الفصل الثاني :
هزة رقيقة منها لمنكبه العريض اوقظته من تخيلاته الحميمية!!
نعم تخيـلات... ما يجمعه بها خيال ولا يمكن أن يصبح غير ذلك.. !
خيال نسجه قلبًا ضعيفًا آنيًا وبعشقها غاليًا... !!
جذبته برفق من ذراعه تسحبه نحو الفراش لتجعله يجلس وهي تهمس له برفق :
-هاروح اسأل ماما عن مرهم بسرعة وجيالك
أسرع يمسك بيدها قبل أن تغادر مغمغمًا بصوت حار خفيض :
-لأ خليكِ جـ... اقصد ريحي نفسك انا هاروح اشوف
اومأت بابتسامة هادئة يليها قولها الحاني الذي ألهب رغبته في غمسها بين احضانه فلا يخرجها لشياطين تلك الدتيا التي حرمته اياها... !!
وبالفعل سبقته الى الخارج فأغمض عيناه مستشعرًا ذلك الفراغ الذي تركته من خلفها...
جلس هو في غرفته.. ونفسه اللوامة تشتعل وبشدة.. ماذا يفعل !!
هل يعشق زوجة اخيه !!!!!
رباااااه.. ما تلك الفاجعة التي احتضنته فهوى بين طيات الألم متدحرجًا يتقلب على أشواك الاختناق.. !!!!
خرجت هي لتجده يتبادلون اطراف الحديث، فجلست لجانب زوجها.. فوجدت والدته تهتف بجدية صارمة لا تقبل النقاش :
-أنت هتجيب نور وتيجوا تقعدوا معانا
ض*بت تلك الجملة ذاك العاشق في مقتل.. معاني كثيرة تضاخمت امام عيناه...
وكأن اثقال العالم وُضعت فوق كتفيه.. تلك الفتاة شكلت له هاجسًا خاطفًا.. ولكنه محيرًا حد الجنون !!!؟
بينما قال حسام بابتسامة هادئة :
-لا يا مـ....
ولكنها قاطعته ترد :
-كدة كدة اختها عيالها بيمتحنوا مش هتقدر تروحلها، فـ تعالوا اقعدوا معانا احسن
تن*د بالنهاية مستسلمًا وهو يخبر زوجته :
-خلاص خليكِ أنتِ مع ماما وأنا هاروح الشقة أجيب هدومنا واجي
اومأت "نور" موافقة بخنوع... وبالفعل نهض مغادرًا مؤقتًا.. !
بينما في الداخل اتجه جسار لغرفة اسراره التي خصصها للملاكمة !!!
يفرغ بها طاقات.. صراخه.. واحيانا عويله وهو يتخيلها بين احضان اخر وإن كان شقيقه !!!
عفوا.. فالغيرة لا دين لها...
ت**ر المتوقـع وتهشم تحكمات العقل اللعينة!
ظل يض*ب ذاك الجسم بعنف وقد بدأ وجهه يتصبب عرقا..
تخيل أن ذاك الجسم هو القدر للحظة.. فظل يض*ب بعنف أكثر... وكأنه اكبر عدو له !!!
بعد دقائق....
وجدها تدلف ببطئ حاملة "مرهم وقطن" فأشاح بوجهه بعيدًا عنها..
تن*دت وهي تقف امامه مرددة :
-حسام راح يجيب هدومنا وماما راحت تعمل عشا ومارضتش تخليني اساعدها
لم يختلف وضعه كثيرًا.. وكأنه يحارب تلك النفس الآمرة بالسوء من اختلاجها لصوتها الذي يخترق مسامها...
بينما اقتربت هي اكثر وهو لا يبالي يض*ب ذاك الجسم بعنف، فقالت هي برقة بريئة :
-جسار أنت اخويا.. وانا بعزك جدا واتمنى لو تعتبرني اختك بجد وتحكيلي مالك ؟! أية اللي مغيرك بالطريقة دي.. أنا اخـتـ....
وقبل أن ترددها مرة اخرى فتدمر اخر احتماله كان يض*ب بعنف اكثر في الجسم فاصطدم الجسم بكتف "نور" فجأة حتى تأوهت وكادت تسقط من الدفعة...
اسرع هو يلتقطها بين ذراعيه المتلهفة قبل أن تسقط..
آآهٍ من ذلك الشعور ما أجمله وهي بين احضانه هكذا ؟!...
حاول تفحص ذراعها وهو يتساءل بنبرة متلهفة لم تلاحظها بسبب الم ذراعها وكتفها :
-نور... أنتِ كويسة ؟ حصلك حاجة، انا اسف.. اسف اووي يا نور
لا يدري لم خانته تعبيراته فاحتوت تلك الكلمة "اسف" على اعتذارات تتخطى حدود الض*بة الخفيفة تلك.. ؟!
بينما تمتمت هي بخفوت :
-لا عادي محصلش حاجة
أبعدها عنه بهدوء ليتشدق بعدها بـ :
-أنا كويس يا نور، عايزة تعرفي مالي ؟! أنا هقولك.. انا بحب واحدة !
لم تتغير ملامحها كثيرًا وهي تحسه على الاكمال :
-كويس واعترفتلها ؟!
هـز رأسه نافيًا وقد تجسد الألم حرفيًا معلنًا وجوده بين كلماته المُشققة :
-لأ.. ملحقتش !! بقت ملك واحد غيري
لمعت عيناها بتأثـر وقد أشفقت على حالته تلك.. فربتت على كتفه برفق هامسة :
-خلاص يا جسار.. اتمنالها السعادة، يمكن ربنا شايلك حاجة احسن بعدين !
وجدته فجأة يحدق بها مغمغمًا بشراسة وكأنه يتحداها :
-لأ.. انا مش عايز أحسن منها، أنا عايزها هي.. عايزها هي بس
ثم لانت نبرته كثيرا وهو يكمل بصوت لمس احساسها ارتعاشًا لذلك العاشق :
-أنا عايزها هي.. انا هموت من غيرها !! مش قادر ولا عارف أبطل تفكير فيها
لم تعرف لمَ رغمًا عنها تمنت عاشق مثله!؟
شخصا يموت شوقا لها دوما وإن اصبحت ملكه...
شخص لا يتعامل معاها بجفاء ملقيًا بمشاعرهم سويًا عرض الحائط كـ "حسام"
حسام شخص رائع تعترف...
ولكنه يوما لم يهتم بأي ما يسمى مشاعر !!!
ظل "جسار" يمسح على شعره عدة مرات قبل أن يستطرد بخشونة :
-خلاص متشكر روحي شوفي ماما عاوزاكِ
لم تنتبه له فقالت بشرود حالم :
-عارف يا جسار.. كان نفسي أكون مكان حبيبتك دي
وفجأة انتبهت لم قالته عندما توهجت عيناه فاعتقدته حرقة على اخيه، فسارعت بالقول مردفة :
-مش قصدي والله، قصدي كان نفسي حسام يبقى زيك.. لكن للأسف هو مش كدة ابدا.. الحياة بالنسبة له تجربة... تجربة باردة جدا
اعطاها ظهره وهو يكتم زئير اسد يصارع نفسه حتى لا يحتضنها بعنف مهشمًا جسدها بين ذراعيه ويصرخ بها
" اعشقك.. اقسم بالله انني لم اعشق حواء غيرك يومًا " !!
سمعت حشرجته الحادة وهو يأمرها :
-نور اطلعي بره عايز اقعد لوحدي
اعترضت ببطئ ظنا منها انه غضب لحديثها ذلك :
-جسـار اسمعني...
ولكنه قاطعها بحدة أشد :
-اطلعي بره سبيني لوحدي.. اطلعي
تن*دت مستسلمة وبالفعل غادرت ببطئ.. فظل هو يض*ب الحائط صارخًا بأسى العالم كله..... !!
*******
ليلاً....
دلف "ليث" بخطى هادئة الى المنزل.. بات ذاك المنزل يخنقه منذ وفاة "والدة" فجر وزواج والدها فأتت لتعيش معهم... كأخت !!!
كم تشعره بلهيب جهنم تلك الكلمة.... !!
تن*د بعمق وبدا كتمثال من حجر متجمد كليًا لا يشعر بصهب الدنيا من حوله وهو يراها تخرج من غرفتها مرتدية بنطال جينز حتى الركبة وتيشرت نصف كم يبرز جمال بشرتها البرونزيـة..
ابتلع ريقه بتوتر وهو يراها تقترب منه مرددة بخفوت :
-أبيه ليث !
مشاعر جياشة تبخترت داخله.. فحاول كتمانها وهو يرد بحشرجة خشنة :
-نعم ؟ اية اللي مسهرك لحد دلوقتي
همست وقد بدأ التوتر ينتقل إليها :
-كنت مستنياك
ابتسامة مشا**ة ظهرت رغما عنه معا**ة تظاهره بالجمود.. متمردة وقد احب ذلك التمرد !!
جذبها برفق من يدها ليجلس على الأريكة ثم جعلها تجلس على قدمه متابعًا بخبث حار ؛
-طالما فيها أبيه.. يبقى تقعدي زي الاطفال وتقوليلي اللي أنتِ عاوزاه يا بنوتي !!
عضت على شفتاها السفلية بخجل وقد زحفت الحمرة لوجنتاها الناعمة جعلته يود لو يقبلها الان.. يقبلها بعمق كما لم يفعل يوما !!!
حاولت النهوض وهي تشرح له بخجل هامس :
-مش هعرف اتكلم كدة عايزة اقوم سبني
هز رأسه نافيًا وبحركة مباغتة أحاط خصرها بيداه هامسًا مثلها :
-هااا قوليلي بقا ياستي ؟
ضغطت بأسنانها اللؤلؤية على شفتاها.. ثم بدأت تنطق بصوت رقيق للغاية طفولي :
-آآ.. عمرو عـ عايز يجي يقعد معاك عشان يحدد ميعاد الفرح... لان زي ما أنت عارف بـ بابا دايما بيقوله مش فاضي
ضغطة قوية من يداه لخصرها جعلتها تتأوه بصوت عالي وهي تتعلق برقبته بتلقائيـة.. فقال هو بحدة :
-أية عمرو كدة تلقائي !! هو كان واحد صاحبك ولا أية ؟ اعدلي كلامك واعرفي حدودك مرة بقا في حياتك !
