" مهلا ، لا تقل لي ان ما يفعله لا يسمى غضبا ! " هكذا أرادت أن تقول لكنها وجدت فكرة أفضل ثم أكملت بصوت حزين متقطع : " لا باس ، يمكنك الذهاب . "
على أمل أن يتراجع عن ما سيفعله ، هذه حيلة ممتازة يستعملها الكثير ، غير أنه قال بغير اكتراث : " حسنا . "
و واصل السير .
" ا**ق ! " صرخت غزل
لكنه سمعها فقالت بتوتر :
" اعني لا تذهب ارجوك انا احتاجك ! "
و عندما رأته ينتبه لها واصلت في حيلتها .
" اليوم ، هناك فتى أراد أخذ واجب الرياضيات خاصتي و عندما رفضت أخذ حقيبتي و لم يعدها لي ، أنا لا أستطيع التصدي له . لكن ظننت ... ظننت أن شخصا قويا مثلك يستطيع ، الحقيبة فيها الكثير من الأشياء الخاصة .. لكن يبدو أنك منشغل ، لا بأس ... "
لكنه قاطعها قائلا : " لا لا لا ، فقط أخبريني بمكانه ، كيف يجرأ ان يزعج فتاة ؟! "
عندها امسكت يده و هي تركض قائلة : " سنجده في غرفة التمريض ، اتبعني ! "
غير أنها التفتت بالصدفة لتجد كلارا تشير لها فتوترت و قالت لسيلير :ى" اذهب انت ، انا ... سأذهب لأقوم بشيء . "
ذهب سيلير لغرفة التمريض و هناك أخذ يفكر
"مهلا لحظة ! .. نحن لا ندرس الرياضيات اليوم ! "
أما غزل فكانت ممتنة لأنه لم ينتبه لحقيبتها التي تحملها او انكشفت خطتها .
~•°• ✾ •°•~
و بينما سيلير يفكر وجد فتى ملتفتا للغرفة .
" لا بد أن هذا هو " فكر قليلا .
ثم تقدم له و امسك كتفه قائلا : " كيف تجرأ ! "
ليلتفت الفتى و كان لوكا
سيلير : " ما الذي تفعله هنا ؟ "
" تلك الفتاة روز التي جذبتني منذ قليل أحضرتني الى هنا دون قول أي شيء ، ماذا عنك "
و قبل أن يتمكن من الكلام فوجئا بصوت الباب الذي يوصد عليهما .
~•°• ✾ •°•~
بعد بضع دقائق اجتمعت الفتيات ببعد أن جذبوا كلوي بصعوبة من الكافيتيريا ، في احدى القاعات .
و كانت غزل لا تتوقف عن التذمر و هي تنظر الي يديها التي لمست بها سيلير : "
ترى هل يمكنني العيش بدون اصبع
اما كلارا فقالت : " لما أنت تكرهينه لهذه الدرجة ! هو لطيف.. "
غزل : "لطيف ؟ الأفضل مناداته بالمعتوه ،انه يخاف الفتيات! او شيء من هذا القبيل "
كلارا : "حسنا ! هل توقفتي عن التحدث عن سيلير لم نأتي هنا لسماع هذا "
عندها نهضت غزل من الطاولة بغضب و قالت :" أجل شكرا لتذكيري ! لقد جئنا هنا لننقاش المصائب التي كدنا أن نقع فيها بسببكما . "
ثم أحاطت مع البقية بكلارا و كلوي و أكملت و هي تشير لهما .
" أنتِ مهملة " أشارت لكلارا.
" و أنت عديمة التركيز " قالت لكلوي .
كلوي مقاطعة : " عذرا ! كنت أركز طوال الوقت . "
غزل بغضب : " على جوزيف , كلوي؟
ثم نظرت لكلارا التي كانت تشبك يديها بعدم اهتمام و تتمتم : " لا يهم ما دمنا نجحنا بالنهاية "
و قالت تخاطبها : " عليك أن تتوقفي عن هذا!حقا و لو نجحنا فقد نعاني العديد من العواقب كدت أكشف أنا و روز منذ قليل ، لا مبالاتك هذه ستوقعنا في الكثير! عليك التغير من الآن أو ستعانين حقا... "
كلوي : " و تقولين انني لا أنتبه ... "
غزل : " أنا لم أنسك أيضا ! هوسك بجوزيف فاق حدوده ، أصبحتي مشتتة ، تحكمي بمشاعرك قليلا ! "
و انتهت هذه المحادثة بمجادلة طويلة عن المهمة الي أن انتهت استراحة الغداء .
~•°• ✾ •°•~
و في الحصة ، كان جوزيف مصدوما من حادثة حرق الخزانة التي حرق معها كل شيء و لم يكن رفيقاه لوكا و سيلير أقل تعجبا .
الأستاذ : " جوزيف لم أراك لا تكتب الدرس كزملائك ؟ "
جوزيف : " أنا ؟ ليس لدي قلم و سيلير ليس لديه أقلام اضافية . "
الأستاذ : " لا بأس بما أنها مرّتك الأولى ،لكن احضر أقلامك من الآن و صاعدا ، اذن من يعطي قلما لرفيقه ! "
" أنا لديّ . "
رفعت كلوي يدها بصوتها المرتعش في هدوء الجميع بينما نظرت لها صديقاتها بذهول و جوزيف بتعجّب.
و في نهاية اليوم الدّراسي و بعدما خرج الجميع من القاعة تقدمت كلوي لجوزيف الذي يجمع أدواته و قالت بترددّ: " هل يمكنني أخذ قلمي؟ . "
عندها نظر لها جوزيف قليلا بلا تعابير تُذكر و أجاب و هو يمرره لها : " لمعلوماتك هذا لن يجعلني أعجب بك "
ثم خرج و تركها واقفة في مكانها .
و بينما هي تمشي خارجة من المدرسة اعترضت طريقها كلارا مصحوبة ببعض الفتيات و ملامحها لا تدل على خير.
" ما الذي تظنين نفسك فاعلة ! " صرخت كلارا .
أما كلوي فعبست بوجهها قليلا ثم أدارت أعينها و واصلت طريقها متجاهلة إياها .
كلارا : " حقاّ ! ستتجهليني .. اذا نسيتي أستطيع أن أذكّرك أن كل ما فعلناه كان لأجلك ثم تأتين أنت و تفسدين كل شيء ، كان يمكنه أن يعاقب . "
كلوي : " لكن ... هذا لم يكن لأجلي فقط ، أنت أردتي الإنتقام و استغليتي ذلك الحدث . "
كلارا : " الآن تقولين أن كل ذلك لمصلحتي الشخصية ؟ و لكن لما حتى أجادلك ! أنت ضعيفة الشخصية ستنحازين لجوزيف و تجدين له أعذار دائما ، أنت مجرد مهووسة بعد كلّ شيء
عندها تجمّدت كلوي في مكانها و التففتت لكلارا ، لكنها لم تستطع كبح نفسها من إنزال دموعها فلم تجد حلا سوى الركض من المكان و الإبتعاد .
أما كلارا فقد ض*بت رأسها عديد المرات عندما أدركت ما تفوهت به ثم تن*دت و هي تهمس : " أظنني أخفقت مجددا . "
و مرّ هذا الأسبوع بصعوبة فمنذ ذلك اليوم لم تكلّم كلوي كلارا و بعد محاولتان للإعتذار سئمت كلارا و غضبت و قررت ألا تعتذر ، أما الغريب في الأمر هو أن جوزيف لم يحاول حتى الإنتقام و لا حتى إزعاج كلارا بكلماته المبتذلة ، ترى أتعلّم الدرس ؟ هل يخطط لشيء أكبر ؟ كانت كلارا تتسائل ، لكن ما كانت متأكدة منه أنه يعرف أنها هي من وراء حرق الخزانة .
كان المساء من يوم الجمعة عندما كانت كلارا في غرفتها تسرح شعرها و تجهز نفسها ، فموعدها بلوكا الليلة ! و كانت قطتها تمسك تلك المخطوطة التي وجدتها كلارا تحاول اعطائها إياها بغرابة ،
عندما اقتحمت خالتها الغرفة .
كلارا :" شكرا على إحترام الخصوصية ، خالتي! "
أما الخالة التي بدت مسرعة لم تعرها اهتماما و خاطبتها قائلة و هي تلبس كعبا و تحمل آخرا في يدها .
" أنا ذاهبة للمزرعة توجد حالة طارئة هل ستكونين بخير وحدك . "
كلارا : " أجل أصلا سأقضي أغلب الليلة مع صديقي ثم آتي الي هنا و أنام ، لن أحس بالوحدة . "
ايميليا : " هذا اج ... لحظة ! هل قلت فتي ؟ "
كلارا : " أجل لا تقولي أنك نسيتي ، لقد أخبرتك بالأمر مسبقا . "
إيميليا بفزع : " تعنين مع فتي ؟ "
كلارا بسخرية : " لا أنا ذاهبة مع حبيبتي ... بالطبع أنه مع فتى ! . "
إيميليا : " تعنين أنه حبيبك ! "
كلارا و هي تخرج من الغرفة : " أنت تطرحين الكثير من الأسئلة فقط إسترخي أنه مجرد موعد ، نحن مجرّد أصدقاء .. "
إيميليا : " حسنا نحن هناك في القرية اذا خرجت فتاة مع فتى يعني انهما حبيبا .. "
لكن كلارا قاطعتها قائلة : " لا أريد أن أعرف أي شيء عن ما تعتقدونه ، أنا خارجة ! . "
إيميليا : " على الأقل ألا تودين توصيلة بالسيارة . "
كلارا : " لا سنسير على الأقدام.... مع حبيبي ! "
ثم خرجت تاركة الخالة تتمتم بغضب : " أكره عندما تستفزني هكذا . "
~•°• ✾ •°•~
كانت كلارا تتفكر في الطريق و هي تحمل تلك المخطوطة ." ترى لماذا كانت تينا تريدني أخذ هذه الورقة ، القطط غريبة هذه الأيام .. " و بينما هي هكذا لمحت لوكا على بعد أمتار ينتظرها ، فلوحت له ثم أقتربت منه و هي تبتسم .
كلارا : " أهلا لوكا "
لوكا : " مساء الخير ، تبدين رائعة الليلة "
كلارا : " اوه شكرا ! أنت كذلك "
ثم أخذا يتمشان بهدوء على الرصيف ، فبدأت كلارا قائلة : " إذن ، أين سنذهب الليلة ؟ . "
لوكا : " لنرى ... لقد حجزت طاولة في مطعم صغير في الأرجاء ثم سنكمل نزهتنا . "
كلارا : " حسنا هذا رائع ، لكن لا أشعر حقا بالجوع.لكن لا بد أنك تتضور جوعا .
لوكا : " أعني البقاء في المدرسة و مع جوزيف طوال اليوم يحرق سعراتك قبل أن يحرق أعصابك . "
ضحكت كلارا و أجابت : " أنت مرح لوكا ، أنت لا تظهر هذا الجانب من شخصيتك كثيرا . "
لوكا : " أحب اظهاره فقط عندما أكون معك . "
كلارا باستغراب : " لماذا ؟ . "
لوكا : " في الواقع لا أعرف فقط أحب أن أجعلك تضحكين . "
كلارا : " تجعلني أضحك ؟... آسفة إن أكثرت من قول " لماذا " لكن لماذا ؟
لوكا و هو ينظر بعيدا : "حسنا ، ضحكتك جميلة..
ابتسمت كلارا و قالت : " شكرا للمجاملة ، لكن لنغير الموضوع أنا أكره عندما يمدحني أحد لأنني لا أعرف كيف أرد على المديح . "
لوكا : " لقد وصلنا بالفعل . "
و في المطعم بقي الإثنان ينتظران وصول طعامهما ، في البداية دقيقة بعدها كانت خمس دقائق ثم عشرون دقيقة و طعامهما لم يحضر .
كلارا بضجر : " اهه لقد مللت ! هل تظن أنه علي أن أنادي النادل . "
لكنّ لوكا امسك يديها بسرعة قبل أن تتحرك.
" لا ! لا تنادي ، لا بد أن لديهم الكثير من الطلبات "
أما كلارا فنظرت له باستغراب و ابعدت يديها بهدوء و هي تقول :
"حسنا ، حسنا ! لكن لعلمك لا يوجد غير تلك الأسرة و تلك و تلك و تلك ، ماذا افعل اشعر بالغرابة و كأننا في بداية فيلم رعب لزومبي
ثم تن*دت و نهضت قائلة : " أنا ذاهبة للحمام . "
لوكا قائلا بضحك : " لا تتاخري لكي لا تفوتي الزومبي و هم ياكلونني "
كلارا و هي تبتعد ببطء : " لا تقلق ، نحن في مطعم سيجلسون و يتناولون الطعام معنا "
و بينما هي تمشي في الردهة شعرت بشيء يلمس كتفها و قبل أن تتمكن من الإلتفات أو الصراخ حتى أحاط هذا الشخص بوسطها و امسك فمها باليد الاخرى ثم جذبها و هو يقول : "
اهدئى ، إهدئى ! إنه فقط أنا جوزيف ، لا تصرخي اتفقنا . "
و أبعد يديه عنها بهدوء لتدفعه و هي تصرخ :
هذا أسوء من الزومبي حتى ، ماذا تفعله هنا ؟ ما الذي تريده مني ؟ يا الاهي ، لوكا "
فهدئها قائلا :
" اهدئي ، أنا أحتاجك ، لم يعد لدينا الكثير من الوقت علينا أن ندخل ذلك العالم مجددا قبل أن يفوت الأوان . "
كلارا : " تقصد عالم القصص الخيالية ... لا لن أذهب معك ، و الآن وداعا ، وجهي لن يغسل نفسه كما تعلم . "