بسم الله الرحمن الرحيم
ضد اللمس
الفصل الرابع
يا الهي لا استطيع استعاب ما حدث ، أيعقل .. لا لا اصدق ذلك ، يا ربي اتمني لو يصبح مجرد حلم لعين ، فكيف لأخي أن يصبح بتلك القدر من الحقارة و لماذا يفعل هذا ، اليس قادر علي الزواج و ناضج كل النضج لكي يتولي مسئولية منزل و امرأة و من بعدها اطفال .
كان حديث خفي بين سجى و ذاتها فهي مازالت متصنمة لا تعي ما يحدث تحاول ان تستوعب ، تعتقد انه كابوس لا تحب ان يكون واقع اليم مرير .
تجلس علي طرف الاريكة المتواجدة امام باب منزل غرام ، اما ابيها فمازال علي الباب متمسك بهاتفه الخلوي يجري عدة اتصالات لا يصدق ماذا يحدث هو الاخر فكل ذلك مرء بسرعه الرياح .
يؤنب ذاته لو لم يكن يقوم باصطحاب ابنه لهذا المكان ، لعن الصدفه التي تقابلا فيها بخارج منزلهم ، حيث انهم خرجا بنفس ذات الوقت ليقرر خطو اولي الخطوات ليشرك ابنه في بعض الامور الخاصة به و باخته و بالمنزل و هكذا لعله يفيق لذاته و ينضم من عزلته تلك اليهم من جديد ، و لكن من الواضح ان تلك الخطوة كانت خاطئة .
نظر لابنته ليجدها شريدة لا تستطيع البكاء حتي ، فقد علموا من والدة غرام و هي زينب ان غرام تعرضت لتلك الحادث من قبل ثلاث رجال ليتضح أن كنان واحد منهم ، كان منصور معهم حين فقدت غرام وعيها و بعد محاولات لايفاقتها باءت بالفشل قرر هو ان يستدعي طبيب ليأتي علي الفور ، و ها هو يخرج الان من غرفه غرام و خلفه بسام الذي اعطاه بعض الورقات النقديه بالداخل ليوصله ، ما ان ذهب الطبيب حتي نظر ب**ت لذلك الرجل و من ثم ذهب ببصره الي سجى .
شعرت أن نظراته تتهمها بالكثير لترفع عيونها لتقول و هي تحاول تبرير ما حدث :
انا ماكنتش اعرف ، و بعدين غرام اختي مش صاحبتي و بس .
لا تجد رد من بسام ذلك الفتى صاحب السادسة عشر من عمره لكن من اجاب هو ايهم الذي دلف بهدوء دون ان يشعر به احد و يستمع ما قالته ليقول و قلبه يخفق :
اخوكي فلت مني بس مش هسيبه .
نظر له منصور قليلا و من ثم قال :
طب ما نفهم من غرام الاول ؟
اجابه ايهم بنظرات نارية :
الجواب باين من العنوان ، ابنك لو كان بريء ماكنش هرب اول ما شافها .
حديث ايهم اخرسه ، تقدم من سجى ب**ت ليجذبها برفق من يدها لتسحبها سريعا و هي تقول بقوة :
لا انا مش جايه معاك .
نظر لها بجمود و قوة بل و غضب :
نعم انتي بتقولي ايه ؟
نهضت لتقف امام ابيها و ببكاء قالت :
انا مش هعرف اروح معاك يا بابا ، انا مش هسيب غرام لازم ابقي معاها .
زفر بقوة ليقول في محاوله منه باقناعها :
طيب تعالي هخليكي تيجي تاني ، و كمان ممكن هنا يعترضوا يلا يا بنتي .
كان بسام و ايهم يتابعان ما يحدث قاطبين حاجبيهم بتعجب من موقفها .
كاد منصور ان يمسك بيد ابنته ثانيا و لكنها تحركت بعيدا لتقول بزعر و قد تذكرت ما سر مجيئها هنا :
لازم سائر ده يمشي من البيت .
تعجب من قولها فسأل :
ماله سائر عمل ايه ؟
نظرت حولها و خجلت من قول ذلك الشئ ، نظر لابيها باستعطاف و قالت :
معملش حاجه بس و حياتي عندك تمشيه .
ض*ب كف علي اخر و هو لا يستوعب و لا يعرف السبب ليفول :
ازاي يا بنتي ده ضيف عندنا غير ان عبد الله صاحبي و ده ابنه ماينفعش ، يلا يا سجى استهدي بالله و في البيت نتكلم .
تقدم ليجذبها لكنها و بتلقائية ركضت لتقف خلف كلا من بسام و ايهم الذين تفاجأ من حركتها تلك .
غضب و بقوة صرخ بها قائلا :
سجى ما طلعيش زرابيني عليكي و يلا قدامي علي البيت .
حركت رأسها بلا عدة مرات لتمسك بتلقائية في قميص ايهم من الخلف فشعر بها و كأنها تستغيث به .
لا يعلم ماذا يفعل الان فهل هو يأخذها بذنب اخيها ام ماذا ، اغمض عينه و كأنه في حديث سري مع الله و من ثم اخذ شهيق و زفير .
استفاق علي رنين هاتف منصور ليأتيه مكالمه تبلغه بامر هام ليهبط سريعا بعدما القي علي سجى بعض الكلمات الواعده لها بان يعود ليتحدث معها .
ظل ايهم ساكننا و هي مازالت علي وضعها ، تفكر لا تعلم اهي علي صواب ام لا .
نظر بطرف عينه اليمني للخلف لتشعر به فتتركه سريعا بعدما استدركت ما هي به ، اغلق ايهم الباب بيديه و من ثم دلف حتي غرفة ش*يقته .
ترك بابها مفتوح ، وجدها مستيقظه و لكنها ساكنة بين احضان والدتها ، تقدم ايهم علي الناحية الاخري لتدلف بين احضانه بهدوء ، قبل جبينها ، و في تلك الاثناء كانت سجى علي باب الغرفة تتابع ما يحدث .
سأل ايهم غرام بهمس :
بقيتي احسن ؟
همهمت بنعم فقط ، ليكمل اسألته فقال :
هو ..
اخذ نفس عميق ليستطيع اكمال سؤاله :
هو واحد منهم ؟
لا يجد منها جواب .
تن*د و **ت ناظرا لسجى بنظرات مفكرة في هذه الحاله التي اصبحوا عليها ، لكن ما جعله يعيد عيونه لش*يقته قولها الهامس :
كان معاهم ، بس ده الي سابهم و مشي .
**تت قليلا لتهتم سجى بالحديث و تصب كامل تركزها عليه و تود لو تكمل ما حدث ، كأن غرام علمت ما تفكر به صديقتها لتكمل بالفعل :
لما جريت منهم ، هو الي لقيته قدامي اخر واحد و بعد كده وقعت و مالقتش نفسي غير في المستشفي .
نظر ايهم لنقطة واهيه و من ثم لسجى التي اغمضت عيونها بارتياح واضعه يدها علي موضع قلبها .
في مكان ما باحدى شوارع القاهرة
كان كنان يسير علي غير هدى لا يعلم ماذا حل به و ما عليه فعله ، يلعن تلك المسكرات التي يتناولها ، علم ان ما هو خطأ يجذب ورائه أخطاء عده .
كره ذاته منذ ليلة قبل امس ، فهو يخطئ برضاء الفتاة التي هي معه لكن رغما عنها لا و الف لا .
استحقر ذاته ، و من ثم اجاب علي والده اخيرا بعدما هاتفه لمرات وصلت للخمسين :
الو .
تلقي صوت والده القوي و هو ينعته بكل الشتائم ليقول :
انت يا جبان لازم اقابلك حالا ، لازم تبررلي الي حصل ده .
تن*د كنان ليقول :
انا جاي لحضرتك ، بس خلي في علمك انا معملتش حاجه .
اغلق الهاتف ليسير الي مكان ابيه .
عودة لمنزل غرام
مازال الوضع كما هو و ال**ت يخيم عليهم ، و لكن سجى هدأت قليلا ليخطر علي بالها سؤال ما ، لما لا فهي بذلك الامر تكون قد وفرت علي صديقتها شوط كبير .
نظرت لها و دون سابق انظار قالت :
غرام ! تفتكري اشكالهم كانت عامله ازاي ؟
نظرت لها غرام ، اما ايهم فقال بقوة :
من فضلك مش عايزنها تفتكر .
ض*بت بحديثه عرض الحائط و تقدمت لتجلس علي طرف الفراش ناحية ايهم و لكن بينهم مسافة لتنظر لصديقتها باهتمام متسائلة :
ركزي معايا بس ، في واحد منهم شعره طويل اسود واصل لرقبته كده ؟
اومأت لها ، لتقول سجى و هي متبسمه :
بس .. ده سائر صاحب كنان .
اشمئزت ملامح غرام لتتذكر شعورها تلك الليلة و للحظة قامت بوضع يدها علي فمها نظرا لشعورها بالغثيان لتنهض الي المرحاض سريعا لتذهب خلفها زينب بخوف .
قلقت سجى و نهضت ، مرت بنظرها علي ايهم الذي كانت ملامحه و نظراته لا تظهر ما يكن تجاهها علي الاقل لتتوتر و من ثم تسرع خلف غرام ، اما هو فتوعد بالكثير ...
تيسير محمد