البارت السادس

3350 Words
بسم الله كانت ورد تجلس في مكتب اوس تعبث ببعض الأقلام انتظاراً لقدوم اخاها عندما فتح اوس الباب ثم دخل يليه هشام وما ان رأته ورد حتى نهضت من مكانها و ذهبت لتعانقه فبادلها هو العناق و بدأ يبكي بشدة كالأطفال وهو يتمسك بورد كأنه لا يريد ان يتركها و بعد لحظات ابتعدت ورد عنه ثم كفكفت دموعها هي الأخرى قائلة وهي تنظر إلى وجهه الشاحب -ليه يا هشام؟ نظر الآخر الى الأرض ليقول اوس بهدوء -مقدرش اد*كم اكتر من ١٠ دقايق اماءت له ورد بامتنان بينما خرج هو و ما إن فعل و تأكد هشام من أنه أبتعد حتى قال بصوت مرتجف -ب..بب..بابا فين؟ فقالت ورد بهدوء -قال وراه مشوار و نزل من ٩ الصبح...هيجي يزورك متقلقش فحرك هشام رأسه نافياً بسرعة ثم قال -لا لا مم..متخليهوش..يجي...بعتلي و..واحد هنا ع...عشان معترفش...معترفش لأوس قضبت ورد حاجبيها بعدم فهم ثم مسحت دموع هشام بهدوء و قالت وهي تحاول تمالك اعصابها -اهدى و احكيلي من الأول تمام؟ اماء هشام لها ثم نزع قميصه لتجد ورد جسده مش*ه بالكامل فشهقت و تراجعت للخلف ليقول هو -وطي صوتك...ب...بابا عمل..ف..فيا كده ع..عشان اس...اساعده في ال..الم**رات صدقيني هو السبب هو اللي...بيبيع الم**رات يا ورد و هيموتني...هيخلي حد يموتني في السجن بدأ هشام يبكي بقوة كالأطفال بينما ورد شعرت كأن روحها لم تعد في جسدها و رغم ذلك سحبت هشام و عانقته بقوة وهي تقول -اهدى خلاص محدش هيعملك حاجة متخافش طول ما انا موجودة تمام؟ حرك الآخر رأسه بالإيجاب لتمنع ورد دموعها من النزول فدوماً ما كانت تشعر بالريبة من وظيفة والدها التي لم يتحدث عنها قط و على الرغم من برودة مشاعره تجاهها هي و هشام في السابق فهي لم تكرهه يوماً ولكن الأن تغير الوضع بالكامل ***الساعة ٤ عصراً بتوقيت اليمن*** استيقظت جانا على ضوء الشمس وهو يقتحم غرفتها من الشرفه وما إن نهضت حتى شعرت بألم في معدتها فقد تناولت الكثير من الطعام ليلة امس فدعكت معدتها بخفة و بعدها وضعت يدها على الفراش لتمسد على شعر ساجدة ولكنها غير موجودة...تباً أين ذهبت؟! نهضت جانا من مكانها فجأة و ارتدت حجابها بسرعة خارجة من الغرفه وهي تقول بصوت مرتفع -ساجدة...جوجو انتي فين؟ لم تجد جانا رد وما زاد الوضع سوءاً هو خروج تميم من الغرفة الأخرى وهو يدعك عينيه فهذا يعني أنه كان نائماً و ساجدة ليست معه فقال بنبرة ناعسة -في ايه؟ لتجيبه جانا و حالة من الهلع انتابتها -مش لاقية ساجدة فقال تميم بصدمة -نعم؟! بدأت جانا تهوي بكفيها فقد شعرت بأن الأ**جين نفذ منها وهي تعجز عن التفكير و بعد ثوان طرق شخص ما باب المنزل فذهب تميم ليفتح بسرعة ليجد التايبان وهو حاملاً لساجدة التي تضحك بقوة فما إن رأتها جانا حتى ركضت تجاهها بسرعة و سحبتها من التايبان و ظلت تقبلها وهي تقول -اياكي تروحي مكان من غير ما تقوليلي يا ساجدة اماءت ساجدة لها ثم قالت بنبرة لطيفة -كنت مع التايبان يا ماما...قعد يلعب معايا و قالي ان بكره هنروح مكان جميل نظرت جانا الى التايبان بغضب و غيرة فصغيرتها باتت تتركها كثيراً بينما ابتسم الآخر و قال بهدوء وهو يضع يديه في جيبه -روحي غيري عشان هاخدك مشوار و جوجو هتفضل هنا مع تميم فأنزلت جانا ساجدة أرضاً و قالت -مشوار فين؟ غمز التايبان و قال -عايز افسح خطيبتي شوية ضحك تميم بينما دبدبت جانا على الأرض بغضب ثم دخلت الغرفة و أغلقت الباب بعنف لتقول ساجدة ببراءة -ماما ليه زعلانة؟ ابتسم التايبان ثم قال وهو يقبل خد ساجدة -هتقعدي هنا مع تميم و هاخد ماما مشوار و هاجي تمام؟ اماءت ساجدة له ثم ركضت تجاه تميم ليحملها الآخر و يقول وهو يبتسم لها -هد*كي الفون بس بشرط نظرت له ساجدة ليقول هو -مفيش baby shark و مفيش Johnny Johnny yes baba اتفقنا؟ ضحكت ساجدة ثم حركت رأسها بالإيجاب فكم هم رائعون الأطفال حين يكونون أبرياء ولكن الحرب و العنصرية و الجهل سلبوا براءة الكثير و الكثير من الأطفال فما لنا سوا ان نقول "حسبنا الله" لأجل كل طفل تأذى ولا ذنب له فيما يحدث ... ظلت جانا تنظر أمامها بشرود وهي تعجز عن التفكير و بعد لحظات تلقت رسالة ما على الهاتف ففتحتها و كانت من أحمد يقول "آسف عشان زعلتك امبارح كان عندي مشاكل في الشغل و كمان دايماً بحس انك بتبعديني عنك مع أني بحبك يا جانا و عندي استعداد اعمل أي حاجة عشان اشوفك بتضحكيلي" نزلت دمعة ما من عين جانا فهو شعور سيء ان يحبك شخص و انت لا تستطيع حتى ان تتقبله ولكن بعد تفكير أرسلت جانا له رسالة "مش مجبرة أستحمل اهانتك ليا عشان مشاكل في الشغل" و بعدها ألقت الهاتف بعيداً ثم أغمضت عينيها بتعب فهي الآن تكذب على الجميع بشأن المؤتمر و في الوقت عينه ليس بيدها شيء الآن فهي قد أخطأت و ذلك نتيجة لخطأها و بعد لحظات طرق شخص ما باب الغرفه فمسحت جانا دموعها ثم قالت بصوت مبحوح بعض الشيء -أدخل دخل التايبان و قال بشيء من القلق -زعلتي مني؟ كنت بهزر معاكي بس لو ده هيضايقك خلاص هدور على حاجة تاني اضايقك بيها ضحكت جانا ليبتسم هو ثم يقول -بتعيطي ليه؟ أخذت جانا نفساً و قالت بعد تردد -مبعرفش اخبي لفترة طويله ف هحكيلك كل حاجة لأني مش عارفة اكلم ورد احكيلها يدوب ببتعلها ماسدج و خلاص اغلق التايبان الباب ثم سحب مقعد ما و جلس امامها قائلاً بهدوء -احكي كفكفت جانا دموعها ثم قالت -حاسة بالذنب اني كذبت على اهلي و حاسة بالذنب اني مش قادرة أحب أحمد و حاسة بالذنب لأني معاك حاسة اني بخون ثقة اهلي فيا عارف لما تحس بأنك أسوأ شخص في العالم؟ تحس انك بتخون ثقة كل اللي بتحبهم وهما ميستحقوش منك كده أبتسم التايبان و ظل ينظر لها وهي تتحدث و تحكي ما يضايقها كالأطفال فهو لا يعلم ما يجذبه بها ولكنه لا ينكر أنه بدأ يشعر بإعجاب تجاهها فهي كالأطفال تماما في براءتها و حبها للخير فهو بات يعلم انها لا تكترث للمال و يصدقها بأنها مختلفة هو فقط يحب ان يثير غضبها. ظلت جانا تحكي له كل ما يضايقها وهي تكفكف دموعها تارة و تحك وجنتها الأخرى و ما إن انتهت حتى أعطاها التايبان منشفة ورقية لتمسح دموعها و قال بعدها -هرجعك لأهلك كمان ٥ أيام اتفقنا؟ نظرت جانا له بصدمة ولا تعلم سبب شعورها بالضيق المفاجيء ليكمل التايبان -كده كده واثق انك مش هتتكلمي عن التايبان في حاجة مجرد ما اوصلك بيتك هتنسي تماماً اننا اتقابلنا ظلت جانا صامتة و لم تعلم بماذا تجيب لينظر هو في ساعة يده ثم يقول وهو ينهض -غيري بيجاما ميكي ماوس ديه و البسي عشان منتأخرش فتح التايبان باب الغرفة و قبل ان يخرج قالت جانا بامتنان -بدر...شكراً فابتسم هو لها ثم خرج و أغلق الباب ... كانت ورد تنظر من نافذة السيارة بشرود وهي تفكر فيما عليها فعله ولكنها كانت متأكدة من انها لن تسمح لأخاها بالتأذي و بينما هي شاردة أمسك اوس يدها ثم قبلها و قال -ورد مهما يحصل عمري ما هتخلى عنك ابداً أخسر شغلي و حياتي كلها و مخسركيش انتي...عارف ان في حاجة مزعلاكي غير موضوع هشام و مش هضغط عليكي تحكي بس وقت ما تحبي تتكلمي انا هنا تمام؟ ابتسمت ورد ثم حركت رأسها بالإيجاب لتخطر في بالها خطة ما لتفعل ما وعدت هشام به ***في لبنان*** دخلت آيتن مكتب أحمد ثم قالت بنبرة عادية -احمد بيه خلصت الملف ا... ما كادت تكمل الا و قال احمد ببرود -ايتن انتي مرفودة ابتلعت آيتن ريقها ثم ضحكت بشيء من الصدمة و قالت بعدم فهم -مم...م..مفهمتش لينهض الآخر من مكانه ثم يقول وهو يقترب منها -اللي سمعتيه امسك احمد خصله من شعر ايتن و لفها حول اصبعه قائلاً باستفزاز -انتي...مر..فو..ده زهقت منك خلاص هدور سكرتيرة غيرك بدأت الدموع تنهمر على وجنتها ثم قالت -انا عملت ايه ها؟ احمد انا وثقت فيك ليه عملت فيا كده؟ انت قولت انك بتحبني و انك هتنفصل عن جانا و تيجي تخطبني...ليه كذبت عليا؟ فضحك الآخر ببرود ثم قال -اطلعي برا لتدفعه آيتن ثم تخرج من المكتب و قلبها قد تحطم بالكامل فهي كالساذجة صدقته و صدقت وعوده الكاذبة صدقت ابتساماته الزائفة ولطافته المبالغ بها معها "تباً لقلب أحب كاذباً" ***في اليمن*** بدلت جانا ثيابها ثم خرجت لتجد التايبان يرتدي قميص اسود و بنطال جينز و يبدو وسيماً ولكن في الواقع هو من يجعل الملابس رائعة وليس الع** على كل حال ما إن رآها حتى أشار لها بالخروج فقالت هي بنبرة هادئة -ساجدة فين؟ ليجيب هو -قاعدة مع تميم في الأوضة ذهبت جانا الى الغرفة ثم طرقت الباب و فتحت لتجد ساجدة تنظر الى صورة ما في يدها و تقول لتميم -انا كمان كان عندي بابا و ماما بس ماما جانا بتقول انهم راحوا مكان حلو أدمعت جانا ثم أغلقت باب الغرفة بهدوء و التفتت للتايبان و قالت -يلا؟ أشار هو لها بالتقدم فخرجت وهي تشعر بتمزق قلبها على صغيرتها التي لم تنسى بعد يوم الحادث ... توقف التايبان بالسيارة في منطقة تبدوا و انها كانت ميداناً للحرب فالمباني بعضها مهدوم و الآخر يكاد يسقط بينما الغبار في كل مكان و بينما جانا تنظر حولها قال هو بهدوء -قنبلة انفجرت هنا...اتخيلي لما تبقى الحرب على بلدك من كل الجهات **تت جانا ليكمل وهو يترجل من السيارة -تعالي معايا ترجلت جانا هي الأخرى و بدأت تسير خلفه وهي تنظر الى السيارات المحطمة و المباني المنهارة و فقط تتخيل كيف كان وضع أهلها؟ و بعد دقائق دخل التايبان الى مبنى كبير مهجور و عندما دخلت جانا وجدت ارفف الكتب ساقطة على الأرض و الخشب محترق بالكامل فقالت بصوت هاديء -كانت مكتبة؟ اماء التايبان لها و بينما هي تقفز من فوق الخشب و بعض الكتب التي قطعت و بالكاد ترى من ضوء الشمس الذي يدخل من بين الخشب رأت درج ولكن يصعب الوصول اليه بسبب الأرفف على الأرض فصعد التايبان برشاقة فوق تلك الأرفف ثم مد يده لها كي يساعدها فامسكت هي بيده ليسحبها هو و يظل ممسكاً بها كي لا تتعثر بسبب الأخشاب المتراكمة فوق بعضها حتى وصلا الى الدرج و ما إن صعدا حتى فتح التايبان باب ما و أشار لجانا بالدخول و عندما فعلت فتحت فمها بصدمة ... كانت غرفة واسعة تبدو و كأن الحرب لم تمر عليها بها صور لليمن قديماً كيف كانت جميلة و كتب التاريخ المتعلقه بها و خريطة لليمن كبيرة للغاية و أيضاً بعض العملات المعدنيه القديمة كل ذلك كان معلق على الجدران فالجدران كانت ممتلئة بالصور و بينما هي تنظر كانت النافذة مفتوحة فرأت الخراب بالخارج كاد قلبها ينفطر حزناً ليقول التايبان -اليمن...فلسطين و سوريا و العراق و ليبيا...دول عربية كتير بقت كده تفتكري ايه السبب؟ ابتلعت جانا ريقها ثم حركت كتفيها بعدم علم ليقول التايبان -تفكك..العرب اتفككوا يا جانا زي بالضبط لما تكوني ماشية مع اخواتك في الشارع و حد فيهم يقع و بدل ما تساعدوه جريتوا عشان في قطاع طرق في الطريق ده..حتى لو رجعتوا بعدين هيكون الوقت فات ظلت جانا تنظر الى الصور فكم كانت اليمن جميلة حتى قالت -كل مشكله تحصل الشعوب تتحمل المسؤوليه تن*دت جانا و بعدها أخرجت هاتفها و وضغطت على بضع ازرار ليقول التايبان -بتكلمي مين؟ نظرت له جانا ثم ابتسمت و فتحت مكبر الصوت و بعد لحظات جاء صوت رجل ما يقول -ايوة مين معايا ؟ فقالت جانا بثقة -شوقي بيه انا جانا...احب اقولك اني بستقيل و بس ارجع هقدمهالك بشكل رسمي اغلقت جانا الخط ثم فتحت الكاميرا في الهاتف و اعطتها إلى التايبان ثم قالت وهي تبتسم -عندي فكرة ضحك الأخر ضحكته التي تسلب عقل جانا ثم قال -ايه هي؟ لتتابع جانا بحماس -احنا مفيش ب ادينا حاجة ف موضوع الحروب اللي في الدول العربية يعني مش هنمسك سلاح و نروح نحارب مع اخواتنا في الدول العربيه الوضع صعب نظر التايبان لها كي تكمل فتابعت جانا -كل اللي في ادينا اننا نقنع الناس يوقفوا عنصرية و يقتنعوا ان مفيش شعب كامل ولا في شعب احسن من شعب يعني في النهاية الله قال (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ۝ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ[الرحمن:26-27] أراد التايبان معانقة ذلك الملاك بشدة لكنه تماسك لتكمل جانا -بص صورني فيديو وانا هنزله على البيدج بتاعتي على النت اول ما أرجع تمام؟ فحك الآخر ذقنه و ابتسم ثم بدأ يصور جانا لتأخذ هي نفساً ثم تبتسم و تبدأ بالتعريف عن نفسها و عن مهنتها و بعد ذلك بدأت تتحدث عن الدول العربية بشكل عام و مختصر و كيف ان اختلاف اللكنات بيننا لا يعني انه لا يوجد ما يجمعنا معاً و بعد ذلك تحدثت عن الحروب التي بدأت في كل الدول العربية قديماْ حتى تلك اللحظة فقد قالت كل شيء بإختصار و في النهاية قالت -كفاية عنصرية...مش احنا اللي اخترنا لون بشرتنا ولا لغتنا ولا بلدنا ولا أهلنا ولا نسبنا ولا لقبنا كل ده كان مكتوب عند الله زي ما شخص اتولد في مصر كان ممكن يتولد في سوريا او في العراق او في السعوديه او في أي بلد الخلاصة كلنا واحد و كلنا عرب...لازم نجتمع تاني عشان في دول مصلحتها اننا نتفكك أوقف التايبان التسجيل ثم نظر لجانا وابتسم ثم قال -فخور بيكي ضحكت جانا ثم ظلت تطالع الصور بعينيها وهي تتأمل كل صورة على حدة و بعد فترة بدأ صوت طلقات نار فنظرت الى التايبان بخوف ليقول هو -متخافيش الصوت بعيد شعرت جانا بالإرتباك ليقول التايبان -عايزة تمشي؟ اماءت له جانا ليفتح هو باب المكتب كي تخرج و يخرج هو بعدها ... أوقف التايبان السيارة امام البناية و ما ان ترجل منها حتى جاء بعض الأطفال لمعانقته فظل هو يداعبهم و يمزح معهم و يخبرهم كم هم شجعان و أقوياء و ان الله سينصرهم قريباً بينما جانا كانت تنظر له وهي تبتسم فمن يراه للمرة الأولى لا يتوقع ابداً ان يكون بهذه الطيبة و الإنسانيه ولكن كيف لتاجر سلاح ان يكون هكذا؟ ماذا حدث له؟ شردت جانا به قليلاً وهي تفكر به ليقول هو في النهاية بمكر -يا بنتي لو معجبة بيا قوليلي اجي اتقدملك فتحت جانا عينيها بصدمة لتنتبه الى حماقتها ف*نحنحت ثم ابتسمت بسماجة قائلة -شي...سرحت شوية بس مش فيك يعني بس...احم بس كنت بفكر في ساجدة اماء التايبان لها بعدم اقتناع بينما تنحنحت هي مرة أخرى ثم تركته و صعدت و وجهها يحترق من شدة الخجل فهي لا تستطيع ابعاد عينيها عنه ومع ذلك فنظرت للخاتم في يدها لتقول بعدها بهدوء -جانا خلاص ملكيش اختيار في الموضوع ده هتتجوزي احمد و انتهى صعدت جانا للطابق الأخير و ما ان طرقت الباب حتى فتح لها تميم وهو يتحدث في الهاتف بينما ساجدة متشبثة في قدمه بقوة فنظرت جانا باستغراب بينما تميم لم يبد أي ردة فعل و دخل الى الداخل وهو يسير بقدم و بالقدم الأخرى ساجدة متشبثة به فقالت جانا بصوت منخفض -جوجو ابعدي عن تميم عيب كده فحركت الأخرى رأسها نافية بينما أغلق تميم الخط و قال بهدوء لجانا -سيبيها اديني بعمل تمرين لعضلة رجلي ضحكت جانا ثم قالت -ازاي ساجدة خدت عليكم كده؟ جلس تميم على الاريكة لتغلق جانا الباب ثم تذهب لتجلس على المقعد امامه وهي تنتظر منه الإجابة فقال بنبرة عادية -يعتبر علاج بالصدمة انها بعدت عنك فجأة و بقت مجبرة تقعد معانا و بعد عياط متواصل لمدة ساعتين عرفت اننا مش هنأذيها...كان لازم تثق ان مش انتي بس اللي هتحبيها يا جانا صح العلاج بالصدمة ساعات بيجي بنتيجة ع**ية بس نفع مع ساجدة لما حست اننا ممكن نعمل أي حاجة عشان نرضيها ابتسمت جانا بينما طرق شخص ما الباب فذهبت لتفتح لتترك ساجدة تميم و تركض تجاه الباب وهي تقول -تايبااان فحملها الآخر ثم قال وهو يقبل وجنتها -قوليلي بدر تمام؟ اماءت ساجدة له بلطافة لينهض تميم من مكانه ثم يقول -عايزك شوية فقضب "بدر" حاجبيه و بعدها خرج الى الشرفة ليخرج تميم بعده ... -اول ما نرجع هخرج ايلين من مدرستها ظل بدر صامتاً فقط يستمع لصديقه ليتابع الآخر -كلمتني دلوقتي وكانت بتعيط و خايفة...مبقتش مرتاحة هناك خصوصاً لما صاحبتها راحت مدرسة تانية ليحك الآخر ذقنه بخفة قائلاً -لو هتوديها مدرسة داخليه شوف انضف مدرسة دخلهلها كده كده فاضلها سنة واحدة و تدخل الجامعه او لو عايزة هروح مدرسة صاحبتها حول ورقها ابتسم تميم معانقاً لبدر ليقول الآخر -تميم ايلين ملهاش غيرك اياك تجرحها ليحرك الآخر رأسه بالإيجاب بينما استرسل بدر حديثه -هرجع جانا مصر كمان ٥ أيام ف هنمشي من حضرموت النهاردة بالليل اصلاً الشحنات وصلت امبارح لم يعقب تميم ليمر الوقت سريعاً دون أي جديد ***الساعة ١٠:٣٠م*** كانت ورد جالسة في غرفة الجلوس مع اوس و "والدها" و كانت تتحدث بطبيعية كأن شيئاً لم يكن و حين سألها والدها عن هشام كانت اجابتها انه ينكر علمه لوجود الم**رات في سيارته و ما ان نهض حامد ليتحدث في هاتفه حتى قالت ورد بهدوء -اوس ممكن طلب؟ نظر لها الآخر بمعنى "ماذا" لتكمل هي -عايزة اقعد مع بابا يومين يعني هو قال هيروح برج العرب النهاردة( منطقة في الإسكندرية) وانا كنت عايزة اروح اقعد معاه يومين اسلم على ماما جهاد من زمان مشوفتهاش فزفر اوس لكرهه لفكرة ان تبيت ورد بعيداً عنه فقبلت ورد وجنته ثم قالت -عشان خاطري ليقول هو بحنق -ماشي يا ورد بس ملكيش اكتر من ٤٨ ساعة و انتي وقت ما بتحبي تروحي بود*كي اصلاً فابتسمت هي بهدوء ثم نهضت لتخبر والدها و بالتأكيد لم يمانع ابداً لقدوم ورد فهو واثق بأن هشام لم يخبرها بشيء اما في اليمن... ... استحمت جانا و بدلت ثيابها و فعلت المثل مع ساجدة و بينما هي تغلق حقيبتها جاءتها رسالة على الهاتف و ما ان فتحتها حتى وجدتها من احمد يقول "جانا متزعليش مني انا اسف" **تت جانا للحظات ثم أرسلت "خلاص مش زعلانة كمان غلطتي كان لازم اقولك اني مسافرة بس كل حاجة جت فجأة" ليرسل لها هو "المهم انك وحشتيني...هترجعي امتى؟" فردت عليه جانا "ان شاء الله كمان ٥ أيام" ليجيبها "تمام هبقى اكلمك تاني اتطمن عليكي" قضبت جانا حاجبيها فأحمد قد اغلق الحوار بسرعة على غير عادة بينما من جهة أخرى نظر احمد الى صديقه الذي اقتحم المكتب فجأة قائلاً -هتيجي تسهر؟ فنهض هو من مكانه و قال وهو يجمع اغراضه -جاي اهو...بقولك يا زياد شوفلي سكرتيرة جديدة مكان آيتن بس نقيها على ذوقك ليضحك الآخر ثم يقول -تمام انت تؤمر بس ابتسم احمد ثم خرج من المكتب ليخرج زياد بعده بينما من جهة جانا فما ان انتهت من توضيب اغراضها هي و ساجدة حتى خرجت من الغرفة و قالت -انا جهزت خلاص كان بدر يرتدي "تي شيرت" ابيض و بنطال جينز و مع ذلك فيبدو وسيماً وما ان رأى جانا حتى اقترب منها و أعطاها كوب به قهوة فنظرت هي له بشك قائلة -فيه منوم صح؟ ليضحك هو ثم يقول -لا المرة ديه عايزك صاحية طول الطريق حكت جانا وجنتها و قالت -هنروح فين؟ ليجيبها تميم وهو يرتدي حذاءه الرياضي -سقطرى فرفعت جانا حاجبيها ثم قالت وهي تحك وجنتها -اهاا..احم كويس ليضحك بدر قائلاً -اول مرة تسمعي عنها صح؟ اماءت جانا له ليقول هو بنبرة لطيفة -جزيرة يمنية هتعجبك ابتسمت جانا ولم تعقب ليأتي ناصر ليساعدهم في نقل الأغرض إلى سيارته فبعد ان علموا بقصر رحلة بدر و تميم شعر الجميع بالحزن و أصر ناصر ان يوصلهم بنفسه و كان ذلك بعد ان قامت جانا بإلتقاط الكثير من الصور للذكرى ... ودع الجميع عائلة ناصر و بالتأكيد أهل المنطقة بالكامل فكانوا جميعهم لطيفون معهم للغاية و عندما جاءوا ليركبوا السيارة ركب تميم في المقعد الأمامي و بالتأكيد ساجدة على قدمه و في الخلف كانت جانا و بدر ولكن هذه المرة كانت جانا تنظر من النافذة خشية من ان تنظر له بالخطأ مرة أخرى فيقوم بإحراجها كعادته و بعدما يقارب النصف ساعة كانوا على الطريق السريع و كان الوضع هاديء و ممل بعض الشيء فالجميع كان صامت لتنظر جانا رغماً عنها الى بدر و تنتبه للوشم الغريب على يده فظلت تنظر للوشم الذي يمتد على طول ذراعه علها تفهم ما هو حتى قال بدر بصوت هاديء -وشم للتايبان فنظرت جانا له ثم نظرت للوشم مرة أخرى و بعدها قالت ببراءة -بس الوشم حرام ما هي الا ثوان و ضحك بدر لينظر له ناصر بتعجب من المرآة بينما تميم التفتت للخلف متسائلاً عما حدث ولا سيم في ان جانا وجهها اصبح شديد الحمرة خجلاً فهي لا تعلم ما المضحك في الأمر ولكنها شعرت بالخجل فقال تميم -مالك يا بدر؟ ليجيبه الآخر وهو يضحك -الوشم حرام فضحك تميم هو الآخر بقوة بينما انتابت ناصر و جانا حالة من الاستغراب فما المضحك في الموضوع ليقترب بدر من جانا ثم يقول بصوت منخفض -ياريت الوشم كان الحاجة الوحيدة الحرام اللي عملتها لتفتح جانا فمها بصدمة وما لبثت ثوان الا و ضحكت ليس لأنها تريد الضحك بل لصدمتها من رده الصاعق فابتسم بدر ثم ابتعد عنها تاركاً إياها في صدمتها فكم بات يعشق جميع ردود فعلها الغير متوقعه يعشق خجلها و جراءتها في وقت واحد و ايضاً يحب غضبها و بكاءها كالأطفال و صدق مشاعرها لا ينكر ان هدفه في البداية كان لكي يثبت لها انها لا تبحث سوا عن مصلحتها ولكن الآن قد اثبت لنفسه انها مختلفة يتبع❤️
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD