(2) الفصل الثاني

3027 Words
جلس بأسترخاء علي مكتبه الفخم الذي دوما قد حلم به .. ففتح عيناه علي صورة زوجته القابعة علي مكتبه وهي في حضن ابيها .. فظل يتأملها قليلا الي ان حن لوجه طفولي قد عصف به .. فاخرج هاتفه ليبحث فيه عن صوره وحيدة لها مازال محتفظاً بها وقد اخذها لها دون ان تُلاحظ وقد كانت الصوره تحتوي علي بعض من السائحين ليتذكر اليوم الذي قا**ها فيه وقد كانت حقًا ملاكً كما كان يتخيلها فنظر باسماً وهو يتأمل ملامحها وضحكتها وهي تُحادث اختها وتشاور بأصبعها علي أحد السُياح ليتن*د قائلا : وحشتيني اوي يازهره ، كنتي انقي انسانه عرفتها ونورت حياتي .. بس للاسف حظك وقعك مع انسان مش بيفكر غير في نفسه وبس واغلق هاتفه سريعاً عندما احس بأن الحنين سيأخذه لذكري راحله .. وبدأ يُتابع اعماله علي حاسوبه الشخصي .. حتي رن هاتفه ليرد بحبور : ازيك ياعمي ، نهي الحمدلله كويسه .. والقريه تمام ليأتيه صوت والد زوجته وهو يضحك  : جوز بنتي طول عمره شاطر ودماغه عجباني ، سلملي علي نهي وخد بالك منها وقبل ان تنتهي مُحادثته مع والد زوجته ، سمع صوت انثوي يتحدث بمياعه : هنروح فين يابيبي ليضحك هشام علي افعال حماه وهو يُتمتم : بيبي .. وتابع حديثه : ادلع وانبسط يابيبي ................................................................... هتفت نسرين بسعاده تركض نحوه لتتعلق برقبته : بجد ياشريف هنروح النهارده نشوف العروسة فابتسم شريف وداعب وجنتي اخته  : شريف حاف كده ، فين ابيه يابت راحت فين فضحكت نسرين تتأمل وجه امها البشوش : انا كبرت دلوقتي وبقيت مدام .. فحضنها بحب وهو يري دموع والدته التي تقف امامه .. فترك اخته وذهب اليها ليضمها اليه بحنان : بتعيطي ليه دلوقتي ياست الكل فنطقت امه وهي تُغالب دموع سعادتها : البيت من غيرك كان ضلمه ياحبيبي ، وروحي كانت رايحه مني ... ربنا يفرحك يابني ويكرمك فرفع كفيها يقبلهما وهو يبتسم  : ربنا يخليكي ليا ياامي واعيش طول حياتي تحت رجليكي .. سامحيني اني سيبتك .. بس كان غصب عني فرفعت عينيها اليه مبتسمة : مسمحاك ياشريف وحاسه بيك ..  فاقتربت منهم نسرين تهتف بدعابة : ابنك عريس يامني وبتعيطي ، ياست انتي زغرطي وكادت والدته تستجيب لفكرة اخته المجنونه  : ماما ابوس ايدك بلاش فضايح .. وتركهم وهو يضحك ، حتي أتي بفكره لقاء اليوم فأخذ يُتمتم بإحباط : شكلي هصلح غلطه بغلطه ! ................................................................... أخذت تتأمل اثر اعتدائه عليها ليلة امس وهي تتأوه من الألم حتي دمعت عيناها لتسمع طرقات طفلها الصغير علي الباب : ايوه ياشريف ياحبيبي ، انا طالعه اه فسكبت علي وجهها قطرات الماء كي تزيل اثر دموعها ، واكملت ارتداء ملابسها لتُغطي اثر الكدمات عن جسدها وخرجت اليه لتنحني بجسدها امامه  تمسح دموعه : مالك ياحبيبي زعلان ليه فخرجت الكلمات من فم صغيرها بصعوبه : اللعبه بتاعتي ات**رت يامامي ضمته اليها بحنان واخدت تُلامس جسده الصغير وهي تُتمتم : حال مامي زي لعبتك ياحبيبي .. بس اللعبه ممكن يجي غيرها اما انا فخلاص مُت بسبب أنانيتي وحبي للمظاهر .................................................................. وقفت امها ورائها وهي تُتمتم :يابنتي يلا اخرجي بقي للناس ف*جعت بأقدامها للخلف : هو أنا لازم اخرج فأبتسمت  بسعاده  : يابنتي بطلي كثوف ، الراجل مستني بره هو وامه واخته وجوزها .. يلا يازهره انا مش عارفه مش طالعه زي جميله اختك ليه فتذكرت هي موقف اختها التي تركتها هي وحازم في مثل ذلك اليوم من اجل ان يروا احد الشقق من اجل زواجهم المُعطل مُنذ عامين فضغطت علي شفتيها بحنق : متفكرنيش ببنتك ديه ،ماشي ياجميله انتي وحازم وسارت بهدوء نحو غُرفة الجلوس المتواضعه وهي تقرء بعض الايات وايديها تهتز بأكواب العصير وعندما دلفت بقدميها الي اللا مفر ، وجدت وجه بشوش يُطالعها لتسمع صوت سيده انيقه تهتف بحبور : ماشاء الله قمر ياشريف لتبتسم والدتها  : ده من ذوقك ياحاجه ، اقدمي العصير يازهره للضيوف فأخذت تُطالع زهره الاكواب بتردد مُتذكره نصائح والدتها من اجل التقديم ... وسارت نحو حماتها التي يبدو عليها الطيبه ، ثم الي تلك الفتاه التي يبدو انها في شهورها الاخيره  من الحمل بسبب انتفاخ بطنها .. ثم الي الرجل الذي بجاورها ويبدو انه زوجها .. وجاء دور والدها الذي ضحك ببشاشه : قدمي لخطيبك الاول ياحببتي فأقتربت منه وهي تهمس بصوت انثوي راقي  : اتفضل ليرفع هو احد حاجبيه بشك من تلك الفتاه التي اول معرفته بها كان صداماً وجنوناً بسبب افعالها ... وكاد ان يمد بيده كي يأخذ كوب العصير ولكن هيهات .. قد انسكب العصير علي بذلته التي يبدو انها غالية الثمن لتقترب والدتها وترمقها بوعيد : ايه اللي عملتيه ده ، احنا اسفين يابني فوجدها تبتعد عنه بخجل حتي شعر هو بها فهتف بهدوء : مافيش حاجه حصلت فأبتسمت السيدة مني بطيبه ق: محصلش حاجه ياجماعه ، تعالي يازهره ياحببتي جنبي .. ونظرت الي ابنها الذي يُطالع بذلته بتأفف  : وانت ممكن الحج يقولك فين الحمام وانقذ مايمكن انقاذه وضحكت وهي تتأمل ملامحه فربطت علي يد زهره بحنان  : حد يطول القمر ديه توقع عليه العصير ليخرج صوت ممدوح الضاحك وهو يتذكر نفس فعلت زوجته فغمز لها : مبتفكركيش بحد الحكايه ديه فضحكت نسرين بحب وهي تتأمل ملامحه  : قلبك اسود يازوجي العزيز وتحولت تلك الزياره الكئيبه .. للضحك والمُداعبات حتي شعرت الاسرتان بالألفه .. ................................................................... ضحكت جميله بقوه الي ان سمعت صوت امها المُحذر  : جميله لتنظر جميله الي اختها التي مازالت هائمة فهتفت بهدوء : خلاص ياست الكل ، معلش يازهوره اصلي بتخيلك وانتي بتدلقي علي شريف العصير .. وتابعت حديثها  : حد قدك ياعم هتسافري فرنسا معاه ، لاء واسمع كمان انه عايش في شقه قصاد بُرج ايفيل فنظرت زهره الي جميله دون أستعاب حتي قالت بسعاده : مين قالك كده فتأملتها امها  : ربنا يشفيكي يابنت بطني ، يابت انتي مش من شويه قولتي لأبوكي انك مش عايزه تبعدي عننا فلمعت عين زهره : ياماما ديه فرنسا ، بس ياست الكل هو قال فتره بسيطه هيخلص شغله هناك وهنرجع تاني فتأملتها جميله بمشاغبه  :صبرتي ونولتي ! وماكان من أمهُما سوا ان تمتمت بسعاده : ربنا يسعدكم يابناتي ................................................................... نظرت اليها مني بإشفاق لما فعله ابنها فهتفت بأسف وهي تتأمل عينين ابنتها نسرين : شريف بيقولك اختاري الشبكه اللي تعجبك ياحببتي فنظرت والدتها بأنبهار للأطقم المعروضه من الالماس  : ربنا يعينه ياحجه ، اكيد ياحبة عيني مشاغله كتير ومدت يدها اتجاه ابنتها كي تقترب وتتأمل الاطقم المعروضه ، ولكن زهره ظلت واقفة بقهر وألم لما فعله فأحست بوجع وقد تُحطم حلم اخر من احلامها ، فخطيبها يترك والدته واخته تختار لها شبكتها .. والحجة كانت إنه  منشغل بأعماله وامواله وكادت ان تفر دمعه من عينيها لم تلاحظها سوي السيدة مني التي اشفقت عليها ... اما والدتها كانت مُنشغله مع نسرين ليختاروا من بين الاطقم العروضه طقماً مبهراً فأقتربت منها والدتها تهتف بهمس : زهره ،تعالي شوفي اختارت ليكي ايه فنظرت لوالدتها التي استسلمت لاموال ذلك المدعو بخطيبها ..ولم تشعر بها فأقتربت منها وهي تُشير علي دبله ذهبيه تمنها لا يساوي شئ  : انا هاخد الدبله ديه وبس فنظرت مصدومة من فعلتها الحمقاء، فاقتربت السيدة مني منهما  : ليه يابنتي .. ده شريف موصيني اجيبلك كل اللي نفسك فيه وميهمكيش الفلوس فأخذت تهز رأسها برفض وهي تُطالعهم .. وكادت ان تُنهرها امها علي فعلتها ولكن هيهات ................... جلست تتأمل مُشاغبة طفلها مع أل**به حتي ابتسمت بحزن وهي تتذكر السبع اعوام التي قضتهم في ذلك الزواج الذي عاشت في بدايته كالملكة الي ان توفت طفلتها التي قد انجبتها بعد عاماً من زواجها وقد كانت تبلغ من العمر عامين لتنقلب حياتها الي كل ذلك الحزن ... وتصبح حياتها وكأنها حطاماً .. ليعلو رنين هاتفها فتري المتصل ليست الا والدتها   : ازيك ياماما فياتيها صوت والدتها التي  اخذت تخبرها بجمود : خالتك عزمانا علي خطوبة شريف فسقط الهاتف من يدها ودموعها تسيل علي خديها متمتمة : شريف هيخطب وهيتجوز ، بس شريف لسا بيحبني .................................................................. اخذت تنظر اليه بعمق فتمتم بهدوء : ازيك يازهره فألتفت زهره حوالها كي تُتابع نظرات اختها وحازم الذين قد تركوهم سويا وجلسوا علي طاولة بالقرب منهم .. لتهتف بخجل  : الحمدلله فأخذ يتأملها قليلا الي ان عاد لحديثه ثانية قائلا : ليه مخترتيش شبكتك وأكتفيتي بالدبله بس لتظهر لمحة حزن في عينيها ، و**ت لم يفسره حتي قال بأسف : عارف اني المفروض كنت ابقي معاكي في يوم زي ده بس .. وكاد أن يُكمل كلامه الي انها أوقفته  : حصل خير ! فظل يتأملها بتعجب وهو لا يعلم كيف تفكر هذه الفتاه ولكن ظل صوت والدتها بداخلها يخبرها بأنها تُريد ان تفرح بها وترتدي ذلك الفستان اللعين لكي تفرحهم  فطالعها شريف  : زهره ممكن تكلميني عن نفسك فأبتسمت بأبتسامه بسيطه وهي تتأمل معزي سؤاله حتي قالت : انا عندي 23 سنه اتخرجت من كلية التجاره من سنه .. بحب الت**يم اووي ونفسي  اكون م**مة للازياء وضحكت بضحكه بسيطه فجعلته يبتسم لها بعفويه .. فتابعت حديثها  : وبس كده ! فتأملها شريف برتياح فهو لا يُنكر بأن اختياره لها كان من باب ان يُثبت للجميع بأنه لن يوقف حياته علي ماضي قد علمه درساً واحداً (حارب من اذوك بنجاحك .. ) ليفيق من شروده علي سؤال قد ألجمه ولم يعرف كيف سيجد الاجابه زهره : انت حبيت قبل كده ياشريف ! ................................................................... أحتضنها من خصرها حتي  يوقف حركتها  عن الدوران بذلك الفستان اللعين الذي قد سرق جزء من عقله ، وبدء يُطالعها برغبه حتي ابتعدت عنه وهي تضحك  : عجبك الفستان ياهشام فطالعها هشام بأعين ناريه وهو يتأمل تفاصيل مفاتنها فهتفت بضحكه رنانة : مالك ياهشام ، الفستان مش عجبك وتابعت بحديثها قائله : انت متعرفش انا عملت ايه عشان اخده من الاتليه من صافي .. انت عارف كانت هتموت وتاخده.. بس علي مين انا اخدته وهحضر بيه حفلة عيد ميلاد ريري فأخذ يُطالعها هشام حتي نطق اخيرا : تحضري بيه فين ! فطالعته بهدوء وهي تتأمل معالم وجهه  : البارتي بتاع ريري فقربها منه بجمود وهو يُتمتم بوقاحه : وانا اللي فاكر جيباه تلبسهولي .. واشار نحو الفستان يهتف بغضب : وده فستان ست محترمه تظهر بيه للناس .. ده قميص نوم ياهانم وابعدها عن ذراعيه وهو يتحدث بغضب : انا غلطان اني جيت .. لاء وقول لازم اهتم بيها شويه عشان حامل ..وبلاش اغيب كتير عن البيت .. الاقي اصلا الهانم مقضياها مع صحابها وأخذ يُطالع زجاجة الخمر الموضوعه علي احدي الطاولات فصرخ بها عاليا : رجعتي للشرب تاني .. وقد ان يُكمل عبارات صراخه فأقتربت  منه بفزع  : خلاص ياهشام ، انا اسفه صدقني هسمع كلامك واقتربت منه اكثر تحتضنه  : انا بحبك اوي ياهشام ................................................................... تأملت والدتها العلبه القطيفيه التي تحتوي علي شبكة ابنتها فهتفت بسعاده : مش قولتلك يازهره ..اكيد كان مشغول يومها .. واه اعتذر منك وصالحك وجيه اخدك يعزمك وجابلك الشبكه .. واخذت تُطالع الفصوص الخضراء في ذلك الطقم الالماسي : بكره هخرس ل**ن كل العيله ، عشان يشوفوا بنتي خطيبها جا**ها شبكه ازاي وهيعيشها ازاي لتُطالعها زهره بيأس وطالعت والدها الذي انسحب كي لايُصيبه الشلل من تفكير زوجته .. ف*نهدت زهره تهتف بخنقه  : ياماما حرام عليكي بلاش حبك للمظاهر ينسيكي ان في حاجات تانيه المفروض نفكر فيها فطالعتها والدتها بجمود قائله : بلاش تتكلمي انتي علي الحاجات التانيه .. فاكره ولا افكرك حبك للزفت اللي فضل يرسملك الاحلام وفي الاخر راح خطب بنت واحد معاه فلوس فأغمضت عيناه بألم وهي لا تُصدق بأن امها لم تغفر لها الي ان غلطتها ومازالت تُذكرها بها .. حتي هدأت امها بندم : انتي النهارده قاعدتي مع شريف واتكلمته ، ارتاحتي ليه ولا لاء فرمقتها والدتها بموافقه  : ايوه ارتحتله ، هو شخص كويس بس شكله غامض اوي ومش بيحب يتكلم عن نفسه كتير فضحكت والدتها ا بمرح وهي  تُطالعها ابنتها : ياحببتي هي الرجاله العاقله كده ، نفسي اشوفك انتي اختك في بيتكم.. عشان اطمن عليكوا يابنتي ................................................................. جلس يُنفث دُخان سيجارته بعشوائيه وهو يُطالع صفحات ذلك الكتاب الذي يقرء فيه عن عالم المال .. ليأتي سؤالها علي ذهنه فأخذ يتنفس بضيق وهو يتذكر كيف كان رده عندما سألته هل كان لديه قصة حب ولم تكن الاجابه سوي رداً بارداً اصبح يتقنه .. لتأتي امه من خلفه تربت علي كتفه قائله : مالك ياشريف فأطفئ سيجارته سريعا ونهض لها وهو يُطالع فنجان القهوة الممُسكه به وقد اعدته له بنفسها  : ربنا يخليكي ليا ياست الكل فجلست علي احد المقاعد وجلس هو بجانبه لتبتسم قائله : قولي مالك يابني ، اوعي تكون خطبة زهره عشان ترضيني وتيجي علي نفسك ولا عشان... ليتحدث هو قائلا : لاء ياماما ، انا معملتش كده عشان مريم .. انا نسيت مريم خلاص .. مريم بنت خالتي مش اكتر اما الحب بتاع زمان ده كان كلام فارغ وهبل عيال وتابع حديثه بتن*د  : لازم يبقي ليا زوجه وبيت وولاد .. انا نجحت في شغلي الحمدلله وقدرت اوصل لاحلامي لتغمره امه بدعائه: ربنا يكرمك يابني ، وزهره شكلها بنت حلال وطيبه ............................................................... ادمعت عيناها وهي تستمع لحديث صديقتها  : مرديش اتكلم عن حياته القديمه ياريم ، عارفه انا كنت هصارحه بحكايتي مع هشام لتسمع صوت صديقتها وهي تُنهرها  : اوعي يازهره تقوليله حاجه .. الراجل الشرقي مهما سافر وعاش حياته لازم يحس ان مراته مكنش ليه اي قصص عاطفيه او تجارب قبل كده.. ثم تابعت حديثها  : واظن انه ليه ماضي زيك .. يبقي خلاص يازهره بلاش انتوا الاتنين تدوروا في اللي فات ثم بدأت ريم تقص عليها فسحتها مع زوجها وماذا فعل لها منذ يومان .. حتي لمعت عينين زهره بسعاده وهي تتخيل كل ذلك مع شريف .. وتن*دت بعمق وهي تستمع لصديقتها : ربنا يسعدك ياريم فأنتبهت ريم لثرثرتها دون شعور بأنها جعلت رفيقتها تبني احلامها .. وبعد ان انتهت مُحادثتهم الهاتفيه اخذت زهره وسادتها بين احضانها وبدأت تعبث بأصابعها لتتأمل دبلتها بسعاده لا تعلم من اي أتت .. لتدخل جميلة تلك اللحظة وهي تُدندن بأغاني الحب وممسكه بيدها باقة زهوره رائعه .. لتقترب منها جميله: الحب جميل اوي يازهوره ، امتي صح هتنزلي انتي وشريف نختار قاعة الخطوبه فسقط اسمه علي أذنيها وهي لاتعلم بما تُجيب ، فهي مازالت لا تعرف رقم هاتفه ... ................................................................. اخذ يتذوق الطعام بضيق الي أن صرخ بها  : امتا بقي هتطبخي لينا عدل لتطالعه هي بأسي بعدما رفعت وجهها عن طبق طعامها  : اظن انك اتجوزتني وانا مبعرفش اطبخ .. مش جاي بعد سبع سنين جواز تقولي اكلي .. ليقذف بشوكته في طبقه بضيق وهو يُتمتم : عيشه تق*ف يابنت الحسب والنسب فدمعت عيناها بألم وهي تتذكر اول عامين من زواجها ، وكيف كانت تعيش ملكه لا تفعل شئ سوا الذهاب لمراكز التجميل والتسوق .. ولكن فطالعها هو بتهكم  : نفسي افهم انا متجوزك ليه ، اكل ولحد دلوقتي مافيش مره اكلت حاجه منك عدله .. بنتنا وبأهمالك ماتت .. الحسنه الوحيده ليكي في حياتي يامريم هو شريف ولولاه كنت زماني طلقتك من زمان .. بس للاسف مش عايز ابني يشوف اللي انا شوفته ويعيش بين اب وام منفصلين وكادت ان تنطق بكلمه كي تُدافع عن كرامتها ، ولكن خياله هو من تبقي .. لتحمد ربها بأن طفلها نائم ... اقتربت نسرين منه تسأله  : امتا ياشريف هتختار قاعة الخطوبه انت وزهره فطالعها هو ب**ت وابتسم : انتي يابت انتي مش ليكي بيت ، ليل نهار ناطه لينا كده لينا فأخذت تذم شفتيها كالاطفال وهو تأكل حبات الأرز بنهم  : بحبكم وبتوحشوني كل ساعه .. فضحك هو هاتفًا: ماشي ياستي ثم طالع والدته الهائمه فهتف : مالك ياماما ف*نهدت والدته بضيق  : اخوك ياشريف وحشني اوي ، اهل مراته اخده مني فطالع هو والدته بأشفاق ثم اخذ يُدعابها : مين اللي ياخد هشام منك ياست الكل .. انتي عارفه هشام طموحاته كتير غير ان سمعت نص المُنتجع بتاع حماه بقي ملكه واشتراه فظهرت ابتسامه خفيفه علي ملامح والدته لتتحدث بفخر : ربنا يحميكوا ياولادي واشوفكم ديما ناجحين .. وكادت ان ت**ت الا انها تذكرت شئ قد ألجم ل**نه تتابع حديثها بتسأل  : صح ياشريف عايزه اقول لزهره تشوف يوم عشان ننزل نختار الفستان والقاعه .. انت ناسي ان الخطوبه بعد اسبوع فأخذ يُهز رأسه بالموافقه وهو يتذكر انه الي الان لا يعرف رقمها ولا شئ عنها منذ 3 ايام ................................................................... نظرت اليها جميلة بتسأل  : انتي رايحه فين علي الصبح كده فلمعت عينين زهره بتحدي  : هنزل ادور علي شغل ،في ايه ده مستقبلي .. فأخذت تُطالعها اختها  : ماما وبابا عارفين بالكلام ده .. وخطيبك فطالعتها بتهكم  وهي تُداري خيبتها بكذبه: اه عارف ، يلا انا خارجه معاكي .. وكان نفس السؤال قد واجهها به والديها .. فأبتسم اباها بإقناع بعدما اقنعته بأن خطوبتها لشريف لن تهدم به مُستقبلها ، وان الزواج ليس فقط الحياه بأكملها ولكن رد والدتها المتوقع كان : يابنتي انتي كلها 6 شهور وتتجوزي وتسافري مع جوزك .. شغل ايه بقي ، الحاجه مني اتصلت بيا من شويه عشان تأكد علينا ان شريف هيعدي بليل ياخدنا نشوف القاعه والفستان .. وتابعت قائله : انتي مقولتيش ليه انك اتفقتي انتي وشريف انكم هتنزلوا النهارده فنظرت الي والدتها بصدمه من اتفاقها مع شريف وهو في الاصل لم يُهاتفها منذ ذلك اليوم الذي اصطحبها خارجاً مع جميلة وحازم .. ليفيقها صوت اختها جميله وهي ترتدي حذائها  : ياماما مدام خطيبها موافق سبيها ، زهره عندها حق مش كل حاجه جواز .. ايه هو احنا اتخلقنا عشان نتجوز فنظر والدهم الي والدتهم بعدما لم يعجبه حديثها : مكنتش متجوز امكم بالعقليه ديه يابنات .. ربنا يسامحك ياابويا وضحك وهو يُشاهد تغير ملامح زوجته التي ضحت كثيرا من اجله وتحملت معه ظروف الحياه.. ولكن في النهايه هي بشر وبها ايضا عيوب وكادت ان تتحدث والدتهم حتي وجدت ابنتيها يغلقون الباب خلفهم فتمتمت بغضب  : انت اللي مقوي البنات ديه عليا فطالعها زوجها بحنان : ياام جميله .. سيبي البنات يختاروا حياتهم .. وبلاش زهره تيجي عليها مش عشان مبتتكلمش ولا بتعارض نيجي عليها ونختار ليها حياتها .. وكمان يعني ايه شريف ده اللي توقف حياتها عليه .. مش معني انه هيعيش بنتي عيشه مرتاحه فأنا همسك فيه بأيدي وسناني واقولها اتخلي عن مستقبلك واحلامك ،وتابع بحديثه قائلا :ولولا انه راجل محترم ويعتمد عليه وعجبني دماغه .. مكنتش اقنعت زهره بيه ف*نهدت هي قائله : بخاف علي زهره اوي البت طيبه وبيضحك عليها .. بنتك عامله نفسها ناصحه وهي ها**ه يامنصور .. عارف جميله انا مش خايفه عليها زي زهره ،ربنا يصلحلهم الحال فطالعها منصور بشك من هدوئها : بس انتي عماله تحلوي كده ليه ياست انتي ! .................................................................. نظرت الي جميع الفتيات الجالسين بكامل أناقتهم ينتظرون مُقابلة المدير من اجل الحصول علي تلك الوظيفه التي قد اعلنوا عنها في بعض المواقع الالكترونيه ..لتهتف سكرتيره  المدير  : انسه زهره ، اتفضلي فوقفت زهره تُطالع نظرات الفتيات بخوف ، واخذت تُتمتم وهي تتأمل اوراقها: ربنا يُستر وبعد طرقه خفيفه قد طرقتها قبل ان تدلف للداخل ، سمعت صوت احدهما يتحدث مع الأخر في امور تخص العمل والصفقات فرفعت وجهها لتشاهد وجه الرجلان .. احدهم يجلس خلف مكتبه والاخر يجلس في المقعد المُقابل له ويتحدثون براحه وكأنهم رفقاء ، فتأملها ذلك القابع خلف مكتبه قائلا وهو يُشاهد ملفها الشخصي : انسه زهره مش كده فحركت رأسها بالايجاب دون ان تتفوه بكلمه .. فسمعت صوت  المدير البغيض يتهكم بهاا : انتي مأخدتيش بالك من اعلان التوظيف ان مطلوب خبره لا تقل عن عامين وبدء يُحادثها ببرود ، ثم خاطب صديقه .. الذي التف كي يُشاهد وجه تلك الفتاه التي لم تتحدث سوي بكلمة .. لتلجمه الصدمه  : زهره ! *****
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD