لآخر
كان سعد يشعر بالقلق الشديد فغدا هو يوم اعاده محاكمته ثانيه
سعد بعد أن انتهى من صلاه العشاء
جلس يدعو ربه أن يكون الحكم لصالحه ليس من أجله وإنما من أجل امل وأمه ظل يدعو ويدعو طوال الليل ولا يعلم هل سيكون للقاضي هذه المره حكم آخر أم سيقوم بتايد الحكم السابق عليه
.......
انتظرت سلمى زوجها وهي تغلى من الداخل ودموع الألم تنهمر على وجهها لما فعل ذلك بها لم تكن تعلم أي شيء عن الحقيقه فقط الشك هو حليفها الان
بينما كان مروان يقود سيارته وهو يتذكر أحداث الايام الماضية
كيف قام بنقل امل وخالته إلى شقتهم المخصصه للمصيف وطلب منها عدم الاتصال او الرد على احد والا تخبر احد عن مكانهم
وذهب برفقتها واحضروا كل ما قد يحتاجونه أثناء إقامتهم وبعدها عاد ثانيه إلى المنصوره وهو يشعر بقليل من الراحه لم يكن يعلم أن هناك من يتربص به ويمشي خلفه خطوه بخطوه ويسجل كل خطواته ويلتقط له الصور كما يشاء
وصل اخير إلى منزل وفتح باب الشقه ولكن وجه زوجته جعله يشعر بأن عالمه سينهار لا يعلم مابها ولكن تلك الدموع والنظره الغاضبه توحي بالكثير والكثير
مروان وهو يقترب منها بسرعه
مروان.... بقلق.. مالك يا سلمى
........
لولو الصياد.. لا ترحلي
الفصل السادس والعشرين
انتظرت سلمى زوجها وهي تغلى من الداخل ودموع الألم تنهمر على وجهها لما فعل ذلك بها لم تكن تعلم أي شيء عن الحقيقه فقط الشك هو حليفها الان
بينما كان مروان يقود سيارته وهو يتذكر أحداث الايام الماضية
كيف قام بنقل امل وخالته إلى شقتهم المخصصه للمصيف وطلب منها عدم الاتصال او الرد على احد والا تخبر احد عن مكانهم
وذهب برفقتها واحضروا كل ما سوف يحتاجونه أثناء إقامتهم وبعدها عاد ثانيه إلى المنصوره وهو يشعر بقليل من الراحه لم يكن يعلم أن هناك من يتربص به ويمشي خلفه خطوه بخطوه ويسجل كل خطواته ويلتقط له الصور كما يشاء
وصل اخير إلى منزل وفتح باب الشقه ولكن وجه زوجته جعله يشعر بأن عالمه سينهار لا يعلم مابها ولكن تلك الدموع والنظره الغاضبه توحي بالكثير والكثير
مروان وهو يقترب منها بسرعه
مروان.... بقلق.. مالك يا سلمى
نظرت له سلمى وهي تقف وتنظر بعينيه بكل حقد وغضب
سلمى بقهر... ليه يا مروان أثرت معاك في ايه عشان توجعني كده
مروان وهي لا يفهم شيء مما تقوله
مروان.. عملت ايه انا مش فاهم حاجة ووجعتك في ايه انتي عارفه انك اغلى حاجه عندي
سلمى بغضب... كداب انت واحد كداب وخاين للامانه ومفيش عندك ضمير
مروان بصدمه وهو يشير إلى نفسه
مروان.. انا يا سلمى
سلمى... ببكاء.. ايوه انت اللي ي**ن يبقى كده وياريتك خنتني مع حد معرفوش لا خنتني مع مرات ابن خالتك
مروان بعصبيه... واضح انك اتجننتي وهرمونات الحمل أثرت عليكي
سلمى... بحده.. لا يا مروان بيه انا فاهمه وعارفه بقول ايه كويس تحب اوريك دليل خيانتك واد ايه انت انسان خسيس خاين
وامسكت سلمى الظرف وهي تفتحه بغضب وتمسك بكل صوره وتريها له وسط دموع الانهيار والالم
مروان بسخريه.. يااه عشان كام صوره بقيت خاين وخسيس ومصنتش امانه ابن خالتي للدرجه دي مفيش ثقه فيا للدرجه دي شيفاني انسان واطي
جلس مروان وهو يتن*د بقوه وبدأ يقول بكل هدوء
مروان... انا خسيس وواطي في نظرك بس انا هقولك كل حاجه مش عشان انا خايف منك لا عشان أبين ليكي اد ايه انتي معندكيش اي ذره ثقه فيا لما امل دخلت المستشفى الدكتور قالي ان في شبهه جنائية وقتها بحثت وعرفت أن مرات ابوها وعش*يها خدروها وصورها ومضوها على عقد بيع البيت وامل حكتلي كل حاجه بس محبتش حد يعرف انا رجعت ليها حقها لأنها امانه عندي وانا سندها لحد ما ابن خالتي واخويا يخرج بالسلامه بس طبعا الاندال مش هيعدوا اللي عملته بالساهل من كام يوم وصلني انهم بيرتبوا لحاجه خفت انهم يعملوا فيها حاجه تاني وقتها خدتها هي وخالتي وودتهم شقتنا في راس البر ونزلت معاها جابت كل طلباتها عشان متنزلش من الشقه ولا حد يعرف مكانها بس مكنتش اعرف انهم مراقبني وصوروني وانا ربنا شاهد عليا اني مكدبتش في حرف
جلست سلمى وهي تشعر بصدمه رهيبه بينما اخرج مروان هاتفه واتصل على امل وهو يفتح مكبر الصوت حتى تسمع كل شيئ
مروان.. ازيك يا امل وازي خالتي.
امل... الحمد لله احنا كويسين بس طمني لسه في خطر ولا ايه انا كل شويه ماما تسألني جينا هنا ليه
مروان... لا متقلقيش انا هاجي اخدكم بكره تروحوا عند ماما لان المكان عندك معروف ليهم
امل... ربنا يستر طيب سعد مفيش اخبار عنه
مروان... الحمد لله هو كويس.
امل بصوت مخنوق... انا عاوزه ازوره وحشني اوي
مروان... ان شاء الله هرتب زياره وتروحي له
امل بفرحه...ربنا يوفقك ويسعدك ويرزقك دايما بالخير ويحفظك يارب
مروان... آمين. ابقى سلميلي على خالتي
امل... يوصل ان شاء الله وسلملي علي سلمى وحشتني اوي
مروان... يوصل ان شاء الله سلام
أغلق مروان الخط بينما كانت نظرات الندم تظهر على وجه سلمي
وكانت تهم بالكلام ولكنه اوقفها وقال
مروان... انا راجل يا سلمى ومن اللحظه دي اللي بينا انتهى وبكره هود*كي بيت عمي ومصاريفك انتي وابني عليا لكن الحياه بينا انتهت للابد
سلمى ببكاء.. مروان انا
ولكن مروان انطلق مسرعا متوجها إلى باب الشقه وخرج وهو يكتب النهايه لحياتهم
ولكنها هي المخطئه بحديثها وسبها له ونعته بأب*ع الصفات الشك كالسوس ياكل كل شيئ وهاهو شكها به وتسرعها أدى إلى النهايه بينهم
.............
في صباح اليوم التالي
كان مروان يقف إلى جانب القفص الموجود به سعد ويقول له بتشجيع
مروان... ان شاء الله خير متقلقش انا واثق انه خير
سعد بهدوء.... انا راضي والله بقضاء الله بس طمني ماما وأمل عاملين ايه وباقي العيله
مروان... متقلقش كله تمام ونسيت اقولك سلمى حامل
سعد... بجد الف مبروك
مروان... ان شاء الله تخرج وتحضر السبوع كمان
سعد... ان شاء الله خير انا بقالي هنا كتير حاسس ان الساعات مبتمشيش
مروان... خير ان شاء الله بس قول يارب
سعد... يارب
وفجأه دخل الحاجب وقال بصوت عالي
محكمه
وقف الجميع ودخل القاضى
وبدأت المرافعات القضيه تلو الأخرى حتى جاءت قضيه سعد قام المحامي بالترافع عنه بمرافعه رائعه جعلت الجميع يستمع لها بكل تعاطف مع سعد وان ما فعله لم يكن سوى انتقام لما حدث لش*يقته أخطأ ولكن اي منا كان سيفعلها
رفعت الجلسه للمداوله
وساعه وخرج القاضى ثانيه وهو يقرأ الأحكام على الجميع حتى جاء الحكم على سعد كان قلبه يتنفض من الداخل ومروان كانت يديه ترتعش خوفا وتوترا بينما كان سعد يردد لا إله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
وقال القاضي...
في القضيه رقم... والمتهم بها سعد...
حكمت المحكمه حضوريا على المتهم سعد... بالسجن عامين وقد استعملت المحكمه الرافه معه
ونظر القاضى إلى سعد وقال
القاضى... سعد..
سعد... نعم يا فندم
القاضى... لو كنت مكانك كنت هعمل كده واكتر عشان كده انا استعملت الرافه معاك وربنا يرحم اختك
سعد... شكرا يا فندم
القاضي.... رفعت الجلسه
بعد أن تم رفع الجلسه كان مروان في غايه السعاده
مروان انت خلاص هتخرج
سعد... ازاي
مروان.. يا ابني سنه السجن ٩ شهور وانا بقالك ١٨ شهر وزياده يعني خلاص قضيت المده وهنخلص الورق ويومين وتخرج
سعد.. بجد انا مش مصدق نفسي اللهم لك الحمد والشكر على كل شيء
.....
قام مروان بالاتصال بإحدى زملائه لينهي ورق سعد سريعا
بينما ذهب هو الي رأس البر واحضر خالته وأمل إلى منزل والدته
وكان يتجه إلى الخارج حين نظر إليهم وقال
مروان... استنوا مني مفاجأه جميله صدقوني هتطيروا من الفرحه
نظر له الجميع بتعجب بينما خرج هو وتوجه إلى شقته وحين دخل وجد الهدوء يعم المكان بحث بداخل الشقه ولكن وجدها خاليه ولكن لفت نظره تلك الورقه على طاوله السفره
والمكتب بها
انا في بيت بابا وانت عندك حق احنا مننفعش بعض طلقني.....
.............في إحدى الدول الاوربيه
كانت سمر تقرأ سوره يس وهي ترتجف وتدعوا ربها
ان ينجي زوجها كانت تنظر إلى الساعه كل ثانيه كانت كل ثانيه تمر عليها كالجحيم ولكن لديها ثقه بربها وثقه انه لن يخذلها وان محمد سيعود معها سليم معافى أن شاء الله
واخيرا وبعد طول انتظار خرج الطبيب فاقتربت من الطبيب وهي تسأله بالانجليزيه
سمر بلهفه... كيف حال زوجي.
الطبيب بابتسامه... انه على ما يرام ولكنه سيكون تحت الملاحظة الدقيقه لمده ٤٨ ساعه القادمه
سمر ودموع الفرح تنهمر من عينيها
سمر... شكرا جزيلا لك
..........
مر يومان ومروان لم يحاول الاتصال نهائيا بسلمي ولا معرفه اخبارها
كان مشغول بسعد حتى الآن
وهاهو معه في طريقه إلى منزله
سعد... انت واخدني على فين
مروان... على عندنا امل وخالتي عندنا
سعد بتنهيده... ياااه حاسس اني مش مصدق نفسي
مروان... لا صدق ربنا كبير
سعد... الحمد لله
دقائق ووصل مروان ورن الجرس ففتحت له والدته
مروان..عندي ليكم مفاجاه
نظرت والدته خلفه فصرخت من فرحتها فاقترب منها سعد يقبلها بحب وهي تحتضنه بشوق
بينما أتى الجميع من الداخل على صوت صرختها وتوالت الاحضان والشوق ودموع الفرح لرؤيتهم لسعد
ولكن كان هو يتمزق من الداخل أصبح الجميع سعداء بينما هو الحزن أصبح رفيق دربه
كان يجلس معهم يتبادلون أطراف الحديث حين رن هاتف مروان
وكان رقم عمه اعتقد انه اتصل به ليعاتبه
فتح مروان الخط وقال
مروان... ازيك يا عمي عامل ايه
العم بهدوء... الحمد لله يا ابني انتم عاملين ايه
مروان... الحمد لله بخير
العم... معلش يا ابني ازعجتك بس ام سلمى بقالها يومين بترن عليها تليفونها مغلق وقلقت عليها قلت اتصل اطمن منك
مروان بصدمه وهو يحاول أن يتمالك نفسه... لا متقلقش هي كويسه انا بس حاليا عند بابا وهروح واطمنك
العم...ماشي يا ابني ربنا يطمنك وسلامي للجميع
أغلق مروان الخط واصبح وجهه شاحب كالموتي آلاف من الأفكار جاءت اليه وقف ودخل إلى البلكونه وهو ياخذ نفس عميق ويشعر بقلق كبير
انتفض على صوت سعد
سعد... في ايه يا مروان
مروان بصوت ضعيف... سلمي يا سعد سلمى
سعد... مالها... سلمي
مروان...اختفت
........
يومان ومروان لم يحاول الاتصال نهائيا بسلمي ولا معرفه اخبارها
كان مشغول بسعد حتى الآن
وهاهو معه في طريقه إلى منزله
سعد... انت واخدني على فين
مروان... على عندنا امل وخالتي عندنا
سعد بتنهيده... ياااه حاسس اني مش مصدق نفسي
مروان... لا صدق ربنا كبير
سعد... الحمد لله
دقائق ووصل مروان ورن الجرس ففتحت له والدته
مروان..عندي ليكم مفاجاه
نظرت والدته خلفه فصرخت من فرحتها فاقترب منها سعد يقبلها بحب وهي تحتضنه بشوق
بينما أتى الجميع من الداخل على صوت صرختها وتوالت الاحضان والشوق ودموع الفرح لرؤيتهم لسعد
ولكن كان هو يتمزق من الداخل أصبح الجميع سعداء بينما هو الحزن أصبح رفيق دربه
كان يجلس معهم يتبادلون أطراف الحديث حين رن هاتف مروان
وكان رقم عمه اعتقد انه اتصل به ليعاتبه
فتح مروان الخط وقال
مروان... ازيك يا عمي عامل ايه
العم بهدوء... الحمد لله يا ابني انتم عاملين ايه
مروان... الحمد لله بخير
العم... معلش يا ابني ازعجتك بس ام سلمى بقالها يومين بترن عليها تليفونها مغلق وقلقت عليها قلت اتصل اطمن منك
مروان بصدمه وهو يحاول أن يتمالك نفسه... لا متقلقش هي كويسه انا بس حاليا عند بابا وهروح واطمنك
العم...ماشي يا ابني ربنا يطمنك وسلامي للجميع
أغلق مروان الخط واصبح وجهه شاحب كالموتي آلاف من الأفكار جاءت اليه وقف ودخل إلى البلكونه وهو ياخذ نفس عميق ويشعر بقلق كبير
انتفض على صوت سعد
سعد... في ايه يا مروان
مروان بصوت ضعيف... سلمي يا سعد سلمى
سعد... مالها... سلمي
مروان...اختفت
.........
في الأحداث الماضية شكت سلمي بزوجها وحبيبها مروان وبذلك الشك قطعت آخر همزة وصل بينهم بسبب شكها وغيرتها نعتته بأب*ع الصفات دون أن تنتظر منه توضيح ولكن حين علمت الحقيقة وان خالته كانت برفقة امل وان تلك الصور ماهي إلا جزء من الحقيقة وان من بعثها إليها لم يكن يريد سوى تدمير حياتهم سويا ولكن مروان أبا أن يستمع إليها واخبرها أن ما بينهم قد انتهى والي الأبد وحين عاد إلى منزلهم ثانية وجد الشقة خاوية فارغة لا روح بها وتركت إليه تلك الورقه الصغيره التي كتبت حروفها بكل ألم انها بمنزل والدها
تمزق قلبه ولكن كرامته أبت الخضوع إلى قلبه.
بينما سعد تم إعادة محاكمته وتم استعمال الرأفة معه وحكم عليه مره اخرى بعامين ولان سنه السجن بتسعة أشهر ولأنه مضى على وجوده بالسجن ثمانية عشر شهرا تم الإفراج عنه وسط مفاجأة للجميع أعدها مروان لهم جعلتهم يحلقون في السماء من شدة سعادتهم
على الجانب الآخر
كانت سمر ترتجف من الداخل تسمع دقات قلبها من شدة الخوف مر الوقت عليها جحيما وهي تدعو ربها أن ينجي زوجها وحبيبها من تلك المحنة وان يعود معها إلى مصر الحبيبة وهو في كامل صحته واخيرا وبعد طول انتظار خرج الطبيب واخبرها أن العملية تمت بنجاح حمدت وشكرت ربها كثيرا وانهمرت دموعها من شدة الفرح
....
مر يومان ولم يتصل مروان بسلمي نهائيا اعتقادا منه انها بمنزل عمه حتى جاء اتصال من عمه يخبره انها لم تتصل ولم ترد عليهم أخبره مروان انه في منزل والده لم يكن يريد أن يصيب أي منهم بالفزع وأغلق الخط....
...........
كان ياخذ مروان نفس عميق وبداخله قلق ينهش قلبه
وآلاف من الأفكار تدور داخل راسه حتى انتفض على صوت سعد
سعد... في ايه يا مروان
مروان بصوت صغيف.... سلمي يا سعد سلمي
سعد بتعجب ما بها سلمي
سعد... مالها سلمي
مروان... اتخ*فت
سعد بتعجب من كلام مروان
سعد... اتخ*فت ازاي يعني وليه وايه اللي عرفك انها اتخ*فت
مروان وهو يحكي له كل شيء من البداية عما حدث لامل
سعد بغضب... ولسه فاكر تقولي دلوقتي
مروان..بعصبية. وانت كان في ايدك ايه تعمله يعني انت كنت محبوس وعاوزني كمان ازود همك ثم انا حافظت على امانتك كويس اوي
سعد... بهدوء... انا اسف يا مروان بس انت ليه متأكد انها اتخ*فت ما يمكن تكون في أي حتة
مروان... وهو يشعر بأنه مقيد الأيدي والارجل لا يستطيع التحرك
مروان... مش عارف مش عارف انا هنزل ادور عليها.
سعد... وانا جاي معاك
مروان..برفض. لالا بلاش مش عاوز حد يشك في حاجه وانا هبقي اكلمك اطمنك لو في جديد
سعد.. يا ابني افهم
مروان... بتنهيدة... ارجوك يا سعد كفاية انا مش قادر اتكلم سبني
سعد... ماشي يا مروان بس ابقى طمني
مروان.... حاضر
.............
خرج مروان وهو يتحجج بأنه لديه عمل وأنه سيعود مرة ثانية
ولكن نظرات سعد الشاردة جعلت امل تشعر أنه هناك شيئ ما قد حدث
فاقتربت من زوجها وهي تقول بهمس
امل... مالك يا سعد في ايه
سعد بشرود... ها لا مفيش
امل... لا في وواضح انها حاجه كبيره كمان شكلك اتغير كتير عن أول ما كنت جاي ايه اللي حصل
سعد َهو ينتفض واقفا ويستاذن زوج خالته.
سعد... بعد اذنك يا عمي هاخد امل بس الصالون محتاج اتكلم معاها شوية لوحدنا وهسيب الباب مفتوح
العم وهو يبتسم لاخلاق سعد العالية فهي زوجته اولا واخيرا ولكن لكل بيت حرمته واحترامه لأنه لم يدخل بها إلى الآن ولم يختلي بها جعل زوج خالته يشعر بسعادة كبيرة لاخلاق هذا الشاب
فسمح له زوج خالته بالدخول وبالفعل ترك سعد الباب مفتوح وجلس كل منهم مقابل الآخر
سعد..بعتاب. خبيتي عليا موضوع مرات ابوكي ليه
امل بتوتر.... كنت خايفة عليك ومروان طلب أن محدش يعرف
سعد وهو ياخذ نفس عميق... انا هعديها المرة دي لكن بعد كدة مش عاوز حاجه زي دي تتكرر انا أقرب حد ليكي لازم اكون عارف عنك كل حاجة قبل أي حد فهماني يا امل
امل... بهمس... حاضر بس هو ده اللي مزعلك
سعد... بحزن... لا بس واضح كدة أن الموضوع ده مش هينتهي غير بمصيبة
امل..بفزع. ليه لقدر الله
سعد... سلمي مختفية المفروض تكون عند والدها لكن اتصلوا وقالوا إنهم ميعرفوش عنها حاجة ومروان مرجح انها اتخ*فت
امل... استر يا رب
سعد... آمين
..........