كتمت ألمهـا من اصابعه الحادة كل**نه السليط ذاك.. لتجده يخفف قبضته تلقائيًا وهو يرى تشنج قسمات وجهها التي ضخت المــًا...
ثم ظل يزفر بقوة، حاولت ابعاد يدها التي تطوق رقبته.. ولكنه امسك بها وشدد عليها هامسًا بحزم :
-هششش خليكِ زي ما أنتِ
ظهرت القطة الشرسة داخلها، فقالت دون وعي امام من تنطق ذلك :
-أنت بتعمل كدة لية كل ما اجيب سيرته!! أنت عارف اني بحبه.. لو مش متقبله يبقى على الاول حاول تتقبله عشاني... !
رغبة حارقة في صفعها اشتعلت مدمرة حقول الثبات المشتتة داخله !!!
فنهض مسرعًا حتى كادت تسقط هي.. ليبدأ هو بالصراخ عليها :
-لا لا أنتِ بقيتي عايزة تربية من اول وجديد، هو في بنت محترمة تقول لواحد واكبر منها " انا بحبه " انتِ مش هتتعلمي الاحترام ابدا ؟!!!
كادت تبكي من اهانته، ولكنها تماسكت وهي تزمجر فيه بغضب طفولي :
-أنت مش من حقك تهيني كدة، وبعدين ده خطيبي وقريب هيبقى جوزي
وعندما رأى دموعهـا رق قلبه دون إرادته وإن تظاهر بالقسوة معها...
اقترب منها ببطئ ليمسح دموعها بأصبعه هامسًا لها :
-أنا اسف..
اكتفى بتلك الكلمة فتركها منصرفا يغادر لتمط هي شفتاها بضيق حقيقي وقد بدأت تشعر بالاختناق من ذلك المنزل.... !
........................
بينما هو في غرفته يدور الغرفة ذهابًا وايابًا.. مشهد شفتاها الصغيرة التي ارتعشت عندما اوشكت على البكاء لا يغادر تخيله...
يتخيل نفسه يلتهم تلك الشفاه.. يتذوق شهدهما باستمتاع.. وربما يشبعها تقبيلًا !!!
ولكنه يصطدم بصخرة الواقـع عاجزًا عن نسج خيوط الخيال ضمن صراعات الواقـع... !
ولكن لا، لا يدري جنون ذلك ام ماذا الذي جعله سيجن ان لم يقبلها.. الان.. اليوم وعلى أي حال!!!!
###مرت حوالي ساعة
وهو على نفس حاله بل ازداد سواد عينيه اشتعالًا لاسـع شعر بحرقته فعليًا....
سـارع الخطى برفق نحو غرفتها ليدلف ببطئ شديد ويغلق الباب دون صوت وهو متيقن أنها لا تبدل ملابسها كالعادة ف*نام بملابس محتشمة ترتديها امام الجميع فكان مرتاحا بعض الشيئ او لنقل متجاهلا نداء العقل.. نظر لها ليجدها تنام كملاك خ*ف قلبك ثم اتى واستراح هكذا !!!!
نبض قلبه بعنف عندما فردت ذراعيها تتأثب لتعود وتنام باسترخاء...
سار على أطراف اصابعه حتى وصل لها وعيناه مثبتة على شفتاها الحمراء.. فهبط ببطئ شديد حتى لامس شفتاها برقة وقد حمد الله ان نومها ثقيل فلم تشعر...
بمجرد ان لامس شفتاها شعر انه ملك تُوج مؤخرًا على عرش المشاعر..
تخيل جمال قبلتها.. ولكن تلك اللذة التي يشعر بها الان لم تكن بالحسبان ابدًا !!!
وكأن فراشـات محلقة رسمت مسرى جوارحه التي خُلطت بحلم بات حلم يقظة الان !!...
ملس على شعرها وهو يعمق قبلته.. يود لو لا يترك شفتاها ابدًا فيروي ذاك الظمأ قليلا إن استطاع!!
ابتعد على الفور يلهث عندما شعر انه على وشك التهور.. كان صوت لهاثه عالي وهو يحدق في وجههـا..
خطأ ا**ق جعله يقبلها الان.. هو لن يستطيع التوقف... لن يكتفي !!!!
همس امام شفتاها بصوت أجش مبحوح :
-سامحيني يا طفلتي، سامحي ضعفي قدامك وقسوتي معاكِ... !
ثم نهض مسرعًا ليحكم الحمم البركانية التي كادت تنفجر من جسده الان شوقا ورغبة فيها.. !!!!