(4) الفصل الرابع

3184 Words
دلف فؤاد لمكتب مراد فنصدم من تعلق جاكي بعنقه.. فأتسعت عيناه بضيق... كان متأكد ان تلك الفتاه لن تترك ولده هكذا يعلم بأتصالاتها له ولكن مراد دوما يُخبره ان علاقتهما ك محبان انتهت اما الان لا يجمعهما سوا صداقه وأبعدها مراد عنه بعدما سمع نحنحة والده الغضبه من الأمر - جاكي جايه زياره لمصر... وهتفضل فتره هنا فألتفت جاكي نحو فؤاد بأبتسامه واسعه وتقدمت منه كي تعانقه وتقبله الا انه اوقفها بيده قبل أن تقترب منه - اهلا يا جاكي... مراد عايزك في مكتبي وانصرف فؤاد دون كلمه أخرى... لتحدق جاكي بالباب الذي غادر منه ثم عادت تنظر لمراد بملامح باهته - والدك لم يحبني يوماً ولن يحبني وارخت كتفيها ومطت شفتيها بعبوس ثم ألقت بنظره عابرة على ملابسها - تنورتي طويله مراد وايضا الجاكت الذى ارتديه انه بأكمام طويله فأبتسم على برائتها ثم ألتقط هاتفه من فوق سطح مكتبه وامسك كفها - سأجعلكي تستمتعي بسياحتك بمصر فوقفت متشبثه بأقدامها تضحك بعذوبه - ووالدك مراد... انه يريدك ليجذبها مغادرا بها أمام سكرتيرته وهتف بها عقب ما تسألت به هي - بلغي فؤاد بيه اني خرجت ................................... نهض زيدان من فوق مقعده الخشبي يهتف متسائلا - ورافضه العريس ليه يا ياقوت... اوعي تكوني عارفه حد تاني ضاحك عليكي... أمك قالتلي ان في نظرات إعجاب بينكم لما بتروحي عندها فأتسعت عين ياقوت بصدمه فوالدها يشك بها ولم يكن شكه الا سم دسته زوجته ولكن ما اوجعها حقاً تأليف والدتها بحديث لم يكن ولن يكون وكل ذلك من أجل ارضاء زوجها - سيبوني اختار حاجه في حياتي ارجوك يا بابا ان لا يوم حملتك همي ولا بتكلم... ليه ديما ماليش حق في اي حاجه وانسابت دموعها وقد اخبرتها عمتها ان والدها سيرق لها عندما تشعره بذنبه انه لديه منزل اخر ويتركها تعيش معها - انا من دمكم ولحمكم ليه بتعملوا فيا كده ثم ضغطت على العبارات التي احفظتها لها عمتها - عمتي جابتني ليكي.. قالتلي روحي لابوكي وقوليله انك مش عايزاه... ما الاب سند ولا انا هكون يتيمه وابويا عايش على وش الدنيا وجوز امي هيتحكم في حياتي وعند تلك العباره تبدلت ملامح زيدان وقد اثارته كلماتها - ابوكي عايش على وش الدنيا.. مين ده اللي يتحكم في حياتك... سعيد مين ده اللي ياخدك لابن اخوه وكان هذا ما تمنت حدوثه لترمي نفسها بين ذراعيه بعدما فاق ضميره كأب ......................... وقفت في شرفتها تتأمل الظلام بعد أن هرب النوم من جفونها... لتبتسم بحب وهي تجد شهاب جالس بالأسفل يُدخن بشرود فأغلقت الشرفه سريعا واحكمت ارتداء حجابها...حبه في قلبها كل يوم يكبر وخاصه تلك السنه التي اثبت فيها لها انه بالفعل رجلاً حقيقياً ولكن دوما تشعر ان حبه لها ماهو واجب او دور مُتقن يؤديه وما هي إلا عاشقه مُحبه لأقصى درجه وهتفت بأسمه بعدما أصبحت أمامه - سرحان في ايه فرفع عيناه التي كانت مُسلطه نحو قدميه - صاحيه ليه لحد دلوقتي يا ندى فأقتربت منه ببطئ وجلست جانبه تمسك كفه - مجاليش نوم وبالصدفه لمحتك قاعد في الجنينه لتتعلق أعين شهاب بها ثم انتبه لدخان سيجارته.. فألقي السيجارة ارضاً ودهسها تحت قدمه فاليوم رأي الفتاه التي احبها يوماً تتبطئ ذراع زوجها والزوج لم يكن الا الحبيب الذي اختارته عنه رغم انه يفوقه مالا ولكن ليس كل شئ مقياسه المال وفي لحظه كانت ندي تلثم خده بحب - بحبك اوي يا شهاب .............................. نظر الي الأخبار المدونه عنه في احد المواقع الإلكترونية فوقوفه بأبتسامه مجامله مع ابنه شريكه الجديد جعلهم يتسألوا هل سيسمعوا قريبا خبر خطبه ام زواج لراجل الأعمال حمزة الزهدي الذي أصبح أرمل الان ودون زوجه وابتسامه مُتهكمه رُسمت على شفتيه اتبعها إلقاء الجهاز اللوحي على سطح مكتبه... لتدلف بعدها سيلين تحمل له ظرف اعتادت منذ عملها هنا تجلبه اليه كل شهر ولا احد يعلم بهويه المرسل - ظرف كل شهر يافندم وتقدمت من مكتبه تعطيه له... ليلتقطه منها بجمود وقد عجز عن معرفه صاحبه الرساله التي تبثه مشاعرها فيها كان فضول سيلين يأخذها لتعرف ما تحتويه تلك الرساله ولكن اشاره من حمزة جعلتها تتنحنح بحرج وانصرفت ب**ت ليفتح حمزة الرساله وفضوله يقتله ان يعرف ما تخبره به صاحبتها والكلمات تلك المره لم تكن كما اعتاد إنما كان وعد باللقاء " لقائنا قرب... ساعتها هتعرف انا مين...احبك وسأظل احبك" ....................... تن*دت براحه قويه بعدما قصت على السيدة سلوي مع حدث في أمر ذلك العريس والذي رفضه والدها ولم يخذلها حتى أنه أخبر والدتها صراحة ان لا دخل لزوجها سعيد بشئون ابنته - طب وبعدين يا ياقوت المرادي العريس جيه من طرف والدتك وقدرتي تتخلصي منه... افرض المره الجايه جيه عن طريق ابوكي ومراته والموافقة من العريس كانت موجوده لتتجمد ملامح ياقوت.. فلا شك أن يحدث ذلك.. فمدام زوجه ابيها فازت بخطبه ابنتها والتي اقترب زواجها قبلها ستتفرغ لها وستزوجها واختيار زوجه ابيها لن يكون الا لت**ر انفها - قوليلي حل يا ا**ه سلوى هعمل ايه... حتى عمتي قالتلي لو العريس ده لقينا حجه نرفضه لو حد جيه تاني وعجبتيه وكلم ابوكي ايه الحجه وطأطأت رأسها أرضاً بآلم - انا ممتلكش الحق اني أرفض عريس ثم تابعت بنبرة من**ره - بس لو اترفضت عادي انا المعيوبه لتضمها سلوى بقوة إليها - ياحببتي انتي زينه البنات وابعتدت عنها سلوى قليلاً ثم اخذت تُطالعها - أنتي لازم تشتغلي يا ياقوت... واقناع الحج زيدان سبيه عليا قالتها السيدة سلوي وهي تضم كفيها بحنو وبملامح جادة ونظرت لعيناها - طيب هشتغل فين.. انتي عارفه ياا**ه سلوى مافيش شغل في القريه مناسب.. ولو بعدت عن البلد هلاقي شغل فين وهعيش فين وتابعت بنبرة من**رة - نفسي يبقى ليا مكان محسش فيه اني عبئ على حد لترمقها سلوى ب**ت ولم يأتي أمامها الا ناديه فستجد الحل معها .............................. تحرك فؤاد في غرفته بغضب بعدما تعلقت عيناه على الوقت في ساعه يده فالساعه تخطت الثانيه صباحا ومراد لم يأتي بعد لتستيقظ ناديه بعدما استمعت لارتطام شئ أرضاً فعدل فؤاد المزهرية التي سقطت دون قصد منه من فوق الطاوله - انت صاحي لسا يافؤاد... هي الساعه كام دلوقتي فأطلق فؤاد أنفاسه مستاءً من عناد مراد معه - الاستاذ لسا مرجعش البيت فصدحت ضحكات ناديه بعدما اعتدلت في رقدتها فوق الفراش - مراد بقى راجل يافؤاد.. ده اللي قده اتجوز معاهم عيال وانت صاحي مستني تعاقبه على تأخيره لتحتد نظرات فؤاد ورمقها بضيق - محدش مدلعه غيرك وشايفه كل تصرفاته صح... وأولهم سكوتك على البنت اللي اسمها جاكي فهبطت من فوق الفراش وابتسمت وهي تقترب منه ثم مازحته بلطف - قول كده.. انت مضايق من وجود جاكي في مصر.. البنت ايام وهتمشي مش هتعيش هنا ومدت كفيها تمسح على وجهه برفق كما اعتادت - لو لسا عايز يرتبط بيها وافق يا فؤاد لتتعلق عين فؤاد بها وبحديثها.. فأرتسمت ابتسامه جاده على شفتيه والاجابه كانت صادمه - مراد هيتجوز هناء بنت اخويا يا ناديه  الجمها حديثه عن التفوه بشيء فدارت عيناها على ملامح زوجها الجامده بعدما ألقى كل ما يعتريه ويُخطط له..فؤاد الرجل الذي سقط في بئر الخيانه يوماً من حبيبته وزوجته الأولى مازال يُفكر ان الرجل لا يجب أن يتزوج على اهواء قلبه رغم انه عشق ناديه واحبها الا ان هناك جزء مظلم داخله لا يُريد ان يعيد ولده تجربته ولم يرى غير هناء ابنه شقيقه الا العروس المطلوبه وضع خيوط لعبته بأتقان ولكن هل هناك شيئا يسير وفقاً لتدبير عقولنا واذا صار هل سينجح ام سيصحبه الفشل وكعادة ناديه تعرف كيف تحتوي الأمر بهدوء معه - فؤاد بلاش ديما تحط مراد في دايره محسوم فيها القرار ليك.. من وهو طفل بتتعامل معاه كده.. حرمته من دراسه الطب وخليته يدرس هندسه عشان انت عايز كده.. حبه لجاكي اللي ممكن ميكنش من الأساس حب رفضته.. من صغره وانت اعمل كده متعملش كده.. ده حتى طفولته كلها كانت انت راجل والرجاله مينفعش تعمل ده.. القيود الكتير بتصنع منا ناس تانيه ناس يوم ما هتتمرد هتتمرد على اللي وضعوا عليهم القيود وانت اول واحد مراد بقى يتمرد عليه يافؤاد وتابعت وهي تُسلط انظارها عليه بعدما أعطاها ظهره مُعلناً انه لا يرغب بسماع المزيد - قرار جوازه من هناء مش صح يافؤاد.. ما يمكن في يوم هو اللي يجيلك ويقولك عايز اتجوزها أدار فؤاد الحديث بعقله قليلا ولكن بصلاده عقل لم يرى الا صوابه وألتف نحوها يحسم قراره - القرار في الموضوع ده انتهى ياناديه... اخلص بس من سافريه الصين وهفتح الموضوع مع مهاب اخويا ولم تكن سافريه الصين الا شهرا واحدا لتُطالعه ناديه بهدوء ولكنها **تت وداخلها تُفكر كيف ستجعل فؤاد ينسى ذلك الامر ويترك حق الاختيار لمراد ...................... استيقظ حمزة فزعاً يرفع جزعه العلوي قليلا.. ينظر حوله يبحث عن سوسن والطفل الذي كانت تعطيه له.. ارتفع صوت أنفاسه الهادره وهو لا يفهم سبب ذلك الحلم العجيب سوسن تعطيه طفل لمن هذا الطفل يكون واعتدل في رقدته فوق الفراش واخذ يمسح على وجهه بقوه وعقله يقنعه بالاجابه المقنعه الطفل ما هو إلا طفل ندي وشهاب فعرسهم هو المنتظر ............................ في الصباح وقفت سياره حمزة أمام مدرسه مريم لتهبط مريم بأبتسامه متسعه تحمل حقيبتها المدرسيه خلف ظهرها حمزة ابيها مهما قالوا.. ودوما هي طفلته المدلله وألتفت بجسدها تلوح له بيدها تودعه ليفعل لها بالمثل مع ابتسامه حنونه ارتسمت على شفتيه.. فقد انتبه لحاله مريم المنزويه بعدما بدء ينشغل عنها في وسط اعماله التي اتسعت خلال تلك السنه لتقف مريم أمام احداهن ترمقها بتحدي ثم اكملت سيرها فألتفت رؤى نحوها بغيظ هاتفه بوعيد - عيشي الدور علينا يا مريم ولم يكن حقدها علي مريم خصوصا ولكن الحقد كان منصب على حصول مريم علي الحب الذي تتمناه هي والحب لم يكن الا حب الاسره واين هذا الحب فوالديها يعملان بأحدي دول الخليج وهي تعيش مع جدتها ............................. ألتقطت أذنيه بعض الكلمات من تلك المحادثه الهاتفيه " فتاه بحاجه لعمل.. من البلدة " لم يعيره الأمر اهتماماً وأشار ل ناديه التي مهما مرت السنون فهى والدته وليست زوجه ابيه ولكنه يُناديها ب اسمها كما اعتاد منذ الصغر - سيبي طنط سلوى لحظه واسمعيني فأنتبهت له ناديه وازاحت الهاتف عن اذنها - ثواني بس ياحبيبي... هخلص مع سلوي ثم عادت تُحادث سلوى.. ف*نهد مراد بملل ونظر لساعه يده وقبل ان يطلب منها ان تؤجل حديثها مع زوجه عمه وتسمع ما سيخبرها به - اسمها ايه البنت ديه... اه عرفاها ياسلوي.. مش ديه صديقه هناء.. ياقوت لتتعلق عين مراد بها وأخذ يربط كل شئ ببعضه العمل ويا ياقوت وكأن الفرصه قد أتته في اكتشاف سبب جذبه لتلك الفتاه دون عن غيرها وفكرة لمعت بعيناه.. فالعمل لن يكون الا معه... فلقائتهم المعدوده وهروبها الدائم من نظراته ورؤياه جعله راغب بها رغبه ليست بالجسد فرغبه الجسد لم يشعر بها مع أي امرأه قط حتى جاكي حبه لها ما هو إلا عناداً مع والده وهتف داخله بحماس " الفرصه جاتلي معاكي يا ياقوت... لازم افهم سبب انجذابي ليكي" واخذ يحرك كفه على لحيته المنمقه بعنايه ولم يشعر ب ناديه التي وقفت ترمقه ببطئ متسائله بغمزة ماكره - ايه اللي شغال عقلك.. جاكي مش كده فتعالت ضحكات مراد ومد كفيه يداعب وجنتيها - شقيه أنتي يا ناديه فلطمت ناديه كفيه - ولد عيب.. كل يوم بكتشف اني معرفتش اربي كانت الدراما تتخلل نبرة ناديه الحنونه.. فمراد طفلها.. طفلها الذي لم تنجبه ورسمت العبوس على شفتيها وسارت مبتعده عنه بغنج... ليتعبها مُحيطاً كتفيها بداعبه - لاا مسمحش ليكي تغلطي في تربيه ناديه جميله الجميلات لتلتف اليه ناديه تكتم ضحكتها بصعوبه - يا واكل بعقلي حلوه.. عنده حق فؤاد يقولي بيضحك عليكي بكلمتين حلوين فصدحت ضحكات مراد ثم رفع كفها يلثمه - ده انتي الغاليه لتدفعه عنها ضاحكه - عايز ايه يامراد قول... انا عارفه الاسطوانه الناعمه ديه.. اه ياقلبي الضعيف منك وعندما وصل الأمر إلى ما يريده هتف مشا**اً - ديما فهماني ثم اردف بطلبه الذي يعلم أن والده سيقبله بمقت - انا عزمت جاكي على العشا الليله في البيت فأماءت ناديه رأسها بتفهم فمهما كان ف جاكي ضيفه وهي تراها فتاه لطيفه فألتقط مراد كفها يلثمه مُجدداً بحب - احلى ناديه في الدنيا وكاد ان ينصرف الا انه عاد يلتف إليها - بمناسبه موضوع الشغل... قولي لصاحبة هناك تبعت ورقها وانصرف دون كلمه أخرى.. لتُحدق به بذهول ولكن سريعاً تلاشي ذهولها... فألتقطت هاتفها كي تُحادث سلوى وتُخبرها ان امر العمل قد وجد ............................. حملت حصتها بعد معاناه من السلع الغذائيه التي تمنحها الدوله للمواطنين.. لتجد هاتفها يعلن رنينه..فوقفت على جانب الطريق واخرجته بحرص وهي تظن ان عمتها من تُهاتفها كي تجعلها تتعجل في عودتها... لتقع عيناها على اسم هناء فتمنت لو اتاها ما أرادت - ايوه ياهناء... بجد هشتغل... طب ومكان اقامتي وجاءها رد هناء الفرح من أجل صديقتها - كل حاجه اتدبرت يا ياقوت.. السكن لقيناه الحمدلله... أصدقاء ماما القدام طلعوا جامدين اووي قالتها هناء مازحه ولكن تلك هي الحقيقه... ناديه وجدت لها وظيفه وأخرى لديها بنايه تحتوي على طابقان اعدته للمغتربين - انا مش مصدقه نفسي يا هناء.. الحمدلله وتصاعدت أصوات الماره لتهتف هناء متسائله - أنتي في شارع يا ياقوت فأجابتها ياقوت بأبتسامه مشرقه - بجيب السلع لعمتي.. هروح واكلمك وسارت بخطوات فرحه حالمه وتُفكر كيف ستقنع عمتها وتجعلها تقنع والدها ............................. وقف بسيارته يُحادث صديقه بالهاتف منتظراً ان تُفتح اشاره المرور - ازاي طلب نقلي متوفقش عليه ليأتيه صوت صديقه وهو يحاول تهدئته - اهدي ياشريف.. انا مش عارف ليه انت عاوز تتنقل.. عايز تخدم في العريش في حد عاقل يطلب كده ف*نهد شريف بسأم يعلم أن حمزة لديه دخل بذلك الأمر وكل شئ يصله عنه بسهوله فالكثير بالدخليه يخدمه فمنذ زمن كان هو أيضا ضابطاً - اقفل دلوقتي يا سيف وأغلق الهاتف بحنق وانفتحت الاشاره وكاد ان يسوق سيارته ليجد احداهن تمر الشارع ببطئ وتخفي عيناها بنظاره سوداء بل وتقف ثواني ثم تُكمل السير ولا تستمع لبوق السيارات والسباب التي تخرج من الألسنه واندفع من سيارته حانقاً ليجذب ذراعها بغضب - أنتي طرشه ولا عاميه.. الطريق كان فاضي قدامك فدفعت يده بعنف عنها بعدما شعرت بالآلم من قبضته - لا انا مش طرشه بس عاميه وتركته مذهولا وأكملت سيرها بخطوات سريعه تمسح عيناها بعنف من دموعها التي اخذت تتساقط.. لا تعلم لما اليوم حظها هكذا فكل يوم تمر الطريق دون أن تسمع سباب أحدا فيشعرها بعجزها وأكملت سيرها تحت نظراته ولكن تصاعد بوق السيارات جعله يعود لسيارته يقودها لجانب الطريق وألتف بجسده داخل السياره ليجدها بعدما مرت الطريق سارت لخطوات معدوده ويبدو انها حفظت خطواتها ثم جلست على مقعد خشبي تعلم موضعه وكأنها تنتظر أحداً وزفرة طويله خرجت من بين شفتيه وقد شعر بالذنب.. فهو اخرج غضبه بها وليته لم يخرجه .................................. سقط ما تحمله أرضاً وهي تجد الكثير يقفون أمام منزل عمتها ووالدها بينهم ويبكون... لتركض نحوهم وكل ما تتذكره ان عمتها كانت ذاهبه لتقديم واجب العزاء مع بعض النسوة لقريه مجاوره - هو في ايه.. فين عمتي ووجدت والدتها تأخذها بين احضانها تُخبرها بأخر شئ تمنت سماعه - عمتك ماتت يا ياقوت ................................. ارتشف قهوته بملل ينظر من حين لآخر لساعه يده.. ف ناديه أخبرته انها تُريد لقائه في احد المطاعم.. بدء الشك يمتلكه ليتأكد بالفعل من خطه شقيقته - اسفه على التأخير ياحمزة بيه.. معلش عربيتي اتعطلت قالتها برقه وجلست بغنج ليرمقها حمزة بنظرات متفحصه وزمجر بحنق من فعله شقيقته به - مافيش مشكله اخذت المرأه التي تبدو في الثلاثون من عمره تصفف شعرها بيديها وتتفحصه بوقحه - من زمان نفسي اقابلك... اخر مره اقبلتك فيها كانت في حفله جواز حازم الأسيوطي اصل انا ابقى بنت خاله العروسه فأماء برأسه ب**ت وداخله يلعن شقيقته متوعداً لها حين رؤياها ومال نحو الطاوله يرمق الجالسه امامه ببطئ.. فأقتربت منه مبتسمه تظن انه سيهمس لها بكلمات غزل - حلال عليكي سهره النهارده واعتبري العشا حسابه مدفوع واعتدل في جلسته لينهض بعدها - معلش انا راجل بحب انام بدري وغادر بحضوره الطاغي لتتسع عين الجالسه - ده مشي وسابني .............................. مرت ايام العزاء ببطئ لم تتركها فيهم هناء ولا السيده سلوى وقفت هناء جانبها تعد معها حقيبتها فالان سوف تنتقل لبيت والدها فلا داعي للجلوس هنا فالبيت به ورثه والكل سيُطالب بحقه فيه فعمتها لم يكن لديها اولاد... الي الان لا تُصدق انها توفت.. ف الوفاه جاءت صادمه للجميع الحادث لم يصيب عمتها وحدها انما امراتان اخريات بالقريه فبجانب الطريق الذي كانوا ينتظرون عليه وسيله مواصلات انصدمت إحدى عربات النقل بعمود الاناره ليسقط عليهم وانتهى كل شئ في ثواني معدوده ودمعت عين ياقوت وهي تودع كل أنش بذلك المنزل الذي احتواها ويد هناء تربت على كتفها - امر الله يا ياقوت... ادعيلها بالرحمه لترمي ياقوت نفسها بين ذراعي صديقتها - مش قادره أصدق ياناس وبكت بحرقة ليدلف والدها غرفتها بوجه حزين على شقيقته - يلا يا ياقوت يا بنتي.. معدش ينفع اسيبك في البيت وازداد انهمار دموعها واليوم شعرت انها بلا مأوى...فهى تعلم الحقيقه لن تُرحب بها زوجه ابيها ولا زوج امها وخاصه بعد أن رفضت ابن شقيقه ............................... وقف شريف بسيارته بجانب الطريق وهو لا يعلم لما يأتي لهنا... كانت جالسه نفس جلستها تطأطأ عيناها أرضاً ولم تعد ترتدي تلك النظاره السوداء... وبعد وقت تأتي سيده تأخذها وترحل وخرج السؤال الذي اراقه لأيام - ياترى انتي مين وحكاياتك ايه.. وليه بقيت اجي كل يوم اشوفك ............................... اسبوعا مر علي مكوثها في بيت والدها ولم تعرف كيف تُفاتحه بأمر عملها رغم ان كل يوم هناء تصر عليها ان تُبلغ والدها ولكن ردها لا يكون الا " ازاي عايزانى اقوله عايزه انزل مصر اشتغل وعمتي مبقاش ليها اسبوع ميته يا هناء" شعرت بيد سناء تدفعها وهي بين الغفوة واليقظه.. لتنتفض فزعاً من رقدتها ولكن كما اعتادت ميعاد استيقاظها المعتاد الثامنه صباحا فور ان يرحل والدها لفتح محل الفاكهه خاصته تأتي زوجه ابيها تُيقظها لتبدء مهام اليوم من مسح وتنضيف وطبخ وركض وراء التوأم ذو العشر سنوات والمذاكرة لهم - اصحى يلا... مش عارفه انتي مدلعه كده ليه.. شكل خديجه كانت مدلعاكي لتمسح عيناها من نعاسها... ف ياسمين ظلت طوال الليل تُحاكيها وقد غفوا في وقت مُتأخز.. وانصرفت سناء خارج الغرفه لتلتف نحو شقيقتها تحكم عليها الغطاء بحنان .. ف الخدمه لها وحدها وحين تسأل ياسمين عن سبب استيقاظها المبُكر يكون رد زوجه ابيها " اصل ياقوت اتعودت على كده.. ماشاء الله نشيطه من ساعه ما جت مريحاني..اتعلمي بقى منها ياحببتي ولا اقولك بلاش تتعبي نفسك كلها شهور وتتجوزي وتشيلي المسئوليه... ادلعي في بيت ابوكي شويه ده انتي الدلوعه بتاعتي" وتنطلي الكذبه الماكره على ياسمين التي تُخبرها بحب ان لا تستيقظ في وقت مُبكر وتستيقظ معها في الظهيره وستُساعدها وخرجت من الغرفه لنجد سناء أمامها - الست سلوى قالتلي على موضوع الشغل اللي جبته ليكي تعجبت ياقوت من أخبار والده صديقتها لزوجه ابيها بأمر عملها لترمقها سناء بنظرة طويله - هقولك لابوكي وهساعدك تمشي من هنا لكن بشرط... ............. اغمضت عيناها بروح مفقوده خائفة من المجهول ورغم كل ذلك الا انها كانت سعيده تشعر بالحريه من قيود حاوطتها طيله سنوات عمرها وما كان عليها الا ال**ت والرضى بما يُمنح لها اقل القليل كان في عينيها كثيراً دوماً مدام لا تسمع إهانه من زوج ام او زوجه اب لا يروها الا كعبئ على مال أولادهم دمعه انحدرت على وجنتها اليسرى ازالتها سريعا وصوت ناديه يفيقها من شرودها - وصلنا بالسلامه... نورتي القاهره يا ياقوت قالتها ناديه وهي تقود السياره وبجانبها كانت ابنتها تقي تضع السماعات في اذنيها غير منتبها لشئ .. فقد كانوا في زياره سريعه للبلده وجاءوا بها معهم - احنا وصلنا هتفت ياقوت وعي تدور بعيناها في الشوارع فلم تشعر بمرور الوقت الذي لم يتجاوز الساعتان - اه ياحببتي... ورايحين على سكن المغتربات ضمت ياقوت يداها برهبه من الحياه الجديده التي ستعول فيها نفسها بمفردها دون الحاجه لاحد خاطبتها ناديه بلطف وهي تُحرك يدها على عجلة القياده ببراعه - انا اديتك عنوان الشركه اللي هتقدمي فيها ومتقلقيش...شهاب اخويا هو المدير قولي بس انك تبعي ابتسمت ياقوت وهي لا تعرف كيف تشكرها على مساعدتها هي والسيده سلوى - انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاي ابتسامه حانيه رسُمت على شفتي ناديه وعاد ال**ت مجددا الي ان وقفت السيارة أمام السكن لتتعلق عين ياقوت بالسكن الجديد الذي ستعيش فيه... وكانت هذه البدايه لحياه جديده وبعد مرور الدقائق وقفت ياقوت خلف ناديه التي اندفعت نحو امرأة تُماثلها بالعمر تحتضنها بحنو - اخيرا اتقابلنا ياناديه... سلوى وبتسأل عليا في التليفون اما انتي الدنيا خدتك فضحكت ناديه بقوة وهي تنظر لصديقتها - ما انتي عارفه يا سميره كنت مسافره بره.. واه رجعت وهنرجع ايام زمان تاني فأماءت لها سميره برأسها وانتقلت بعينيها نحو ياقوت التي وقفت تُسلط عيناها نحو حقيبة ملابسها بحرج واقتربت منها مبتسمه - نورتي السكن يا ياقوت فرفعت ياقوت رأسها لتشعر بطيبه سميره التي اخبرتها عنها سلوى  ****
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD