الفصل الاول

2344 Words
بسم الله الرحمن الرحيم ضد اللمس الفصل الاول انفاس متقطعة ما بين الركض و السقوط ثم النهوض و من بعدها اكمال الركض بخفقان شديد علها تفر من ذلك الكابوس ، نعم تتمنى ان يصبح كابوس فلا كاقة لها بتحمل عواقب ما حدث لها خاصة انها ليست المذنبة و لكن عليها تحمل العواقب فقط ، و لكن امام من ؟ امام المجتمع و اهلها و ذويها الا قلة منهم سيرأف بحالها بل و سيساندها و يشجعها و هذا ما يحدث في الحالات المماثلة . ظلت تنظر خلفها و هي تركض و الرهبة متملكة منها ، فها هي تحاول تجميع شتاتها و المام ما تبقي من ذاتها لعلها تفر ببرائتها و عذرية نفسها المهملة من قبل الجمع و من حولها او من يطمع بها و بجمالها الخلاب ، او من الممكن ان تكون انفس مريضة شهوانيه لا تريد سوى انتهاك عرض تلك الفتاه و تدنيس اخرى ، و سرق براءة ثالثة و لن يتوقف الامر لذلك الحد ماداموا احرار لا يوجد من يوقفهم ، و من الممكن أن تكون فئة ممن رأوا أن تلك الحياة كذالك ، تغيب عقولهم ليفعلوا ما يحلوا لهم دون وعي بما فعلوا و هذا الامر يعود لما نشأوا عليه ، و تلك الاحوال و في تلنهاية تقع ضحاية كتلك الفتاة البالغة من العمر ثمانية عشر عاما ، نعم كل العلم أن هناك اخريات فاسقات عاهرات لا دين لديهم مثلهم تماما يجتمعون بهم و برضاء تام منهم يشريون و يتمايلون بل و يرتكبون الكبائر في سبيل الترفيه او من الممكن بعض من النقود و غيرها من الاسباب التي لا تغفر من اجلها اي شئ فلا شئ يبرر ما يحدث . اصبحنا في مجتمع يجعل من حولنا كل ما هو م***ع يجعل متاح و جهرا بل و لا رادع لذلك ، زمن لا تجد سوى ثلة من المستقيمين الذين يخافون الله جل شأنه يحبونه فيحبهم الله و يحميهم ، نعلم أن الله ينذرهم كثيرا و لكن عقولهم المغيبة تلك هي ما تجهل هوية تلك الانذارات و تتجاهلها و لكن الله لا يغفل عما يفعل من الخلق و يمهل و لا يهمل فالله ليس بظلام للعبيد . انهكت من الركض لتنظر امامها و لكنها تتراجع سريعا لتجد احدهم يقف امامها و لكن ما ردها سوى الصراخ المنهك و من ثم تسقط مغشي عليها فمن هنا بدأ اليأس و لا طاقة للجهاد . تعالى صوت المؤذن في احدى الاحياء معلنا عن اذان فجر يوم جديد لكنه مؤلم للغاية ، ينادٍ الله علي عبادى ليلبي منهم من هم متيمين بالايمان عاش*ين عبادة الله بل و مغرمين بعمل الطاعات علي اكمل وجه . استيقظ ذلك الشاب اليافع البالغ من العمر ٢٧ عام ، و يا الله علي الشباب المقربين من الله لتلك الدرجة فعبادتهم احب عند الله من عبادة كهل يعبد الله علي نفس القدر . خرج الي المسجد ليجعلونه بعض المصلين إمام لهم فيكفي انه حافظ لكتاب الله ، فهو بينهم الاكثر ايمانا و علما . و كالعاده كان صوته يجلجل عبر المكبر فيطرب اذان المستمعين و المصلين و يرق قلب الضالين في الخارج لعله سبب في عودتهم الي الله يوما ما . انتهي للاسف ذلك الصوت العذب من التلاوة و من الصلاة ايضا لينهي مصافحة للمصلين و من ثم يعود سريعا لمنزله لعله ينعب بساعة اخري من النوم حتي يستيقظ للعمل . دلف للمنزل و كالعاده القي نظرة علي غرفة اخوته و امه ، فوالده وافته المنيه منذ سنتين تقريبا ، و لكن لاحظ عدم وجود اخته التي تصغره ب ثمان سنوات الا و هي غرام . تسلل حيث غرفة أمه ليوقظها بهدوء ليقول أيهم بهدوء : ماما غرام فين ؟ التفتت له بقوة لتقول : في اوضتها يا ابني . تن*د و ذهب ناحية المرحاض ليدق بابه و من ثم يفتحه ليجده فارغ ، عاد يبحث بكل ركن في المنزل لتنهض الام بفزع تبحث مثله ليستيقظ ابنها الاصغر الاخر الا و هو بسام البالغ من العمر سته عشرة عاما فهو يصغر غرام بسنتين . ايقن ثلاثتهم عدم وجود غرام . جلست الام و بدات بالنواح فهي تعلم حالة ابنتها منذ ان توفي والدها و الذي كان مقرب لها للغايه و هي تعاني من تعب نفسي و من المعتقد انها شفيت منه لكن لا يعلمون ان الاثر مازال قائم . - و بعدين يا ايهم اختك فين ؟ كانت تض*ب علي فخذيها بقوة و بكاء لينهض ايهم متجه للخارج قائلا بهدوء : هنزل اشوفها معرفش فين بس هشوف . سبحان من انزل عليه هذا الهدوء فكظم الغيظ من اهم ملامح ايمان المرء . حاول التماسك لا يعلم ما يجب عليه فعله لكن الله يربط علي قلبه دايما و يلهمه الصبر و القوة في اجتياز كل ما هو صعب . حاول ان يبحث في الشوارع و الحواري المجاوره ، يطلب من اي مرأة كبيره بالعمر ان تذهب لمصلي النساء المتواجد امامه و تهتف باسم غرام و تكرر ذلك الشئ في جميع المساجد المتواجده في الحي لا يجدي اي فائده . توقف ينظر للسماء يفكر بما يحدث لها الان كثير من الروايات تسلح في مخيلته قلقا علي اخته ، لحظات و دق هاتفه ليعلن عن رقم غريب فأمل أن تكون هي و هاتفها الذي حاول الاتصال عليه و وجده مغلق تأمل لو انها في مأذق بسيط و نفذ شحنه لذلك فصل و وجدت مساعدة فهاتفته . اجاب بلهفة بل و تلعثم و لكن بعدما استمع لما قال و في النهايه اجاب : لا اله الا الله انا جاي بامر الله ، الحمد لله الحمد لله . انهي هاتفه مهلهلا بل و عائدا ليصطحب امه و اخيه حيث مكان اخته فكان لا متخبط في مشاعره ما بين الارتياح و القلق لا يعلم أيفرح أم يبكي فقد علم انها مشفي ما و هذا أمر بحد ذاته مقلق للغايه لكنه استودعها عند الله و هي في حفظه و هذا ما يصبر به ذاته . مرت دقائق و قد وصلوا بالفعل الي المشفي المتواجدة فيها غرام ، تسائلوا عن رقم غرفتها ليدلهم عليها احدي الممرضات في الاستقبال . كانت الام تركض و ايهم بخطواته المتسعة يلحق بها ، لحظات و قد وصلوا ليجدوها متسطحة علي الفراش لا حول لها و لا قوة ، هزيلة ضعيفة بل و منهكة . دلف الطبيب و كانت غرام في ثبات تام ، ذهبت اليها والدتها تتفحصها بريية أما ايهم فسأل الطبيب قائلا : دكتور بعد اذنك عايز بس افهم ايه الي حصل ؟ دقق النظر به ليستشعر الشبه بينهم ، تنحنح قليلا قبل أن يأخذه للخارج و من ثم بعدما نظف حلقه قال : حضرتك لازم تبقي هادي في اي حاجه هقولها تمام عشان لازم كل حاجه تتحل بهدوء . تراقص القلق بين خلايا مخه ليقوم بعدم فهم : لا ياريت تقول بسرعه عشان كده انا قلقت اكتر . تنفس قبل ان يقول الطبيب : للاسف هي اتعرضت للاعتداء الجسدي و و ده حصل عرضها انها بقت للاسف .... لا يستوعب ما يقول و شعر و كأن العالم من حوله يدور به أحقا حدث كذلك ، تركه و دلف ليجد غرام قد استيقظت ، و لكنها ساكنه لا تتحرك كالحثة الهامدة والدتها و اخيها يحدثاها و هي في عالم اخر ، تقدم منها ايهم و علي وجهه ملامح صادمة ، لمحته كانت الاقرب و الاهم في حياته و هو لها كان السند و الصديق ، اقترب اكثر ليصبح بمقا**ها أما هي فبتلقائية قامت باحتواء خصره بتشبث و من ثم بدأ البكاء بصوت مرتفع تتمزق لها القلوب أما هو فاغمض عينه بقوة و عدم استيعاب و قد اعتصر قلبه نحيبها الذي كان و مازال يميل لبكاء الاطفال ، فكيف هي مازالت طفله يالهي ، لا علم له بما يتوجب عليه فعله ايغضب و يجعل عاليها سافلها ام ي**د و لكن كيف فالعرض لا حديث فيه فلابد من القصاص ... النحيب مستمر و الام لا تعلم ماذا هناك ، لا يستطيع فعل شئ سوى احتواء رأسها بقوة ، يربط علي ظهرها بحنان يحاول ال**ود و يكبت دمعاته فهو السند لها و ان ضعف ضعفت هي الاخري . ابعدها و من ثم جعلها تستريح لتستكين بالفعل و لا تتحدث ، تقدم من والدته التي تكبره بخمسة عشرة عام فقط فعي تزوجت من والده و هي تمتلك خمسة عشرة عاما . امسك بيديها و من ثم سحبها للخارج تاركا اخيه الاصغر برفقة ش*يقته . تقدمت المدعوه زينب و هي الام لتقول له : هو في ايه بالظبط ؟ انا قلقت و الفار ابتدي يلعب في عبي . حاول تهدأت ذاته و من ثم اخذ نفس عميق و من ثم قال : انا عايز اعرف ، غرام ازاي تبقي بره في وقت زي ده مين خرجها ؟ دق قلبها بقوة و انحرفت عيونها يمين و يسار و من ثم قالت : هو المفروض انها خارجه مع صاحبتها و هي صاحبتها الي اقنعتني تبقي عندها شويه قولت كويس و فرحت ان غرام رجعت زي الاول بس و الله نمت غصب عني يا ايهم و كنت مطمنه ان المفتاح معاها . اغمض عينه بقوة و لمن يعقب لتسال ثانيا : هو حصلها ايه قولي الله لا يسيئك و هنا انفجر بها قائلا : خلاص بنتك ضاعت معرفش مين قدر يعمل فيها كده بس و حياة ربنا ما انا سايب الكلب ده . ليتركها ذاهبا للخارج لا يعرف وجهته حتي . أما هي فلا تستوعب ما حدث لتجلس علي اقرب مقعد لديها في صدمة كبيره و هنا عليها تحمل الذنب . في مكان اخر الا و هو قصر كبير للغاية كانت تلك الفتاة البالغة من العمر ثمانية عشرة عاما ، تطرق بهو القصر ذهابا و ايابا و خصلاتها القصيرة السوداء تتحرك بقوة مع تحركها ، ملامحها مشدوده للغاية من كثر القلق لا تعلم ماذا تفعل ، صديقتها منذ أن ذهبت من بيتها و هي لا تعلم عنها شئ فهاتفها مغلق منذ ذلك الحين ، ظلت مستيقظة حتي الأن و الأن يجب عليها الذهاب لمنزل غرام فاليوم عطلة في مدرستهن فهي مدرسه للفائقات فقط و هذا ما جعلها تجتمع مع سجى ابنة صاحب النفوذ و الجاه . أتت والدتها و التي تدعي هانم ، وجدت ابنتها فجلست بتعب لتقول : مالك ؟ جلست امامها سجى لتقول : غرام يا ماما معرفش عنها حاجه . سألت هانم و هي لا تعي شئ بالصداع يكاد بفتك رأسها : غرام مين ؟ اندهشت سجى لتقول بتأفف : صحبتي ، يوووه مش هتفتكري انا ماشيه . و بالفعل خرجت من منزلها فهي تعلم ان والدتها لا تعلم اي شئ عنها و كل ما يهمها هي الموضه وصيحاتها و اصدقائها فقط . اعتلت سيارتها لتقود ذاهبة الي منزل صديقتها حتي تطمئن عليها . و ما ان غابت سيارتها عن الانظار حتي اتت اخري باللون الاسود فخمة للغاية ، ترجل منها شاب ملابسه غير مهندمه بعض الشئ خصلاته مشعثه و من ثم دلف للداخل قاصد غرفته المتواجده في الطابق الاخر ، لكن هتاف والدته هو ما اوقفه : كنان ! نظر لها بتساؤل و بعيون لا حياة فيها لتسأله هانم : كنت فين كل ده ؟ تن*د و لن يعقب بل و اكمل طريقه و كأن السؤال لن يطرح اصلا . اما هي فلم تهتم بل أتى لها رنين هاتف و كانت احدي صديقتها لتندمج معها في احاديثهم السطحية تلك . عودة للحي المقام فيه ايهم و غرام و علي باب منزلهم سجى التي طرقت الباب كثيرا و قد ملئ القلق قلبها ، تأففت و من ثم كادت لتهبط فوجت ذلك الشاب الطويل امامها ، وضع عينه ارضا و من ثم سأل : عايزه حد هنا ؟ اومات بلهفة لتسأل : غرام ، غرام مش موجوده ؟ تن*د ليقول و هو لا يعلم ماذا يقول : موجوده بس بره مع ماما و اخوها ، مين حضرتك . تنفست الصعداء واضعة يدها علي موضع قلبها بارتياح لتقول : الحمد لله يا رب ، انا سجى صاحبتها كانت معايا امبارح و بتصل بيها من امبارح مش بترد قلقت عليها . اما هو فما إن استمع لجوابها حتي رفع عيونه بقوة لها . عودة للمشفي . كانت زينب ثائرة ممسكته بكتفي ابنتها لتقول بقوة و بكاء : قوليلي مين عمل كده فهميني . اما غرام فلا حول لها و لا قوة تبكي بقوة و بسام علم ما حدث فهو ليس بالصغير فالعالم من حوله علمه كل شئ ، حاول أن يبعد والدته عن اخته و لكنه لا يستطيع . كانت غرام تبكي فقط لا تستطيع التحدث فما تعرضت له ليس بالهين . امسكتها والدتها بقوة لتقول : خلاص العار جالنا ، و خلاص مابقتيش نافعه لحد هنفضل تعسى لاخر حياتنا ، ده جزاتي اني حاولت اخرجك من اكتئابك الي بقاله سنتين مش راضي يخلص . دلف ايهم سريعا ليحول بين امه و ش*يقته التي اصبح لها طوق النجاة و من ثم احتضنها بقوة و هي تشبثت به بخوف فلهذه الدرجة امه تجدها المذنبة ، يعلم أن اخته ليست كفتايات هذا الجيل فعي بريئة الغاية و هناك اخر اخذها رغما عنها . تحدث ايهم بقوة و هي بين احضانه : انتي بتعملي ايه فهميني ، انتي ازاي كده بدل ما تحضنيها و تطبطبي عليها . جلست بندب دام لدقائق قائلة : لا لااا احضن و اطبطب علي مين دي جابت العار ، انا غلطانه انا الي غلطانه ، انا مش عارفه اعمل ايه انا مش قادره اصدق . و هنا تحظث ايهم بهجوم : اه انتي بتعملي كده عشان محمله نفسك الغلط و بتطلعي كل الي جواكي عليها . نظرت له بصدمه فلاول مره يحدثها هكذا ليكمل ايهم : انا اسف يا امي بس انتي الي اضطرتيني اقول كده و للاسف دي الحقيقه . انهمرت الدموع من اعين والدته ولن تعقب و لكنها لمحت سجى تقف في ركن من اركان الغرفة باكية لتتقدم منها و من ثم سألت بقوة : وديتي بنتي فين عشان يحصلها كده ، هي دي الامانه الي امنتك عليها هي دي ؟ حاولت سجى الدفاع عن نفسها و لكن شهقاتها وصلت حتي السماء ، ترك ايهم اخته و من ثم وقف ظهره لسجى و وجهه لامه الذي قال لها : هي مالها دعوه هي خلتها تروح في المعاد الي اتفقتوا عليه ، ممكن من فضلك تهدي عشان نفهم من غرام ايه الي حصل . نظرت تارة لسجى و تارة له و من ثم تركت الغرفة كلها فيجب عليها الهدوء و لو لقليل حتي تعيد تفكيرها و تعرف كيف تتصرف في ذلك الامر . عودة للقصر الخاص بسجى و خاصة غرفة كنان اخيها المتواجد في المرحاض تتساقط عليه قطرات المياه المتدفقة من الصنبور علي جسده ، كانت باردة تهدا حرارة جسده المرتفعة تلك ، تحاول ان يستفيق كليا فمظهرها أمام عينه لا يغيب ، لعن تلك المغيبات و لعن صحبته تلك ، و رغم كم المحرمات الذي يعيش بها الا ان تلك الفتاة الوحيدة التي شعر بالندم و الاسف بل و الخطأ بما فعله بها و لكن كيف توصل لها و الاهم من ذلك كيف حدث كل ذلك ؟ هذا أمر يجب علينا سماعه من تلك المسكينة فقط . تيسير محمد
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD