وبراءتها في التعامل مع الآخرين ، فهي كل ام بنسبه ل رتاج ورقية ، تتميز بعيونها الخضراء التي تميل الى اللون الازرق وبشرتها البيضاء ، ذات جيد صغير جدا على الرغم من أنها في الواحد والعشرين من عمرها الى ان من يراها يظن انها في السادس أو السابع عشر من عمرها ،تدرس في طب فقد كان حلم والدتها أن تصبح طبيبة مثل والدتها الراحل)
_ لية الزعل ده يا جوجو مش انا قولت مش عاوز اشوف الدموع دي تاني ، تابعت بمرح لكي تخفف عنها ..بعدين انتي قلبك على الغلب والله لو قالولي اقعدي في البيت وسيبي الكلية اكون شاكره ليهم .
_ بس كنت عاوز اجرب الاحساس ده اني ادخل الجامعة ويكون ليه اصحاب واشوف الدنيا بعيد عن السراية الي انا محبوسه فيها دي ، انا من يوم ما وعيت علي الدنيا وهو حبسني هنا مش عارفه خايف من ايه ، حتى لما أبيه بيحاول ياخدني معاه مش بيوافق ويرفض .
اخذتها ورده الي حضنها وهي تمرر يدها على شعرها بعد أن انسابت دموع رتاج من عينيها ، كان كل ما في مقدورها فعله هو التهوين عليها ، تعلم ان عمها صعب الطباع جدا فلول ان والدها لا يسمح له في التدخل لمنعها هي الاخرى من اكمال تعليمها ونفس الوضع مع رقية ابنة عمها الراحل ، فلول جدها الذي رفض تدخل عامها حسن في شؤون اولد ابنه المرحوم ،لكن منع رقية من إكمال تعليمها ، انتفضت الفتاتين عندما فتح الباب بقوه لتدخل تلك السنفوره كما يطلقون عليها .
( رقية فؤاد جلال العراب "ابنه فؤاد جلال الابن الأصغر لجلال العراب توفي عندما كان عمر رقية سنة واحدة أما والدتها فقد توفيت اثناء والدتها لتفتح عينيها على الدنيا وهي يتيمه الوالدين ، في الثامن عشر من عمرها، تدرس تربية طفولة ، تتميز بعينها التي لا مثيل لها فهي بلون رمادي غامق جدا غريب به بعض الخطوط الزرقاء وذلك النمش الذي يزين وجنتها برقة وشعرها البني الذي يصل الى اسفل ظهرها بكثير فقد ورثت جمالها من والدتها التي كانت تتميز بجمالها الأخاذ ، شقية فهي تمتلك شخصية مشاغبة ومشا**ة ومع ذلك حساسة جدا ،تعشق اخيها مستعدة للتضحية بحياتها من اجله . )
_ خيانة في قلب قصر العراب تعاليه يا حج جلال شوف احفادك بيعملو ايه من وراك .....
_ جيتي امتي يا سنفوره ...
قالتها ورده باستفزاز ل رقية التي ض*بت الارض بقدمها وقالت بغيظ
_ مش ليكي دعوة انا سنفوره براحتي .
خلاص يا رورو تعالي ....
اتجهت رقية إلى رتاج التي كانت تمسح دموعها بيدها ، اقتربت منها وقالت بقلق
_ مالك يا قلبي مين الي مزعلك .
_ مفيش حاجه انا بس وحشني أبيه اوي عشان كده باعيط ....
اه أبيه جي النهارده يا جوجو ....
_ اختفت ملامح الحزن من علي وجه رتاج ليحل محلها ابتسامه واسعه وقالت بفرحة
_بجد امتي جي انتي هو مش قالي ...
تفوهت بها رتاج بفرحه وهي تنظر إلى رقية التي ابتسمت بحب لها وقالت
_ كنت بكلم ادهم وقالي ان جدي اتصل بيهم كلهم وطلب حضورهم هنا .
سمع الجميع صوت سيارة لتدرك رتاج إن شقيقها العزيز قد وصل اخيرا ، نهضت بسرعة البرق و وضعت حجابها على شعرها واتجهت الى الأسفل ، دخل من باب السراية ببرود ولكن سرعان ما سمع صوت ركض يصاحبه صوت ينادي عليه بفرح فعلم أنها ابنته الصغيرة ، نظر إلي السلالم ليجدها تركض بسرعه متجه لها اتسعت الابتسامة علي وجه ،فتح لها ذراعيه لتلقي نفسها في حضنه بقوه وهي تتعلق بعنقه ، رفعها من على الأرض وهو يدور بها فلم يرها منذ شهر تقريبا ، كم اشتاق لها شقيقته الصغيرة التي كانت ابنته قبل إن تكون شقيقته ، ابتعدت عنه وهي لا تزال تنظر إلى وجه ، قبلت وجنته بقوه وقالت
ــــ وحشتني اوي يا ابيه كده مش شفتك من شهر .
