نايا :
انها لعنتي..
لعنتي التي لعنت بها منذ الأبد..
و حتي أجده.. لن استطتيع التخلص من تلك اللعنه.
.
في بلد مشرقه بالجمال و الحضاره..
تشرق الشمس من كف امون و تغرب من كفه الاخر و تتوالي الايام.
لم تكن في ملكات مصر الحاكمات اسطوره كاسطورتي..
و لا عيونا مكحله، عميقاََ لدرجة تغري اعتي الملوك..
الجمبع ينظر الي من بدايه المستشارين الي عامه الشعب بتعجب..
الجميع يتحدث عن خيالائي و عظمتي في تدبر الحكم، و جمالي لأني ابنه الملك الوحيده و الوريثه المحتمله للحكم
هذا هو الشكل الظاهر و الصوره الواضحة و المنقوشه علي المعابد..
اما حكايتي..
فسأسردها معكم..
..
نايا..
لم اولد الا طفله مثاليه، طفله هد وهبها والدها كل عنايته و حبه.
ماتت امي ، و انا صغيره..
و مع الجواري الذين كان يجلبهم ابي لم ينصب اي منهم كملكة ابداََ.
كان يحكي لي دائما علي عظمه والدتي و كيف حكمت مصر لثلاثون عام بجانب والدي.
كنت اتربي و انا بجانب السلاطين امشي وسطهم، و اخالطهم بسبب كثره جلوسي مع الملك.
حتي كبرت و اصبحت استشار في فن الحكم من قبل والدي،
لقد تعلمت منه الدقه في التدابير و الخطط العسكريه و كنت اجوب معه المعارك.
كانت في ميزات الفتاه الرقيقه، و ميزات المحاربه المغواره و هذا كان تاجي الذي افتخر به و اعتز.
حتي كان يقول لي ابي " انت كالالهه بك كل الكمان..
الا ان بك عيباََ ينقص من كل هذا.."
كنت ارفع رأسي مباشره للشمس مع كل صباح و كانما اوجه رأسي اليها و تقول انني مساويه لها في العلو و العظمه.
ماذا يا ابي ؟"
نظر والدي لي لنصف دقيقه قبل ان يشير بجانبه علي الارائك الحريريه.
" تعالي يا ابنتي"
اتيت بالفعل لامسك بردائي الابيض الناعم و اسحبه قليلا لاعلي و انا اجلس.
" ماذا هناك يا ابي "
نظر الي مباشرة في عيني كما كان يفعل دائماََ الا انه هذه المره ظل ينظر الي قرص الشمس الكبير المنقوش فوق عرشه قليلاََ ثم نظر الي..
" اتعرفين يا ابنتي.. لقد كنت احضر لهذه اللحظه منذ وقت ليس بقصير..
نحن سنرحل و ستدور بنا الايام و نصبح تحت تلك الصحاري الصفراء.."
اردت الانتظار و سماع ما يقول و لكن التحدث عن موته بتلك الطريقه جعلني اجفل..
" جميعنا سنصل لهذا الأمر يا ابي.. او لنقل يا ملكي العزيز ..
لقد تحالفنا مع اعدائنا السومرين و بنينا جسور السلام و البلاد مطمئنه.
لماذا..؟"
تنهد ابي، لينظر لي و اري تلك النظرات في عينيه..
اشاح عيناه عني سريعاََ و اخذ كوب الماء من علي الطاوله لتسرع الخادمه و تناوله الماء.
" اعرف اننا تصالحنا معهم.. و لمنهم ليسوا الاعداء الوحيدين يا ابنتي..
لقد ارتكبنا خطأ فادحاََ تجاه بعض الناس الذي لم يفترض بنا العبث معهم.. .."
عدت الي الخلف و انا احاول استيعاب ما حدث، سمعنا الحاجب يقول.
" سيدي، الوزير باسمتك و ابنه رمسيس ينتظران موافقه سموك "
ليرفع ابي يده و يشير له
" ليدخلوا "
ام اقصد ان اظهر الي اي قدر انا خائفه عندما تحدث ابي عن تلك المعارك..
و لكن تدخل الوزير ايضاََ..
لقد عقدنا الهدنه بالفعل منذ اسبوعين..
دخل الوزير ليسلم و يجلس و دخل معه رمسيس..
لم انظر له و هو لم يفعل..
فكلانا نعرف ان الافضل ان تظهر مشاكلنا امام ابائنا..
و لكن طريقه جلسته و تلك.. الملابس الباليه التي تشبه بثياب راعي الغنم البسيط كادت تحعلني اتقيأ..
انا لا اعلم كيف هو ابن اكبر وزير لدينا.
" بعد اذن سموك، نريد ان نبدأ بالتحدث عن ماذا سنفعل..
لقد احضرت خطه جيده للدفاع عن ثرواتنا و لكن اولاََ"
جلست مكاني و العقده تكبر في معدتي..
الحفاظ علي ثرواتنا.. ماذا.. ؟
" نحن محاصرون من اتجاه الشمال و جنودنا تحاصر الاعداء،. و لكن الملك لن يهدأ حتي يقتص منك.. "
" لقد جمعت الاولاد ليس لعذا السبب يا باسمتك و انت تعرف جيداََ"
اردف ابي بببرود ليوزع نظراته بيني و بين رمسيس و الذي بدا من نطراته انني الوحيده التي لا اعرف لماذا اتي وزيرنا و ابنه لهنا..
" نريد ان نعين لها حارساََ.. لا نعرف متي ستقوم الحرب ..
إن عرف شعبنا بأي شئ سيطاردوا جميع الوزراء و سيدخلون القصر بكل ما يحملون من عدد..."
" ابي ماذا يحدث..؟؟
انا لا افهم اي شئ..
ما الذي يجري؟"
نظر باسمتك الي ابي الصامت ..
كانت صوت الرياح الخفيفه تصر في النافذه و انا لا اسمع في الغرفه سوي الصمت المطبق من جميع الاطراف..
هل انا من تحمل علي رأسها ريشه هنا..
" هناك ما يجري في المملكة و انا لا ادري عنه..
ما هذا الهراء يا ابي "
" _و ماذا كنت ستفعلين لو عرفت_.. ؟"
جمعت قبضتي حتي لا افتح الافعي التي تسكن في لساني و اطلق سراحها..
" ابي.."
تنهد ابي اخيرا ليردف
" لقد حاصر بعض الاشخاص قافله بضائع خاصه بنا..
امرت جنودي بقتلهم، و لمن فيما بعد عرفت انهم كانوا تابعين لجيراننا في النوبه..
و قد اطلقوا تحالفات مع بدلنان كانت لنا معهم تضاد.."
لم ينظر ابي لوجهي و لو مره واحده ،. هو الذي رباني و اعلم انه لا يستطتيهع الكذب في عيني.
احل ابدوا من الخارج مدلله و ساذجة و لكنها صوره جيده لتجنب الجدل.
و أبي يعلم تماما أن هذا الكلام لن يدخل الي..
" هم سيهجمون علينا لاننا هجمنا علي بعض افراد قافله؟؟ "
كان حتي نبره السوال غير موزونه..
الهجوم علي بلد عظيمه و كبيره كمصر من احل بعض الضحايا..
" لن تعرفي ابداََ قيمه الناس اليس كذلك.. ؟"
تنهدت من انفي و انا اسمع نبرته الخشنه مره اخري..
و توردت وجنتي بدون ارادتي..
لقد كانت الخادمات تندن اسمه في سرور انه محطم قلوب العذراوات و حلم المراهقات..
انا انا فقد رأيته..
بدون قصد مع احدي الجاريات فيما كنت خارجة الي الحديقه ذات مساء..
" بل انت من لا تعرف من انت..
كيف تتحدث معي هكذا.. هذا ليس كلاماََ موزوناََ ؟"
اردت الزمجره في وجهه و لمن امي نظر لي نظره ثاقبه لاصمت.
" لقد جلبت رمسيس الي هنا.. لانه اكثر من سيكون في حمايتي اكثر من اي احد..
يمكنني خساره ي شئ..
و لمن لا يمكنني تحمل خسارتك و اثق انها سنكون حرب ضروس..
اريد منكِ فقط ان. تسمعي كلامي و لا تخذليني.. حسناََ "
امسكت بقضتي من ثوبي و قد بدأت حقاََ افقد الصبر..
تحركت خصلاتي الطويله قليلاََ و انا اتحرك لتصدر صوتاََ ناعماََ مع الاثاث.
" تفضل مولاي "
" لقد عينت لك حارساََ.. هو سيكون عيني الساهره عليك.
انا لا اضمن عمري و اعلم انه بعدما فعلت لن يهدأوا حتي تقطع رقبتي و لكن انا لا أريد لكِ اي اذي"
قمت من مكاني لاسرع اليه " ابي ما الذي تقوله
.. انت حاكم عادل و الشعب سعيد بك.."
و هنا تحدث باسمتك
" اجرائات السلامه يا ابنتي.. رمسيس ابني بنفسه شيهتم برعايك و... "
بصقت ما بفمي من عصير هذه المره ليبتعد ابي و الوزير باسمتك عن المجلس.
" لا.. بالطبع لا.. هل نقصوا المحاربين لدينا.. "
قهقهت بسخريه و انا انظر الي رمسيس و الذي كان يحدق في كوب العصير التي اعطته الخادمه له و بدا انه لم يتأثر من رفضي له و يخبط بقدميه و كأن الحديث لا يعجبه و هو ما دفعني للنظر الي قدميه العضلتين لاعلي الي صدره القوي العريض و وجهه الذي نال من حنو الشمس و زاد وسامه.
" ثم ان رمسيس لا يفقه في امور القتال..
انه غريب الاطوال و لا يفكر سوي في النساء.."
" ابنتي انتبهي الي كلامك.. ما تلك تلك
ابمنا رمسيس شاب قوي و كفئ لحمايتك"
قهقهت علي نفسي لاجعل كلامي حتي اكثر قبولاََ..
" لقد قلت لي اني الهه، استطتيع فعل اي شئ بمفردي..
انا يمكنني المحاربه من اجل نفسي و قتل كل من يتربص لي.. بنفسي "
نظرت الي رمسيس و انا اتحدث و اللمعه في عيناه تخبرني انه يتذكر ذلك الموقف جيداََ كما اتذكره انا.
هو يعلم انه من تحداني مره.
" _انتِ ستظلين دائما هكذا_.. "
كنت اتذكر تلك المره تماما و مع انه قد مر سبع سنوات لليوم الا انه كان دائما من يكون هناك عندما ابكي..
و بدلاََ من مواساتي كان يسخر مني..
" _ستظلين تبكين كلما حدث لك شئ،. ليهرع الجميع للاهتمام بك.." _
كان لطيفاََ مع الجميع و الجميع ينال من كلامه الطيب الا انا..
رفعت وجهي اليه،. و اخذت خصله من شعرها في يدي لالفها علي اصبعي.
" انا لن اقبل بأي شخص ليحميني.. فقط.."
" لقد تقرر كلامي يا ابنتي.. لا مجال للنقاش..
البلد في حرب خطيره لا يمكنني السماح لك بالتجول دون حراس غير امناء..
يمكن الان ان تأتينا الخيانه من اي مكان.."
شعرت بان قلبي يكاد يعصر بقبضه حيت اشعر بضيق كل شئ..
انا لا اريده حولي.. فحسب..
و لا اتحمل ان يفرض علي احد اي شئ..
" رمسيس سيحميك..
انا اثق به و اثق ان حدث لي اي شئ ساكون في سلام في قبري "
شعرت بالارتجاف و حاوبت حتي اكبح دموعي..
هناك شئ ما تهدم بداخلي مره بالفعل .. و انا لم اشفي بعد
لقد عانيت هذا الشعور من قبل عندما ماتت اقرب و اعز اصدقائي
عندما ماتت امي لم يكن هناك اخد بقربي سواه..
كان ابي هو والدي و امي و كل حيلتي..
انا لست مستعده لخساره ذلك لعد..
" انا ساتصرف يا ابي.. انا لن اسمح ابداََ ان يحدث لك اي شئ.."
كدت اسمع ضحكه و لكني عندما اتقتت لابحث عن صرخه الضحك صمت لاشعر بهيبه قليلا انني لم اطلق لساني عليه.
" انتهي النقاش ابنتي"
قام والدي من كرسيه ليخرج الباب و ورائهم حارس بعصا من حديد طويله و سيوف حاده معلقه علي طرفها
" انت لا تعرفين قدر الخطر المتربص بنا..
لو فقط من اجل والدك.. لا تعاندي"
" لا يا ابي.. انا احترمك و لكني ارفض ان تتم حمايتي من شعبي..
انا اميره، و لم اعد صغيره..
اسمح لي ان احاول.."
لاحظت نظرات الجميع علي ليس فقط ابي و الوزير و ذلك المغرور و الذي بلا شك ينظر الي بسخريه.
" انا ساتحدث معهم.. ساتفاوض معهم..
الحرب ليس كل شئ..
إن فشل هذا..
ساوافق علي كل شروطك.. حسنا.. "
حك ابي لحيته ،. ثم نظر الي وزيره الاكبر و مستشاره
" انا اثق بك يا ابنتي، و لمنهم خطرين.."
رفعت يدي لاعلي " و انا لست غبيه يا ابي.."
لم استطتيع مقاومه النظر لرمسيس و لكن من هو حتي اثبت نفسي له..
إن قلت لك ان هناك فكره برأسي عليك ان تثق انها بالتأكيد فكره عبقريه "
_الحقيقه انهم لا يعرفون الي اي قدر انا خطره.. _
بردائي الابيض الشفاف قليلا الذي يبدي من مفاتني اكثر مما يخفي و اساوري الذهبيه و شعري الطويل المضفر بعنايه
لا ابدوا ابدا كلقمه سهله..
و هذا جدا لطيف..
رمسيس قوي بالفعل اعترف و هو جيد في استخدام السيف لأني رأيته اكثر من مره و هو يتدرب.
و لكن لا يمكن لرمسيس ايضاََ ان يحميني لأنه لا يجب له ابداََ ان يعرف سري..
هو اخر شخص سآريد ان اعبث معه ايضاََ..
و لا يمكنني السماح لاحد ابدا بالتشهير بي لهذا الشكل و خاصه عدوي اللدود الفظ المغرور رمسيس.
لم اشأ الحلوس مع رمسيس لثانيه اخري و هو يراقبني بنظراته و شئ ما في ملامحه يقول انه يحارب حتي يمنع نفسه من السخريه و الضحك بصوت عالي مني..
اعلم..
و لكني سأثبت للجميع و له انني لست بهذا الضعف..
و غدا فقط.. ليس ببعيد..