على الجانب الآخر
كانت سمر تنتظر خارج العنايه المركزة دون أن تكل أو تمل مرت ساعات وساعات وهي على حالها
اتصلت بمروان واخبرته أن العملية تمت بنجاح ولكن شعرت وكأن هناك شيء ما ولكنه أخبرها أن الحال على ما يرام وفرح لنجاح العملية وها هي تنتظر أن يسمحوا لها برؤية زوجها ولو لدقيقة واحدة
وجدت الطبيب يخرج من غرفة العناية المركزة
فاقتربت منه سريعا تحدثه بانجليزية سليمة
سمر... كيف حال زوجي
أخبرها الطبيب انه على ما يرام وقد تجاوز مرحلة الخطر وسمح لها بالدخول لرؤيته لبضع دقائق
تم تعقيم سمر ودخلت إلى زوجها واقتربت وهي تضع يدها على فمها والدموع تنهمر على وجهها من شدة شوقها إليه
ولكنها وجدته يبتسم لها بشحوب
فاقتربت منه وهي تبكي وتضحك في نفس الوقت
سمر وهي تقبل جبينه بسعادة
سمر... حبيبي حمد الله على السلامة
محمد... بصوت متعب هامس... الله يسلمك
سمر... بخوف... متتعبش نفسك انا مش قادرة اوصفلك انا مبسوطة ازاي الحمد لله الحمد لله بجد هطير من الفرح
ابتسم محمد إليها فاقتربت من يده تمسكها وتشد عليها وهي تنظر بعينيه وكأنها تخبره انها لن تتركك يده حتى وإن تأذيت.....
.............
ساعات من البحث ولم يجدها فقد الأمل بحث وبحث ولكن لا أثر إليها نهائيا حتى هاتفها مغلق لا يستطيع تحديد مكانها
كان الغضب والحيرة تأكله من الداخل حتى ذلك الخسيس لم يجد له أثرا هو وتلك ال*قربة
وهذا ما جعله يقلق أكثر وأكثر
قرر الذهاب إلى المنزل قليلا ليغير ملابسه ويعود مرة ثانية للبحث عنها وأيضا ليبحث باغراضها لعلها تكون قد تركت شيئا يدله عليها
دخل إلى المنزل وهو يشم رائحتها العطرة بشقتهم أخذ نفس عميق لعله يهدأ ولو قليلا إشتاق إليها يقسم انه كان سينسي حديثها ولكن أراد معاقبتها حتى لا تشك به مرة ثانية وتثق به
جلس متن*دا على الاريكة وهو يشعر بحمل ثقيل على اكتافه
وقال بحزن شديد وصوت عالي نسبياً
مروان...... انتي فين يا سلمى
رد عليه صوتها... انا هنا.....
..........
لولو الصياد... لا ترحلي
القصة هتنزل يوميا أن شاء الله
الفصل الثامن والعشرين
قال بحزن وصوت عالي نسبياً
مروان.. انتي فين يا سلمى
رد عليه صوتها.. انا هنا
رفع مروان عينيه ينظر أمامه وجدها تقف وتنظر له نظره ضائعة لم يصدق نفسه في باديء الأمر وظن انه يتوهم وجودها من شدة اشتياقه وخوفه عليها والأن أصبح يراها وكأنها تقف أمامه بالفعل
ابتسم لنفسه بحزن...وقال..
مروان... بقيت كمان أشوفك قدامي خلاص أنا تعبت
سلمي وهي تقترب منه خطوة واحدة وتقف ثانية مترددة
سلمي.. بس أنا فعلا هنا إنت مش بتحلم ولا بتتخيل وجودي أنا قدامك فعلاً
وقف مروان منتفضا واقترب منها بخطوات سريعة وأمسك بكتفيها وضمها إلى ص*ره وهو يستنشق عبيرها
مروان...بلهفة... الحمد لله الحمد لله
ولكن أين كانت ولما اختفت
أبعدها مروان عنه قليلاً وهو مازال يمسك بها
ونظر إليها بعصبية وعيون يلمع بها الغضب والقلق الذى أصابه الساعات الماضية وكاد يوقف قلبه ويحطم حياته
مراون... انتي كنتي فين
سلمي.. كنت هنا
مراون... هنا إزاي يعني وانتي كنتي سايبة ورقه إنك راحة بيت عمي وهما اتصلوا بيا قالوا إنهم ميعرفوش عنك حاجة
سلمي بتعب...وهي تنظر له نظرات حزينة مشتاقة...
سلمي.. أنا فعلا كتبت الورقة ونزلت عشان أروح عند بابا بس مقدرتش ورجعت تاني من نص الطريق وفضلت هنا ومكنتش قادره أرد ولا أتصل بحد وإنت مرجعتش البيت وخفت أتصل بيك تزعق ليا تاني
مراون..بغضب.. مجاش في بالك لحظة إننا هنقلق عليكي
سلمي... بدموع.. لو كنت رجعت البيت كنت هتعرف اني هنا مسبتكش
مراون... بعصبية.. وهو يبتعد عنها ويمرر يده بعصبية بخصلات شعره ويلتفت لينظر لها ثانية
مراون... أنا بجد مش مصدق عارفة أنا كنت عامل إزاي عارفة حالتي كانت إيه لما عمي إتصل وقالي إنك مبترديش وأنا كنت متأكد إنك هناك عارفه فكرت في إيه
سلمي بحزن... أنا فكرتك مش هتقلق ولا هتدور عليا
مراون بغضب... ليه دايماً شيفاني وحش بتفكري إني هنفض وأبقى واو مراتي مش موجودة طيب وايه يعني عارفه يعني ايه مراتي يعني حته مني فرضا مش هقلق عليكي ناسية كمان إنك حامل في ابني ده كمان هبقي فرحان فيه يا شيخة حرام عليكي فكري مره إني إنسان كويس وبخاف عليكي وبحبك عمرك ما هتتخيلي إحساسي بقالي ساعات بدور زي المجنون عليكي مش عارف حصلك إيه وانتي بكل بساطة فكرتك مش هتقلق ولا تدور عليا لا بجد شابو ليكي
وصفق لها بسخرية
سلمي... بحزن.. انا مش
قاطع حديثها مراون وهو يرفع يده ويقول بحدة
مراون... مش عاوز أسمع حاجة وكلمتين هقولهم ولازم تحطيهم في دماغك وإلا صدقيني يا سلمى اللي فات هيبقى كوم واللي جاي كوم تاني خروج من البيت مفيش غير بإذن مني جامعة مفيش لحد ما أنا أقرر وده آخر كلام عندي ومتحاوليش تتناقشي معايا لان صدقيني هتشوفي وش وحش أوي مني واتفضلي روحي كلمي عمي وشوفي هتقولي ليهم حجه إيه لعدم ردك عليهم
انهمرت دموعها وهي تنسحب من أمامه
ولكن قد فاض به الكيل دائما تظن به السوء لماذا لا يعلم
قام مراون بالإتصال بسعد وطمئنه على سلمي وفرح سعد لذلك كثيرا ...
...........
على الجانب الآخر خرج سعد من منزل خالته مع وعد بالرجوع في اليوم التالي وذهب إلى منزله بعد أن قام زوج خالته بإعطاء سعد سيارته لسهولة تنقله
كان سعد في طريق العودة إلى منزله وحيداً بعد أن ترك امل ووالدته لدى خالته إلى أن يتم زواجهم واشهاره بالطرق المعروفة في القريب العاجل
وصل أخيراً إلى منزله ولكن حين ترجل من السيارة وجد مجموعة من الأطفال يتشاجرون بقوة فاقترب منهم سريعاً وكانوا تقريبا أعمارهم لا تتجاوز العاشرة من العمر
قام بتفرقيهم ووجد أن الأمر ماهو الا اعتداء على طفل صغير في حدود السابعة من العمر يرتدي ملابس ممزقة مترهله عليه مصاب بعديد من الكدمات ويبكي بقوة
حمله سعد بين يديه وهو يكيل كلام غاضب لهؤلاء الأطفال عديمي الرحمة والتربية واخذ الطفل معه
فتح سعد الباب بالمفتاح الخاص بوالدته
ودخل وقام بوضع الطفل على إحدى المقاعد وجلس إلى جانبه
ومازال الطفل يبكي بقوة
سعد بهدوء... متعيطش مفيش راجل يعيط وبعدين فين اهلك والعيال دي بتض*بك ليه
شهقت الطفلة بألم وهو تقول بصوت متقطع إثر البكاء
الطفلة ... ماليش أهل كنت عايشة مع بابا ولما مات من اسبوع مراته طردتي في الشارع والعيال بيض*بوني
سعد... تعجب سعد فظن لان شعرها قصير انها صبي ... انتي بنت مين
الطفلة.بحزن.. بنت كامل اللي كان بيبيع شاي عند الموقف
سعد وهو يتذكر والدها كان شاب صالح يتيم لا أحد له تزوج بزميلة له من المجليء وماتت وهي تلد طفلهم الصغير وبعدها بسنوات تزوج إحدى النساء ولا يعلم ماذا اصابه بعدها
سعد... بابتسامة... انتي اسمك إيه
قالت الطفلة
قالت الطفله وهي تمسح وجهها بيدها الصغيرة الملطخة بالتراب
الطفلة... اسمي رحمة
انتفض قلب سعد وزادت سرعة دقات قلبه حين نطقت إسمها وهو اسم أغلى الناس ش*يقته ونور عينيه رحمة
سعد وهو يبتسم وصوته مخنوق من تلك الدموع التي أبا أن يطلق سراحها
سعد... إسمك غالي يا رحمة
رحمة بطفولة وهي تقول بفخر... بابا قالي ان ده على إسم ست البنات رحمة كانت أجمل بنت بس راحت عند ربنا وقالي إني هبقي جميلة زيها
سعد بإبتسامة ... صح عنده حق وحمل الطفلة ووضعها على قدميه
سعد.بجدية.. بصي يا ستي انا بقى اسمي سعد اخو ست البنات الله يرحمها ودلوقتي ربنا رزقني بست البنات تاني اللي هو حضرتك ونفسي تكوني مكانها ايه رايك تعيشي معانا هنا وتكوني بنتي وترجعي مدرستك
رحمك بابتسامة... بجد وهطول شعري تاني
سعد وهو يمرر يده على رأسها
سعد.. طبعا يا حبيبتي بس مين اللى عمل كده
رحمة...طنط مني
سعد... متقلقيش بكره يطول ويبقى جميل
رحمة وهي تندفع فجأه وتحتضن سعد بقوة جعلته يحلق من السعادة فهي عوض له فقدان ش*يقته وهو عوض لها فقدان والديها وكأن كل منهم دواء للآخر
وقام سعد بعدها بالاهتمام بالطفلة أفضل اهتمام والجميع كان يحبها وبقوة وذهب إلى تلك المستبدة زوجة ابيها واحضر جميع أوراق الطفلة وأغراض والديها وذكرياتها معهم ولم ينسى سعد أن يض*بها كف لأنها كانت عديمة الرحمة وقصت شعر الطفلة الصغيرة بل وحرقتها بقدمها أيضا وهذا جزاء فعلتها ولو كان الأمر بيده لكان حرقها حية
على الجانب الآخر...
كانت امل تتملل بتختها فايام قليلة تفصلها عن زفافها بسعد سيكون بسيط يقتصر على العائلة
ولكن سوف ينتظروا عودة سمر وزوجها لا تعلم أي شيء عن زوجه ابيها وذلك الخسيس. ولكن لديها شعور بالغيرة من تلك الطفلة الصغيرة التي شاركتها بحب زوجها وكأنها أصبحت العالم كله له لا يفارقها وينسى امل كليا أصبحت مدللة من الجميع فهل ستستطيع امل ان تستمر هكذا لا تعلم جامعتها وتلك الطفلة وسعد الذي تشعر وكأن حبه تبخر كليا و هي التي كانت تعد الساعات والايام حتى يعود إليها والان أصبحت حياتها حزينة بسبب تلك الطفلة التي سقطت عليهم ودمرت حياتها من وجهه نظرها
ولكن كيف تخبره انها لا تريدها بحياتهم تريد زوجها لها وحدها لا أحد يشاركها حبه دلاله لها وحدها ابتسامته إليها دون غيرها نعم ستخبره وتخرج ما في قلبها إليه وبالتأكيد سيفهمها ويختارها هي وحدها ولكن هل سيفعلها سعد ويترك رحمة تلك الطفلة الصغيرة التي لا أحد لها بهذا العالم وكيف سيكون تصرفه نحو هذا الأمر.
.........
لا ترحلي... لولو الصياد
ألقاكم غدا بإذن الله
..............