طبع على جبينها قبله عميقة وقال بحنان يصحبه ابتسامه لا تخرج الي لها وحدها روح قلبه كما يقول لها
_ وانتي كمان ياروح ابيه وعمرو وحشتيني اوي بس هعمل ايه الشغل .
انزلها بلطف عندما سمع صوت والده اتى من خلف ظهره ، شعر بارتجاف يد شقيقته، لف يده حول كتفيها وضمها له وقال
ــــ عامل ايه يا بوي .
قلها بلهجه صعيدية اصيلة التي لم يتخلى عنها على الرغم من أنه درس في أحد الدول الأوربية وعاد ليتابع عمله في القاهرة ، ومع ذلك احتفظ بلهجته الصعيدية ، نظر له والده بفخر وقال
ــ مرحبا يا والدي رجعت امتى .
_ دلوقتي امل فين جدي .
_ انا هنا يا "رحيم "
(رحيم حسن جلال العراب: الحفيد الاكبر لعائلة العراب والوريث لمنصب جده بعده ، في التاسع والعشرين من عمره يتميز بملامه الرجوليه التي كانت تحمل معني الصرامة والحده يتميز بشخصيه صارمة غامضة قوية وهادئة ليس من السهل اغضبها ، عينه التي تشبه عين الصقر شعره الأ**د ، ذو بشرة برونزية طويل القامة يمتلك جسد عضلي قوي ، يدير شركات العراب أشرف على أعمال العائلة بعد أن تخرج )
"ابتعد رحيم عن شقيقته ثم اتجه الى جده واخذ يده وقبلها باحترام ثم قبل جبينه وقال
_ مرحبة يا جدي عامل اية .....
_ بخير يا ولدي ، عمل ايه يا بنتي .
تقدمت رتاج من جدها تحت نظر والدها الثاقبة ثم قبلت يده ثم خده برقه وهي تحتضنه ، شهقت بفزع عندما صاح والدها بها بقسوة
_ اتحشمي عاد ايه مش ماليين عينك اياك ...
انتفضت رتاج بقوة وقالت بصوت باكي من معاملته القاسية
_ اسفة مش قصدي ....
_انا مش قولت تتكلمي كيفنا ذي ما احنا بنتحدت.
_ خلاص يا بوي تتكلم ذي ما هي عاوزه وبعدين هيا عملت ايه ده جدها .
هتف بها رحيم بعد ان سحب شقيقته الصغيرة التي تبكي الي حضنه ، نظر جلال الي ابنة بيأس منه فهو مثله مثل أي رجل صعيدي متمسك بالعادات والتقاليد حتى علي ابنته الصغيرة التي لم تتلقى الحنان من والدها وولدتها.
_ رتاج يا بنتي اطلعي علي اودتك وانت يا رحيم تعالى معايا .
أومي له رحيم ثم نظر الي شقيقته الصغيرة ومسح دموعها وقال بحنان
_ يلا يا قلبي روحي اوضتك وانا هاجي وجبلك حجات حلوه اوي .
ابتسمت له رتاج ثم قبلت وجنته وصعدت الي غرفتها وهي تبتسم بفرحه وكأنها لم تكن تبكي قبل قليل ، اما رحيم الذي نظر إلى والده ثم التفت واتجه الى غرفة المكتب الخاصة بجده ، نظر والده إلى ابنه صحيح انه يفتخر به ولكنة لا يحب تعامله مع شقيقته .
(حسن جلال العراب :الابن الأكبر لجلال العراب ، في السبع والخمسين من عمره ، يتميز بشدته وقسوته على الجميع حتى على اولده صعيدي بكل معنى الكلمة ، ينفذ العادات والتقاليد حتى لو كانت على حساب نفسة، كل همه هو ان تكون عائلة العراب العائلة الاقوى والمتحكمة في الصعيد،وأن يصبح ابنه رحيم هو الوريث للعائلة )
جلسوا الاربعة بعد ان انضم لهم أمين الذي كان ينظر الي والده منتظر قراره .
في سراية عائلة الهوري
كان سليم كبير العائلة يجلس ومعه أولاده وأحفاده ، في هذا الوقت وصل اخيرا الى السراية ، اتجه الى الداخل ليجد جميع أفراد العائلة موجودين ، أتجه إلى جدة وقبل يده باحترام ثم القي السلام على الآخرين وجلس مكانه ، نظر إلى وجوه الجميع ليجد تلك الابتسامة التي كان يرسمها ابن عمه ، رفع احد حاجبيه وقال
_ في اية مجتمعين يعني !!!....
أشار جده له بجلوس فامتثل لأمر جده بهدوء وهو يعلم أن هناك كارثة على وشك الحدوث وبلا شك هو من سوف يكون أول من يتلقاها ، لعن في سره لأنه أتى من الأصل .
_ انت عارف الطار الي بينا وبين عيلة العراب ، ومن حوالي شهر اتقتل محمد ابن إبراهيم بعد ما اتهموه انه هو الي قتل صلاح ، وقام مجلس وخدنا قرار .
ابتلع ريقة بصعوبة وهو ينظر الي جده ، يعلم ما ذلك القرار ويتمنى ان لا يكون هو من سوف ينفذ ذلك الأمر ، رفع جدة عينيه نحوه فعلم أن كل شيء انتهى .....
قررنا أن يكون في نسب بين العائلتين ، احمد فرحك بعد اسبوع على بنت العراب ....
ضغط على يده بقوه وهو ينظر الي جدة والغضب يتطاير من بين عينة ولكنه لا يستطيع ان ي**ر كلمة جده ، وفي نفس الوقت لا يمكنه أن يتزوج فتاة اخرى غير حبيبته تلك الملاك التي أحبها منذ أن كانت في الخامسة من عمرها ،رفع عينه بسرعة إلى جدة وهناك قطرة عرق على جبينه وقال بقليل من القلق .
_ معني كده انهم هياخدو بنت منينا يا جدي ....
_ أيون يا والدي ، شهد
توسعت عيون كل من أحمد وكمال الذي اختفت الابتسامة من على وجه وحل محلها الغضب والخوف .
_ اذي يا جدي تقبل بحاجة زي دي شهد لساتها صغيرة مش هاتستحمل جواز ولا حتى تدخل في الحاجات دي ، ممكن اي بنت من العيلة بس شهد لساتها صغيرة.
_ايوه يا جدي احنا مش هنديهم بنتنا عاد عشان ي**رونا بيها .
_ اتخشم منك ليه انت فكرين انكم تعرفوا اكتر مني ، انا اديت كلمة للرجالة ، وانت يا احمد ها تتجوز بنت حسن العراب اسمها رتاج ، وشهد هتكون لـ رحيم حسن العراب .
ما ان تفوه جده باسم تلك الملاك الذي أحبها منذ أن كان عمرها خمس سنوات كان يراها وهي تلحق بشقيقها في كل مكان ، كم كانت جميله كل شيء بها منذ أن كانت طفلة صغيرة تعلق بها وبشده ، تن*د براحة محاولا ان يمنع ابتسامته من الظهور للآخرين فهو الان مطمئن على شقيقته هو أكثر من يعلم من هو رحيم ، فهو صديق عمره على الرغم من العداوة التي بين العائلتين الي أنهما كانا صديقين وفيين لبعض .
_ لو مش موفق يا احمد انا موجود .
قلها كمال وهو يعتصر يده بقوه دليل علي رغبته في أن يخرج ما في دخلة ولكنة لا يقد فوجود جده يمنعه من ذلك
(كمال فتحي سليم الهورى "الابن الأكبر لـ فتحي الهوري ،في السادس والعشرين من عمره ، ورث جشع وخبث والده ، لا يكره في حياته أكثر من ابن عمه أحمد فا من وجه نظره هو الاحق بان يمسك اعمال العائلة ويكون وريث مكان جده ، كان هدفه أن يتزوج بشهد لكي يكون قريب من ابن عمه ويستطيع أن يأخذ مكانة ، تخرج من كلية تجارة ويعمل في الشركة . )
_ ومين قالك اني مش موفق يا كمال ريح نفسك انت وانا كبير احفاد الهوري وده واجب عليا ، جدي شوف الوقت المناسب وانا جاهز عن اذنكم عشان اطلع استريح شوي.
اومي له جده لينهض احمد بهدوء ثم اتجه الى غرفته غير منتبه إلى والده الذي كان يرمقه بنظرات غامضة ، دخل الي غرفته وألقى نفسه على السرير مغمض عينه بتعب وارهاق ، ولكن تسللت ابتسامة واسعة حلما تذكر أن تلك الحورية سوف تصبح من نصيبه ، اه كم أحلم بذلك اليوم ، فقد كان بنسبه له حلم مستحيل المنال مجرد التفكير أنه قد يتزوجها في ظروف طبيعية كان شبه مستحيل لأنه وثق ان لا احد من العائلتين سوف يوافق علي ذلك ، أتت في باله شقيقته الصغيرة ،اغمض عينيه بتعب سوف يكون الأمر صعبا عليها صعبا جدا هو واثق من رحيم ولكن شقيقته صغيرة فهي إلى الآن لا تزال في السابع عشر من عمرها كيف سوف تتزوج وهي في هذا السن الصغير ، سخر من نفسه على تفكيره فهو سوف يتزوج من في نفس سنها فريتاج أيضا في السابع عشر من عمرها ، دعا الله أن يكون كل شيء على مايرام ....?
………….
#aya badawy♥