تكملة الفصل الأول (1) الجزء الثاني

1556 Words
جلست علي أريكتها المُفضله بأسترخاء وهي تتأمل المقال الذي نُشر اليوم ويحمل أسمها ...فأبتسمت براحه فهي تُجاهد بأن تُسلط الضوء علي القري الفقيره وحاجتهم ليعلو صوت هاتفها فتبتسم - اهلا بالأعلامي المشهور فضحك أمجد وهو يرتشف من مشروبه الساخن - شايف أسمك منور النهارده الجريده .. انتي سيبتي حقوق المرأه ودخلتي علي الفساد فيتعالي صوت ضحكات فرح : انا بتاعت كله ياباشا ليتسأل وهو يبتسم : خالي عامل ايه .. أكيد مشفش المقال وقبل أن ترد عليه كان صوت والدها يعلو .. لتهتف بهمس -       سيادة اللواء اه جيه علي السيره .. استر يارب فضحك أمجد : روحي لقضاكي ياو**ة العار علي العيله المرموقه . وقبل أن توبخه وتخبره أن كانت هي و**ة عار .. فهو بالتأكيد و**تان ولكن كما العاده يغلق قبل أن يحصل منها علي رد الصاع صاعين وأبتسمت بحب .. فهذا هو أمجد حبيبها .. حبيبها الذي تُداري حبه داخلها تحت سلاطة ل**نها ومناطحته كالند حتي احيانا يخبرها بأنه يراها رجلا وليست فتاه وزفرت انفاسها بأسي .. الي ان أنتبهت لقرب والدها منها وهو يتحدث بصوته الحاني -       يابنتي ياحببتي انا معاكي اننا لازم نسلط الضوء علي الناس الغلابه .. بس بأسلوب أفضل من كده أسلوب الشد ده مبيجبش فايده مع الحكومه . لتدخل في نقاش طويل مع والدها عن كل السلبيات والفساد والظلم الذي يُحاوط الفقير في هذه البلد .. ولكن في النهايه رد والدها كأغلب الاباء انهاء المناقشه بدبلوماسيه وضمها اليه بحب وهو يتسأل : صاحبتك اللي مصدعه دماغي عنها أخبارها ايه لتتسع ابتسامه فرح بحب : حياه لبست الحجاب يابابا .. انا فرحانه اووي انها وصلت للمرحله ديه .. وقبلته بأمتنان : تربيتك ليا نفعت ياسيادة اللواء .. للتذكر حديثه لها دوما منذ ان كانت صغيره " مدي ايدك ديما بالخير والسلام .. اقفي جنب كل من يري فيكي الخير " وها هي  تفعل ..تفعل ما تربيت عليه ورأت عليه والدها .. والدها الرجل الطيب الذي رغم وظيفته التي يضبطها القانون الا ان قلبه عامر بحب الخير والرحمه والعدل الذي بُني عليه  هذا القانون ولكن هيهات قانون اصبح ميزان العدل به ليس بميزان    وشعرت بيده الحانيه علي وجهها -       في عريس متقدملك لتبتعد عن والدها بفزع هاتفه : تاني يابابا ! ................................................................. نظرت الي ما صنعته لها العجوز بسعاده وهي لا تُصدق ما رأت عليه نفسها ..فستان طويل بأكمام يلائم حجابها ففي البدايه أندهشت العجوز ثم سريعاً ما ابتسمت لها أبتسامه ودوده قائله : هذا ما يأمرك به دينك ياصغيرتي .. فليحفظك الله ثم تلاشت أبتسامتها تدريجيا .. وهي تعطيها ظهرها وكأنها تُنهي الحديث  - الأن ستبتعدي عني من أجل دينك . وماكان منها سوي أن ضمتها بحب .. تخبرها بتفهم - انا بحثت عن ذاتي كوكو .. بحثت عن الطريق الذي وجدت فيه الراحه والسكينه . وتقدمت أمامها وهي تبتسم بأبتسامتها الهادئه - اما انتي كوكو ! وأغمضت عين وفتحت الأخري وهي تُفكر بطريقة مسرحيه - أممممم .. لا أستطيع البعد عنك ياجميل ومالت عليها تُدغدغها بمشا**ه وحب .. حتي تلاشت الفجوه التي ظنت العجوزحدوثها ... فالعجوز معها نسيت كل معتقداتها عن الاسلام وضحكت العجوز .. الي ان ض*بتها علي ذراعها - كفي يافتاه .. لا اعلم كيف أحببتك ومدت بيديها تربت علي وجنتيها .. وهي تُطالعها بحنان : - لد*كي شئ مريح للنفس ياصغيره .. انتي طيبه القلب غير والدك ومن هنا علت ضحكات حياه .. لتتبعها ضحكات العجوز وها هي الأن تقف امام المرآه تنظر الي ما صنعته العجوز لها بعد تلك الليله .. وتقترب منها العجوز وتمسد علي فستانها قائله : - أعجبك ما صنعته ماكينة الخياطه خاصتي لتبتسم حياه .. وقلبها يدق كالطبول : - جميل ..بل رائع كوكو ! ................................................................. جلست تُمسد يد والدها الراقد فوق سرير المشفي بأسي فاليوم الذي كان أسعد أيام حياتها عندما حملت فستانها الذي صنعته العجوز هدية لها .. وذهبت راكضه الي والدها كي تُخبره بفرحتها .. لتلجمها الصدمه وهي تراه منبطح علي الأرض دون حركه ليُساعدها جيرانها لنقله الي المشفي .. وكانت الفاجعه الكبري.. والدها يُعاني من سرطان الدم وفي حالة متأخره ومع عمره الذي تجاوز منتصف الستون أصبح العلاج مرهق لبدنه أربعه أشهر مروا وكأنهم كالكابوس ..ولولا العجوز كرستين وفرح التي دوما تُحادثها وتعطيها الأمل والصبر .. لكان الوجع قد أهلكها .. فمهما كانت خصال والدها الا انه كل شئ بالنسبه لها هو عالمها الصغير .. والدتها توفت وهي في سن صغير فقد كانت بالخامسه .. ورغم بعد والدها عنها وتفرغه الكلي لصفقاته ونسائه... احبته بشده وتمنت دوما قربه كأي أب لأبنته ... وجاء القرب كما تمنت ولكن عندما خسر والدها كل أمواله لتشعر بحركته ونظراته الواهنه .. فمسحت دموعها سريعا هاتفة بلهفه : أتريد شئ ياوسيم فأبتسم والدها بحزن .. فهي منذ ان مرض وأنهكه المرض ولم يعد كما كان ..اصبحت تُناديه بهذا اللقب -آه ياحياه .. لمن سأترككِ كان يتسأل داخله بألم .. فكل رفقائه قد ذهبوا عندما أفلس وخافوا أن يُطالبهم بمساعده جمع صداقات عده من كل الاوطان ولكن كله تلاشي وعندما جاء بذهنه صديق عمره حسام الذي أنقطع عنه بسبب حياته التي كان الحرام هو أساسها   افاق من شروده علي صوتها الحنون بعد ان حسم أمره :  - هيا ياوسيم .. سنذهب للبيت فجلسة العلاج قد أنتهت وتابعت بدعابه كي تجعله يضحك : - سأحضر لك أفخر الأكلات .................................................... جلست فرح بحضن عمتها تقص لها عن صديقتها وما أصابها .. لتربت عمتها علي ظهرها بحنو - قلبي وجعني عليها اووي يافرح .. مسكينه وأعتدلت فرح في جلستها وهي تنظر الي عمتها الطيبه - عايزه أساعدها ومش عارفه أعمل ايه .. بفكر أسافر لندن وتابعت بتذمر : بس سيادة اللواء اخوكي مش موافق .. ماتقنعيه ياعمتو وأقتربت منها تُقبلها علي وجنتيها كي تستميلها في صفها ولكن - باباكي عنده حق يافرح .. احنا ايه ضمنا الناس ديه .. ديه مجرد بنت أتعرفتي عليها علي النت وكل اللي بينكم رسايل وتليفون فأمتقع وجه فرح من تلك الأفكار التي يظنها أباها وايضا عمتها .. وتمتمت بأعتراض : - ياعمتو ياحببتي ما انا بحكيلكم عنها وانتوا حبتوها من كلامي فهتفت عمتها بتشبث : ديه حاجه وديه حاجه فرح : والدها كان رجل أعمال معروف .. أنا بفكر أسأل عمران عن أسمه بما ان ليه بيزنس في لندن ليصدح صوت عمران .. وهو يهبط درجات الدرج بأناقته المعتاده وبروده - بتفكري تسأليني عن أيه يافرح ف*نظر اليه والدته بحب قائله : عايزه تسألك عن بنت ..والدها رجل أعمال مصري في لندن فطالعها عمران لثواني وقبل ان يسألها عن أسمه.. بدء رنين هاتفه يعلو أتجه الي مكتبه يُتابع مكالمته  أقتربت فرح من عمتها .. تضم ذراعها لها : مالك يالولو ؟ ف*نهدت ليلي وهي تُطالع أبنة أخيها - هيفضل لحد أمتي قفل علي نفسه .. ابني عمره بيتسرق من غير مايحس ..انا أستعوضت ربنا في مازن وصابره فتتلاشي البسمه من وجه فرح .. عندما تذكرت ابن عمتها  الذي توفي منذ اربع سنوات وكان الأبن الاوسط لعمتها كم أوجعهم فقدانه فقد توفي في حادث وهو مازال عريس جديد لم يمضي علي زواجه سوي ثلاثة أشهر وبعدها رحل كما يرحل الجميع عندما ينقضي العمر ووجدت عمتها تبكي .. فضمتها اليها بحب وهي لا تعلم بما ستواسي قلب عمتها فخرج عمران من مكتبه في تلك اللحظه .. وعندما رأي دموع والدته أقترب منها يُقبل يديها ..فأبتسمت : - كنتي عايزه ايه بقي يافرح ..! وكادت أن تُجيب فرح .. فتذكر شئ قائلا بسخط : - انتي مش هتعقلي شويه في اللي بتكتبيه .. قلمك عايز يتقص شويه وكالعاده لا يترك لقاء الا ويوبخها .. فتمتمت هامسه : أنا بقول أخد بعضي وأمشي أحسن فسمعتها عمتها .. وأبتسمت لينظر هو الي والدته فتُحرك يديها تخبرهُ ان لا دخل لها بينهم واخيرا ختم كلامه : مش كفايه عليا الأستاذ التاني .. كمان انتي وتابع بجمود : بس علي الأقل هو بيهاجم من غير ما يخلي حد يمسك عليه حاجه اما انتي وأردف بتوعد : شكلي هقفلكم القناه الفضائيه والجريده فطالعته بتأفف ثم أشاحت بوجهها بعيدا عنه .. فمهما احتد معها فلا تُجادله فقد تعودت علي طباعه وحفظتها لا جدال مع "عمران العمري" في النهايه ستكون هي الخاسره ولا تفهم شئ واخيرا نطقت : طب والقناه ومن أملاك العيله العريقه .. ايه اللي دخل الجريده اللي بشتغل فيها في الحكايه وتذكرت صاحب الجريده الذي هو في الاصل صديق عمران وكادت أن تُكمل سخطها عليه فدق قلبها بعنف .. وهي تسمع صوت أمجد المرح يعلو ويتجه نحوهم - العيله كلها متجمعه .. فاضل خالي بقي وكده فريق المُعارضين يكمل وأقترب من والدته يُقبل يدها ثم جبينها .. بعد ان أشار لعمران بالتحيه ونظر الي القابعه بجانب والدته غامزاً لها - انتي طبعا مش من ضمن فريق المعارضين .. انتي مع الثوار وحياها ضاحكا .. لتضحك علي دُعابته .. بل نست كل شئ معه أمجد حب طفولتها ومراهقتها حتي لعمرها الخامس والعشرون .. وكلما مرت الأعوام أزداد حبه السري في قلبها هي تعلم بأنه يراها كأخت له وفضلت ان تخفي مشاعرها بدلا أن يُجرح كبريائها يوما ورحل عمران بعد أن أعطي لهم نصائحه .. ام هي قد احبت الجلسه .................................................................. أرتخت بذقنها علي قبضة يدها وهي تزفر أنفاسها وتُطالع ماتبقي من مال لديهم في رصيدهم المصرفي ..فلم يعد مُتبقي الا القليل لتنهض العجوز من فوق كرسيها وتقترب منها وتحتضنها بحزن - لا تحزني صغيرتي .. وأخذت تربت علي ذراعيها وهي تُفكر في حل تدبير المال من أجل علاج والدها لتهمس حياه بوجع : يجب ان أبحث عن عمل فتشعر العجوز بالألم .. وهي تعود لمكان جلوسها مجدداً - لو كان معي مال ياصغيرتي .. وكادت أن تُكمل باقي عباراتها .. فوضعت حياه بيدها علي كفها تربت عليه برفق - أعلم كوكو وحدقت بغرفة والدها المغلقه وهي تتمني ان يخيب شعورها فكلمات والدها تلك الأيام أصبحت  عن الوداع حتي أنها باتت تكتم حسرتها داخلها - حين يعود من سفرته أخبريه ان محمود الرخاوي من هاتفه ثم أملي لها عنوانه لينغلق الخط وهو يتمني أن يلحق به صديقه قبل فوات الأون فهو من يستطيع أن يستأمن عليه أبنته ****
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD