البارت الأول

841 Words
# الراوي مغللة باغلظ الاغلال ، و قلبها ينبض بلا حسيب و هي تسمع نبضات السوط تلسع الي الان جسدها الدافئ من الوجع.. تأوهت في **ت فيما جفت الدموع من عينيها، حتي لو عذبوها او قتلوها.. لن يستطيعوا أخذه منها.. لم تعرف بأي هاوية هي، و لكنها شعرت فقط بالرياح تلسع ايضا جروحها الملتهبه.. لتحسس بوسع يدها البسيط غير المكتوف عليهم.. و مع وجع كل عصب بها، كان عقلها لا يفكر سوي بشئ واحد.. لو أراد أي شخص ايذاء ولدها، فيضطر الي المرور علي عظامها اولاََ قبل أن يفعل ذلك.. حتي زوجها.. ... " مر... مرحبا سيدي.. لقد اتصلت بدار الأيتام بالفعل كما أمرت" خرج صوته بسرعة لأن فلادمير لا يكره أكثر من المماطلة ابتسم وجهه، بشكل لم يسبق لاحد أن رآه،. ليتكأ اكثر علي كرسي مكتبه براحة " هل فعلت ما قلته لك تماماََ ..؟" " أجل سيدي.. لقد وصلت الي اغلب دور الايتام و ابغتهم تماما بما قلته.. " " جيد.. اذا فعلت ما قلته تماما.. ستكون لك مكافئة مجزية كما وعدتك.." سمع صوت زفيره من الهاتف لتزداد ابتسامه فلاد و هو ينظر الي ساعته.. " بالطبع يا سيدي.. و لكن ، لدي شئ اخر يجب أن اقوله لك.. " " لقد اقترب موعد عشائي الان.. سنتحدث فيما بعد.. " ليردف مساعده اندي بسرعة " لقد اتصلت بي اليوم رئيسة الموارد البشرية، هم بحاجة ماسة لبعض الكوادر الجديدة من أجل فرعنا الجديد.. و لكن هذا الاختصاص نادر تقريبا، لا نعرف كيف سنجده.. " أخذ فلاد نفساََ ثقيلاََ ليكمل" ما هو؟ " " تعرف يا سيدي أنني اكثر من اعرف مدي تدقيقك في ملف من تجعلهم يعملون في الشركة و المستحضرات الطبية التي نصنعها ماركة ليس لها مثيل لقد بحثت بنفسي علي اختصايين لعلم الاعشاب، انا لم اصدق اي منهم.. لذا أردت ان أخذ اذنك في نشر علي حساباتنا علي linked in و باقي الحسابات.. هذه المرة فقط.. " وضع فلاد كأسه علي الطاولة امامه فيما عاد شعور مرير في حلقه.. و لكنه ابتلعه فورا و هو يرتشف باقي المشروب برشفه واحدة.. " ساذهب الان يا اندي، سافكر في الامر و سأخبر مسئولين الموارد البشرية.. سأهتم انا بهذا الأمر.. أهتم فانت فقط بما اخبرتك عنه.. " اعاد فلاد نظره للكوب بين يديه، لم يكن السائل الاحمر الذي يشربه سوي علقم قد دخل في معدته بعد ما سمع.. لأن شبح ايامه و هواجسها كلها عادت تدق اجراس روحه المسكونة.. امارا.. امارا وحدها من كانت تهتم بهذا المجال،. منذ نعومة اظافرها.. تذكر القرية التي ضاع في يوم ما اليها،. و انتهي وقود سيارته، وسط مزارع الورود وجدها.. لم تكن تقطف الورود كما ظن و لا كانت تمشي هناك بس كانت تركب حصاناََ اصيلاََ و تتجول به بتمرس و خبره الي ان صهل الفرس فجأه و كاد ليوقعها.. و فيما هو يسب حظه لوجوده في مكان اقرب محطه به 100 متر، وجد في اللحظة الثانيه ناقوس الخطر يدق به ليمسك بامارا.. و تسقط كل اهدافاه و خططه التي كان بسببها عازم علي السفر.. لايجاد طبيب اعشاب عندما وجدها... " اسفه يا سيدي و شكرا لانقاذك لي.." هتفت بخجل و بعصبيه في نفس الوقت و هو يحملها و يمسك بخصرها الدقيق.. وضعها الارض لينظر الي حصانها الاسود الذي كان يزفر بغضب و نفاذ ضبر.. " عليكي ان تهتمي اكثر بنفسك، فلن اكون هنا دائما عندما تقعين.." صب فلاد لنفسه المزيد من المشروب الثقيل لتذكر عيناها ليضيع بهما فترة اطول و لو في حلمه فقط.. كيف داوت الخصان ينفسها بحقيبه كانت تحملها بيدها.. كيف لامست بتلك الانامل الصغيرة جروحه، و عالجت قلبه.. كيف ضاع بخيالاتها الزائفة و قصص حبها.. التي كما ابتدئت كحلم ضاعت من بين يديه **راب.. " فلاد يا بني.. الطعام قد أعد و الخادمات في الخارج ينتظرون اذنك.." رفع رأسه من الكوب ليجد الخادمة الكبيرة تقف علي حافة مقصورته.. " ضعي الطعام جانبا الان يا داريا، لن اتناول اي شئ الان.." نزل لأسفل الي حديقة القصر الفسيحة، لياخذه قلبه الي اسطبل الاحصنة، و الي حصانه المفضل راند.. صهل حصانه بسعادة من تقدم ليمسح بعاطفة علي رقبته و شعره.. ليغمض عيناه مرة اخري بقوة، و عواصف هائجة تعبث في ص*ره.. صهل الحصان بنبرة منخفضة و كأنما فهم تشتته، و هو يحرره لينطلق امامه.. و لا زال يمسك علي ظهره.. " اتعرف يا راند.. في المستقبل سيكون لدينا فرد جديد لعائلتنا الصغيرة.. سأجلب ابني الي هنا.. انا أعرف أنه هنا.. سيعيش هنا معنا، و سيحبك تماماََ كما انت قريب مني.. سأجده، و مهما كان سأجعله يعرف الحقيقة.." فتح فلاد هاتفه سريعاََ من جيبه لينظر الي حسابها الذي وجده بالفعل موجوداََ علي linken in.. أجل لم يكن نفس عملها و لكن.. نفس خصلاتها الحمراء القصيرة التي أصبحت الان طويلة و لا يزال يتخيل ملمسهما بيديه.. عيونها الرمادية العميقة و الحساسة، و ملامحها التي لم تزداد سوي حدة و جمال مع الأيام.. سيجعلها تدفع ثمن ما فعلته به غالي للغاية و بما فعلته لأبنه.. " لن يذهب من هنا.." همس فلاد في النهاية بنبرة أجشة و لا يزال خلف عينيه يحترق بصورتها فقط.. و بابتسامة جانبية يداوي بها اثار كل جروحه و يضعها طي الكتمان. وضع احدي قدميه علي السراج ليصعد بقوة و فتوة الي اعلي الحصان قبل أن يضع القدم الأخري.. لينطلق به راند الي الامس **هم لا يخطئ مرماه.. و هو يعتزم بعينيه أن سهم رميته القادم سيدمي قلبها الخائن.. الي اخر قطرة.. ....
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD