(2) الفصل الثاني

3054 Words
في تلك الليله الممطره .. نهضت فرح بوجع بقلبها وهي تشعر بأن شئ سيحدث .. لتركض نحو غرفة والدها لتجدها فارغه.. ووضعت بيدها علي قلبها لتتذكر حديثه ليلة أمس وهو يخبرها أن تظل قويه قريبه من الله دوما .. فيعلو رنين هاتف المنزل فتذهب نحوه وهي تتمني ان لا يكون شئ قد حدث وصدحت صرخه عاليه في أرجاء المنزل -بااااااباااا .. لاء جلس عمران علي فراشه وهو مُطرق رأسه لأسفل بصدمه .. بعدما تلقي خبر وفاة خاله بعد أن أصيب بطلق ناري ولم يكن الحال مختلف عن والدته التي أصبح قلبها ينض بالحزن والوادع اما أمجد فركض خارج شقته وهو يحمل مفاتيح سيارته وهو يُفكر في فرح وكيف سيكون حالها ................................................................. وضعت الأزهار علي قبر والدها .. وهي تدعو الله بأن يرحمه .. وسارت بخطي بطيئه وقلبها مازال يتقطر ألماً المرض هزم والدها .. ولم يتحمل العلاج رغم انها باعت كل شئ تملكه أثاث المنزل وحاسوبها وهاتفها اللذان كانوا قد تبقوا لها من حياة الثراء وصلت منزلها بأرهاق .. لتجد العجوز تنتظرها - لما ذهبتي بمفردك حياه .. فأبتسمت حياه بشحوب : أردت ان استرجع ذكرياتي القليله معه وفتحت باب مسكنها وخطت للداخل لتخطو العجوز خلفها - ذكرياتي معه كانت هنا في هذا البيت البسيط وسقطت دموعها وهي تتذكر كيف كان يتدلل عليها .. كيف كان يجلس يقرء جريدته .. وكيف كان يتذمر علي كل شئ وخرجت آهات وجعها وهي تدعو - اجعلني قويه ياالله  ................................................................ في مطعم بسيط كانت تركض فتاه هنا وهناك تنظر للزبائن ببتسامه هادئه من يراها يظن ان هذه الأبتسامه نابعه من الداخل كما الظاهر وضعت المشروبات علي الطاوله وهي تنظر للأسره الصغيره .. وذهبت نحو صديقتها التي وضعت لها المشروبات كي تُقدمها كانت تُرهق نفسها في العمل ودروسها حتي تنام دون أن تشعر ووجدت يد تض*ب علي كتفها ثم صراخ رفيقتها في العمل - حفلة تخرجك بعد ساعتين وانتي مازالتي هنا ودفعتها قائله : هيا الي المنزل كي تستعدي فطالعتها حياه بحب .. فمع كل آلم تحصل عليه يعوضها الله بأناس يحبونها وبدء هاتفها الصغير بالرنين وأبتسمت عندما رأت الأسم - لما الصراخ كوكو .. سأتي حاضر .. أعلم ان لم أتي ستجعلي العجوز كوستاني يطردني من العمل ..فأنتي الحب القديم ياجميلة الجميلات وبعد ان كانت العجوز توبخها في الهاتف علي تأخرها في العوده ...**تت ................................................................... وقف عمران ينظر الي والدته الشاحبه وهو يتسأل : طب وبعدين ياأمي هنعمل ايه ..هنفضل سيبنها قفله علي نفسها في أوضتها كده وتابع بأرهاق وهو يجلس بجانب والدته في شقة خاله : ولا حتي راضيه تيجي تعيش معانا فيدق جرس الباب في تلك اللحظه لتخرج الخادمه من المطبخ نحو الطارق وبعد ثواني كان يدلف أمجد نحوهم وهو يبحث بعينيه عنها - برضوه لسا حابسه نفسها وجلس وهو يزفر أنفاسه وأحتوي كفي والدته بكفيه - ايه رأيك تاخديها المزرعه ياست الكل .. واه تغيروا جو انتو الاتنين فأشار اليه عمران وهو ينهض من مجلسه كي يذهب لأجتماعه - فكره هايله .. أقنعيها ياماما .. جو المزرعه فعلا هيفيدكم وأنحني نحو رأسها يقبلها .. فهتفت هي بأسي : هشوفها ياولاد .. قلبي وجعني عليها اووي .. الله يرحمك شاكر ونهضت من مجلسها .. لتذهب نحو غرفتها فوقف أمجد بعد أن لمح صوره تجمعهم وهم صغار .. واتجه نحو الصوره يحملها وهو يتذكر ذكريات تلك اللحظه فهو وهي كانوا كما يلقبوهم دوما بالتوأم الملتصق .. ولكن كلما كبروا بدأت الحياه تأخذهم .. بل بالأصح تاخذه هو حتي بدأت تبعتد هي عنه ................................................................... أستلمت شهادة تخرجها وقلبها يُطالبها بالبكاء .. ولكن كما أعتادت أخبرت قلبها بمراره "سنظهر أقوياء ثم نبكي بمفردنا  " وتعلقت نظراتها بنظرات العجوز التي فتحت لها ذراعيها فخطت بخطوات سريعا نحوها .. وضمتها العجوز بقوه - مُبارك صغيرتي ففرت دمعه من عينيها .. فالعجوز قد أصطحبت معها أبنائها بل وجعلت أبنها الذي يملك سياره يأتي بهم .. وصنعت لها فستان أخر جديد يُلائم حجابها وحياها كل من أبناء العجوز بأبتسامه صغيره بعد ان باركوا لها وألتفت نحو صوت من أذهلها قدومه .. وعادت تنظر الي وجه العجوز الذي أصبح كحبة الطماطم فالعجوز صاحب المطعم الذي تعمل به هنا وغمزت بعينيها وأبتسمت .. ليقترب العجوز كوستاني وهو يحمل معه باقة من الأزهار ويُهنئها ثم ذهب نحو كرستين التي أصبحت مرتبكه من نظراتهم وأشتمت زهور الباقه .. ومالت بجسدها نحو كرستين - أعلم ان باقة الازهار من أجلك وليس من اجلي كوكو .. فالعجوز قد أرتبك حينما رأي اولادك ياصغيره وكادت ان توبخها العجوز الا ان أقتراب أحدي صديقاتها منها قد أنجدها .. لتنصرف مع صديقتها ونظراتها مازالت نحو الثنائي المُحب .................................................................. كان يُتابعها طيلة طريق سفرتهم للمزرعه ب**ت .. وهو لا يُصدق أن من تجلس في الخلف شارده شاحبه هي فرح ابنة خاله التي لا يسكن ابدا ل**نها في موضعه ولكن بعد مامروا به جعلها هكذا .. فخاله كان الأب والام والصديق بالنسبه لابنته ..فمنذ رحيل زوجته وقد جعل حياته كلها لأبنته فكانت صدمه موته فاجعة بل نور وقد أنطفئ بالنسبه لها فهمس أمجد بصوت حاني وهو يُتابعها عبر مرآة سيارته - فرح فكان ال**ت هو عنوان الاجابه .. ولكن نظرات عيناها التائها له جعلت قلبه يُدمي ............................................................... بدأت تتأقلم علي وحدتها .. تبتسم وتمنح السعاده لكل من هم حولها .. وحين يُغلق عليها باب منزلها يبدء قلبها يخفق بالوجع يُطالبها بالصراخ لتسمع طرقات هادئه علي باب منزلها .. فذهبت الي موضع حجابها الذي ألقته للتو علي الأريكه الوحيده التي أصبحت بالمنزل وأستمرت الطرقات الي أن فتحت الباب ونظرت الي الواقف أمامها وهي لا تُصدق - عمو حسام ! فتأملها الرجل الذي لم تراه منذ عشر سنوات .. ورغم الشيب الذي أحتل خصلات شعره التي قديما كانت بسواد حالك - حياه .. فحركت له رأسها ...فبالتأكيد كل تلك الأعوام قد غيرت ملامحها وأبتسم وهو يُطالعها : كبرتي ياحياه ! وبعد دقائق كان يجلس علي الأريكه يتأمل البيت الفارغ الا من القليل من الأثاث البسيط ..ليشعر بالأسي علي وضع تلك الصغيره ويلعن غبائه عندما قطع علاقته بصديقه .. ولكن محمود كان يستحق كل هذا فطباعه السيئه أصبحت لا تُحتمل الي أن جاء اليوم الذي عرض عليه  صفقه مشبوها فكان أخر خيط بينهم وعلم ان شاكر ومراد صديقيه كانوا معهما كل الحق عندما أخبروه ان تلك الصداقه  خطئ وستصل به الي الهلاك وخاصة بعد فعلته الدنيئه فأبتعد عنه ..حتي عندما علم بأفلاسه لم يُفكر بالسؤال ولكن حينما عاد من سفرته الأخيره وعلم من سكرتيرته بأتصاله تعجب ولولا وجوده ب لندن من أجل عمل هام أتي اليه لكان ماجاء لهنا ولكن الان قلبه ينفطر ألما وهو يري تلك الفتاه التي شعر بأنها ليست أبنة محمود بسبب طباعها رغم ان ملامحها تشبهه وتقدمت نحوه تحمل فنجان القهوه ... ووضعتها امامه فتسأل حسام بعد أن تناول فنجان قهوته - سامحيني يابنتي اني مكنتش معاكم في الظروف الصعبه اللي مريتوا بيها .. ربنا يرحمك يامحمود فسقطت دموعها وهي تتذكر والدها ..وحركت له رأسها بتفهم وبدء يسألها عن حياتها وماذا تعمل .. الي ان نهض من مجلسه وهو يتأمل البيت حوله - انتي خلاص بقيتي امانه عندي ياحياه .. فهتفت حياه بأعتراض : انا أتعودت علي عيشتي هنا فأشار لها حسام بأن لا تُجادله - هترجعي معايا مصر ................................................................... كل شئ مر سريعا دون أن تشعر .. غادرت لندن  وها هي الأن في موطن والدها .. وطنها الذي أحبته عبر صديقتها فرح .. وعندما تذكرتها تمنت لو أن أستطاعت التواصل معها ولكن فرح أختفت كما أختفي كل شئ جميل بحياتها .. فأبتسمت بشحوب عندما وجدت نظرات صديق والدها تُطالعها .. وربت علي كتفها بحنان .. وهو يبادلها بأبتسامه أبويه دافئه - يلا يابنتي نظراته الحنوانه كانت تُطمئنها .. أحبت هذا الرجل منذ صغرها ولكنه أختفي فجأه عنهم .. ليعود ويظهر من جديد وبعد ساعه كانت السياره تعبر داخل بوابة ضخمه حدقت بالمنزل الفخم الذي أمامها فهو يشبه منزلها عندما كانت من الأثرياء .. فطالعت المكان وتذكرت حديث صديق والدها وهو يُخبرها انها ستُقيم هنا في منزل أحد معارفه القريبين منه ويعتبره بمثابة ابن له الي ان يعود مُجددا بعد ان يُصفي حساباته وتعيش معه وتعمل في شركته الخاصه التي سيُنشأها ورغم قلقها من عيشها في منزل لا تعرف أصحابه الا أن مزاح صديق والدها خفف عنها وبعد وعده بأن لن تطيل سفرته وسيعود سريعا أطمئنت أكثر ومع كل تلك الدوامه .. لم تشعر بنفسها وهي تجلس بالصالون الفخم بعدما رحبت بهم الخادمه .. وذهبت لتُخبر سيدها بوجود الضيف دخل عمران بهيبته المعتاده .. ويتقدم من حسام بترحيب واحترام فهو كان صديق خاله مراد  وشاكر رحمهم الله ..ولأرتباطه الشديد بأخواله كان بالطبع يري هذا الصديق دائما فضمه الرجل بمحبه وقدم تعازيه بأسي علي موت شاكر الذي علم به مؤخراً .. وكانت هي تجلس تُشاهد كل هذا بتوتر .. تفرك أيديها ببعضهم وقلبها يخفق بقوه وداخلها يُخبرها أن هذا الرجل له هيبه ووقار مفرط وبعدما تبادلوا بعض الأحاديث .. طلب حسام من عمران الأنفراد في غرفة مكتبه .. وابتسم لحياه الجالسه مُطأطأة الرأس بخجل ونظر الي العصير الذي وضعته الخادمه للتو أمامها - أشربي عصيرك ياحياه يابنتي .. لحد ما أتكلم مع البشمهندس شويه وسار من أمامها بعد أن حركت له رأسها بتفهم .. فطالعها عمران بنظرات بارده خالية من أي شئ فأزداد توترها أكثر .. ونظرت الي كأس عصيرها وبدأت ترتشفه بشرود ............................................................... نهض عمران من فوق مقعده بقسوه وهو يهتف : - بتقول بنت مين .. لدرجادي انت نسيت الراجل ده عمل فينا ايه ونسي أحترامه لهذا الرجل الذي سانده بتوسيع علاقاته خارج البلاد .. وأقترب من حسام الجالس بتوتر علي مقعده - ياعمران يابني افهمني .. حياه مش زي محمود صدقني فضحك عمران ساخراً - الزباله عديم الشرف هيخلف ايه .. اكيد زباله زيه وتن*د بضيق عندما نهض حسام من مقعده - انا كنت فاكر يابني ان لسا العيله ديه فيها ولاد الأصول فقطع عمران حديثه - انت ناسي عمل ايه .. ناسي ولا أفكرك وضحك بقسوه : وكمان سماها حياه ... يابجاحته فتمتم حسام بتفهم : - ياعمران يابني أنا فاهم شعورك كويس .. ولولا عارف كرمك مكنتش جبتها هنا .. للاسف يابني أنا متورط في شوية مشاكل بره البلد ولازم أخلصها ف*نهد عمران بضجر .. وظل يُفكر قليلا الي ان لمعة عيناه بخبث أخفاه سريعا - موافق تقعد هنا وجلس علي مقعده بهدوء يليق به - بس جوه البيت ده لاء ...وسامحيني لان مقدرش أدخل بيتي بنت الراجل الي ماتت عمتي بسببه وحسر جدي وولدي فنظر اليه حسام بتفهم وتسأل وهو يتمني ان لا يُخيب عمران ظنه - طب وهتعيش فين .. حياه اول مره تيجي مصر ومتعرفش حد ولا حاجه هنا .. حتي أهل ابوها لسا متعرفهومش ومتوقعش هيقبلوا بيها بعد اللي عمله محمود فيهم فقبض عمران علي يده بقوه وهو يُتمتم - في أوضه في الجنينه .. هخلي الخدم ينضفوها ليها وعندما رأي نظرات الخيبه في عين حسام .. أكمل حديثه - علي فكره الاوضه ديه والدي الله يرحمه كان عاملها للضيوف اللي بيجولنا من البلد .. عشان ياخدو راحتهم .. ومتقلقش متقلش فخامه عن شكل الفيلا فأبتسم له حسام براحه : - ريحتني يابني .. ديه أمانه عندي ومش عايز ابهدلها .. موصكاش عليها ياعمران ثم تابع : واتمني تلاقي ليها شغل كويس في شركاتك .. حياه درست أقتصاد في لندن فتمتم بجمود : تمام وبعد أن أنتهي الحديث عن تلك الجالسه بالخارج تجهل ما يدور في خلد من تجلس ب بيته تساءل عمران بهدوء عن حياة محمود بعد أن أفلس .. فحكي له حسام كل مايعرفه ليُتمتم عمران : جدي كان عنده حق العادل حي لا يموت . كان في عمر التاسعه ولم ينسي قط ما**ر ظهر جده وأبيه .. في موت ابنتهم المدلله بعد أن تزوجها محمود عرفياً ثم تركها بعدما علم بحملها . ................................................................... وقفت تنظر الي الغرفه التي أصطحبتها اليها الخادمه خارج الفيلا .. فقد كانت غرفة متوسطه الحجم بمرحاض ملحق بها تطل علي الحديقه الواسعه .. اعجبتها الغرفه بشده فقد كانت مفروشه بأثاث عصري وبسيط .. وجدت خادمة أخري تلحق بهما وتحمل شراشف نظيفه بيدها ..واسرعت تعد السرير لصاحبته الجديده .. أبتسمت بلطافه بعد أن أعدت الخادمتان الحجره وقبل أن ينصرفوا هتفت - هتمشوا قبل ما نتعرف ومدّت بيدها نحوهم كي تُصافحهم .. فنظرت الخادمتان لبعضهم متعجبين من فعلتها - أنا اسمي حياه ! وسريعا زال ذهول الخادمتان .. فصافحوها بحبور وأهتمام وقالت إحداهن : انا أسمي نعمه .. واشارت نحو صديقتها : وديه أمل وتسائلت نعمه : انتي بتتكلمي عربي كويس .. لاء ولغتنا العاميه عادي فضحكت حياه برقه .. وبدأت تقص عليهم صديقاتها اللاتي تعرفت عليهن بالمنتديات العربيه وكيف كانت تبحث عن اهل وطنها الي أن جائت سيرة فرح ..فقصت عليهم ان لها صديقه غاليه هنا وتتمني أن تلتقي بها وأنتهي الحديث وذهبت الخادمتان بعد ان تهامسوا لبعضهم عن لطافتها وجمالها الشرقي الهادئ ووقفت أمل بفزع عندما سمعت صوت عمران يُناديها - أمل وألتفت نحوه بأحترام .. وتقدمت منه قائله :  - أفندم ياعمران بيه فهتف عمران بجمود : البنت اللي بره ديه متدخلش الفيلا خالص .. رجليها متعتبش هنا مفهوم فتسائلت أمل بحيره : بس يافندم عمران بأمر : كلامي يتسمع وتابع بقسوه قد أدهشتها : - وجبات الأكل تيجي تاكلها معاكم في المطبخ .. وأوضتها بعد كده تنضفها هي بنفسها وقبل أن تهتف الخادمه بحرف ..ذهب بأعصاره لتقف تض*ب كفً بكف - غريبه اول مره البيه يعامل ضيف كده . وأتجهت نحو المطبخ .. لتجد رئيستها بالعمل تجلس تريح أقدامها وتحتسي قهوتها فأقتربت منها نعمه هامسه : البيه كان عايزك في أيه فبدأت أمل تحكي لها ما طلبه .. لتنظر اليها نعمه بدهشه متسائله - لاء فعلا غريبه .. اول مره عمران بيه يعامل حد كده وخاصة لو كان ضيف عنده وسريعا ما نطقت بعد تفكير - مايمكن مش عايزها في الفيلا عشان الهانم الكبيره مش هنا .. وهو راجل أعزب ازاي بنت حلوه زيها تقعد معاه وهو لوحده فطالعتها أمل بأقتناع ... وقبل أن ترد عليها هتفت منيره : - هتفضلوا تتسيروا كده .. شوفوا شغلكم يلا قبل ماكل واحده فيكم تروح علي بيتها .................................................................. تسطحت حياه بجسدها علي الفراش بأرهاق وهي مازالت لا تُصدق أنها هنا بمصر .. وان عمها حسام قد رحل وتركها في منزل ذلك الغريب الذي أوصاه عليها ... ونظرت الي الاموال التي امامها وقد أعطاها لها حسام قبل رحيله وأعطي لها رقمه الخاص وودعها الي لقاء قريب وزفرت أنفاسها .. وتذكرت انها لم تسأل أمل او نعمه صديقاتها الجُدد عن قبلة الصلاة - غ*يه ياحياه .. أممم بكره لازم أسألهم وغابت في ثبات عميق وهي لا تعلم بما سينتظرها هنا اما هو وقف في شرفته يُدخن بشرود .. يُطالع حجرتها - حظك وقعك تحت أيدي وضحك ساخرا : سماكي حياه علي اسمها .. لاء حقيقي عنده ضمير ................................................................... أنهي برنامجه وبدء يضحك مع مُعدين حلقة اليوم الي أن جائت إحداهن ترسم علي محياها البراءه والضعف وهتفت : مستر أمجد فألتف أمجد نحوها ببتسامه واسعه .. فتلك مُتدربه جديده قد طلب منه احد معارفه ان تتلقي تدريب بعد تخرجها مباشرة - تقرير النهارده هايل يانهي وأخذ زجاجة الماء من يد مساعده .. وسار من أمامها وهي تسير خلفه - هيكون ليكي مستقبل حلو لو أستمريتي علي كده وقبل أن تنطق بشئ وجدت إحداهن تقترب منه بدلال وتُحادثه ..لتقف في مكانها بضيق وهي تعلم ان الوصول اليه مازال صعب .............................................................. أشرقت شمس الصباح بنورها الهادئ .. لتفتح حياه شرفتها وهي تتذكر العجوز كرستين وسماء لندن .. وهتفت بشوق: - وحشتيني ياكوكو وبسطت يدها تُقبل راحة كفها.. ثم نفخت بأنفاسها كما لو ستطير قبلتها عبر الهواء - هبعتلك كل يوم قبلة الصباح ياكوكو لتسمع طرقات خافته علي الباب .. فتسرع لرؤيه من جاء اليها - ازيك ياأمل .. وتسألت بنصف عين - أمل مش كده ولا أنا غلطت لتضحك أمل علي بساطتها المُحببه - صح ياست حياه فتُكشر حياه وجهها بطريقه مُضحكه .. وهي تهتف : اسمي حياه ياأموله فاهمه وأقتربت منها تُقبل وجنتها : صباح الخير بقي ياأموله فأبتسمت أمل بسعاده وهي لا تُصدق طيبة روح تلك الفتاه - أنا جايه اقولك أحنا مستنينك علي فطار انا ونعمه وست منيره حياه : منيره مين ديه فأجابت أمل بهدوء : ديه مدبرة المنزل والريسه بتاعتنا .. هتتعرفي عليها لما تيجي .. يلا انا بقي عشان أحضر الفطار للباشا وكادت ان تنصرف أمل .. فهتفت حياه : أمل أستني وتسألت وهي تنظر للحجره : هي فين اتجاه القبله عشان أصلي لتُخبرها أمل بالأتجاه وتنصرف مع أبتسامه طيبه علي وجهها فتذهب حياه الي المرحاض وتبدء بطقوسها الذي ستعتاد عليه يوميا ................................................................... جلست ليلي بجانب أبنة اخيها في الهواء الطلق .. فجو المزرعه كان يبعث فالروح الهدوء .. وربتت علي يد فرح بحنو - هتفضلي لحد أمتي كده ياحبيبت عمتو .. فين فرح الي كلها طاقه وروح فطالعتها فرح بشحوب - كله راح ياعمتو مع موت بابا فتأملتها ليلي بحزن فهي أيضا روحها تتألم علي احبابها فقد رحل  شاكر كما رحل أخيها مراد  وزوجها الحبيب ومازن أبنها الاوسط قرة عينها .. وهتفت داخلها - الصبر من عندك يارب وعادت تنظر الي فرح الهائمه - وجع الفراق صعب يابنتي ..وبالذات لما يكون الفراق موت يعني مش هنشوفهم تاني ولا هنشم رحيتهم .. بس احنا مؤمنين وعارفين ان اللي بيروح عمره ماهيغلي علي اللي خلقه وناولتها المصحف الذي كان بجانبها وهي تنهض - صبري قلبك بكلام ربنا يافرح وأنصرفت وهي تدعو لأبنة أخيها ولها بالصبر    ................................................................. أنهت حياه فطورها بالمطبخ وسط أمل ونعمه ومنيره وايضا السائق  صالح الرجل الطيب .. واندمجت معهم بالحديث لتنهض أمل من علي مقعدها بسرعه تعد القهوه متذكره بأن ميعاد قهوة سيدها المنضبط بكل مواعيده فطالعتها حياه بغرابه بسبب فعلتها التي لم تعهدها بعد ونظرت الي منيره تسألها - مالها أمل قامت من علي الأكل بسرعه فربتت منيره بطيبه علي يدها ..فقد احبت تلك الفتاه رغم انها ليست من الأشخاص الذين يحبون الغرباء سريعا - ده ميعاد قهوه عمران بيه .. وامل المسئوله عن كل حاجه تخصه فحركت رأسها بتفهم .. وبدأت ترتشف عصيرها بهدوء وهي تُجاوب علي أسئله نعمه عن حياتها في بلاد الانجليز كما سمتها منيره المرأه الاربعينيه ................................................................... هتف عمران بجمود وهو يُطالع الاوراق التي أمامه - أدخل فدلفت أمل للداخل وهي تحمل فنجان قهوته .. وبعدما وضعت القهوه أمامه.. كادت ان تنصرف الا ان صوته اوقفها - الضيفه فطرت فحركت أمل رأسها بالأيجاب : ايوه يافندم فمدّ يده بورقه .. لتقترب أمل وتأخذها منه بعد ان أشار اليها بأن تتقدم - تديها الكارت ده ..تجيلي الساعه عشره الشركه مفهوم فنظرت امل للكارت المُسجل به عنوان الشركه الأم الخاصه بالمقاولات وذات سيط معروف وذهبت الي حيث عملها الذي ينتظرها وحياه التي ستخبرها عن اوامر سيدها ليتذوق من فنجان قهوته بعد أن أنصرفت ... وعيناه تلمع بوميض من القسوه ................................................................... أرتدت حياه أفخم ثيابها وأبسطهم ..فقد أرتدت بنطال من الجينز الواسع يعلوه بلوزه طويله تصل الي قبل ركبتيها ووضعت حجابها ولفته ببساطه علي خصلاتها التي تشبه عيناها بُنية اللون .. ورغم عدم رضاها علي هيئتها فهي تعلم ان الحجاب يلزمه ألتزام وحشمه أكثر لا تلائمه ملابسها وزفرت أنفاسها بقلق فهي ستعمل بشركه كبيره كما أخبرها عمها حسام ... وظلت ترسم أحلام جميله لعملها الي أن دق باب غرفتها .. وهتفت وهي بالداخل - حاضر يا نعمه انا جايه اه وفتحت الباب .. لتبتسم لها نعمه قائله : ربنا يوفقك ياست.. وقبل أن تُكمل عدلت حديثها وهي تري أصبع حياه نحو وجهها : قصدي ياحياه بس من غير ست فضحكت حياه بغرور مصطنع وخرجت من غرفتها قائله : - ايوه كده وظلت تتذكر عبارات فرح الي أن هتفت : ناس مبتجيش غير بالعين الزرقه فضحكت نعمه بقوه وهي لا تقدر علي التنفس - قصدك بالعين الحمره فأبتسمت حياه برقه : أهي كلها ألوان ***
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD