1
سَابقًا، قَبلْ المئَات مِن الأعوَام، وقَبلْ إستقلَالْ العدِيدْ من البلدَان الأُخرى فِي منَاطِق غَير مُكتشفة.
عَاشتْ ممَالِك مُتقَاربة فِي آسيَا.
وترأسهمْ تِلك المملكة المُسالمة المُتألقة، هِيرَا.
حيَاة هادئة، حُكمٌ عَادِل، إقتصَاد مُزدهر، قَصَر مَلكَي بوسط البلَادْ تحيَا بدَاخله العائلة المَالِكة المحبُوبة.
حسنًا كَان هذَا قَبلْ انطلَاق موجة الغَزو الغَامضة.
مِنْ أحد الممالكْ القريبة.
أصبَحْ السلَامْ حُلمًا عابرًا، والإستقرارْ خيالًا مُضحكًا.
بدأ الغزو بفترة لَيستْ ببعِيدة، حِيث بدأت بالممالك التِي تَقعْ تحتٍ سيطرة المملكة العُظمَى هيرَا.
كُل لَيلة بسَاعة مُتأخرة وأثنَاء السواد الحَالِكْ، تُسرقْ البيُوت، تُنهبْ المتَاجِر، تُأسر النسَاء ويَتِم الإعتدَاء علَى سكَان البلدة.
ثُم يرحلُون، آتيين كُل ليلة بقيَادة ملكهم لنَهِب المزِيدْ.
ولَكِنْ هذَا لَمْ يُشبع طمُوحه، هُو أراد السيطرة علَى المملكة العُظمَى أيضًا.
حيثْ ستبدأ قصتنَا.
والأن عزيزِي القارئ أتركنِي أُساعد خيَالكْ للذهَاب إلَى المملكة العُظمَى هيرَا.
بوسطْ البلدة، وبين ثنَايا الشوارع والممرَات، حتَى نَصل لقصر العائلة المَالِكة.
اللذِين يظهرُون بصُورة ثابتة قوية مُستعدة لمقاومة الغَزو، ولكنْ دعنَا ننظُر بتمعنْ.
تحديدًا بالساحة الكبيرة بالقصر الخالية من الناس سوى الأمِيرة وبعد المُدربِينْ.
"الأنْ أميرتِي، صوبِي السهم بإتجاه الهدف وقفي ساكنة لثوانٍ" تَحدثْ الأخ الأكبر قُرب الواقفة أمامهْ.
أطاعتْ ما وُجِه إليهَا ثُم سكنت لثوانٍ.
"انا جائعة، متى سننتهي؟"
"فقط صوبي ال..."
"لقد مللت" هي رمتْ القوس والسهم بالأرض وهربتْ راكضة للدَاخِل.
"مهلًا، سوف يوبخني أبي!" صَاح چيمين وهو يركُض لاحقًا بهَا.
بذات ساحة القَصَرْ كانْ من المعتاد وجود مائدة طعام بما تُفضله الأمِيرة.
"يجبْ أنْ نُكمل التدري.."
هي دفعتْ ببعض الطعَـام داخل فمه.
"أنَا لن أتمرَن مُجددًا، هذا دون فائدة"
"إن سمعكِ أبي سيقطع رأسك ورأسي!" همس الأخَـر مُغتاظًا يبحث حوله عن أثرٍ لأحد قد يشي بهمْ.
"ولكنهُ مرِيضْ، لذا لنْ يفعل" رفعت الأصغَـر كتفيها ورَاحت مُقلتيها تُحَـدِق به .
"ولكنهُ يتعافى بسُرعة"
"لدَي شعُور أنهُ لنْ يفعل تِلك المرة.." للمرة الأولى منذ عدة دقائق غلَب الإحباط بوجههَا؛ لذَا سارعت تُتابَع تناول الطعَام كتمويهٍ لحُزنهَا الذي لم تُرِد من أخاها أن يلحظهُ
"أنتِ أميرة فلتأكلِي بتهذيب، لقطعتْ أُمِي يداكِ إن رأت هذا" نَظَرات چِـيمين المُتقززة لاحقَـت كُل حركَة قامت أُختهُ بهَا.
"لَيسْ وكأن تِلك القروية التِي أنت مُغرَم بهَا تأكُل بتهذِيب، ألستُ مُحِقة؟" ارتفعَت حواف شفاهها فِي ابتسامة كان من شأنهَا إغاظة أخاها الذِي اتسعتَ حدقتيه لثوانٍ
"أغلقي فمك!" هو حذرهَا بصوتٍ مُرتفع يَضع سبابته ضِد شفتيه.
"أنتْ أمير، تحدثْ بتهذِيب، لَقَطع أبي لسَانكْ إن سمعكْ تتحدث هكذا" هي ضَحكتْ تقتبس حدِيثه قَبلْ ثوانٍ.
كَان البَاقِ من الحَـدِيث مُسالمًا، مُمتلئًا بالنكَات بين كليهمَا، والضحكَات التِي قُطعت حينمَا أنتفضا بفزع بَعد أن فُتحت أبواب القصرْ علَى مصارعها، العديد من الحراس يهرولون للدَاخل، ووجوههم لا تُبَـشِر بالخَـير.
"هُناكْ هجُوم قادمْ إلينَا"