(2) الفصل الثاني

3286 Words
نظرت لها عمتها بنظرات متوجسة - مرجعتيش حتى بحتتين جاتوه.. انا قولت مدام باتت عندهم هترجع محمله ثم لوت شفتيها بأمتعاض بعدما مضغت الطعام بفمها - طول عمرها سناء بخيله الفار لو دخل عندها يهرب جعان وعندما لاحظت خديجة شرودها هتفت بتسأل - اوعي تقوليلي قالتلك كلمه تضايقك وسمت بدنك بكلامها وكادت ان تنهض خديجه من الأرض فمسكت ياقوت يدها - مافيش حاجه ياعمتي حصلت لترمقها خديجه بتحديق - يابت قولي بس عملتلك ايه.. انتي عارفه عمتك لسا بصحتها هجيبلك شعرها تحت رجلي فأتسعت ابتسامتها وهي تعلم حقيقه ما تخبرها به عمتها.. هي لا تحب زوجه ابيها وتعرف طباعها المتبجحه - قوليلي يا ياقوت عريس اختك حلو فعادت تتناول ياقوت طعامها ثم أجابت - اكيد حلو في عينيها هي لتزم خديجة شفتيها بأستنكار ونظرة لها بأسي - ياعيني عليكي يابنت اخويا... بقى بنت سناء تتخطب وانتي لسا مع انك حلوه مش عارفه محدش ليه من اللي بيتقدموا بيوافق عليكي وملئت معلقتها بالشربه وأخذت ترتشف منها بصوت مسموع - يكونش معمولك عمل موقف حالك ف*نهدت ياقوت ف نفس الجمله التي تخبرها بها عمتها يوميا رغم أنها تعرف انها تتمنى ان تفرح بها الا ان الكلمه تسقط على قلبها كالسوط فهي متيقنه بأن نصيبها لن يأخذه غيرها ونهضت من فوق الأرض بعد أن حملت طبقها - كل شئ قسمه ونصيب ياعمتي محدش بياخد اكتر من نصيبه.. الحمدلله كلمات راضيه اخرجتها واتجهت نحو المطبخ تضع طبقها بالحوض ترفع عيناها لأعلى داعيه - يارب لتنظر خديجه في اثرها متعجبه ثم صاحت - اعملينا الشاي وتعالي دلكيلي رجلي .................... وقفت في الشرفه تنتظر قدومه وتُطالع هاتفها على أمل أن يُجيب عليها ولكن الاجابه لا تكون الا رنين طويل ثم تنقطع المكالمه.. البروده حاوطت جسدها بالكامل فرغم الحب الذي يجمعهم الا انها تعلم اسوء صفه في طباع شهاب ضعفه أمام النساء.. حبها القوي ومحاربتها هما من أتوا به اليها ولولا ذلك ماكانت حصلت عليه..واهتز هاتفها بين يديها لترفع الهاتف وعيناها تحدق بالصوره بشحوب شهاب يراقص احدي الفتيات التي تعرف هويتها تماما فماهي إلا ابنه احد رجال الأعمال وسقطت دموعها بعجز فقد أخبرها حمزة انها ستتحمل نتيجة حبها من شهاب ورغم انه شقيقه ولكن كان يتمنى لها رجلا اخر جدير بها وبطيبة قلبها وبعد دقائق كنت بوابة الفيلا تفتح ويدلف كل من شهاب وشريف بسياراتهم لتبعد قليلا عن الشرفه وتنظر إليهم وصوت ضحكاتهم تتعالا ويبدو انهم كانوا معاً ازداد حنقها فهى تظل تنتظره بقلق وهو يعبث كعادته دون مراعاه شعورها لم تتحمل مكوثها في غرفتها فخرجت بخطوات سريعه تزفر أنفاسها بغضب... لتتعلق عين شريف بها وهي تقف اعلي الدرج ثم نظر خلفه لشهاب هاتفا - استقبل ياسيدي واكمل شريف صعوده ليتخطي ندي هامسا - علميه الأدب... عايزك ريا في نفسك كده واض*بي وانا احبسهولك علطول لتتسع عين شهاب وهو يسبه داخله... فقد زاد الأمر صعوبا الان وندى بشكوكها الدائمه به لن تظن به الا السوء والسوء معه ماهو الا حقيقه - ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي قالها وقد أصبح أمامها ومد كفه نحو وجنتها لتنفض يده بضيق - كنت فين لتتعلق عين شهاب بها - مالك ياندي هو احنا ميعديش يومين الا ونتخانق فرفعت هاتفها ووضعته أمام عيناه - ممكن تفهمني ايه ده فنظر للصوره بلامبالاه - كنت معزوم في حفله ورقصت فيها ايه فسقطت دموعها وهي تخاطبه - بتخوني وتقولي فيها ايه.. ليه بتعمل كده ياشهاب ليه كل ما بحس انك بتحبني بكتشف اني غ*يه فأغمض عيناه بقوه وهو لا يعرف الاجابه خطبته من ندى وعقد قرانه ماهما إلا اقناع من شقيقته ناديه حتى لا يدخل غريب بينهم ويأخذ ندي ويُطالب بحقها في الاسهم التي تمتلكها لم تقصد ناديه ذلك الهدف وإنما أرادت ان تعطي شقيقها امرأة تحبه فقد صارحتها سوسن بمشاعر شقيقتها لشهاب وعلى اثره ابعد حمزة شهاب من المنزل عندما علم بتلك المشاعر وكي يعود للمنزل ويبقى ضمن العائله ماعليه الا ان يتوج ذلك الحب بأطار الحلال وفي لحظات كان يأخذها بين ذراعيه متمتماً - اهدي ياندي ورفع وجهها نحوه يلمس احدي وجنتيها بخفه - أيه رأيك نحدد ميعاد جوازنا... حاولي تقنعي حمزة فهتفت بصوت ضعيف وساخر - نقدم ميعاد جوازنا وانت لحد دلوقتي مش قادر تحترمني فأبتسم وهو يدنو منها يقبل شفتيها برقه - هتقنعي حمزة مش كده كانت تضيع تحت سحرة لينظر لعيناها المغلقه وقد علم انه وصل لهدف...فحرك يده ببطئ على خصرها لتهتف بأرتباك بعدما ابتعدت عنه تلتف يمينا ويسارا - هحاول.. تصبح على خير وفرت من أمامه ليقف يحدق بأثرها يفرك عنقه بأرهاق ثم اكمل سيره نحو غرفته ..................................... سارت ياقوت بالطريق تحمل أكياس الخضار لعمتها بعدما تسوقت لها ووقفت مبتسمه عندما لمحت احمد يُصافح احد الأشخاص أمام صيدليته... كانت تنظر له دون شعور منها وادركت الأمر سريعا لتخفض عيناها ارضاً وتكمل سيرها ولكن صوت صديقتها أوقفها فألتقطت هناء أنفاسها بصعوبه - روحتلك عند عمتك قالتلي في السوق ثم هتفت بسعاده - ياقوت انا فرحانه اوي عمي نزل مصر ومراد كمان تعلقت عين ياقوت بصديقتها بسعاده - انا فرحانه عشانك ياهناء.. يارب تاخدي الإنسان اللي بتحبيه فأبتمست هناء بهيام - يارب... هاتي اشيل معاكي وألتقطت هناء بعض الأكياس منها... لتزفر بضيق بعدما لاحظت نظرات احمد المصوبه عليها.. فألتفت ياقوت نحو نظرات صديقتها.. لينقبض قلبها بآلم وهي ترى احمد كيف يُطالع هناء بحب.. حب تمنته ولكن لم تحظى به ولكن كما اعتادت ستودع حلمها في **ت ...................................... نظرت ناديه نحو شقيقيها بسعاده ثم تعلقت عيناها على زوجها ومراد الذي يتحدث بخبرة رغم عمره الثلاثون وانه يصغر حمزة بخمسة أعوام الا من يراه يشعر انهم متماثلين بالعمر.. فوضعت سوسن يدها على يد ناديه - سرحت في ايه ياناديه فأبتمست ناديه لزوجه شقيقها - سرحت في لمتنا ياسوسن ثم حدقت بندي متسائله - ايه ياندي مش ناوين تحددوا ميعاد الفرح فحركت ندي رأسها بقلة حيله - ابيه حمزة مش موافق لت**ت ناديه وهي تُدرك ان هناك خطب ما وعودتها ستجعلها تفهم الكثير عن اشقائها وتعلقت عيناها بمريم التي اقتربت من حمزة مثلما فعلت ابنتها واقتربت من والدها تتدلل عليه... لم تكره سوسن وأولادها يوما ولكن احيانا ينتابها شعور بالضيق وهي لا ترى طفلا لشقيقها تعلم أن سوسن لن تستطيع تحقيق تلك الامنيه التي تتمناها له ف سوسن قد تم اسئصال رحمها بعد ولادتها لمريم ................................... اقترب منها يعطيها دوائها قبل أن تغفو - النهارده كان يوم طويل فأرتشفت سوسن الماء الذي قدمه لها - كان طويل لكن جميل.. مش مصدقه ان فؤاد اخد القرار اخيرا وهيستقر هنا ليبتسم حمزة وقد جلس جانبها - شكرا ياسوسن فمدت كفها تلمس خده بحنو - مين فينا اللي مفروض يشكر مين ومالت نحوه بعدما اعتدلت في رقدتها فوق الفراش ولثمت خده هامسه - اللي بينا بقى اكبر من حاجات كتير ياحمزة وألقت نفسها بين ذراعيه وهي تشعر بأنانيتها في ملكيته.. ...................................... وضعت الظرف الذي يحتوي على بعض المال بين يدي خالتها العجوز - مش محتاجه حاجه تاني مني ياخالتي لتحدق بها خالتها وقد نست من هي - أنتي مين يابنتي فأبتمست سوسن لخالتها التي أصابها الزهايمر منذ زمن فتتذكرها تارة ثم تنساها في لحظتها - انا سوسن ياخالتي بنت اختك جميله فتمتمت خالتها قبل أن تغفو - اه بنت جميله امك متسألش عني ليه وكادت ان تخبرها ان والدتها توفت من زمن ولكن خالتها قد ذهبت في سبات عميق.. لتربت نجوى ابنه خالتها على كتفها - تعالي نشرب قهوتنا بره فأماءت لها سوسن برأسها وهي تشعر بالاسي نحو خالتها ثم اتبعتها لخارج الغرفه لتبدء نجوى في اسئلتها عن حالها وحال أولادها وزوجها الذي دوما تركز عليه في معرفه اخباره وكعادتها دست السم في حديثها - مش خايفه واحده صغيره وحلوه تخ*فه منك ياسوسن.. جوزك لسا شباب في التلاتين لتتجمد عين سوسن عليها بملامح باهته ثم تمالكت حالها حتى لا تهتز ثقتها أمامها فهى تعلم نواياها - انا والأولاد مالين حياة حمزة... احنا حياته كلها لترمقها نجوى بنظرات ممتعضه وهي ترتشف من فنجان قهوتها - انا خايفه عليكي بس.. مفكرتيش تعملي عمليه تجميل ياسوسن.. ليه مستختره في نفسك ياحببتي وانتوا ماشاءالله الفلوس زي الرز معاكم لم تكن نجوى الا امرأة حاقده.. لتشعر سوسن بضيق أنفاسها من حديثها فنهضت تحمل حقيبتها ولولا صله الرحم ما كانت دخلت هذا البيت - شكرا على النصيحه يانجوي ابقى سلميلي على ولادك .................................... لم تصدق سلوى مجئ ناديه للبلد بل واتت إليها الملجأ ولم تنتظر عودتها للمنزل... كانوا أصدقاء قبل أن تتزوج كل منهن الشقيقان ... ضمتها ناديه بشوق - كبرتي وعجزتي ياسلوي لتوكظها سلوى على كتفها - شوفي نفسك الأول فتعالت ضحكاتهم وجلسوا يثرثرون في ذكرياتهم..وانتبهت سلوى لنحنحت ياقوت الخجله - ا**ه سلوى انا خلصت شغلي مع الاولاد.. في حاجه تانيه محتاجاها مني لتشير سلوى إليها سلوى مبتسمه - تعالي يا ياقوت سلمي على صحبة عمري فرمقت ناديه ياقوت بنظرات متفحصه ثم ابتسمت على خجلها - شكلها بتتكثف ياسلوي بتفكرني بيكي لتتعالا ضحكاتهم مجددا فأقتربت ياقوت من ناديه تصافحها فامتدت يد ناديه إليها وتعلقت عيناها بها ثبتت ناديه انظارها على ياقوت بعدما انصرفت لتلتف نحو سلوي - شكلها طيبه وهاديه فأبتمست سلوى بمحبه تحملها لها كأبنتها - بنت متربيه وعينها مليانه رغم الظروف اللي هي فيها الا انها عزيزة النفس اوي ياناديه وتابعت وهي تتنهد - مامتها وباباها منفصلين وعايشه مع عمتها فأماءت ناديه رأسها بتفهم وتمتمت - ربنا معاها واخذهم الحديث للذكريات وشبابهم..ومع الماضي بدأت عيناهم تلمع الي ان نهضت سلوى تجذب حقيبتها من فوق مكتبها فوقت انصرافها قد اتي فأداره الملجأ ليست مقتصره عليها وحدها ...................................... وقفت هناء بالمطبخ تطهو الطعام بحماس لعائله عمها الي ان تعود والدتها فتكمل ما بدأت.. واخذ قلبها يخفق بجنون وهي تتذكر مراد رغم انه لم يتحدث معها إلا ببعض الكلمات وتفاجأ بشكلها الذي تغير ف هناء كانت بدينة في طفولتها حتى أنه كان يطلق عليها بالدبه اما الان أصبح جسدها متناسق وشعرت بيد أحدهم على كتفها لتنتفض فزعاً - بسم الله الرحمن الرحيم لتتعالا ضحكات تقي ابنه عمها - سوري يا هناء مكنش قصدي اخضك.. ابيه مراد عايز كوبايه مايه ممكن فألتقطت هناء أنفاسها ببطئ ثم ابتسمت واسم مراد يخترق حواسها - حاضر وداخلها يهتف " عنيا لأبيه مراد" ................................... عادت من الملجأ لتجد عمتها تنفض المراتب وقد أزالت بساط المنزل.. فعلمت ان مهمتها قد وضحت أمامها.. عمتها عاشقه للنضافه ولن تقف تنظر لعمتها التي آوتها بمنزلها وتجلس كالملكه - بتعميلي ايه ياعمتي... انا ماسحه البيت ومنضفاه امبارح فألتفت نحوها خديجه وهي تسعل - لا البيت مترب يا ياقوت.. انتي مش شايفه التراب ف*نهدت بقلة حيله واقتربت منها - عنك انتي اقعدي استريحي وانا هعمل بدالك اعترضت خديجه في البدايه ولكن سريعا ما تلاشي اعتراضها - خلاص انتي نضفي وانا هروح لجارتنا ام إسماعيل اقعد معاها شويه أصلها تعبانه وألتقطت خديجه حجابها وانصرفت.. فتأملت ياقوت حال المنزل الذي انقلب رأس على عقب ولكن كما يقولون لا باليد حيله وقد بدأت مهمتها في التنظيف الذي لا ينتهي ................................ جلست على احد المقاعد الخشبيه في إحدى الحدائق العامه تتأمل الناس من خلف نظراتها السوداء التي تغطي عيناها مازالت كلمات الطبيب تتردد في اذنيها قلبها لا يحتمل الجهد والقلق ومدام ترفض الخضوع لعمليه جراحيه ف لتلتزم بتعليماته... تن*دت بضياع وكلمات ناديه أيضا تقتحم عقلها " حمزة نسي نفسه ياسوسن...اخويا فين من كل ده.. شعره الأبيض بدء يظهر وهو عايش يدي ويضحي" ولم يتركها الماضي من دوامتها لتعود بالسنين للخلف.. يوم ان دخل عليها والدها يخبرها بعرضه على حمزة وانه هو الجدير بحفظ مالها ومال شقيقتها وأولادها.. حمزة ذلك الشاب الذي شارك والدها في مصنعه رغم ان والدها كان لا يحب شراكه احد الا انها مع الزمن علمت سبب إعطاء والدها تلك الفرصه خضعت لقرار والدها وخاصة انه جاء في وقت صراع ورغبه عم أولادها بالزواج منها... أغمضت عيناها بقوه وهي لا تُصدق ان زوجها الذي كان بينها وبينه قصه حب احسدوها الجميع عليها... نسته وعاشت الحياه بل واكملتها مع آخر أصبحت تتزين له لترى إعجابه بها وما كان حمزة الا رجلا لم يجرح كبريائها يوما ولم يسئ إليها... اعطها حقها فيه وقد طالبته به بعدما مات والدها وشعرت انها هكذا ستمتلكه وآه خافته خرجت من فاها ليعلو رنين هاتفها فأخرجت الهاتف من حقيبتها لتنظر لصوره حمزة وكل من مريم وشريف متعلقين به من يراهم لا يرى الا حمزة كشقيق وليس اب كما تناديه مريم وعم مثلما يخصه شريف الذي لم ينسى والده قط رغم حبه الكبير لحمزة ................................ اجتمعوا جميعهم حول مائدة الطعام الشهيه لتنظر ناديه نحو هناء بفخر وهي تمضغ الطعام بتذوق - الاكل يجنن ياهناء.. طالعالك ياسلوي فحدقت سلوى بأبنتها التي اخفضت عيناها حرجاً - حبيبت عمها تسلم ايدك يانونه قالها فؤاد وهو يرمقها بنظرات حانيه.. كان مراد يأكل ب**ت غير عابئاً بذلك المديح على هناء.. تمنت ان يختلس النظرات إليها او حتى يخاطبها بكلمه ولكن كلامه كان محدودا ومخصص لوالديها.. عيناها كانت من حين لآخر تأخذها اليه أما هو وكأنه لا يراها .......................... تسطحت ياقوت على الفراش بجسد منهك لتجد هاتفها الذي لا يقتني ان نوع من انواع الرفاهية يعلن عن رنينه.. فألتقطته من أسفل وسادتها وقبل ان تهتف هناء تمتمت ياقوت مازحه - حبيب القلب هنا مش كده فضحكت هناء بصوت خافت - اكيد شوفتي طنط ناديه في الملجأ كان بالفعل لقائها ب نادية ومعرفتها بهويتها هما من جعلها تعرف بزيارة عائله عمها لهم وتن*دت هناء بهيام وهي تسند ظهرها على باب غرفتها - ملامحه في الحقيقه احلى من الصور يا ياقوت وتحركت نحو فراشها وأخذت توصف لها شعورها حين وقعت عيناها عليه - قلبي اول ماشافه فضل يدق جامد ابتسمت ياقوت وهي تسمعها وتخيلت شعورها مع احمد الذي قررت نسيانه بعدما رأت حبه لصديقتها و**تت هناء للحظات تسألها وهي تلوي خصله من شعرها علي اصبعها - سكتي ليه يا ياقوت **تها لم يكن الا غفوة قصيره اخذتها لعالم بعيد عالم تكون فيه هي الحبيبه ترى حبها في أعين أحدهم وانتبهت علي سؤال صديقتها - معاكي ياهناء وبدأت تتثاوب بنعاس لتهتف هناء ضاحكه - ايه ياعم الكتكوت.. مش معقول يا ياقوت بتنامي بعد العشا فأغمضت ياقوت عيناها بأرهاق - من التعب طول اليوم مبحسش بنفسي شعرت هناء بالاسي على حال صديقتها التي لا تملك اي سبل الراحه الا وقت نومها وغيرت الحديث حتي لا تضغط على وجعها - ايه رأيك تيجيلي بكره واعرفك على تقي بنت عمي فضحكت ياقوت وعادت تتثاوب - مش لسا كنت عندك من يومين... عمتي مش هترضي انتي ناسيه الجدول بتاع خروجي فأستاءت هناء من تسلط السيده خديجه عليها - والله مش عارفه قدرتي تعيشي سبع سنين مع قوانين وأفكار السيده العظيمه خديجه ديه ازاي انا لو كنت مكانك كنت هربت وقبل ان ترد عليها ياقوت هتفت هناء وهي تنظر نحو باب غرفتها الذي تم طرقه للتو - ادخل وتابعت سريعا - هقفل انا دلوقتي لتنظر ياقوت نحو هاتفها متمتمه لحالها " ههرب اروح فين ياهناء" ................ ..................... اغلق حمزة الملف الذي كان يُطالعه ونظر لشقيقه الجالس أمامه وقد كان يُناقشه بصفقتهم الجديده التي يحتويها ذلك الملف - بنود الصفقه مقنعه بس مش معنى كده اني وافقت قالها حمزة بغرور لينظر اليه شهاب يُحرك رأسه يميناً ويساراً وكاد ان ينهض من أمامه - استنى ياشهاب لسا مخلصناش كلامنا فطالعه شهاب للحظات يُحاول ان يفهم نظرات شقيقه - ندي كلمتني تاني في موضوع ميعاد فرحكم فلمعت عين شهاب متسائلا - والمرادي ردك هيكون ايه ياحمزة لم يفهم شهاب نظرات شقيقه القاتمه ولكن كان رده لا يُصدق - لو مش عايز ندي ياشهاب طلقها.. انتوا لسا على البر لتحتد عين شهاب ونهض من فوق مقعده صائحا - انت بتقول ايه ياحمزة ندي مراتي وبحبها ليضحك حمزة على كذبه شقيقه - بتحبها ولا بتحب حبها ليك ياشهاب تجمدت نظرات شهاب نحو الفراغ الذي أمامه... فتلك هي الحقيقه التي لم يكذب فيها شقيقه.. وزفرة طويله خرجت من بين شفتيه - ندي قبل ما تكون اخت مراتي ندي امانه عندي ياشهاب..ومش معنى لما عرفت انها بتحبك وبعدتك عن الفيلا فأنا رافض وجودك جانبي انت فاهم السبب اللي خلاني اعمل كده كويس تعلقت عين الشقيقتان للحظات - حمزة انا عايزه اتمم جوازي ب ندي.. سيبنا نكمل اللي بدء ............................. ..... كانت تقف وسط الارض الزراعيه التابعه لهم مع أبناء عمها.. لترفع يدها ملوحة نحو ياقوت هاتفه بأسم والدها فأنتبهت ياقوت على ندائها اما مراد وقف مستنكراً من فعلتها ولكنه اكمل سيره وسط الزرع يعبئ رئتيه بالهواء النقي - مين ديه يا هناء فألتفت هناء نحو تقي التي تُطالع ياقوت القادمه نحوهم - ديه اقرب صاحبه ليا اقتربت منهم ياقوت وقد وقعت عيناها علي مراد الذي وقف معطياً ظهره لهم.. لتبدء هناء بتعريف ابنه عمها على صديقتها - أنتي جميله اوي ياتقي قالتها ياقوت بصدق ثم نظرت لملابسها بخجل فعبائتها السوداء لا تناسب رفقه أقارب صديقتها - اسمك حلو اوي ومميز وقبل ان ترد ياقوت على اطراء تقي.. كان مراد يلتف بجسده نحوهم - مش كفايه كده ووقعت عيناه على ياقوت التي اخفضت عيناها حرجاً.. أما هناء هتفت مبتسمه - كفايه احنا لسا هنبدء جولتنا وسط الزرع وانتبهت الي همس صديقتها - انا همشي ياهناء... عمتي قالتلي نص ساعه وارجع وقبل ان تبدي هناء اي ردت فعل انصرفت ياقوت من أمامهم بخطوات سريعه.. لتهتف هناء أسمها بخفوت ولكنها أشارت لها انها لا بد أن ترحل لتلمع عين مراد وهو يُطالعها كيف تسير بخطوات اشبه بالركض.. وانتبه على حاله وصوت شقيقته - خلينا نكمل جولتنا ياابيه المكان هنا ممتع اوي فنظرت نحوه هناء لعله يُطالعها ولكن عيناه كانت بعيده عنها وكأنها سراب أمامه الا انها توهم نفسه انه يختلس إليها بعض النظرات - قولت كفايه ويلا بينا وتقدم نحوهم ثم عاد يلتف مجددا وتساءل - هي صاحبتك اسمها زيدان فضحكت تقي لتُجيب هناء بأبتسامه واسعه - اسمها ياقوت.. زيدان اسم باباها ................. ..................... اكتملت سعاده سوسن اليوم واطمن قلبها على شقيقتها رغم أنهم ليسوا أشقاء من الأم فقد تزوج والدها بعد وفاة والدتها بأم ندى وانجب منها ندي ثم رحلت هي الأخرى لتترك ندي وعمرها عامان... احبت ندي وكأنها ابنتها وليست شقيقتها فهى تقارب عمر شريف ولدها - اخيرا ياحمزة وافقت ان جوازهم يكمل واقتربت منه تلقى برأسها على ص*ره ليضمها اليه - مدام اختيارهم ومتأكدين انهم قادرين يكملوا حياتهم سوا.. ماليش غير اني اتمنى ليهم السعاده فأبتعدت عنه سوسن ومدت كفيها تمسح بهما على خديه - ربنا يخليك لينا شعرت بنغزة مؤلمه بقلبها فتأوهت بخفوت ليسألها بقلق - مالك ياسوسن..اخدتي دواكي ولا لسا لتضم نفسها بين احضانه تغمض عيناها براحه - متقلقش عليا انا كويسه ................ ................. عادت عائله فؤاد للعا**ه بعد أن يومان في إحدى قري محافظه الغربيه.. ولكن لم يحدث اي شئ يقرب هناء من مراد جلست هناء على فراشها تُحادث ياقوت بصوت مخنوق - مش هو ده مراد اللي كنت بلعب معاه واحنا صغيرين.. حاسه انه واحد غريب فضحكت ياقوت على عبارات صديقتها لتهتف هناء بحنق - بتضحكي على ايه لتجيبها ياقوت بعد أن تمالكت صوت ضحكاتها - اكيد ابن عمك هيكون اتغير ياهناء ماهو مش هيفضل الطفل اللي كنتي بتلعبي معاه وبيجري وراكي فزمت هناء شفتيها بتذمر..فهي مازالت ترى مراد الطفل الذي يكبرها ب ستة أعوام ولكن الآن أصبح رجلا يافع - اعمل ايه يا ياقوت قوليلي.. تقي اخته قالتلي انه كان بيحب واحده وعمو فؤاد رفض علاقتهم لانها مش من بلده.. لو كان بيحبني مكنش حبها وساد ال**ت لتشعر ياقوت بتخبط صديقها وعيشها في إطار حب تقنع نفسها انه لها... تخشي عليها ان تفيق يوماً فتجد نفسها هي وحدها الخاسرة .............................. ذهبت ياقوت لوالدتها التي تعيش في قرية مجاورة منها كي تزورها وتُهديها الوشاح الذي صنعته لها بيدها..قضت يوم جميل مع اشقائها الثلاث من والدتها الي ان جاء وقت النوم وقد أصرت والدتها عليها ان تظل معها بضعة ايام .. فرحت بذلك بشده فأصرار والدتها جعلها تشعر انها لم ولن تنساها شاركت شقيقتيها الغرفه..وقد سعدوا بوجودها كعادتهم بينهم حتى الصغير حسام لم يرغب بالنوم بغرفته المستقله إنما أراد المبيت معهم فتسطحت ياقوت وبجانبها حسام علي فراش ونهي ونعمه على الآخر وظلوا يثرثرون الي ان غفو جميعا... وفي ساعه متأخرة من الليل نهضت ياقوت من فوق الفراش وقد انتابها العطش.. سارت خارج الغرفه نحو المطبخ.. لكن اقتحم اذنيها حديث زوج والدتها وقد كان صوته عالي بعض الشئ " ارجع من وردية الشغل تسدي نفسي من وجود بنتك... مش قولتلك آخرها تيجي الايام اللي برجع فيها من الشغل متأخر ومتفضلش هنا غير سواد الليل وتمشي " وتابع بمقت - والكلام يوم اللي هتقعدهم اد ايه بقى سقطت العبارات علي قلبها كالسوط لتهتف والدتها برجاء - ديه بنتي ياسعيد وكانت وحشاني اوي.. مش كفايه مش بتخليني ازورها عند عمتها غير كل كام شهر.. اعتبرها زي نعمه ونهي فصاح بها سعيد بضيق - انا عيالي مش برميهم ياصباح ومش ملزوم ب بنتك اللي ابوها راميها عند اخته ومش مهتم بيها ثم تابع ساخراً وهو يُلقي بجسده فوق الفراش - يبقى انا يا جوز امها هراعيها **تت صباح بقله حيله وكادت ان تهتف الا انه هتف بعدما جذبها اليه يُداعب جسدها بيديه - بكره الصبح تاخد واجبها وتمشي وعشان اكون راجل جدع تتغدى مع العيال الأول .. عداني العيب كده وديها قرشين كمان - ربنا يخليك لينا يا ابو العيال سقطت دموعها ب**ت وارتعشت شفتيها من الآلم واغمضت عيناها بقوه وهي تتمنى ان يأتي الصباح سريعا وتذهب لبيت عمتها تخدمها وتلبي طلباتها بكل طاعه فعلي الاقل هي لا تُعايرها بكفالتها لها *****
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD