مأمنى

1669 Words
تن*د طارق وتحدث بهدوء : ليان أنتى أختى وأنا بحبك والله بس لازم تفهمى أنا بحبها هى .. أنا آسف. تحدثت ليان وهى تمسح دموعها التى خانتها : طب وانا؟!! طارق : طول عمرك اخت ليا وصحبة عمرى وبير اسرارى .. بس مش حبيبه .. صدقينى مقدرش أشوفك زى ما أنتى عايزه ليان بوجع : انا عارفه تفكيرك كويس يا طارق .. أنا ال ينفع تحكيلى أسرارك احللك مشاكلك، تقولى ايه ال مضايقك، حتى تفاصيل يومك أنا عرفاها، اصحابك، بتحب ايه مش بتحب ايه .. بس يوم ماحبيت حبيت غيرى خدعتك المظاهر .. حبيت جمالها .. حبيت عيونها الخضره .. حبيت مركزها؛ لاكن محبيتهاش هى .. محبيتهاش كونها .. محبيتهاش من جواها .. لاكن اوعدك انك عمرك ماهتشوفنى تانى .. انا اسفه انى هنت نفسى مع واحد بتخدعه المظاهر انسان بيتسلى .. وعد أن دى اخر مره تشوفنى فيها يا طارق وبعد النهارده مش عايزه يبقى في بينا أى حاجه لا صحوبيه ولا جيره ولا حتى الاخويه الى بتقول عنها دى ومتجيش هنا ولا تتصل بيا تانى واتفضل أخرج بقا من الشقه ومن حياتى . .... تمر الايمام كعقارب الساعه اليوم يليه الاخر ونفس الروتين لا جديد، من يظن أن لا فارق بل هناك فارق وربما لا أحد يلاحظ ربما تلك الايام المتتاليه ما هى ألا ضماد لنسيان الالم ربما هناك جروح بدأت بالاتمام ولا أحد يدرى.. تجلس ليان بأحد الكافيهات كعادتها منذُ أسبوعا وهى تحضر الى هنا تمسك كتابً وتفتحه وتندمج بين صفحاته لعلها تنسى ما مرت به وتعيش بين كلمات ما تقرأه لتتحدث بهدوء وتطلب مشروبها المعتاد لتعاود قرأة ما بدأت : واحد آيس كوفي لو سمحت. ولكن تلك المره لم تستطع أكمال القرأه لمقاطعتها صوت: محدش قالك إن القهوة مُضرة بالصحة؟ لترفع راسها لترى من ذلك الا**ه الذى تجرا وتحدث معها وترفع حاجبها بتعجب : أفندم! يسحب كرسي ويجلس عليه ببتسامه واسعه وتحدث بثقه : القهوة ليها أضرار كتير جدًّا، خصوصًا لو حد زيك كدة، يعني هتخلي عند القمر هالات و.... تن*دت ليان وتحدث بضيق : أستاذ جاسم حضرتك أنا مش عايزه أحرجك بس بجد كدا كتير يعنى مش معقول من اسبوع وحضرتك زى ما يكون بتراقبنى ماشى ورايا فى كل حته السغل وحضرتك مشكور جدا انك ساعدتنى ولقيتلى شغل بس انك تطلعلى فى كل مكان كدا دى حاجه بتدايقنى، بقيت بقول انك أكيد مجنون، ما دى مش حركات حد عاقل ابدا. أبتسم جاسم بأتساع : هبقى مجنون فعلا لو لقيت فرصة أقعد معاكِ وأمشي، ولا أنت أي رأيك! نظرت له بتعجب : رأيي! حضرتك بتستهبل أمشى لو سمحت بدل ما أطلب لك أمن الكافيه هز جاسم راسه بالرفض فبسرعه البرق لم ينتبه حتى ليجد نفسه واقع على الارض يفرك بطنه بألم متحدث بتعجب : اااااااه، بتكلم مع مصارعه كراتيه ولا أي! روحي يا شيخة ربنا يهد*كِ عليا نظرت له بسخط وامسكت بكتابها وحقيبتها وخرجت من الكافيه وهى تسب وتلعن عليه فقد عكر مزاجها لتءهب الى صديقتها حنان وتجلس معها ليتثامروا أطراف الحديث حنان بهدوء : خلصتى كتابك الى هتتهبلى وتخلصيه دا نفت ليان بضيق : لا الاستاذ الى اسمه جاسم دا منه لله عكر مزاجي ومعرفتش اكمل قرائته في الكافيه، فَـ مشيت مزاجي زفت ويدوب ملحقتش أقرا سبع صفحات على بعضهم ، هطبق لبكرا الصبح بقى وأمرى لله حنان : جاسم!! وعمل اى !؟ ليان بنرفزه : البجح جاى يقعد على نفس الطرابيزه لا وكمان عايز يرغى، بس أنا علمته الأدب، عشان ميتجرأش يعملها تانى حنان بشك : أوعي تكوني ض*بتيه! يا بنتي المفروض إنك بنوتة رقيقة وكيوتة وكدة، أي شغل جعفر دة! ليان بنرفزه : لأ شغل البنات الملزقة دة مينفعش معايا أصلا، وبعدين أنا دفعت فلوس في دروس الكاراتيه ليه إن شاء الله عشان أبقى كيوت ورقيقة وملزقة زي الملزقين دول! مـ أنا عملت كل دة عشان لو حد فكر بس أعرف أدافع عن نفسي حنان : بس مش كدة يا بنتي الآه، الواحد بيخاف يكلمك لتتعصبي وتموتي حد فينا ليان بضيق : بقول لك أى دا قارفنى بقاله شهرين ماشى ورايا فى كل حته دا انا قربت اعتبره زى خيالى كدا احسن عشان يخاف بقا ويعتقنى لوجه الله _________ بمنزلها واقفه بالمطبع تنظر لداله القهوه ممسكه بهاتفها تعبث به تاره وتنتبه للقهوه تاره ليلفت انتباهها رساله من رقم مجهول لتفتحها وهى عاقده حاجبيها : (عارف إنك دلوقتي هتقومي تعملي قهوة وتطلعي البلكونة ومعاكِ كتابك، عارف إنكعايزه تكملى الكتاب وهتموتى من فضولك عشان تعرفى تجيبه أخره وعشان كدة هتطبقي كَـالعادة عشان تخلصيه، عارف قد إيه بتحبي الليل عشان تقعدي مع نفسك ومع نسمات الهوا، وقد إيه بتحبي دايما تطلعي البلكونة عشان تطلعي نفسك من كل الأجواء إللي مش عجباكِ، وتستمتعي بوقتك، أنتِ جواكِ شخص غير إللي أنتِ بتظهريه للكل، أنتِ مش الشكل ولا الأسلوب الخارجي، أنتِ حاجة تانية جوايا، سهرة لطيفة زي عيونك وضحكتك إللي بطلت تطلع، مع أنى نفسى أنها تطلع وتنور وشك الى أنطفى دا. همهمت ليان بضيق : لا إله إلا الله دة دلوقتي بيقلب المواجع ولا بيدواي طيب ولا أي! ويت مين يعرف عني كل دة، يارب هو عفريت ولا أي دة بس، ريلا** خالص مش وقته دلوقتي خالص، ولا يهزنى أنا زى الفُل ______ باليوم التالى تقف أمام باب شقتها مستعده للخروج لعملها وبدء يومها بنشاط وهذا ما توهم نفسها به ليقاطع نزولها عتبات السلم صوته وهو يتحدث بسرعه بعدما فتح باب شقته : صباح الخير زفرت والتفتت له لتقول على مضض : اهلا اقترب منها وهو يضع بيدها بعض الروايات وتحدث بهدوء وهو يشير باتجاه قلبه : هنا بالتحديد بيوجعنى أوي، حاسس ان فيه حد ماسك قلبي بين ايديه جامد وبيضغط عليه بقوة. عقدت حاجبها من نبرته الحزينه وكلامه فتحمحمت وسالت بتعجب : من إيه؟ خرجت الكلمات بصدق أرتعش قلبها على أثرها : من حُبَّك سالته بتوتر من مجرى الحديث : وهو فيه حد بيحب حد بيحس إنه قلبه بيوجعه؟ المفروض يفرح. نظر لعيناها وتحدث بهدوء : عشان انتى مش حاسه بيا، شايفك بتحبى واحد غيري وساكت عينك بتلمع لما كنتى بتشوفيه ومشوفتينيش ولا حتى لمحتى وجودى فضلت شايف لهفتك لقربه وساكت وراضى بنصيبى طالما انتى مبسوطه وبتحبيه اهم حاجه ساعدتك ولما عرفت انك اعترفتيله وهو رفض حبك دا أكتشفت أنه غبى عشان فرط فى قلبك وقلت ممكن ربنا بيحبنى ودى فرصه عشان أقربلك بس أنتى مش بتدينى فرصه مهما لمحت مش بتفهمى تلميحى؛ عشان كده قلبي بيوجعني، مش ناويه تحنى وتحبينى بقا؟! توترت وارتعشت أطرافها وتحدثت بأحرف متبعثره وكلمات بالكاد تكون مفهومه : اى ... دا لا لا أنت متعرفنيش وانا مش الشخص الصح انا غير صالحه للحب بعد مرور ثلاث أيام حنان وهى تجلس بجانب ليان فى الشرفه يتثامران : ما تقوليلي يا ليلو هو جاسم لسه مختفى بعد اليوم الى حكاتيلى عنه دا !؟ ليان بتنهيده وأيجاب : أيوا ودا الى انا مستغراباه هو من فتره طويله وهو عامل زى ضلى ومكنش بيختفى كدا حنان بهدوء : ما ممكن حب يبعد عشان متضايقيش بعد ما رفضتى حبه واداتيله فوق دماغه عقدة ليان حاجبيه وتحدثت بزهول : بس انا مرفضهوش ولا اديته فوق دماغه زى ما بتقولى !؟ حنان برفعه حاجب : لا والله بتقوليله لا وقلبى غير صالح للحب وكدا مرفضتهوش ليان بحزن : وهو ليه تتفسر بالرفض.... مش يمكن كنت عايزاه يداوى قلبى عشان يعرف يحب تانى بس هو شكله زهق وأخدها فرصه عشان يبعد حنان بمكر : معنى كدا انك مستعده تقعى فى حبه بعد ما قلبك يداوه !؟ ليان بسرحان ورقه : مش هقولك اني مش طايقه هو حد لطيف فـِ يومي وسط العك والدوشه وكركبه اليوم كلمه منه تقدر تخليني مبسوطه طول اليوم زي مثلاً جمله امتا تحن يمغلبني فـِ الحب! الى بيقولها دايما فى الطالعه والنازله او صباحك ورد يوردتي! ابتسامتك تسحر توقع فـالحب، مش عارفه هو ازاى عنده القدره الكافيه انه يحس بيا بصراحه من ملامح وشي وتعبيراتي يوم ما أعترفلى أنه فاض بيه وأن كل تلميحاته ورخامته دى ما عى الا حب حسيت أنى أتخ*فت قلبى أتنفض مره واحده نفضه روحها حلوه مش من الى بتخوف دى لا من الى بتلون الدنيا لالوان الربيع وأنا خايفه لأقع فى الحب من تانى وأت**ر، خايفه اوافق وأحبه، ويقرب ويوحش..، من الاخر في حته خوف كداا من القرب منوه! شهقوا هما الاثنان عندما سمعوا صوته بالشرفه المجاوره لهم ووجهه المبتسم بأتساع وكأنه حصل على جايزة والمركز الاول بأحد السباقات وكلماته خرجت منه بنبره عاليه : امتا تحن يمغلبني فالحب؟ ليان بهمس : جاسم اتسعت أبتسامته كالأبله وهتف بهدوء وهو يلوح باحدى الروايات ويشير لها حتى تنتبه لحديثه : هو أنا ينفع مثلًا المحلك بالروايات؟ نظرت له بغرابه ولصديقتها المبتسمه لها كتشجيع لأنصات لحديثه فأعادت نظرها نحوه وسالت بتعجب : تقصد أى ؟! رفع تلك الروايه أمامها وتحدث بحماس : زى مثلا أهاد*ك روايه إيكادولى وأقولك إيكادولى جدا وأنتى تفهمى وتردهالى ..... أو مثلا أقولك إيجيدور فتساعدينى ابتسمت ببلاها على اعترافه وتحدثت بنبره حنونه : طب إيكادولى وعارفاها تقصد أى بقا ب إيجيدور دى !؟ اساعدك فى أى وضع الروايات على سور الشرفه وتحدث بجديه : ما يا تعترفى بحبك ليا يا إيجيدور انقذينى من حبك الى مالى قلبى وغرقان فيه دا حاولت ليان إيخفاء ابتسامتها : أى أعترفلك دى ريح نفسك أنا مش هحبك جاسم وهو يرفع خصلات شعره متصنع الغرور : تؤ أنتِ أصلا بتحبيني بس بتكابري نفسك ليان برجفه : يُفضل ليك تبعد عني، مش أنا الشخص الصح ولا هينفعك استهزاء جاسم وتحدث بنبره سخريه : أبعد! أنتِ مستوعبة بتقولي أي! أبعد بعد كل الحب دا د! أبعد بعد م قلبي اتعلق بيكِ! أبعد بعد م بقيت بحس إنك إللي هتناسبي حياتي ولو بعدت مش هحب غيرك ولو بعد مِية سنة، أنا هيمان فى غرامك يا ليان أنتى مش هتبقى غير ليا حتى لو فضيلت أقنعك كدا العمر كله ليان بتوتر : بس أنا خايفه جاسم بهدوء : كل الى مطلوب منك أنك تطمنيلى وصدقينى أنا هعرف أضيع الخوف دا نظرت له ليان بتشت وحولت نظراتها لصديقتها لتبتسم صديقتها كأشاره بالموافقه وأعلان الاستسلام ورفع الرايه البيضاء ليعود قلبها ينبض بالخب مره أخرى كل ما عليها فقط هو الأطمئنان والحب سيأتى بالتاكيد . فاومت ليان له بالموافقه فأبتسم بسعاده ورفع الكتب لها : حلو أوى خدى بقا الروايات دى أقرائيها عشان تيجى فى يوم وتقوليلى من قلبك أنك بتحبينى بالنوبى أتفقنا ضحكت ليان برقه وهى تأخذ منه الروايات : أتفقنا ( ربما كل ما يحتاجه القلب هو الاطمئنان أن يشعر بالطمائنيه ليستسلم ويقع بالحب فكلما كان القلب مضطرب سيكون كالبحر فى تموجه وثورانه تاره هادئ ويبتسم لك وتاره غاضب وثأر، وتاره أخرى مضطرب وغير مستقر ربما خائف ويريد من يشعره بالأمان ..) ( عندما تقع فى الحب أختار جيدًا من ستسلمه قلبك فربما كان فخ يأتى لقلبك بالندُب )
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD