ملئت رائحة الاعشاب التي جمعتها من الحديقة منزلهما بعطر دافئ و هي تصب عليهم بعد طحنهم الماء المغلي و تسكبهم علي ارضيه المنزل الصغير الذي استاجرته بقع بسيطة لتدمجهما مع المسح..
كانت الحدائق الغناءئه للحقل ظاهرة من نافذتهم الزجاجيه الصافية التي مستحتها للتو لتنظر ببسمة رضا الي الشمس التي عادت تحييها ككل صباح..
استيقظ دون و هو يفرك عينيه بسرعة ليجد أمه واقفة تمسح ليجري و يضمها من خصرها بطوله القصير بسعادة..
انحنت علي ركبتها لتمسح علي خده و يوغر ص*رها وجه ولدها الحبيب، كما يسعد قلبها في نفس الوقت..
تلك الملامح الحادة، و تلك العيون الغائرة..
هذا الوجه المربع الصغير بعلامة حسن صغيرة وسط ذقنه...
سقط قلبها لبرهه كما في كل مرة تحدق بها و تتمعن بملامحه ليبتعد ابنها قليلا و يضع كلتا يديه علي كتفها..
" لا تقلقي يا امي.. انا أعرف انك قلقه من المخبز الجديد الذي ستفتحينه..
لقد سمعتك تتحدثين مع جارتنا هذا الصباح ، أسمعي انا بجانبك..
و ساتعلم أن أحضر الفطائر معك.. اتفقنا.."
لمعت رماديتاها لتفتح ذراعيها و تضمه مرة اخري بسرور..
ربما لم تجد ابداََ ذلك التفهم غير المشروط في شخص ما ابداََ..و علي حتي زوجها الذي مل منها..
لكنها وجدته في صغيرها دون..
كان عمره ذو السبع سنوات فحسب و يده الصغيرة لا تغني ابدا عن أنه اكبر دواء كان يساعدها في تحمل مصاعب الحياة..
استقامت من الارض لتومئ له بعد أن استعادة قوة صوتها " حسنا يا بني.. اذا اردت مساعدة امك اذهب بالسلة و اجلب لي بعض الاعشاب من الحديقة التي اخبرتك عنها..
اريد بعض الورود لاجففها و لاصنع منها كعكة ورد التي تحبها"
اتسعت ابتسامته، ليصلب عيناه و يعطيها افضل ابتساماته الواثقه " ثقي بي، ستجدينها امامك حالاََ"
ابتسمت لابتسامته و عادت لتقبل خده..
و هي تتمني ككل مرة لو كان هذا الوسيم زوجها..
عادت الي الخلف لتقف لتشيح عيناها الرماديتين، ب*عرها الاحمر المضفر علي جانبيها..
" هيا يا عزيزي.. سنبدأ اليوم افتتاح مطعمنا الصغير،. و نريده ان نكون افضل مطعم صغير في البلد"
و لكن دون بالفعل، قد لاحظ وجهها المتورد ككل مرة تبكي ب**ت..
" **اتمني أن يجعلك هذا المخبز سعيدة يا أمي**.."
و قبل ان ترد كان قد هرب الي الخارج..
اخرجت تنهيدة طويلة و نظرت حولها الي المنزل الذي اصبح عطراََ الان، لتبتسم لنفسها وسط دموعها..
" سيكون مطعماََ جيداََ..و سأقدم لدون بنقوده بافضل المدارس، سأحصرص علي تعليمه و سيكون هو سعادتي..
علي أن افقد الامل بكل شئ الان..لابد ان له حياة اخري مع نساء اخريات الان..
لماذا سأظل انا متعلقه به الي الان "
ذهبت الي غرفتها لتنظر لنفسها في المرآه..
ابتسمت لانها لا تزال نحيفة كما هي، لم تكتسب وزنا مزعجاََ لكن هذا الشحوب علي وجهها لا يذهب مهما فعلت..
ابتسمت لكن لا تزال الدموع و الحزن عالق بهما في كل مرة تضحك..
ارتدت احدي فساتينها الخضراء بلا اكمام بورود جميله حمراء تزيد الفستان من الاسفل و فردت شعرها الطويل ليغطي فتحة ظهر الفستان الواسعة
عليها ان تبدوا جيدة المظهر وأن لا ان تبالغ..
**تري كيف هو الان.. ؟
هل يتذكرني..
ام هل أتي علي باله عندما يري اي مكان جمعنا سوياََ..؟ **
عادت نفس الاسئلة تراودها و هي تفتح المطعم الجديد لتمشي بسرعة و تضع الطحين و المكونات
علي الطاولة بضجة لتبعد صوت عقلها..
" لن يأتي.. لن يأتي..."
لتتفاجئ بدون يناديها من خلفها..
" امي..لقد أتيت.. "
التفتت له بابتسامه لتجد الاعشاب و الورود في يده بكيس كبير
اقتربت منه لتأخذهم و تنظر اليهم
" لقد انتقيت الطازجة و قطعتها كما أخبرتك.. أحسنت"
اقترب منها ليضمها هو، ليشعر بقلبها يرفرف بسعادة و تنزل دموعة كانت تخفيها خلف ظهره الصغير..
" من تنتظرين يا أمي.. غيري "
ضاق قلبها و شعرت بسخونه خدها..
لقد سمعها اذاََ..
ابتعدت لتمسح دموعها بسرعة
" لا أحد يا صغيري "
كانت تري بعيناه الزمرديتين عدم التصديق. ، دون ذكي جدا و تعرف انها جعلته اكبر من عمره من كثرة ما كانت تشرح له و تحكي له.
" أمك ستكون بخير يا حبيبي.. انا فقط مرهقة و تعرف لقد قدمت في اعمال كثيرة و اتمنى ان ينجح هذا..
لقد فتحنا المطعم للتو.. و اتمني أن ينجح"
اوما دون برأسه بتفهم لتقبله امارا علي رأسه.
و لم تلاحظ من الباب المفتوح تلك السيارة السوداء الضحمة التي كانت تراقبهم..
لم يمر وقت طويل و روائح الفطائر الذكية كانت تملئ المكان، شعرت امارا بالرضا من نفسها فيما اسطاعت فطائرها جلب رجول الناس الي المطعم..
كان وسط هؤلاء الضيوف رحل غريب صامت دائما..
قررت ان تسأله ماذا يريد و في كل مرة كان يقول انه لم يختر بعد..
و في المرة الأخيرة طلب كعكة و لكنها قد كونت بالفعل عقده عدم الارتياح له..
اعدت اه كعكه البرتقال التي طلبها و بالفعل و هي قادمة اليه راته قد خرج..
" الي اين ذهب هذا.. ؟"
خرجت ورائه الي الخارج لتشعر بسيل من الرياح تجرف شعرها الي الخلف مع الرياح.
كادت لتضع قدمها في الخارج عندما رات فتاه صغيرة خلفها " سيدتي هل يمكن ان تصنعي لنا سينامون الق*فة"
عادت الي المطبخ، و الشكوك يتسحب مرة اخري اليها..
تري هل يمكن ان تكون فيرونيكا لا زالت تبحث عني.. ؟
اصبحت دقات قلبها في اذنها و هي تضع الكعكة في الفرن..
ليخرجها من خوفها هاتفها الذي يهتز
" مرح.. با"
حاولت علي الحفاظ علي صوتها من الاهتزاز و لكنها لن استطتع
" معي امارا ويلتون.. لقد اضفت هذا الرقم علي حسابك علي linked in"
اومات مرتين بحماس " اجل انا هي.."
" نحن نبحث عن طبيبه متخصصة في الاعشاب، شركتنا متخصصة في المنتحات التجميلية..
نريد ان نجري مقابلة معك.."
" بالطبع،. بالطبع.. متي الموعد؟"
" اليوم.. الساعه الثامنه مساء.."
نظرت الي المطعم حولها،. و الي الفرن الذي يطهي فطيرتين..
لتردف لنفسها
لا باس امارا ستغلق اليوم مبكراََ..