الفصل الرابع

1218 Words
بسم الله الرحمن الرحيم ضد اللمس الفصل الرابع يا الهي لا استطيع استعاب ما حدث ، أيعقل .. لا لا اصدق ذلك ، يا ربي اتمني لو يصبح مجرد حلم لعين ، فكيف لأخي أن يصبح بتلك القدر من الحقارة و لماذا يفعل هذا ، اليس قادر علي الزواج و ناضج كل النضج لكي يتولي مسئولية منزل و امرأة و من بعدها اطفال . كان حديث خفي بين سجى و ذاتها فهي مازالت متصنمة لا تعي ما يحدث تحاول ان تستوعب ، تعتقد انه كابوس لا تحب ان يكون واقع اليم مرير . تجلس علي طرف الاريكة المتواجدة امام باب منزل غرام ، اما ابيها فمازال علي الباب متمسك بهاتفه الخلوي يجري عدة اتصالات لا يصدق ماذا يحدث هو الاخر فكل ذلك مرء بسرعه الرياح . يؤنب ذاته لو لم يكن يقوم باصطحاب ابنه لهذا المكان ، لعن الصدفه التي تقابلا فيها بخارج منزلهم ، حيث انهم خرجا بنفس ذات الوقت ليقرر خطو اولي الخطوات ليشرك ابنه في بعض الامور الخاصة به و باخته و بالمنزل و هكذا لعله يفيق لذاته و ينضم من عزلته تلك اليهم من جديد ، و لكن من الواضح ان تلك الخطوة كانت خاطئة . نظر لابنته ليجدها شريدة لا تستطيع البكاء حتي ، فقد علموا من والدة غرام و هي زينب ان غرام تعرضت لتلك الحادث من قبل ثلاث رجال ليتضح أن كنان واحد منهم ، كان منصور معهم حين فقدت غرام وعيها و بعد محاولات لايفاقتها باءت بالفشل قرر هو ان يستدعي طبيب ليأتي علي الفور ، و ها هو يخرج الان من غرفه غرام و خلفه بسام الذي اعطاه بعض الورقات النقديه بالداخل ليوصله ، ما ان ذهب الطبيب حتي نظر ب**ت لذلك الرجل و من ثم ذهب ببصره الي سجى . شعرت أن نظراته تتهمها بالكثير لترفع عيونها لتقول و هي تحاول تبرير ما حدث : انا ماكنتش اعرف ، و بعدين غرام اختي مش صاحبتي و بس . لا تجد رد من بسام ذلك الفتى صاحب السادسة عشر من عمره لكن من اجاب هو ايهم الذي دلف بهدوء دون ان يشعر به احد و يستمع ما قالته ليقول و قلبه يخفق : اخوكي فلت مني بس مش هسيبه . نظر له منصور قليلا و من ثم قال : طب ما نفهم من غرام الاول ؟ اجابه ايهم بنظرات نارية : الجواب باين من العنوان ، ابنك لو كان بريء ماكنش هرب اول ما شافها . حديث ايهم اخرسه ، تقدم من سجى ب**ت ليجذبها برفق من يدها لتسحبها سريعا و هي تقول بقوة : لا انا مش جايه معاك . نظر لها بجمود و قوة بل و غضب : نعم انتي بتقولي ايه ؟ نهضت لتقف امام ابيها و ببكاء قالت : انا مش هعرف اروح معاك يا بابا ، انا مش هسيب غرام لازم ابقي معاها . زفر بقوة ليقول في محاوله منه باقناعها : طيب تعالي هخليكي تيجي تاني ، و كمان ممكن هنا يعترضوا يلا يا بنتي . كان بسام و ايهم يتابعان ما يحدث قاطبين حاجبيهم بتعجب من موقفها . كاد منصور ان يمسك بيد ابنته ثانيا و لكنها تحركت بعيدا لتقول بزعر و قد تذكرت ما سر مجيئها هنا : لازم سائر ده يمشي من البيت . تعجب من قولها فسأل : ماله سائر عمل ايه ؟ نظرت حولها و خجلت من قول ذلك الشئ ، نظر لابيها باستعطاف و قالت : معملش حاجه بس و حياتي عندك تمشيه . ض*ب كف علي اخر و هو لا يستوعب و لا يعرف السبب ليفول : ازاي يا بنتي ده ضيف عندنا غير ان عبد الله صاحبي و ده ابنه ماينفعش ، يلا يا سجى استهدي بالله و في البيت نتكلم . تقدم ليجذبها لكنها و بتلقائية ركضت لتقف خلف كلا من بسام و ايهم الذين تفاجأ من حركتها تلك . غضب و بقوة صرخ بها قائلا : سجى ما طلعيش زرابيني عليكي و يلا قدامي علي البيت . حركت رأسها بلا عدة مرات لتمسك بتلقائية في قميص ايهم من الخلف فشعر بها و كأنها تستغيث به . لا يعلم ماذا يفعل الان فهل هو يأخذها بذنب اخيها ام ماذا ، اغمض عينه و كأنه في حديث سري مع الله و من ثم اخذ شهيق و زفير . استفاق علي رنين هاتف منصور ليأتيه مكالمه تبلغه بامر هام ليهبط سريعا بعدما القي علي سجى بعض الكلمات الواعده لها بان يعود ليتحدث معها . ظل ايهم ساكننا و هي مازالت علي وضعها ، تفكر لا تعلم اهي علي صواب ام لا . نظر بطرف عينه اليمني للخلف لتشعر به فتتركه سريعا بعدما استدركت ما هي به ، اغلق ايهم الباب بيديه و من ثم دلف حتي غرفة ش*يقته . ترك بابها مفتوح ، وجدها مستيقظه و لكنها ساكنة بين احضان والدتها ، تقدم ايهم علي الناحية الاخري لتدلف بين احضانه بهدوء ، قبل جبينها ، و في تلك الاثناء كانت سجى علي باب الغرفة تتابع ما يحدث . سأل ايهم غرام بهمس : بقيتي احسن ؟ همهمت بنعم فقط ، ليكمل اسألته فقال : هو .. اخذ نفس عميق ليستطيع اكمال سؤاله : هو واحد منهم ؟ لا يجد منها جواب . تن*د و **ت ناظرا لسجى بنظرات مفكرة في هذه الحاله التي اصبحوا عليها ، لكن ما جعله يعيد عيونه لش*يقته قولها الهامس : كان معاهم ، بس ده الي سابهم و مشي . **تت قليلا لتهتم سجى بالحديث و تصب كامل تركزها عليه و تود لو تكمل ما حدث ، كأن غرام علمت ما تفكر به صديقتها لتكمل بالفعل : لما جريت منهم ، هو الي لقيته قدامي اخر واحد و بعد كده وقعت و مالقتش نفسي غير في المستشفي . نظر ايهم لنقطة واهيه و من ثم لسجى التي اغمضت عيونها بارتياح واضعه يدها علي موضع قلبها . في مكان ما باحدى شوارع القاهرة كان كنان يسير علي غير هدى لا يعلم ماذا حل به و ما عليه فعله ، يلعن تلك المسكرات التي يتناولها ، علم ان ما هو خطأ يجذب ورائه أخطاء عده . كره ذاته منذ ليلة قبل امس ، فهو يخطئ برضاء الفتاة التي هي معه لكن رغما عنها لا و الف لا . استحقر ذاته ، و من ثم اجاب علي والده اخيرا بعدما هاتفه لمرات وصلت للخمسين : الو . تلقي صوت والده القوي و هو ينعته بكل الشتائم ليقول : انت يا جبان لازم اقابلك حالا ، لازم تبررلي الي حصل ده . تن*د كنان ليقول : انا جاي لحضرتك ، بس خلي في علمك انا معملتش حاجه . اغلق الهاتف ليسير الي مكان ابيه . عودة لمنزل غرام مازال الوضع كما هو و ال**ت يخيم عليهم ، و لكن سجى هدأت قليلا ليخطر علي بالها سؤال ما ، لما لا فهي بذلك الامر تكون قد وفرت علي صديقتها شوط كبير . نظرت لها و دون سابق انظار قالت : غرام ! تفتكري اشكالهم كانت عامله ازاي ؟ نظرت لها غرام ، اما ايهم فقال بقوة : من فضلك مش عايزنها تفتكر . ض*بت بحديثه عرض الحائط و تقدمت لتجلس علي طرف الفراش ناحية ايهم و لكن بينهم مسافة لتنظر لصديقتها باهتمام متسائلة : ركزي معايا بس ، في واحد منهم شعره طويل اسود واصل لرقبته كده ؟ اومأت لها ، لتقول سجى و هي متبسمه : بس .. ده سائر صاحب كنان . اشمئزت ملامح غرام لتتذكر شعورها تلك الليلة و للحظة قامت بوضع يدها علي فمها نظرا لشعورها بالغثيان لتنهض الي المرحاض سريعا لتذهب خلفها زينب بخوف . قلقت سجى و نهضت ، مرت بنظرها علي ايهم الذي كانت ملامحه و نظراته لا تظهر ما يكن تجاهها علي الاقل لتتوتر و من ثم تسرع خلف غرام ، اما هو فتوعد بالكثير ... تيسير محمد
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD